logo
الهزيني يكتب لـ le12. الإدماج الرقمي: من الحق في الاتصال إلى رافعة للتنمية العادلة

الهزيني يكتب لـ le12. الإدماج الرقمي: من الحق في الاتصال إلى رافعة للتنمية العادلة

LE12٢١-٠٤-٢٠٢٥

video.video-ad {
transform: translateZ(0);
-webkit-transform: translateZ(0);
}
أما في العالم العربي فيبرز المغرب كنموذج صاعد في تبني الإدماج الرقمي، كرافعة للتنمية المستدامة فقد سجلت المملكة خلال العقد الأخير تطورا متسارعا في نسب تغطية الإنترنت حيث ارتفعت نسبة الولوج إلى الإنترنت إلى أكثر من أربعة وثمانين في المائة سنة ألفين وثلاثة وعشرين بفضل توسع شبكات الجيل الرابع واعتماد الساكنة على الهواتف الذكية في التصفح والاستعمال.
* الهزيتي محمد انوار
في عالم يتغير بوتيرة غير مسبوقة أصبحت الرقمنة ليست فقط خيارا تقنيا أو امتيازا خاصا بالنخب، بل تحولت إلى ركيزة من ركائز بناء المجتمعات الحديثة وإحدى المفاتيح الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية الشاملة فلم يعد النقاش العالمي حول الرقمنة مقتصرا على الابتكار والذكاء الاصطناعي فقط، بل توسع ليشمل قضية مركزية وهي كيف نضمن ألا يبقى أحد خارج التحول الرقمي الذي يشهده العالم اليوم والذي بات يشكل نمطا جديدا في التفكير والتنظيم والعيش.
الإدماج الرقمي لم يعد مفهوما تقنيا محضًا، بل أصبح يمثل حقا من
تشير آخر الإحصائيات الدولية إلى أن أكثر من ثلث سكان العالم لا يتوفرون على اتصال منتظم بشبكة الإنترنت ويعيشون خارج المنظومة الرقمية الكونية ويعود ذلك إلى أسباب بنيوية ومعقدة تجمع بين الفقر وضعف البنية التحتية وغياب المهارات والأمية الرقمية والتفاوتات بين المناطق والطبقات والفئات الاجتماعية ففي كثير من الدول النامية لا تزال تكلفة الاشتراك في الإنترنت تمثل نسبة كبيرة من الدخل الشهري مما يجعل التكنولوجيا حكرا على الفئات المتوسطة والعليا كما أن الفجوة الجغرافية بين المدن الكبرى والمناطق النائية لا تزال واسعة سواء من حيث التغطية أو الجودة أو السرعة.
وعلاوة على العوامل المادية توجد عوائق ذات طابع ثقافي واجتماعي تقف عائقا أمام تعميم الرقمنة في عدد من السياقات خاصة لدى النساء وكبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمجموعات الهشة حيث تتقاطع التمثلات المحافظة والأدوار التقليدية والمحددات اللغوية والتعليمية في حرمان شرائح واسعة من الولوج الحقيقي للعالم الرقمي حتى وإن كانت الوسائل متوفرة فيزيائيا.
ورغم التحديات فقد شهد العالم تجارب ناجحة تعكس كيف يمكن للإرادة السياسية المقرونة بالابتكار أن تحدث تحولا نوعيا في الإدماج الرقمي ففي الهند ساهم برنامج الهوية الرقمية 'آدهار' في إدماج ملايين المواطنين في المنظومة الإدارية والخدماتية للدولة كما ساعد في إيصال الدعم الاجتماعي مباشرة إلى المستفيدين وتقليص الفساد وفي كينيا أحدث نظام M-Pesa ثورة في الإدماج المالي من خلال استعمال الهواتف المحمولة في المعاملات المالية وهو ما مكّن شرائح واسعة من تجاوز البيروقراطية البنكية والمشاركة في الاقتصاد المحلي وفي أوروبا تبقى إستونيا مثالا رائدا في تحويل كامل خدمات الدولة إلى صيغة رقمية ما منح المواطنين أدوات فعالة وشفافة للتعامل مع الإدارة والشأن العام.
أما في العالم العربي فيبرز المغرب كنموذج صاعد في تبني الرقمنة كرافعة للتنمية المستدامة فقد سجلت المملكة خلال العقد الأخير تطورا متسارعا في نسب تغطية الإنترنت حيث ارتفعت نسبة الولوج إلى الإنترنت إلى أكثر من أربعة وثمانين في المائة سنة ألفين وثلاثة وعشرين بفضل توسع شبكات الجيل الرابع واعتماد الساكنة على الهواتف الذكية في التصفح والاستعمال.
كما أطلقت الحكومة المغربية استراتيجية وطنية طموحة تحت عنوان المغرب الرقمي ألفين وثلاثين تهدف إلى خلق آلاف مناصب الشغل وتحقيق مساهمة نوعية في الناتج المحلي من خلال تطوير الاقتصاد الرقمي وتحسين الخدمات العمومية وتوسيع الولوج إلى البنية الرقمية على المستوى الترابي والاجتماعي.
تتضمن هذه الاستراتيجية محاور متعددة من بينها رقمنة الخدمات الإدارية وتحديث المنظومة التربوية عبر مشاريع مثل DigiSchool ومواكبة المقاولات الصغرى والمتوسطة في تحولها الرقمي من خلال مبادرات مثل DigiTPME وإطلاق منصات موجهة لفئات خاصة مثل الأشخاص في وضعية إعاقة إضافة إلى تعزيز البنية التحتية بفضل توسيع شبكات الألياف البصرية وخدمات النطاق العريض وتعميم نقط التبادل المحلية لحركة الإنترنت لتحسين السيادة الرقمية وتخفيض التكلفة.
ورغم هذا الزخم لا تزال التحديات قائمة بقوة خاصة على مستوى العدالة المجالية حيث تعاني العديد من المناطق القروية والجبيلة من ضعف التغطية أو غيابها وتسجيل نسب ولوج أقل بكثير من المعدل الوطني كما تشير الدراسات إلى أن التفاوتات بين الجنسين في استعمال الإنترنت لا تزال قائمة إذ تسجل النساء نسب استخدام أدنى مقارنة بالرجال بسبب عوامل ثقافية واقتصادية وتعليمية ويتضح كذلك أن كبار السن يشكلون فئة مهمشة رقميا مع ضعف كبير في المهارات الرقمية لديهم وغياب برامج مستهدفة لتكوينهم وتمكينهم.
في هذا السياق تبرز أهمية المجهودات التي تبذلها الدولة والمؤسسات الوطنية لتجاوز هذه التحديات إذ أوصى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بضرورة إدماج الرقمنة في قلب السياسات العمومية باعتبارها رافعة للعدالة الاجتماعية والتنمية المجالية كما دعا إلى تعزيز الأمن السيبراني وتحديث الإطار القانوني المتعلق بحماية البيانات الشخصية وإرساء بنية تحتية متينة للمعطيات الرقمية وإنشاء مراكز بيانات محلية تضمن سيادة الدولة على معلوماتها وحمايتها من المخاطر الخارجية.
من جهته شدد المجلس الأعلى للحسابات على ضرورة تحسين حكامة مشاريع الرقمنة واعتماد منطق تكاملي في تدبير نظم المعلومات الحكومية والقطع مع المقاربات القطاعية المنعزلة كما أوصى بتسريع تعميم التشغيل البيني بين الإدارات وتشجيع استعمال الوسائل التكنولوجية في تقديم الخدمات العمومية وتحسين علاقتها بالمواطنين مع ضرورة العمل على تقليص الفجوة الرقمية من خلال برامج تكوينية ودعم ولوج الأسر الفقيرة إلى الإنترنت والأجهزة الذكية.
وعلى المستوى الدولي ما فتئت منظمات مثل البنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تدعو إلى الاستثمار في الكفاءات الرقمية وتطوير منظومة الابتكار ودعم المقاولات الناشئة في المجال الرقمي من خلال تسهيلات مالية وتشجيع البحث العلمي وربط الجامعات بسوق الشغل الرقمي كما تدعو هذه المؤسسات إلى تبني حكامة رقمية شاملة تحقق الشفافية وتضمن الحماية وتحفز مشاركة المواطنين في اتخاذ القرار.
ختاما يمكن القول إن
* خبير في التنمية الترابية. عضو المعهد الدولي للعلوم الإدارية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'OpenAI' تفاجئ الجميع: نهاية مشروع الربح ومسار جديد للمستخدمين
'OpenAI' تفاجئ الجميع: نهاية مشروع الربح ومسار جديد للمستخدمين

LE12

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • LE12

'OpenAI' تفاجئ الجميع: نهاية مشروع الربح ومسار جديد للمستخدمين

{ transform: translateZ(0); -webkit-transform: translateZ(0); } في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة 'OpenAI' تخليها عن خطتها للتحول إلى ويأتي هذا القرار بعد ضغوط وانتقادات من شخصيات بارزة، بما في ذلك المؤسس المشارك إيلون ماسك، ومسؤولين حكوميين، وأكاديميين في مجال الذكاء الاصطناعي، الذين أعربوا عن مخاوفهم من أن التحول إلى وتتضمن هذه الخطوة الجديدة تحويل الشركة التابعة الربحية الحالية، التي تعمل بنظام 'الربح المحدود'، إلى شركة منفعة عامة (Public Benefit Corporation) مع الحفاظ على إشراف مجلس الإدارة غير الربحي. يسمح هذا الترتيب للمستثمرين والموظفين بامتلاك حصص تقليدية، مع ضمان أن تظل قرارات الشركة متوافقة مع مهمتها الاجتماعية. وعلق الرئيس التنفيذي سام ألتمان على القرار قائلاً:' إن الهيكل الجديد يبسط الملكية والحوكمة، مع الحفاظ على التوازن بين الأهداف الربحية والمهمة الاجتماعية للشركة'. تحليل الخبراء: ويرى خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي أن هذا القرار يعكس التحديات التي تواجهها الشركات التقنية في موازنة الأهداف الربحية مع المسؤوليات الاجتماعية. بينما يتيح الهيكل الجديد لـ'OpenAI' جذب استثمارات كبيرة، فإنه يثير تساؤلات حول مدى التزام الشركة بمبادئها التأسيسية. يشير البعض إلى أن التحول إلى 'شركة منفعة عامة' قد يكون خطوة نحو تحقيق التوازن بين الربح والمصلحة العامة، في حين يحذر آخرون من أن هذا قد يؤدي إلى تآكل القيم الأساسية التي تأسست عليها الشركة.

بنسعيد: المغرب يعمل تحت قيادة جلالة الملك على دمقرطة الولوج إلى الثقافة
بنسعيد: المغرب يعمل تحت قيادة جلالة الملك على دمقرطة الولوج إلى الثقافة

LE12

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • LE12

بنسعيد: المغرب يعمل تحت قيادة جلالة الملك على دمقرطة الولوج إلى الثقافة

{ transform: translateZ(0); -webkit-transform: translateZ(0); } أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الاثنين بأبوظبي ، أن المغرب يعمل ، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،على وقال بنسعيد في جلسة وزارية حول موضوع 'تأثير الذكاء الاصطناعي على الثقافة والإبداع البشري'، نظمت في اطار في هذا السياق جدد السيد بنسعيد خلال الجلسة التي شارك فيها عدد من وزراء الثقافة من مختلف أنحاء العالم، التزام المغرب بوضع الثقافة في صلب مشروعه التنموي، مشددا على ضرورة اعتبار الذكاء الاصطناعي أداة في خدمة الإنسان. كما سلط الضوء على جهود المغرب لدمج الذكاء الاصطناعي في قطاعات استراتيجية مثل الثقافة والصناعات الثقافية والإبداعية، موضحا أن هذه التقنيات تتيح تثمين التراث التاريخي، وتعزيز الجاذبية السياحية والتعليمية للبلاد، وخلق فرص عمل جديدة للشباب. وأكد الوزير على أهمية اعتماد مقاربة استباقية لمواجهة تحديات التحول الرقمي، داعيا إلى مواصلة النقاش على المستوى الدولي حول حماية حقوق المؤلف في العصر الرقمي، من أجل مواكبة التطور التكنولوجي مع ضمان الحفاظ على حقوق المبدعين. يشار الى أن الحوار الوزاري للقمة الثقافية بابوظبي، ترأسه كل من السيد محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، و إرنستو أوتوني، المدير العام المساعد للثقافة في اليونسكو. وتجدر الإشارة إلى أن بنسعيد، بصفته رئيس المشاورات الإقليمية للدول العربية لمؤتمر موندياكولت 2025، شارك أيضاً في الاجتماع الثاني للمشاورات الإقليمية الذي عقد على هامش القمة. وتعد قمة أبوظبي الثقافية ، التي تنظم تحت شعار 'الثقافة لأجل الإنسانية وما بعد' ، بحضور عدد من قادة الفكر والفنانين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، منصة فكرية فريدة تجمع التخصصات المختلفة والآراء المتنوعة لاستكشاف تقاطعات الثقافة مع التكنولوجيا والحكامة العالمية، وتقدم برنامجا غنيا يتضمن جلسات حوارية رئيسية، ومناقشات فنية، وورش عمل تفاعلية بالإضافة إلى عروض ثقافية ومعارض متنوعة. وتهدف القمة ، التي تستمر الى غاية 29 ابريل الجاري إلى إعادة التفكير في المفهوم الإنساني، من خلال استكشاف كيف يمكن للثقافة أن تؤدي دورا جوهريا في تشكيل مستقبل عالمي مستدام وشامل. وتركز القمة على ثلاثة محاور رئيسية هي 'إعادة تشكيل المشهد الثقافي' الذي يناقش تأثير التحولات الرقمية والاقتصادية والجيوسياسية على تشكيل الهويات الثقافية واستكشاف دور الإبداع في توجيه المجتمعات نحو مستقبل أكثر توازنا.

تعزيز خصوصية المستخدمين.. ميزة جديدة تطرحها 'واتساب'
تعزيز خصوصية المستخدمين.. ميزة جديدة تطرحها 'واتساب'

LE12

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • LE12

تعزيز خصوصية المستخدمين.. ميزة جديدة تطرحها 'واتساب'

{ transform: translateZ(0); -webkit-transform: translateZ(0); } كشفت منصة المراسلة الفورية 'واتساب' عن ميزة جديدة تحمل اسم 'الخصوصية المتقدمة للدردشة'، والتي تهدف إلى تعزيز خصوصية المستخدمين، ومنع نقل محتوى المحادثات إلى خارج وأوضحت المنصة أن الميزة الجديدة تتيح للمستخدمين إمكانية منع الآخرين من تصدير سجل المحادثات أو تنزيل الصور ومقاطع الفيديو المرسلة تلقائيا، سواء في الدردشات الفردية أو الجماعية. وتمنع شركة 'ميتا'، مالكة منصة 'واتساب'، استخدام الرسائل ضمن محادثات واتساب لتغذية وقالت الشركة، في بيان، 'نرى أن هذه الميزة مثالية عند التحدث ضمن مجموعات لا يعرف فيها المستخدم كافة الأعضاء من قرب، وتتضمن محادثات حساسة بطبيعتها'. ونقل المصدر ذاته عن المتحدث الرسمي لـ'واتساب'، زيد السواح، قوله إن 'الميزة لا تمنع التقاط لقطات الشاشة أو التنزيل اليدوي للوسائط، لكنها تشكل النسخة الأولى من سلسلة مزايا خصوصية تعتزم الشركة تطويرها مستقبلا'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store