logo
152 عاماً على ابتكار «الجينز الأزرق».. فهل تعرف حكايته؟

152 عاماً على ابتكار «الجينز الأزرق».. فهل تعرف حكايته؟

صحيفة الخليجمنذ 8 ساعات

الشارقة: أحمد صالح
سراويل الجينز مصنوعة من مادة تُسمى «الدنيم»، والتي طُوّرت في مدينة نيم الفرنسية. في الواقع، اشتق اسم الدنيم من اسم المدينة (دي نيم).
لم تكن سراويل الجينز الزرقاء، التي كانت رائجة في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، مماثلة للجينز الأزرق الأمريكي الحديث. كان تطوير ما نعرفه الآن بالجينز الأزرق ثمرة جهود مهاجرين مغامرين.
في كاليفورنيا الأمريكية، في خمسينات القرن التاسع عشر، باع تاجر بضائع جافة ألماني يُدعى ليفي شتراوس سراويل جينز زرقاء للعمال المحليين. وكان أحد زبائنه خياطاً لاتفياً يُدعى جاكوب ديفيس، يشتري بانتظام القماش من شركة ليفي شتراوس وشركاه بالجملة.
عندما اشتكى أحد زبائن ديفيس مراراً وتكراراً من تمزّق بنطاله، فكّر ديفيس في استخدام مسامير برشام نحاسية لتدعيم جيوب البنطال ودرزاته. أراد تسجيل براءة اختراع لفكرته، لكنه لم يكن يملك المبلغ المطلوب (68 دولاراً).
في النهاية، تواصل ديفيس مع شتراوس واقترح عليه بدء مشروع تجاري مشترك. بدعم مالي من شتراوس، حصل الرجلان على براءة الاختراع الأمريكية رقم 139121، «تحسينات في تثبيت فتحات الجيوب»، في 20 مايو 1873. يعتبر البعض ذلك اليوم «العيد» الرسمي للجينز الأزرق.
وحققت السراويل ذات المسامير، والتي أطلق عليها الرجال في البداية اسم «سراويل الخصر»، نجاحاً فورياً بين العمال. استأجر شتراوس ديفيس للإشراف على إنتاج السراويل ذات المسامير في مصنع ليفي شتراوس وشركاه في سان فرانسيسكو..
وإليكم التفاصيل..
ولد ليفي شتراوس عام 1829 في ألمانيا في بافاريا، وهاجر في فترة مراهقته مع والدته وشقيقتيه إلى أمريكا عام 1847، حيث سكنوا نيويورك.
في عام 1853 حصل ليفي على الجنسية الأمريكية، وسافر إلى سان فرانسيسكو لعله يحصل على فرصة تجارية وسط حمى البحث عن الذهب. ومع مرور السنوات، انتعشت تجارته حيث عمل في تصميم سراويل من الخيش البني القاسي لعمال المناجم والباحثين عن الذهب، ثم انتقل إلى قماش الدنيم المصبوغ باللون الأزرق ليستخدمه في تصميم السراويل، بدلاً من الخيش الذي نفدت حصيلته.
في عام 1872، تلقى ليفي رسالة من جاكوب دافيز، يخبره فيها عن شرائه قماشاً لاستخدامه في الخياطة، وحكى له عن الطريقة الجديدة التي يستخدمها لتصميم البناطيل لزبائنه، حيث يضع مسامير معدنية صغيرة في أماكن محددة من البنطال كزوايا الجيوب. المشكلة التي كانت تواجه دافيز هي كونه لا يمتلك المال الكافي ليستخرج براءة اختراع، ولهذا اقترح على ليفي أن يقوم بدفع المال اللازم لاستخراجها، مقابل إدراج اسمه أيضاً في هذه الوثيقة. وفي العشرين من مايو لعام 1873 م، استخرجت براءة الاختراع، وولد رسمياً قماش الجينز الأزرق.
شعبية كبيرة
لقي الجينز الأزرق بالشكل الذي اشترك في تصميمه ليفي شتراوس وجاكوب دافيز شعبية كبيرة بين صفوف عمال المناجم، وذلك لطبيعته القاسية التي تحتمل الصعوبات العديدة التي يواجهها هؤلاء العمال، وكان يباع في عام 1879 م بدولار وستة وأربعين سنتاً فقط.
كانت بناطيل الجينز تباع فقط للرجال، وكان من الصعوبة أن تجد بين مرتديه نساء العائلات المتوسطة أو الغنية. ولكن المصممين راحوا تباعاً يضعون تصميمات خاصة يستخدم فيها الجينز للنساء. وعرض جينز ليفايز Levi's للنساء على صفحات مجلة «فوغ» لأول مرة عام 1935، واكتسب شعبية كاسحة، لدرجة أن تصميمات كالفين كلاين للجنز في السبعينات كانت تدر وحدها أرباحاً بقيمة 12.5 مليون دولار أسبوعياً.
وبعدما ظل قماش الجينز حتى ستينات القرن الماضي لباس العمال وأبناء الطبقة المتوسطة وما دون ذلك، راح يتفشى في معظم الطبقات وصولاً إلى المشاهير وبعض رؤساء الدول. ورغم انتشار صناعته ووجود آلاف الماركات المنتجة له، فلا يزال اسم مبتكره طاغياً على كل الأسماء الأخرى، حتى أصبح مرادفاً للنوع أكثر منه اسم علم.
انتشار وتصميمات
ظهر الجينز في الأفلام ليزيد عدد الراغبين في اقتنائه، ويرتبط بالرغبة في التمرد، وتتسع الفئات التي تعتبره ملابس يومية: الجنود وراكبو الدراجات النارية والفنانون والموسيقيون والمراهقون، وأصبح الجينز بالنسبة إلى كثيرين أسلوب حياة، وكانت الشركات بدورها تواكب اختلافات عملائها وتقدم لهم التصميمات المناسبة.
وكان العامل الآخر المهم الذي أسهم في نجاح الجينز في البقاء هو إبداع مصمميه في استخدام نسيج من القطن تخترق الصبغة الطبقة السطحية منه فقط، لذا فهي تبهت مع الزمن وتتخذ شكلها المميز، وتعكس طبيعة مرتديها ونمط حياته، ويبدو كأنها تتقدم في العمر معه، وهكذا كانت جاذبيته في ارتباطه بنا كلما ارتديناه أكثر. لا بد من الإشارة هنا إلى أن نسيجه لا يبدو عليه الاتساخ، والأمر يعود لتكوينه من النسيج الذي لا يراكم البكتيريا بالفعل حتى لو تجاوز 15 شهراً دون غسله، إنه سبب إضافي ليعيش الجينز الأزرق طويلاً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«هوندا» تقلّص خطط التحول للسيارات الكهربائية
«هوندا» تقلّص خطط التحول للسيارات الكهربائية

البيان

timeمنذ 43 دقائق

  • البيان

«هوندا» تقلّص خطط التحول للسيارات الكهربائية

قالت شركة «هوندا»، أمس، إن مبيعات سياراتها الكهربائية في الولايات المتحدة تراجعت، ما دفعها لإلغاء هدفها السابق بأن تمثل السيارات الكهربائية 30% من مبيعاتها العالمية بحلول 2030. وبدلاً من الخطة الأولية المتمثلة في استثمار 10 تريليونات ين (69 مليار دولار) في استراتيجية التحول إلى السيارات الكهربائية حتى العام المالي الذي ينتهى في 2031، قلصت «هوندا» الاستثمارات بواقع 3 تريليونات ين (21 مليار دولار) إلى 7 تريليونات ين (48 مليار دولار). ووصف المدير التنفيذي للشركة توشيهيرو ميبي القرارات بأنها «تحول في المسار المخطط له»، مؤكداً على أن التحول طويل المدى نحو السيارات الكهربائية لم يتغير، ولكن تم إرجاؤه. وقالت «هوندا» في بيان: «البيئة المحيطة بقطاع السيارات تتغير يومياً. ويتزايد الغموض في بيئة العمل ويرجع ذلك بصورة خاصة إلى تباطؤ نمو سوق السيارات الكهربائية بسبب عدة عوامل، من بينها تغيرات القواعد البيئية». ولم يقدم ميبي جدولاً زمنياً محدداً للمسار الجديد نحو التحول الكهربائي، ولكنه أشار إلى أن «هوندا» ستعزز إنتاج السيارات الهجينة.

أداء متباين للأسهم العالمية.. ومستثمرو «وول ستريت» يترقبون أثر سياسات الرسوم الجمركية
أداء متباين للأسهم العالمية.. ومستثمرو «وول ستريت» يترقبون أثر سياسات الرسوم الجمركية

البيان

timeمنذ 2 ساعات

  • البيان

أداء متباين للأسهم العالمية.. ومستثمرو «وول ستريت» يترقبون أثر سياسات الرسوم الجمركية

شهدت مؤشرات الأسواق العالمية أداء متبايناً خلال تداولات أمس، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه مؤشرات الأسهم الأوروبية واليابانية، شهدت مؤشرات «وول ستريت» انخفاضاً، مع ترقب المستثمرين تعليقات لمسؤولين بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، لتقييم الأثر المحتمل لسياسات الرسوم الجمركية‭. واتجهت مؤشرات الأسهم الأمريكية نحو تسجيل أول تراجع لها منذ 7 أيام، في تعاملات بورصة وول ستريت بنيويورك الثلاثاء. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً للأسهم الأمريكية بنسبة 0.3% في تعاملات منتصف اليوم، في حين تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 87 نقطة، أي بنسبة 0.2%، وتراجع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0.4%. في الوقت نفسه شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية تراجعاً في تعاملات اليوم، بينما استقرت قيمة الدولار نسبياً مقابل العملات الأخرى، عقب هزة خفيفة صباح أمس، إثر إعلان وكالة موديز للتصنيف الائتماني خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بسبب المخاوف بشأن ديونها المتفاقمة. وسجّلت أسهم شركات السياحة والسفر أكبر تراجع في البورصة اليوم، مع استمرار الشكوك حول حجم إنفاق الأسر الأمريكية على الرحلات السياحية. وتراجع سهم شركة تأجير الغرف السكنية للعطلات أيربنت بنسبة 2.8%، وشركة سفن الركاب نورويجيان كروز لاين بنسبة 2.5%، ولاس فيجاس ساندس بنسبة 2.1%. على الجانب الرابح من وول ستريت، كان سهم شركة دي ويف كوانتوم، الذي ارتفع بنسبة 30.5% بعد إصدار أحدث نظام حوسبة كمي لها. وتقول الشركة إنها قادرة على حل مشاكل معقدة تتجاوز نطاق أجهزة الكمبيوتر التقليدية. ارتفع سهم شركة هوم ديبوت بنسبة 0.1% بعد أن أعلنت عن إيرادات أفضل مما توقعه المحللون خلال الربع الأول من العام الحالي، على الرغم من أن أرباحها جاءت أقل بقليل من التوقعات. ولعل الأهم بالنسبة لوول ستريت هو أن شركة تجارة التجزئة المتخصصة في مستلزمات تجديد المنازل أبقت على توقعاتها لنمو الأرباح والمبيعات خلال العام الحالي كله. وجاء موقف الشركة على خلاف موقف عدد متزايد من الشركات الأمريكية التي قالت إن التعريفات الجمركية وعدم اليقين بشأن الاقتصاد تجعل من الصعب تقديم توقعات محددة لنتائج العام. الأسهم الأوروبية وأغلقت الأسهم الأوروبية على ارتفاع يقارب أعلى مستوى لها في تسعة أسابيع، الثلاثاء، بقيادة شركات المرافق والاتصالات، كما تعززت الثقة بفضل نتائج أعمال إيجابية. وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مرتفعاً 0.7 % بعد أن سجل أعلى مستوى له في ثمانية أسابيع. وتقدمت معظم بورصات المنطقة، حيث اقتربت أسواق ألمانيا وأيرلندا من مستوى غير مسبوق، بينما سجل المؤشر الإسباني أعلى مستوى منذ 2008. وصعد المؤشر الفرعي لقطاع المرافق 1.8 بالمئة، وتقدم المؤشر الفرعي لقطاع الاتصالات 1.7 % بفضل ارتفاع سهم فودافون ثلاثة بالمئة بعد أن أعلنت شركة الاتصالات العملاقة أنها تتوقع نمواً في التدفقات النقدية خلال العام الجاري. واستقرت الأسواق بعد أن خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة يوم الجمعة، ما أدى إلى عزوف عن المخاطرة. وقالت دانييلا هاثورن، كبيرة محللي الأسواق في موقع كابيتال: «خفض التصنيف هز الثقة قليلاً أمس، ولكن يبدو أننا تجاوزنا ذلك بسرعة، لذا (اليوم) يبدو الأمر وكأنه مجرد إعادة توازن طفيفة». وفي غضون ذلك خفضت الصين، اليوم الثلاثاء، أسعار الفائدة القياسية على الإقراض لأول مرة منذ أكتوبر، وذلك لحماية الاقتصاد من تداعيات الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. وحققت أسهم السلع الفاخرة، والمرتبطة بالاستهلاك في الصين، مكاسب، اليوم الثلاثاء، إذ ارتفع سهم إل.في.إم.إتش 1.3 بالمئة، وبوربري 3.7 بالمئة، وكيرنج أربعة بالمئة، وصعد مؤشر شركات السلع الفاخرة 0.3 بالمئة. أسهم اليابان أغلق المؤشر نيكاي الياباني دون تغير يذكر الثلاثاء، إذ ارتفعت أسهم شركات تصنيع السيارات والتصدير بدعم من توقف ارتفاع الين، في حين تحلى المستثمرون بالحذر في أعقاب تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأمريكية الأسبوع الماضي. وقال ماكي ساوادا، المحلل لدى نومورا، إنه «من الصعب على المتعاملين اتخاذ قرارات» بسبب حالة الضبابية التي تسبق اجتماعات وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية في مجموعة السبع التي تبدأ في كندا اليوم وتستمر ثلاثة أيام. وسيسعى وزراء المالية إلى توحيد الجهود بشأن مسائل بخلاف الرسوم الجمركية خلال الاجتماع، لكنهم قد يواجهون صعوبة في التوصل إلى توافق في الآراء مع عزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفع الحلفاء لما يخدم المصالح الأمريكية. واستقر نيكي عند 37529.49 نقطة، واستقر المؤشر توبكس الأوسع نطاقا عند 2738.83 نقطة. ويخشى المستثمرون من أن يسعى المسؤولون الأمريكيون إلى خفض سعر صرف الدولار في إطار مفاوضات الرسوم الجمركية. وقال كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين اليوم إنه ليس هناك أي تغيير في موقف طوكيو بالمطالبة بإلغاء الرسوم الجمركية الأمريكية في مفاوضات التجارة بين البلدين. كما لا يزال إنهاء التوتر التجاري مع الصين بعيد المنال، على الرغم من التقارب في الآونة الأخيرة. وقال ساوادا: «هذه ليست بيئة يمكن فيها التعبير عن الرضا عن العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. من المرجح أن تظل التطورات مؤثرة على البورصات». وارتفعت أسهم قطاع شركات تصنيع وتوريد السيارات 0.7 %، فيما قادت المعادن غير الحديدية المكاسب بارتفاع 1.89 %. كان الين قد صعد إلى 144.31 أمام الدولار أمس الاثنين مواصلاً المكاسب بعدما كان عند 148.455 يناً في الأسبوع السابق، لكنه مستقر منذ ذلك الحين. وتلقى نيكاي دعماً أيضاً من ارتفاع أسهم شركات الرقائق، إذ ارتفع سهم أدفانتست بنحو ثلاثة بالمئة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store