المتيم والزعبي والطيب يؤثثون بقصائدهم تأملاتهم الروحانية وتفاصيل الغربة .. في بيت الشعر بالشارقة
أقام بيت الشعر بالشارقة مساء يوم الثلاثاء بتاريخ 01 يوليو 2025 أمسية شعرية شارك فيها شعراء وهم: محمد المتيّم من "مصر"، سليمان الزعبي من "سوريا"، و شيريهان الطيّب من "السودان"، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، إضافة إلى عدد كبير من النقاد والشعراء ومحبي الشعر، الذين احتشدوا بشكل لافت في المسرح وتفاعلوا مع القصائد.
وقدم الأمسية الدكتور أحمد عقيلي، الذي رفع أسمى آيات الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة على كل جهوده في دعم اللغة العربية والمشهد الشعري، فقال: " نلتقي اليوم على أثير المحبة والإبداع في بيت التميز والمتميزين في شارقة الفكر والثقافة، الشارقة التي لا تغفو عن الحرف ولا تغلق نوافذ حبها أمام نور الشعر والشعراء، الشارقة التي في ظل نورها يورق النشيد، ومن نبعها الدافق ترتوي أفئدة القصيدة، وبعزم سلطانها تشعّ منارات الأدب والثقافة في كل مكان، وبكفه الحانية ترتقي صروح البيان، فتحية محبة وإجلال لراعي الثقافة والشعر والفكر والأدب، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يحفظه الله تعالى، ويمد في صحته وعمره."
افتتح القراءات الشاعر محمد المتيم، الذي قرأ نصوصا حلق بها في فضاءات التأمل الروحي والذاتي، واستهل قراءاته بنص روحي بعنوان "الرحلة"، تجلت فيه السيرة النبوية العطرة، بأسلوب رمزي شفيف آسر، ومما قرأ منها:
"هنيئًا لكم، من بيتِ شيبَةَ قد بدا
هلالٌ، فصامتْ عن رَداها القبائلُ
خصيباً مشى، والأرضُ جدبى، كأنما
بخطوَتِهِ -اليُمنى- تشُبُّ الأيائلُ
تُسَلِّمُ أحجارٌ عليه، ويرتمي،
سحابٌ ظليلٌ فوقَهُ مُتطاوِلُ
يُفَتِّشُ والدنيا ظلامٌ، وربما
تهيمُ الخُطى والقلبُ فيه المشاعلُ".
أما في قصيدته "سياطٌ وخلاخيل"، فقد تجلت فيه العاطفة وسمت من العيون إلى الأفق، من الشوارع وضجيج العمال، إلى تفاصيل الذات والآخر، فقال:
"في شارعٍ من يسارِ الأرضِ كنتَ معي
صُبحًا نُغَنّي لعُمّالِ التراحيلِ
حدّثتُكَ الأمس عن بنتٍ تُطَرِّزُ لي
بالدمعِ ليلي، وما ابتَلَّت مناديلي
حدَّثتني عن بلادٍ جاسَ في دمِها
خوفٌ، فخبّأتُ في قلبي مراسيلي".
بعد ذلك، قرأ الشاعر سليمان الزعبي من سوريا، نصوصا استهلها بتحية إلى الشارقة التي أقام فيها شعره، وأهداها قبل سفره قبلة القصيدة وتحية الشعر فقال:
"هذي المدينةُ في الحروفِ مُرافِقَةْ
كقصيدةٍ في الروحِ تسكنُ عاشقَةْ
هَفَتِ المشاعرُ أنْ تكونَ بِقُرْيِها
ولَكَمْ يَعِزُّ بأنْ تكونَ مُفارقَةْ
سأظلُّ أذكُرُها وتذكرُ أحرُفي
وتظلُّ تنبضُ في وريدي الشارقةْ".
ثم تواصل مع "سيرة الضياء" وهو يطير بشعوره إلى مدينة النور، مخاطباً الروح بما يليق من حروفٍ شفيفة تجلت فيها معاني السيرة النبوية، ومنها:
"فــاضـتْ بــنـورِ جـبـينِهِ الأنْــواءُ
وتـزاحـمـتْ فــي حـبِّـهِ الأسـمـاءُ
من أين أبدأُ من ولادتِهِ انجلتْ ؟
بُـصـرى تـعـمُّ قـصورَها الأضـواءُ
أم مــن يـديه الـماءُ فـاض كـأنما
سُـحـبُ الـسـماءِ وراحـتاهُ سـواءُ
أم من سنا الإسراءِ حسبُك منزلًا
هــذا مـكـانُك... أنـجمٌ و سـماءُ ؟
وجهٌ وطيبُ الحسنِ يسقي خدَّه
" و يـفـيضُ مــن مـاءِ الـحياءِ بـهاءُ
واختتمت الأمسية الشاعرة السودانية شيريهان الطيب، التي قرأت نصوصاً مسافرة في مدن اللغة الأنيقة، والمعاني المنمضبطة، والخيال المنطلق في تشظيات الحرف وظلال المعاني التي تشرب من النهر حد الارتواء، ومن نص "يخط أسماءه في النهر" قالت:
"ماخانَهُ اللوحُ، لكنْ سالَ قافيةً
لما تشرّبتِ الأوراقُ دهشتَهُ
يطاردُ الضوءَ حتى احتلَّ أضلعه
فلم يلامسْ على المرآةِ صورتَهُ
وكلما انفلتَ النسيانُ من يدهِ
أهدى إلى مُدنِ النسيانِ حِصّتَهُ
وعاد للثمرِ الأَشهى ورائحةٍ من
عطرها سكناً واختارَ جنّتَهُ".
وواصلت العبور بشعرها وتجلياته في "طرق على باب الغربة" الذي حملته بتفاصيل الحياة من ذكريات ونسيان وحيرة وانطفاء وتوجس وورد وندى، ومما جاء فيه:
"غريبٌ دَمي ياظلُّ إن كنتَ سائلاً
أهذا الذي في الماءِ؟ ...إنّكَ مُخطِئُ
تخليتُ عن وجهي زماناً لأنني
لبستُ وجوهَ الشِعرِ، والنصُّ مخبأُ
وقوفاً على الأبوابِ عُمري قضيتهُ
ولا طرقَ مسموعٌ وما كنتُ أجرؤُ
وبلّلتُ أحلامِي بدمعِي وشهقتي
ولكنّ أحلامَ المساكينِ تصدأ".
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء المشاركين ومقدم الأمسية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
عدنان ابن خليل يكتب : أمامة....يا تاج الكلام
أخبارنا : كتب عدنان ابن خليل : أمامة...يا تاج الكلام يا روح الكلمات يزدانَ بك الكون اكتمالا. أنت كل القصائد والحدائق، أنت قلوب الأوفياء.. والأوفياء من حولك روعة وجمالا. أنت جوهرة العمر، فإذا حضرتٍ أطلت معك الخيرات، وانثال علينا رضى الله انثيالا. أمامة لك روح تلون الأشياء ربيعا ودلالات وحبورا . في وجهك يا ابنتي فرح يضفي على الجمال جمالا. يا نور عين، العين تسر بك، والقلب يرتعش لك ويختال اختيالا. انت سطر جميل أضاء حياتي وأعطى لوجودي معنى، ولنهاري احتمالا. تأكدي يا ابنتي أن قدر الله نافذ وبيده تعالى وحده كل شيء ولا راد لمشيئته واسلمِ لنا قرة عين تتيه علينا دلالا وعنفوانا


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
مها الصغير توجّه نصيحة لمتابعيها: "عن تجربة شخصية"
جو 24 : نشرت الإعلامية مها الصغير عبر حسابها الخاص في "فيسبوك" صورة من تصريح لها وجّهت من خلاله نصيحة لجمهورها عند شعور أحدهم بالضيق، موضحةً أن القرب من الله طريق لتغيير حياة المرء الى الأفضل، وأن نصيحتها لمتابعيها نابعة من تجربة شخصية. وقالت مها في تصريحها: "لو حسيت إن الدنيا سوداء في عينك أو مضايق قرّب من ربّنا، واتكلم معاه هتلاقي حياتك اتغيرت للأحسن كتير، وده عن تجربة شخصية، ربنا كبير وحاسس بينا كلنا"، وأضافت: "ربنا كبير وحاسس بينا كلنا". وتلقت مها مئات التعليقات من متابعيها، والتي تدعمها في أزمتها الحالية بعد طلاقها من أحمد السقا وأزمة البلاغ الذي قدّمته ضده بالتعدّي عليها. كانت نيابة أول أكتوبر قد قررت إخلاء سبيل أحمد السقا بكفالة مالية قدرها خمسة آلاف جنيه، على ذمة التحقيقات الجارية في البلاغين المقدّمين ضده من طليقته الإعلامية مها الصغير وسائقها الخاص، واللذين تضمّنا اتهامات له بالاعتداء اللفظي والجسدي عليها وقطع الطريق أمامها. تابعو الأردن 24 على


هلا اخبار
منذ 13 ساعات
- هلا اخبار
رحلة الـ900 قرية: أيوب الخرشة يوثّق روح الريف الأردني بعدسته
هلا أخبار – محمد فريج – في زمن تتسارع فيه الخطى نحو المدن وتُطوى فيه صفحات القرى بهدوء، قرر الشاب الأردني أيوب أحمد الخرشة أن يعكس الاتجاه، ويشق طريقه المعاكس نحو الجذور، حيث تبدأ الحكايات الأولى وتنبت الأرض المعنى. حمل كاميرته، وخيمته، وخريطة افتراضية تضم ما يقارب 900 قرية أردنية، وبدأ رحلته الميدانية التي سمّاها ببساطة: رحلة الـ900 قرية، عرفها من خلال خرائط جوجل. 'الأردن مش بس البترا' بهذه العبارة يلخّص أيوب رؤيته لمشروعه الذي يستهدف إعادة الاعتبار للمناطق المهمشة إعلاميا وسياحيا. فرغم الأضواء المسلطة على الوجهات السياحية التقليدية، تبقى القرى في الظل، بثرائها الثقافي وتنوعها الجغرافي والاجتماعي. من هنا، قرر أيوب أن 'يقاوم الضجيج بضوء مختلف'، على حد وصفه. بدأت الرحلة من أقصى شمال الأردن، من قرية عقربة الحدودية التي وصفها بـ'قمة في الجمال'، متحديا بذلك حرّ الصيف، ووعورة الطرق، وضعف الموارد. هدفه أن يمر على كل قرية أردنية، يوثّق معالمها، يحاور أهلها، يصور أذان مساجدها وأجراس كنائسها، ويجمع ما يختبئ في الزوايا من حكايات وذكريات. 'حتى القرى التي اختفت أو هجرت، سأقف عندها. كل قرية لها حكاية… وبعض القرى، الناس هم الحكاية'، يقول أيوب. لا يحمل أيوب كاميرته فحسب، بل يعيش الحياة اليومية للقرى التي يزورها. يُخيم في أماكن مطلة، ينهض مع شروق الشمس، ويوثق الحياة الصباحية الهادئة، والغروب الساكن الذي لا يقاوم. يتنقل بين قرية وأخرى بسيارته القديمة التي شارك في تجهيزها متابعوه على مواقع التواصل، في تجربة جماعية جعلت الجمهور شريكا حقيقيا في الرحلة. أيوب الخرشة قدّم وصفا دقيقا ومؤثرا لتجربته في لقاء أهل القرى وما يفعله داخل كل قرية يزورها خلال رحلة الـ900 قرية. فهو لا ينسّق مسبقًا مع أهل القرية قبل زيارته، لكنه يُفاجأ دائما بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، خاصة في قرى الشمال. قال: 'حاس حالي أنا بين أهلي وناسي وربعي… مش حاس حالي غريب.' ويصف التفاعل معه بأن القرى تكون 'بانتظار أيوب'، ويشعر أن وجوده متوقع ومُرحَّب به. 'بس أوصل، الناس تعرفني وتعرف سيارتي، وحاطيني على راسهم.' يجلس مع الكبار، يسألهم عن تاريخ القرية، أصل تسميتها، كيف بدأت، ماذا كانت تشتهر، وما الذي تغيّر الآن. يتابع: 'ما بنستغني عن مقولات وآراء أهل القرى.' ورغم الزخم الشعبي والانتشار الذي تحققه مبادرة أيوب على المنصات الرقمية، إلا أن الدعم الرسمي ما زال غائبا، 'البلديات تتجاوب، لكن لا تواصل من وزارة السياحة أو الجهات المركزية حتى الآن'، يوضح. ومع ذلك، يصر على أن هدفه الأساسي ليس الشهرة أو التمويل، بل 'أن يعرف الأردنيون بلدهم أولاً، ثم يعرفها العالم'. 'أريد أن أثبت أن الأردن كله زينة'، يقول أيوب بابتسامة واثقة. 'وأن قرانا ليست مجرد نقاط على خريطة، بل هي قلب البلاد وروحها'. في وقت يتطلع فيه الشباب للهجرة أو الهروب من الواقع، يختار أيوب أن يسير في العكس، أن يتأمل ويستمع ويرى. رحلة الـ900 قرية ليست مجرد توثيق لمكان، بل استعادة لذاكرة وهوية مهددتين بالاندثار. رحلة أيوب مستمرة. لا إعلان ممول، لا إنتاج ضخم، فقط كاميرا، وإرادة، وحب لوطن اسمه الأردن. رسالة أيوب الخرشة للشباب الأردني واضحة ومباشرة ومحفزة. في لقائه الإذاعي عبر برنامج 'هنا الأردن'، وجه نداء صادقا ملؤه الإيمان بقدرة الشباب على التغيير، فقال: 'إذا عندك خطة أو فكرة بتخدم بلدك، لا تتردد، قول بسم الله وابدأ فيها.'