logo
الناجون من السجون السورية يواجهون التهميش وغياب العدالة

الناجون من السجون السورية يواجهون التهميش وغياب العدالة

العربي الجديدمنذ 5 ساعات

حذّر تقرير صادر عن
منظمة العفو الدولية
بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، الخميس، من استمرار المعاناة الإنسانية المروعة للناجين من سجون
النظام السوري
، رغم مرور ستة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد. التقرير الذي حمل عنوان "سورية: الناجون من التعذيب يواجهون إهمالاً مزدوجاً" يُظهر فجوة بين وعود المرحلة الجديدة وواقع الضحايا الذين يواجهون حياتهم الجديدة دون دعم.
في بيت ريفي متواضع بريف السويداء الجنوبي جنوبي سورية، يقلّب يامن أبو مازن (48 سنةً) كفي يديه، ينظر إليهما قائلاً لـ"العربي الجديد"، "لقد تورمتا أكثر من خمسين مرة خلال سجني حتى لم تعودا قادرتين على حمل كيلوغرام من السكر. قبل 69 شهراً فقط، كنت رهن الزنزانة 2 في معتقل الخطيب الشهير، أو فرع فلسطين كما يسمى". اليوم، وبعد ستة أشهر على سقوط نظام الأسد، يجد أبو مازن نفسه وحيداً في مواجهة أشباح الماضي وجروح الحاضر، شاهداً حياً على معاناة لا تنسى.
تقرير المنظمة لم يأتِ بجديد لهذا الناجي وآلاف غيره، بل كشف مرارة الحقيقة: الناجون من جحيم السجون السورية، وخاصة
سجن صيدنايا
، يغرقون في دوامة صحية ونفسية قاسية، تحت وطأة غياب شبه تام لأي دعم أو تمكين. كانت معتقلات النظام البائد في سورية، أكثر من مجرد سجون. لقد كانت منظومات ممنهجة للإبادة والتعذيب، حيث اختفت آلاف الأرواح بين جدرانها السميكة. الناجون منها وخاصة من سجن صيدنايا يحملون في أجسادهم وأذهانهم سجلاً حافلاً من الوحشية. تقول منظمة العفو في تقريرها إن المعاناة تفاقمت بعد التغيير السياسي، لأن الأمل الذي راود البعض في نهاية الكابوس تحطم على صخرة الإهمال والواقع المرير.
يتابع أبو مازن: "نعم، فتحوا الأبواب. لكنهم لم يفتحوا باب المستشفى الذي يعالج الإصابات التي تسببت لي بشبه شلل في يدي، ولم يفتحوا باب العيادة النفسية التي تمسح كوابيسي. كل يوم هو معركة. أتذكر أصوات التعذيب في المعتقل كأنها الآن. أسمع صراخ السجناء الذين كانوا معي وأنا في سريري. جسدي تحول إلى خريطة للألم. الكتف المخلوع، الضلوع المكسورة، القدم التي لا تلتئم. لا أستطيع شراء المسكنات البسيطة. ذهبت إلى المركز الصحي مرة، أعطوني حبتين وأخبروني بأنّ الحكومة توقفت عن دعم المراكز الصحية. مثلنا محكوم عليه بالعذاب حتى بعد الخروج. الإفراج كان بداية جحيم آخر".
وتؤكد التقارير الطبية المستقلة، أنّ الناجين من التعذيب في السجون السورية، يعانون من إصابات بالغة التعقيد. كسور لم تُعالج بشكل صحيح وتحولت إلى تشوهات دائمة، إصابات في العمود الفقري تسبب آلاماً مبرحة أو شللاً جزئياً، تلف في الأعصاب، أمراض معدية انتشرت في الزنازين المكتظة، وأمراض مزمنة تفاقمت بسبب الإهمال الطبي المتعمد. ومع غياب أي برنامج وطني شامل للرعاية الصحية المتخصصة لضحايا التعذيب، يجد هؤلاء الناجون أنفسهم عاجزين عن الحصول على العلاج المناسب، حتى الأساسي منه. المراكز الصحية العامة تعاني من نقص حاد في الإمكانيات والأدوية، والمراكز المتخصصة في التعامل مع آثار التعذيب شبه معدومة. التكلفة الباهظة للعلاج الخاص تضعه خارج متناول معظمهم، الذين خرجوا إلى مجتمع مدمر اقتصادياً.
جروح الروح أعمق
إذا كانت الإصابات الجسدية مرئية وقابلة للتوصيف، فإن الجروح النفسية التي يحملها الناجون أشد هولاً وأكثر صعوبة في المداواة. اضطراب ما بعد الصدمة ليس مجرد مصطلح طبي، بل هو واقع يومي يعيشه معظمهم. كوابيس متكررة، ذكريات مفاجئة تنتابهم كالسيول، فرط اليقظة والقلق الدائم، صعوبات شديدة في النوم، نوبات ذعر، عزل اجتماعي، وغالباً ما يصاحب ذلك اكتئاب حاد وأفكار انتحارية. آثار التعذيب النفسي من التهديد بالقتل، مروراً بالحرمان الحسي، وصولاً إلى مشاهدة تعذيب أو قتل الآخرين تركت ندوباً عميقة في الشخصية. غياب الدعم النفسي الاجتماعي المنظم والمستدام يعني أن هؤلاء الناجين يُتركون ليواجهوا هذه العواصف الداخلية وحدهم، مما يزيد من معاناتهم ويعيق أي إمكانية حقيقية للتعافي أو الاندماج.
في حديثه لـ"العربي الجديد" يقول محمد السيوفي من ريف دمشق الذي قضى 10 سنوات في سجن صيدنايا: "خرجت من المعتقل، لكن المعتقل لم يخرج مني"، موضحاً: كل صوت عالٍ يخيفني. كل باب يضرب يجعلني أرتجف. لا أستطيع أن أتحمل وجود أكثر من شخصين في الغرفة. أرى وجوه السجّانين في كل مكان. حاولت العودة إلى عملي كفني صيانة إلكترونية، لكنني انهرت ولم تستطع يدي التحكم في كاوية اللحام، فأعصابي انهارت".
يضيف: "زوجتي وأطفالي يحاولون مساعدتي، لكنهم لا يفهمون. هم يرون أباً وزوجاً شبحاً. أحتاج إلى علاج حقيقي، إلى دواء يساعدني على النوم ليلة كاملة دون كوابيس. أحياناً أتمنى لو لم أخرج، لأن العذاب هناك كان جسدياً، أما هنا فهو جسدي ونفسي، وأشعر بالذنب لأنني عاجز عن أن أكون كما كنت". ويردف: "أخجل من النظر في عيون زوجتي وأولادي وأبي المسن، أتذكر كيف كانوا يعلقون دلاء الماء بأكثر الأماكن حساسية في جسدي ويملؤنها بالماء أثناء التعذيب لأعترف بما لم أفعله".
التهميش وغياب العدالة والمساءلة
يواجه الناجون عقبات هائلة في محاولة إعادة بناء حياتهم. الكثيرون فقدوا سنوات عمرهم خلف القضبان، مما أفقدهم فرص التعليم أو اكتساب الخبرات العملية. البعض يعانون من إعاقات جسدية دائمة تمنعهم من ممارسة مهنهم السابقة. الوضع الاقتصادي الكارثي في سورية يجعل إيجاد فرصة عمل مهمة شبه مستحيلة حتى للأصحاء، فما بالك بمن يحملون إعاقات نفسية وجسدية. غياب برامج إعادة التأهيل المهني أو الدعم المالي المباشر يحكم عليهم بالفقر المدقع، مما يزيد من شعورهم بالعجز والإحباط ويفاقم حالتهم النفسية.
كما أن فقدان الثقة في المؤسسات الجديدة أو القائمة هو عامل آخر يثقل كاهل الناجين. فبعد ستة أشهر على التغيير، لا تزال آليات تحقيق العدالة الانتقالية ومساءلة مرتكبي جرائم التعذيب والإعدام خارج القضاء غائبة أو بطيئة بشكل مخيب للآمال. رؤية من عذبوهم أو قتلوا زملاءهم يتمتعون بالحرية أو حتى يشغلون مناصب، أو عدم معرفة مصير المختفين قسرياً من أحبائهم، يشكل إحباطاً عميقاً ويقوض أي إحساس بالإنصاف. غياب الاعتراف الرسمي بما عانوه، وضمان عدم التكرار، يحرمهم من خطوة أساسية نحو الشفاء.
يتحدث تقرير العفو عن "غياب شبه تام للدعم والتمويل اللازمين". هذا ليس مجرد تعبير، بل واقع ملموس، فلاستجابة الدولية والإقليمية لدعم الناجين من التعذيب في سورية تبقى غير كافية بشكل صادم. التمويل المخصص للرعاية الصحية النفسية والجسدية المتخصصة، ولبرامج إعادة التأهيل الاجتماعي والاقتصادي، يبدو غير متناسب مع حجم الكارثة الإنسانية وعدد الناجين الذين يقدرون بعشرات الآلاف، إن لم يكن أكثر. ومع أنّ المنظمات المحلية والدولية العاملة على الأرض تواصل جهودها، إلا أنّ إمكانياتها محدودة للغاية مقارنة بالحاجة الهائلة. ولا يوجد حالياً برنامج وطني شامل، مدعوم سياسياً ومالياً، يعترف بضحايا التعذيب كفئة لها احتياجات خاصة ويوفر لهم الدعم الشامل والمستدام الذي يستحقونه.
يقول ياسين البكر المعتقل السابق من القنيطرة لـ"العربي الجديد": "اعتقلت وأنا في العشرين من عمري، طالب هندسة. خرجت وأنا في الخامسة والعشرين، جسدي منهك، وعقلي مشتت. أريد أن أعمل، أن أستقل مادياً، أن أتزوج، أن أبني. لكن من يوظف شاباً يعرج، ويتعرض لنوبات قلق لا يمكنه التحكم بها؟ ذهبت إلى مشغل نجارة، أحب العمل، لكنني بعد أسبوع تعرضت لنوبة هلع بسبب صوت المنشار. صاحب المشغل كان متفهماً، لكنه لا يستطيع تحمل مخاطر توقف العمل. الدورات التدريبية قليلة، والتمويل المخصص لإقراض الشباب لبدء مشاريعهم لا يصل إلى أمثالي. أشعر أن سنوات اعتقالي سرقت ماضيّ، وغياب الدعم يسرق مستقبلي. أحياناً أقول لنفسي: لقد حرروا الأرض، لكنهم لم يحررونا نحن من آثار ما حدث".
قضايا وناس
التحديثات الحية
ليبيا... مفقودون سوريون في معتقلات غير رسمية
بين الإدانة والواجب الإنساني
تؤكد منظمة العفو الدولية في تقريرها، "المسؤولية الأخلاقية والقانونية للمجتمع الدولي"، غير أنّ الإدانات والبيانات، رغم أهميتها، تبقى غير كافية، مع عدم تحويل هذه الإدانات إلى أفعال ملموسة كالتمويل العاجل والكافي وضخ موارد مالية مستدامة لدعم برامج الرعاية الصحية، الجسدية والنفسية المتخصصة، وإعادة التأهيل الاجتماعي والاقتصادي للناجين من التعذيب في سورية، عبر قنوات موثوقة ومنظمات قادرة على الوصول.
كما تؤكد على "دعم بناء القدرات المحلية وتعزيز قدرات المنظمات السورية المحلية العاملة في مجال دعم الناجين، وتوفير التدريب المتخصص للكوادر الطبية والنفسية والاجتماعية، إضافة للضغط من أجل العدالة الانتقالية، ومحاسبة مرتكبي جرائم التعذيب، والكشف عن مصير المختفين قسرياً، وهو أمر أساسي للشفاء النفسي الجماعي والفردي". وتشدد على ضرورة إدراج احتياجات الناجين في خطط الإعمار.
يقول الناشط الحقوقي أسعد حرب لـ"العربي الجديد": "لقد مرت ستة أشهر على التغيير في سورية، لكن بالنسبة لآلاف الناجين من معتقلات النظام السابق، فإن الزمن لا يزال واقفاً عند لحظة التعذيب. الإفراج كان فتحاً للأبواب الحديدية، لكنه لم يفتح أبواب الشفاء ولا الاندماج ولا العدالة. إنهم يحملون أوزاراً ثقيلة؛ جروحاً جسدية نازفة، وندوباً نفسية غائرة، وذاكرة مشحونة بأصوات الألم والموت، وإحساساً بالعزلة واليأس في مجتمع منهك هو الآخر". ويرى أنّ تحذير منظمة العفو الدولية "ليس تنبيهاً جديداً، بل هو صرخة استغاثة عاجلة من أجل عشرات الآلاف من البشر المحطمين الذين يخشون أن يكون مصيرهم النسيان بعد أن نَجَوا من الموت".

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تؤكد مقتل سعيد إيزدي مسؤول ملف فلسطين في "فيلق القدس"
إيران تؤكد مقتل سعيد إيزدي مسؤول ملف فلسطين في "فيلق القدس"

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

إيران تؤكد مقتل سعيد إيزدي مسؤول ملف فلسطين في "فيلق القدس"

أكد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني ، في بيان اليوم الخميس، "استشهاد اللواء محمد سعيد إيزدي" المعروف بـ"الحاج رمضان" مسؤول ملف فلسطين في الفيلق، وذلك بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن اغتياله أثناء عدوانه على إيران. وأشاد البيان بمسيرة إيزدي، معلنا أنه سيتم تشييع جثمانه السبت المقبل في طهران إلى جانب بقية القادة الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، ثم يُنقل جثمانه إلى مسقط رأسه في مدينة سنقر كليايي بمحافظة كرمانشاه غربي إيران ليشيع هناك أيضا قبل أن يوارى الثرى في مدينة قُم جنوبي العاصمة طهران، الخميس المقبل. وأعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صباح السبت الماضي، اغتيال إيزدي في مدينة قُم، مدعياً في بيان أنه كان مسؤولاً عن "تمويل حركة حماس وتسليحها استعدادا لهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023"، على حد زعمه. ويعد اللواء إيزدي أقدم الجنرالات الإيرانية وقد حضر إلى لبنان قبل عقود، وهو يتحدر من عائلة كردية غربي إيران وكان الأقرب إلى قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني الذي اغتالته أميركا مطلع عام 2020 في بغداد، ثم الأقرب إلى ما يعرف بـ"جبهة المقاومة" في المنطقة وخاصة إلى حركات المقاومة الفلسطينية. كان يعرف في المنطقة بين القوى الحليفة لإيران باسم "الحاج رمضان"، أدرجته وزارة الخزانة الأميركية، في 10 سبتمبر/أيلول 2019 في قائمة العقوبات بوصفه أحد "قادة الجماعات الإرهابية" في المنطقة. بدأ إيزدي نشاطه العسكري عام 1979 بانتسابه إلى صفوف الحرس الثوري الإيراني، وكان من ضمن القادة الميدانيين إبان الحرب الإيرانية العراقية. وتولّى بين عامَي 1982 و1983 قيادة فيلق كردستان، ثم تسلّم حتى 1985 قيادة مقر "حمزة سيد الشهداء"، ومن ثمّ قاد مقر "نجف الأشرف" إلى عام 1987. وبعد ذلك، التحق بهيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري وأصبح نائب قائدها حتى 1989. تقارير عربية التحديثات الحية اغتيال سعيد إيزدي.. كل ما تدعيه إسرائيل عن دوره في "طوفان الأقصى" عقب انتهاء الحرب، شغل إيزدي منصب قائد القوة البرية للحرس الثوري حتى العام 1993، ثم عين حتى انتقاله إلى "قوة القدس"، نائباً لرئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة لشؤون التخطيط والبرامج والموازنة حتى عام 2006. تعرض اللواء إيزدي لعدة محاولات اغتيال لكنه نجا منها جميعا. وبعد عملية " طوفان الأقصى " لحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّت إسرائيل سلسلة هجمات استهدفت قادة في الحرس الثوري و"قوة القدس" في لبنان وسورية، وكان اسم اللواء إيزدي من بين من وردوا على "قوائم الاغتيال" لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، وفق ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية. وفي سورية، جرت محاولة استهدافه ثلاث مرات على الأقل من الطيران الحربي الإسرائيلي.

توقيع اتفاقية لإنشاء محكمة خاصة بأوكرانيا وروسيا ترفضها
توقيع اتفاقية لإنشاء محكمة خاصة بأوكرانيا وروسيا ترفضها

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

توقيع اتفاقية لإنشاء محكمة خاصة بأوكرانيا وروسيا ترفضها

أعلنت روسيا، اليوم الخميس، أنها ستتجاهل أحكام المحكمة الخاصة التي تهدف إلى محاكمة كبار المسؤولين الروس ، بعدما وقعت أوكرانيا ومجلس أوروبا المعني بحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، اتفاقاً يشكل حجر الأساس لإنشاء المحكمة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين إن "عمل هذه الهيئة وقراراتها لن تكون ذات قيمة بالنسبة لنا. سنعتبر انضمام أي دولة إليها عملاً عدائياً". ووقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام لمجلس أوروبا آلان بيرسيه الاتفاق بمقر المجلس في مدينة ستراسبورغ الفرنسية. وقال زيلينسكي خلال مراسم التوقيع "هذه خطوة بالغة الأهمية حقاً. يجب أن يعرف كل مجرم حرب أن العدالة ستتحقق، وهذا يشمل روسيا. نحن الآن نعزز العمل القانوني بطريقة جادة". وأضاف "ما زال الطريق طويلاً أمامنا. واتفاق اليوم ليس إلا البداية. علينا اتخاذ خطوات حقيقية حتى ينجح. وسيتطلب الأمر تعاوناً سياسياً وقانونياً وثيقاً للتأكد من أن كل مجرم حرب روسي سيواجه العدالة، بما في ذلك (الرئيس فلاديمير) بوتين". وطالبت أوكرانيا بإنشاء مثل هذه المحكمة منذ بدء الحرب الروسية عليها في فبراير/ شباط 2022، متهمة القوات الروسية بارتكاب آلاف من جرائم الحرب، كما تعتزم محاكمة الروس على تنظيم الغزو. ووافق مجلس أوروبا المكون من 46 عضواً، والذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية لدعم حقوق الإنسان وسيادة القانون، على المحكمة في مايو/أيار، قائلاً إن الهدف منها هو أن تكون مكملة للمحكمة الجنائية الدولية وتسد الثغرات القانونية في الملاحقات القضائية. وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين، تتهمه بترحيل مئات الأطفال من أوكرانيا بشكل غير قانوني. ونظرياً يمكن لهذه المحكمة مقاضاة كبار المسؤولين الروس عن الغزو الروسي لأوكرانيا وصولاً إلى الرئيس بوتين. ويأمل مجلس أوروبا أن تبدأ المحكمة عملها العام المقبل. تبادل مجموعة جديدة من الأسرى من ناحية أخرى، تبادلت أوكرانيا وروسيا مجموعة جديدة من الجنود الأسرى اليوم بموجب اتفاق أبرم خلال محادثات في إسطنبول في وقت سابق من هذا الشهر. وقال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي: "اليوم، يعود محاربون من القوات المسلحة والحرس الوطني وحرس الحدود إلى ديارهم"، ونشر صوراً للعسكريين المحررين وهم يبتسمون. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "عادت مجموعة أخرى من العسكريين الروس من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف". في الأثناء، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن الكرملين اليوم أنه لم يجر إحراز أي تقدم حتى الآن فيما يتعلق بتحديد موعد للجولة المقبلة من محادثات السلام مع أوكرانيا. ونقلت وكالة "تاس" عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله إن روسيا تؤيد استمرار جهود الوساطة الأميركية. أخبار التحديثات الحية أردوغان: ترامب سيأتي إلى تركيا إذا حضر بوتين وبعد انقطاع دام أكثر من ثلاث سنوات، استأنفت روسيا وأوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول في 16 مايو/أيار وفي الثاني من يونيو/ حزيران، في ما أدى إلى سلسلة من عمليات تبادل الأسرى وإعادة جثث الجنود القتلى. إلا أن هذه المحادثات لم تحقق أي تقدم يذكر نحو التوصل إلى وقف إطلاق النار الذي تسعى أوكرانيا، بدعم من الغرب، من أجل الوصول إليه. (فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

الجيش السوداني يواصل التقدم ويسيطر على منطقة في النيل الأزرق
الجيش السوداني يواصل التقدم ويسيطر على منطقة في النيل الأزرق

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

الجيش السوداني يواصل التقدم ويسيطر على منطقة في النيل الأزرق

أعلن الجيش السوداني، اليوم الخميس، مواصلة تقدمه في ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد، وسيطرته على منطقة ملكن بعد معارك مع قوات الدعم السريع. وقال متحدث الجيش السوداني نبيل عبد الله في بيان: "واصلت قواتنا بالفرقة الرابعة للجيش بالدمازين، سحق مليشيا الدعم السريع في محافظة باو، وطهرت اليوم منطقة ملكن بالكامل". وبث عناصر من الجيش السوداني مقاطع فيديو من داخل منطقة ملكن، الواقعة جنوب غربي ولاية النيل الأزرق. وحتى الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش لم تعلق قوات الدعم السريع على بيان الجيش السوداني. وأمس الأربعاء، أعلن الجيش استعادته السيطرة على مناطق بولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد، بعد معارك ضد قوات الدعم السريع و"الحركة الشعبية ـ شمال". ويسيطر الجيش السوداني على أجزاء واسعة من ولاية النيل الأزرق، وتقاتل "الحركة الشعبية ـ شمال" القوات الحكومية منذ عام 2011 للمطالبة بحكم ذاتي في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان (جنوب). وكان الجيش السوداني قد أعلن، أمس الأربعاء، تدميره "مجموعة كبيرة" من قوات الدعم السريع في الدلنج، ثاني أكبر مدن ولاية جنوب كردفان. وكشف المدير العام ل منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أول أمس الثلاثاء، أنّ أكثر من 40 شخصاً، بينهم أطفال وعاملون في مجال الرعاية الصحية، قتلوا في هجوم على مستشفى المجلد غربي السودان، السبت الماضي. واتهمت مجموعة "محامو الطوارئ"، وهي جماعة حقوقية، الجيش السوداني، بضرب المستشفى، موضحة أنّ "المستشفى يُعدّ من المرافق الصحية الأساسية في الولاية ويحتوي على وحدة غسل كلى تخدم المرضى بشكل منتظم، ما يجعل استهدافه انتهاكاً جسيماً". تقارير عربية التحديثات الحية تعيينات الحكومة السودانية بالتقسيط: وزيران من أصل 22 وسقط عشرات القتلى والجرحى في غارة بطائرة مُسيَّرة استهدفت المستشفى العام في مدينة المجلد، بولاية غرب كردفان غربي السودان السبت الماضي، في هجومٍ اتهمت قوات الدعم السريع، وهيئاتٌ محلية الجيش السوداني بشنّه. وقالت قوات الدعم السريع، في بيان نشرته، الأحد، إنّ القصف أدى إلى مقتل 34 مدنياً، بينهم كوادر طبية، بجانب إصابة عشرات آخرين. ومنذ إبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حرباً تسببت بمقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً. (الأناضول، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store