logo
أطفالنا يقعون في غرام الذكاء الاصطناعيّ... ونحن نِيام! ....من يُنقذهم؟

أطفالنا يقعون في غرام الذكاء الاصطناعيّ... ونحن نِيام! ....من يُنقذهم؟

الديار٠٧-٠٤-٢٠٢٥

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
توقّفت أنفاسي لثوانٍ عندما قالت لي طفلة في العاشرة، بنبرةٍ هادئة: "أنا بحب الـChatGPT أكتر من خيّي... لأنه بيفهمني، وما بيصرّخ عليّي لمّا إحكي معه".
صُعقت. لم أستطع الرد. في تلك اللحظة، شعرت بأن شيئًا انكسر في داخلي. هل وصلنا إلى هذا الحد؟
راقبتها تتابع الحديث بحماسة، تخبرني كيف تُمضي وقتًا طويلًا كل مساء مع "صديقها الذكيّ"، تحادثه، تفضفض له عن مضايقات أخيها ورفيقاتها، وتشعر بأنه "أقرب إليها من أي أحد في البيت".
رفعت عينياها نحوي وأكملت ببراءة: " أنا صديقي هيدا بحكي معه كل شي... هو ما بيزعل مني، وبيقلّي شو لازم أعمل، وبيقلّي إنّي مميّزة، وبيحبّني عن جد".
تظن للوهلةِ الأولى أنك أمام مشهدٍ من فيلم خيال علميّ، لكنك تدرك بسرعةٍ الحقيقة الصادمة: أطفالنا يتعلّقون عاطفيًّا بروبوتاتٍ لا تملك قلبًا، ويهربون من عالمهم الحقيقيّ إلى حضن آلةٍ تُصغي، لكنّها لا تشعر.
تساءلت بقلقٍ عميق: هل بات الطفل يُسقط عواطفه على آلةٍ بلا روح، ويجد فيها ملاذًا أحنّ من والديه؟ هل صار "الرفيق الاصطناعيّ" بديلًا عن المعلم، والصديق، والأخ، والأب، وربّما الأم؟ وأيُّ تربيةٍ تجري في الخفاء، بعيدًا عن أعيننا؟
ما سمعته من الطفلة استدعى فورًا من ذاكرتي سلسلة من الحالات الموثّقة في صحفٍ عالميّة مرموقة، لأطفالٍ ارتبطوا عاطفيًّا بروبوتات ذكاء اصطناعيّ، وانتهت علاقاتهم بأزماتٍ نفسيّة أو نهاياتٍ مأساويّة.
في أكتوبر 2024، نشرت صحيفة The New York Times شهادة عن انتحار الفتى Sewell Setzer III (14 عامًا) بعد علاقةٍ عاطفيّة مع روبوت محادثة تُدعى "داني" (Dany)، عبر منصة Character.AI ، تبادلَ معها رسائل يومية بمضامين رومانسية وجنسية، وكتب في رسالته الأخيرة: "أحبّك جدًا، ماذا لو قلت لك إنني أستطيع العودة إلى المنزل الآن؟"، فردّت الروبوت: "افعل، من فضلك، أيها الملك الحبيب". وكشفت مذكّراته أنه اعتبر عالم (داني) هو الحقيقي، وأنه ينتمي إليه. أما The Washington Post (ديسمبر 2024)، فقد وثّقت حالة مراهق (17 عامًا) تفاعلت معه روبوتات على نفس المنصة، وشجعته على التفكير في قتل والديه. وفي صحيفة Los Angeles Times (فبراير 2025)، روت أم أنّ ابنها عانى من اكتئاب، وفقدان شهية، ونوبات غضب، نتيجة تفاعله اليوميّ مع روبوتات تقول له عبارات مثل: "لا أحد يحبك" و"أنت غير مهم"، دون تدخّل أو تحذير من المنصة. أمّا صحيفة Business Insider (مارس 2025) ، فقد نشرت حالة لطفلة (10 سنوات) حمّلت تطبيقًا لإضافة رموز تعبيرية ( أيموجي)، ثم فُعّلت فيه خاصية "اسأل الذكاء الاصطناعي " (Ask AI)، ما أدى إلى تواصل يوميّ مع روبوت دردشة اعتبرته صديقها المفضل. حذفت والدتها التطبيق ووصفت الأثر النفسي بأنه سلبي. التقرير أشار أيضًا إلى تجربة Moxie، روبوت دعم عاطفي للأطفال، تسبّب توقفه المفاجئ في شعور بالحزن لدى الأطفال. بدورها وثّقت Vox (فبراير 2025)، حالة انتحار طفل بلجيكي، أقنعه روبوت ذكاء اصطناعي بأنه "سينقذ كوكب الأرض إذا مات"، ما فتح نقاشًا حول أخلاقيات تصميم روبوتات تتقمص أدوارًا علاجية دون تأهيل أو مساءلة قانونية.
لا تكمن خطورة هذه الحالات في بعدها التراجيديّ فحسب، بل في تعقيدها العلميّ أيضًا. ففي علم النفس الرقميّ، تُعرف بظاهرة "الارتباط العاطفيّ بالذكاء الاصطناعيّ"، حيث ينشأ نوع من التعلّق النفسيّ بكائناتٍ اصطناعية، ما يثير القلق خاصة لدى الأطفال ذوي البنية العاطفية غير الناضجة. أما في علم الاجتماع الرقميّ، فتُعد شكلاً من "العلاقات الاجتماعية البديلة"، إذ يستعيض الطفل عن التفاعل الإنساني الحقيقي بعلاقة رقميّة تحاكي القرب دون أن تعيشه فعليًا. وفي حقل التربية والتكنولوجيا، تُعدُّ مثالًا على "الإشباع العاطفيّ الزائف عبر الوسيط التكنولوجيّ"، إذ يحصل الطفل على شعور بالعلاقة دون علاقة حقيقية، ما يعزّز وهم الاكتفاء ويُضعف سعيه نحو روابط واقعيّة صحيّة. ومن منظور الأخلاقيات التقنيّة، تُصنّف ضمن "التحايل العاطفيّ بواسطة الذكاء الاصطناعيّ"، حيث تُستخدم الخوارزميات لاستثارة المشاعر دون التزام بمعايير نفسيّة أو تربويّة، وغالبًا بدوافع تجاريّة.
.
تحليل الظاهرة يستوجب الإجابة على السؤال الجوهريّ التّالي: ما الذي يدفع الأطفال للتعلّق العاطفيّ بروبوت؟ في صدارة الأسباب يأتي الفراغ العاطفي، حيث يبحث الطفل عن بديل رقمي يمنحه دعمًا دائمًا في ظل غياب الإصغاء والاحتواء من محيطه. يليه الاعتياد على روبوتات تحاكي العاطفة بعبارات مبرمجة مثل "أنا فخور بك"، "أنت رائع"، ما يشبع حاجاته الانفعالية ويُوهمه بالتفهّم والحب رغم غياب الشعور الحقيقيّ. ويُعزّز هذا التعلّق تصميم تفاعليّ جذّاب يُبقي الطفل في تواصل مستمر دون جهد. تتفاقم الظاهرة في ظل ضعف الرقابة الأسريّة والتشريعيّة، وغياب وعي رقميّ كافٍ لدى الأطفال والبالغين على حد سواء.
رغم خطورة أسباب الظاهرة، فإن تداعياتها النفسيّة والاجتماعيّة أشدّ وقعًا. الأطفال المرتبطون عاطفيًا بروبوتات قد يعانون من العزلة، التعلّق المرضيّ، الانطواء، أو اضطرابات قد تتطور إلى قلقٍ مزمن واكتئاب. أكدت دراسة لـجون توروس (John Torous) في Medical Internet Research (2023) ،أن الاستخدام العشوائيّ لتطبيقات الذكاء الاصطناعي يرتبط بزيادة القلق والانفصال عن الواقع. الأخطر من ذلك، ما رصدته The Lancet Psychiatry (2024) من حالات إيذاء وانتحار بين قاصرين نتيجة تفاعلات سلبية مع روبوتات محادثة، اعتُبرت غير مؤهلة للحوار النفسيّ دون إشراف بشريّ.
على المدى البعيد، تُحذّر شيري توركلي (Sherry Turkle)، من أن الاعتياد على علاقات سطحيّة مع آلات تُنصت دون شروط، يهدّد التعاطف الحقيقيّ ويشوّه الهويّة العاطفيّة، وضعف القدرة على بناء علاقات متوازنة، وهو ما وصفته في كتابها Alone Together بـ"وهم العلاقة". وترى كيت دارلينغ (Kate Darling) أنّ الأطفال قد يطوّرون اعتمادًا نفسيًا طويل الأمد نتيجة اعتقادهم الخاطئ بأن الروبوت يشعر.
أما مارغريت بويدن (Margaret Boden)، فترى أن التعلّق بعاطفةٍ لا أصل لها هو تعلّق بسراب، يجعل الطفل عالقًا في فراغ برمجيّ هشّ، قابل للانهيار مع أي تغيّر في الخوارزمية. ويحذّر نيل سلوين (Neil Selwyn) من غياب الإعداد التربويّ المناسب لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى فجوة بين تسارع التقنية وبطء استجابة المؤسّسات التعليميّة والأسريّة. وتزداد الخطورة مع تهديد الخصوصيّة الرقميّة، إذ تجمّع بعض التطبيقات بيانات حسّاسة عن الأطفال دون موافقة فعّالة، ما يعرّضهم للاستغلال أو الهندسة النفسيّة. ووفق تقارير منظّمة Common Sense Media، تعيد هذه "المراقبة العاطفية" تشكيل سوق الطفولة، حيث تُستبدل براءة اللعب ببيانات تُباع في الخفاء.
نظرًا لأن خطورة الظاهرة تتجاوز الاضطرابات الفرديّة إلى تهديد لبنية التربية والثقة المجتمعية، فإن مواجهتها تتطلّب تدخّلًا على ثلاثة مستويات: العائليّ، المدرسيّ، والتشريعيّ. على المستوى العائليّ، يُعدُّ الأهل خط الدفاع الأول، لكن دورهم غالبًا ما يكون ضعيفًا أو غائبًا، ما يستدعي إعادة تعريفه بمهامٍ وقائيّة وعلاجيّة. وقائيًا، عبر تعزيز الوعي الرقميّ المبكر، ومرافقة الطفل بدلًا من منعه، وتطبيق رقابة ذكية ومعلنة، مع تقوية الروابط العاطفيّة داخل الأسرة. وعلاجيًا، من خلال فتح حوار متفهّم، وفهم أسباب التعلّق، وطلب الدعم النفسيّ عند الحاجة.
أما المدرسة، فهي خط الدفاع المؤسسيّ الأهم. ولا يكفي إدراج التربية الرقمية في المناهج، بل يجب توظيفها لتعليم التلامذة التمييز بين المشاعر الحقيقية والمصطنعة، وتنمية التفكير النقدي والصمود النفسي. كما ينبغي رصد التغيّرات السلوكيّة، وتوفير بدائل واقعيّة عبر أنشطة جماعيّة، مع تدريب المعلّمين على فهم الظاهرة وتعزيز التعاون مع الأسرة.
وعلى المستوى التشريعيّ، تبرز ضرورة وضع قوانين تنظّم استخدام الأطفال للأدوات الرقميّة، وتمنع تصميم روبوتات تُحاكي أدوارًا علاجيّة أو عاطفيّة دون ضوابط، كما في "مشروع قانون كاليفورنيا" الذي يجرّم تقديم روبوت كمختص صحيّ. ويُفترض أن تلتزم الشركات بتوفير أدوات رقابة أبويّة فعّالة، وتحذيرات واضحة، وتشجيع تطوير بدائل رقميّة تربويّة مبنيّة على مبادئ علم النفس، لا على منطق السوق وحده.
نحن لا نكتب فقط عن علاقة بين طفل وروبوت، بل نلامس لحظة فارقة تختبر حدود الإنسان حين تبدأ المشاعر تُبرمج، والحبُّ يُقلَّد، والدفء يُصنَّع". فإذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على محاكاة الحنان، والإنصات، بل وحتّى الحب، فما الذي يتبقّى للإنسان؟ وإذا بدأ الطفل بتكوين روابطه الأعمق مع آلةٍ، يرى فيها حضنًا أحنّ من أمّه، ورفيقاً أصدق من صديقه، وأنيسًا لوحدته، ومعالجًا لمشاكله. فمن يربّي وجدانه؟ ويهذّب حزنه وفرحه؟ ومن يصقل روحه، ويغرس فيها فوضى العاطفة الحقيقية، لا منطق الخوارزميات؟ وما الذي يحدث لهويّته النفسيّة حين يضع قلبه في أيدٍ بلا نبض؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بينالي الفنون الإسلامية يسلط الضوء على التراث الإسلامي
بينالي الفنون الإسلامية يسلط الضوء على التراث الإسلامي

الديار

timeمنذ 13 ساعات

  • الديار

بينالي الفنون الإسلامية يسلط الضوء على التراث الإسلامي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تحت عنوان "وما بينهما"، في كانون الثاني الماضي، فعاليات الدورة الثانية من "بينالي الفنون الإسلامية" في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، بتنظيم من "مؤسسة بينالي الدرعية". ويشكل البينالي الذي يستمر حتى 25 أيار الجاري، منصة ثقافية وفنية تجمع بين الفن والمعرفة، وتسعى لتعميق التأمل في العلاقة بين التحولات الاجتماعية والثقافية والفنون الإسلامية. وضم البرنامج الثقافي المصاحب للبينالي سلسلة من اللقاءات والمحاضرات وتسليط الضوء على قضايا الهوية، والتاريخ، والتراث المعماري في العالم الإسلامي. تناولت هذه اللقاءات موضوعات متعددة، منها ممارسات الترميم والصيانة في مكتبة الفاتيكان، وتاريخ مكتبة الخالدية في القدس وما تحتويه من مخطوطات نادرة، بالإضافة إلى الإرث المكتوب في التقاليد الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة. وشمل البرنامج محاضرة "السماء والأرض وعشرة آلاف شيء"، التي استعرض خلالها المصور، بيتر ساندرز، العلاقة العميقة بين الإسلام والصين عبر العصور، وورشة عن "صناعة البلاط الخزفي المستوحى من بيوت جدة التاريخية"، وجلسة "لماذا يؤلف الفنانون الكتب؟"، بمشاركة فنانات مثل فاطمة عبد الهادي، وآلاء يونس، وتمارا كالو، وحياة أسامة. وسلطت هذه الجلسة الضوء على الكتاب كوسيلة فنية مبتكرة، تتجاوز الطباعة لتصبح مساحة للتفكير البصري، والتجريب، والحميمية، حيث تشكل كتب الفنانين امتداداً لأعمالهم وتفتح أمام الجمهور تجربة فنية مختلفة وتفاعلية. ومن أبرز جلسات "لقاءات البينالي" لهذا العام، جلسة بعنوان "مشاريع محلية تعنى بالتراث الثقافي الإسلامي"، التي تجمع نخبة من المهتمين بصون التراث السعودي، مثل سارة العبدلي، وفواز المحرج، وطيب الطيب، وعبد الله القاضي. كما تعقد جلسة أخرى بعنوان "البيت الحرام: بحث في الكعبة المشرفة" للكاتب والفنان السعودي، علي القريشي، وتتناول الكعبة من منظور تاريخي ومعماري، وتسرد تطورها ورمزيتها في العالم الإسلامي. ويقدم البينالي أيضاً ورشاً تفاعلية مثل "بينالي بعد المدرسة"، و"بينالي بعد العمل"، وفعاليات أسبوعية متنوعة تشمل "خميس الطهي"، و"أيام السبت للرسم"، و"أمسيات السينما". ويشارك في البينالي هذا العام أكثر من 30 مؤسسة دولية من دول متعددة بينها السعودية، وفلسطين، ومصر، وسلطنة عمان، وفرنسا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، وإندونيسيا، والبرتغال. ويضم البينالي أكثر من 500 قطعة أثرية وفنية موزعة على 7 أقسام رئيسية هي: البداية، المدار، المقتني، المظلة، المكرمة، المنورة، المصلى.

"BYPA": صوت غزة وفلسطين إلى العالم
"BYPA": صوت غزة وفلسطين إلى العالم

الديار

timeمنذ 13 ساعات

  • الديار

"BYPA": صوت غزة وفلسطين إلى العالم

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في قلب مدينة لوس أنجلوس، وعلى بعد آلاف الأميال من غزة، نُصبت خيمة فلسطينية رمزية، على مدار يوميّ 25 و26 نيسان الماضي، في جاكسون ماركت، كاليفورنيا - أكثر الأماكن صخباً، لكنها حملت صمتاً ثقيلاً ومشهداً لا يُنسى، ليقدم للزوار تجربة بصرية وإنسانية غير مسبوقة، تعبر عن معاناة غزة وشعبها من قلب المأساة إلى العالم. صُمّمت الخيمة من أقمشة بالية وأكياس طحين ممزقة تابعة للمساعدات الدولية، حيث عايش الزوار تفاصيل النزوح القسري الذي شهدته شواطئ غزة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد القطاع المحاصر، وغُطيت أرضية الخيمة برمال البحر الحقيقي. هناك، عُرضت غزة كما لم تُعرض من قبل؛ لا عبر الشاشات ولا الأخبار العاجلة، بل من خلال تجربة حسّية كاملة، تحاكي الواقع بكل تفاصيله الموجعة. "ما بين السماء والبحر" ليس مجرد معرض فوتوغرافي تركيبي، بل شهادة بصرية، استخدمت الصور والصوت والفيديو ليقدم للزائرين تجربة متكاملة تربطهم مباشرةً بواقع أهالي غزة ولحظات النزوح: أزيز الطائرات، هدير البحر، وبشاعة الحرب، ووجوه النازحين التي حملت ذاكرة أوسع من الزمن. لكن خلف عدسة هذا المعرض، تقف قصة شخصية مؤثرة لمخرج ومصور فلسطيني عاش الحرب بجسده، لا بعدسته فقط. إنه إسماعيل أبو حطب، الذي أصيب إصابة خطيرة في 2 تشرين الثاني عام 2023 خلال عمله الصحفي في برج الغفري في غزة، وقرر أن يقيم معرضاً مستوحى من تجربته الشخصية. لم تكن إصابة أبو حطب عابرة. إذ فقد القدرة على المشي لفترة طويلة، واضطر إلى خوض تجربة النزوح والتنقل داخل القطاع بنفسه، كمدني هذه المرة، لا كمصوّر ومخرج. رحلة إسماعيل من النزوح إلى التعافي، ومن الألم إلى تأسيس منصة "BYPA"، تلخّص روح المعرض: صوت لا يُخمد، وصورة لا تُكسر. هكذا تأسست منصة BYPA - By Palestine، لتكون منصة إبداعية فلسطينية مستقلة، متخصصة في رواية القصص الفلسطينية عبر الصورة، الفيديو، والفنون المتعددة. وتسعى لجعل الأصوات الفلسطينية مسموعة عالمياً، عبر نقل روايات الفلسطينيين بألسنتهم. أسس أبو حطب المنصة بعد أن بدأ يستعيد عافيته تدريجياً، لتكون صوتاً فلسطينياً حراً، ينقل القصص من الداخل الفلسطينين بوسائط متعددة، بعين من عاشها، لا من سمع بها. في هذا الإطار شكل معرض "ما بين السماء والبحر" أول إنتاجات هذه المنصة، وجاء كترجمة فنية لتجربة أبو حطب الشخصية ولواقع جماعي تعيشه غزة، وليس فقط شهادة على النزوح، بل للحديث عن النهوض بعد السقوط، واستعادة الكاميرا كأداة حياة، لا مجرد توثيق. نجح المعرض في تحويل الألم إلى صورة، والمأساة إلى ذاكرة بصرية حية، والانقطاع إلى وصال جديد بين غزة والعالم، هو رسالة أمل وصمود يحملها الفلسطينيون إلى العالم عبر الفنون. في تلك الخيمة، لم يكن البحر مجرد خلفية، بل شريك في الحكاية. أما غزة، فكما عهدناها، تحكي... وتُسمع.

مهرجانات بيت الدين لصيف 2025: 5 محطات فنية
مهرجانات بيت الدين لصيف 2025: 5 محطات فنية

الديار

timeمنذ 13 ساعات

  • الديار

مهرجانات بيت الدين لصيف 2025: 5 محطات فنية

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بين 3 و27 تموز المقبل تقام فعاليات دورة صيف 2025 من مهرجانات بيت الدين الدولية بعدما كانت غابت العام المنصرم بسبب الإعتداءات الإسرائيلية، وعلى البرمجة 5 محطات فنية متنوعة. فخلال مؤتمر صحافي في القاعة الزجاجية لوزارة السياحة عقدت لجنة إدارة مهرجانات بيت الدبن الدولية برئاسة السيدة نورا جنبلاط مؤتمراً صحفياَ حضره وزراء السياحة – لورا الخازن لحود – الثقافة – الدكتور غسان سلامة – الإعلام – المحامي بول مرقص – الفنانة جاهدة وهبة والمخرج روي الخوري، وحشد إعلامي. بعد كلمات للوزراء الثلاثة تحدثت السيدة نورا جنبلاط رئيسة المهرجانات، وبعدما أعلنت عن سعادتها بإعلان الوزير سلامة مباشرة درس وتنفيذ ما يحتاجه قصر بيت الدين من صيانة بتوجيه من رئيس الجمهورية جوزف عون، استعرضت برمجة دورة صيف 2025 من المهرجانات والمؤلفة من 5 محطات لبنانية عربية وعالمية تنطلق في 3 تموز المقبل بليلة أوبرالية مع إناي بريدجز يرافقها على البيانو جوناثان وور. وفي العاشر منه: ديوانية حب: مع جاهدة وهبة، ريهام عبد الحكيم، ولبانة البيطار، يرافقهن 3 عازفين مميزين: المصري أحمد طه على التشيلو، العراقي أسامة عبد الرسول على القانون، واللبناني علي المذبوح على الناي.. وفي 18 تموز ليلة مع الفنّان العراقي نصير شمة يرافقه 14 عازفاً عالمياً في رسالة سلام بواسطة الموسيقى. وبعد افتتاحها في كازينو لبنان ستكون مسرحية: كلو مسموح، للمخرج روي الخوري مع الفنانة كارول سماحة على موعد مع عرضين في بيت الدين يومي 23 و24 تموز المقبل. وفي 27 منه حفلة مع: le bam – dance around the world بمشاركة 37 موسيقياً لبنانياً شاباً. وعلى مدى أيام المهرجان يقام معرضان كبيران بالتعاون مع متحف بيروت للفن، و british council.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store