logo

فوضى بودكاست الجماهير.. حين يصبح المايكرفون فخاً قانونياً للمشجعين

عكاظمنذ 4 أيام

تابعوا عكاظ على
في وقت باتت فيه المنصات الرقمية نافذة كبرى للرأي والتأثير، شهدت ساحة البودكاست الرياضي في السعودية انفلاتاً غير مسبوق، حيث تحوّلت بعض الحلقات إلى ساحات شتائم، وفضاء للاتهامات، وعروض انفعالية، لا تنتمي للإعلام بصلة، وإنما تعكس حالة جماهيرية مشحونة تُبث بلا سقف ولا وعي.
التحقيق الذي نجريه اليوم لا يستهدف المنصات بحد ذاتها، بل يسلّط الضوء على ممارسات خطيرة يقودها بعض «مذيعي البودكاست» من غير الإعلاميين، ممن اتخذوا من انتماءاتهم الرياضية منابر للانتقاد اللاذع، والتجريح، بل والتشهير، مستغلين جماهير لا تُدرك أن ما يُقال في جلسات الأصدقاء، ليس هو ما يُقبل قانونياً في فضاء عام يُعد منبراً إعلامياً رسمياً.
آخر هذه الوقائع كانت حين خرج أحد المشجعين في بودكاست رياضي، ووجّه عبارات جارحة إلى لاعبي نادي النصر، وهو ما دفع الإدارة القانونية بالنادي إلى تقديم شكوى رسمية للجهات المختصة، باعتبار ما قيل تجاوزاً قانونياً يُصنَّف كتشهير وإساءة علنية.
المايكرفون ليس ديوانية
المحامي سلمان الرمالي يحذر قائلاً: «ما لا يعلمه كثير من الجماهير أن القانون لا يفرِّق بين منصة إعلامية تقليدية أو رقمية، فمجرد النشر العلني يُرتب مسؤولية. من يتحدث في بودكاست يُحاسب كما يُحاسب الصحفي في صحيفة يومية. المشكلة أن بعض المنتجين يغررون بضيوفهم، فيُسهمون في وقوعهم بمصيدة قانونية دون حماية».
انحراف تربوي
أما الخبير التربوي حمدان التومي، فيشير إلى أن «جيل الناشئة يتأثر بشكل خطير بمحتوى هذه البودكاستات، حيث يتعلّم أن السخرية والصوت العالي والتجريح هو السبيل لنيل الشهرة. هذا انحراف تربوي خطير يجب أن تواجهه الأسر والمؤسسات التعليمية بالتوعية، وبالمطالبة بالضبط التنظيمي».
منتجون بلا ميثاق
من جانبه، يؤكد خبير الاتصال الرقمي عواد الشمري أن «غياب الحوكمة الإعلامية من قبل هيئة تنظيم الإعلام سمح بتكاثر بودكاستات المشجعين الذين لم يتلقوا تدريباً مهنياً، ولا يدركون مفاهيم المسؤولية التحريرية. فبينما يجب أن تكون هذه البرامج أدوات توعية، تحوّلت إلى أدوات تحريض وتحطيم».
ويضيف: «ما نراه الآن هو فوضى يقودها هواة، لا إعلاميون، يُنتجون حلقات بهدف كسب التفاعل لا بناء الرأي، وغالباً ما يُستخدم المشجع كأداة لتفريغ غضبهم من نتائج المباريات».
الوعي المهني
إن استمرار هذه الفوضى، دون تدخل تنظيمي من هيئة الإعلام أو الجهات المختصة، يفتح الباب لانتهاكات أكبر، ويضع النشء في دائرة الخطر القيمي والقانوني.
لا بد من إصدار مدونة سلوك ملزمة للبودكاست الرياضي، تتضمن معايير للنشر، وضوابط لاستضافة الجماهير، ومساءلة قانونية للمنتجين والمذيعين الذين لا يملكون الحد الأدنى من الوعي المهني.
«البودكاست» منصة لها أثر، لكنها ليست ساحة معركة مفتوحة.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضبط 14987 مخالفًا للإقامة والعمل وأمن الحدود
ضبط 14987 مخالفًا للإقامة والعمل وأمن الحدود

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

ضبط 14987 مخالفًا للإقامة والعمل وأمن الحدود

أسفرت الحملات الميدانية المشتركة لمتابعة وضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود، التي تمت في مناطق المملكة كافة، للفترة من 10 حتى 16 / 11 / 1446هـ، الموافق 8 حتى 14 / 5 / 2025م عن: إجمالي المخالفين الذين تم ضبطهم بالحملات الميدانية الأمنية المشتركة في مناطق المملكة كافة (14987) مخالفًا، منهم (9212) مخالفًا لنظام الإقامة، و(3502) مخالفٍ لنظام أمن الحدود، و(1873) مخالفًا لنظام العمل، وبلغ إجمالي من تم ضبطهم خلال محاولتهم عبور الحدود إلى داخل المملكة (1268) شخصًا (35 %) منهم يمنيو الجنسية، و(62 %) إثيوبيو الجنسية، و(03 %) جنسيات أخرى، كما تم ضبط (49) شخصًا لمحاولتهم عبور الحدود إلى خارج المملكة بطريقة غير نظامية، وتم ضبط (23) متورطـًا في نقل وإيواء وتشغيل مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود والتستر عليهم، كذلك بلغ إجمالي من يتم إخضاعهم حاليًا لإجراءات تنفيذ الأنظمة (23318) وافدًا مخالفًا، منهم (22263) رجلًا، و(1055) امرأة، وتم إحالة (17567) مخالفًا لبعثاتهم الدبلوماسية للحصول على وثائق سفر، وإحالة (1349) مخالفًا لاستكمال حجوزات سفرهم، وترحيل (11763) مخالفًا. وأكدت وزارة الداخلية أن كل من يسهل دخول مخالفي نظام أمن الحدود للمملكة أو نقلهم داخلها أو يوفر لهم المأوى أو يقدم لهم أي مساعدة أو خدمة بأي شكل من الأشكال، يعرض نفسه لعقوبات تصل إلى الوزير الراجحي خلال افتتاح المعرض الدولي للقطاع غير الربحي «إينا» السجن مدة 15 سنة، وغرامة مالية تصل إلى مليون ريال، ومصادرة وسيلة النقل والسكن المستخدم للإيواء، إضافة إلى التشهير به، وأوضحت أن هذه الجريمة تعد من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، والمخلة بالشرف والأمانة، حاثة على الإبلاغ عن أي حالات مخالفة على الرقم (911) بمناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية، و(999) و(996) في بقية مناطق المملكة.

حينما تنطـق العراقــة
حينما تنطـق العراقــة

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

حينما تنطـق العراقــة

الخيل.. القهوة.. الدرعية.. فخر واعتزاز.. في مشهد تاريخي اتجهت أنظار العالم نحوه بترقب: ماذا سيحدث في العالم؟ ترقب سياسي واقتصادي بين قوى تسعى لإدارة الحياة الإنسانية، وتنميتها على وجه الأرض.. نطق مشهد آخر يحكي قوة وحضارة، متباهيًا بالثقافة العريقة.. مشهد قصير جمع تفاصيله صورتان؛ ماضٍ عريق ومستقبل مزهر.. إنها السعودية العظمى.. أصالة ومجد قرون دوّن حضارتها التاريخ.. ففي استضافة المملكة العربية السعودية للزيارة الأولى لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية بعد توليه منصب الرئاسة، كان الاستقبال بأبهى صورة، تحكي ذوقًا رفيعًا.. وعمقًا أصيلًا.. صورة تتباهى بدقة تفاصيل الحضارة، لتكشف للعالم أن القوة تكون بعمق الجذور وتأصلها.. والفخر بها.. ومواكبة التقدم والنمو المتسارع الذي يعيشه العالم.. حكت صورة الاستقبال للعالم كله أننا أبناء اليوم بقلوب الأمس.. فقوتنا تنبض من أعماقنا.. من مجدنا الذي أصّل جذوره مؤسسو دولتنا العظيمة.. فأين للبصر أن يسرح في صورة حيّة جمعت بين البساطة، والعراقة، والاعتزاز، والفخر! فالقوة بالخيل العربية التي رافقت الموكب.. تخطف القلوب بجمالها وأناقتها التي تبطن قوة أقامت مجدًا.. والسجادة التي امتدت لهم ترحيبًا.. تنشر عبق الخزامى من أرض السعودية.. وقد أبت أن تكون صورة منسوخة من أعراف العالم.. ولأن كرم الحفاوة والضيافة له أعرافه العريقة، وإرثه الثقافي الذي نما مع الأجيال، وتأصل فيهم كانت القهوة السعودية في استقبال الضيوف، بنكهتها الخاصة، ورائحة الهيل الذي يفوح من فنجانها.. لتكشف عادات وتقاليد أصيلة في إكرام الضيف منذ أن يطأ بقدمه الدار.. واستقبال بالزي السعودي الناطق بأدق التفاصيل السعودية، وبالنظام (البروتوكول) في الديوان الملكي؛ إذ لكل يوم من أيام الأسبوع لون (مشلح) خاص، فكانت الصورة أن اللون الأسود هو اللون الرسمي ليوم الثلاثاء. ويكتمل المشهد باستقبال ولي العهد للرئيس الأمريكي في الدرعية، باللباس السعودي دون رسمية مكلفة، وترحيب شعبي يؤكد على قيمة الثقافة والترويح عن النفس لدى المجتمع السعودي منذ القِدم. وباحت الرحلة البسيطة بين جدران التاريخ بأن دولتنا كانت وما تزال ذات قوة ومجد يوقد المهابة والعزّ كلما توجهت الأنظار إليه.. ولم يكتفِ المشهد بالاعتزاز بالوطن وجذوره فقط، بل امتد إلى العروبة بأن كانت كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- باللغة العربية.. هويتنا الإسلامية.. ليقول للعالم إننا دولة قوية تعتز بعروبتها فهي من العرب وقوة للعرب.. لقد استطاع هذا المشهد أن يصور لمحة عميقة عن هوية المملكة وحضارتها، وصورة من ثقافتها التي هي من مقومات جودة حياتها، وأنها وجهة سياحية لكل أقطاب العالم، ويخبر العالم رؤيتها بأن المملكة العربية السعودية قوية بعمقها العربي والإسلامي، وأنها قوة استثمارية رائدة، ومحور يربط قارات العالم.

زيارة ترمب والتخطيط الاستراتيجي
زيارة ترمب والتخطيط الاستراتيجي

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

زيارة ترمب والتخطيط الاستراتيجي

استوقفني، كما استوقف العالم، تفاصيل الترتيبات رفيعة المستوى التي قدمتها المملكة العربية السعودية خلال مراسم استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكممارسة شغوفة بمفاهيم الجودة، لم أرَ هذه الزيارة حدثاً دبلوماسياً عابراً، بل شكّلت نموذجاً حياً لحدث غير اعتيادي، بُني على استراتيجية دقيقة، تجسدت فيها مفاهيم القيادة الفذّة، والجاهزية العالية، والتميّز المؤسسي، حيث اتسمت مراسم الاستقبال بالدقة والانضباط، مما يعكس فهماً عميقاً لأهمية التخطيط الاستراتيجي في إنجاح الملتقيات الرسمية. ومن خلال استعراض مجريات الزيارة، يمكن الوقوف على عدد من المحاور التي تبرهن على أن الجودة لم تكن غائبة، بل كانت حاضرة في كل المراحل؛ حيث تعزيز الهوية الوطنية وبناء الصورة الذهنية، فمن أبرز معالم هذه الزيارة الفريدة، ما رافقها من تجسيد للهوية الثقافية السعودية، حيث كان الموكب المهيب للخيول العربية والفرسان مشهداً بصرياً يعكس القوة والانضباط، كما رمز سجاد الخُزامى إلى التفرّد والخصوصية الثقافية. وقد أُدرج ضمن برنامج الزيارة التوجّه إلى المواقع التراثية في الدرعية، مما يعكس الالتزام بالهوية والرموز الوطنية، وهو ما يُعد من أبرز ممارسات الجودة في الاتصال المؤسسي. كذلك التواصل الذكي والوعي بالجمهور؛ فمن أبرز ما لفت الانتباه هو استخدام أشهر الأغاني المرتبطة بالحملات الانتخابية لترمب، وهي أغنية «YMCA». هذا الاستخدام لم يكن اعتباطياً، بل يعكس فهماً دقيقاً لمبدأ «معرفة الجمهور»، وهو من مبادئ الجودة الأساسية في الاتصال. فالأغنية تحمل إيقاعاً واسع الانتشار، يسهم في تحفيز التفاعل الجماهيري، مما يعزز من تجربة الحضور، بنفس الطريقة التي تحققها الجودة في رضا العميل. وعلى وتيرة هذا الحس التفاعلي، ضمّت قائمة الضيافة التي قُدّمت للرئيس الأميركي عربة طعام من سلسلة ماكدونالدز، في خطوة رمزية تُدرك أبعاد الذوق الشخصي للضيف، مما يعكس قدرة عالية على تجاوز التوقعات، وهي عناصر حيوية في إدارة الجودة. أما مخرجات الزيارة وقياس الأثر؛ فلم تكن مخرجات الزيارة محصورة في الجانب البروتوكولي، بل امتدت إلى تحقيق أثر فعلي واضح على المستويين الوطني والدولي، ومن أبرز هذه المخرجات، تعزيز الشراكات الاقتصادية من خلال المنتدى الاستثماري الذي أُقيم على هامش الزيارة، حيث جرى توقيع العديد من الاتفاقيات الكبرى التي تدعم رؤية المملكة 2030. وكذلك استثمار الحدث كفرصة سياسية وإنسانية، من خلال المساهمة في جهود فك الحصار عن سوريا الشقيقة، ما يعكس أبعاداً إنسانية متقدمة للدبلوماسية السعودية. كذلك تعزيز العلاقات الدولية عبر تنسيق نوعي وفعّال يُبرز جاهزية المملكة كمركز محوري للقرار والتأثير. ثم التحسين المستمر وبناء المقارنات المرجعية؛ إذ لا تنتهي قيمة هذه الزيارة بختام مراسيمها، بل تُعد مرجعاً للممارسات المثلى، وتفتح المجال أمام تحليل الأداء وتطبيق مبدأ التحسين المستمر. لقد كانت زيارة ترمب للمملكة أكثر من مجرد مناسبة سياسية؛ لقد كانت منظومة متكاملة لممارسات الجودة الإدارية والتخطيط الاستراتيجي، جسّدت فيها المملكة رؤيتها الطموحة ورسالتها السامية وقدرتها على التنظيم الفعّال وصناعة التأثير. ونحمد المولى على نعمة هذا الوطن العظيم، ونفخر بقيادته الرشيدة التي جعلت من الجودة منهجاً راسخاً، ومن التميّز سمةً مؤسسية. *وكيل عمادة التطوير والجودة بجامعة الملك سعود

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store