logo
كيف تسقط أميركا على خطى روما؟

كيف تسقط أميركا على خطى روما؟

الجزيرةمنذ يوم واحد

في الأيام الأخيرة لجميع الإمبراطوريات، يستولي الحمقى على زمام الأمور. إنهم يعكسون الغباء الجماعي لحضارة انفصلت عن الواقع. تُهيمن على الأيام الأخيرة للإمبراطوريات المحتضرة حفنة من الحمقى. لقد انهارت سلالات الرومان، والمايا، والفرنسيين، والهابسبورغ، والرومانوف، والإيرانيين، والسوفيات تحت وطأة حماقة حكامهم المنحلّين، الذين انفصلوا عن الواقع، ونهبوا شعوبهم، وتراجعوا إلى غرف صدى تجعل الحقيقة والخيال شيئًا واحدًا.
ما يحدث في أميركا نسخة محدثة من حكم الإمبراطور الروماني نيرون، الذي خصص نفقات هائلة من الدولة ليكتسب قوى سحرية؛ والإمبراطور الصيني تشين شي هوانغ، الذي موّل حملات متكررة إلى جزيرة خرافية لجلب إكسير الحياة الأبدية؛ ومحكمة القياصرة الروس الضعفاء، التي كانت تجلس تقرأ بطاقات التاروت وتحضر جلسات استحضار الأرواح بينما كانت روسيا تُستنزف بحرب أودت بحياة أكثر من مليوني شخص، في وقت كانت الثورة تختمر في الشوارع.
في كتابه "هتلر والألمان"، ينفي الفيلسوف السياسي إريك فوغيلين فكرة أن هتلر – الموهوب في الخطابة والانتهازية السياسية، لكنه قليل التعليم وفظ – قد سحر وأغوى الشعب الألماني. إذ يكتب فوغيلين أن الألمان دعموا هتلر و"الشخصيات الهامشية البشعة" التي أحاطت به؛ لأنه جسّد أمراض مجتمع مريض، مجتمع ينهار اقتصاديًا وفاقد للأمل.
يعرّف فوغيلين الغباء بأنه "فقدان للواقع". وهذا الفقدان للواقع يعني أن الشخص "الغبي" غير قادر على "توجيه أفعاله في العالم الذي يعيش فيه" بشكل صحيح. إن الديماغوجي، الذي يكون دومًا أحمقَ، ليس مسخًا اجتماعيًا، بل إنه يعبر عن روح العصر في المجتمع، وخروجه الجماعي من عالم عقلاني تحكمه الحقائق القابلة للتحقق. هؤلاء الحمقى، الذين يعدون باستعادة المجد المفقود والسلطة، لا يبدعون شيئًا، إنما يدمرون فقط.
إنهم يسرّعون من الانهيار. وبما أنهم محدودو القدرات العقلية، يفتقرون لأي بوصلة أخلاقية، غير أكْفاء على نحو فاضح وممتلِيئون بالغضب تجاه النخب القائمة التي يرونها قد أساءت إليهم ورفضتهم، فإنهم يعيدون تشكيل العالم إلى ملعب للمحتالين، والدجالين، والمهووسين بالسلطة.
يشن هؤلاء حربًا على الجامعات، ويحظرون البحث العلمي، ويروجون لنظريات سخيفة عن اللقاحات كذريعة لتوسيع نطاق المراقبة الجماعية ومشاركة البيانات، ويجردون المقيمين الشرعيين من حقوقهم، ويمكّنون جيوشًا من البلطجية – وهو ما أصبحت عليه هيئة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)– لنشر الخوف وضمان الطاعة.
إن الواقع، سواء كان أزمة المناخ أو بؤس الطبقة العاملة، لا يقتحم أوهامهم. وكلما ساء الوضع، ازدادوا حمقًا. تلوم "حنة آرندت" المجتمع الذي يحتضن الشر الراديكالي طوعًا على هذا "اللاتفكير" الجماعي.
فاليائسون من ركود أوضاعهم، العالقون في حلقة من اليأس بلا أمل هم وأطفالهم، يتشرّبون شعورًا بأن عليهم استغلال كل من حولهم في سباق يائس للبقاء.
الناس يُعاملون كأدوات، وهو انعكاس للقسوة التي تمارسها عليهم الطبقة الحاكمة. يشير فوغيلين إلى أن المجتمع الذي تعصف به الفوضى والاضطراب يحتفي أخيرًا باللاأخلاقيين المنحطين: الأذكياء الماكرين، المخادعين، العنيفين.
في مجتمع ديمقراطي مفتوح، تُدان هذه السمات وتُجرّم. ومن يظهرها يُوصم بأنه "غبي"، وكما يلاحظ فوغيلين، "فالرجل (أو المرأة) الذي يتصرف بهذه الطريقة سيُقاطع اجتماعيًا". لكن المعايير الاجتماعية والثقافية والأخلاقية في مجتمع مريض تنقلب رأسًا على عقب.
إن الصفات التي تدعم مجتمعًا منفتحًا – مثل الاهتمام بالصالح العام، والصدق، والثقة، والتضحية بالنفس – يُسخر منها. إذ تصبح هذه القيم ضارة للبقاء في المجتمع المريض. عندما يتخلى المجتمع، كما يشير أفلاطون، عن الصالح العام، يطلق العنان دائمًا للشهوات اللاأخلاقية – العنف، الجشع، الاستغلال الجنسي – ويشجع التفكير السحري، وهو ما تناولته في كتابي "إمبراطورية الوهم: نهاية الثقافة وانتصار الاستعراض".
والشيء الوحيد الذي تُجيده هذه الأنظمة المحتضرة هو الاستعراض. هذه المهرجانات من "الخبز والسيرك" – مثل عرض ترامب العسكري الباذخ بقيمة 40 مليون دولار المزمع عقده في عيد ميلاده 14 يونيو/ حزيران – تُبقي السكان المضطربين مُسلّين.
إن تحويل أميركا إلى ديزني لاند، أرض الأفكار السعيدة الأبدية والمواقف الإيجابية، حيث كل شيء ممكن، هو ستار يخفي قسوة الركود الاقتصادي، وعدم المساواة الاجتماعية.
فالثقافة الجماهيرية، التي تهيمن عليها السلعنة الجنسية، والترفيه التافه والخالي من الفكر، والمشاهد العنيفة، تبرمج السكان ليحمّلوا أنفسهم مسؤولية الفشل.
في "العصر الحاضر"، يحذّر سورين كيركغارد من أن الدولة الحديثة تسعى للقضاء على الضمير، وتشكيل الأفراد وتحويلهم إلى "رأي عام" سهل التلاعب. هذا "الرأي العام" ليس حقيقيًا. إنه، كما يكتب كيركغارد، "تجريد هائل، شيء شامل لا شيء، سراب".
باختصار، نصبح قطيعًا من "أفراد غير حقيقيين لا يمكن أن يجتمعوا في موقف أو تنظيم حقيقي – ومع ذلك يظلون مجتمعين كوحدة واحدة". أما من يشككون في "الرأي العام"، من ينددون بفساد الطبقة الحاكمة، فيُرفضون باعتبارهم حالمين أو شاذين أو خونة. لكنهم وحدهم، وفق التعريف اليوناني لـ"البوليس" (الدولة/ المدينة)، من يمكن اعتبارهم مواطنين حقيقيين.
يكتب توماس باين عن أن الحكومة الاستبدادية هي فطر ينمو من مجتمع مدني فاسد. وهذا ما حدث للمجتمعات السابقة، وهو ما حدث لنا. من المغري إلقاء اللوم في هذا الانحدار على شخص واحد، وكأن التخلص من ترامب سيعيدنا إلى العقل والرصانة. لكن التعفن والفساد دمرا جميع مؤسساتنا الديمقراطية، التي ما عادت تعمل إلا شكليًا، لا جوهريًا.
إن "موافقة المحكومين" مزحة قاسية. الكونغرس نادٍ في جيوب المليارديرات والشركات. المحاكم ملحقات للشركات والأثرياء. الصحافة غرفة صدى للنخب؛ بعضها لا يحب ترامب، لكن لا أحد فيها يدعو إلى الإصلاحات الاجتماعية والسياسية التي يمكن أن تنقذنا من الاستبداد. الأمر كله يتعلق بكيفية تزيين الاستبداد، لا بمواجهته.
يكتب المؤرخ رامسي ماكمولين، في كتابه "الفساد وأفول روما"، أن ما دمّر الإمبراطورية الرومانية كان "تحويل القوة الحكومية، وتوجيهها الخاطئ".
لقد أصبحت السلطة وسيلة لإثراء المصالح الخاصة. هذا التوجيه الخاطئ يجعل الحكومة عاجزة – على الأقل كمؤسسة قادرة على تلبية احتياجات المواطنين وحماية حقوقهم. بهذا المعنى، حكومتنا عاجزة.
إنها أداة بيد الشركات والبنوك وصناعة الحروب والأوليغارشيين. إنها تفترس نفسها لتصب الثروة إلى أعلى. يكتب إدوارد جيبون: "كان انحدار روما النتيجة الطبيعية والحتمية لعظمتها المفرطة. لقد نضّجت الرفاهية مبدأ الانحلال؛ وتضاعفت أسباب الدمار مع اتساع الفتوحات؛ وما إن أزالت الحوادث أو الزمن الدعامات المصطنعة حتى خضع البناء الهائل لضغط وزنه الخاص. إن قصة الخراب بسيطة وواضحة: وبدلًا من التساؤل عن سبب تدمير الإمبراطورية الرومانية، يجدر بنا أن نتعجب من أنها استمرت طويلًا".
كان الإمبراطور الروماني كومودوس مفتونًا بنفسه. أمر بصنع تماثيل له مجسِّدًا شخصية هرقل، ولم يكن معنيًا بشؤون الحكم. كان يرى نفسه نجمًا في ساحة القتال، ينظّم معارك المصارعين التي يُتوّج فيها دائمًا، ويستعرض مهاراته في قتل الأسود بالقوس والسهم. لقد تحولت الإمبراطورية – التي أعاد تسميتها "مستعمرة كومودوس"- إلى وسيلة لتغذية نرجسيته النهمة وطموحه غير المحدود نحو الثروة.
باع المناصب والامتيازات علنًا، تمامًا كما يفعل بعض زعماء العصر الذين يخلطون بين الدولة ومصالحهم الخاصة، فيروّجون لمشاريعهم التجارية من داخل المنصب، ويمنحون الامتيازات لمن يُحسن العطاء في حملاتهم أو لمكتباتهم الرئاسية.
في النهاية، رتّب مستشارو الإمبراطور كومودوس لاغتياله خنقًا في حمامه على يد مصارع محترف بعد أن أعلن نيته تولي القنصلية مرتديًا زي المصارع. لكن اغتياله لم يوقف الانحدار. خلفه بيرتينكس، الذي اغتيل بعد ثلاثة أشهر. باع الحرس البريتوري منصب الإمبراطور في مزاد. استمر الإمبراطور التالي، ديديوس جوليانوس، 66 يومًا فقط.
وفي سنة 193 ميلادية، بعد اغتيال كومودوس، حكم خمسة أباطرة مختلفين. مثل الإمبراطورية الرومانية المتأخرة، جمهوريتنا ماتت. لقد سُلبت منا حقوقنا الدستورية – كالإجراءات القانونية الواجبة، ومبدأ "هبياس كوربوس" الذي كان يمثل حماية من الاعتقال التعسفي، والخصوصية، وحرية الانتخابات والاحتجاج – بقرارات قضائية وتشريعية.
هذه الحقوق موجودة بالاسم فقط. إن الهوة الهائلة بين القيم المزعومة لديمقراطيتنا الزائفة والواقع تجعل خطابنا السياسي، والكلمات التي نستخدمها لوصف أنفسنا ونظامنا السياسي، عبثًا محضًا.
كتب والتر بنيامين في عام 1940، وسط صعود الفاشية الأوروبية واقتراب الحرب العالمية: "لوحة تُدعى "الملاك الجديد" تُصوّر ملاكًا يبدو وكأنه على وشك الابتعاد عن شيء يحدق فيه. عيناه تحدقان، فمه مفتوح، جناحاه ممدودان. هكذا يتصور المرء ملاك التاريخ. وجهه متجه نحو الماضي. نحن نرى سلسلة من الأحداث، أما هو فيرى كارثة واحدة، تتراكم فوق كارثة، وتُلقي بالحطام أمام قدميه.
يرغب الملاك في البقاء، إيقاظ الموتى، وإصلاح ما حُطّم. لكن عاصفة تهب من الجنة، وقد علقت في جناحيه بعنف لدرجة أنه لم يعد قادرًا على إغلاقهما. تدفعه العاصفة قسرًا إلى المستقبل، بينما ظهره نحوه، ويتصاعد ركام الحطام أمامه نحو السماء. هذه العاصفة هي ما نسميه التقدم". لقد كان انحدارنا، وأمّيتنا، وتراجعنا الجماعي عن الواقع نتيجة مسار طويل.
التآكل المستمر لحقوقنا، خاصة حقوقنا كناخبين؛ تحويل مؤسسات الدولة إلى أدوات استغلال؛ بؤس الفقراء والطبقة المتوسطة؛ الأكاذيب التي تملأ فضاءاتنا الإعلامية؛ تدهور التعليم العام؛ الحروب العبثية اللانهائية؛ الديون العامة المروعة؛ وانهيار البنية التحتية.. كلها تعكس أيام الأفول الأخيرة لكل الإمبراطوريات. ترامب، وسط ذلك، يُسلينا ونحن نسقط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصين تؤكد التزامها تجاه أفريقيا وتعرض إلغاء الرسوم الجمركية
الصين تؤكد التزامها تجاه أفريقيا وتعرض إلغاء الرسوم الجمركية

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

الصين تؤكد التزامها تجاه أفريقيا وتعرض إلغاء الرسوم الجمركية

التقى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، عددًا من نظرائه الأفارقة في مدينة تشانغشا الصينية، في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي، حيث قدّم تأكيدات جديدة بشأن التزام بكين بمواصلة دعم المشاريع التنموية في القارة السمراء. ضم الاجتماع، الذي عُقد يوم الثلاثاء، وزراء خارجية كينيا والسنغال وتنزانيا وناميبيا وبوتسوانا وأنغولا، وأكد تعزيز التعاون في مجالات التنمية المستدامة والفرص الاقتصادية. وفي خطوة جديدة لتدعيم التعاون التجاري، أعلنت بكين يوم الأربعاء استعدادها لإلغاء الرسوم الجمركية على جميع الدول الأفريقية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين، باستثناء دولة إسواتيني، التي تدعم تايوان، والتي تعتبرها الصين مقاطعة منشقة. ويُعدّ هذا الإعلان خطوة إستراتيجية تُضاف إلى تحركات الصين لتعزيز مكانتها التجارية في أفريقيا. كما يأتي في وقت يشهد فيه العالم حربًا تجارية مستمرة بين واشنطن وبكين، وترقّبًا لمصير العلاقات التجارية الأميركية مع أفريقيا. وتُعدّ هذه الخطوة أيضًا ردًا صينيًا على النظام الجمركي الجديد الذي أطلقه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي من شأنه أن يزيد الرسوم الجمركية على بعض الدول الأفريقية بنسبة قد تصل إلى 50%. من جانبها، تواجه الدول الأفريقية حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل برنامج "قانون النمو والفرص الأفريقي" (AGOA)، الذي يتيح مزايا تجارية تفضيلية للدول الأفريقية مع الولايات المتحدة، والمقرر أن ينتهي في سبتمبر/ أيلول المقبل. جدير بالذكر أن هذا الاتفاق يُعدّ امتدادًا لمبادرة الصين السابقة، التي قدّمت فيها معاملة صفرية للرسوم الجمركية لـ 43 من أقل الدول نموًا في العالم، معظمها في أفريقيا، العام الماضي.

كاتب أميركي: الولايات المتحدة لم تعد بلدا مستقرا
كاتب أميركي: الولايات المتحدة لم تعد بلدا مستقرا

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

كاتب أميركي: الولايات المتحدة لم تعد بلدا مستقرا

يرى الكاتب الأميركي ديفيد فرنش أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتعامل مع الاحتجاجات في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا برؤية قتالية كما لو أن الولايات المتحدة على شفا حرب، مؤكدا أن المؤشرات تتزايد يوميا على أن أميركا لم تعد بلدا مستقرا. وكتب فرنش، في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن "إدارة ترامب تتأهب للقتال في شوارع أميركا" في تعاملها مع أعمال العنف التي اندلعت في أوساط المهاجرين في لوس أنجلوس إثر احتجاجات على الاعتقالات التي قام بها موظفو إدارة الهجرة والجمارك ضد المهاجرين. ولاحظ الكاتب أن مستوى أعمال العنف في لوس أنجلوس لا يزال حتى الآن محدودا، والأهم من ذلك أنه في مقدور مسؤولي ولاية كاليفورنا ومدينة لوس أنجلوس التعامل معه، لكن إدارة ترامب تميل للتعامل مع الوضع بأنه "تمرد" كما ورد على لسان ستيفن ميلر، أحد أقرب مستشاري الرئيس ترامب وأهم مهندس لسياسات الهجرة في إدارته. "غزو" ومن جانبه، يرى جي دي فانس نائب الرئيس الأميركي أن ما يجري في لوس أنجلوس هو "غزو"، وكتب في تدوينة على منصة إكس"لدينا مواطنون أجانب ليس لديهم حق قانوني في الوجود في البلاد، يلوحون بأعلام أجنبية ويعتدون على سلطات إنفاذ القانون. يا ليت لدينا كلمة طيبة تُعبّر عن ذلك". وفي المنحى نفسه، برر وزير الدفاع بيت هيغسيث ، في تدوينة على منصة إكس، لجوء الإدارة الأميركية إلى نشر الحرس الوطني لدعم قوات إنفاذ القانون الفدرالية في لوس أنجلوس وحشد قوات مشاة البحرية للغرض نفسه. ونشر الرئيس ترامب السبت الماضي تدوينة على موقع "تروث سوشيال"، قال فيها إنه "إذا لم يتمكن غافن نيوسكوم حاكم كاليفورنيا، وكارين باس رئيسة بلدية لوس أنجلوس، من القيام بوظائفهما، وهو ما يعلم الجميع أنهما لا يستطيعان القيام به، فإن الحكومة الفدرالية ستتدخل وتحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة اللازمة". وفي اليوم الموالي، قال ترامب إنه أعطى توجيهات لوزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، ولوزير الدفاع بيت هيغسيث، والمدعية العامة بام بوندي، بالتنسيق مع جميع الوزارات والهيئات المعنية الأخرى، لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحرير لوس أنجلوس مما سماه "غزو المهاجرين". انتهاك لسيادة الولاية واستدعى ترامب 2000 عنصر من الحرس الوطني للخدمة الفدرالية، ونشرهم في لوس أنجلوس، رغم أن كارين باس و غافن نيوسوم لم يطلبا ذلك التدخل لأن ولاية كاليفورنيا تمتلك موارد هائلة للتعامل مع الاضطرابات الحضرية، في وقت لم يترك لهما ترامب الفرصة لإجراء اللازم. وطلب نيوسوم من ترامب إلغاء نشر قوات الحرس الوطني، واصفا إياه بأنه "انتهاك خطير لسيادة الولاية". وتوقف الكاتب مليّا عند مغزى قرار ترامب، وقال إنه بالتدقيق في الأمر "نجد أن تصرفات إدارة ترامب لا تتطابق تماما مع قلقها. نشر ترامب الحرس الوطني، لكنه لم يُفعّل قانون التمرد، وهذا تمييز قانوني بالغ الأهمية". واستشهد الكاتب برأي ستيفن فلاديك، وهو أستاذ القانون بجامعة جورج تاون، والذي قال إن "ترامب أمر الحرس الوطني بالتوجه إلى لوس أنجلوس بموجب قانون مختلف، يسمح للرئيس باستدعاء الحرس الوطني عندما يكون هناك تمرد أو خطر تمرد ضد سلطة حكومة الولايات المتحدة". وبموجب ذلك القانون، فإن قوات الحرس الوطني تتمتع بسلطة "قمع التمرد"، لكنها لا تتمتع بالسلطة الكاملة لإنفاذ القانون التي قد يمتلكها الجنود إذا قرر الرئيس نشر وحدات الجيش بموجب قانون التمرد. وبالتالي فإن مهمة قوات الحرس الوطني التي أمر ترامب بنشرها في كاليفورنيا، تتمثل في حماية موظفي وزارة الأمن الداخلي من هجمات المتظاهرين، وفق تفسير ستيفن فلاديك. لغة متطرفة يخلص الكاتب إلى أن إدارة الرئيس ترامب تستعمل لغة متطرفة وأبدى تخوفه من أن تكون الخطوة التالية هي التعامل مع الأمر بأنه "تمرد" و"غزو المهاجرين" لتبرير المزيد من السيطرة العسكرية، وربما اللجوء إلى "قانون التمرد". ويرى الكاتب أن صياغة "قانون التمرد" فضفاضة ومن شأنها أن تمنح الرئيس كل السلطة القانونية اللازمة لنشر عشرات الآلاف من الجنود في الشوارع، مشيرا إلى أن ترامب أعرب علنا عن ندمه لعدم استخدام المزيد من القوة لقمع الاضطرابات عام 2020 ويُقال إن حلفاءه وضعوا خططا لتفعيل قانون التمرد خلال ولايته الثانية. وتساءل الكاتب: هل يريد ترامب إيذاء المتظاهرين؟ وهناك يتذكر الكاتب أن وزير دفاع ترامب السابق مارك إسبر صرّح بأن ترامب سأل رئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك الجنرال مارك ميلي عام 2020 "ألا يمكنك إطلاق النار عليهم ببساطة، إطلاق النار على أرجلهم أو شيء من هذا القبيل؟". ويرى الكاتب أن خلفية الصراع بين ترامب وحاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافن نيوسوم تكمن في تلويح إدارة ترامب بإلغاء واسع النطاق للتمويل الفدرالي لولاية كالفورنيا، في حين اقترح نيوسوم حجب أموال ضرائب كاليفورنيا عن الحكومة الفدرالية، مشيرا إلى أن سكان كالفورنيا يدفعون للحكومة الفدرالية ضرائب أكثر مما تتلقاه الولاية من تمويل فدرالي.

الصين تؤكد التوصل لاتفاق تجاري مع أميركا
الصين تؤكد التوصل لاتفاق تجاري مع أميركا

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

الصين تؤكد التوصل لاتفاق تجاري مع أميركا

أكدت الصين اليوم الخميس ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه تم التوصل لاتفاق تجاري بين البلدين، وقالت إن على الجانبين الالتزام به، وإن بكين تحترم دائما تعهداتها. ويوفر الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي، هدنة هشة للغاية في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحفي دوري "لطالما أوفت الصين بالتزامها وحققت نتائج.. الآن وقد تم التوصل إلى توافق في الآراء، يجب على الجانبين الالتزام به". من جهتها، حثت وزارة التجارة الصينية واشنطن على الالتزام بقواعد منظمة التجارة العالمية، والعمل المشترك على تعزيز التنمية. وأنهى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين أزمة اندلعت بعد أسابيع فقط من التوصل إلى اتفاق مبدئي في جنيف. وسرعان ما أعقب الاتصال المزيد من المحادثات في لندن، والتي قالت واشنطن إنها أكملت اتفاق جنيف لتخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة. وكان اتفاق جنيف قد تعثر بسبب استمرار الصين في فرض قيود على صادرات المعادن، مما دفع إدارة ترامب إلى الرد بفرض قيود على الصادرات. تصريحات ترامب قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس إن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين "قد أُبرم"، وهو يزيل القيود التي تفرضها الصين على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة وغيرها من المكونات الصناعية المهمة، ويسمح أيضا للطلاب الصينيين بالالتحاق بالجامعات الأميركية. وتحدث ترامب على منصته "تروث سوشيال" عن التفاصيل الأولى التي خرجت من محادثات ماراثونية عقدت على مدى يومين في لندن ووصفها وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك بأنها "أكملت بنود" اتفاق تسنى التوصل إليه الشهر الماضي في جنيف لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة والتي وصلت إلى مستويات ساحقة من ثلاثة أرقام. وقال ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "أُبرم اتفاقنا مع الصين، وهو رهن الموافقة النهائية من الرئيس (الصيني) شي (جين بينغ) ومني". وتابع "ستُورد الصين مقدما المواد المغناطيسية الكاملة وأي معادن أرضية نادرة ضرورية، وبالمثل سنزود ​​الصين بالمتفق عليه بما في ذلك الطلاب الصينيون الذين يدرسون في جامعاتنا (وهو أمر لطالما كان مرضيا لي!)". وأضاف "سنحصل على رسوم جمركية إجمالية بنسبة 55%، وستحصل الصين على 10%". وقال مسؤول في البيت الأبيض إن نسبة 55% تمثل مجموع الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترامب بنسبة 10% على السلع المستوردة من كل شركاء الولايات المتحدة التجاريين تقريبا، وبنسبة 20% عقابية على كل الواردات من الصين والمكسيك و كندا بعدما اتهم الدول الثلاث بتسهيل تدفق مخدر الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، وأخيرا بنسبة 25% وهي رسوم جمركية سابقة فرضها ترامب خلال ولايته الأولى على الواردات من الصين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store