هاني الخصاونة الوطني الحُرّ والعروبي الفذّ
تجنبتُ في السَّنوات القليلة الماضية الكتابة عن العروبي هاني الخصاونة لاعتبارات متعدده يمكن فهمها بوعي وحسن تقدير للظرف الماثل آنذاك؛ تلك الشَّخصيّة الوطنيّة الباسقة في حزمها وعزمها، والنَّاقدة الواعية لمضامين الخلل دون إسفاف أو إجحاف، والمتمسكة بحماية الأجندة الوطنيّة كمسار آمن؛ لتحقيق الأماني القوميّة، وتطلعات الأمة في الوحدة، ودون أن يُقارف خطيئة سياسية بحق الوطن كان قد استمرأها الكثير من دُعاة المدّ القومي.
عرفتُ هاني الخصاونة في مطلع التّسعينات، وكنتُ وقتها شاباً في مطلع عقدي الثَّاني، ومتحمساً في الدفاع عظمة الدولة الأردنيّة، وقدسية هويتها التي سارعت بالانحياز لقدر الأمة دون تبعية، وبقرار حرّ تجلّى فيه شرف الحكم الشَّريف المُمتزج بنبل الأردنيين دون مُقامرة أو تجارة، وبقرار مستقل دون ان يُلزمنا به أحد، أو تُكرهنا بنقيضه جهة، وكان الخصاونة يجمع بين الحرص الوطني والأمل القومي بخطاب شجاع ورصين.
في لقائي الأول به في مكتبه - وكي أكون صريحاً وصادقاً وواثقاً - أثار حضوره الطاغي المُهيب المُتشابك ببذلته الأنيقة، ونظارته السوداء، وربما سيجاره المُقترن بثراء فاحش ظننته "وقتذاك"، ووجومهِ الذي لا يخلو من الابتسامة أحياناً، وجرأته في التَّعبير عن قناعاته؛ أقول: كل ذلك أثار فضولي للبحث عن نواياه، وسجاياه، وكان انحيازه مع الخبز والشَّاي الأردني ذات غدر، وحيث أمر كان الوطن فيه أحوج ما يكون إلى شرف الرِّجال !
بين مرقد عرار وأيدون مرمى حجر تُسمع فيها الحداء للأرض والعرض، وتجليات الوفاء للتُّراب وقدسيَّة الهويّة، وأريحية الأمس حيث البُناة الأوائل، وما بين كفر سوم وأيدون نجيعُ دم مُخضّب بالشَّرف بأن فلسطين لن تهنأ حياتنا بدونها، وما بين عمان وبغداد ودمشق زيتونٌ ونخلٌ وشرف لا ينقضي، وهكذا كان الخصاونة في سرّهِ وسريرته وإعلانه مذ ان عرفناه، وألفناه، اسرنا بطيب معشره ونبل نواياه.
الخصاونة "الزعيم" الذي خدم في كنف الحسين الباني "طيّب الله ثراه" في ظرفٍ دقيق، وأنجب رئيساً عاقر لغة الضادِ أدباً ونحواً وصرفاً، ونهل من الثقافات واللغات الأخرى نصيباً وافراً، وما قارف فساداً يُبعدنا عنه بل ما زال يعيش في بيت أبيه بارّاً ومُدركاً لفضله بعد الله، وما ألقى على قلوبنا مظنة في وطنيته، وجاب كأبيه بلاد الدنيا خدمة للوطن.
هاني الخصاونة رجل الدَّولة الرَّزين الذي أكرمني بشهادة ربما لم ارتقِ بعد لمضامينها الأصيلة، ونبل أثرها، وطوّق عنقي بدين الرِّجال الذي أسأل الله أن يمنحني قوة المنكبين لأقوى على حمله بوفاء، داعياً الله تعالى بأن يكلأه بعين رعايته، وشفائه العاجل، وأن يحفظ الأردن الحبيب وشعبه الأصيل وقيادته المُظفّرة من كلِّ سوء.
وكلُّ عامٍ وأنتم بخير

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
كتلة "إرادة والوطني الإسلامي" تهنئ جلالة الملك بمناسبة عيد الجلوس الملكي
عمان - الدستور تتقدم كتلة "إرادة والوطني الإسلامي" برئاسة النائب الدكتور خميس عطية وأعضاء الكتلة بأسمى آيات التهنئة والتبريك إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، والأسرة الهاشمية الكريمة، وإلى أبناء وبنات الشعب الأردني الوفي، بمناسبة عيد الجلوس الملكي، الذي يصادف في التاسع من حزيران من كل عام. وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة، تستذكر الكتلة بكل فخر واعتزاز مسيرة بناء الأردن الحديث، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، منذ توليه سلطاته الدستورية، حيث أرست رؤيته الحكيمة دعائم العدالة والمساواة وسيادة القانون، ورسخت مكانة الأردن إقليميًا ودوليًا، وكرّست قيم الحرية والإصلاح والمواطنة والحداثة. وأكدت الكتلة التزامها الثابت بالوقوف خلف القيادة الهاشمية المظفّرة، والعمل جنبًا إلى جنب مع أبناء الوطن كافة لحماية أمن الأردن واستقراره، وتعزيز وحدته، والنهوض به في شتى الميادين. وختمت الكتلة بيانها بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ جلالة الملك، وأن يديم على الأردن نعمة الأمن والأمان والازدهار، مجددة العهد والوفاء والانتماء لتراب هذا الوطن العزيز، والحرص على صون مكتسباته ودحر كل من يحاول النيل منه.

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
الملك عبدالله الثاني .. 26 عاماً من القيادة والحكمة والبناء
في التاسع من حزيران من كل عام، يحتفل الأردنيون بذكرى عيد الجلوس الملكي، اليوم الذي اعتلى فيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عرش المملكة الأردنية الهاشمية عام 1999، ليبدأ مرحلة جديدة من البناء والتحديث بقيادة هاشمية راسخة الجذور، تستند إلى الإرث الهاشمي العريق، وتمتاز بالحكمة والرؤية المستقبلية. ستة وعشرون عاماً من العطاء والعمل المتواصل، رسّخ خلالها جلالة الملك مكانة الأردن كدولة فاعلة في محيطيها العربي والدولي، واستطاع بحنكته السياسية وواقعيته في التعامل مع التحديات أن يقود المملكة بثبات خلال مراحل دقيقة وظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد. ففي المجال السياسي، عزز جلالة الملك نهج الانفتاح والحوار والإصلاح ودعم مسيرة الديمقراطية والحريات الإعلامية،والمنظومة السياسية بما يكفل مشاركة أوسع للمواطنين في صنع القرار، ومواكبة لتطلعات الأجيال الشابة. وفي المجال الاقتصادي، سعى جلالته لخلق بيئة استثمارية جاذبة، وتنمية المحافظات، وتعزيز الاعتماد على الذات، وتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي، خاصة في ظل ما شهده الأردن من أزمات اقتصادية وتبعات اللجوء الإقليمي. أما على الصعيد الاجتماعي، فكان جلالة الملك حريصاً على تمكين الإنسان الأردني، وخاصة "الشباب والمرأة وذوي الإعاقة"، باعتبارهم ركائز التنمية والتغيي، كما أولى التعليم والتكنولوجيا والابتكار عناية كبيرة، ووجّه باستمرار لتحديث مناهج التعليم، وتحفيز الإبداع في بيئة مدرسية وجامعية متطورة. إقليمياً، ظل جلالة الملك صوت العقل والاعتدال، ومدافعاً عن السلام العادل، وحاملاً لواء القضية الفلسطينية في كل المنابر، ورافضاً لكل محاولات فرض الحلول الأحادية. كما حافظ الأردن في عهده على دوره الإنساني من خلال استضافة ملايين اللاجئين، وتقديم الدعم الإغاثي والطبي للدول الشقيقة. ففي عيد جلوسه على العرش السادس والعشرين، يقف الأردنيون بفخر خلف قائدهم، مجددين العهد والوفاء، مؤمنين بأن مستقبل الأردن سيكون أكثر إشراقاً في ظل القيادة الهاشمية. حفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظمين حفظهما الله و رعاهما ، وبارك في مساعيهما، وأدام عز الأردن ورايته خفاقة بين الأمم.

سرايا الإخبارية
منذ 4 ساعات
- سرايا الإخبارية
الزميل هاشم الخالدي يهنئ العميد أنور محمود الخالدي بمناسبة الترفيع
سرايا - يتقدم الأستاذ هاشم الخالدي الرئيس التنفيذي لموقع "سرايا" الإخباري بأصدق مشاعر التهنئة والتبريك إلى ابن العم العميد أنور محمود الخالدي؛ بمناسبة صدور قرار ترفيعه إلى رتبة عميد في الجيش العربي. متمنياً له دوام التوفيق والنجاح في مسيرته العسكرية، وأن يبارك الله له هذه الثقة، وأن يجعلها خطوة نحو مزيد من العطاء والتميّز في خدمة الوطن والمواطن، تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.