logo
191 مشروعا بـ31 مليار أورو.. الاستثمار بالمغرب يحقق قفزة نوعية

191 مشروعا بـ31 مليار أورو.. الاستثمار بالمغرب يحقق قفزة نوعية

الجريدة 24٠٧-٠٥-٢٠٢٥

أكد الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، اليوم الثلاثاء بمرسيليا، أن المغرب 'ليس مجرد سوق للاستثمار، بل هو خيار استراتيجي، وشريك موثوق، ومحفز لاقتصاد المستقبل'.
وفي مداخلة له ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى أوروبا-إفريقيا، المنعقدة بقصر 'فارو' في مرسيليا الفرنسية، أبرز السيد زيدان الدينامية 'المتميزة' التي يشهدها الاستثمار في المملكة، مذكرا بأنها تندرج ضمن إصلاح عميق لنموذج الاستثمار، تم إطلاقه تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح الوزير أن هذا الإصلاح يروم جعل الاستثمار رافعة هيكلية للنمو المستدام، الشامل والمولد لفرص الشغل، مشيرا إلى أنه تم عبر إعادة صياغة شاملة لمنظومة الحكامة، تستند إلى ثلاثة مرتكزات: وزارة مخصصة للسياسة الاستثمارية الاستراتيجية، ووكالة ترويج الاستثمارات تحت وصايتها (الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات)، ومراكز جهوية للاستثمار تم تحديثها.
وأضاف أن هذا المسار تعزز بدخول ميثاق الاستثمار الجديد حيز التنفيذ في مارس 2023، مشيرا إلى أنه يتجاوز مجرد إطار تحفيزي، من خلال نظام منح مهيكل يستهدف المشاريع ذات القيمة المضافة العالية، ويأخذ بعين الاعتبار التوازنات المجالية.
وسجل أن النتائج الأولية مشجعة جدا، حيث تم اعتماد 191 مشروعا استثماريا بقيمة تفوق 31 مليار يورو، من المتوقع أن تخلق نحو 150 ألف منصب شغل، 85 في المائة منها قيد الإنجاز حاليا.
وفي المجال الطاقي، شدد الوزير على الدور الريادي للمغرب، مستحضرا 'عرض المغرب للهيدروجين الأخضر' الذي تم الإعلان عنه في يوليوز 2023، والذي أثار اهتماما كبيرا من قبل القطاع الخاص، وأسفر عن المصادقة الشهر الماضي على ستة مشاريع كبرى تفوق قيمتها الإجمالية 32 مليار يورو.
وقال إن هذه الإنجازات تعكس متانة الأسس الاقتصادية للمملكة، وقدرتها على استقطاب شركاء مرموقين، كما تعكس طموح المغرب في الإسهام الفعال في بلورة نموذج استثماري أورو-إفريقي جديد، قائم على التكامل والثقة وتقاسم القيمة المضافة.
وبخصوص العلاقات الاقتصادية مع فرنسا وأوروبا، أبرز الوزير أنها 'ليست تاريخية فحسب، بل أيضا استراتيجية'، مؤكدا أن الجانبين يعملان على بناء طموح مشترك من أجل تنمية مستدامة، عادلة ومربحة للطرفين.
وذكر بأن فرنسا كانت في سنة 2023 أول مستثمر أجنبي في المغرب، بأكثر من 620 مليون يورو من التدفقات، كما تحتل المرتبة الأولى من حيث مخزون الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بنسبة تقارب 31 في المائة، مضيفا أن هذه الدينامية تعززت خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرباط في أكتوبر الماضي، والتي تم خلالها توقيع 22 اتفاقا ومشروعا استثماريا، خاصة في مجالات السرعة الفائقة والهيدروجين الأخضر والبنية التحتية المينائية.
وأكد أن تنفيذ هذه المشاريع قد بدأ فعليا، مشيرا إلى انعقاد الاجتماع الرابع للجنة تتبع مشروع مشترك بين شركات 'توتال'، و'CIP'، و'AP Moller Capital'، والذي خصص لاعتماد الدراسات التقنية والاستراتيجية.
وشدد زيدان على أن العالم يشهد اليوم 'منعطفا حاسما' بفعل التحولات الكبرى في مجالات الطاقة والرقمنة والصناعة، والتي تعيد رسم موازين القوى العالمية، معتبرا أن إعادة هيكلة سلاسل القيمة، في ظل توجهات القرب والثقة، تفتح فرصة تاريخية لتعزيز التكامل بين أوروبا وإفريقيا.
وفي هذا السياق، قال إن المغرب يتموقع كـ'بلد رابط' بين القارتين، وبين التحولات الكبرى لهذا القرن، وبين الطموح العمومي والابتكار الخاص، مستندا في ذلك إلى أسس صلبة تشمل رؤية ملكية استباقية، واستقرارا مؤسساتيا، وبنيات تحتية حديثة، وطاقة تنافسية، وأكثر من 50 اتفاقية للتبادل الحر.
ومن بين الأمثلة على هذا التموقع، أشار الوزير إلى تنظيم مونديال 2030 بشكل مشترك من قبل المغرب وإسبانيا والبرتغال، باعتباره نموذجا ملموسا لتعاون أورو-إفريقي مؤثر.
من جانبه، أكد المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، خلال مشاركته في ندوة تحت عنوان 'أجندة 2063: عهد جديد للتكتل الأورو-إفريقي'، أن المغرب يتبنى رؤية استراتيجية واضحة تجاه القارة الإفريقية، من خلال تموقعه كجسر طبيعي بين أوروبا وإفريقيا.
وأوضح أن هذه الرؤية ترتكز على عنصرين رئيسيين: التعاون والريادة، وتندرج ضمن دينامية جنوب-جنوب قائمة على تقاسم التجارب والخبرات التي راكمها المغرب مع شركائه الأفارقة، وقد تجسدت هذه الرؤية خلال الـ25 سنة الماضية في إنجازات ملموسة.
وأضاف أن المغرب أثبت أنه بالإمكان تحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي، بفضل استراتيجية منسجمة، وحكامة قوية، وإطار ماكرو اقتصادي منضبط، مشيرا إلى أن من بين ركائز هذا المسار تبرز الاستقرار السياسي، والانضباط المالي، والانخراط الدائم في سبيل تنمية شاملة ومستدامة.
كما أبرز المسؤول جودة البنيات التحتية المغربية، وحيوية الشباب المغربي الذي وصفه بـ'المحرك الحقيقي للتحول'، مؤكدا أن 'المغرب حين يلتزم، فهو يُنجز'، في إشارة إلى قدرة المملكة على تنفيذ المشاريع، كميزة بارزة في نموذجها الاستثماري والتنموي.
يذكر أن منتدى أوروبا-إفريقيا بمرسيليا، الذي تنظمه المجلة الاقتصادية الفرنسية 'لا تريبون' وإقليم 'إيكس مرسيليا بروفانس'، تحت شعار 'لنبتكر معا'، يُعد موعدا رئيسيا لتسليط الضوء على التحديات والفرص وأوجه التآزر بين البلدان الإفريقية والأوروبية، ويجمع نخبة من المستثمرين ورجال الأعمال وصناع القرار من القارتين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حرب الطماطم تشتعل بين المغرب و دولة اوروبية كبيرة؟
حرب الطماطم تشتعل بين المغرب و دولة اوروبية كبيرة؟

أريفينو.نت

timeمنذ 2 ساعات

  • أريفينو.نت

حرب الطماطم تشتعل بين المغرب و دولة اوروبية كبيرة؟

أريفينو.نت/خاص يتصاعد غضب المزارعين في فرنسا، حيث تواصل منظمتا 'المزارعون الشباب لجبال البرانس الشرقية' (Jeunes Agriculteurs des Pyrénées-Orientales) و'الاتحاد الإقليمي لنقابات المزارعين في فوكلوز' (FDSEA 84) حملتهما الشرسة ضد ما يعتبرونه إغراقاً للسوق الفرنسية بواردات الطماطم المغربية. <"أنتم تقتلوننا!".. صرخة مزارع فرنسي في وجه "كارفور" بسبب طماطم المغرب.. وكشف المستور عن تكاليف الإنتاج!> وفي أحدث التحركات الاحتجاجية، قام حوالي عشرين منتجاً للطماطم، وبشكل خاص الطماطم الكرزية، من منطقتي فوكلوز وبوش دو رون، بتنظيم ما وصفوه بـ'عملية توعية' داخل متجر 'كارفور كورتين' الكبير (Carrefour Courtine) الواقع في ضواحي مدينة أفينيون. وخلال هذه العملية، وجه أحد المنتجين كلاماً حاداً لمسؤول قسم الفواكه والخضروات بالمتجر قائلاً: 'بطماطمكم المغربية، أنتم تقتلوننا!'. وأوضح المنتج الفرنسي أن 'تكلفة إنتاج طماطمنا الكرزية أغلى بخمس عشرة مرة (15 يورو مقابل 1 يورو للهكتار حسب زعمه)، ومع ذلك، نتمكن من عرضها بسعر يزيد فقط بـ 30 سنتيماً للعلبة الواحدة عن سعر الطماطم المستوردة'. ويوجه هؤلاء المنتجون الفرنسيون سهام نقدهم بشكل خاص إلى المتاجر الكبرى التي 'لا تعرض على زبائنها سوى الطماطم الكرزية المغربية ضمن فئة السعر الأول (الأرخص)'. وأكد المتحدث نفسه قائلاً: 'هناك متاجر تتعاون وتلعب اللعبة النظيفة، فتعرض أيضاً طماطم فرنسية ضمن فئة السعر الأول. ولكن هناك متاجر أخرى لا تفعل ذلك'. وأضاف: 'بسعر 99 سنتيماً الثابت منذ 10 سنوات، تُباع الطماطم الكرزية المغربية عملياً بسعر التكلفة. أما الموزعون الكبار فيحققون أرباحهم من خلال الهامش الباهظ الذي يطبقونه على الطماطم الفرنسية'. <"المنتج الوطني أولاً".. هل تستجيب فرنسا لمطالب حماية مزارعيها أم أن "طوفان" الطماطم المغربية لا يمكن إيقافه؟> وعلى الرغم من اعتراف هؤلاء المنتجين الفرنسيين بأن المنافسة الأجنبية، بما فيها المغربية، قانونية ومشروعة، إلا أنهم ينددون بما يعتبرونه 'منافسة غير شريفة' ناجمة عن 'هوامش ربح تعسفية' تطبقها شبكات التوزيع الكبرى. ويستنكرون قائلين: 'هذه المنتجات، التي غالباً ما تأتي من بلدان ذات تكلفة إنتاج منخفضة، هي المفضلة لدى مراكز الشراء الكبرى التي تراهن على العرض الأقل سعراً، دون أي اعتبار للمنتج الوطني'. وفي مواجهة هذه المنافسة الأجنبية، تطالب النقابات الزراعية الفرنسية بضرورة إبراز منتجاتهم الوطنية في المتاجر مع تطبيق هوامش ربح منخفضة عليها لجعلها أكثر قدرة على المنافسة. وفي هذا السياق، يدعون إلى إعادة النظر بشكل جذري في سياسات الشراء المتبعة حالياً في قطاع التجزئة الفرنسي.

عائدات الاستثمارات الأجنبية في المغرب حتى شهر مارس بلغت 12.97 مليار درهم
عائدات الاستثمارات الأجنبية في المغرب حتى شهر مارس بلغت 12.97 مليار درهم

كواليس اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • كواليس اليوم

عائدات الاستثمارات الأجنبية في المغرب حتى شهر مارس بلغت 12.97 مليار درهم

أكد كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، بمجلس المستشارين، أن الاصلاحات التي تم اتخاذها في مجال الاستثمار بدأت تؤتي ثمارها، مبرزا أهمية الخطوات التي اتخذتها الحكومة لجذب الاستثمارات، سواء من مغاربة العالم أو من الدول الأجنبية. وأضاف زيدان، ردا على أسئلة شفهية بمجلس المستشارين حول 'استقطاب الاستثمارات الأجنبية' ، الثلاثاء 20 ماي 2025 ،بأن صافي تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بلغ إلى غاية متم مارس 2025، أزيد من 9.15 مليار درهم (ما يقارب 915 مليون دولار )، بارتفاع نسبته 63.6 في المائة،وبأن عائدات الاستثمارات الأجنبية بلغت 12.97 مليار درهم، بزيادة قدرها 24.6 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وأشار المتحدث ذاته، بأن سنة 2024 تعد ثاني أفضل سنة في تاريخ المغرب من حيث عائدات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ما يعكس ثقة المستثمرين الأجانب المتزايدة في اقتصاد المملكة. وأوضح المسؤول الحكومي أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال سنة 2024، إذ بلغ صافي تدفقها أزيد من 16.20 مليار درهم، بزيادة 52.5 في المائة مقارنة بسنة 2023، فيما بلغت عائداتها 43.80 مليار درهم، بزيادة نسبتها 10 في المائة. واعتبر زيدان أن الاستثمارات الأجنبية تعد رافعة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية، وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني، وخلق فرص الشغل، مشددا على أن الحكومة تولي اهتماما بالغا للاستثمارات الدولية.

اللجنة الوطنية للاستثمارات تصادق على 191 مشروعاً بقيمة 326 مليار درهم لتعزيز التنمية الاقتصادية
اللجنة الوطنية للاستثمارات تصادق على 191 مشروعاً بقيمة 326 مليار درهم لتعزيز التنمية الاقتصادية

يا بلادي

timeمنذ 5 ساعات

  • يا بلادي

اللجنة الوطنية للاستثمارات تصادق على 191 مشروعاً بقيمة 326 مليار درهم لتعزيز التنمية الاقتصادية

أفاد الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين بأن اللجنة الوطنية للاستثمارات صادقت، في إطار تفعيل الميثاق الجديد للاستثمار، على 191 مشروعا بقيمة تفوق 326 مليار درهم. وأوضح زيدان، في معرض رده على سؤال شفهي حول "تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع الاستثمارية" تقدم به فريق التجمع الوطني للأحرار، خلال جلسة الأسئلة الشفوية، أن هذه المصادقة تشمل سبع دورات، وتروم إحداث 150 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر. وسجل المسؤول الحكومي أن "الاستثمارات العمومية والخصوصية تتكامل لتشكل رافعة تنموية"، مشيرا إلى أن "النهوض بالاستثمار يعد محورا جوهريا في البرنامج الحكومي، بالنظر إلى دوره في رفع معدل النمو الاقتصادي الوطني، وتعزيز دينامية سوق الشغل، وتقليص الفوارق المجالية". وفي هذا الإطار، أبرز الوزير المنتدب أن الحكومة عملت وفق مقاربة تشاركية مع مختلف المتدخلين في منظومة الاستثمار، على المستويين الوطني والجهوي، مما مكن من إصلاح سياسة الدولة في هذا المجال، وتعزيز دور القطاع الخاص، من خلال اعتماد ميثاق جديد للاستثمار. كما أشار إلى إطلاق خارطة طريق لتحسين مختلف مكونات مناخ الأعمال، وتنظيم جولات ترويجية دولية للتعريف بمؤهلات المملكة، كوجهة استثمارية واعدة تحظى بثقة الفاعلين العالميين، إلى جانب تطوير برامج للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتوجيه الاستثمارات نحو القطاعات الواعدة، من قبيل التحول الصناعي، والطاقات المتجددة، والتكنولوجيا الحديثة، ومهن المستقبل. وشدد زيدان على التزام الحكومة بمواصلة تهيئة المناخ الملائم لجذب المزيد من الاستثمارات الوطنية والأجنبية، من خلال تبسيط المساطر، وتحسين الحكامة، وتوفير البنيات التحتية والطاقات النظيفة، بما يرسخ موقع المغرب كوجهة مفضلة للاستثمار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store