
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : كيف لنا أن نبنى وطنا على أشلاء الأخلاق وننهض بالأمه وقد قهر الألم الذات .
تنتابنى حاله من الإنزعاج الشديد على الوطن الغالى ، هذا الإنزعاج ممزوجا بالرعب ، وهكذا كل أبناء الوطن المخلصين ، مرجع ذلك ماأدركته فى الواقع وعبر وسائل التواصل الإجتماعى من توحش ظاهرة البلطجيه الذين يستخدمون السنج والمطاوى فى صراعاتهم ، وتنامى الإنحراف ، وتعاظم النزعه التدميريه حتى بين الشباب ، حتى فى الريف نبع الأصاله والإحترام والترابط الأسرى ، كل ذلك رسخ لدينا حقيقه مؤلمه مؤداها أن المجتمع المصرى يمر بمنحدر خطير ، ويقترب من النفق المظلم تأثرا بمايحدث من هذا الهزل الذى طال كل شيىء ، تعاظم ذلك كله بالإحتراب بالسنج والمطاوى ، وأحيانا السلاح ، بما لم ندركه فى الأمم السابقه ، الأجهزه شكر الله لهم متمثله فى إدارات البحث الجنائى ووزارة الداخليه من ناحيتهم كانوا على مستوى المسئوليه الوطنيه ، حيث تفاعلوا بسرعه شديده مع تلك الظواهر إنطلاقا من ردع ، وقاموا بالتصدى لظاهرة الموتوسيكلات التى تستخدم فى أعمال العنف وترويع الآمنين ، ولولا ذلك لإنهار المكون المجتمعى عن آخره .
بصراحه .. المجتمع يعيش الآن حاله من التنمر غير مسبوقه فى تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر ، هذا التنمر أصبح له آليات ومنطلقات ، تعاظمت جميعها حتى بات من الطبيعى أن يتجبر القوى على الضعيف ، والسفيه على الكريم ، ويصبح التطاول منهج حياه ينطلق من سوء الأخلاق ، بالمجمل يهزأ الإنسان من أخيه الإنسان ويعمل على سحق إرادته ، وإنحداره الذى يتجلى عندما نلمس تلك النقائص وقد طالت التعامل بين الجميع حتى الأخوه الأشقاء فيكون النتيجه الدفع فى إتجاه إضعاف المكون المجتمعى للأسره المصريه ، وينعكس ذلك سلبا على الدوله من خلال تحطيم معنويات الناس ، وسحق إرادتهم ، ونشر الأكاذيب بينهم ، وتلك حالة نتيجتها مأساويه لأنها تهدر القيم ، وتقضى على المبادىء ، وتهمش الأخلاق ، حالة يتبناها الناس مع أنفسهم تأثرا بتنامى الصراعات ، وتزكية الخلافات فيما بينهم ، حاله لاعلاقة للحكومه وأجهزتها بها إلا التفاعل مع تداعياتها بعد أن باتت خطيره ، لأنها صراع مجتمعى مجتمعى ، صراع دامى الكاسب فيه خاسر .
بعيدا عن الشعارات .. ورصدا لواقع الحال .. مؤلم أن أقول الواقع مؤلم حتى قهر الألم الذات ، الأخلاق تدنت حتى باتت فى الحضيض ، فكيف لنا أن نبنى وطنا على أشلاء الأخلاق .. السلوك أصبح يتحكم فيه العدوانيه ، والشلليه ، والمنافع الشخصيه ، فكيف إذن نعلى قيم الحق ، والخير ، والجمال الذى ننشده فى كل مجريات حياتنا .. المؤامرات تحاك بين الناس بعضهم البعض فكيف لنا أن ننشد السمو ، والرقى ، والرفعه .. القهر أصبح نبراس وجود ، وبات من يقهر أخاه محل خشية وإعتبار .
لكل العقلاء .. والمخلصين ، والوطنيين ، وأصحاب الفكر ، ومن لديهم رؤيه ، ومن يعشقون هذا الوطن الغالى ، كفى أحلاما ورديه ، كفى شعارات لولبيه ، كفى أمانى مستحيله ، الآن لابد وأن نتحدث حديث الصدق والصراحه والوضوح لعلنا ننقذ مايمكن إنقاذه ، خاصة بعد أن أصبح واقعنا مرير مرارة العلقم ، أنا أتحدث عن مجتمع يتعرض لزلزال أخلاقى ، وإنهزام مجتمعى قد يعصف به عن آخره ، أنا أتحدث عن أمه مهدده بالفناء على أيدى أبنائها ، أنا أدق ناقوس الخطر لعلنا نصل إلى مخرج من هذا النفق المظلم الذى نقبع فى أعماقه .. أنا أشعر بالخجل وأنا أتحدث عن واقع مرير ، لوطن هو عشقى وعشق كل المخلصين ، وطن نتمنى له أن يكون فى عليين .
خلاصة القول .. المناخ العام كئيب فكيف له أن يكون حاضنه لتقدم ، ونبعا لإزدهار ، وحتى لايزايد أحدا على ماأطرحه ثقتى فى ربى بلا حدود أن ينجينا من هذا المأزق ، وأنه سبحانه سيلهم أصحاب القرار الرشد .. ثقتى فى الأجهزه المعنيه راسخه أنها قادره على سحق المجرمين العابثين .. ثقتى فى أن مصر عظيمه بحق ، وشعبها من خيرة الشعوب من ثوابتى فى الحياه ، لكن يبقى أن الأجهزه المشهود لها بالكفاءه والقوه ، يجب أن يكون التعاطى لها مع الجريمه والمجرمين بقوه أشد من ذلك بكثير ، بعد أن باتت مقدرات دولتنا العظيمه وممتلكات الناس مطمع للمجرمين .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 26 دقائق
- الاتحاد
أبوظبي.. نور العطاء
أبوظبي.. نور العطاء تحتفل جائزة أبوظبي بمرور عشرين عاماً على انطلاقتها، بدعم ورعاية رمز العطاء وعنوان الوفاء، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. جائزة تُعد بمثابة لفتة حضارية وإنسانية راقية، لتكريم كل من أسهم في إثراء ملحمة البذل والإيثار تجاه مجتمع الإمارة. ومؤخراً، وبمناسبة الذكرى السنوية، أُضيئت المعالم البارزة في إمارة أبوظبي. لم تكن مجرد أنوار مضيئة، بل كانت تعبيراً عن نور العطاء الذي يغمر أرض العطاء والخير، ويشع بين جنباتها، وكل ركن وزاوية من ترابها، ويسكن روح من سكن فيها، على خطى زايد الخير، الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل منها منارةً للخير والعطاء، تُنير حياة أهل المكارم ممن جُبلوا على خدمة الآخرين، دون تمييز للون أو عرق أو معتقد. هكذا هي دائماً الإمارات، كما أرادها المؤسس: عنواناً للخير والسلام والأمن والأمان، يجد فيها الجميع من يخدمه، ويسعده بكل حب وتفانٍ وإخلاص ونكران للذات. وفي كل محطة تُكرِّم فيها جائزةُ أبوظبي فرسانَ العطاء، يطالع المرء قصصاً لرجال ونساء، وحتى أطفال، حرصوا على وضع بصمة خاصة بهم في إثراء العمل الإنساني والخيري والمجتمعي، بحب وشغف وحرص على استدامته، لأجل الإنسان أينما كان، والارتقاء بحياته وبيئته وصونها، وحتى الكائنات التي تعيش فيها، فنستذكرهم لتظل أعمالهم خالدة في الذاكرة والوجدان. وقد أعلنت جائزة أبوظبي مؤخراً، عن فتح باب الترشيحات لدورتها الثانية عشرة، التي تتزامن مع احتفائها بمرور عشرين عاماً على انطلاقتها، حيث كرّمت خلالها نماذج ملهمة من أصحاب الأعمال الخيّرة، الذين كرسوا وقتهم وجهدهم في خدمة مجتمع دولة الإمارات، ومساندة الآخرين دون مقابل. وأُضيئت، يوم الثلاثاء الماضي، معالم بارزة في أنحاء إمارة أبوظبي باللون الأصفر، من بينها: سوق أبوظبي العالمي، ومبنى مبادلة، وبلدية مدينة العين، وبلدية منطقة الظفرة، وجامعة خليفة، وبرج كابيتال جيت، وفندق دبليو أبوظبي، تعبيراً عن التقدير والعرفان للشخصيات الملهمة التي أسهمت بإيثار وتفانٍ وإخلاص. كما أعلنت الجائزة أنها ترحب، في دورتها الثانية عشرة -كما في كل دوراتها- بمشاركة الأفراد من المواطنين والمقيمين في جميع إمارات الدولة، وكذلك غير المقيمين من جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن العمر أو المهنة أو الجنسية، لترشيح الملهمين الذين يساهمون بإخلاص وإيثار في خدمة مجتمع الإمارات، وذلك من خلال منصتها الإلكترونية، التي ستكون متاحة على مدار العام. ومنذ انطلاقتها في عام 2005، كرّمت الجائزة حتى الآن 100 شخص من 18 جنسية، تقديراً لمساهماتهم الملهمة والمخلصة في مختلف المجالات.


الدولة الاخبارية
منذ 29 دقائق
- الدولة الاخبارية
عمرو السولية: الأجواء داخل سيراميكا تشبه الأهلى وهدفى المشاركة باستمرار
الجمعة، 25 يوليو 2025 10:52 مـ بتوقيت القاهرة أبدى عمرو السولية، لاعب وسط فريق سيراميكا، سعادته بالانضمام إلى الفريق، خلال الانتقالات الصيفية الحالية، بعد رحيله عن الأهلى بعد انتهاء تعاقده بنهاية الموسم الماضى. قال عمرو السولية، إنه فضّل الانضمام إلى سيراميكا، لأنه فريق يلعب كرة قدم مختلفة، ولديه أهداف محددة يسعى لتحقيقها، وفاز بكأس عاصمة مصر 3 مواسم متتالية، ما يعنى أنه فريق ينافس على البطولة وهو أمر مهم. وأضاف، إن الأجواء داخل سيراميكا تشبه الأهلى من حيث الاستقرار ووجود نظام يسير عليه الجميع، فضلًا عن وجود الكابتن على ماهر مديرًا فنيًا للفريق حيث إنه مدرب مميز للغاية. وأشار إلى أن سيراميكا يضم مجموعة لاعبين على مستوى عال، ويملكون خبرات كبيرة، وسبق أن لعب مع عدد منهم فى المنتخبات الوطنية بمختلف الأعمار السنية، ولذلك فهو يعرف الكثير منهم واختتم تصريحاته مؤكدًا أن لديه أهدافا عديدة مع سيراميكا فى الموسم الجديد، من خلال مساعدة الفريق على تحقيق نتائج جيدة بجانب المشاركة بصفة أساسية للعودة إلى مستواه المعروف، خاصة أنه لم يكن يشارك الفترة الماضية بشكل مستمر، وأى لاعب يحتاج للمشاركة دائمًا حتى يقدم الأداء المنتظر منه. ومن جانبه، كتب عمرو السولية عبر حسابه على إنستجرام بعد انتقاله لسيراميكا: "بسم الله نخوض دروبًا جديدة آملين من الله أن لا نتعثر، اللهم دروبًا تليق بعطائنا، ووصولاً يليق بجهدنا ورضًا بما قسمت لنا، وأن تنتهي خطواتنا بنهاياتٍ تُرضينا بإذن الله". ونجح فريق سيراميكا فى التعاقد مع محمد مغربى مدافع الاتحاد السكندرى، وكريم الدبيس وخالد عبد الفتاح قادمين من النادى الأهلى، بجانب محمد طارق حارس المرمى، وكريم نيدفيد من الأهلى، وعمرو السولية.


نافذة على العالم
منذ 29 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار مصر : هل يجوز للحامل الصلاة جالسة؟.. أمين الإفتاء يجيب
الجمعة 25 يوليو 2025 10:00 مساءً نافذة على العالم - أكد الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الحامل التي تصلي وهي جالسة بسبب مشقة القيام أو وجود ضرر مؤكد على صحتها أو على الجنين، لا إثم عليها وصلاتها صحيحة بإذن الله، طالما تعذّر عليها القيام التام في الصلاة. حكم الصلاة للحامل جالسة وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، ردًا على سؤال لسيدة قالت إنها حامل في توأم بعد صبر طويل، وتبدأ الركعة الأولى من الصلاة وهي واقفة ثم تُكمل باقي الركعات جالسة، بسبب ثقل الحمل وعدم قدرتها على الوقوف لفترة طويلة، إن القيام في الفريضة ركن من أركان الصلاة لا يُسقطه إلا العجز، فإذا ثبت أن الوقوف يُسبب لها ضررًا، أو نصحها الطبيب بعدم الوقوف الطويل، فلها أن تصلي جالسة ولا حرج عليها، لأن "المشقة تجلب التيسير". وأضاف أمين الإفتاء أن الخوف وحده لا يُعد مبررًا للجلوس في الصلاة، لكن إن اقترن هذا الخوف بمشقة حقيقية أو ضرر متوقع، جاز الأخذ بالرخصة. وأكد أمين الإفتاء على قاعدة فقهية مهمة: "الميسور لا يسقط بالمعسور"، بمعنى أن ما تستطيع أن تأتي به من أركان الصلاة يجب أن تؤديه، فإذا كانت قادرة على الركوع والسجود وجب عليها فعلهما، حتى وإن صلت جالسة، وإذا لم تستطع السجود مثلًا، سجدت وهي جالسة، وهكذا. ونوه أمين الإفتاء بأن الشريعة رحيمة وتراعي أحوال الناس، وأن المحافظة على الصلاة ولو جلوسًا خير من تركها، سائلاً الله تعالى لها تمام الحمل والعافية وقبول الأعمال.