logo
"سرقة القرن" تنكأ جراح المصريين الاقتصادية والتعليمية

"سرقة القرن" تنكأ جراح المصريين الاقتصادية والتعليمية

Independent عربيةمنذ 6 ساعات

الغالبية المطلقة من المصريين تهتم بـ"الحوادث". كان الباب أو الصفحة الأكثر قراءة في زمن الصحف الورقية، وصار القسم الأكثر مطالعة في زمن الصحافة الرقمية، وهو المحتوى الأكثر تحقيقاً للمشاهدات وتفعيلاً للمتابعات في محتوى منصات الـ "سوشيال ميديا". وتظل الحوادث المادة الأكثر قدرة على كسر جليد اللقاء الأول بين الغرباء، والأعلى قدرة على توفير وقود القيل والقال.
دورة حياة الحادث قصيرة، مهما بلغ من مأسوية ودموية، ومهما ظنّ الجميع أن وقائعه ستبقى حديث الساعة وكل ساعة. مسيرة الحوادث في مصر وتفاعل المصريين معها تؤكدان أن العلاقة بينهما وثيقة، ومقتضبة في آن. لكن القاعدة لها استثناءات، فبين آلاف الحوادث التي تشغل اهتمام المصريين، وربما الملايين منها على مر العقود، تبقى حوادث بعينها علامة فارقة ومرجعية دالة ونقطة استشهاد تفرض نفسها على مر الزمان.
من غرق العبّارة "السلام 98" قرب ميناء سفاجا المصري عام 2006 وغرق ما يزيد على ألف راكب، وقبلها غرق باخرة الحجاج "سالم إكسبريس" قبالة ميناء الغردقة وغرق ركابها البالغ عددهم 476 شخصاً، إلى "المرأة الحديدية" سيدة الأعمال هدى عبد المنعم التي دشنت مشروعات لم يكتمل أغلبها، وجمعت ثروة طائلة ثم هربت من مصر في الثمانينيات رغم صدور قرارات صارمة بمنعها من السفر وفرض الحراسة على ممتلكاتها، إلى "رجل الفراخ الفاسدة" توفيق عبد الحي الذي أطعم ملايين المصريين دجاجاً فاسداً على مدار سنوات وحصل على قروض مليونية بلا ضمانات ثم هرب من البلاد في عام 1982، إلى القبض على وزير الزراعة السابق صلاح هلال عقب استقالته في ميدان التحرير نهاراً جهاراً فيما أطلق عليها "قضية الفساد الكبرى" في وزارة الزراعة، إلى الحكم بالإعدام في عام 2009 على رجل أعمال مصري مشهور وضابط سابق في حادث مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم قبل أن يتم تخفيف الحكم إلى 15 عاماً، ثم حصوله على عفو رئاسي في عام 2017، وغيرها، تظل مثل هذه الحوادث علامة فارقة ومرجعية معرفية واستشهادية في ذاكرة المصريين لأسباب شتى.
الثروة والفساد
تتراوح الأسباب بين استحضار لحجم الفساد، واستدعاء لتداخل السياسة مع المال، والبحث عن عبرة في السقوط المدوي لساسة أو مشاهير بين يوم وليلة، لكن يبقى حجم الثروات ومقدار الذهب وكميات الماس وعدد حزم البنكنوت، لا سيما إن كانت "خضراء" (دولار) التي يعلن عن اكتشافها أو اختفائها في بيت أو حقيبة أحدهم الأكثر إثارة في حياة المصريين.
وكلما تضخمت الثروة المكتشفة أو تعاظمت قيمة المسروقات المختفية، تأجج اهتمام المصريين، واتخذوا من كل تفصيل من تفاصيل ما جرى نقطة انطلاق للقيل والقال، ومشهيات تسبق وجبة البحث والتنقيب في سيرة الجاني وتاريخ المجني عليه ومصادر الثروة وعلاقة يسر حال أحدهم بضيق حال الآخرين وقائمة الحكمة الشعبية المستقاة من الحوادث والجرائم تطول.
وعلى مدار الساعات القليلة الماضية، حقق المصريون رقماً قياسياً جديداً ينضم لأرقامهم السابقة في ماراثون المتابعة والبحث والتنقيب واستخلاص العبر والأحكام والمفاهيم. بيت أحدهم، أو بالأحرى إحداهن، تعرض للسرقة. إلى هنا، يبدو الأمر عادياً بالنسبة إلى عالم الجريمة. لكن تفاصيل الجريمة، والإعلان عما جرت سرقته بالتفصيل فجّر ينابيع التحليل، وأطلق العنان لتوليفة فريدة من الصعبانيات المالية والبكائيات الاقتصادية والانتحابات الاجتماعية.
تفجّرت المسألة هذه المرة بنشر خبر سرقة محتويات من فيلا سيدة الأعمال والملقبة بعديد من الألقاب بينها "رائدة التعليم المدرسي"، و"مبدعة التعليم الجامعي"، و"الخبيرة التربوية"، إضافة إلى لقب الأكثر شيوعاً وهو "ماما نوال"، وذلك في إشارة إلى موقعها وأدائها في مجال التعليم.
وإذا كانت محتويات شقة أو فيلا أو حتى قصر حادث مثير، والإعلان عن تفاصيل المسروقات من مبالغ مالية ومشغولات ذهبية وغيرها من المقتنيات النفيسة والثمينة التي تقدر قيمتها بمليون أو اثنين أو حتى خمسة حادث مثير جداً، فما بالك بسرقة مقتنيات تقدّر قيمتها بنحو ربع مليار جنيه مصري، إضافة إلى 15 كيلوغراماً من الذهب؟!
تفاصيل كثيرة في السرقة، التي هرع البعض لإطلاق اسم "سرقة القرن" عليها. المبالغ كانت في خزائن في غرفة النوم: 50 مليون جنيه مصري و350 ألف جنيه إسترليني وثلاثة ملايين دولار أميركي و15 كيلو غراماً من الذهب، وأوراق مهمة، وأرقام سرية جرى تغييرها، وحديث عن خلافات حول ميراث، وأقاويل عن ضلوع لحفيد أو أحفاد وغيرها الكثير من التفاصيل أثارت الاهتمام كالمعتاد.
لكن غير المعتاد هو هذا الكم الهائل من الحسابات والتقييمات والمقارنات والإسقاطات الدائرة رحاها من قبل الكثيرين، سواء على أثير السوشيال ميديا أو على محطة الباص أو في داخل الميكروباص.
السؤال الأكثر طرحاً والأعلى حصولاً على إجابات هي أقرب ما يكون إلى الاجتهادات هو: لماذا يحتفظ أحدهم بهذا القدر من المال والذهب في بيته؟ والسؤال التالي أقرب إلى التكهنات، وهو إذا كان هذا حجم "الفكة" في البيت، فما بالك بالحسابات البنكية؟
آلاف الإجابات المتراوحة بين محاولات التفسير، كل بحسب قدرته وخياله، وبين السخرية والضحك، لكنه "ضحك كالبكاء"، قفزت باسم نوال الدجوي إلى رأس الترند.
هذه الملايين من الجنيهات وغيرها من العملات بعيدة عن قدرة الملايين عن تصوّر أو تخيل معنى المليون. ورغم أن اقتناء المليون جنيه أو دولار أو يورو أو غيرها من العملات ليست بالأمر نادر الحدوث أو العصي عن التحقيق، فإن الظروف الاقتصادية البالغة الصعوبة التي يمر بها المصريون منذ أحداث يناير (كانون الثاني) عام 2011، وبشكل أكثر تصاعداً وتفاقماً منذ التعويم المحوري الأول في الألفية الثالثة، تحديداً في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016، جعل حلم "الراحة المادية" بمعنى أبسط درجات الوفرة، بعيد المنال.
هذا البعد في المنال أسهم في تدفق تعليقات المصريين، لا سيما البسطاء حول المبالغ المسروقة. بين حوقلة مستنكرة أن يمتلك أحدهم هذا المبلغ، وبسملة مستترة كناية عن الدعاء لصاحب المال باستمرار الثراء وأيضاً رد المسروقات، وتساؤلات من قبيل "من أين لها هذا؟" دون شرط النظر إلى كمية المشروعات التعليمية الاستثمارية والشراكات الاقتصادية والتوسعات المالية وعدد سنوات العمل والاستثمار، واستنكارات توحي بأن الإبقاء على هذه المبالغ والذهب في البيت "فيه إنّ"، تتواتر اجتهادات البسطاء في شان السرقة.
"فيه إنّ" عبارة عبقرية ابتدعها المصريون للتشكيك دون تجريح، وربما لإلقاء الاتهامات دون أدلة أو براهين. ولأن مقياس المصري البسيط ومعياره المحدد لـ"الثروة" يختلف بشدة بين من يعتبر وجود عشرة آلاف جنيه في البيت دليلاً على الثراء، ومن يتعامل مع مبلغ النصف مليون جنيه باعتباره "ثراء فاحشاً"، ومن يؤكد أن المليون هو الحد الأدنى للثراء دون شرط الوعي بـ"ماذا تشتري المليون؟"، يمكن القول إن الحراك الشعبي العنكبوتي الحالي هو نوع من الصراع الطبقي المموه الذي يعكس الفجوة العميقة بين من يملك ومن لا يملك، أو يملك أقل القليل.
الثروة والمفهوم الشعبي
الصخب الشعبي الحادث جراء مفهوم "الثروة" يُعيد تسليط الضوء على فكرة شعبية، صنعتها أدبيات يسارية، وأسهمت في ترسيخها أعمال درامية، وعمل على استخدامها أداة سياسية ومخدراً موضعياً لآلام الفقر والعوز أنظمة وحكومات سياسية في أزمنة عدة. الفكرة تعتمد على شيطنة رجال وسيدات الأعمال، واعتبار كل من عاش ميسوراً جداً أو نفذ مشروعات ناجحة جداً أو ظهرت عليه علامات الثراء جداً هو بالضرورة "حرامي". هذه الفكرة المريحة للقاعدة العريضة من الفقراء، على اعتبار أن الفقر مفرد من مفردات الشرف، والثراء مفرد من مفردات انعدامه، تعبر عن نفسها بشكل واضح في هذا الحادث.
السؤال التالي المثير للحراك، الذي ما زال يبحث عن إجابات منطقية وإن كان قد عثر على كثير من الاجتهادات ذات الألوان السياسية والنكهات الاقتصادية، هو: لماذا يحتفظ أحدهم في بيته، لا في بنك أو مشروع، بمثل هذه المبالغ الضخمة والمعادن النفيسة؟ البسطاء أجابوا بأن هذا يعني قطعاً أن صاحب المال يملك أمثاله أضعافاً مضاعفة في البنوك، وأن هذا هو الفائض الذي قد يحتاجه لشراء البقالة وكسوة الصيف والشتاء، وربما للسفر المفاجئ حال حدوث طارئ سياسي أو عارض اقتصادي.
وبين البسطاء من سارع لإخراج الآلات الحاسبة التي أعادها إلى خزاناته بعد ما استخدامه الأخير لها في عامي 2011 و2012. الأجيال الجديدة من البسطاء اعتمدت على تقنية الحسابات على الهواتف المحمولة. عمليات حسابية متناهية الضخامة دارت رحاها لحساب مجموع ما تمت سرقته من أموال وذهب بالجنيه المصري. البحث عن سعر الدولار وقيمة الإسترليني، ثم ضرب الناتج في قيمة المبلغ المسروق، والتنقيب عن سعر كيلوغرام الذهب، ثم ضرب القيمة في 15 وإضافة الناتج للمبلغ المالي، والخروج بنتائج مختلفة، كل على سحب السعر الذي عثر عليه في موقع هنا، أو تقييم الذهب المذكور في مصدر هناك.
في نهاية كل عملية حسابية، تدور الأحاديث الشعبية البسيطة حول ما يمكن عمله بهذا المبلغ الطائل: أجوّز البنت (تزويج الابنة)، شراء شقة ثلاث غرف وصالة وحمامين، وربما شراء جاموستين وحمارة في البلد. ومنهم من قال متفكهاً، وربما جاداً أو مختبراً الأجواء، الزواج بأخرى. وهناك من شطحت به الأحلام لمعاش مبكر، والاكتفاء بفوائد المبلغ بعد إيداعه في البنك، أو حدد أولوياته في شقة على بحر إسكندرية وتلفزيون 84 بوصة وغسالة 47 برنامجاً وتكييفات لكل غرفة في البيت بما في ذلك المطبخ والحمام وقائمة الأحلام تستهلك ساعات الليل والنهار.
آخر مرة لجأ فيها البسطاء لآلاتهم الحاسبة، كانت بعد أحداث عام 2011، وبدء الاستخدام السياسي حينئذ لمنظومة "الأموال المنهوبة" التي لم تخرج عن إطار القيل والقال. مليارات من الدولارات قيل إن الرئيس السابق الراحل محمد حسين مبارك وابنيه وزوجته نهبوها تراوحت بين 11 و70 و600 مليار دولار، ولم يثبت وجود أي منها، ومن ثمّ استعادة دولار واحد. هذه المليارات التي أشارت إليها صحف غربية، وكتاب مصريون، ومعارضون ثوريون وغيرهم شغلت البسطاء بتقسيم المبلغ على 80 مليون مصري ومصرية (تعداد مصر في عام 2011) تارة، وسداد ديون مصر وتقسيم الباقي على أهلها تارة أخرى.
هذه المرة، وفي "سرقة القرن" الخاصة بمسروقات الدجوي، غاص مفكرون ومثقفون إلى ما يختلف عن المسائل الحسابية من ضرب وقسمة. بين تأكيد أن الثقة في المنظومة المصرفية متآكلة بين الكبار (من يملكون الثروات)، وأن هذا يستدعي القلق ويستوجب سرعة التصرف والإصلاح من قبل الحكومة وكبار المسؤولين، لا سيما أن الدجوي على الأرجح ليست سيدة الأعمال الوحيدة التي تحتفظ بمثل هذه المبالغ الطائلة في بيتها، وأن هذا يعني أن مليارات أخرى كثيرة متناثرة في بيوت عديدة، وجزم بأن هذا يعني بالضرورة إن مصدر الأموال غير قانوني ومنبع الذهب غير مشروع، ثم هرولة للربط بين هذا الجزم وبين سابق الموقف السياسي المعارض للنظام، واعتبار التفاصيل تأكيداً على الفساد وبرهاناً على الضياع، يغني كل من المتكهنين على ليلاه.
"ليلى" شعور وطني جارف يأمل في إصلاح الأوضاع. وهي ميل سياسي واضح يستثمر في كل حادث وحدث لفرض أيديولوجيا مغايرة أو إثبات توجه سياسي مختلف. وقد تكون "ليلى" كذلك مجرد هبد سياسي على منصات السوشيال ميديا أو رزع شعبوي بحثاً عن زيادة المتابعات وصناعة الترندات.
وفي خضم هذا الصخب الكبير على وقع السرقة الكبرى التي أصبح اسمها "سرقة القرن"، يشتعل جدال آخر على خلفية عمل وتخصص نوال الدجوي. إنها السيدة التي ينسب إليها إحدى أنجح تجارب التعليم الخاص في مصر. فهي صاحبة إحدى أوائل مدارس تعليم اللغات في مصر في عام 1985. وكانت وقتها في الـ 21 من العمر. حققت المدرسة نجاحاً مبهراً، لا من حيث عدد الملتحقين فقط، لكن في نوعية التعليم والتربية والضبط الربط في إدارة المدرسة. وانطلقت الدجوي بعدها لتؤسس مشروعات تعليمية عدة، أبرزها حالياً جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب.
التعليم على هامش السرقة
فتحت السرقة أبواب لا حصر لها من النقاش حول التعليم في مصر. فريق اعتبر هذه المبالغ دليلاً دامغاً على تحوّل جانب معتبر من التعليم في مصر إلى تجارة مربحة لرجال وسيدات الأعمال، دون أن يتواكب ذلك مع جودته. فريق آخر رأى أن المبالغ المسروقة تعني أن الأرباح خيالية وغير منطقية ما يعكس فساداً بالضرورة. وفريق ثالث رأى الأرباح معقولة في ضوء مصروفات الجامعة والمدارس التي تمتلكها، بل مضوا قدماً في حصر عدد الطلاب وقيمة المصروفات السنوية لكل منهم مع إضافة قيمة بنود "التبرعات" و"الإنشاءات" التي يطلب من أولياء الأمور سدادها في كل المدارس الخاصة بعيداً عن أعني القانون لإثبات وجهة نظره.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فريق رابع من خريجي المدرسة أو أولياء أمور طلاب فيها أخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن مصدر أموال الدجوي، وتأكيد أن "ماما نوال" رائدة التعليم وقائدة التربية ولا غبار عليها أو على ثرواتها. وخامس يؤكد أن العبرة بالمحتوى التعليمي، ومستوى خريجي مؤسسات الدجوي يتحدث عن نفسه، وأن "مش أي حد معاه قرشين يبقى حرامي". وسادس ينتفض بأن "القرشين" حين تصبح ربع ملياراً ويزيد تطرح أسئلة تربوية حول ماذا نعلم أطفالنا في المدارس وشبابنا في الجامعات. وسابع يدافع بأن المعلم الجيد والتربوي المحنك ليسا جائعين مشردين يعانيان الأنيميا بالضرورة. وثامن يعيد دفة الجدل التعليمي إلى نقطة البداية حيث التعليم الخاص في مصر، والخط الفاصل بين مساهمته في منظومة التعليم والتنشئة من جهة وبين تحوله إلى بيزنس عالي ومضمون الربحية من جهة أخرى، إضافة إلى سؤال حول الضوابط والتوازنات وغياب المراجعة والمساءلة من قبل الدولة على هذا التعليم، ويستمر الجدل والنقاش على هامش "سرقة القرن".
وكالعادة، لا تخلو السرقة من هامش معتبر من السخرية الحادة. مقاطع فيديو وأخرى مصنوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي يتسابق صناع محتوى في تحميلها على السوشيال ميديا لحافلات ضخمة وطائرات وبواخر وعربات تجرها الحمير تنتظر أسفل نافذة الفيلا ليتم تحميلها بالملايين المسروقة، التي ينقلها عشرات العمال. رسائل موجهة لأولياء الأمور بضرورة سداد عشرة أو عشرين أو 30 ألف جنيه بقية الرسوم المدرسية لضمان دخول الابن الامتحان، وأمامها صورة لأموال ومجوهرات مذيلة بـ"مغارة علي بابا".
وبينما تستمر التحقيقات، وتتضح حقائق مذهلة حيث خلافات الميراث، وتوجيهها اتهام لأحد أحفادها بالضلوع في السرقة، وحديث عن وصية مغلقة قد تغير موازين القضية، ينصب اهتمام المصريين على العمليات الحسابية، والتساؤلات المنطقية وكذلك غير المنطقية عن أصل الثروة، والبحث في منظومة التعليم والتربية، وإن كان "باب النجار مخلع" أم أن المسألة أكبر من مجرد باب مخلوع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"سرقة القرن" تنكأ جراح المصريين الاقتصادية والتعليمية
"سرقة القرن" تنكأ جراح المصريين الاقتصادية والتعليمية

Independent عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • Independent عربية

"سرقة القرن" تنكأ جراح المصريين الاقتصادية والتعليمية

الغالبية المطلقة من المصريين تهتم بـ"الحوادث". كان الباب أو الصفحة الأكثر قراءة في زمن الصحف الورقية، وصار القسم الأكثر مطالعة في زمن الصحافة الرقمية، وهو المحتوى الأكثر تحقيقاً للمشاهدات وتفعيلاً للمتابعات في محتوى منصات الـ "سوشيال ميديا". وتظل الحوادث المادة الأكثر قدرة على كسر جليد اللقاء الأول بين الغرباء، والأعلى قدرة على توفير وقود القيل والقال. دورة حياة الحادث قصيرة، مهما بلغ من مأسوية ودموية، ومهما ظنّ الجميع أن وقائعه ستبقى حديث الساعة وكل ساعة. مسيرة الحوادث في مصر وتفاعل المصريين معها تؤكدان أن العلاقة بينهما وثيقة، ومقتضبة في آن. لكن القاعدة لها استثناءات، فبين آلاف الحوادث التي تشغل اهتمام المصريين، وربما الملايين منها على مر العقود، تبقى حوادث بعينها علامة فارقة ومرجعية دالة ونقطة استشهاد تفرض نفسها على مر الزمان. من غرق العبّارة "السلام 98" قرب ميناء سفاجا المصري عام 2006 وغرق ما يزيد على ألف راكب، وقبلها غرق باخرة الحجاج "سالم إكسبريس" قبالة ميناء الغردقة وغرق ركابها البالغ عددهم 476 شخصاً، إلى "المرأة الحديدية" سيدة الأعمال هدى عبد المنعم التي دشنت مشروعات لم يكتمل أغلبها، وجمعت ثروة طائلة ثم هربت من مصر في الثمانينيات رغم صدور قرارات صارمة بمنعها من السفر وفرض الحراسة على ممتلكاتها، إلى "رجل الفراخ الفاسدة" توفيق عبد الحي الذي أطعم ملايين المصريين دجاجاً فاسداً على مدار سنوات وحصل على قروض مليونية بلا ضمانات ثم هرب من البلاد في عام 1982، إلى القبض على وزير الزراعة السابق صلاح هلال عقب استقالته في ميدان التحرير نهاراً جهاراً فيما أطلق عليها "قضية الفساد الكبرى" في وزارة الزراعة، إلى الحكم بالإعدام في عام 2009 على رجل أعمال مصري مشهور وضابط سابق في حادث مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم قبل أن يتم تخفيف الحكم إلى 15 عاماً، ثم حصوله على عفو رئاسي في عام 2017، وغيرها، تظل مثل هذه الحوادث علامة فارقة ومرجعية معرفية واستشهادية في ذاكرة المصريين لأسباب شتى. الثروة والفساد تتراوح الأسباب بين استحضار لحجم الفساد، واستدعاء لتداخل السياسة مع المال، والبحث عن عبرة في السقوط المدوي لساسة أو مشاهير بين يوم وليلة، لكن يبقى حجم الثروات ومقدار الذهب وكميات الماس وعدد حزم البنكنوت، لا سيما إن كانت "خضراء" (دولار) التي يعلن عن اكتشافها أو اختفائها في بيت أو حقيبة أحدهم الأكثر إثارة في حياة المصريين. وكلما تضخمت الثروة المكتشفة أو تعاظمت قيمة المسروقات المختفية، تأجج اهتمام المصريين، واتخذوا من كل تفصيل من تفاصيل ما جرى نقطة انطلاق للقيل والقال، ومشهيات تسبق وجبة البحث والتنقيب في سيرة الجاني وتاريخ المجني عليه ومصادر الثروة وعلاقة يسر حال أحدهم بضيق حال الآخرين وقائمة الحكمة الشعبية المستقاة من الحوادث والجرائم تطول. وعلى مدار الساعات القليلة الماضية، حقق المصريون رقماً قياسياً جديداً ينضم لأرقامهم السابقة في ماراثون المتابعة والبحث والتنقيب واستخلاص العبر والأحكام والمفاهيم. بيت أحدهم، أو بالأحرى إحداهن، تعرض للسرقة. إلى هنا، يبدو الأمر عادياً بالنسبة إلى عالم الجريمة. لكن تفاصيل الجريمة، والإعلان عما جرت سرقته بالتفصيل فجّر ينابيع التحليل، وأطلق العنان لتوليفة فريدة من الصعبانيات المالية والبكائيات الاقتصادية والانتحابات الاجتماعية. تفجّرت المسألة هذه المرة بنشر خبر سرقة محتويات من فيلا سيدة الأعمال والملقبة بعديد من الألقاب بينها "رائدة التعليم المدرسي"، و"مبدعة التعليم الجامعي"، و"الخبيرة التربوية"، إضافة إلى لقب الأكثر شيوعاً وهو "ماما نوال"، وذلك في إشارة إلى موقعها وأدائها في مجال التعليم. وإذا كانت محتويات شقة أو فيلا أو حتى قصر حادث مثير، والإعلان عن تفاصيل المسروقات من مبالغ مالية ومشغولات ذهبية وغيرها من المقتنيات النفيسة والثمينة التي تقدر قيمتها بمليون أو اثنين أو حتى خمسة حادث مثير جداً، فما بالك بسرقة مقتنيات تقدّر قيمتها بنحو ربع مليار جنيه مصري، إضافة إلى 15 كيلوغراماً من الذهب؟! تفاصيل كثيرة في السرقة، التي هرع البعض لإطلاق اسم "سرقة القرن" عليها. المبالغ كانت في خزائن في غرفة النوم: 50 مليون جنيه مصري و350 ألف جنيه إسترليني وثلاثة ملايين دولار أميركي و15 كيلو غراماً من الذهب، وأوراق مهمة، وأرقام سرية جرى تغييرها، وحديث عن خلافات حول ميراث، وأقاويل عن ضلوع لحفيد أو أحفاد وغيرها الكثير من التفاصيل أثارت الاهتمام كالمعتاد. لكن غير المعتاد هو هذا الكم الهائل من الحسابات والتقييمات والمقارنات والإسقاطات الدائرة رحاها من قبل الكثيرين، سواء على أثير السوشيال ميديا أو على محطة الباص أو في داخل الميكروباص. السؤال الأكثر طرحاً والأعلى حصولاً على إجابات هي أقرب ما يكون إلى الاجتهادات هو: لماذا يحتفظ أحدهم بهذا القدر من المال والذهب في بيته؟ والسؤال التالي أقرب إلى التكهنات، وهو إذا كان هذا حجم "الفكة" في البيت، فما بالك بالحسابات البنكية؟ آلاف الإجابات المتراوحة بين محاولات التفسير، كل بحسب قدرته وخياله، وبين السخرية والضحك، لكنه "ضحك كالبكاء"، قفزت باسم نوال الدجوي إلى رأس الترند. هذه الملايين من الجنيهات وغيرها من العملات بعيدة عن قدرة الملايين عن تصوّر أو تخيل معنى المليون. ورغم أن اقتناء المليون جنيه أو دولار أو يورو أو غيرها من العملات ليست بالأمر نادر الحدوث أو العصي عن التحقيق، فإن الظروف الاقتصادية البالغة الصعوبة التي يمر بها المصريون منذ أحداث يناير (كانون الثاني) عام 2011، وبشكل أكثر تصاعداً وتفاقماً منذ التعويم المحوري الأول في الألفية الثالثة، تحديداً في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016، جعل حلم "الراحة المادية" بمعنى أبسط درجات الوفرة، بعيد المنال. هذا البعد في المنال أسهم في تدفق تعليقات المصريين، لا سيما البسطاء حول المبالغ المسروقة. بين حوقلة مستنكرة أن يمتلك أحدهم هذا المبلغ، وبسملة مستترة كناية عن الدعاء لصاحب المال باستمرار الثراء وأيضاً رد المسروقات، وتساؤلات من قبيل "من أين لها هذا؟" دون شرط النظر إلى كمية المشروعات التعليمية الاستثمارية والشراكات الاقتصادية والتوسعات المالية وعدد سنوات العمل والاستثمار، واستنكارات توحي بأن الإبقاء على هذه المبالغ والذهب في البيت "فيه إنّ"، تتواتر اجتهادات البسطاء في شان السرقة. "فيه إنّ" عبارة عبقرية ابتدعها المصريون للتشكيك دون تجريح، وربما لإلقاء الاتهامات دون أدلة أو براهين. ولأن مقياس المصري البسيط ومعياره المحدد لـ"الثروة" يختلف بشدة بين من يعتبر وجود عشرة آلاف جنيه في البيت دليلاً على الثراء، ومن يتعامل مع مبلغ النصف مليون جنيه باعتباره "ثراء فاحشاً"، ومن يؤكد أن المليون هو الحد الأدنى للثراء دون شرط الوعي بـ"ماذا تشتري المليون؟"، يمكن القول إن الحراك الشعبي العنكبوتي الحالي هو نوع من الصراع الطبقي المموه الذي يعكس الفجوة العميقة بين من يملك ومن لا يملك، أو يملك أقل القليل. الثروة والمفهوم الشعبي الصخب الشعبي الحادث جراء مفهوم "الثروة" يُعيد تسليط الضوء على فكرة شعبية، صنعتها أدبيات يسارية، وأسهمت في ترسيخها أعمال درامية، وعمل على استخدامها أداة سياسية ومخدراً موضعياً لآلام الفقر والعوز أنظمة وحكومات سياسية في أزمنة عدة. الفكرة تعتمد على شيطنة رجال وسيدات الأعمال، واعتبار كل من عاش ميسوراً جداً أو نفذ مشروعات ناجحة جداً أو ظهرت عليه علامات الثراء جداً هو بالضرورة "حرامي". هذه الفكرة المريحة للقاعدة العريضة من الفقراء، على اعتبار أن الفقر مفرد من مفردات الشرف، والثراء مفرد من مفردات انعدامه، تعبر عن نفسها بشكل واضح في هذا الحادث. السؤال التالي المثير للحراك، الذي ما زال يبحث عن إجابات منطقية وإن كان قد عثر على كثير من الاجتهادات ذات الألوان السياسية والنكهات الاقتصادية، هو: لماذا يحتفظ أحدهم في بيته، لا في بنك أو مشروع، بمثل هذه المبالغ الضخمة والمعادن النفيسة؟ البسطاء أجابوا بأن هذا يعني قطعاً أن صاحب المال يملك أمثاله أضعافاً مضاعفة في البنوك، وأن هذا هو الفائض الذي قد يحتاجه لشراء البقالة وكسوة الصيف والشتاء، وربما للسفر المفاجئ حال حدوث طارئ سياسي أو عارض اقتصادي. وبين البسطاء من سارع لإخراج الآلات الحاسبة التي أعادها إلى خزاناته بعد ما استخدامه الأخير لها في عامي 2011 و2012. الأجيال الجديدة من البسطاء اعتمدت على تقنية الحسابات على الهواتف المحمولة. عمليات حسابية متناهية الضخامة دارت رحاها لحساب مجموع ما تمت سرقته من أموال وذهب بالجنيه المصري. البحث عن سعر الدولار وقيمة الإسترليني، ثم ضرب الناتج في قيمة المبلغ المسروق، والتنقيب عن سعر كيلوغرام الذهب، ثم ضرب القيمة في 15 وإضافة الناتج للمبلغ المالي، والخروج بنتائج مختلفة، كل على سحب السعر الذي عثر عليه في موقع هنا، أو تقييم الذهب المذكور في مصدر هناك. في نهاية كل عملية حسابية، تدور الأحاديث الشعبية البسيطة حول ما يمكن عمله بهذا المبلغ الطائل: أجوّز البنت (تزويج الابنة)، شراء شقة ثلاث غرف وصالة وحمامين، وربما شراء جاموستين وحمارة في البلد. ومنهم من قال متفكهاً، وربما جاداً أو مختبراً الأجواء، الزواج بأخرى. وهناك من شطحت به الأحلام لمعاش مبكر، والاكتفاء بفوائد المبلغ بعد إيداعه في البنك، أو حدد أولوياته في شقة على بحر إسكندرية وتلفزيون 84 بوصة وغسالة 47 برنامجاً وتكييفات لكل غرفة في البيت بما في ذلك المطبخ والحمام وقائمة الأحلام تستهلك ساعات الليل والنهار. آخر مرة لجأ فيها البسطاء لآلاتهم الحاسبة، كانت بعد أحداث عام 2011، وبدء الاستخدام السياسي حينئذ لمنظومة "الأموال المنهوبة" التي لم تخرج عن إطار القيل والقال. مليارات من الدولارات قيل إن الرئيس السابق الراحل محمد حسين مبارك وابنيه وزوجته نهبوها تراوحت بين 11 و70 و600 مليار دولار، ولم يثبت وجود أي منها، ومن ثمّ استعادة دولار واحد. هذه المليارات التي أشارت إليها صحف غربية، وكتاب مصريون، ومعارضون ثوريون وغيرهم شغلت البسطاء بتقسيم المبلغ على 80 مليون مصري ومصرية (تعداد مصر في عام 2011) تارة، وسداد ديون مصر وتقسيم الباقي على أهلها تارة أخرى. هذه المرة، وفي "سرقة القرن" الخاصة بمسروقات الدجوي، غاص مفكرون ومثقفون إلى ما يختلف عن المسائل الحسابية من ضرب وقسمة. بين تأكيد أن الثقة في المنظومة المصرفية متآكلة بين الكبار (من يملكون الثروات)، وأن هذا يستدعي القلق ويستوجب سرعة التصرف والإصلاح من قبل الحكومة وكبار المسؤولين، لا سيما أن الدجوي على الأرجح ليست سيدة الأعمال الوحيدة التي تحتفظ بمثل هذه المبالغ الطائلة في بيتها، وأن هذا يعني أن مليارات أخرى كثيرة متناثرة في بيوت عديدة، وجزم بأن هذا يعني بالضرورة إن مصدر الأموال غير قانوني ومنبع الذهب غير مشروع، ثم هرولة للربط بين هذا الجزم وبين سابق الموقف السياسي المعارض للنظام، واعتبار التفاصيل تأكيداً على الفساد وبرهاناً على الضياع، يغني كل من المتكهنين على ليلاه. "ليلى" شعور وطني جارف يأمل في إصلاح الأوضاع. وهي ميل سياسي واضح يستثمر في كل حادث وحدث لفرض أيديولوجيا مغايرة أو إثبات توجه سياسي مختلف. وقد تكون "ليلى" كذلك مجرد هبد سياسي على منصات السوشيال ميديا أو رزع شعبوي بحثاً عن زيادة المتابعات وصناعة الترندات. وفي خضم هذا الصخب الكبير على وقع السرقة الكبرى التي أصبح اسمها "سرقة القرن"، يشتعل جدال آخر على خلفية عمل وتخصص نوال الدجوي. إنها السيدة التي ينسب إليها إحدى أنجح تجارب التعليم الخاص في مصر. فهي صاحبة إحدى أوائل مدارس تعليم اللغات في مصر في عام 1985. وكانت وقتها في الـ 21 من العمر. حققت المدرسة نجاحاً مبهراً، لا من حيث عدد الملتحقين فقط، لكن في نوعية التعليم والتربية والضبط الربط في إدارة المدرسة. وانطلقت الدجوي بعدها لتؤسس مشروعات تعليمية عدة، أبرزها حالياً جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب. التعليم على هامش السرقة فتحت السرقة أبواب لا حصر لها من النقاش حول التعليم في مصر. فريق اعتبر هذه المبالغ دليلاً دامغاً على تحوّل جانب معتبر من التعليم في مصر إلى تجارة مربحة لرجال وسيدات الأعمال، دون أن يتواكب ذلك مع جودته. فريق آخر رأى أن المبالغ المسروقة تعني أن الأرباح خيالية وغير منطقية ما يعكس فساداً بالضرورة. وفريق ثالث رأى الأرباح معقولة في ضوء مصروفات الجامعة والمدارس التي تمتلكها، بل مضوا قدماً في حصر عدد الطلاب وقيمة المصروفات السنوية لكل منهم مع إضافة قيمة بنود "التبرعات" و"الإنشاءات" التي يطلب من أولياء الأمور سدادها في كل المدارس الخاصة بعيداً عن أعني القانون لإثبات وجهة نظره. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) فريق رابع من خريجي المدرسة أو أولياء أمور طلاب فيها أخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن مصدر أموال الدجوي، وتأكيد أن "ماما نوال" رائدة التعليم وقائدة التربية ولا غبار عليها أو على ثرواتها. وخامس يؤكد أن العبرة بالمحتوى التعليمي، ومستوى خريجي مؤسسات الدجوي يتحدث عن نفسه، وأن "مش أي حد معاه قرشين يبقى حرامي". وسادس ينتفض بأن "القرشين" حين تصبح ربع ملياراً ويزيد تطرح أسئلة تربوية حول ماذا نعلم أطفالنا في المدارس وشبابنا في الجامعات. وسابع يدافع بأن المعلم الجيد والتربوي المحنك ليسا جائعين مشردين يعانيان الأنيميا بالضرورة. وثامن يعيد دفة الجدل التعليمي إلى نقطة البداية حيث التعليم الخاص في مصر، والخط الفاصل بين مساهمته في منظومة التعليم والتنشئة من جهة وبين تحوله إلى بيزنس عالي ومضمون الربحية من جهة أخرى، إضافة إلى سؤال حول الضوابط والتوازنات وغياب المراجعة والمساءلة من قبل الدولة على هذا التعليم، ويستمر الجدل والنقاش على هامش "سرقة القرن". وكالعادة، لا تخلو السرقة من هامش معتبر من السخرية الحادة. مقاطع فيديو وأخرى مصنوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي يتسابق صناع محتوى في تحميلها على السوشيال ميديا لحافلات ضخمة وطائرات وبواخر وعربات تجرها الحمير تنتظر أسفل نافذة الفيلا ليتم تحميلها بالملايين المسروقة، التي ينقلها عشرات العمال. رسائل موجهة لأولياء الأمور بضرورة سداد عشرة أو عشرين أو 30 ألف جنيه بقية الرسوم المدرسية لضمان دخول الابن الامتحان، وأمامها صورة لأموال ومجوهرات مذيلة بـ"مغارة علي بابا". وبينما تستمر التحقيقات، وتتضح حقائق مذهلة حيث خلافات الميراث، وتوجيهها اتهام لأحد أحفادها بالضلوع في السرقة، وحديث عن وصية مغلقة قد تغير موازين القضية، ينصب اهتمام المصريين على العمليات الحسابية، والتساؤلات المنطقية وكذلك غير المنطقية عن أصل الثروة، والبحث في منظومة التعليم والتربية، وإن كان "باب النجار مخلع" أم أن المسألة أكبر من مجرد باب مخلوع.

الصومال: الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة خسائر هجوم انتحاري في قاعدة عسكرية
الصومال: الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة خسائر هجوم انتحاري في قاعدة عسكرية

الشرق الأوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الشرق الأوسط

الصومال: الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة خسائر هجوم انتحاري في قاعدة عسكرية

قالت الحكومة الصومالية إن الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة الخسائر جراء تفجير انتحاري أمام قاعدة دامانيو العسكرية في العاصمة مقديشو صباح الأحد، وسط أنباء عن مقتل ما لا يقل عن عشرة. وأضافت الحكومة الصومالية في بيان صادر عن وزارة الإعلام أن المهاجم كان يسعى لاستهداف عدد كبير من المواطنين. ولم تكشف الحكومة الصومالية بعد عن مزيد من التفاصيل. أطباء وممرضون يعالجون شاباً مصاباً في المستشفى الصومالي - السوداني بمقديشو 18 مايو 2025 (إ.ب.أ) وأعلنت «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، مسؤوليتها عن هجوم انتحاري استهدف، الأحد، ثكنة عسكرية في مقديشو، وأدى إلى سقوط قتلى، بحسب الحكومة الصومالية وشهود. وأوضحت الحكومة وشهود أن انتحارياً بلباس مدني نفّذ الهجوم، مستهدفاً ثكنة زيرو دامانيو العسكرية في جنوب مقديشو، حيث كان يصطف المجندون للالتحاق بالجيش. وجاء في بيان لوزارة الإعلام الصومالية: «وقع هجوم انتحاري هذا الصباح الساعة 09.20 أمام ثكنة زيرو دامانيو»، مشيراً إلى أن«قوات الأمن موجودة في الموقع، وقد فتحت تحقيقاً». وأضاف البيان: «أُبلغ عن سقوط ضحايا، لكن التفاصيل لا تزال قيد التحقق». وأدانت وزارة الخارجية المصرية في بيان الهجوم الذي أسفر عن «مقتل وإصابة العشرات». وأعربت مصر عن «تضامنها» مع الصومال، وقدمت «تعازيها» للحكومة الصومالية وأسر الضحايا. وأفاد شهود لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بوجود جثث عدة في منطقة الانفجار. وقال آدان ياري، وهو سائق حافلة أجرة صغيرة صادف مروره في المنطقة: «كان ثمة أشخاص يصطفون لدخول المعسكر. وهزّ الانفجار عربتي، وعندما توقفت والتفتُّ، رأيتُ أشخاصاً عدة ممددين، بعضهم قتلى وآخرون مصابون». أحرزت «حركة الشباب» تقدماً وشنت هجمات كبيرة في الأشهر الماضية في هذا البلد الفقير، الواقع في إحدى أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ. في مارس (آذار)، أعلنت الحركة مسؤوليتها عن تفجير قنبلة كادت أن تصيب موكب الرئيس. وفي مطلع أبريل (نيسان)، أطلقت قذائف عدة قرب مطار العاصمة. في حين أعلن الجيش الصومالي، عن تمكنه من تدمير مواقع كانت تسيطر عليها «حركة الشباب» الإرهابية جنوب البلاد. وأفادت وكالة الأنباء الصومالية، الاثنين، بأن قوات الجيش نفذت عملية عسكرية في مناطق بضواحي مدينة براوي، مشيرة إلى تمكنها من تدمير مواقع كانت تسيطر عليها الجماعة الإرهابية وطرد عناصرها. وقالت الشرطة الصومالية لوكالة الأنباء الألمانية إن المهاجم تمكن من الوصول إلى منشأة عسكرية، حيث فجَّر نفسه بين 200 شاب، كانوا يصطفون للتجنيد بالجيش. ضابط عسكري صومالي يؤمّن موقع انفجار استهدف طابوراً من المجندين الشباب المسجلين بقاعدة دامانيو العسكرية في منطقة هودان بمقديشو 18 مايو 2025 (رويترز) وأعلنت «جماعة الشباب»، وهي جماعة متمردة تسعى لإقامة دولة متطرفة في الصومال مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت الشرطة إن 16 شخصاً آخرين أصيبوا في الحادث مع توقع ارتفاع عدد القتلى بشكل أكبر. وتم سماع دوي الانفجار في مناطق عدة من المدينة. وأعلنت «حركة الشباب» مسؤوليتها عبر محطتها الإذاعية أنها قتلت العشرات من المجندين الجدد. واتهمت الجماعة، التي لها صلة بشبكة «القاعدة» الإرهابية الحكومة باستغلال الشباب العاطلين عن العمل لإرسالهم للقتال ضد الميليشيات.

مقتل 13 شخصاً على الأقل في تفجير انتحاري بمقديشو
مقتل 13 شخصاً على الأقل في تفجير انتحاري بمقديشو

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق الأوسط

مقتل 13 شخصاً على الأقل في تفجير انتحاري بمقديشو

ذكرت الشرطة الصومالية، الأحد، أن 13 شخصاً، على الأقل، قُتلوا في هجوم انتحاري بالعاصمة الصومالية مقديشو. وقالت الشرطة، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن المهاجم تمكّن من الوصول إلى منشأة عسكرية، حيث فجّر نفسه بين 200 شاب كانوا يصطفّون للتجنيد بالجيش. ضباط عسكريون صوماليون يسيرون في موقع انفجار استهدف طابوراً من المجنّدين المسجلين بقاعدة دامانيو العسكرية بمنطقة هودان بمقديشو 18 مايو 2025 (رويترز) وأعلنت ميليشيا «جماعة الشباب»؛ وهي جماعة متمردة تسعى لإقامة دولة متطرفة في الصومال، مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت الشرطة إن 16 شخصاً آخرين أُصيبوا في الحادث، مع توقع ارتفاع عدد القتلى بشكل أكبر. وجرى سماع دويّ الانفجار في عدة مناطق من المدينة. وأعلنت «جماعة الشباب» مسؤوليتها، عبر محطتها الإذاعية، بأنها قتلت العشرات من المجنّدين الجُدد. واتهمت الجماعة، التي لها صلة بشبكة «القاعدة» الإرهابية، الحكومة باستغلال الشباب العاطلين عن العمل لإرسالهم للقتال ضد الميليشيات. في حين أفادت الحكومة الفيدرالية في الصومال بوقوع تفجير انتحاري، صباح الأحد، أمام قاعدة دمايو العسكرية بالعاصمة مقديشو. وقالت وزارة الإعلام الصومالية، في بيان صحافي أوردته وكالة الأنباء الصومالية: «نجحت القوات الأمنية في التصدي للانتحاري الذي كان يسعى لاستهداف عدد كبير من المواطنين». ضابط عسكري صومالي يسير أمام أحذية مهجورة في موقع انفجار استهدف طابوراً من المجنّدين المسجلين بقاعدة دامانيو العسكرية بمنطقة هودان بمقديشو 18 مايو 2025 (رويترز) وأضاف البيان أن «الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة الخسائر جراء التفجير الانتحاري»، داعية المواطنين إلى استقاء المعلومات الرسمية من الجهات الحكومية المعنية. وقالت الحكومة الصومالية إن الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة الخسائر جراء تفجير انتحاري أمام قاعدة دمايو العسكرية في العاصمة مقديشو، صباح الأحد، وسط أنباء عن مقتل ما لا يقل عن عشرة. وأضافت الحكومة الصومالية، في بيان صادر عن وزارة الإعلام، أن المهاجم كان يسعى لاستهداف عدد كبير من المواطنين. ولم تكشف الحكومة الصومالية بعدُ عن مزيد من التفاصيل. وندّدت مصر بالهجوم الذي قالت إنه وقع داخل القاعدة العسكرية، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان: «تؤكد مصر استمرارها في دعم المؤسسات الصومالية الوطنية وقدراتها الأمنية والعسكرية لتمكينها من التصدي لكل مظاهر العنف والإرهاب والتطرف».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store