
سالي عبدالسلام تربط اسم «دانية» بانفصال أحمد فهمي وهنا الزاهد
تم تحديثه الأربعاء 2025/3/5 10:40 م بتوقيت أبوظبي
روت الإعلامية سالي عبد السلام تفاصيل مثيرة عن تعرضها لما وصفته بالسحر الأسود، كما أشارت إلى اسم «دانية» عند حديثها عن انفصال أحمد فهمي وهنا الزاهد، ما أثار تفاعلًا واسعًا بين الجمهور.
كشفت سالي عبد السلام خلال ظهورها مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "العرافة"، أنها صُدمت عندما وجدت قطة مكسورة العظام وفي فمها ورقة غامضة. وقالت:
"دخلت على جوجل أبحث عن السحر الأسود، لم أكن أعرف الكثير عنه، لكنني شعرت أن هناك أمرًا غير طبيعي، وقررت اللجوء إلى إحساسي قبل أي شيء آخر".
وأضافت أنها لم تستشر أي شيخ في البداية، خشية أن تتلقى معلومات غير دقيقة أو تؤدي إلى سوء فهم.
تفاصيل الواقعة
سردت سالي كيف بدأ الأمر قائلة: "عندما ذهب زوجي وأخي لأداء صلاة الجمعة، أخبرني مؤمن أنه وجد شيئًا غريبًا مرميًا على السلم. وعندما نزلت، وجدت القطة"، مشيرة إلى أنها تعاملت مع الأمر بحذر، حيث ارتدت قفازات، ورشت الماء والملح، وقرأت آية الكرسي قبل أن تتخلص منها بعيدًا.
وتابعت: "لم أشعر بالخوف، بل حاولت التماسك وقرأت دعاء الشيخ الشعراوي، فأنا أحبه جدًا وأشعر بالراحة عند سماع أدعيته".
إيمانها بالحماية الإلهية
أكدت سالي عبد السلام أن السحر الذي تعرضت له كان يستهدف أمورًا مثل المرض الذي لا علاج له، وعدم الإنجاب، وتفريق الأزواج، لكنها علّقت قائلة:
"لا شيء يمكن أن يؤذينا إلا بإذن الله، نحن من نسمح للخوف بالتأثير علينا، لكن من يتحصن بالله لا يصيبه شيء".
وأشارت إلى أن الحادثة تزامنت مع شجار وقع بينها وبين زوجها، ما أدى إلى وقوع الطلاق الشفوي في نفس الليلة. ولكن بعد استشارة عدد من الشيوخ، أكدوا لها أن الطلاق لم يقع رسميًا.
لا تخشى تأثير السحر
في ختام حديثها، شددت سالي على أنها لا تخشى السحر أو أي محاولة لإيذائها، قائلة:
"أنا واثقة أن الله يحفظني، وأحصّن نفسي دائمًا بالأذكار والدعاء، لذلك لا يمكن أن يصيبني أي أذى".
تصريحات جديدة في الجزء الثاني من الحلقة
بعد تصريحاتها المثيرة، ينتظر الجمهور الجزء الثاني من اللقاء، حيث يُتوقَّع أن تكشف سالي عبد السلام مزيدًا من التفاصيل حول المواضيع التي لم توضحها بشكل مباشر. حديثها عن كريم فهمي وزوجته دون تعليق واضح، وربطها اسم «دانية» بانفصال هنا الزاهد وأحمد فهمي، ترك المتابعين في حالة من التساؤل. فهل ستكشف الحلقة القادمة المزيد من الحقائق، أم ستكتفي بالإشارات الغامضة؟ هذا ما ستكشفه الساعات القادمة.
aXA6IDE3Mi4yNTIuMC4xMTMg
جزيرة ام اند امز
SG

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 38 دقائق
- العين الإخبارية
حالة دينا داش الصحية تثير اهتمام متابعيها بعد «فيديو المستشفى»
كشفت دينا داش، صانعة المحتوى وشقيقة الفنان المصري أحمد داش، عن تعرضها لوعكة صحية عقب ولادة طفلها الثاني. ونشرت دينا مقطع فيديو عبر خاصية القصص القصيرة على حسابها بموقع إنستغرام، تحدثت فيه بصراحة عن وضعها الصحي قائلة: "من يوم التلات وأنا في المستشفى بعمل تحاليل عشان نعرف المشكلة، وهعمل عملية بكرة، إن شاء الله تعدي على خير". وأشارت إلى أنها لم تعتد مشاركة جوانب حياتها الخاصة السلبية، لكنها رأت ضرورة التوضيح، مضيفة: "عارفة إنكم مش متعودين تشوفوني كده، أنا عادة بطلع وأنا كويسة وبضحك وبنشر الحاجات الحلوة، بس الحقيقة إن في كتير ما حدش يعرفه". وفي حديثها لمتابعيها، أوضحت دينا أنها لا تملك رسالة محددة، لكنها طلبت الدعاء، مؤكدة أنها ستعود إلى جمهورها قريبًا: "لو افتكرتوني ادعولي، وإن شاء الله أرجع بالسلامة". وفي مقطع لاحق، حاولت طمأنة جمهورها قائلة: "حاسيت إني كنت باين عليّا الحزن أوي في الفيديو اللي فات، أنا مش عايزاكم تتخضوا، الحمد لله أنا بخير وهبقى أحسن". وكانت دينا قد أعلنت يوم 8 مايو/أيار الجاري عن استقبال طفلها الثاني "حسن"، حيث نشرت صورة من المستشفى جمعتها بزوجها وطفليها، وعلّقت عليها: "أهلًا بك في عائلتنا الصغيرة يا حسن، نحن الآن مكتملون. الحمد لله". aXA6IDgyLjIzLjIzMi4zMiA= جزيرة ام اند امز GB


العين الإخبارية
منذ 38 دقائق
- العين الإخبارية
بث مباشر حفل ختام مهرجان كان السينمائي 2025
يسدل الستار على فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، في احتفالية ضخمة بقاعة المسرح الكبير Grand Théâtre Lumière. ويقدّم الحفل الختامي الممثل الفرنسي لوران لافيت، وسط متابعة جماهيرية وإعلامية واسعة، إذ ترقب المتابعون إعلان نتائج أهم الجوائز السينمائية، وعلى رأسها "السعفة الذهبية"، التي تُعد تتويجًا مرموقًا للفيلم الفائز ضمن المسابقة الرسمية. البث المباشر للحفل أُتيح عبر قناة France 2 وBrut، إلى جانب المنصات الرقمية التابعة لهما مثل وCulturebox، وكذلك القناة الرسمية للمهرجان على يوتيوب، مما أتاح للجمهور في مختلف دول العالم متابعة لحظات التكريم واللقطات الحصرية من السجادة الحمراء. حفل التتويج يشمل الإعلان عن الجوائز الرسمية، من بينها جائزة Grand Prix التي تُمنح للفيلم الحائز على المرتبة الثانية، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالإضافة إلى جوائز الإخراج والسيناريو والتمثيل لفئات أفضل ممثل وأفضل ممثلة. كما تشهد الاحتفالية تسليم جوائز الأقسام الموازية، ومنها جائزة قسم "نظرة ما" التي تُمنح للأعمال السينمائية ذات الطابع المختلف والأساليب الفنية المبتكرة، إلى جانب "الكاميرا الذهبية" التي تكرّم أفضل عمل أول لمخرج صاعد، فضلًا عن جوائز فنية وتقنية أخرى مثل جائزة الشباب وجائزة CST المخصصة للتميز في الصوت والصورة. ويختتم المهرجان فعالياته بعرض خاص لفيلم Dandelion's Odyssey للمخرجة اليابانية موموكو ساتو، في ختام سينمائي حمل نبرة تأملية وهادئة، بعد أسبوع حافل بالعروض العالمية والحوارات السينمائية البارزة. aXA6IDgyLjI3LjI0My4xMjEg جزيرة ام اند امز GB


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
صنع الله إبراهيم «مغرد خارج السرب» تجسدت عبقريته في قدرته البالغة على الجمع بين الذاتي والواقعى فى تجريب متدفق وحرية إبداعية
أيام وأسابيع وشهور وربما سنوات تلزمك حينما تنوي الكتابة عن صنع الله إبراهيم، الذي وصفه النقاد بـ«المغرد خارج السرب».. ربما لا تراه الكاتب الأدبي النابغ والأقوى والأفضل، أو تراه صاحب السرديات التي تتماس مع النفس البشرية في أحزانها وأفراحها ومعاناتها، لكنك لن تشكك في عبقرية صنع الله إبراهيم التي تجسدت في قدرته البالغة الأهمية على الجمع بين الذاتي والواقعي، وهو ما أجمع عليه جميع النقاد، في تجريب وحرية إبداعية تأسست على إنتاج المعنى المغاير، وهو المعني الذي يجمع بين الذاتي والتاريخي والسياسي، والذي يهدف إلى قول الحقيقة. فتجربة صنع الله إبراهيم حافلة بالعمل الإبداعي، والنقدي، والسياسي والاجتماعي، فمن الممكن أن تتخيل أن هذا الإنسان ذو الجسد النحيف يحمل فوق رأسه شعرًا كثيفًا.. يشبه أينشتين، صاحب القنبلة الذرية، يبدو هزيلاً ضعيفاً لكنه يملك قلماً حيّر النقاد والأدباء، مفجرًا بثرائه المعرفي والإبداعي المتدفق، اللافت لكل الأقلام، سواء كانت أقلاما نقدية أو أقلاما أدبية فكانت ولا تزال مسيرته الإبداعية نبراسًا للأجيال الجديدة. حرية إبداعية يقول صنع الله ابراهيم في مقالته التي حملت عنوان «تجربتي الروائية»، والتي نشرت في عدد مجلة الأدب فبراير عام 1980، المخصص للرواية العربية: «كل شيء يخضع لما تريد أن تقوله. وهي مقولة قديمة جداً يثبت تجددها كل يوم. لكن الامر ليس بهذه البساطة. فلا بد من أقصى حرية في الخيال، وأقصى معرفة ممكنة بحقائق الحياة والعلم وقوانين المجتمع والتطور، والتراث العالمي والتجارب المعاصرة، وأقصى جرأة على التجريب وكسر القواعد البالية واستحداث قواعد جديدة ، ولا بد أساساً، وقبل كل شيء ، من الصدق». رواية «شرف» احتلت المرتبةَ الثالثة ضمن أفضل مئة رواية عربية وهنا نرى أننا أمام كاتب يضع أمام نفسه كل معطيات الحياة حتى يكتب، بل، نراه يخضعها لما يريد أن يقوله، يتحدث عن أعماله وتجربته الإبداعية والتي وربطها بضرورة معرفة حقيقة الحياة وعلومها وقوانين المجتمع المحيط، بل أيضًا على الكاتب أن يرى ويعرف ويتعلم ويقرأ حتى تكتمل تجربته الإنسانية من خلال المعرفة المتعمقة القائمة على الحقائق، والصدق وهو ما أكده في نهاية الاقتباس.. وأنه لا بد وأن يتحلى الكاتب بالصدق، قبل كل شيء فالصدق هو الأمر الوحيد الذي يجعل من الكاتب كاتبً، فإذا صدق الكاتب مع نفسه صدقه القارئ، فقبل التجديد والقواعد والسرد وطريقة الكتابه فهناك عامل أساسي أن تكون صادقًا، صادقا فيما تكتب وصادقا فيما تقول وصادقًا في قناعاتك، حتى وأنت تكسر القواعد يجب أن تكون صادقًا.. ليكمل صنع الله إبراهيم طارحًا الكثير من التساؤلات حول ماهية الكتابه ولماذا يكتب ولمن يكتب بالرغم من كل ما يقابله من تحديات ونجده يقول: «ويتعين علىَّ أن أعكف على مشاكلي في وحدة تامة: هل من حقي أن أكتب خلال وحدة متصورة بين ذاتي الانسانية وذاتي الروائية والواقع نفسه؟ هل أواصل طريقي المضاد للتأليف .. القريب من السيرة الذاتية؟ هل إذا طعمته ببعض الحيل الصغيرة القالب البوليسي مثلا كان من الممكن استخدامه في نجمة أغسطس من أجل التشويق، يصبح في إمكاني أن أصل إلى الجمهور العريض؟ كيف يمكن أن أحكي حكاية تمتع القارئ العادي في نفس الوقت الذي تستجيب فيه إلى مطالب القارئ المثقف المتعمق ولا تقدم أي تنازل عن المبادئ التي تحكم رؤية متميزة أطمح إلى التعبير عنها؟». تلك التساؤلات التي جعلت منه أول ناقد لذاته وكتاباته وإعادة رؤيته لما قدمه من أعمال فهل كانت تستحق كل تلك المعاناة وكل خذا الاحتفاء ففي تساؤله عن حقه في الكتابة عن تجربته الذاتية، وهو ما جعل الكثير من النقاد يربطون بين تجربته الذاتية وتجربته الإبداعية ولا يستطيعون الفصل بين الاثنين، والجميع أجمعوا على الربط بين الذاتي والإبداعي في تجربة صنع الله إبراهيم الإبداعية. يقول: على الكاتب أن يرى ويعرف ويتعلم ويقرأ حتى تكتمل تجربته الإنسانية من خلال المعرفة المتعمقة القائمة على الحقائق فقد قال عنه صدوق نور الدين في كتابه «اكتمال الدائرة»: يمكن تركيز سمات الكتابة الروائية لصنع الله إبراهيم في عدة سمات ومنها الكشف عن تقلبات وتناقضات لذات الإنسانية في مسار الحياة اليومية، وربط النفسيات والسلوكيات الفردية بالتاريخي وبروح المرحلة السياسية، كما أنه اعتمد على لغة تقريرية مليئة بالفراغات والايحاءات، حيث توصف وتسرد الأحداث باقتصاد واضح في التعبير يستعدي تلقيا خاصا قادرًا على الكشف عن موضوع تلك الإيحاءات وتنبع مسارات المعنى المتنامي في الرواية، وأيضًا توظيف أجناس أخرى تطعم شكل الرواية وتعطيها بعدًا ذاتيًّا و تاريخيًّا، كالسيرة وكتابة اليوميات والمذكرات.. هذا المزج يتفرد ببعدين أساسين للتجربة الروائية لصنع الله إبراهيم بعد مباشر يحكي اليومي والذاتي والحميمي، وبعد غير مباشر هو امتداد لكل تلك التفاصيل على مستوى أكبر وهو النظام الاجتماعي، السياسي والثقافي، وتعتبر رواياته تشريحًا للواقع المصري في ادق تفاصيله وبكل تناقضاته. السخرية كما أن صنع الله إبراهيم استعمل السخرية التي تميز كل رواياته وإن كانت بدرجات متفاوتة، إذ تعكس السخرية التي تتحول إلى سخرية سوداء في بعض الأحيان، وعيًّا ممزقًا بين أحلام كبيرة وواقع عنيد، غير أن ما يستدعي الانتباه في جماليات السخرية لدى الروائي هو استعماله للجسد والجنس كتعبير مجازي عن سخرية اجتماعية وسياسية لأن الجسد يعكس ليس فقط ما تحسه الذات وما يقع داخله، ولكن أيضًا ما يقع خارجه من تحكم وقمع وتسلط يكون موضوعه الذات الفردية والجماعية، فهذا القمع والتسلط على مستوى الذات يتجلى في الكبت الذي يسكن الجسد، والذي لا يقتصر على الجنس، وإن كان من أوضح مظاهرة" بل كل مظاهر الإحباط الذ تصيب الفرد في مناخ تغيب فيه الحريات وتنتفي فيه فرص الإعراب عن الذات سياسيًّا واجتماعيًّا. ويقول أيضًا: «إن هذا الكتاب يأتي للوقوف على تجربة صنع الله إبراهيم مجددًا من منطلق توسيعة الاهتمام خاصة وان التجارب الروائية التي جئ على إصداراها مما أعدة ثلاثية تستحق الدرس والتحليل، بل تقتضي إعادة النظر في توسعة للبدايات الأولى التي حالت ظروف دون نشرها وتداولها في الآن ذاته، والتي منها الروايات "67" وبرلين 69، و 1970 والملاحظ هنا أنها تلك الاعمال تحمل أرقاما كعناوين وهو الاختيار ذاته الذي نزع إليه الروائي جميل عطية إبراهيم في "1952، واوراق 1954، وجورج اويل في اعماله 1934، وألبرتو موافيا». كان يرى أن الكتابة عن أي روائي لا يجب أن تتم إلا حين تكتمل تجربته الإبداعية، وأنه لا يمكن الحكم عليه من عمل أو اثنين أو ثلاثة ولكن عن مجمل أعماله إذ يقول: «لقد حاولت كل جهدي أن أتجنب الحديث في هذا الموضوع لسبب بسيط ، هو ايماني بان روايتين أو ثلاث لا تصنع كاتبا ، ولا يمكن الحديث عن التجربة الروائية إلا من خلال كم من الأعمال». الكتابة تأكيدًا على الذات والتجربة الذاتية وقبل البدء نعود مرة أخرى لما قاله صنع الله إبراهيم نفسه حول تجربته الروائية وكيف نقد نفسه بنفسه في كتاباته وكيف يرى العلاقة بين الناقد والكاتب ونجده يقول: يكفي أن أقول اني قد اتخذت قراري بكتابة الرواية تأكيدا لذاتي ودفاعًا عنها في ظروف صعبة للغاية هي ظروف السجن. فكان الحصول على الورقة والقلم الممنوعين ثم توفير المخبأ الملائم لهما، يمثل انتصارا على القضبان وعلى الورقة كان بوسعي أن أمارس كل الحرية المفتقدة. ومنذ البداية كانت لعبة الشكل تستهويني. فالحرية التي يتعامل بها الكتاب المعاصرون مع مادة الرواية كانت تثيرني للغاية . كل رواية تصبح مفاجأة تامة ومغامرة مثيرة جديدة، لا تكرار فيها أو ابتذال. ميلاد داخل القضبان وفي هذا الجزء تحدث صنع الله إبراهيم عن ميلاد تجربته الإبداعية وراء القضبان والتي وصفها بـ"مرحلة الطفولة" وليس هناك أصدق من هذا التعبير الذي وصف به حالة فالكتابة هنا بمثابة طقوس عبور لميلاد جديد وراء القضبان تكونت خلاله تجربة إنسانية وإبداعية باتت فيما بعد مادة خصبة للنقاد والباحثين في الرواية العربية في العصر الحديث وبالتحديد في حقبة الستينيات من القرن الـ20، ويقول صنع الله عن تلك المرحلة: «وكان من الطبيعي أن تتحول الطفولة التي استيقظت أدق لحظاتها في أيام السجن ولياليه الطويلة إلى منجم غني بالنسبة للعمل الاول، لكني لم أكتب غير بضع فصول توقفت بعدها عندما واجهت المشاكل التي يواجهها كل كاتب في بداية عمله، وأحيانا كثيرة بعد الرواية الأولى». ليتبع تلك الانطلاقة بتساؤلات هامه يسأله كل صاحب تجرب إبداعية صادقة.. أي الطرق سوف يسلكها هذا الطفل الحبيس وراء القضبان.. هل سيستطيع استكمال المسيرة التي انطلقت أم ماذا ؟! حول الأسلوب السردي أو التقنية الكتابية التي سيستخدمها للتعبير عمَّا بداخله من مشاعر ومن أحاسيس وأي الشخصيات سيختار وأي الحكايات سوف يقوم بروايتها. أي طريق أسلك؟ هنا يتساءل صنع الله إبراهيم قائلاً: «أي طريق بين عشرات الطرق الأساليب والأشكال والمدارس؟ تشيكوف وجوركي وجويس وبروست فضلا عن زولا وبلزاك ونجيب محفوظ ثم روب آلان جريبه وأصحاب الرواية الجديدة في فرنسا الذين كانوا يحدثون ضجة كبرى في ذلك الوقت (بداية الستينيات)؟، لم يكن الأمر متعلقا بالحرفة، بالتكنيك وحسب، وانما كان يشمل أساساً وجهة النظر، الرؤية، ما تريد ان تقوله، كنت قد بدأت حركتي من موقع التمرد على ما كان يعرف في ذلك الحين بالواقعية الاشتراكية. فقد شعرت أنا وكثيرون غيري أنها تزيف الواقع وتزوقه وقدرت أن هذا الخداع لا يساعد الإنسان بل يضلله». الحقيقة مرة أخرى بدايات صادقة، لم يكن يشغل صنع الله إبراهيم في تلك الفنرة سوى أن يعبر عن الحقيقة وهو ما جغله يخلط بين الواقع والذاتي والخيالي فنجده يؤكد على ذلك قائلاً: «هكذا عاهدت نفسي منذ البداية أن أذكر الحقيقة. ولأن الحقيقة ليست مطلقة فلا بد من أن أبذل كل جهد، مسلحاً بالعلم والتجربة، ماركس وفرويد ومن أضاف إليها، لأقترب منها قدر الإمكان. وكان لدي قدر كاف من الغرور وقتذاك كنت ما أزال في الثانية والعشرين من عمري لأعاهد نفسي ألا أكرر أو أقلد، وأن أصمت إذا لم يكن عندي ما أضيفه». إن العلاقة بين الكاتب والناقد العربيين، هي إلى الآن علاقة غير سوية. فالكاتب يتطلع إلى الناقد منتظراً منه بلورة- ولا أقول حلولاً- للمشاكل التي تعترضه في عمله، ورأياً كاشفاً يستند إلى نظرة أشمل، تحليلية، مقارنة، متمرسة ، يمكن أن يسترشد به . لكننا لا نجد لدى النقاد العرب - فيما عدا حالات استثنائية - سوى الخطاب الموجه للقاري وحده. وفي الروايات العلمية لم يكن ثمة مجال للجملة القصيرة المحايدة أو الموجزة أن «جبل الثلج، لا نفع له هنا. فلا بد من شرح تفاصيل هذا العالم كي يصبح مفهوماً من القارىء . ولا بأس من استخدام التشبيهات وكافة الحيل اللغوية لتحقيق هذا الهدف. ثمة صخرة يمكن الاستناد اليها : كل شيء يخضع لما تريد أن تقوله». وهنا نرى أن الروائي يمتلك مرجعية توازي بين قراءة الإبداع والنقد وهو ما يجعله أول ناقد لما يقدن على ابداعه وانجازة ليتحقق في اللاحق توضيح من خلال الشهادة أو الحوارات، وإن هذه القراءة تقتضي إعادة التفكير وفق بنائها لما يحق إدراجه في الصيغه وبالتالي المادة، وهو ما يؤكده صنع الله إبراهيم بأن المشترك يتمثل في الوحدة بين الشكل والواقع. وقد نقد صنع الله إبراهيم نفسه إذ قال عن قصته "تلك الرائحة" أنها جاءت بلغة تلقائية بها شيء من الركاكة.. فلم نجد كاتبصا بتلك المصداقية مع نفسه وفي عدد هو مخصص بالأساس للاحتفاء بالرواية فنجده يقول: «في "تلك الرائحة"، كانت لغتي تلقائية بها شيء من الركاكة التي حافظت عليها عن قصد عندما وجدت لها جمالية من نوع خاص، تخدم الخطاب المقصود. لكن «نجمة أغسطس» كانت تتطلب، بحكم الوحدة المبتغاة بين الشكل والمضمون موقفاً مختلفاً من اللغة». لكن هذا لا يكفي لنفي امكانية التأثر بهذه المدرسة من خلال الدراسات النقدية والعروض الصحفية، ولست أجد غضاضة في هذا التأثر ان صح. فنحن لا نكتب من فراغ، ومن حقي أن أستفيد من معطيات وتجارب الآخرين بشرط أن أضيف اليها شيئاً. فالتاريخ الأدبي هو تاريخ الاضافات والتجاوزات. وقد سبق ان اعترفت باني تخرجت من مدرسة هيمنجواي. لكن التأثر غير التقليد والمحاكاة. فإذا ما استخدم أحد المنولوج الداخلي، هل نعتبره مقلداً لجويس؟ المشكلة تبقى دائماً في الرؤية. اللعبة الروائية ومن تلك النقطة نجد الدكتور صدوق نور الدين حينما حاول الكتابة عن تجربة صنع الله إبراهيم الإبداعية بأن مفهوم الرواية لديه يأتي بإثارة مسألة شكل الكتابة، بما هي اختيار هدفه إنتاج معني، وأن اللافت هنا هو تعدد صيغ الكتابة وتنوعها، مما أوقع شخص الروائي أمام قلق الاختيار، كما أنه امام حرية تدفع به إلى ممارسة «اللعب الروائي» وفقًا للتركيب الأدبي الذي يقتضي الدمج والمزج بين أكثر من جنس دون الإخلال بالهوية المتمثلة في التحديد، إذ أن الروائي بما يمتلك من كفاءة واقتدار يسعى إلى تفرد أسلوبه التذي يميزة على المتداول أو السائد، وهو ما نزع إليه صنع الله إبراهيم. وهو ما أكده صنع الله بنفسه حينما قال إن "تلك الرائحة وهي القصة التي منعت من النشر أو التدوال بعد صدورها وعرفت بالمجموعة الممنوعة من النشر بالأسلوب الركيك أو الركاكة اللغوية وهو ما أكده بأن تلك الركاكة كانت مقصودة لأنها جسدت جماليات من نوع خاص يتماس مع موضوع المجموعة. ويتابع: «لقد واجهت هذه الرواية القصيرة الرفض التام في البداية سواء من جانب الدولة التي صادرتها أو النقاد الذين هاجموها، أما القراء الذين تسربت إليهم فقد صدموا من صراحتها القاسية التي مست الأبنية العقائدية والتقاليدية لديهم وفي رأي أن تلك الصدمة التي حققتها هي دليل نجاحها ونذير مبكر أوائل 1966 بفجيعة 1967، وما تلاها من انتكاسات، فقد أكدت غربة بطلها عما يجري حوله ورفضه ما هو مبتذل وبرجوازي وغير إنساني، والغريب أن عددًا من النقاد التقدميين البارزين راوا فيها تشيؤا واستنكروا هذه الغربة غير المفهومة وأدرجوها ضمن عجز المثقفين المنعلين عن إدراك الظواهر الاجتماعية، فقد نظروا إليها من واقه التسليم بالواقع المعاش على أمل تطويره في المستقبل من خلال وحدة مجردة من الصراع القوي التقدمية هي في حقيقتها تبعية مطلقة للسلطة الثورية المستبدة». تَميَّز إنتاج «صنع الله إبراهيم» الأدبي بالتوثيق التاريخي، والتركيزِ على الأوضاع السياسية في مصر والعالَم العربي، فضلًا عن سرده الكثيرَ من حياته الشخصية. ومن أشهر أعماله: رواية «شرف» التي تحتلُّ المرتبةَ الثالثة ضمن أفضل مئة رواية عربية، و«اللجنة»، و«ذات»، و«الجليد»، و«نجمة أغسطس»، و«بيروت بيروت»، و«النيل مآسي»، و«وردة»، و«العمامة والقبعة»، و«أمريكانلي»، وغيرها من الأعمال الأدبية التي تحظى بمكانة متميزة في عالَم الأدب. سمية أحمد بلزاك إميل زولا صدوق نور الدين