logo
المقاتلة الأميركية "إف-35" ونسختها الخاصة لإسرائيل

المقاتلة الأميركية "إف-35" ونسختها الخاصة لإسرائيل

جهينة نيوزمنذ 3 أيام

تاريخ النشر : 2025-06-21 - 12:05 am
تدمج طائرة "إف-35" العديد من التقنيات الرائدة التي تعزز قدراتها وأداءها القتالي، وتعد تقنية التخفي الخاصة بها ميزة رئيسية، حيث تستخدم الحواف المحاذية والطلاءات الممتصة للرادار وتخزين الأسلحة الداخلي لتقليل اكتشاف الرادار، ويعمل التصميم على تشتيت موجات الرادار وتقليل بصمات الأشعة تحت الحمراء، مما يجعل من الصعب على الأعداء اكتشاف
كما تعد إلكترونيات الطيران المتقدمة سمة مميزة أخرى، حيث يوفر رادار "إيه إن/إيه بي جي-81 إيه إي إس إيه" تتبعا واستهدافا بعيد المدى، ويستخدم نظام الفتحة الموزعة "دي إيه إس" 6 كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء للحصول على رؤية بزاوية 360 درجة، مما ي الظرفي.
ويوفر نظام الاستهداف الكهروضوئي "إي أو تي إس" كشفا بعيد المدى واستهدافا دقيقا، في حين يعرض نظام العرض المثبت على الخوذة "إتش إم دي إس" معلومات مهمة على قناع الطيار، مما يسمح بالرؤية من خلال هيكل الطائرة لتعزيز الوعي الكامل للظروف المحيطة بالطيار.
وتعمل أنظمة المهام المتكاملة في الطائرة "إف-35" على دمج البيانات بشكل آني من أجهزة الاستشعار المختلفة، مما يؤدي إلى إنشاء صورة ظرفية متماسكة، ويدعم دمج البيانات هذا اتخاذ قرارات متفوقة وتبادل المعلومات بشكل فعال بين القوات المتحالفة، مما يوفر ميزة إستراتيجية في سيناريوهات القتال المعقدة.
وتعتبر قدرات أداء "إف-35" هائلة جدا، حيث تبلغ سرعتها القصوى 1.6 ماخ مدعومة بمحرك "برات آند ويتني إف-135" الذي يوفر قوة دفع تزيد على 43 ألف رطل، وتعمل الديناميكيات الهوائية المتقدمة وأنظمة التحكم في الطيران على تعزيز خفة الحركة والقدرة على المناورة.
وتسلح الطائرة بترسانة متعددة الاستخدامات قادرة على حمل ما يصل إلى 18 ألف رطل من الذخائر داخليا وخارجيا اعتمادا على متطلبات التخفي.
طائرة "إف-35" تبلغ سرعتها القصوى 1.6 ماخ مدعومة بمحرك يوفر قوة دفع تزيد على 43 ألف رطل (الأناضول)
التكاليف المرتفعة للمشروع
واجه برنامج "إف-35" -وهو أحد أكثر مساعي وزارة الدفاع الأميركية طموحا وتكلفة- جملة من التحديات، حيث يُتوقع أن تتجاوز التكلفة الإجمالية للبرنامج تريليوني دولار على مدار دورة حياة الطائرة، بما في ذلك نفقات الاستحواذ والتشغيل والاستدامة.
وتضخم هذا الرقم عن التقديرات الأولية التي قدرت بنحو 233 مليار دولار عندما فازت شركة لوكهيد مارتن بعقد تطوير الطائرة المقاتلة في 2001، وذلك بسبب عوامل مختلفة، منها ارتفاع معدلات التضخم وخطط تمديد العمر التشغيلي للطائرة حتى عام 2088، وتشمل التكاليف المحدثة ما يقارب 1.6 تريليون دولار للاستدامة ونحو 442 مليار دولار للاستحواذ.
وللتخفيف من هذه التكاليف المتصاعدة نفذت شركة لوكهيد مارتن إستراتيجيات لخفض التكاليف من خلال تأمين عقود طويلة الأجل مع الموردين بحيث تحقق الشركة وفورات في المشتريات بالجملة وسلسلة توريد أكثر استقرارا، مما يسهل التخطيط والاستثمار بشكل أفضل في البرنامج.
وقدم مكتب البرنامج المشترك "جيه بي أو" أيضا تدابير للتحكم في التكاليف لتعزيز موثوقية الطائرة وقابلية صيانتها، وتقليل الأضرار الناجمة عن حطام الأجسام الغريبة وتحسين موثوقية المحرك، وأدت هذه المبادرات إلى خفض التكلفة السنوية لكل ذيل طائرة بشكل كبير من 9.4 ملايين دولار عام 2014 إلى 6.2 ملايين دولار عام 2022، وخفض تكلفة ساعة الطيران من 86 ألفا و800 دولار إلى 33 ألفا و600 دولار في الفترة نفسها.
هناك أكثر من 800 عيب لم يتم حلها في تصميم طائرة "إف-35" (رويترز)
العيوب الفنية
ولا يزال البرنامج يواجه تحديات تقنية مستمرة، فهناك أكثر من 800 عيب لم يتم حلها في تصميم طائرة "إف-35″، بما في ذلك 7 مشكلات حرجة تؤثر على جاهزية الطائرة وسلامتها، كما يلاحظ أيضا مشكلة تنظيم ضغط المقصورة التي تسبب آلاما شديدة في الجيوب الأنفية للطيار وعطلا في كاميرا الرؤية الليلية، مما يؤثر على الهبوط الليلي.
وأيضا يواجه التحديث التكنولوجي الثالث "تي آر-3" للطائرة العديد من العقبات، بما في ذلك مشاكل في سلسلة التوريد والتحقق من البرمجيات، مما تسبب بتأخير في تسليم الطائرات القتالية للمشترين، وأدى ذلك إلى خطة لنشر الطائرات مع نسخة مختصرة من البرنامج، والتي لن تتضمن جميع القدرات المهمة للقتال.
من يمتلكها
تتصدر الولايات المتحدة القائمة بامتلاكها ما يزيد على 450 طائرة من طراز "إف-35″، وهي تخطط لشراء 1855 طائرة لقواتها البرية والبحرية والجوية.
ومن بين المستخدمين البارزين الآخرين تأتي المملكة المتحدة بـ30 طائرة، وأستراليا بـ60 طائرة، وإسرائيل بـ39 طائرة "إف-35" نشطة و36 تحت الطلب
وتمتلك اليابان 27 طائرة "إف-35″، ولدى كوريا الجنوبية 40 طائرة، وتمتلك النرويج 40 طائرة نشطة من هذه الطائرة مع 12 طائرة أخرى قيد الطلب.
وتمتلك هولندا 34 طائرة مع 18 طائرة قيد الطلب، في حين أن الدانمارك لديها 10 طائرات "إف-35" نشطة و17 طائرة قيد الطلب.
وهناك دول عديدة طلبت تزويدها بهذه الطائرة، منها بولندا 32، وألمانيا 35، وفنلندا 64، وسويسرا 36، وسنغافورة 12، وكندا 88، وجمهورية التشيك 24​​​.
ومن اللافت للاهتمام أن الولايات المتحدة عرقلت صفقات تسليم طائرات "إف-35" إلى كل من تركيا والإمارات العربية، وذلك بهدف ضمان تفوق إسرائيل العسكري في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من استثمار تركيا الكبير في برنامج "إف-35" -بما في ذلك صفقات الشراء المقدم لـ100 طائرة من طراز "إف-35 إيه" والمشاركة في إنتاج نحو 900 قطعة من قطع الطائرة- فإن الولايات المتحدة أكدت أن محاولات تركية لشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس-400" لا تتوافق مع الإطار الأمني ​​لحلف شمال الأطلسي، وأدى ذلك إلى تعليق أنقرة البرنامج رسميا في عام 2019.
المصدر:
الجزيرة
تابعو جهينة نيوز على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

د. حمد الكساسبة : رغم التوتر... الشرق الأوسط لا يزال جاذبًا للاستثمار الذكي
د. حمد الكساسبة : رغم التوتر... الشرق الأوسط لا يزال جاذبًا للاستثمار الذكي

أخبارنا

timeمنذ 3 ساعات

  • أخبارنا

د. حمد الكساسبة : رغم التوتر... الشرق الأوسط لا يزال جاذبًا للاستثمار الذكي

أخبارنا : هل لا يزال الشرق الأوسط جاذبًا للاستثمار في ظل تصاعد التوترات والصراعات الجيوسياسية؟ هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه اليوم بقوة، مع تنامي المخاوف من اتساع رقعة المواجهة بين إسرائيل وإيران. ورغم أن رأس المال عادةً ما يتفادى المخاطر، إلا أن هناك مؤشرات متزايدة على أن نمط الاستثمار في المنطقة قد يشهد تحوّلًا نوعيًا، خاصة نحو القطاعات الرقمية والذكية. فالمنطقة، رغم التحديات، لا تزال تملك موارد بشرية ومواقع جغرافية وفرصًا تنظيمية تجعلها محط اهتمام المستثمرين الدوليين. تُعدّ المشاريع الرقمية اليوم خيارًا استثماريًا مثاليًا، ليس فقط بسبب سرعة تنفيذها وتكلفتها المنخفضة، بل لأنها تستمر في العمل بكفاءة حتى في ظل التحديات الكبرى، مثل إغلاق الحدود أو تعطل سلاسل التوريد. وهذا ما يمنحها جاذبية خاصة في أوقات التوتر. ووفقًا لبيانات منصة "ماجنيت"، استحوذت شركات التكنولوجيا في عام 2024 على نحو 23% من الصفقات الاستثمارية الكبرى في الخليج، مع توقعات بتجاوز هذه النسبة 30% خلال عام 2025. ويُعزى هذا النمو إلى المرونة العالية التي تتمتع بها الشركات الرقمية، وقدرتها على التوسع السريع وتكييف منتجاتها مع المتغيرات دون الاعتماد على بنى تحتية ثقيلة. كما أن جزءًا متزايدًا من هذه المشاريع يركّز على الأمن السيبراني والخدمات الرقمية العابرة للحدود، ما يجعلها أكثر قدرة على الصمود في وجه الأزمات. التحول الرقمي لا يمكن أن يتم دون أساس متين. فهو يتطلب بنية تحتية رقمية متقدمة، وشبكات إنترنت قوية، وخدمات سحابية فعّالة، بالإضافة إلى كفاءات بشرية تمتلك المهارات الرقمية الحديثة. وقد نجحت بعض دول المنطقة، مثل الإمارات والسعودية، في تحقيق قفزات كبيرة بفضل استراتيجيات واضحة واستثمارات ضخمة في هذا المجال. أما باقي الدول، فلا تزال تواجه فجوة رقمية واضحة، بسبب ضعف الاستعداد الفني وقلة الكفاءات، مما يقلل من جاذبيتها أمام الاستثمارات الرقمية الواعدة. وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن سد هذه الفجوة يتطلب استثمارات تتجاوز 1.6 تريليون دولار بحلول عام 2030. ومع ذلك، تُظهر بيانات البنك الدولي أن غالبية الاستثمارات في الشرق الأوسط لا تزال تذهب إلى مشاريع تقليدية مثل البنية التحتية والطاقة، بينما تُهمَّش القطاعات الرقمية. هذا التباين يكشف عن حاجة ملحّة لإعادة هيكلة أولويات الاستثمار في المنطقة، من خلال توجيه الموارد نحو الاقتصاد الرقمي كخيار استراتيجي قادر على تحفيز النمو وخلق فرص عمل مستدامة. في حال تصاعد الصراع وتزايد التهديدات التي تُحدق بالممرات التجارية العالمية، قد يجد العالم نفسه مضطرًا للبحث عن مسارات بديلة أكثر أمنًا ومرونة. وهنا، يُمكن للشرق الأوسط أن يعرض نفسه ليس فقط كجسر جغرافي، بل كمنصة ذكية للتجارة والاستثمار. موانئ مثل العقبة في الأردن وبور سعيد في مصر تمتلك المقومات للتحول إلى مراكز لوجستية رقمية، تعتمد على أنظمة جمركية مؤتمتة وخدمات لوجستية ذكية، ما يضمن حركة سلسة وآمنة للسلع حتى في أوقات الأزمات. إن من يسبق إلى هذا التحول، سيحظى بفرصة لقيادة مستقبل التجارة الرقمية في المنطقة. في النهاية، ورغم أن الصراعات لا تزال عنصر قلق رئيسيًا، إلا أن من يقرأ المشهد بعين استراتيجية سيجد أن الاستثمار في المستقبل الرقمي للشرق الأوسط قد يكون رهانًا أكثر أمانًا على المدى الطويل، إذا ما اقترن بإصلاحات بنيوية وتشريعية تواكب هذا التحول. فالتنمية الاقتصادية المستدامة باتت اليوم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرة الدول على احتضان التكنولوجيا وتحويلها إلى أداة لتعزيز الاستقرار والمناعة في مواجهة الأزمات.

إعلانات واتساب تُربك الخصوصية: هل يفقد التطبيق هويته؟
إعلانات واتساب تُربك الخصوصية: هل يفقد التطبيق هويته؟

صراحة نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • صراحة نيوز

إعلانات واتساب تُربك الخصوصية: هل يفقد التطبيق هويته؟

صراحة نيوز- يُشكّل قرار 'واتساب' ببدء عرض الإعلانات تحولًا جذريًا في مسار تطبيق لطالما تميّز بالبساطة والخصوصية، وابتعد عن نهج منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. عندما استحوذت 'فيسبوك' (التي أصبحت لاحقًا 'ميتا') على 'واتساب' عام 2014 مقابل 19 مليار دولار، كان التطبيق يعتمد نموذجًا فريدًا، يفرض رسومًا سنوية رمزية لا تتجاوز دولارًا واحدًا، مقابل تجربة خالية تمامًا من الإعلانات. وفي عام 2016، ألغيت هذه الرسوم، ليُصبح 'واتساب' مجانيًا بالكامل، لكنه بدأ تدريجيًا ببناء نموذج ربحي عبر تقديم خدمات موجهة للشركات. وبحسب تقرير لموقع 'ذا كونفرزيشن'، فإن أكثر من 700 مليون شركة تستخدم حاليًا 'واتساب للأعمال' في خدمات مثل الردود الآلية والتحديثات الترويجية. علامات تجارية شهيرة مثل 'زارا' و'أديداس' تستفيد من المنصة للتواصل مع العملاء وتقديم تجربة تسوق مخصصة. لكن هذه العوائد ما تزال ضئيلة مقارنة بالأرباح الهائلة التي تحقّقها 'ميتا' من الإعلانات على 'فيسبوك' و'إنستغرام'، والتي تشكل الجزء الأكبر من إيراداتها السنوية البالغة نحو 160 مليار دولار. لذلك، لم يكن غريبًا أن تبدأ 'ميتا' بالنظر إلى جمهور 'واتساب' – الذي يضم نحو 3 مليارات مستخدم – كمصدر دخل إضافي. وفي ظل هذا التوجه، بدأت تطبيقات أخرى مثل 'سناب شات' و'تيليغرام' أيضًا استكشاف طرق للربح، ما يعكس توجّهًا عامًا في السوق الرقمية. لكن ما يجعل خطوة 'واتساب' مثيرة للجدل هو هويته المختلفة. التطبيق لا يُستخدم كمجرد منصة منشورات عامة، بل يُعد مساحة شخصية يستخدمها الناس لتبادل معلومات خاصة وحساسة. ورغم أن الإعلانات قد لا تعتمد على محتوى الرسائل نفسه، إلا أن 'ميتا' تملك كمًا هائلًا من البيانات من 'فيسبوك' و'إنستغرام'، ما يجعل الإعلانات الموجهة في 'واتساب' أكثر حساسية وإثارة للقلق. فإذا كنت تتحدث عن فريقك الرياضي أو تخطط لعطلتك، ثم تبدأ برؤية إعلانات حول ذلك، فقد يبدو الأمر وكأنه اختراق لمساحتك الخاصة. ويُضاف إلى ذلك، أن 'واتساب' لا يزال يتعافى من تداعيات أزمة الخصوصية التي شهدها في 2021، عندما واجه انتقادات حادة بعد تحديث سياسات مشاركة البيانات مع 'فيسبوك'، ما دفع ملايين المستخدمين إلى تحميل تطبيقات بديلة مثل 'سيغنال' و'تيليغرام'. وبالرغم من أن بعض الدراسات تشير إلى تقبّل الجيل الجديد للإعلانات المخصصة، إلا أن الثقة الرقمية تظل هشّة. فإذا شعر المستخدمون أن خصوصيتهم باتت مهددة، أو أن التطبيق أصبح منصة تجارية بحتة، فقد يهجرونه بسهولة نحو بدائل أخرى،

علماء يكشفون كيف سيمتلك البشر قوى خارقة بحلول عام 2030
علماء يكشفون كيف سيمتلك البشر قوى خارقة بحلول عام 2030

السوسنة

timeمنذ 2 أيام

  • السوسنة

علماء يكشفون كيف سيمتلك البشر قوى خارقة بحلول عام 2030

السوسنة - بحلول عام 2030 قد نشهد تحولا جذريا في طبيعة القدرات البشرية بفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة، ما يفتح الأبواب أمام قدرات كانت حبيسة الخيال العلمي.ويبدو أن الصورة المستقبلية ترسم واقعا تتلاشى فيه الحدود بين البيولوجيا والتكنولوجيا، حيث تبدأ ملامح الإنسان المعزز بالظهور عبر سلسلة من الابتكارات الثورية.ففي مجال القوة البدنية، تتهيأ الهياكل الخارجية الروبوتية لتمنح الإنسان قدرات خارقة تتفوق على حدود البيولوجيا الطبيعية. فبعد 17 عاما من الأبحاث باستثمارات تجاوزت 175 مليون دولار، نجحت شركة "ساركوس روبوتيكس" الأمريكية في تطوير بدلة خارجية تمنح مرتديها قوة تفوق العشرين ضعفا، ما يمكن العمال من حمل أوزان تصل إلى 90 كغ بسهولة تامة. أما في ألمانيا، فقد بدأ استخدام الهياكل الذكية مثل "إكسيا" في المستشفيات، حيث تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل حركات المرتدي وتوفير الدعم العضلي الذكي، ما يلغي الشعور بالإجهاد حتى عند التعامل مع الأحمال الثقيلة.وعلى صعيد الصحة وطول العمر، يتوقع الخبراء ثورة حقيقية بفضل روبوتات النانو المجهرية التي ستجوب شراييننا بحثا عن الخلايا المريضة. وهذه التقنية التي تبدو كخيال علمي قد تصبح واقعا ملموسا خلال خمس سنوات فقط، حيث ستكون قادرة على إصلاح الأنسجة التالفة ومحاربة الأمراض الخطيرة مثل السرطان من داخل الجسم نفسه.ويرى راي كورزويل، المهندس السابق في "غوغل"، أن عام 2029 سيشهد نقطة تحول حاسمة مع وصول الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة "فوق البشرية"، ما سيسرع وتيرة الاكتشافات الطبية.وفي كتابه الأخير The Singularity Is Nearer، يتنبأ كورزويل الذي يلقب نفسه بـ"المستقبلي" بأن أساس الخلود البشري سيبدأ في عام 2030، مع اندماج الإنسان بالآلات بحلول عام 2045، بفضل تقنيات متطورة مثل واجهات الدماغ الحاسوبية التي تعمل على غرار "نيورالينك" التابعة لإيلون ماسك.بحلول عام 2030، قد تمنح الهياكل الخارجية الروبوتية البشر قوة خارقة، سواء من خلال تمكين إنجازات مثل رفع الأجسام الضخمة في المصانع أو جعل الجنود أقوى في ساحة المعركة.وفي مجال الحواس، تشهد تقنيات الرؤية تطورات مذهلة. فقد تمكن علماء صينيون في جامعة العلوم والتكنولوجيا من تطوير عدسات لاصقة تمنح الرؤية الليلية دون الحاجة إلى أجهزة ضخمة، عن طريق تحسس الأشعة تحت الحمراء. ويأمل البروفيسور تيان زيو أن تمهد هذه التقنية الطريق لأنواع جديدة من "الرؤية الخارقة" تتجاوز قدرات العين البشرية الطبيعية. كما تتجه الأبحاث نحو تطوير عدسات لاصقة قادرة على عرض المعلومات الرقمية مباشرة في مجال الرؤية، متجاوزة بذلك شاشات الهواتف والأجهزة التقليدية.أما في مجال الحواس غير البصرية، فقد بدأت تظهر تجارب مثيرة تهدف إلى توسيع نطاق الإدراك الحسي البشري. فقد طور المخترع ليفيو بابيتز جهاز "نورث سينس" الذي يمنح حاسة جديدة للاتجاهات المغناطيسية، بينما قام المخترع مانيل مونيوز بزرع جهاز استشعار في جمجمته يحوله إلى "مقياس ضغط جوي بشري" قادر على سماع التغيرات الجوية من خلال ذبذبات عظمية تشبه "صوت الفقاعات".وتعمل شركات مثل "إريكسون" على تطوير أساور رقمية تمنح المستخدمين القدرة على "الإحساس" بالأجسام الافتراضية في العالم الرقمي.وفيما يخص التفاعل مع المعلومات، يشهد قطاع الأجهزة القابلة للارتداء تحولا جذريا بدمج الذكاء الاصطناعي. فشركات مثل "ميتا" تعمل على إضافة مساعدين ذكيين إلى النظارات الذكية، بينما تطور "غوغل" نظام تشغيل متكامل للواقع المعزز والواقع الافتراضي (XR).ووفقا لخبير الحوسبة لويس روزنبرغ، فإن هذه التطورات تمثل بداية عصر "العقلية المعززة"، حيث سيتواجد وكلاء الذكاء الاصطناعي السياقي معنا في كل لحظة، يرون ما نراه ويسمعون ما نسمعه، ليمدونا بتحليلات فورية واقتراحات ذكية تعزز من قدرتنا على فهم العالم من حولنا. ويتوقع روزنبرغ أن تصبح هذه التقنيات جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية لغالبية الناس بحلول عام 2030.ولا يخلو هذا المشروع المستقبلي من التحديات، فإلى جانب العقبات التقنية التي ما تزال تعترض بعض هذه الابتكارات، تبرز أسئلة أخلاقية عميقة حول الخصوصية والأمان والحدود الأخلاقية لتحسين القدرات البشرية. فدمج التكنولوجيا مع الجسد البشري يطرح إشكاليات حول الهوية الإنسانية وحقوق الأفراد وحتى مفهوم المساواة في المجتمع. كما أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات الإدراكية يثير تساؤلات حول استقلالية القرار البشري وطبيعة العلاقة بين الإنسان والآلة.ورغم هذه التحديات، فإن وتيرة التقدم لا تبدو في تراجع. فما كان يوما ضربا من الخيال العلمي يتحول بسرعة مذهلة إلى واقع ملموس، ما يضع البشرية على أعتاب مرحلة جديدة من تطورها قد تكون الأكثر جرأة وتأثيرا في تاريخها. فبحلول منتصف القرن الحالي، قد نجد أنفسنا أمام نموذج جديد للإنسان - كائن بيولوجي-رقمي هجين، يتمتع بقدرات تتجاوز بكثير ما حلم به أجدادنا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store