
هل تكون كردفان مسرح الحسم للحرب السودانية؟
تتجه الأنظار وسط التمدد المستمر لنطاق الحرب، التي تعصف بالسودان منذ أبريل (نيسان) 2023، نحو إقليم كردفان، لا بوصفه إحدى ساحات القتال فحسب، بل كمنطقة قد تكون لها الكلمة الفصل في مسار الصراع. فالتصعيد العسكري الذي تشهده بعض مناطق الإقليم الذي يتوسط البلاد جغرافياً ويتماس تاريخياً واجتماعياً مع الأطراف المتنازعة في الأيام الأخيرة، لم يعد ينظر إليه كحلقة في سلسلة الحرب المتنقلة من مكان إلى آخر، بل بات يحمل دلالات أعمق تتعلق بتوازن القوى وإمكانات الحسم أو التجميد، وربما إعادة تشكيل خريطة النزاع. وما تشهده كردفان من تبادل الهجمات المسلحة التي طاولت مدناً وبلدات رئيسة، وما ترافق معه من ادعاءات متبادلة بالسيطرة والانتصار، في وقت يتدهور فيه الوضع الإنساني والاقتصادي، ينذر باتساع نطاق الاشتباكات على نحو يثير القلق من انزلاق الإقليم إلى مصير يشبه دارفور.
لكن إقليم كردفان، بخلاف دارفور، يحتفظ بخصائص تجعله ذا أثر مضاعف في مستقبل الحرب والسلم في السودان. فهو يشكل نقطة التقاء بين المركز والهامش، ويعد بمثابة الجسر بين شمال البلاد وجنوبها، وبين الشرق والغرب، مما يمنحه ثقلاً استراتيجياً يتجاوز حجمه السكاني أو التنوع القبلي والإثني الذي يجعل من الإقليم مرآة لتركيبة الدولة السودانية ذاتها. كما أن قربه من مناطق الإنتاج الحيوي واحتضانه لتشابكات قبلية ونضالية سابقة وتداخل النفوذ السياسي والعسكري فيه، يعززان من أهميته كبيئة حساسة قد تسرع بانعطاف كبير في مجرى الحرب.
أمام هذا الواقع، يطرح المشهد في كردفان نقاط نقاش جوهرية تتجاوز ما يحدث على الأرض من اشتباكات وتقدم أو تقهقر، حول إمكان أن يقود التصعيد العسكري في الإقليم إلى نقطة تحول قد تفضي إلى إضعاف أحد طرفي النزاع بصورة تفرض واقعاً جديداً، أو تنضم كردفان إلى مناطق "اللاحرب واللاسلم"، بما يعنيه ذلك من اتساع دائرة الانهيار، وزيادة تعقيد الحلول السياسية، وعدم الحسم العسكري، وحول إمكان لعب القوى المحلية والمجتمعية دوراً كابحاً أو وسيطاً، أو أن يكون ضحية لهذه الحرب التي لا يملك مفاتيح نهايتها أحد.
ممرات السيطرة
عكست التحولات العسكرية الدراماتيكية خلال الأسابيع الماضية، اشتداد الصراع على ممرات السيطرة والتموضع الاستراتيجي بين القوات المسلحة وقوات "الدعم السريع". ففي مدينة الأبيض، عاصمة الإقليم والمركز الحيوي لولاية شمال كردفان، أدى قصف عنيف إلى سقوط عشرات الضحايا، بينما يعيش آلاف النازحين في ظروف إنسانية متدهورة داخل مراكز إيواء تفتقر إلى أدنى مقومات الأمان. وعلى خط مواز، واصلت "الدعم السريع" توسيع نطاق هجماتها، فارضة حصاراً خانقاً على مدينة بارا، وعمدت إلى عزلها عبر السيطرة على طرق الإمداد وتقييد الاتصالات باعتقال عشرات المدنيين وتدمير واسع. وألقت هذه التحركات بظلالها على الوضع الاقتصادي الهش للمدينة، التي تعتمد على التحويلات الخارجية والأسواق المحلية، لتدخل في أزمة خانقة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في المقابل، شنت القوات المسلحة هجمات جوية مركزة على مواقع "الدعم السريع"، في محاولة لاستعادة السيطرة على الأرض. ومع تصاعد التوترات، شهدت مدن النهود والخوي والدبيبات تبدلاً متكرراً في السيطرة. فقد أعلنت "الدعم السريع" سيطرتها على هذه المدن، ووصفت الأمر بأنه نقطة تحول في ميزان المواجهة، قبل أن يعود الجيش ليؤكد استعادة بعضها ويعلن تكبيد "الدعم السريع" خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مدعوماً بقوة مشتركة من الحركات المسلحة، إلا أن السيطرة على الأرض بقيت متقلبة، إذ سرعان ما عاودت "الدعم السريع" التقدم، معلنة مرة أخرى سيطرتها على منطقتي الدبيبات والخوي، مترافقة مع هجمات على منشآت حيوية في كوستي، أبرز شرايين إمداد الجيش نحو دارفور. وقد ترافقت هذه المعارك مع اتهامات متبادلة بارتكاب مجازر وانتهاكات جسيمة، وسط عجز تام عن التحقق المستقل من الوقائع في ظل انعدام التغطية الميدانية.
أصبح النزوح الجماعي السمة الطاغية، إذ وثقت المنظمات الدولية فرار آلاف الأسر من الخوي والنهود، وتوزعهم بين ولايات كردفان. وبينما تتسابق أطراف الصراع للسيطرة على المناطق الجغرافية، تبدو كردفان ساحة مفتوحة لحرب استنزاف تتبدل فيها خطوط النار بلا نهاية قريبة تلوح في الأفق.
شريان اقتصادي
تعد منطقة كردفان، بشقيها الشمالي والغربي، من أغنى أقاليم السودان بالموارد الاقتصادية الطبيعية والأنشطة التجارية الحيوية، مما يجعلها مركزاً للصراع المحموم بين الجيش و"الدعم السريع". فالصراع الدائر ليس محض نزاع عسكري على الأرض فحسب، بل هو في جوهره صراع على الموارد والسيطرة على مفاتيح الاقتصاد في بلد تتهاوى مؤسساته بفعل الحرب.
تمثل مدينة الأبيض نقطة ارتكاز في شبكة التجارة الحيوية للماشية، حيث تتقاطع القوافل القادمة من مختلف ولايات كردفان عابرة شمالاً إلى مصر، أو شرقاً عبر البحر الأحمر نحو موانئ السودان التي تعد بوابة لتصدير الماشية إلى السعودية ودول الخليج. هذه الحركة التجارية، المتجذرة منذ قرون، تمثل شرياناً اقتصادياً أساسياً لكثير من المجتمعات المحلية والجهات الفاعلة، وهو ما يجعل السيطرة على كردفان مكسباً اقتصادياً، يفوق قيمته الرمزية أو الجغرافية.
في هذا السياق، تبرز تجارة الصمغ العربي بوصفها مورداً استراتيجياً آخر. فأشجار الهشاب المنتشرة في المساحات الشاسعة خارج مدينة الأبيض توفر الصمغ الذي يعد من أهم صادرات السودان، على رغم أن الدولة لا تمارس عليه سيطرة مباشرة بسبب الطبيعة التقليدية للإنتاج بواسطة المجتمعات الريفية. ومع ذلك، فإن موقع الأبيض كمركز لبورصة الصمغ العربي، وكمقر لعدد من المؤسسات الاقتصادية، يمنحها أهمية استثنائية. قيمة الصمغ العربي الاقتصادية كسلعة استراتيجية على المدى البعيد تدفع أطراف النزاع للتفكير في توظيفه كمصدر لتمويل الحرب، خصوصاً إذا طال أمد النزاع، والسيطرة عليه تمكن أحد طرفي النزاع من التأثير المباشر في تسعير وتوزيع هذه السلعة الحيوية.
وفي الجنوب الغربي، تضاف معركة السيطرة على مدينة الفولة، عاصمة غرب كردفان، إلى خريطة الحرب الاقتصادية، نظراً إلى احتوائها على أحد أهم حقول النفط في السودان. كما أن التهديد الذي تفرضه قوات "الدعم السريع" على مصفاة الأبيض، وهي منشأة حيوية في شمال كردفان، يكشف عن نية إعادة تشكيل خريطة السيطرة على أصول الطاقة والبنية التحتية النفطية.
توازن متأرجح
في قلب الجغرافيا السودانية، تتربع كردفان كمنصة محورية تملي إحداثيات الحرب والسلام. وبمساحتها الشاسعة التي تربط الغرب بالوسط والشمال، وتموضعها بين دارفور وجنوب السودان، لا تعد كردفان مجرد إقليم إداري، بل رقعة استراتيجية ذات أثر حاسم في مستقبل الدولة السودانية الممزقة.
تمتد كردفان عبر ثلاث ولايات، شمال وجنوب وغرب كردفان، وتتشكل من طيف متنوع من التضاريس، من السهول الرعوية شمالاً، إلى المرتفعات الوعرة جنوباً، حيث تترسخ مواقع "الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال"، بقيادة عبدالعزيز الحلو في كاودا، العاصمة المعلنة لما يسمى بـ"المناطق المحررة". هذه الجغرافيا الصلبة كثيراً ما شكلت مأوى للقوى المسلحة، بما في ذلك الجيش والحركات، والآن قوات "الدعم السريع" التي اقتحمت مدينة الفولة عاصمة غرب كردفان، لتكسر بذلك حاجز التوزع الجغرافي وتفرض وجوداً فعلياً على الأرض.
تتجاوز التقاطعات العسكرية في كردفان السيطرة على المدن، فطرق الإمداد التي تخترق الأبيض والنهود وأبو زبد تمثل الشرايين اللوجستية التي تربط الخرطوم بالغرب، وتجعل من كردفان محوراً مهماً لأي تموضع استراتيجي. كما يعد الإقليم نقطة ارتكاز رمزية في خطاب الهوية الوطنية، والسيطرة عليه تمنح الأطراف المتحاربة قدرة على ادعاء تمثيل "السودان العميق"، في الامتداد القبلي والثقافي المتشابك بين قبائل المسيرية والبقارة والنوبة وغيرها. هذه التعددية، وإن كانت مصدراً للثقل السياسي، فإنها أيضاً هشاشة محتملة قد تفجر صراعات إثنية ما لم تدر بحكمة.
أما على مستوى توازن القوى، فإن المشهد في كردفان لا يقوم على حياد الحركة الشعبية كما يبدو ظاهرياً، بل يتوزع ولاؤها بين جناحين متعارضين، فالحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو تميل ميدانياً وسياسياً إلى التنسيق مع قوات "الدعم السريع"، فيما ترتبط الحركة جناح مالك عقار من مضاربها في الأنقسنا على تخوم الإقليم، بتحالف معلن مع الجيش السوداني، بذلك تتمدد الحركة الشعبية على مسرح عسكري أكبر من حدود الإقليم. هذا التوازن المتأرجح لا ينبئ فقط باستمرار الحرب، بل يفتح الباب أمام احتمالات توسعها إلى صراع إقليمي إذا ما استغلت التناقضات الداخلية من أطراف خارجية، خصوصاً عبر الحدود المفتوحة مع جنوب السودان.
سيناريوهات محتملة
من هذا المشهد المركب، يمكن تصور ثلاثة سيناريوهات: الأول، ذو الطابع العسكري التقليدي، يفترض أن الجيش السوداني أو "الدعم السريع" سيحسم المعركة في كردفان عبر تحركات مباشرة وتكتيك هجومي منظم، لكن طبيعة الأرض المفتوحة في شمال كردفان، وتحصينات الجيش في الأبيض، وتماسك بعض المكونات القبلية، تجعل من هذا الحسم مكلفاً وغير مرجح في المدى المنظور.
أما السيناريو الثاني، فيقوم على حال توازن ميداني هش، إذ تتقاسم القوى الثلاث: الجيش، و"الدعم السريع"، والحركة الشعبية، مناطق النفوذ في كردفان، ضمن خطوط تماس غير مستقرة. في هذا التصور، يصبح الإقليم بمثابة منطقة "تجميد صراع"، تستخدم في رهانات سياسية أو ترتيبات ما بعد الحرب.
السيناريو الثالث، وهو الأكثر ترجيحاً، يتمثل في تفكك تدريجي في نسيج كردفان الأهلي، يتحول معه الإقليم إلى مسرح لصراع متعدد الأطراف، تغذيه التحالفات القبلية المتبدلة، والنزوح الكثيف، والفراغات الأمنية الناتجة من تراجع هيبة الدولة. دخول "الدعم السريع" إلى الفولة وبابنوسة، وسط احتجاج اجتماعي متصاعد، يكشف عن ديناميكيات داخلية قابلة للانفجار. ومع وجود نازحين من بابنوسة داخل الفولة التي سقطت بيد "الدعم السريع"، تتضاعف احتمالات الانفلات الأهلي، خصوصاً إذا اندفعت بعض القبائل نحو التسلح الذاتي أو انخرطت في تحالفات ظرفية مع أحد طرفي الحرب. في هذا السيناريو، يدخل إقليم كردفان مرحلة يتراجع خلالها منطق الدولة، وتظهر مناطق نفوذ لا مركزية، فيما تبرز احتمالات تدخل إقليمي عبر بوابة جنوب السودان. وهنا لا تحسم الحرب عسكرياً بقدر ما تستهلك في صراع أهلي مفتوح، ينسف الخرائط القديمة ويعيد تعريف مركز الثقل في السودان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
5 قتلى في هجمات روسية عنيفة على خاركيف في أوكرانيا
قتل خمسة أشخاص في الأقل في هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة شنّتها روسيا في وقت مبكر اليوم السبت على مدينتي خيرسون وخاركيف الأوكرانيتين، بحسب ما أفادت السلطات المحلية. وعززت روسيا في الأسابيع الأخيرة من تقدمها على خط الجبهة، تزامناً مع محادثات سلام مع أوكرانيا في إسطنبول فشلت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقتل ثلاثة أشخاص عندما شنّت موسكو قبيل فجر اليوم حملة قصف على ثاني كبرى مدن أوكرانيا خاركيف، وقال رئيس بلديتها إيغور تيريخوف إنها الأعنف على المدينة منذ بداية الحرب قبل أكثر من ثلاثة أعوام. وأفاد رئيس البلدية بأن القصف أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 17 في الأقل بجروح. وكتب على "تيليغرام"، "تشهد خاركيف حالياً أقوى هجوم منذ بداية الحرب الشاملة"، متحدثاً عن إطلاق روسيا وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيّرة والقنابل الموجهة في آن لقصف المدينة. وأكد رئيس بلدية المدينة الواقعة في شمال شرقي أوكرانيا عند الساعة 4:40 صباحاً (01:40 بتوقيت غرينتش)، "حتى الآن، سُمع ما لا يقل عن 40 انفجاراً في المدينة خلال الساعة ونصف الساعة الماضية". وأضاف أن "الطائرات المسيّرة لا تزال تحلق في السماء" محذراً من أن "التهديد لا يزال قائماً". وفي مدينة خيرسون جنوب البلاد، قتل شخصان في ضربة استهدفت مبنى، بحسب ما أفاد حاكم المنطقة أولكسندر بروكودين. وفي لوتسك غرب البلاد قرب الحدود مع بولندا، عثر رجال الإنقاذ اليوم على جثة ضحية ثانية قضت في قصف تعرضت له المدينة أمس الجمعة. وأشارت السلطات إلى أن القتيلة شابة في العشرينيات. وبذلك، ارتفعت حصيلة الضربات التي شنّتها روسيا على مناطق أوكرانية عدة ليل الخميس – الجمعة، إلى خمسة قتلى. هجوم بالمسيرات على روسيا من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 82 طائرة مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية، بما في ذلك منطقة موسكو على مدى ثماني ساعات ونصف الساعة. وذكرت الوزارة في بيان على تطبيق "تيليغرام" أن معظم الطائرات المسيرة دمرت فوق مناطق قريبة من الحدود الأوكرانية أو في وسط روسيا مساء أمس الجمعة. وفي بيان منفصل على "تيليغرام" قال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إنه جرى تدمير ست طائرات مسيرة كانت متجهة نحو العاصمة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أطلقت وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيرة على العاصمة كييف في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، مما أسفر عن مقتل أربعة في وقت دوَّت فيه انفجارات قوية في أنحاء البلاد. وجاءت الهجمات في أعقاب تحذير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نقله عبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن الكرملين سيرد على كييف بعدما دمرت طائرات مسيرة أوكرانية قاذفات استراتيجية عدة في هجمات بعمق روسيا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال زيلينسكي إن ثلاثة من العاملين في فرق الاستجابة للطوارئ قتلوا في هجوم بصواريخ وطائرات مسيرة على العاصمة. وقتل رابع في هجوم على مدينة لوتسك في شمال غربي البلاد. وأضاف في خطابه المسائي المصور أمس "من قتلوا في كييف كانوا من فرق الإنقاذ التي وصلت إلى موقع ضربة أولى، وللأسف قتلوا مع تكرار الضربة الروسية". وكتب وزير الخارجية أندريه سيبيها على منصة "إكس"، "خلال الليل 'ردت' روسيا على تدمير طائراتها بمهاجمة المدنيين في أوكرانيا، أصيبت مبان متعددة الطوابق. وتضررت بنية تحتية للطاقة". وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها شنت الهجوم على أهداف عسكرية وأخرى ذات صلة بالجيش رداً على ما وصفتها بأنها "أعمال إرهابية" أوكرانية ضد روسيا. وقال زيلينسكي إن 80 أصيبوا في أنحاء البلاد في الهجمات التي استهدفت أيضاً بلدات ومدن عدة أخرى، إضافة إلى كييف. وأشار إلى أن آخرين ربما لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض. وفي لوتسك قالت خدمة الطوارئ الوطنية إن 30 أصيبوا هناك، إضافة إلى سقوط قتيل. وقال ممثلون للادعاء إن الهجوم ألحق أضراراً بمنازل ومؤسسات تعليمية وبناية حكومية. وقال سلاح الجو إن روسيا استخدمت 407 طائرات مسيرة، وهو من أكبر الأعداد المسجلة في هجوم واحد. وذكر أيضاً أنه تم إطلاق 45 من صواريخ "كروز" والصواريخ الباليستية.


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
ماسك: أميركا في حاجة إلى حزب سياسي جديد... وترمب: فقد عقله
قال الملياردير الأميركي إيلون ماسك أمس الجمعة إن هناك حاجة إلى حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة. جاء ذلك بعد يوم من سؤاله في استطلاع رأي لمتابعيه على موقع "إكس" عمَّ إذا كانت هناك حاجة إلى حزب يمثل "80 في المئة في الوسط". وأعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يعتزم التحدث إلى ماسك، وأنه قد يتخلى عن سيارة "تيسلا" حمراء، إثر السجال الحاد بين الرجلين. وشدد معسكر ترمب على أن سيد البيت الأبيض يريد طي الصفحة مع رجل الأعمال المولود في جنوب أفريقيا، وقد أفاد مسؤولون وكالة الصحافة الفرنسية بأن ماسك طلب الاتصال، لكن الرئيس غير مهتم بذلك. بدلاً من ذلك سعى الرئيس الجمهوري إلى تركيز الجهود على إقرار مشروع الموازنة في الكونغرس، والذي كانت انتقادات ماسك له أشعلت فتيل السجال الخميس. تداعيات الخلاف بين أغنى شخص في العالم ورئيس أقوى دولة في العالم قد تكون كبيرة، إذ يمكن أن تقلص الرصيد السياسي لترمب في حين قد يخسر ماسك عقوداً حكومية ضخمة. وقال ترمب في تصريحات هاتفية لصحافيين بمحطات تلفزة أميركية إن الخلاف أصبح وراءه، ووصف ماسك بأنه "الرجل الذي فقد عقله" في اتصال أجرته معه محطة "أي بي سي"، فيما قال في تصريح لقناة "سي بي أس" إن تركيزه منصبٌّ "بالكامل" على الشؤون الرئاسية. في الأثناء نفى البيت الأبيض صحة تقارير أفادت بأن الرجلين سيتحادثان. ورداً على سؤال عما إذا يعتزم الرجلان التحدث قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم كشف هويته "إن الرئيس لا يعتزم التحدث إلى ماسك اليوم". وقال مسؤول آخر "صحيح" أن ماسك طلب الاتصال. وخلال توجهه إلى ناديه للغولف في نيوجيرسي في وقت متأخر الجمعة قال ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "بصراحة، كنت مشغولاً جداً بالعمل على الصين وروسيا وإيران، أنا لا أفكر في إيلون ماسك، أتمنى له كل التوفيق فقط". تراجعت أسهم شركة "تيسلا" بأكثر من 14 في المئة الخميس على خلفية السجال، وخسرت أكثر من 100 مليار من قيمتها السوقية، لكنها تعافت جزئياً الجمعة. وفي مؤشر يدل على مدى تدهور العلاقة بينهما، يدرس الرئيس الأميركي بيع أو منح سيارة "تيسلا" كان اشتراها لإظهار دعمه لماسك إبان احتجاجات طالت الشركة. الجمعة كانت السيارة الكهربائية لا تزال مركونة في فناء البيت الأبيض. ورداً على سؤال حول ما إذا قد يبيع ترمب السيارة أو يهبها، قال المسؤول الرفيع في البيت الأبيض "إنه يفكر في ذلك، نعم". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكانت التقطت صور لترمب وماسك داخل السيارة في حدث شديد الغرابة أقيم في مارس (آذار) الماضي حوَّل خلالها ترمب البيت الأبيض إلى صالة عرض لسيارات تيسلا بعدما أدت احتجاجات على الدور الحكومي الذي اضطلع به ماسك على رأس هيئة الكفاءة الحكومية إلى تراجع أسهم الشركة. تأتي التطورات على رغم جهود يبدو أن ماسك بذلها لاحتواء التصعيد. ولوَّح ماسك الخميس بسحب المركبة الفضائية "دراغون" من الخدمة علماً بأنها تعد ذات أهمية حيوية لنقل الرواد التابعين لـ"ناسا" إلى محطة الفضاء الدولية، بعد تلويح ترمب بإمكان إلغاء عقود حكومية ممنوحة لرجل الأعمال. لاحقاً سعى ماسك إلى احتواء التصعيد، وجاء في منشور له على منصة "إكس"، "حسناً، لن نسحب دراغون". ولم يتضح بعد كيف يمكن إصلاح العلاقة بين الرجلين، والتي كانت تشهد تأزماً أثار توترات في البيت الأبيض. مستشار ترمب التجاري بيتر نافارو الذي كان ماسك وصفه بأنه "أكثر غباءً من كيس من الطوب" خلال جدل حول التعرفات الجمركية، لم يشأ التبجح، لكنه أشار إلى انتهاء "مدة صلاحية" ماسك. وقال في تصريح لصحافيين، "كلا، لست سعيداً"، مضيفاً "يأتي أشخاص إلى البيت الأبيض ويذهبون". بدوره اتخذ نائب الرئيس جي دي فانس موقفاً داعماً لترمب، مندداً بما وصفها بأنها "أكاذيب" حول طبع "انفعالي وسريع الغضب" لترمب، لكن من دون توجيه انتقادات لماسك. وانهار التحالف السياسي الخميس مع سجال ناري هدد خلاله الرئيس الأميركي بتجريد الملياردير من عقود ضخمة مبرمة مع الحكومة بعدما وجَّه ماسك انتقادات لمشروع قانون الموازنة الضخم الذي يسعى ترامب إلى إقراره في الكونغرس. وقال ترامب في تصريحات نقلها التلفزيون من المكتب البيضاوي "خاب أملي كثيراً" بعدما انتقد مساعده السابق وأحد كبار مانحيه مشروع قانون الإنفاق المطروح أمام الكونغرس. ويصف الرئيس الأميركي المشروع بأنه "كبير وجميل"، في حين يعده ماسك "رجساً يثير الاشمئزاز". وظل التوتر بين الرجلين حول مشروع الضرائب والإنفاق مكبوتاً إلى أن انتقد ماسك الخطة الأساسية في سياسة ترمب الداخلية لأنها ستزيد العجز في رأيه. وأطلق ماسك استطلاعات للرأي لمعرفة إن كان عليه تشكيل حزب سياسي جديد ما يشكل تهديداً كبيراً من جانب رجل قال إنه مستعد لاستخدام ثروته لإطاحة مشرعين جمهوريين يعارضون رأيه. وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية باولا بينيو أمس إن ماسك "مرحب به" في أوروبا. خلال إحاطتها اليومية سئلت بينيو عمَّ إذا تواصل ماسك مع الاتحاد الأوروبي لنقل أعماله أو إنشاء أعمال جديدة، فأجابت "هو مرحَّب به". بدوره قال المتحدث باسم المفوضية للشؤون التكنولوجية توماس رينييه إن "الجميع مرحب بهم للانطلاق والتوسع في الاتحاد الأوروبي"، مشدداً على أن ذلك هو "بالتحديد الهدف من اختيار أوروبا" وجهةً، في إشارة إلى مبادرة للاتحاد الأوروبي لتحفيز الشركات الناشئة وتلك الساعية إلى توسيع نطاق عملها.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
محكمة أميركية تنتصر لترمب ضد "أسوشيتد برس"
اعتبرت محكمة استئناف فيدرالية أمس الجمعة أن للرئيس دونالد ترمب "سلطة تقديرية" في منع وكالة أسوشيتد برس من تغطية نشاطات إعلامية في البيت الأبيض، موقفة بذلك تنفيذ حكم سابق يسمح لصحافيي الوكالة الأميركية بالوصول إلى جميع المناسبات. ومنذ منتصف فبراير (شباط)، تم منع صحافيي ومصوري وكالة أسوشيتد برس من دخول المكتب البيضوي والسفر على متن الطائرة الرئاسية بسبب قرار الوكالة مواصلة استخدام تسمية "خليج المكسيك" وليس "خليج أميركا" كما قرر ترمب. وفي أبريل (نيسان)، اعتبر قاضي محكمة المقاطعة تريفور ماكفادن أن هذا القرار يشكل انتهاكا للتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة الذي يضمن حرية التعبير والصحافة. لكن الجمعة قررت هيئة قضاة في محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن أن بإمكان الحكومة المضي قدما بمنع اسوشيتد برس من الدخول إلى "مساحات رئاسية محظورة" باعتبار أن حماية التعديل الأول لا تشملها. وجاء في الحكم أن "البيت الأبيض يحتفظ بسلطة تقديرية لتحديد الصحافيين الذين يتم السماح لهم بالدخول، بما في ذلك على أساس وجهات النظر". أضاف أنه بدون وقف تنفيذ الحكم السابق "ستتعرض الحكومة لضرر لا يمكن إصلاحه لأن الأمر القضائي يمس استقلال الرئيس وسيطرته على أماكن عمله الخاصة". وفي أعقاب صدور الحكم، أشاد ترمب عبر منصته "تروث سوشيال" بـ"الفوز الكبير على أسوشيتد برس اليوم". وقال "رفضوا ذكر الحقائق أو الحقيقة بشأن خليج أميركا. أنهم أخبار مضللة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على منصة اكس "نصر! كما قلنا دائما، لا ضمانة بحصول وكالة أسوشيتد برس على تصريح خاص لتغطية أخبار الرئيس ترمب في المكتب البيضوي وعلى متن الطائرة الرئاسية وفي مواقع حساسة أخرى". وكانت وكالة أسوشيتد برس التي تأسست قبل 180 عاما وتعد من ركائز الصحافة الأميركية حتى الآن قد رفضت التراجع عن قرارها باستخدام تسمية "خليج المكسيك". ولترمب علاقة عدائية منذ فترة طويلة مع معظم وسائل الإعلام الرئيسية التي وصفها في السابق بأنها "عدوة الشعب". ومنذ عودته إلى الرئاسة، سعت إدارته لإحداث تغيير جذري في الطريقة التي تتم بها تغطية مناسبات البيت الأبيض، ولا سيما من خلال إعطاء الافضلية للمذيعين والمؤثرين المحافظين. كما ضغطت إدارته من أجل تفكيك المنافذ الإعلامية الخارجية التي تمولها الحكومة الأميركية، مثل صوت أميركا وإذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية وإذاعة آسيا الحرة، وتسعى إلى حرمان الإذاعة الوطنية العامة "Hن بي آر" وخدمة البث العام "بي بي أس" من الأموال الفدرالية.