
رؤى وجودية لأربع فنانات في معرض ببيروت
استضاف محترف ماهر العطار في الجميزة ببيروت معرضاً أشبه بالصدفة لأربع فنانات لبنانيات، تحت "عنوان أربعة في الضوء Four in Focus"، وهنّ ريما الشاعر، ليلى قانصوه، لميا خوري، وماري تيريز زوين.
اجتمعت الفنانات على فنجان قهوة لتخرجن بمقترح جامع بإقامة معرض يتضمّن مجموعة أعمال تشكيليّة لكلٍّ منهن، مع العلم أن الأعمال، واتجاهات الفنانات المشاركات، تحمل رؤىً ومسارات وتطلعات مختلفة واحدتهن عن الأخرى.
بذلك، جمع المعرض مجموعة متنوعة، من التجريد، والانطباعية، والتعبيرية، والرمزية، بأساليب مختلفة، بحسب شخصية الفنانة، والحالة التي عاشتها، وما مرّت بها من تجارب، ولم يكن بالإمكان عزل التطورات المتلاحقة، والأحداث عن الأعمال، فكان المعرض أشبه بالفسيفساء الفنية ازدانت بها الطبقة الأولى من المحترف.
الفنانة ريما الشاعر، تمثّلت بــ 5 لوحات، أبرزها، وأكثرها حداثة هي لوحة غزة، الجرح النازف، وما بعد غزة، كما شاءت الشاعر التصريح به لـــ"الميادين الثقافية"، مضيفة أن اللوحة "تجريدية، وقد فرض موضوع غزة نفسه على اللوحة في لحظة غضب، وتوتر كبير أمام المشاهد المذهلة التي وردت من القطاع".
صرخة غزة تتضمن معنى رافضاً لاستمرار الحروب، والاعتداءات على المدنيين الآمنين، ف"طريقة عملي في الفن التجريدي تنبع مما يجول في خواطري، وأحاسيسي ولا أجد ما أعبر به عن نفسي بصدق مثل التجريد"، تقول الشاعر، مردفة إنه "بالتجريد يمكن الانسان إيصال الرسالة التي يريد".
وقالت إن التجريد ليس استسهالاً فنياً على ما يعتقد البعض، فهو يحتاج لتقنيات وخبرات معمّقة، وقدرة على استخدام المواد بطريقة احترافية، وبالتجريد أشعر أنني أستطيع أن اعبر عن نفسي بصورة أفضل".
من لوحاتها، واحدة تناولت انفجار الرابع من آب في مرفأ بيروت، ولوحات أخرى عن أحياء تراثية تقليدية من بيروت كعين المريسة، وواحدة توحي بأحزمة البؤس، وهي بألوان فرحة، ف"أحزمة البؤس، رغم فقرها، غنية بالتنوع، والألوان، وما هو حيوي في الحياة"، بنظر الشاعر.
الشاعر فنانة متعددة المواهب والاختصاصات، لها ثلاثين سنة خبرة فنية، تحمل شهادات في الفنون الجميلة والهندسة الداخلية من الجامعة اللبنانية- الأميركية، وعملت في مجالات التصوير، والنحت، والتصميم، والرسم التجريدي.
عرضت أعمالها في معارض إفرادية، وأخرى جامعة في بيروت، وتهتم موضوعاتها بتجارب الأمومة في فضاء مديني متقلب. كما عملت في مجال الهندسة الداخلية، ودرّست الفنون والتصميم في برامج خاصة في الجامعة الأميركية في بيروت. لها محترف خاص بالفن والتصميم، حيث تمارس حرفتها وتتفاعل فيه مع طلابها، وفنانين آخرين.
أعمال خوري تعبيرية بحتة، بالأكريليك والفحم، كما تعتمد التجريد في رسوماتها. استخدمت الخطوط الملتوية، والدوائر في لوحاتها ومن ضمن هذه الحركة الدائرية رسمت الوجوه بما يشبه الانتقاد، أو السخرية كأنها توجه رسالة عبر الوجوه والأشكال غير محددة الاتجاه.
تشدّد خوري في آرائها عن الفن على "أهمية الفن في تخفيف الشعور بالإحباط عند الانسان، خصوصاً في ظل الأوضاع التي نعيش"، كما قالت في افتتاح المعرض، مشيرة إلى أن "لكل لوحة قصة معيّنة، كل يراها من الزاوية التي تناسبه، من دون أن يضطر الرسام إلى شرح عمله الفني".
وخوري دكتورة بالقانون الدولي تمارس المحاماة بين بيروت وباريس. كما أنها كاتبة، نشرت آخر مؤلف لها تحت عنوان "حوار بين بيروت وباريس على الواتسآب" عن دار هاشيت بفرنسا. وهي فنانة مولعة بالفن، ونحاتة شاركت في العديد من المعارض وأحدثها في معرض بيروت للفنون، وفي كاروسيل دو لوفر في باريس.
مجموعة قانصوه تضمّنت ما أسّسته من أسلوب فلسفي في عملها الفني، يثير الجدل بسوريالية سلسة، وتستخدم الرموز في العديد من أعمالها، وفي الأعمال قوة تأليف وتعبير، وهي تعطي أهمية للموضوع في اللوحة.
لقانصوه 36 سنة من الخبرة الفنية شاركت خلالها في العديد من المعارض، والسمبوزيومات مثل "بينالي الفن الدولي"، ومعارض في غاليريهات متعددة، ومهرجانات فنية، وفن الشارع -الرصيف، وأعطت دروساً بالعلاج بالفن، وطبّقته في المدارس الرسمية اللبنانية.
أقامت 9 معارض إفرادية، وشاركت بما يناهز 70 معرضاً محلياً وعالمياً. بعض مجموعاتها معروضة في بيت الأمم المتحدة في بيروت، وفي مؤسسات أكاديمية. تعمل أيضاً في مجال تصميم الجواهر، وهي عضو في "الجمعية اللبنانية للرسم والنحت".
تنوعت معروضات زوين بين التشكيل والنحت، فقدمت لوحات كلاسيكية انطباعية، بألوان الطبيعة، شفافة في التعامل مع اللون، وتنحو نحو التعبير عن الفرح المستمد من الطبيعة وألوانها الزاهية. مما عرضته منحوتتين برونزيتين، واحدة تمثل الدرويش الراقص بالفتلة، والثانية لراقصة متمايلة.
وزوين كاتبة وناقدة فنية، وصحفية، ورسّامة، تحمل الإجازة في علم النفس، وماستر في الإعلام، وماستر في النقد الفني، وتنظيم المعارض من الجامعة اليسوعية في بيروت، وتابعت دراسة الفن، وممارسته في العديد من الأكاديميات منها معهد مايكل أنجلو، والأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة. شاركت في العديد من المعارض الجامعة في بيروت، وباريس، والبندقية، ولها معرض إفرادي سنة 2019.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وزارة الإعلام
منذ يوم واحد
- وزارة الإعلام
الاميركية أقامت عشاءها السنوي في ابو ظبي وكرّمت مرقص الذي سبق أن درّس فيها: مسؤوليتنا مد جسور التعاون الإعلامي والثقافي مع أشقائنا العرب.. وزير التسامح: نقدر دور خريجيها في مسيرة دولتنا الناهضة
أقامت الجامعة الأميركية في بيروت حفل العشاء السنوي في فندق 'الإنتركونتيننتال' في أبو ظبي، احتفاء بخريجيها المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأكيدا على عمق الروابط الأكاديمية والثقافية بين البلدين. حضر الحفل وزير الاعلام المحامي بول مرقص بوصفه أستاذاً في الجامعة سابقاً، وزير التسامح والتعايش في الامارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، سفير لبنان في الامارات فؤاد دندن، نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت عميد كلية الطب الدكتور ريمون صوايا، رئيس نادي خريجي الجامعة الاميركية في بيروت فرع أبو ظبي المهندس خليل جودي، شخصيات ديبلوماسية وأكاديمية وحشد من خريجي الجامعة وأصدقائها. وزير التسامح بداية، قال الوزير الاماراتي الذي افتتح الحفل مع الوزير مرقص: 'أرحب بكم جميعا، في هذا الاحتفال المتجدد، هنا في الإمارات، بالجامعة الأمريكية في بيروت، هذه الجامعة العالمية العريقة التي تقف اليوم وبعد مرور ما يقرب 160 عاما على تأسيسها – جامعة قوية وناجحة، تعكس بإنجازاتها المتواصلة ما نعرفه عن شعب لبنان الشقيق، من قدرة وكفاءة وحرص على الإسهام النشط في إنجازات التطور العالمي'. أضاف: 'هذه المناسبة تمثل فرصة للتعبير عن عمق المشاعر الأخوية التي تربط دولة الامارات بالجمهورية اللبنانية، هذه العلاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمودة والأخوة الصادقة'. وتابع: 'ان الجامعة الأميركية في بيروت تمثل نموذجا رياديا في التعليم والبحث العلمي والرعاية الصحية، ولها دور فاعل في التفاعل مع المجتمعات محليا وعالميا'. وأردف: 'نلاحظ هنا في الإمارات، قدرة وكفاءة خريجي هذه الجامعة العريقة، وما يقومون به من دور نقدّره تماما في مسيرة دولتنا الناهضة، التي تسعى بكل حرص والتزام، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، الى تحقيق الفائدة القصوى من الطاقات البشرية، ودعم الابتكار وتشجيع أنشطة البحث والتطوير في كافة مناحي الحياة'. وأشار الى أن 'الإمارات تحرص على دعم رسالة الجامعات في المجتمعات العربية، عبر تعزيز قيم التنمية الشاملة، والتعايش، والسلام، والتفاهم، وهي القيم التي تتجسد كذلك في 'عام المجتمع' الذي تحتفي به الدولة هذا العام'. وأوضح أن 'الجامعة الأميركية في بيروت تواصل أداء رسالتها النبيلة، بما تقدمه من تعليم متميز، وتخريج كفاءات ذات سمعة طيبة، وبما تمثله من مركز للابتكار والمعرفة والخدمة المجتمعية'. وقال: 'ان حضور الحفل يعكس الالتفاف حول هذه القيم ودعم مسيرة الجامعة، وتطلع الخريجين والمحبين الى مزيد من إنجازاته'. اضاف: 'إنني أنتهز مناسبة هذا الاحتفال، لأعبر عن تمنياتي بأن تستمر الجامعة الأميركية في بيروت في أداء رسالتها المهمة، كي تظل دائما جامعة عالمية تحقق أعلى مخرجات التعليم، وتنفتح على العالم بأفضل ما فيه من مبادئ وممارسات'. وختم: 'أرحب مرة أخرى بضيوفنا من لبنان الشقيق، وأقول: حفظ الله لبنان، وحفظ الله الإمارات، وحفظ الله الأمة العربية كلها'. مرقص بدوره، قال وزير الاعلام المحامي بول مرقص: 'اسمحوا لي بداية أن أعبّر عن بالغ امتناني لدعوتكم الكريمة إلى هذا الحفل الراقي، كوني عملت أستاذاً في الجامعة الأميركية في بيروت، والذي يجمع نخبة متميزة من خريجي مؤسسة أكاديمية نفتخر جميعا بما قدمته وتقدمه من علم وقيم. لقد خرجت الجامعة الأميركية في بيروت قادة ومبدعين تركوا بصمات مؤثرة في السياسة والطب والحقوق والصحافة، وكان لها دور رائد في الدفاع عن الكلمة الحرة والحرية الإعلامية'. أضاف: 'ان دولة الإمارات كانت وستظل شريكا فاعلا وصادقا في دعم لبنان، كما أن الجالية اللبنانية المقيمة في الدولة أسهمت ولا تزال في إثراء مختلف القطاعات بكفاءتها ومهنيتها'. وتابع: 'ان وزارة الإعلام تعمل حاليا على مشروع قانون جديد للإعلام يشكل نقلة نوعية نحو تنظيم القطاع وتعزيز حرية التعبير في إطار من المسؤولية والمهنية، إلى جانب تطوير تلفزيون لبنان وتفعيل الإعلام العام، ومكافحة الأخبار الزائفة والمضللة بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين ومنهم اليونسكو والمنظمات الفرنكوفونية'. وختم: 'مسؤوليتنا جميعا أن نواصل الاستثمار في الإنسان، وأن نعزز الشراكات التي تبني مجتمعات أكثر عدالة واستقرارا وازدهارا، ونمدّ جسور التعاون الإعلامي والثقافي مع أشقائنا العرب، ولاسيما خصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة'. كما اجتمع مرقص، الذي كرّمه قدامى خريجي الجامعة بدرع تذكاري، بالجالية اللبنانية في أبو ظبي بحضور سفير لبنان وبحث سبل التواصل والدعم.


IM Lebanon
منذ 5 أيام
- IM Lebanon
ميقاتي جال في معرض بيروت للكتاب
قام رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بجولة على فعاليات الدورة السادسة والستين من معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في مركز 'سي سايد أرينا' على الواجهة البحرية بيروت. وشارك ميقاتي في توقيع كتاب وزير البيئة السابق ناصر ياسين بعنوان 'كسر القوالب: المجتمع المدني وصنع السياسات العامة في العالم العربي'. والكتاب الذي أعده ياسين بالتعاون مع فاطمة الموسوي ومحمود حيدر، بمشاركة مجموعة من الباحثين والباحثات في العالم العربي، عبارة عن قراءات نقدية لمشروع بحثي من البدايات حتى الخلاصات. كذلك قام ميقاتي بجولة في أرجاء المعرض مستفسرا عن آخر الاصدارات. وفي ختام الجولة، قال: 'معرض بيروت للكتاب كان ولا يزال ملتقى للمساحاتُ المشتركةُ الكثيرة، وفي فترة التقدم التكنولوجي، ظنّ الناس انهم نسوا الكتب، لكن اليوم خلال المعرض السنوي الذي ينظمه النادي الثقافي العربي نرى الحشد الكبير من السيدات والرجال والأولاد، ذلك يعني أن لبنان لا يزال مهتما بالثقافة وهو عاصمة الثقافة وهذا الشيء يكبر القلب'.


النهار
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
ربيع فخر الدين في بودكاست مع نايلة: "حدودي السماء، لكن رجليّ على الأرض"
هذا الأسبوع في "بودكاست مع نايلة"، تحاور رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني رجل الأعمال ربيع فخر الدين، الذي شارك رحلته الملهمة من بدايات متواضعة في بيروت إلى بناء واحدة من أبرز المجموعات في قطاع الضيافة والترفيه في المنطقة، "7Management"، التي باتت حاضرة في لبنان، دبي، قطر، السعودية وأثينا. ابن عائلة متواضعة، لم تكن الوفرة حليفة أيام الطفولة، لكنه وجد في الطهو متنفّساً، وارتبطت ذكرياته الأولى في المطبخ برائحة الطعام المنبعثة من مطبخ والدته وجدّته. هذا الشغف المبكر بالمذاقات والأجواء العائلية سيُترجم لاحقاً إلى عالم الضيافة، لكنه آنذاك لم يكن يدرك أن هذا الحب سيتحوّل إلى مسيرة حياة. بدأ فخر الدين مشواره الأكاديمي في الجامعة الأميركية في بيروت، التي شكّلت منصة انطلاقه إلى عالم الأعمال. وبعد التخرج، سافر إلى دبي سعياً وراء الفرص، لكن في عام 2006، حين اندلعت حرب تموز، شعر بالحنين العميق إلى وطنه، فعاد إلى بيروت، مدفوعاً بعاطفة لم يستطع تجاهلها. هذه العودة لم تكن مجرد نزوة، بل نقطة تحوّل مفصلية. رغم صعوبة الأوضاع، قرر أن يخوض مغامرته الكبرى، فأسّس شركته "7Management" وافتتح أول مشاريعها: ملهى "7 Sisters" في بيروت. لم يكن يعلم حينها أن هذه الخطوة الأولى على سلّم النجاح ستقوده لتأسيس إمبراطورية تمتد عبر مدن وعواصم حول العالم. لا يدّعي ربيع أن الرحلة كانت سهلة، بل يعترف بأنه مرّ بمحطات غير ناجحة، ولكنه يعتبرها "دروساً ضرورية" في مدرسة الحياة، ويؤمن بأن "التعلّم لا يتوقّف"، وأن الفشل ليس نهاية، بل فرصة لمراجعة الذات والتقدّم بثقة. هو طموح، نعم، لكن "رجليه على الأرض"، كما يقول، ويصرّ على التوازن بين الحلم والواقع. يشارك ربيع فخرالدين قصة طريفة حصلت معه عندما أخبر زوجته لأول مرة أنه يعتزم بناء "إمبراطورية" في عالم الضيافة، فظنّت أنه مجنون. لكنه كان يرى الصورة بوضوح: خطوات مدروسة، وصعود درجة بعد درجة. وضع حلمه نصب عينيه، وسعى إليه بإصرار، وكان النجاح ثمرة التصميم، والتفاصيل، والعمل الجماعي. ورغم كل هذا النجاح، لا ينكر فخر الدين أثر الحظ، لكنه يحمد الله دائماً على نعمة الحياة، وعلى كونه لبنانياً. فهو يرى في لبنان، رغم كل التحديات، مصدر إلهام دائم، ومنبعاً للشغف والابتكار. مقابلة ربيع فخر الدين في "بودكاست مع نايلة" أكثر من مجرد حكاية نجاح؛ إنها شهادة على أن الطموح، حين يُقترن بالإرادة والتواضع، يمكن أن يُغيّر المعادلة، وأن ابن الحي البيروتي المتواضع يمكنه أن يصنع فارقاً عالمياً… إذا حلم، وآمن، واجتهد.