logo
على جمعة: الإسلام علّم الإنسانية مبادئ الحرب الرحيمة وخرجت منها اتفاقيات جنيف

على جمعة: الإسلام علّم الإنسانية مبادئ الحرب الرحيمة وخرجت منها اتفاقيات جنيف

مصرس١٣-٠٥-٢٠٢٥

أكد الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتى الجمهورية الأسبق، أن اختزال السيرة النبوية المطهرة فى جانب "المغازى والغزوات" هو تبسيط مخل وغير دقيق، مشددًا على أن المغازى لا تمثل سوى جزء يسير من سيرة النبى صلى الله عليه وسلم، التى هى أوسع وأشمل من أن تُختصر فى القتال أو المواجهات العسكرية.
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتى الجمهورية الأسبق، خلال بوكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "السيرة هى موقف النبى صلى الله عليه وسلم من الكون، والإنسان، والحياة، وما حولها من أفكار وأحداث وأشخاص، أما المغازى، فقد حدثت فقط فى العشر سنوات الأخيرة من عمر الدعوة، ضمن العهد المدنى، وهى لا تمثل إلا سدس حياة النبى عليه الصلاة والسلام."وأوضح أن من بين 80 غزوة تم تسجيلها، لم يشارك النبى فى القتال فعليًا إلا فى 7 منها فقط، والبقية لم تشهد اشتباكًا، حتى فى تلك الغزوات، كانت الخسائر البشرية محدودة جدًا مقارنة بما تشهده الحروب الحديثة، فقد بلغ مجموع القتلى من الطرفين فى كل تلك السنوات نحو 1000 شخص، بينما نجد مثل هذا الرقم يُسجل فى سنة واحدة من حوادث السيارات فى مدينة مثل باريس"، مضيفًا أن هذا يدل على أن النبى لم يكن يسعى للقتال، بل كان دائم الحرص على الحقن الدماء والرحمة حتى فى المواجهات.وشدد على أن السيرة والمغازى تمثل دليلًا من دلائل النبوة، وأنها كانت مليئة بالدروس فى الرحمة، والتنظيم، والتعليم، والتعامل مع الأسرى، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا"، مشيرًا إلى أن الإسلام علّم الإنسانية مبادئ الحرب الرحيمة التى استفادت منها اتفاقيات جنيف لاحقًا.وتابع: "المؤرخ محمد بن إسحاق لم يسمِّ كتابه (المغازي) فقط، بل عنوانه الكامل هو "المبدأ والمبعث والمغازي"، أى أن المغازى جزء من كل، ولكن تسمية السيرة ب (المغازي) راجت عند العرب من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، وهى طريقة لغوية معروفة، كما نقول عن الصلاة ركعة، رغم أنها تضم أكثر من حركة واحدة."وأضاف: "اعتراض البعض على الاسم بحجة أن المغازى تعنى قتالًا فقط هو اعتراض غير منهجى وغير مقبول، بل إن المغازى هى من أشد وأشق المحطات فى حياة النبى، فاستُخدم الاسم للدلالة على التحديات، لا للاختزال".وفى ختام حديثه، شدد الدكتور على جمعة على أن السيرة النبوية تمثل مدرسة إنسانية وأخلاقية متكاملة، والمغازى كانت وسيلة للدفاع عن الحق ونشر القيم، لا وسيلة للعدوان أو القتل، والنبى صلى الله عليه وسلم علّم العالم الرحمة، والعدل، والحرية، وحسن المعاملة حتى فى أحلك الظروف.وأكد أن الأمة يجب أن تقرأ السيرة قراءة شاملة لفهم الإسلام كما بلّغه النبى المربى والمعلم والرحيم، لا كما تصوره بعض حملات التشويه أو القراءات القاصرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنه حين توفي أصحاب الكهف، اختلف الناس في شأنهم، فقال بعضهم: (ابنوا عليهم بنياناً)، أي أغلقوا باب الكهف بالطوب واتركوا الأمر لله. وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء: "(ربهم أعلم بهم)، هذه إشارة ربانية إلى أهمية ترك بعض الأمور لحكمة الله، خاصة عندما تكثر الآراء وتتصادم الرؤى".وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الآية القرآنية "قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً" تدل على أن من تولّى القرار في النهاية هم أولو الأمر، قائلاً: "غلبوا على أمرهم تعني ولاة الأمر، فهم من حسموا القرار ببناء مسجد عند الكهف".وأوضح الجندي أن المساجد كأماكن عبادة كانت موجودة قبل سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنها لم تكن بالضرورة بالمعنى المعروف لدينا اليوم.اقرأ أيضاً:طريقة مجربة لعلاج الفتور في الصلاة والعبادة.. ينصح بها خالد الجنديخالد الجندي يكشف عن 3 شروط لقبول التوبة النصوح إلى الله (فيديو)

عالم أزهري يحسم الجدل: حديث مكذوب يروج في الفضائيات والدعوة لعدم تكرار الأخطاء
عالم أزهري يحسم الجدل: حديث مكذوب يروج في الفضائيات والدعوة لعدم تكرار الأخطاء

الصباح العربي

timeمنذ ساعة واحدة

  • الصباح العربي

عالم أزهري يحسم الجدل: حديث مكذوب يروج في الفضائيات والدعوة لعدم تكرار الأخطاء

انتقد الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أحد الدعاة الذين ظهروا مؤخراً على إحدى الفضائيات واستندوا إلى حديث مكذوب منسوب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. رد الدكتور مختار جاء بعد سؤال تلقاه عن قول الداعية بأن النبي قال: "ما رآني أحد منكم على هيئتي إلا فاطمة بنتي وأبو بكر" وأكد أن هذا الحديث لا أصل له ولا صحة له في كتب الحديث الصحيحة. وأشار إلى أن الحديث يفتقد إلى الأدلة الشرعية، ويظهر عليه علامات الضعف، مثل ركاكة اللفظ وضعف التركيب، وهو مخالف للمعقول والمنقول وأصول الإسلام. واستشهد بقول الإمام ابن الجوزي والسيوطي حول الأحاديث المكذوبة وضرورة تحري صحتها وعدم قبول ما يخالف أصول الدين. وختم العالم الأزهري رسالته لكل العلماء والدعاة بالالتزام بعدم نقل الأحاديث المكذوبة، مستشهداً بحديث النبي الشريف: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".

إبراهيم عيسى: الإخوان اخترقوا المجتمعات الأوروبية وسيطروا على المساجد والمؤسسات
إبراهيم عيسى: الإخوان اخترقوا المجتمعات الأوروبية وسيطروا على المساجد والمؤسسات

أهل مصر

timeمنذ ساعة واحدة

  • أهل مصر

إبراهيم عيسى: الإخوان اخترقوا المجتمعات الأوروبية وسيطروا على المساجد والمؤسسات

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى أن الحكومات العربية تحارب جماعة الإخوان من الناحيتين التنظيمية والحركية، في الوقت الذي تشهد فيه الجماعة تمددًا ونفوذًا متزايدًا داخل أوروبا والغرب، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان باتت تسيطر على قطاعات واسعة من المسلمين في أوروبا، في ما وصفه بـ «تطور هائل ومؤثر». وخلال تقديم برنامج «حديث القاهرة»، المُذاع عبر شاشة «القاهرة والناس»، أكد أن تنظيم الإخوان اخترق المجتمع الفرنسي، وسيطرعلى عدد كبير من المساجد والجمعيات، بالإضافة إلى اختراق مؤسسات جامعية وبحثية وإعلامية، مضيفًا: «هذا التمدد يخلق مشكلة كبيرة في الواقع العربي والمصري، حيث إن أي قرار ضد جماعة الإخوان في الداخل العربي يقابله تحشيد من المؤسسات الحقوقية الغربية». وأكمل "عيسى": "تُقدم الجماعة في الخارج وكأنها حركة سياسية شرعية، والإخوان اختطفوا الإسلام في أوروبا من خلال سيطرتهم على المساجد". وشدد "عيسى" على أن الأمر بات يتطلب طرح أسئلة عميقة والاستماع إلى رؤى وتحليلات لفهم هذا التمدد وتأثيراته على الداخل العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store