logo
من ثمار جرش... النهر لن يفصلني عنك

من ثمار جرش... النهر لن يفصلني عنك

الرأيمنذ 4 أيام
جئت في اللحظة المناسبة يا رمضان الرواشدة، لترمي في وجوهنا تعويذتك (النهر لن يفصلني عنك)، علها تخفف من شعورنا بالأثم أو تمسح شيئاً من الألم والنزف الداخلي من مشهد غزة.
أردت أن تقول إن النهر سيبقى ولن يكون فاصلة، بل سيكون وصلاً، فقد سبق الوصل الماء وسبقت الجغرافيا التاريخ وعانقت مؤاب الكنعاني.
أي مغامرة هذه يا رمضان الرواشدة؟ وانت تتابع الحكاية كلها منذ البداية لتحشرها في النص وتعيد تقديمها لتغني الوحدان الذي تسمر وجمد
كيف استطعت أن تصنع لنفسك مساحة في الزحام وتفرغها من المزايدين والمناقصين لتسمح لهواء فلسطين ان يتنفسه الأردنييون صافيا فيكون وصفة وحدتهم وشوقهم والتفافهم حول قيادتهم.
اخذتهم الى المسرح الى المعلم، لتخاطب جمهورك، واصبحت مهمتك صعبة لأنها مهمة أن تأتي بالمسرح من الغياب ومهمة أن تضع على خشبته مضموناً يبرر الاستدعاء وقد نجحت.
فقد دبت الحياة في مسرح المدينة، وها هي جرش في مهرجانها تمنحك فرصة لا بد من جعلها مستمرة ونقطة انطلاق.
لقد أضاء الرواشدة مساحة كافية لتصبح تربة المسرح خصبة وأن يتواصل عطاؤه، لقد عشنا سنوات تصحر مسرحي.. لسنوات عجاف غاب المسرح عنا، ولما أنكرناه بالصمت عنه والالتفات لغيره، فقدنا شيئاً من التعليم والاعتبار والمتعة.
رمضان الرواشدة في مسرحيته "النهر لن يفصلني عنك" يختصر كل الحكايا التي إختنقت وفقدت صوتها ولم يأت أحد لنجدتها، حين أصر على ان يبقى النهر متصلاً ويبقى الحبل السري مع جسد فلسطين غير منقطع، وأصر على ذلك وأبدع في حين تشتت الآخرون وذهبوا للصراخ والملاومة والمناقصة، فهم لم يورثونا الاّ المزيد من العطش والألم والفقدان والخسارة.
مساهمة الرواشدة في "النهر لن يفصلني عنك" قوية وسهلة والذين جندهم لتجسيد الفكرة على المسرح، كانوا مبدعين حقاً، ليسوا اسماء طنانة في عالم المسرح، ولكنهم مبدعون حقاً استطاعوا أن يحملوا سنوات المعاناة وأن يقدموها باسم كل المحبين الأردنيين لفلسطين.
كان منذر خليل مبدعاً، وهو رمز أردني باسل للجندي الأردني، صبر وصمد، وكانت أريج دبابنة، بحضورها البهي المبهج ونادين خوري، وهي تغوص في المشهد وقادرة على الاختراق وذات حضور دافق
كان المسرح بسيطاً، ولكنه عميق بمكونات غير معقدة من موسيقى وإضاءة ومؤثرات صوتية وملابس.
لقد اجتمعت المكونات لتضع هذا المضمون الواصل المؤثر والمحبب على اسئلة عالقة باجابات فياضة حتى وإن لم تحضر اسئلتها.
استمتعنا بالمسرحية، وقد كان المدرج مليئاً بالحضور، ونطالب بادامته عرضها علّها تكون البدايات الجديدة التي تستقطب أخوات لها للحضور الى الخشبة بثقة واحتراف.
نحتفي بمثل هذا الفن الذي يخرجنا من مرحلة "الدبق" والاستهلاك والولولة والشتم والنكوص والجحود الى مرحلة التواصل والعطاء.
نعم لقد تطور النص المقدم بتغليف مسرحي وإخراجي مناسب، وظف اللحظة القائمة، وفتح رزنامة الأحداث التي لا يستطيع أحد تجاوزها.
نعم يستطيع الفن أن يأخذنا من حالة الهذيان ومن الرطانة واعادتنا للبوصلة حتى لا نتوه، فالطريق الى فلسطين هكذا، والأردنيون رضعوا حبها مع حليب أمهاتهم ولم يعرفوا العقوق، ففلسطين نبض أردني حتى لو نقلوا القلب جهة اليمين، فسيبقى ينبض وعلى الآخرين تحديد الموقع.
أي مغامرة هذه يا رمضان الرواشدة؟ وانت تشتري الحكاية كلها منذ البداية لتحشوها في النص وتعيد تقديمها لتغني للوجدان الذي تسمر وجمد
كيف استطعت أن تصنع لنفسك مساحة في الزحام وتفرغها من المزايدين والمناقصين لتسمح لهواء فلسطين يتنفسه الأردنييون سأولاً، فيكون وصفة وحدتهم وشوقهم والتفافهم حول قيادتهم.
اخذتهم الى المسرح الى المعلم، لتخاطب جمهورك، واصبحت مهمتك صعبة لأنها مهمة أن تأتي بالمسرح من الغياب ملهمة أن تضع على خشبته مضموناً يبرر استدعاء وقد نجحت.
فقد دبت الحياة في مسرح المدينة، وها هي جرش في مهرجانها تمنحك فرصة لا بد من جعلها مستمرة ونقطة انطلاق.
لقد أضاء الرواشدة مساحة كافية لتصبح تربة المسرح خصبة وأن يتواصل عطاؤه، لقد عشنا سنوات.. وتصحر، لسنوات عجاف غاب المسرح عنا، ولما أنكرناه بالصمت عنه والالتفات لغيره، فقدنا شيئاً من التعليم والاعتبار والمتعة.
رمضان الرواشدة في مسرحيته "النهر لن يفصلني عنك" يختصر كل الحكايا التي اختنقت وفقدت صوتها ولم يأت أحد لنجدتها، حين أصر على ان يبقى النهر متصلاً ويبقى الحبل السري مع جسد فلسطين غير منقطع، وأصر على ذلك وأبدع في حين تشتت الآخرون وذهبوا للصراخ والملاومة والمناقصة، فهم لم يورثونا الاّ المزيد من العطش والألم والفقدان والخسارة.
مساهمة الرواشدة في "النهر لن يفصلني عنك" قوية وسهلة والذين جندهم لتجسيد القارة على المسرح، كانوا مبدعين حقاً، ليسوا اسماء طنانة في عالم المسرح، ولكنهم مبدعون حقاً استطاعوا أن يحملوا سنوات المعاناة وأن يقدموها باسم كل المحبين الأردنيين لفلسطين.
كان منذر خليل مبدعاً، وهو رمزاً أردنياً باسل للجندي الأردني، صبر وصمد، وكانت أريج دبابنة، بحضورها البهي ونادين خوري، تغوص في المشهد وقادرة على الاختراق وذات حضور دافق.
كان المسرح بسيطاً، ولكنه عميقاً بمكونات غير معقدة من موسيقى وإضاءة ومؤثرات صوتية وملابس.
لقد اجتمعت المكونات لتضع هذا المضمون الواصل المؤثر والمحبب على اسئلة عالقة باجابات فياضة حتى وإن لم يحضر اسئلتها.
استمتعنا بالمسرحية، وقد كان المدرج مليئاً بالحضور، ونطالب بادامته وعرضها علّها تكون البدايات الجديدة التي تستقطب أخوات لها للحضور الى الخشبة بثقة واحتراف.
نحتفي بمثل هذا الفن الذي يخرجنا من مرحلة "الدبق" والاستهلال والولولة والشتم والنكوص والجحود الى مرحلة التواصل والعطاء.
نعم لقد تطور النص المقدم بتغليف مسرحي وإخراجي مناسب، وظفه اللحظة القائمة، وفتح رزنامة الأحداث التي لا يستطيع أحد تجاوزها.
نعم يستطيع الفن أن يأخذنا من حالة الهذيان ومن الرطانة واعادتنا للبوصلة حتى لا نتوه، فالطريق الى فلسطين هكذا، والأردنيون رضعوا حبها مع حليب أمهاتهم ولم يعرفوا العقوق، ففلسطين نبض أردني حتى لو نقلوا القلب جهة اليمين، فسيبقى ينبض وعلى الآخرين تحديد الموقع.
أبارك لصديقي المبدع رمان، فقد رسم دائرة لمن يريد ان يرى فلسطين عن طريق الأدب والابداع وحدد ملامح كيف يكون الأردني، أردنياً انساناً محباً لوطنه ومسح الغشاوة عن عيون الذين أرادوا استبدال اللغة بالرطانة والجملة المفيدة باللغو وذهبوا الى السفسطة وجنس الملائكة.
هذه المسرحية لا بد أن تدخل الى مدارسنا وتنير وجدان طلابنا، فصاحب النص اردني وطني مخلص مؤتمن على ما يكتب ويقول، وقد استطاع أن يخرج بروايته وروايات اخرى طاهرة بيضاء تتحدث مع الناس بلسان مبين دون ان يخشى في ذلك مزايدين أو مناقصين، وبعد ما ابتلينا به، حين يكون الوطن بحاجة الى العطاء والصبر والهدوء.
وما دام "النهر لن يفصلني عنك" فإن طريق الذهاب اليها سيبقى سالكاً وهذه خريطة طريق للوصول رأيناها على المسرح.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ليالي عمان' تعود بحلّة استثنائية تجمع كاظم الساهر، وائل كفوري وعبير نعمة
ليالي عمان' تعود بحلّة استثنائية تجمع كاظم الساهر، وائل كفوري وعبير نعمة

رؤيا نيوز

timeمنذ 9 ساعات

  • رؤيا نيوز

ليالي عمان' تعود بحلّة استثنائية تجمع كاظم الساهر، وائل كفوري وعبير نعمة

تستعد شركة 165 Entertainment لإطلاق نسخة جديدة من الحدث الفني الأبرز في العاصمة الأردنية، 'ليالي عمان'، والذي يعود هذا العام ليقدّم لجمهور الطرب الأصيل أمسيتين استثنائيتين في أرض المعارض – عمان، وسط أجواء موسيقية راقية ومعايير تنظيمية تضاهي أضخم المهرجانات العالمية. وتنطلق أولى الليالي يوم الخميس 14 أغسطس 2025 مع قيصر الغناء العربي كاظم الساهر، الذي سيحيي أمسية شاعرية تجمع بين روائع الموسيقى والكلمة الراقية. وفي الليلة التالية، الجمعة 15 أغسطس 2025، يلتقي عشاق الفن العربي بنجم الإحساس وائل كفوري والفنانة المتميزة عبير نعمة، في سهرة طربية حالمة تمزج بين الأصالة والرومانسية. ويعد هذا الحدث الفني محطة بارزة على أجندة الترفيه في الأردن والمنطقة، حيث يجمع الزوار من مختلف الدول للاستمتاع بليلتين من الفن الراقي، في إطار تجربة متكاملة تعكس الضيافة الأردنية الأصيلة وتقدم مستوى عالمي من التنظيم والخدمات. وفي تصريح له عن هذا الحدث، أكد مدير عام هيئة تنشيط السياحة، الدكتور عبد الرزاق عربيات، أن: 'ليالي عمان تمثل نموذجًا حيًا على تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص في دعم السياحة الثقافية الفنية ، وتقديم فعاليات نوعية تعكس صورة الأردن الحديثة والمضيافة. واضاف نحن في الهيئة نؤمن بأهمية الفنون كرافد رئيسي للحركة السياحية، ونسعد بشراكتنا مع شركة 165 Entertainment في إنجاح هذا الحدث المميز، الذي بات يستقطب جمهورًا عربيًا واسعًا ويضع عمّان على خارطة أهم المهرجانات الفنية في المنطقة.' من جانبها أكدت السيدة هنا زريقات، الرئيس التنفيذي لشركة 165 Entertainment، أن: ليالي عمان تأتي انطلاقًا من رسالتنا في إثراء المشهد الفني في الأردن والمنطقة، وتقديم محتوى موسيقي راقٍ يليق بجمهورنا، ويعزز من مكانة المملكة كوجهة رائدة للسياحة الثقافية والفنية في الشرق الأوسط.' وقد شهدت تذاكر الحفلين نفادًا كاملًا خلال فترة قياسية، في دليل واضح على شغف الجمهور الأردني والعربي بالفن الراقي، والتوقعات الكبيرة المحيطة بهذه الليالي المميزة. ليالي عمان تأتيكم بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي هيئة تنشيط السياحة، والرعاة الرسميين البنك العربي وشركة زين، وبتنظيم من 165 Entertainment.

ليث حسام العمايرة ... مبارك النجاح بالتوجيهي بمعدل 96 علمي
ليث حسام العمايرة ... مبارك النجاح بالتوجيهي بمعدل 96 علمي

الرأي

timeمنذ 9 ساعات

  • الرأي

ليث حسام العمايرة ... مبارك النجاح بالتوجيهي بمعدل 96 علمي

يتقدم المهندس حسام علي العمايرة وعقيلته المربية الفاضلة المديرة ماجدة سليمان عشا بأسمى آيات التهنة والتبريكات من ابنهم ليث بمناسبة نجاحه بالثانوية العامة التخصص العلمي بمعدل 96 متمنين لهه مزيدا من التقدم والنجاح والازدهار في حياته المهنية والعملية ، وعقبال الشهادة الجامعية يارب.

إعلان أسماء أوائل 'التوجيهي'.. جود الصفدي الأولى على المملكة بمعدل 99.75%
إعلان أسماء أوائل 'التوجيهي'.. جود الصفدي الأولى على المملكة بمعدل 99.75%

رؤيا نيوز

timeمنذ 11 ساعات

  • رؤيا نيوز

إعلان أسماء أوائل 'التوجيهي'.. جود الصفدي الأولى على المملكة بمعدل 99.75%

أعلن مدير الامتحانات في وزارة التربية والتعليم محمد شحادة اليوم الخميس، نسبة النجاح في امتحان الثانوية العامة التوجيهي لعام 2025 والبالغة 62.5%. وتاليا اسماء اوائل المملكة في التوجيهي: الفرع العلمي: – جود صفوان الصفدي 99.75% / مدارس الملك عبدالله للتميز – عبدالله سامي أبو عمر 99.6% / مدارس الملك عبدالله – سيرين حسني الطعاني 99.55% / بيت راس الثانوية الشاملة – عبدالله منصور الصرايرة 99.5% – لينا محمود حسن الحاج 99.4% – لمار خرمة 99.4% – لارا أحمد الجراح / المزار الثانوية الشاملة 99.35% – أحمد بيان جميل محمود 99.3% – أيهم نزيه أبو الشيخ 99.25% – زيد أنس محمود أبو شيخة 99.25% * الفرع الأدبي: – فرح الفقيه 99.25% – أمامة ابراهيم جبريل 99.15% – يونس محمد يوسف ريان 99.15% – يارا رائد سامي حسنين 99.1% – راما منذر كفافنة 98.95% – سارة محمود عبدالرحمن محمد 98.95% – مي حسان الزعيم 98.8% – رؤى سفيان عايد دعيس 98.8% – سمر موفق مفلح المفلح 98.8% – تسنيم محمد طلب 98.8%

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store