
وصية الأبنودي الأخيرة.. رحيل هادئ ومقبرة في حدائق المانجو
أفرجت أسرة الشاعر المصري الراحل عبدالرحمن الأبنودي، عن وصيته التي كتبها بخط يده، بعد عشر سنوات من وفاته، في 21 إبريل/نيسان 2015، عن عمر ناهز السابعة بعد السبعين.
وظهرت أسرة الشاعر الراحل في سهرة تليفزيونية مع الإعلامية منى الشاذلي، خلال برنامجها «معكم»، روت خلاله الإعلامية نهال كمال قصة زواجها منه، وإنجابها ابنتيهما آية ونور، ومضمون الوصية.
وأشارت إلى أن الأبنودي، رغم جذوره الصعيدية، لم يكن يرغب في إنجاب طفل ذكر، لأنه كان يخشى أن يتمرد عليه، مثلما تمرد هو على أبيه في سنوات شبابه الأولى.
وبثت منى الشاذلي صورة لوصية الأبنودي التي كتبها في أيام مرضه الأخير بخط يده، ويطلب فيها أن تقتصر مراسم تشييعه الى مثواه الأخير، في المقبرة التي بناها لنفسه بالقرب من حدائق المانجو، في قرية الضبعية التابعة لمدينة الإسماعيلية، على مراسم الدفن. وكتب الأبنودي: «لا أريد تشييعاً رسمياً قاهرياً مهما كانت الضغوط»، وأن يقتصر العزاء على الديوان الذي بناه خصيصاً في الإسماعيلية، وتخصيص غرفة المكتبة لاستقبال الزوار والإعلاميين.
أوصى الأبنودي بإخفاء خبر وفاته عن شقيقته فاطمة، التي ارتبط بها بعلاقة مودة كبيرة، حفاظاً على مشاعرها، لكن القدر سبق وصيته، وتوفيت قبل رحيله بأربعة أشهر. وقالت أرملته نهال كمال إن الأبنودي أضاف إلى وصيته نداء إنسانياً، قدم الشكر فيه لكل من سينفذها كما وردت دون اجتهاد.
قضى الأبنودي الذي يصنف ضمن قائمة الكبار في شعر العامية المصرية، الذي يضم فؤاد حداد وصلاح جاهين، العشرين عاماً الأخيرة من عمره في بيت ريفي بناه في إحدى قرى الإسماعيلية القريبة من قناة السويس، والتي تحيط بها حدائق المانجو من كل جانب، بعدما نصحه الأطباء بالعيش بعيداً عن صخب القاهرة.
والتقى الأبنودي فى هذا المنزل بالعديد من الفنانين والكتاب والشعراء، الذين كانوا يحرصون على زيارته، وكان يهدي لهم ثماراً من أشجار المانجو التي كان يتعهدها برعايته في موسم الحصاد كل عام. وأوصى الأبنودي بأن تحافظ الأسرة على هذا المنزل بعد رحيله، وهو ما نفذته بالفعل، إذ لا تزال تحرص على قضاء عطلة نهاية الأسبوع فيه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
200 فنانة من 35 دولة في المتحف المصري الكبير
القاهرة: «الخليج» يستضيف المتحف المصري الكبير النسخة الثالثة من ملتقى التمكين بالفن، الذي تنظمه مؤسسة «آرت توداي للفنون»، احتفاء بالمواهب النسائية. وتأتي هذه الاستضافة ضمن فعاليات التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير، في إطار الاستفادة من التراث لتشكيل مستقبل أكثر إلهاماً لكل فئات المجتمع. ويشارك في الملتقى أكثر من 200 فنانة من أكثر من 35 دولة، بحضور مجموعة من السفراء، والشخصيات العامة والفنانين. وأكد د. أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أنه ليس متحفاً تقليدياً، بل مجمّع ثقافي، ومنارة للحضارة والتراث، يحتفي بالتاريخ المصري، ويشجِّع على الإبداع والابتكار. ويقدم ملتقى التمكين بالفن هذا العام برنامجاً متنوعاً يشمل معرضاً للفنون البصرية، وحلقات نقاشية، وجلسات رسم حي، وورش عمل يقدِّمها متخصصون. وتُركِّز هذه النسخة بشكل خاص على الشمولية، التي تعمل على تحقيق التبادل الثقافي، والعدالة، والسلام.


البيان
منذ 15 ساعات
- البيان
علاقات متذبذبة
ولهذا، نلحظ أن بعض العلاقات تبدأ بحماس عاطفي مبالغ فيه، نتيجة غياب الوضوح في النوايا أو التوقعات بين الطرفين، ما يؤدي إلى انهيارها سريعاً عند أول اختبار.


البيان
منذ 15 ساعات
- البيان
مصيدة «الترند».. أم تسويق ذكي؟
في زمنٍ تُقاس فيه القيمة بعدد المشاهدات، لم يعد (الترند) مجرّد موجة عابرة، بل أصبح «سلعة» تُغلف ببريق اللحظة، وتُعرض في سوق الوعي الجمعي للشراء والاستهلاك السريع. فيديو، نغمة، أو حتى أزمة عابرة، تتحوّل إلى مركز اهتمام عالمي، ثم تُنسى كأنها لم تكن. ومع هذا التكرار، نبدأ بفقدان إحساسنا بما هو حقيقي، وما هو مُفتعل. ينقسم المجتمع كما تنقسم المرايا: من يُلاحق (الترند) ويُقلّده دون وعي، ومن يقف متأملاً بخوفٍ من أن تضيع البوصلة. وسط هذا الانقسام، يبرز المؤثر كصوت عالٍ يقود الجمهور، لا مجرد فرد يشارك رأياً. فالمؤثر ليس فقط من يصنع الترند، بل من يزرع أثره في النفوس، خاصة تلك النفوس الصغيرة التي لم تتشكل بعد. لكن السؤال الأهم: هل (الترند) خطة تسويق ذكية؟ قد يُخيَّل إلينا ذلك، لأن الشركات والمؤثرين يجنون الأرباح من ركوب الموجة. إلا أن الحكمة تقول: ليس كل ضوء برقٍ يدل على الطريق. فالتسويق الذكي لا يعتمد على ضجيج اللحظة، بل على البقاء بعد الصمت، على بناء ثقة لا زيف شهرة. لكن الخطر الأكبر يحوم حول فلذة أكبادنا من الأطفال والمراهقين، بقلوبهم الغضة وعقولهم المتشكّلة، يصبحون أكثر عرضة للانجراف خلف كل موجة رائجة. فالترند بالنسبة لهم ليس مجرد ترفيه، بل بوابة تعريف الذات، ووسيلة للشعور بالانتماء. وهنا تتضاعف المسؤولية: على المؤثر أن يعي تأثيره، وعلى المتابع أن يتحقق قبل أن يتبع. ولحماية أنفسنا من هذه المصيدة، علينا أن نعود للسؤال الجوهري والعميق: «لماذا أتابع؟» نحتاج لفلترة المحتوى، لا رفضه كلياً، بل استهلاكه بوعي. أن نعلّم أبناءنا التمييز بين ما يُثريهم وما يُفرغهم، أن نصنع بأنفسنا معياراً لما يستحق المتابعة. الترند ليس عدواً دائماً، لكنه ليس صديقاً دائماً أيضاً. ما يحدّد قيمته هو طريقة تفاعلنا معه. فإما أن نكون تابعين، وإما أن نكون قادة بوعي.