
خاص "هي": متعة سرد الحكايات.. مسلسلات خليجية كسرت الحواجز وأحدثت تأثيرا خارج الحدود
الاستمتاع بسرد القصة وروايتها جعل لفن الحكي سطوة آسرة على القلوب والوجدان والعقول. وعلى مدى عشرات السنين صنع المشاهدون ذكريات مع مسلسلات خليجية من العلامات التي لا تنسى، وحمل نجوم كثر على عاتقهم الصعود بهذا الفن الصديق للعائلات والأكثر تفضيلا في الحقيقة إلى أعلى المستويات من خلال قصص هي ابنة المجتمع، وتشبه وتحاكي ما يشعر به أفراده بمختلف الطبقات، ولكن لا شك في أن السنوات الأخيرة شكلت منعطفا حقيقيا في الوصول إلى جمهور أكثر اتساعا واختلافا وتباينا، ولكن المفاجأة هي أن الحكايات ذات النكهة المحلية الخالصة، والتي تعبر عن خصوصية المجتمع في دول الخليج لا تزال هي الأكثر جذبا، حيث يبدو أن القطاع الأعرض من محبي الدراما يبحثون عن الأصالة والتنوع والثيمات التي تقدم صراعات ورومانسية وقضايا اجتماعية لا تقلد أحدا، بل تنتصر لتراثها وتقاليدها وهمومها الخاصة.
ولهذا كان لوجود منصات العرض الإلكتروني يد طولى في إيصال هذا المحتوى لجماهير متعددة، حيث تصدرت كثير من الأعمال الدرامية في هذا الصدد منصات المشاهدة عالميا، وترجمت ودبلجت لعشرات اللغات، وهو ما جعل الدراما أيضا لغة عالمية وجسرا بين الشعوب، وما زال الطلب من هذه المؤسسات يزداد، ولكن قبل وسيلة العرض التي فتحت أبوابا وفرصا هناك تميز المنتج الإبداعي الذي يحمل في طياته خبرات طويلة ونجاحات متراكمة.. أربعة نقاد عرب يخبروننا من وجهة نظر متخصصة عن ملامح الدراما الخليجية في السنوات الأخيرة، وكيف يمكن أن تستثمر خصوصية عالم حكاياتها الثري لإحداث تأثيرات متزايدة تتجاوز الحدود الجغرافية.
تحولات جوهرية وثراء مدهش
بداية يرى الدكتور علي زعلة الناقد السينمائي السعودي، أن لمنصات البثّ بالطبع أثرا كبيرا في إيصال المنتج الدرامي الخليجي إلى المتلقي العربي والإقليمي وأحيانا إلى العالمي، لكنها تظل مرحلة لاحقة لمراحل ما بعد الإنتاج، موضحا أن العامل الرئيس في وجهة نظره هو أن الدراما الخليجية تشهد تحولا جوهريا على مستوى التقنيات الإنتاجية والعمليات الفنية، وبوجه خاص على مستوى جودة النصوص وجدّتها، بمعنى أن هناك اتجاها أكثر تنوعا من ذي قبل، يذهب إلى ثيمات لم تكن مطروقة في المسلسلات المعتادة السابقة، أو معالجة موضوعات مطروقة ولكن من زوايا نظر مختلفة، تمثل منظورات الأجيال الجديدة.
الناقد الفني الدكتور علي زعلة أستاذ الأدب والنقد وصاحب المؤلفات المتعددة، يعدد أسبابا كثيرة لهذا التميز، ضاربا المثل بالدراما السعودية، ومشيرا إلى أنها استوعبت التنوع الثقافي والاجتماعي والجغرافي للبيئات المحلية التي تتشكل منها الهُوية السعودية الكبرى، وأتاحت لهذا الثراء في جغرافيتها الشاسعة أن يطلّ بقضاياه وتاريخه وقضاياه عبر الشاشة، في حالة من المزاوجة بين القضايا التاريخية التي تستعيد إرثا في التاريخ الاجتماعي القريب، والقضايا الاجتماعية التي تعكس الحراك الاجتماعي ومتغيّراته المتصاعدة يوما بعد آخر. يضاف إلى ذلك بروز نجوم جدد على الساحة الدرامية، جعل الدراما السعودية تتصدر الدراما الخليجية، وتتفوق عليها لتنافس مثيلاتها على المستوى العربي إن لم تتفوق عليها في بعض الأحيان. وذلك لأنها تقدم حكاياتها الأصيلة النابعة من نبضها الثقافي والاجتماعي، ولعل ذلك برز جليّا في مسلسلات السنوات الأخيرة، مثل "العاصوف"، و"خيوط المعازيب"، و"شارع الأعشى".
مسلسل شارع الأعشى حقق صدى كبير
أجيال جديدة تدخل دائرة المنافسة
فيما يعتقد الفني محمد عبد الرحمن أن الانفتاح في نمط المشاهدة إقليميا وعالميا ولّد رغبات قوية وتشوقا لدى محبي الدراما في الاطلاع على قصص متنوعة من مجتمعات شتى، وهي نقطة استفادت منها الدراما الخليجية بسبب الباع الطويل لصناعها، وكذلك لغنى الأفكار والحكايات. ولكن بالنظر إلى أعمال حققت تأثيرا إقليميا ودوليا في بعض الأوقات فيما يتعلق بتصدر قوائم المشاهدة عبر منصات العرض، وبينها "رشاش" و"الصفقة" و"اختطاف" و"شارع الأعشى" و"المنصة"، و"خريف القلب"، وغيرها، إذ لكل منها طبيعة مختلفة، ولكنها لا تزال تسرد سِيرا وأحداثا وقعت في الحيز الجغرافي ذاته، وهذا يعني أن الدراما الجاذبة ليست اجتماعية فقط.
مسلسل الصفقة بموسميه من أبرز الأعمال الدرامية المهمة في الفترة الأخيرة
يعود الناقد الفني محمد عبد الرحمن ليؤكد أن هناك أمورا عدة تضافرت معا، لإحداث هذا التأثير إضافة إلى تميز المستوى بالطبع. ومن بينها، وفق رأيه، الابتعاد عن ثيمات تقليدية بعينها، والاقتراب من موضوعات أكثر جرأة وعمقا، وإقدام الصناع على طرق جديدة في التناول والسرد، وحتى على مستوى مواقع التصوير التي كان بعضها مكررا، وكذلك دخول أجيال جديدة إلى دائرة المنافسة، مضيفا أن كل هذا تزامن مع انتشار وسائل عرض أكثر مرونة وأسهل في الوصول، فوجد المشاهد أن هناك بالفعل موضوعات مختلفة وتستحق المتابعة، فزادت نسبة الأعمال ذات الجودة والامتياز، وخاصة أن مستوى ذائقة الجمهور الدرامية أصبحت في تصاعد بسبب تنوع المصادر.
قصص محلية تخاطب مشاهدي العالم
لطالما شكلت الدراما التلفزيونية رافدا مهما بالنسبة للمشاهد العربي، ولكن هذه الثقافة تمر بتحولات كبرى الآن مع كل هذا التطور وكل هذه الوسائط، وبحسب الناقد البحريني طارق البحار يُقدَّر أن أكثر من 400 مليون عربي يقضون ما معدله 19 ساعة أسبوعيا في متابعة المسلسلات العربية، وعلى الرغم من تحفظه على بعض التوجهات الإنتاجية في المنطقة العربية التي لا تزال تدور في فلك الميلودراما، وتتوجه لفئات عمرية أكبر سنا بعكس التوجهات العالمية، فإنه على سبيل المثال يرى أن رمضان 2025 مثّل منعطفا مهمّا في هذا السياق، مع عرض مسلسل "وحوش" الكويتي والذي تناول جرائم واقعية بجرأة وجودة تنفيذ لافتة، حيث جمع العمل في رأيه بين حبكة قوية، وإنتاج فني عالي المستوى، ومواهب شابة أمام الكاميرا وخلفها.
مسلسل خريف القلب جذب جمهور المنصات الإلكترونية
وقد اعتبره كثيرون خطوة نوعية نحو تقديم دراما عربية تواكب تطلعات جمهور اليوم، وتحاكي في جودتها إنتاجات "نتفليكس" العالمية، مشددا أيضا على أن قطاع الإعلام والدراما في المملكة العربية السعودية، يشهد تحولا جذريا مدعوما برؤية طموحة. من أعمال درامية مثل "شارع الأعشى" و"يوميات رجل عانس"، إلى التعاونات مع صناع محتوى عالميين، تبدو السعودية في طليعة هذا التحول، حيث تهدف هذه التحركات إلى تقديم محتوى متنوع، يستهدف جمهورا أوسع، ويمنح الشباب قصصا تمثلهم وتعكس قضاياهم، مشيرا إلى أنه كي تكتب الاستمرارية للتغيير في صناعة الدراما الخليجية، لا بد أن يصاحبه تحول في البنية الإنتاجية ذاتها، وعلى رأسها: الاهتمام بكتّاب السيناريو، لأن بعضهم يعانون من متطلبات شروط الإنتاج في المنطقة العربية بشكل عام، مضيفا: هنا يأتي دور المنصات العالمية في فرض نموذج مختلف. "نتفليكس" مثلا، تمنح مساحة للتطوير المشترك، والمراجعة، والابتكار، وهو ما ينعكس على جودة العمل النهائي. وإذا ما أرادت الشركات الخليجية الكبرى أن تخلق تحولا حقيقيا، فعليها أن تنقل معها إلى المنطقة هذه الممارسات، التي تمكن الكتّاب من التعبير والإبداع من دون قيود، والحقيقة أنه على الرغم من هيمنة المنصات، لا يزال التلفزيون قادرا على التأثير العميق في المجتمع، وخاصة بين فئة الشباب، شرط أن يُصغى إلى أصوات الكتّاب، وأن يُمنحوا الأدوات والفرص التي تليق بمواهبهم، لأن الدراما ليست فقط وسيلة للترفيه، بل هي أيضا مرآة للواقع ومحفز للتغيير.
عوالم أكثر جرأة وعمقا
الناقد الفني السوري عامر فؤاد عامر يشير إلى أن التحول الذي أحدثته المنصات أثر في مستويات الدراما عالميا وعربيا بشكل عام، وليس فقط في منطقة الخليج. وأوضح أن المعايير الجديدة التي فرضتها هذه المعادلة جعلت المسلسلات الخليجية التي تُنتج بتقنيات وتفاصيل تضاهي نظيراتها العالمية في ازدياد، وهو ما رفع السقف أمام المشاهد والمبدع معا.
وإضافة إلى التأكيد على أن المنصات منحت فرصا للمواهب الشابة وأبعدتهم عن شروط الاحتكار التي ربما كانت تفرض عليهم بسبب قلة مؤسسات الإنتاج والعرض، فإن الناقد الفني عامر فؤاد عامر يشير كذلك إلى التغييرات الملحوظة في النمط القصصي الدرامي فابتعدت بعض الأعمال عن النمط التقليدي، وجربت حقولا أخرى لم تكن شائعة من قبل، وبينها "الإثارة، والجريمة النفسية، والسير الذاتية".
المعروف أن القصص المحلية هي الأكثر جذبا فيما يتعلق بالسرد القصصي، حيث يكون لدى الجماهير شغف دائم للغوص في أعمال المجتمعات التي لا تعرفها، ومن هنا يشدد عامر على أن منصات المشاهدة الجديدة بمكتباتها العامرة بالفعل وفّرت نافذة يطل منها المشاهد على الآخر، ليرى كيف يعيش، ويفكر، ويعاني، ويحب. ويتابع: "وهذا يعطي فرصة للعالم حتى يرانا هو بعيونه، بعدستنا العربية، وليس بعدسة غريبة".
واعتبر عامر أن هناك الكثير من المسلسلات الخليجية التي قدمت مؤخرا تميزت بالطرح الذكي للقصة المحلية وإتقانها مع مخاطبة الجانب الإنساني، وهي من ضمن الأعمال التي تسهم في عبور هذه الصناعة نحو جمهورها العربي والعالمي، ومن بين الأعمال التي يجد أن هذه المواصفات تنطبق عليها المسلسل الإماراتي "المنصة" الذي نجح في استقطاب شريحة واسعة من جمهور غير محلي، لأن القصة فيها توتر واستلهام من واقع عربي معاصر في قالب التشويق والدراما الإنسانية، والمسلسل الكويتي "السجين النصاب"، إضافة إلى "دفعة بيروت" و"دفعة القاهرة".
مسلسل دفعة القاهرة أثار جدلا واسعا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 42 دقائق
- الرياض
أمير القصيم يكرم الفائزين بجائزة القصيم للتميز والإبداع
رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم ورئيس مجلس أمناء جائزة القصيم للتميز والإبداع، حفل تكريم الفائزين في الدورة الخامسة من الجائزة، بحضور عدد من أصحاب المعالي والمسؤولين. وهنأ سموه الفائزين بالجائزة، مشيدًا بما قدموه من نماذج وطنية متميزة أسهمت في خدمة الوطن ورفع كفاءته التنموية، مؤكدًا أن الجائزة تُعد إحدى المبادرات النوعية التي تعكس الحرص على تحفيز الإبداع، وتكريم التميز في مختلف مجالاته، وبناء بيئة تنافسية تدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030. وقال سموه بهذه المناسبة: 'أبارك للفائزين بهذا التميز، الذي يعكس ريادتهم وإبداعهم، وفخور بأن تكون هذه الجائزة منبراً وطنياً يكرّم الإنجاز، ويحفز على الريادة والابتكار. وما حققته الجائزة من تطور لافت يعكس الإيمان العميق بأهمية نشر ثقافة التميز وتعزيز روح المنافسة البناءة بين أبناء الوطن ومؤسساته.'وأضاف سموه:'نجاح الجائزة هو نجاح للمنطقة والوطن، وسنواصل دعمنا لها لتكون محفزاً مستداماً للتميز في القطاعين الحكومي والخاص، والمجتمع المدني، ولكل المبدعين في هذا الوطن العظيم.' من جهته، رفع أمين عام الجائزة أحمد الشبل، شكره وتقديره لسمو أمير المنطقة على دعمه اللامحدود وقيادته الحكيمة للجائزة، مبينًا أن الدورة الخامسة شهدت نموًا استثنائيًا بنسبة تجاوزت 342٪ مقارنة بالدورة الماضية، بعد أن بلغ عدد المشاركات أكثر من 500 مشاركة من مختلف مناطق المملكة، في فروع: التميز المؤسسي، والبحث العلمي والابتكار، والتميز البيئي، والقطاع غير الربحي، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، والتميز الوطني وأكد الفائزون في كلمتهم أن الجائزة التي تحظى برعاية كريمة ودعم مباشر من سمو أمير القصيم أصبحت عنوانًا وطنيًا للتميز والإبداع، ونجحت في أن تكون أحد المبادرات الريادية في المملكة، من خلال نشر ثقافة التميز، وإبراز النماذج الملهمة، والمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتعزيز مفاهيم الابتكار والريادة في شتى المجالات. كما كرم سموه في نهاية الحفل الفائزين بالجائزة من الأفراد والمؤسسات وهم : فرع القدوة الحسنة ، وفاز فيه صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية ، وكذلك الأستاذ إبراهيم الزويد - رحمه الله - ، وفي فرع القدوة لحسنة للمؤسسات هيئة الزكاة والضريبة والجمارك ، وفي فرع التميز المؤسسي تجمع القصيم الصحي ، وفي التميز في البحث العلمي والابتكار - البحث في الذكاء الاصطناعي - جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، وكذلك جامعة الطائف ، وفي فرع التميز في القطاع غير الربحي جمعية رعاية الايتام بمحافظة حفر الباطن " تراؤف " ، وكذلك مؤسسة محمد بن إبراهيم السبيعي وأولاده الخيرية " غروس " ، وفي فرع التميز الوطني مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية " سكن " وفي فرع التميز البيئي المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ، وكذلك الهيئة الملكية للجبيل وينبع - جازان الصناعية - .


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
بالفيديو.. "الزارع" لـ"سبق": ولاة الأمر يؤمنون بأن الاستثمار في الإنسان هو الركيزة الأولى للتنمية وعنوان المستقبل
أكد المدير العام للتعليم بمنطقة الرياض الأمين العام لجائزة الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز للتميز والإبداع، الدكتور نايف بن عابد الزارع، أن رعاية الأمير فيصل بن بندر حفل تكريم الفائزين بالجائزة تُجسّد حرص ولاة الأمر –حفظهم الله– على الاستثمار في الإنسان السعودي؛ باعتباره الركيزة الأولى للتنمية، وعنوان المستقبل. وقال 'الزارع' في تصريح خاص لـ'سبق'، على هامش الحفل الذي أقيم مساء الأربعاء بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض: 'رعاية سمو أمير منطقة الرياض هذه الجائزة ليست فقط دعمًا مباشرًا، بل تأكيدًا بأن ولاة أمرنا –أيدهم الله– يسعون دومًا إلى الاستثمار في أبنائهم وبناتهم. هذه الجائزة اليوم تُترجم عمليًّا هذا الاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة، بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد –رعاهما الله–، اللذين يؤمنان بأن الإنسان السعودي هو الرهان الحقيقي في هذه المسيرة الوطنية الطموحة". وأشار إلى أن الاستثمار في الإنسان لا يوازيه أي استثمار آخر، مضيفًا: 'حينما نقول إن الإنسان هو محور الرؤية فإننا نرى ذلك يتحقق واقعًا. وقد شهدنا تكريم 40 فائزًا وفائزة من أصل أكثر من 860 متقدمًا للجائزة؛ ما يعكس تصاعُد التنافسية، وتنامي الإقبال على هذه الجائزة النوعية؛ وهذا يعزز قناعتنا بأن ثقافة الإبداع والتميز باتت جزءًا أصيلاً من وجدان المجتمع السعودي، الذي يرى في رؤية السعودية 2030 خارطة طريق لطموحه وأحلامه". وأوضح الدكتور 'الزارع' أن الدورة الثالثة من الجائزة شهدت نقلة نوعية في تطوير معايير التحكيم، وتوسيع نطاق المجالات، وزيادة الأثر، مؤكدًا أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا تكامُل جهود القطاعات التعليمية والعسكرية والإدارية. وختم تصريحه قائلاً: 'نحن –بإذن الله– ماضون في بناء بيئة محفزة للتميز، وصناعة جيل يؤمن بأن سقف الطموح لا حدود له.. كما يقول سمو ولي العهد -حفظه الله-: (طموحنا عنان السماء)". وكان الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، قد رعى مساء أمس حفل تكريم الفائزين بجائزة سموه للتميز والإبداع في دورتها الثالثة، بحضور نخبة من المسؤولين والتربويين وأولياء الأمور، وذلك في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. وتضمنت فعاليات الحفل جولة للأمير في المعرض المصاحب، ثم عرضًا مرئيًّا بعنوان 'رحلة الجائزة'، وكلمة ألقاها الدكتور الزارع، إلى جانب عرض مرئي بعنوان 'صوت المتميز'، وأوبريت وطني بعنوان 'لحن المجد والإبداع'، قدمه طلاب وطالبات تعليم الرياض. وفي ختام الحفل دشَّن سموه الدورة الرابعة من الجائزة، وكرَّم الفائزين والفائزات، إضافة إلى رعاة الحفل وأعضاء لجنة التحكيم، قبل أن تُلتقط الصور التذكارية، ويُختتم الحفل بالعرضة السعودية.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
أمير الرياض يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثالثة
رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، مساء اليوم، حفل تكريم الفائزين بجائزة سموه للتميز والإبداع في دورتها الثالثة؛ البالغ عددهم 40 فائزًا وفائزة في منطقة الرياض، وذلك في مقر جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل، المدير العام للتعليم بالمنطقة الأمين العام لجائزة الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز للتميز والإبداع الأستاذ الدكتور نايف بن عابد الزارع. وأعرب سمو أمير منطقة الرياض عن سعادته بما وصلت إليه الجائزة من مستويات متقدمة، لتحقق من خلالها تطلعات القيادة الرشيدة -أيدها الله- التي تحث على العناية بالمتميزين من الشباب والفتيات، مؤكدًا أن الجائزة ماضية في بذل المزيد من الجهود في دورتها القادمة. وقال: "الإنسان السعودي مبدع وهذا المأمول منه دائمًا، وهو اعتقاد ثابت، وتفوق الشباب السعودي على أقرانهم من دول العالم في شتى المجالات". وهنأ سموه الفائزين بالجائزة في جميع فئاتها، شاكرًا مجلس أمناء الجائزة وأعضاء لجنة التحكيم والعاملين بها على الجهود المبذولة خلال هذه الدورة. وتجول سموه في المعرض المصاحب للجائزة الذي يحكي إنجازات الفائزين والفائزات وفئات الجائزة التي حققوا من خلالها التميز. وبعد السلام الملكي بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم شاهد سموه والحضور عرضًا مرئيًّا بعنوان (رحلة الجائزة) يحكي قصة الجائزة وفكرة إنشائها ودورها في رفع مستوى التنافسية العلمية بين أفراد المجتمع التعليمي بمنطقة الرياض من خلال أهدافها وتنوع مجالاتها. ثم ألقى الدكتور الزارع كلمة ثمّن فيها رعاية سموه للجائزة وتشريفه لحفل توزيع الجائزة، الذي زاد تألق الجائزة وقيمتها لدى المشاركين. وأشار إلى أن هذه الجائزة انطلقت حاملةً رؤيتها نحو اكتشاف المبدعين، وتمكين المتميزين، وغرس ثقافة الإبداع منطلقةً من أهدافها النبيلة التي تتسق مع مستهدفات رؤية 2030, مفيدًا بأن الدورة الثالثة للجائزة تشهد نقلة نوعية في تطوير معاييرها، وتوسيع مجالاتها، وزيادة عمقها وأثرها، وسجلت حضورًا لافتًا بتقدم أكثر من 860 مرشحًا ومرشحة، فاز منهم 40 متميزًا ومتميزة في مجالات متنوعة تعبر عن منظومة وطنية تتكامل فيها القطاعات المختلفة، التعليمية والعسكرية والإدارية. عقب ذلك شاهد سموه عرضًا مرئيًّا بعنوان (صوت المتميز)، عبّر من خلاله الفائزون والفائزات عن مشاعرهم بعد فوزهم بالجائزة، ثم قدّم مجموعة من طلاب وطالبات تعليم الرياض أوبريتًا بعنوان (لحن المجد والإبداع). بعد ذلك دشن سمو أمير منطقة الرياض الدورة الرابعة من الجائزة، وكرم الفائزين بجائزة سموه، كذلك رعاة الحفل وأعضاء لجنة تحكيم الجائزة، ثم التُقطت الصور التذكارية. وفي ختام الحفل شارك سموه في العرضة السعودية.