
المقاهي والجريدة !!
هل نحن تغيرنا، أم الزمان سبب هذا التغييالمفاجئ؟ ربما زمن ممسوخ ، ميتامورفوزي؟ أم نحن أصبحنا 'ميتامورفوزيين' تقريبا ك(غريغورسامسا ) شخصية رواية 'كافكا / المسخ ' لهذا هل أصبحنا 'كافكاويين' بالمعنى المجازي. بحكم أننا نعيش وضعا غرائبيا وعجائبيا، أضحى يتضمن طقسا / طقوسا ما اعتدنا عليها سلفا، كثير منا ( الآن) يبحث عن الأنس والمؤانسة، فلم يجـدها كالأمس القريب،لقد اختفت وجوه المؤنسة ، وشباب الابتسامة والنكتة الفرجوية.فأمسى المرء انعزاليا في( صومعته)بعيدا عن العلائق والصخب وحيوية الحياة ضجيجها، لقد حدث انحدار وتغير في القيم والمكانة الاجتماعية، واختلاط في الكلام والمعاني هل المجتمع أمسى يشيخ؟ فكل شيء تغير وتبدل سؤال ينطرح بين الفينة وأخرى على ألسنة العديد من العباد وفي أغلب أرجاء البلاد ، هذا التحول الحالي بين الأمس واليوم. مخالفلحالتنا الأولى. نعيش يومنا وأيامنا بشكل مهول؛ مذهل. حيث أمسى الشهر أسبوعا، والأسبوع يوما، هكذا يشعـركل منا لحظة اختلائه بنفسه أو انزوائه في ركن ( ما ) وخاصة في إحدى زوايا المقهى، هـذا إن بقي يرتادها ويعشقـها؟
ذاك الفضاء الذي كانت له أجواءه ونكهته الخاصة، وملاذ العديد من الناس، وشرائح المجتمع.. المقاهي(كانت) بوثقه اللقاءاتالخاصة والحميمية بين روادها وزوارها و تبادل الأخباروالمشاورات والاطلاع على المستجدات بين هذا وذاك. فيها كان ركن 'التعارف' الصادق والنبيل. موازاة بركن التعارف الذي كان في الجرائد والمجلات كالأطلس/ المشاهد/…/قبل أن تكون فضاء للترفيه وتذويب عناء العمل وخلافه من أشغال خاصة،إنه نادي حقيقة للتزاور اليومي تقريبا بين الإخوة والأصدقاءوالرفاق . حتى أمست أغلب المقاهي لديها زبائن معينة، فالوافد الجديد يعرفونه بسرعة برق، لكن حينما تتأمل حتى في المقهى، تستشف أنها تغيرت وتغيرت طقوسها اليومية، ليضاف السؤال هل الزمان سبب التغيير؟ أم نحن تغيرنا؟ أم مقاهي الأنس والذكريات فرض عليها أن تتطور، بعد زحف أخواتها خارج مدار المدن؟ يا ليتها تطورت للأفضل، أوبقيت على سجيتها وطقوسها المفضلة. وأعجب طقس تلك الأغانيالصباحية لمطربين عرب ومغاربة، طرب سلس ينبعث من مذياع صداح .مذياع يذكرك بزمن 'هتلر' واكتساحه أوروبا بالنار والحديد، وبزمن انقلاب ضباط الأحرار والنكسةالعـربية، مذياع خاصيته في شكله ، وجوهره في استرسال الكلام الهادئ والمتزن، مرفقا بإدراج حلاوة الطرب الصافي، بدل الإسفاف من الأغاني الموسمية ، وانبعاث ضحكات مجانية بين لحظة وأخرى في برامج ما أنزل الله بها من سلطان، ناهينا عن رطانة لغوية وهجانة حوارية ! كان المذياع في المقاهي وتحول لتلفزة تتنوع أحجامها حسب مقام 'المقاهي' تلفزات منصوبة في الداخل والخارج، من أجل كرة القدم الأوربية ، إنه الاستيلاب اليومي، قبل استجلاب الزبائن…إنه التطور، وليس تبدل الزمان، لأن الصبح صبح. والعشية عشية. بلى ! مشرق الشمس كعادته ؛ وللشمس دورتها، إلى حدود الغروب ليستبدل المشهد ببهاء القمر- ليلا- لحظة اكتماله. لسنا هنا نوستالجيين، ولا شعراء. ولكن نتساءل كبقية أجيال ما قبل 'الأيفون' جيل 'منتصب القامة أمشي' و' شافوني الناس بالصنارة 'و' القمر الأحمر' ورعيل' ناح النوّاح والنوّاحة على بقرة حاحا النطاحة ' و' فين لتجمعو عليك أهل النية'…آه ياالصينية ! وآه من تحول يصعب الإمساك بخيوطه، حينما نتذكر حضور المذياع والجريدة في المقاهي، ياله من طقس متفرد !! امامك جريدتان يملأن ويتصدران فضاء المقهى، لا ثالث لهما . ربما الثالثة في بعض المقاهي. عجبا جريدتان يتناوب الزبناء عليهما بدون خلفية سياسية، أو تأطير فصائلي. إنها لوعة القراءة ليس إلا.وشغف الإطلاع على المستجدات من التنوع المعرفي / الإعلامي ، الذي كانت تقدمه الجريدتين، وأغرب ما يمكن أن تظل الذاكرة تذكره، ففي شمال بلادنا وبالضبط ( تطوان) حيث كل المقاهي كانت تتزين بالجريدتين. كل جريدة منصوبة بعصا( !) ومرارا كنت أسأل أهل 'تطوان' من صاحب هـذا الاختراع الجميل: تلك العصا الجامعة للصفحات ؟ لم يستطع أحد إمدادنا من يحمل براءة الاختراع ، إنه الإيثار: ربما؟ونكران الذات : على ما يبدو؟ لأن وضع صفحات الجريدة حاشيتها ( عصا) لتصبح الجريدة في شكل كتاب لم تأت من فراغ. ولكن الثابت في ذاك الإنجاز: بأن الجريدتين كانتا ملكية مشتركة بين الزبائن، مشهد عجائبي :كنت لا ترى إلا العصي تتلوح من المائدة، فلا ترى حاملها ولا وجه من يتصفحها ، والمدهش أنك كنت ترى الذي بجانبه يتلصص لقراءة القصاصات. مشاهد عجيبة، ولوحات دينامية كانت، تزين المقاهي…. ضاعت بضياع عقارب زماننا. ب'فاس' كانت المقاهي تطبع اسمها على 'الجريدتين' حتى لا تخرج من فضائها ، أو تختلط مع 'جريدة' أحد الزبائن، وذلك تلافيا للمناوشات. حتى أن بعض المقاهي أمست تقتني أربع نسخ من كل جريدة، لتلافي انتظار الزبائن على الصحيفتين، هذا قبل ظهور بعض الصحف قيل لنا إبان ظهورها ( أنها ) حرة ومستقلة ؟ والتي اكتسحت بدورها المقاهي ، إنه تنوع مشروع: لأن قراءة الجريدة كانت مظهرا من مظاهر المقاهى .هي المؤنس، حسب معنى محمود درويش[مقهى، وأنت مع الجريدة جالس/ لا، لست وحدك. نصف كأسك فارغ] هي فعلا كذلك قبل حضور ركب الأصدقاء والشلة المعتادة. وبدون منازع ولا مزايدات كانت 'الجريدة' إحدى المكونات الفاعلة في حياة المقهى. وفي المشهد العام. وهنا يمكن للقارئ' المفترض' أن يتذكر مئات 'المقاهي' كل مقهى كانت لها نكهة خاصة ، وفيها حكايات وحكايات بين روادها، وروادها مع الجريدتين،هل نتأسف عن هاته المعلمة الإجتماعية، التي في الأصل كانت دخيلة، ولكنها حققت هُـويتـَها في هويتـِنا. ف(الآن ) رغم تعدد المقاهي وتنوعها ! فلم تعد لها تلك الطراوة والنكهة الخالصة، ليس بسبب غلاء المشروبات بل نتيجة تغير الزمانفي كينونة البشر، والبشر في خيوط الزمان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الزمان
منذ 2 ساعات
- الزمان
المرأة الزوهرية
المرأة الزوهرية – زينب كاظم قرأنا الكثير عن المرأة الزوهرية ولذلك هذا الموضوع أثار فضولنا للتوسع والبحث المستفيض عنه ،والمقصود بالمرأة الزوهرية هي المرأة ذات الطاقة الروحانية العالية ولقد اخترنا المرأة الزوهرية وليس الرجل الزوهري لأنه المرأة الزوهرية تختلف عن الرجل الزوهري عموما وتشبهه في بعض الصفات على وجه الخصوص لكننا أخترنا المرأة في هذا المقال ،أن المرأة الزوهرية عبارة عن جهاز متنقل لكشف الكذب والنفاق وتعرف جيدا من هو الكاذب ومن هو المنافق من خلال كلامه ولغة جسده ولغة عيونه لكنها تسكت وتتركه يكذب ليأتي هو باخره أو تنتظر حتى يكون لديها دليل ملموس على كذب ونفاق الشخص ومن ثم تواجهه صدمة وصراحة ،كذلك من أهم صفات المرأة الزوهرية هو صدقها وصراحتها فهي لا تحب النفاق والكذب والغش والتمثيل بالتعامل مع الأخرين فهي واضحة جدا وتقول الحق ولو على رقبتها ولا تخاف من أحد فقط تخاف من خالقها وحتى وأن كانت هي من أخطأ تقول ذلك بكل وضوح ولا تخشى أي شيء، كذلك هي قليلة الكلام جدا مع الناس الذين لا تحبهم ولا ترتاح لهم لأنها تشعر أنهم منافقين أو كاذبين وكلما زادت طاقتها الروحية زادت قدرتها على أكتشاف الناس المخادعين والكاذبين والمنافقين حتى وأن كانت فيما سبق تحترم هؤلاء الناس لأنها لم تكتشفهم وعندما تتيقن أنهم سيئين تبدأ تتجنبهم ويبدأ كلامها معهم يقل ،على العكس تماما مع الناس التي تتأكد من أنهم صريحين وصادقين وواضحين فهي تعشق الحديث معهم لذلك قد يراها البعض غريبة وغير مفهومة بالتعامل فمع البعض صامتة ومع البعض الأخر كثيرة الكلام الا هي تعرف جيدا مع من تتعامل فهي دوما تعمل عزلة بينها وبين الناس السيئة لأنها في داخلها جهاز استشعار يستشعر من هو الجيد ومن هو السيء ،والأمر الأخر الذي تتميز به المرأة الزوهرية أنها دوما تحاول اخفاء عصبيتها لأنها دوما تشعر بالعصبية لذلك تحاول مداراة ذلك ولا تظهره وتكتمه داخلها وأسباب تلك العصبية أنها إنسانة تكره الشر وتكره أن المقابل يمثل عليها ويتلاعب بها ولا تريد أن تشعر في الاخر أنها كانت مغفلة لكنها تستطيع التحكم بعصبيتها لأن لديها القدرة على أخذ القرارات وعلى القدرة على ارجاع حقها بلا خطأ لأنها لا تستطيع أن تتهاون في حقها نهائيا ودوما لديها أصرار على أخذ حقها واتخاذ القرارات الصحيحة ،ومن مميزاتها أيضا أنها تبين أنها قوية وشديدة وصلبة وكأنه لا يوجد شيء بالدنيا يستطيع هدها وكأنها جبل على العكس تماما عندما تكون في عزلة مع نفسها تجدها تبكي وتنهار من نسمة هواء سارت عكس إرادتها وكأنها شخصية مع الناس وشخصية مع نفسها وكأنها شخصيتين وليست واحد لذلك كل من يراها ويتعامل معها يقول عنها أنها قوية جدا وشديدة ولا يهزها شيء ولا تدمع عينيها أمام أحد أما مع نفسها تجدها تبكي من حرف قيل لها بعد أن تحسب بعض الأمور ببالها تبكي وتصعب عليها ذاتها ،كذلك أن أبرز ميزاتها أنها تحب القرب من الله عز وجل والدعاء والصلوات والعبادة وعمل الخير على الرغم أن الزوهريين يولدا فطريا هكذا بشكل عام ألا أنهم في مرحلة عمرية معينة يتعرضوا لضغوط شديدة بالحياة قد تلهيهم عن العبادة وتشغلهم وتجعلهم يقعوا بأخطاء كثيرة وذنوب كبيرة الأ أنهم عندما يرجعوا إلى أنفسهم ويتنبهوا نجدهم منغمسين بالدعاء والصلاة والأعمال الحسنة وقراءة القرآن الكريم لذلك نجد عند المرأة الزوهرية قوة رهيبة على التوبة والأبتعاد عن المعصية بالإضافة إلى أنها تملك ضميرا حيا صاحيا ودوما تحاسب نفسها على أتفه الأخطاء وتضع الله بين عينيها قبل أن تفعل أي أمر أذ انها تخاف من الله وحسابه وغضبه ودوما تساعد الفقراء ومن يحتاج منها أي مساعدة أن استطاعت لا تتأخر أبدا . كذلك المرأة الزوهرية لديها شفافية مميزة بروحها وتكون محبوبة من الناس الذين حولها إذ أنها تملك بريقا غريبا في عينيها يجذب كل من ينظر إليها ،ومن الممكن أن يكون جمالها طبيعيا عادياكملامح لكن نظرة عينيها تجذب أي شخص إليها بمجرد أن ينظر فيها يرى نفسه مشدود إليها بدون أن يعرف السبب وهذا من أهم صفاتها . شعور المسؤولية أنها إذا وضعت هدفا ما برأسها وتريد أن تصل اليه فسوف تحقق ذلك مهما مر الوقت ومهما حاول الذين من حولها احباطها ومهما أعطوها طاقات سلبية فهي تظل عازمة على تنفيذ ما تريد تحقيقه من أحلام وهذا من أبرز صفات الأنثى أو المرأة الزوهرية . كذلك أن النساء الزوهريات يملن إلى الناس المسنة ويرغبن بمساعدتهم والحديث معهم طمعا منهن أن يدعو لهن ذلك المسن بدعوة جميلة ودوما يضعن أنفسهن مكان الأنسان المسن ويقلن أنه في يوم من الايام سنكون مكانه لذلك لديهن شعورا بالمسؤولية أمام المسنين وينظرن نظرة بعيدة بأنه إذا ساعدن المسن سوف يبعث الله من يساعدهن عندما يصلن لذلك العمر وأن الزوهرية تفعل ذلك ليس تأدية واجب بل بكل حب خاصة للمسنين الفقراء والمرضى . ومن أجمل وأروع صفات المرأة الزوهرية أنها عندما تدخل مكانا ما تترك بصمة رائعة في ذلك المكان فمثلا عندما تذهب لتزور مكانا ما تنشر الحب والبهجة بذلك المكان وعندما تغادر يظل الحاضرين يتحدثوا عنها من شدة حبهم وانجذابهم نحوها ويتمنون أن تأتي تجالسهم أو تزورهم مرة اخرى. كذلك عندما تدخل محلا ما في الأسواق تجد ذلك المحل امتلأ بالزبائن مهما كان خاليا قبل دخولها أي أنه يدخل الخير بقدومها لمكان ما إذ نجدها أيضا تركت بصمة بالمكان بل وحتى صاحب المحل أن تكرر معه نفس الأمر نجده يقول فلانة مقدمها أو وجهها خير علي، بل أي مكان تدخله سواء مطعم أو سوقا أو غيره نجدها تترك روحها الجميلة فيه ودائما الناس يذكرونها بكل خير ومن صفاتها كذلك أنها لا تحمل حسدا لأي أحد ودوما تتمنى الخير للجميع وامنيتها أن يصل الناس لأعلى مراتب ولكل ما يتمنونه ولا تكن بداخلها غيظا أو حقدا أو غلا لأحد فهي لا تقول مثلا لماذا فلان حقق كذا أو وصل إلى ما يريد حقدا وحسدا بل هي تحب الخير لمن حولها وليس عندها ضغينة تجاه أحد فروحها جميلة وتريد أن الجميع يكونوا بخير وسعادة ويحققوا أحلامهم وكل ما يريدون . كذلك تتميز بالكرم والسخاء ولو كانت تملك دينارا واحدا تريد أن تنشر البهجة والسعادة بهذا الدينار وتسعد وتفرح من حولها وقانونها في الحياة السعادة عندما توزع على الجميع تعم وتزيد ليس كأي شيء آخر يتناقص بالمشاركة فالأنا والأنانية ليست في قاموسها على الرغم من تعرضها في حياتها للقسوة والظلم والأذى والغدر والخذلان من ناس كثر لكن معدنها الأصيل لا يتغير مهما ادعت أنها سوف تتغير في لحظة الم ومهما حاولت أن تتغير لا تعرف لأن طبعها يغلبها …. صفات رائعة وهي موجودة وأن ندرت لذلك شدنا هذا الموضوع للكتابة ..


الزمان
منذ 2 ساعات
- الزمان
على سنكة عشرة
هكذا قررت أن ابدأ نصي، حارس العمارة يضغط جرس شقتي ثم يمضي وحين افتح اجد بدلتي معلقة – مكوية – مشنوقة عند أكرة الباب … ثم يلقاني لانفحه بحق المرمرطه ( السخرة بلساننا ) وهو يقول لي : بسم الله ماشاء الله النبي حارسك انت كدة على سنجة عشرة …وانا بعد ذلك انكش معارفي عند الطواريء : كلمة السنجة تم تحريفها مع مرور الوقت وكانت مشتقة من كلمة» الصنجة»، وهي إحدى الأدوات المستخدمة في وزن الذهب، وكانت تزن 10 ملليغرام أي عشر الغرام، و الهدف من استخدام تلك الجملة هو أن الأناقة توزن بميزان الذهب. هو لايهزر مثل بلبل هزار يغرد (نفسي يادكتور تجيب سيرتي في التلفزيون مش انا زبطتك على سنكة عشرة ).! حين اعيد ت حلقة الراحل موفق محمد وقد سجلت له الحوار ببغداد بعد ان قدم من الحلة في (لوكيشن) بشارع سليمان فائق قال من دلني عليه انه مناسب لك وافضل من تلك القنفة التي تبدو فيها قزما رغم قامتك السامقة (والمفردة الاخيرة منه) بعد ان عرض الحوار الجمعة وصلتني منه رسالة نصها التالي : إحم إحم ياناسني وانت على بالي : الدال على الخير كفاعله ..عمي مارايد غير كلمة مرحبا كما يقول عارف محسن .. بالشكر تدوم النعم ! رحل موفق محمد(ابو خمرة – منصوبة ومضمومة ) متأخرا عن موت يتمناه في الخامس عشر من مايو من هذا الشهر الخامس من عام 2025 .. بعد ان حاورته في 28 من شهر شباط – فبراير من عام 2021.جاء من يتمنمر علي : لقد قتلته (كل من تحاوره يقضي نحبه )!!وفات المتنمر المستأسد علي انه يلاعب الموت ويتمناه ويدعوه بلسان مبين : مزنة ٌ من رصاص ٍ أمطرت جاري ،فــــــدبَّ الموتُ في رأسي فأطفيت الرؤوسا ،غيرَ رأس ٍ ظلَّ يستجدي من الموت كؤوساً ،وهو الذي قال لي بلهجة تدرج ولاتعرج : أ نت عندما تخسر عزيزإ – يقصد ولده البكر عدي (انت هيج تصير صفر عالشمال خل اروح اني أروحلي انا اتمنى لو واحد هسه يرحمني إذا يجي يضربني ويكتلني اني احس كلش عيب عليَ اموت موت الله اني كلش ما اريد هيج لأن هؤلاء الاف مؤلفة من الشباب بمقبرة السلام وانا أجيهم ميت موت الله ؟ اريد مثلهم يعني شلون). وبهذا كفاية لمن كان له قلب ..


موقع كتابات
منذ 3 أيام
- موقع كتابات
'محمد القبانجي'.. أول قارئ مقام عراقي تسجل له أسطوانة
خاص: إعداد- سماح عادل 'محمد القبانجي' فنان ومطرب عراقي، أحد الرواد المبدعين في مجال المقام العراقي، ومن أشهر قارئي المقام في العراق. إبداع.. في مقالة بعنوان (محمد القبانجي.. سيرة مختصرة وإبداع) كتبت 'د. إيمان نوري الجنابي': 'مطرب المقام الأول في العراق في القرن الماضي، عاش ما بين 1904 و1989. اسمه محمد عبد الرزاق الطائي، لقب بالقبانجي وهو لقب يطلق على من يمتهن وزن المحاصيل الزراعية بالقبان أي الميزان، والتي كانت مهنة والده ومهنته في صباه، أجاد غناء الموشحات والمقامات والبستات، نوع من الغناء البغدادي، وهو بعمر 12 سنة، وجدد حسب ما ذكره بعض العارفين في المقامات العراقية ذلك اللحن من الموسيقى العراقية التراثية. لقب بمطرب العراق الأول في المؤتمر الثاني للموسيقى الشرقية في القاهرة سنة 1932م بحضور الملك فؤاد ملك مصر. وقد تنافس مع الفنانة أم كلثوم والفنان محمد عبد الوهاب. مارس محمد القبانجي في أيام شبابه التمثيل المسرحي في فرقة حقي الشبلي عام 1927. أصر أن يكون فيما بعد تاجراً في الحبوب لئلا يعتمد في معيشته على الغناء ولأجل أن يحافظ على موقعه الاجتماعي والاكتفاء المادي. ولد محمد القبانجي في الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني سنة 1907 في جانب الرصافة من بغداد وقد اختلفت الآراء في تاريخ ميلاده، ما بين 1897 إلى تاريخ 1907 ولكن الاعتقاد الأرجح أن الميلاد الدقيق هو 1901. تزوج بابنة عمه عبد الجبار الذي شمله برعايته وتوجيهاته الحكيمة وقد رزقه الله منها ولدين هما (قاسم وصبحي) وعدداً من البنات»، أما عن كنيته وملامحه فقال: «كنيته (أبو قاسم) نسبة إلى ابنه الكبير، أما لقبه فهو (القبانجي- الكبنجي) وهو لقب عائلته إذ كان معظم رجالها يزاولون التجارة وحرفة كيل الطعام بالقبان (الكبان ويلفظ بالكاف الأعجمية المضخمة)، وهو طويل القامة ولونه أبيض مصحوب باحمرار، ذو محيا بشوش وثغر لا تفارقه الابتسامة وله مظهر وقور يبعث في نفوس الناظرين إليه الغبطة والانشراح والمهابة والاحترام، وله صوت موسيقي النبرات وبوسعه أن يرفعه فيصدح صداح البلبل، أو أن يخفضه فيبدو غليظاً رصيناً، وقد أحرز بصوته الفريد قصب السبق في جميع مجالات الغناء في العراق وانتشر له صيت بعيد، وهذه الصفات الحميدة والمواهب الفريدة جعلته يعيش سعيداً مرفهاً، وكان فضل الله عليه عظيماً، ولم تكن له إقامة في مكان واحد ففي بادئ الأمر كان مقيماً مع عائلته في محلة شعبية تدعى (سوق الغزل) بجانب الرصافة من بغداد، ثم انتقل منها إلى محلة (حمام المالح) وبعد فترة قصيرة عاد إلى محلته الأولى ومنها إلى محلة (صبابيغ الآل) وهناك توفي والده وتوفيت شقيقته (صبيحة) فتألم كثيراً وباع هذه الدار بثمن زهيد وشد الرحال إلى محلة (السنك) ومنها إلى كرادة مريم، ولكنه ألقى عصا الترحال بداره الجديدة في حي (الحارثية) بجانب الكرخ من بغداد بالقرب من مسجده الذي شيده على نفقته الخاصة'. عصر ذهبي.. في مقالة بعنوان (سيرة حياة الأستاذ محمد القبانجي.. سيد العصر الذهبي في المقام والغناء العراقي) بحث وإعداد 'د. نجوى الكوتاني و فاطمة الظاهر' كتب: ' في اليوم الثالث من نيسان/ أبريل من كل عام يصادف الذكرى السنوية لرحيل مطرب العراق الأول الأستاذ محمد القبانجي (1901 – 1988)، هذا الاسم الكبير في عالم المقام العراقي والذي نال إعجابا منقطع النظير وشهرة عربية واسعة، وكان صاحب طريقة في هذا اللون تسمى (الطريقة القبنجية) صار لها أتباع ومريدون وعشاق، حتى صار يمثل جزء من ذاكرة العراق التراثية والشعبية، ويعد أشهر مغني للمقام في العراق وفق آراء الكثيرين ممن عاصروه. وحدثت في حياته وهو طالب في المدرسة العسكرية قصة غريبة هزت كيانه بعنف. فقد كان والده يدفعه إلى مواصلة التعليم حتى وصل إلى مدرسة كانت معدة لتخرج الضباط والعسكريين وفجأة أخرجه والده من المدرسة قبل أن يكمل دراسته. وظن أن الأسرة قد لحقت بها خسارة فادحة في التجارة، ولكنه وجد الأسرة تعيش في نفس المستوى المادي المعقول كما كانت تعيش من قبل ولم يلاحظ تغييراً في حالة التجارة والقبانة التي يمارسها والده، إلا أن الجيش العثماني اخذوا اثنين من أخوته للخدمة العسكرية في الحرب العالمية الأولي (السفر بر) ولم يعودا، وأفاق الشاب محمد القبانجي من الصدمة المزدوجة صدمة فقده اثنين من إخوته، وصدمة إخراجه من المدرسة العسكرية التي كانت ستجعل منه ضابطا، ورويدا رويدا أحس بالهدوء وبالسرور حيث أدرك أن المدرسة والخدمة العسكرية كانت ستحول بينه وبين ممارسة هوايته للغناء والموسيقى، وبدأ يعمل مع عمه في مهنة القبانة بسوق الجملة للفواكه في (علوة جبر) الواقعة في منطقة الشورجة، وبعد أن أصبح (قبانجيا) في خان الشابندر في الشورجة أخذ يتردد على المقاهى فأستهوته مقهى كان صاحبها اسمه قدوري العيشة المولود سنه (1861) وكان أغلب روادها هم من المغنين والموسيقيين من بينهم قدوري العيشة نفسه وسيد ولي ورشيد القندرجي ومحمود الخياط . حيث بدأ القبنجي يجالسهم ويستمع إليهم بشغف وينصت لأدائهم، وقد توثقت صداقته مع الأستاذ قدوري العيشة الذي كان في حينها الوحيد الذي يجيد القراءة والكتابة من بين بقية قراء المقام من جيله، وذلك ما جعل حفظه للشعر يزداد وتتسع دائرة معلوماته قياسا بزملائه، كان القبانجي يقول عنه: (كان العيشة يدندن ويلحن ويغني وأنا اقرأ له الشعر من نظمي وكان العيشة يستفيد مني في هذا المجال فيما حفظته من الشعر مما جعلني استزيد من حفظ الشعر قبل الغناء وصولا لتحقيق حلمي في أن أكون مغنيا وقارئا للمقام على أساس جديد). لقد أعجب قدوري العيشة بالشاب محمد القبانجي لسببين وهما (جمال صوته وحفظه مئات الأبيات من قصائد الشعر النفيس) فقدمه قدوري العيشة لمشاهير المطربين والمغنين من قراء المقام الذين لم يبخلوا عليه بالتدريب وشرح أصول الغناء والموسيقى في مقابل أن يقرأ عليهم القصائد التي يحفظها لكبار الشعراء '. شخصيات عراقية.. يروي الأستاذ (ثامر العامري في صفحة 16 – 21 ) في كتابه 'شخصيات عراقية' محمد القبانجي، الذي صدر عن دائرة الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة والإعلام سنة 1987 بغداد. يقول: 'وفي مقهى قدوري العيشة طُلبَ ذات يوم من الشاب محمد القبانجي أن يغني شيئا مما حفظه من المقامات وكان السائل هو المطرب سيد ولي وقال بالحرف الواحد: 'يا محمد أنت لك خمس سنوات متابعة في هذه المقهى ماذا تعرف عن المقام نريد أن نسمعك' . فلبى الطلب وغنى، و بعد الانتهاء قيل له أنك احتفظت بالجوهر ولكن لماذا لم تتبع طريقتنا في الأداء؟، فرد عليهم قدوري العيشة 'أنه أحسن منا، دعوه يغني حسب طريقته الجديدة، وجميل أن يحتفظ بجوهر الغناء'. وعن هذه التساؤلات يعقب الأستاذ محمد القبانجي بقوله :' الحقيقة أنا لم أرفض طريقتهم في الغناء لكنني لم أتقيد بهم وكنت ولم أزل مقيماً للمطربين الذين ساروا على الطريقة القديمة للمقام البغدادي أمثال رشيد القندرجي والحاج نجم الشيخلي والحاج عباس طمبير والسيد جميل البغدادي'. ومن هنا تتوضح لنا أكثر فأكثر أخلاقية القبانجي وأدبه الرفيع الذي حببه إلى قلوب رواد المقهى وجلاسها من القراء و عشاق المقام على حد سواء'. ثم يضيف 'العامري في صفحة 28' من كتابه 'شخصيات عراقية' – مسيرة القبانجي، يقول فيها: 'للأستاذ القبانجي طريقته الخاصة المتميزة حتى في أدائه للمقامات الثابتة والمتعارف عليها وهي حالة تكمن في قراءته التي تحفزه على التجديد الهادئ بشئ من الثقة و الحذر، حتى استطاع أن يتجاوز الكثير من العقبات ويتخطاها بخطوات واثقة، وأستطيع القول أن القبانجي كان يعطي لكل مقام إضافات في الانعطافات الصوتية العذبة لدرجة أن الموسيقى كانت تلهث أحيانا وراء نبراته وتحويلاته الذكية التي لا يخرج بها لا على النغم ولا على أصول المقام الثابتة. وتشعر وأنت تصغي إليه بأنه يريد أن ينقلك إلى عوالم جديدة دون عقبات وهذا هو التجديد بحد ذاته، وانطلاقا من هذه الحقيقة بدأ البعض وبدافع من عدم الاستيعاب أو بدافع التزمت للمألوف بدأ هذا البعض يروج المقولات التي لا تملك الإثباتات أو الشواهد والأدلة التاريخية على صحتها، وحين نقول أن مرحلة القبانجي كانت بداية للانطلاق بالمقام إلى حالة صحيحة معاصرة بدليل أن الأستاذ القبانجي، استطاع بحكم حبه للمقام إلى درجة العشق و بذكاء مفرط أن يبحث عن القوالب الجديدة التي تحافظ على أصالة المقام وتضخه بدماء جديدة كانت السبب الأساس في تعلق الشباب بهذا اللون من الغناء الخالد الذي كاد أن ينقرض وتصدأ قوالبه القديمة التي يعتبر الخروج عليها خروجا على الموروث كله'. كنوز الموسيقي.. تحدث 'حمودي الوردي' عنه: 'بدأ القبنجي يدرس الفن الشعبي العراقي، عرف البستة ودرس القصائد وأجاد المواويل، ولم يكتف بالدراسة في بغداد والتتلمذ على أيدي كبار مطربيها بل قام بمغامرات أشبه بمغامرات الرواد والمكتشفين مخترقاً جبال الشمال والمناطق الشمالية ليستمع الى مطربيهم وباحثاً عن أصل كل أغنية شعبية مفتشاً عن كنوز الموسيقى العربية والعراقية ومع الدرس والتنقيب كان يغني فازدادت حلاوة صوته، ثم عادت ضغوط الأسرة تلعب دورها في حياته، فقد تقدمت السن بوالده واعتزل العمل ثم لحق به عمه أيضا، وكان والده وكما ذكرنا قد ضغط عليه وأجبره على الزواج من ابنة عمه قبل أن يتجاوز السابعة عشرة من عمره، وهكذا فجأة وهو الفنان الرقيق أصبح ملتزم ومسئول عن معيشة عائله ضخمة العدد (والده ووالدته وزوجته وأربعة من الأخوة الصبيان والبنات ثم عمه وأسرته).. ومن محاسن الصدف ففي سنة 1925 وصلت الى بغداد بعثة من شركة (هزماستر فويس) البريطانية، كان هدفها تسجيل بعض أغاني مشاهير الفنانين في العراق، واستمع خبراء الشركة إلى الكثيرين الذين كانوا يكبرون محمد القبانجي سنا ومقاما وشهرة، ولكنهم توقفوا مبهورين وهم يسمعون صوت الشاب محمد القبانجي. وكان في أواسط العشرينات من عمره، فسجلت له الشركة مجموعة من الاسطوانات تفوق عدد ما سجلته للمطربين الآخرين ويبدو أن هذه الاسطوانات لاقت رواجا كثيرا خلال السنوات الثلاث التالية فقد فوجئ محمد القبانجي بدعوة من شركة بيضافون في عام 1928 لتسجيل جميع المقامات العراقية والأغاني التي تسمى بستات في أكثر من سبعين اسطوانة بصوته فقط دونا عن غيره من المطربين كان في السابعة والعشرين من عمره . وكانت هذه الفرصة التي أعدها له القدر مكافأة له على إخلاصه لأسرته ووفائه لأهله فقد انتهت مشاكله المادية وعادت الأسرة لتعيش في مستوى كريم، ونجح نجاحا كبيرا برغم أنه لم يكن قد درس الموسيقى والغناء في معهد متخصص أو في أي مدرسة وكان هذا الحدث حدثا مهما ليس في تاريخ محمد القبانجي وإنما في تاريخ الموسيقى العربية والعراقية بشكل عام'. قارئ مقام.. كان أول قارئ مقام عراقي تسجل له أسطوانة وهو أول من أدخل النهاوند في البيات، اشتهر له في البلدان العربية مقامان تأثر بهما الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وهما: مقام اللامي الذي تاثر به في تلحين أغنيته المعروفة (ياللي زرعتو البرتقال)، وتأثره أيضاً بمقام حجاز غريب الذي لحن منه رائعته (جبل التوباد) . في مقالة ل'سمير الخالدي' كتب: 'كان كريما بصمته كريما بيده حتى أن الشاعر معروف الرصافي قال له 'يا كريم اللسان يا كريم اليد فما أشد إعجابي بك'، وقيل للمؤرخ الأستاذ عبد الرزاق الحسني كيف تؤرخ فنان من جيلك فرد على السائل 'الأستاذ محمد القبنجي ربيب نفسه عصير دماغه أبدع في قراءة المقام العراقي إبداعا كبير واعتمد على نبوغه في تكييف ما ينشده اعتمادا مشهودا، هو لم يقلد أحدا ولم يأخذ عمن سبقه في هذا الضرب كثيرا ما اطرب سامعيه بصوته الرخيم وهيج المشاعر بفنه العظيم، فإن المقام العراقي يدين للاستاذ القبنجي بما حفظه من فن المقام'. أما الأديب المصري الدكتور 'زكي مبارك' فيقول في كتابه الموسوم (ليلى المريضه في العراق): 'حضرت سهرة أقامها السيد عبد الأمير فوق سطح فندق العالم العربي على نهر دجله غنى فيها القبنجي مقامات عراقيه حتى أهاج ما في دجله من سمكات'. وذكر الأستاذ صافي الياسري عن المرحوم الأستاذ محمد القبانجي في مقالته: (محمد القبانجي – سيد المقامات العراقية)، قائلا: 'في تطوره اللاحق لم يعد القبانجي يكرر القوالب التي تعلمها والقصائد التي حفظها عن أساتذته، كما يفعل معاصروه من القراء، بل صار يرتجل الأداء ويتنقل بين الأنغام ومقاماتها بحرية، ويختار شعرا لم يقرأه من قبل أحد، بل أنه نظم الشعر بالفصحى مثلما نظمه بالعامية الدارجة، وتلك في الحقيقة ثورة لم يسبقه إليه أحد ولم يأت بعده أحد وهي التي قادته إلى جعل عدد من الوصلات القصيرة ذات الأنغام المميزة والداخلة في مقامات أصلية في أن تكون مقامات أصلية بحد ذاتها وهي 13 مقاما أشهرها مقام اللامي'.