
الإرهاب في قفص "عادل إمام".. عندما حاكم الزعيم "طيور الظلام"
عادل إمام، الزعيم الذي لطالما كان رمزا للضحك على المسرح والشاشة الفضية، ليس فقط فنانًا له رصيد عظيم من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، بل أيضًا مناضلًا بالفن ضد أفكار التطرف والإرهاب، إذ كان للإمام دور بارز في محاربة الفكر المتطرف من خلال أعماله الفنية التي استهدفت كشف قبح هذا الفكر وأثره المدمر على المجتمع.
وفي هذا السياق، يمكننا أن نتوقف عند محطتين أساسيتين: فيلم "طيور الظلام" وفيلم "الإرهابي"، بالإضافة إلى مواقفه المؤثرة في الحياة السياسية والفكرية، مثل دعمه للمفكر الراحل فرج فودة.
"الإرهابي": عادل إمام يقدم رسالة قوية ضد التطرف من خلال الفن
في فيلم "الإرهابي" الذي تم عرضه في عام 1994، تناول الفنان عادل إمام واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في مصر والعالم العربي في تلك الحقبة: قضية التطرف والإرهاب، إذ جسد إمام في هذا العمل شخصية "علي عبد الظاهر"، الشاب الذي ينحدر من بيئة فقيرة ويشعر بالإحباط الشديد، فينضم إلى إحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة، ليغرق في عالم من العنف والتكفير باسم الدين، وقدم عادل إمام من خلال هذا الدور رسالة قوية ضد التطرف، باستخدام السينما كأداة لتوعية الجمهور بخطورة الفكر المتطرف وضرورة التصدي له.
الفكر المتطرف والصراع الداخلي
يظهر "علي" في بداية الفيلم وهو متأثر بشكل كبير بالأيديولوجية التكفيرية التي تروج لها جماعته، حيث يعتقد أنه من خلال تدمير المظاهر التي يراها فاسدة، مثل محلات بيع الفيديو وقتل السياح الأجانب، سيحقق "الجهاد" ويساهم في "تطهير" المجتمع،ومع ذلك، فإن الأحداث تأخذ منحى مختلفًا عندما يصطدم "علي" بسيارة فتاة ثرية وجميلة، وتعيش في أسرة تتمتع بالحب والطيبة.
التناقض بين التطرف والإنسانية
تبدأ هنا رحلة الصراع الفكري داخل شخصية 'علي'، حيث يجد نفسه محاطًا بمحيط عائلي يعكس القيم الإنسانية والرحمة، على عكس البيئة القاسية التي كانت تحيطه في الجماعة المتطرفة،هذه النقلة ليست مجرد حدث عابر في الفيلم، بل هي عنصر رئيسي في محاربة الفكر الإرهابي، فالفيلم يُظهر كيف أن التعرض لقيم العيش المشترك والتفاهم بين الناس يمكن أن يكون له تأثير كبير على من ينتمي للجماعات المتطرفة.
التحول الفكري والإنساني
من خلال معايشته لهذه العائلة، يبدأ "علي" في الشك والتساؤل حول أفكار الجماعة التي كان ينتمي إليها، ويبدأ في ملاحظة التناقض بين ما يدعو إليه الإرهاب من العنف والتدمير، وبين ما يشاهده من قيم إنسانية تتمثل في رعاية الآخرين والاحترام المتبادل، ومع مرور الوقت، تتشكل لديه قناعات جديدة بعيدًا عن العنف، ما يعكس تحولًا فكريًا داخليًا، وهو ما يُعد من أقوى الرسائل التي ينقلها الفيلم.
دور عادل إمام في مكافحة التطرف من خلال السينما
عادل إمام، من خلال هذا الفيلم، قدم دورًا يتسم بالقدرة على التشخيص الدقيق لمشاعر الصراع الداخلي التي يمر بها الأفراد المنخرطون في الفكر المتطرف، استخدم إمام الفن ليس فقط كأداة ترفيهية، بل كوسيلة لمحاربة الإرهاب والتطرف الفكري، ومن خلال شخصية "علي"، نرى كيف يمكن للفن أن يسهم في نشر الوعي بمخاطر الفكر المتطرف وكيف يمكن للقيم الإنسانية أن تكون العلاج الأقوى ضد التشدّد والعنف.
وعكس فيلم "الإرهابي" دور عادل إمام البارز في محاربة الإرهاب من خلال الفن، حيث لم يتوقف عند تقديم موضوع مثير للجدل، بل قدم لنا عرضًا فكريًا وإنسانيًا يعكس كيف يمكن للفرد أن يتغير ويعيد تقييم أفكاره ومعتقداته عندما يواجه عالمًا مختلفًا قائمًا على الحب والرحمة، بعيدًا عن الكراهية والتكفير.
"طيور الظلام": فيلم نقدي قوي ضد التطرف والعنف الفكري
وفي عام 1995 كرر إمام تناول هذه القضية المهمة من خلال تقديمه فيلم "طيور الظلام"، الذي كان بمثابة نقد اجتماعي وفني قوي للفكر التكفيري والجماعات الإرهابية التي كانت تسعى للهيمنة على الساحة السياسية والفكرية في مصر.
تناول الفيلم قصة ثلاثة أصدقاء ينتمون إلى خلفيات اجتماعية مختلفة، لكنهم يلتقون في نقطة مشتركة تتعلق بتقلبات المواقف السياسية والأيديولوجية في المجتمع المصري.
في هذا العمل، جسد عادل إمام شخصية "فتحي نوفل"، الرجل الذي يبدأ حياته بموقف مبدئي ثابت ضد الظلم، إلا أنه يتحول إلى انتهازي يسعى وراء مصالحه الشخصية، ويصعد اجتماعيًا ليصبح مدير مكتب أحد الوزراء، وعكس هذا التحول قسوة الواقع الاجتماعي والسياسي، حيث يجد بعض الأشخاص أنفسهم في مواجهة مع مفاهيمهم الأخلاقية بسبب الضغوط والمصالح الشخصية.
أما الشخصية الثانية، "علي الزناتي" (الذي لعب دورها رياض الخولي)، فكان عضوًا في الجماعات المتطرفة، يسعى لتجنيد أصدقائه، وعلى رأسهم فتحي، إلى صفوف جماعته الإرهابية، وشخصية علي الزناتي تمثل الوجه الآخر للتطرف، حيث يمثل الشخص الذي يعتقد أن العنف والإرهاب هما الطريق الوحيد لتحقيق أهدافه الأيديولوجية، في الوقت الذي يحاول فيه جذب الآخرين إلى هذا الفكر المدمر.
بينما يظهر "محسن" (الذي جسده أحمد راتب) كموظف بسيط، يرفض الانجرار وراء التطرف أو الاستجابة لضغوطات الحياة السياسية المعقدة، ويعبر محسن عن التمرد السلبي الذي يبتعد عن المشاركة في الصراع الدائر بين الحكومة والجماعات الدينية، ولكنه في الوقت ذاته يعكس حالة التشتت التي يعاني منها الأفراد الذين لا ينتمون لأي طرف ولا يجدون طريقهم في هذا الصراع المستمر.
فيلم "طيور الظلام" لم يكن مجرد عمل فني عابر، بل كان بمثابة دعوة للتفكير النقدي العميق في قضايا التطرف والعنف، ويُعتبر شهادة فنية تُدين هذه الجماعات الإرهابية التي تسعى لتدمير المجتمع من خلال فرض ثقافة التكفير. من خلال الشخصيات المتنوعة، يعكس الفيلم حقيقة أن التطرف لا يقتصر على فئة معينة، بل يمكن أن يمتد ليشمل مختلف الطبقات الاجتماعية، مع ضرورة توعية الجمهور بخطورة هذا الفكر المدمر.
دعم فرج فودة.. موقف عادل إمام من مفكر يعادي التطرف
عادل إمام لم يكن محاربًا للتطرف فقط من خلال أفلامه، بل كان أيضًا متمسكًا بمواقف أخلاقية ودينية وفكرية تساهم في تعزيز ثقافة التسامح في المجتمع، واحدة من أبرز محطاته التي تدل على موقفه الثابت ضد التطرف كانت علاقته بالمفكر الراحل فرج فودة. كان فرج فودة أحد أبرز الأصوات التي نادت بالإصلاح الديني والفكري في مصر، ورفضت فرض الفكر الديني المتشدد على المجتمع، وكان لفودة مواقف جريئة ضد الجماعات الإسلامية المتشددة التي كانت تشهد صعودًا في تلك الفترة.
كان عادل إمام يشارك في ندوات فرج فودة، ولم يتوانَ عن الظهور في صور معه رغم تهديدات الجماعات المتطرفة التي اعتبرت فودة 'مُكفرًا'، وكان هذا الموقف يوضح أن عادل إمام لم يكن يخشى من مواجهة الإرهاب حتى على المستوى الشخصي، بل كان يقدم دعمًا علنيًا لمفكرين مثل فودة الذين كانوا في مرمى الاستهداف من الجماعات المتشددة.
عندما تم اغتيال فرج فودة على يد هذه الجماعات في عام 1992، كان عادل إمام واحدًا من الفنانين الذين شاركوا في جنازته، وكان هذا الموقف مفعمًا بالمعاني العميقة، حيث أظهر تعاطفه مع المفكر الذي تعرض للاغتيال بسبب أفكاره التي تدعو إلى الاعتدال ورفض التشدد، وهذا الموقف أثار إعجاب العديد من المتابعين وعلقوا عليه باعتباره موقفًا نادرًا من فنان يحترم حرية الفكر ويعارض التوجهات التكفيرية التي كانت تروج لها بعض الجماعات.
رحلة أسيوط.. وقوف عادل إمام ضد الإرهاب
لم تكن مواقف عادل إمام مقتصرة على الشاشة أو في مواجهة الفكر المتطرف فحسب، بل جسدها أيضًا في حياته الواقعية، ففي عام 1993، قام عادل إمام بزيارة محافظة أسيوط في جنوب مصر، بعد وقوع حادث إرهابي مروع استهدف فرقة فنية كانت تعرض أعمالها في منطقة نائية، ز قام الإرهابيون بقتل عدد من أفراد الفرقة في حادث أسفر عن مقتل عشرة أفراد، وفي تلك الزيارة، وقف عادل إمام مع أهل الضحايا وأكد للجميع أن الإرهاب لا يمكنه كسر روح الفن أو المجتمع، ةوكانت زيارته بمثابة تأكيد على قوة الفن في مواجهة قوى الظلام، حيث أصر على أهمية عودة الفنانين إلى العمل والعرض في المناطق التي تأثرت بالهجمات الإرهابية.
بمنتهى القوة والصدق، استطاع عادل إمام في أفلامه ومواقفه الحقيقية نموذجًا فنيًا وإنسانيًا لمحاربة الفكر المتطرف والإرهاب، ولم يكن فقط فنانًا يؤدى الأدوار على الشاشة، بل كان صاحب رسالة واضحة لا تقل أهمية عن الأعمال الفنية التي قدمها، وكان محاربًا ضد الظلام الفكري والإنساني الذي يبثه الإرهاب، ومناصرًا للحرية والتسامح، وهو ما جعله يُعتبر رمزًا للثقافة والفكر المتنور في مواجهة التطرف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

بوابة ماسبيرو
منذ 2 ساعات
- بوابة ماسبيرو
النجوم عن أول لقاء بالزعيم: لحظة سعدنا
هناك لقاءات لا تُنسى، ما بالك باللقاء الأول بالزعيم عادل إمام، الذى أثرى الفن العربى على مدار أكثر من نصف قرن، تربع فيها على عرش النجومية بلا منازع، ومن المؤكد أن هذا اللقاء معه سيكون ثابتاً وأساسياً فى الذاكرة، احتفالاً بعيد ميلاده الخامس والثمانين سألت العديد من نجوم ونجمات الفن المصرى، «فاكر أول مرة رأيت فيها عادل إمام؟»، كانت إجاباتهم سريعة وعفوية قائلين «طبعاً.. ودى حاجة تتنسى»، ثم انفتحت أبواب الذاكرة ليذكروا تفاصيل ذلك اللقاء، وما تركه فى نفوسهم من أثر.. يسرا، أحمد حلمى، إلهام شاهين، هانى رمزى، وسامى مغاورى، أحمد صيام، وآخرين، معكم من أول السطر. حلمى النجم أحمد حلمى كشف أنه رأى الزعيم لأول مرة فى حياته بالعرض الخاص لفيلم «ليه خلتنى أحبك»؟ الذى شارك فى بطولته مع منى زكى، وكريم عبدالعزيز، وحلا شيحة، وسامى سرحان، ورجاء الجداوى، تأليف وليد يوسف، وإخراج ساندرا نشأت، وإنتاج عام 2000. أكمل حلمى كلامه قائلاً: بعد انتهاء العرض الخاص للفيلم، السينما نورت، فوجئت بالزعيم عادل إمام فى الكراسى التى أمامى «ما صدقتش نفسى، نطيت، لحد ما وصلته، مسك خدى، وقال لى: دمك خيف»، وسعادتى برؤية الأستاذ عادل إمام لأول مرة فاقت سعادتى بالفيلم نفسه، ونسيت إن الناس بتسقف، وكلامه أنه دمى خفيف كان تكريماً لى، وشهادة مهمة من نجم النجوم فى الكوميديا، كل سنة والزعيم بخير، كما أن رؤية عادل إمام لأول مرة لها رهبة لا تُنسى وخضة كبيرة. يسرا تروى النجمة الكبيرة يسرا تفاصيل اللقاء التى جمعها بالزعيم، فقالت: كان فى استوديو الأهرام، كان خارج وأنا داخلة، بصينا لبعض وضحكنا، لم أنس تلك اللحظة حتى الآن، وأعتبرها من أهم لحظات حياتى، التى فتحت لى باباً رائعاً، وشرفت إنى أكثر ممثلة اشتغلت معه، أحلى 17 فيلما فى مشوارى الفنى. وأضافت يسرا: كبرت بوجودى فى كنف عادل إمام، كل سنة وزعيم الفن المصرى والعربى بخير. إلهام تبدأ النجمة الكبيرة إلهام شاهين، كلامها عن الزعيم قائلة: صاحب الفضل علىَّ بعد ربنا سبحانه وتعالى، خاصة أننى قدمت دور شقيقته فى فيلم «أمهات فى المنفى»، وكنت فى السنة الأولى بمعهد الفنون المسرحية، وبعد ذلك رشحنى لدور البطولة فى فيلم «الهلفوت»، ومن هذا الفيلم أصبحت نجمة كبيرة، ولم أعد مجرد ممثلة، فهو صاحب النقلة الكبرى فى مشوارى السينمائى، فى فيلم كتابة وحيد حامد وإخراج سمير سيف. وتضيف إلهام: عادل إمام أعطانى أول فرصة بطولة فى حياتى، لذا أشكره لأنه لولا دعمه، ربما لم أكن نجمة لها تميز، كما أشكره على فنه الجميل الراقى، هو صاحب السعادة، والفنان الوحيد الذى لديه مسرحيات استمر عرضها أكثر من 11 سنة، وكان يساهم فى زيادة السياحة وتنشطيها. كما قدم أعمالاً لها قيمة وهدف، وأعمالاً حاربت التطرف والإرهاب ومفاهيم مغلوطة كثيرة فى الحياة، فقد أسعد الملايين فى الوطن العربى وليس فى مصر فقط، اسم عادل إمام مشرّف للفن المصرى. هشام أكد النجم هشام ماجد أن الزعيم بالنسبة له يمثل المنهج، من حيث قراراته فى اختيار أعماله، ورفضه لأخرى، وقال: قصة نجاحه غير عادية بل ملهمة، ومحفزة لأى نجم فى مهنة التمثيل، هو بالنسبة لى مثل أعلى وقدوة، لا أنسى أول مرة جاءتنى مكالمة هاتفية منه، وقال لى «أنا عادل إمام». كنت فى الساحل، وذهبت له وكان معنا مجموعة من الأصدقاء، هذه المكالمة كاد الموبايل «يقع» من يدى، حينما سمعت صوته لأول مرة، كل سنة وهو طيب وزعيم. حسنى يروى أكرم حسنى أن أول مرة سمع فيها صوت النجم الكبير عادل إمام، بعد نجاح برنامجه أبوحفيظة، وقال له «أنا متابعك جداً»، لم يصدق نفسه وقتها، بل كان يمر بدور برد قاس جداً، وأنه حينما سمع صوت الزعيم «البرد اختفى»، بل تعافى تماماً، وأسعده أكثر أن الزعيم عزمه وقتها لحضور مسرحيته «بودى جارد» على مسرح الهرم، وكانت تلك الحكاية من الحكايات التى لا تُنسى، وكل سنة والزعيم طيب وبخير. رمزى يقول النجم الكوميدى الكبير هانى رمزى أن أول مرة شاهد عادل إمام على المسرح وهو طفل، بصحبة والده، وذهبا لمشاهد مسرحية «شاهد ما شافش حاجة»، ومن وقتها تعلق بالفن والمسرح، خاصة بعد أن رأى الطفل الذى يشارك فى المسرحية، «قلت لوالدى أنا عايز أمثل زى الولد»، الحلم كبر بداخله حتى تحقق. أكمل رمزى قائلاً: أول مرة أرى عادل إمام بعد احتراف التمثيل كان بعد فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» فى حفل كبير جداً، أقامته الفنانة الكبيرة صفاء أبوالسعود، وحينما رأيته سألنى «أنت قاعد فين»، وجاوبته فجاء وجلس بجوارى، المهم حينما صعد على المسرح وقال كلمته «أشاد بى جداً»، لم أنس تلك اللفتة الجميلة من زعيم الفن المصرى والعربى ربنا يعطيه الصحة. زيادة أشار الفنان عماد زيادة إلى أن أول مرة شاهد فيها الزعيم عادل إمام، كانت فى الكافيه الشهير الذى اعتاد أن يجلس فيه الزعيم، ويكمل زيادة كلامه قائلاً: انتظرته لعدة ساعات، إلى أن جاء، وحينما رأيته ذهبت إليه وقلت له «أنا عايز أمثل»، وبالفعل قال لى «تعالى مثّل»، وقتها لم أصدق تلك الجملة حتى ذهبت للمخرج رامى إمام، وأعطانى دوراً فى مسرحيته «بودى جارد»، ومن هنا بدأ مشوارى مع التمثيل، من بوابة أستاذ الأساتذة عادل إمام، كل سنة وهو طيب وبخير. عبدالعزيز أشار المخرج الكبير محمد عبدالعزيز إلى أن علاقته بالزعيم عادل إمام طويلة وممتدة، وهو صاحب رصيد لأكبر مخرج عمل مع الزعيم أفلاماً بنحو 18 فيلماً على مدار مشوارهما الفنى الكبير، ويتذكر: اللقاء الأول الذى جمع بينى وبين الزعيم عادل إمام كان بمنزله، حينما ذهبت إليه بصحبة المخرج الكبير محمد سالم الذى كنت أعمل كمساعد له، الذى رشح الزعيم لبطولة فيلم «الليلة السعيدة» لأفلام التليفزيون، وكان معه النجم الكبير فؤاد المهندس، ثم بدأت رحلتى معه كمخرج بعد ذلك فى 18 فيلماً، بدأت معه بـ«جنس ناعم» و«البعض يذهب للمأذون مرتين» و«انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط» و«عصابة حمادة وتوتو» و«خلى بالك من عقلك» و«مين فينا الحرامى»، و«حنفى الأبهة»، و«على باب الوزير». أضاف عبدالعزيز: سر استمرارية عادل إمام ونجاحه يكمن فى أنه ممثل ذكى، وصديق حميم جداً، ويفهم فى الدراما بشكل جيد، ومجتهد، ويعرف كيف يختار شغله، وكان عاشقاً للسينما ولاحظت أن له وجهة نظر فى السيناريو والدراما، وفاهم لمنظور الشخصية وأهمية الموضوع، وله رؤية وواع، وعنده طموح ليس له حدود، وكان يأخذ المسائل بجدية شديدة بعيداً عن الهزل والنكات، واحتك بقيم ثقافية وفكرية عملت له مكانة معينة، وكل أعمالنا حققت نجاحات كبيرة، وهذا ما كان يشجعنا على الاستمرار سوياً. هى رحلة طويلة مليئة بالذكريات. ويكمل: من المواقف التى لا أنساها معه وتنم عن ذكاء فنى كبير حينما أعجب بما كتبه وحيد حامد وهو سيناريو فيلم «انتخبوا الدكتور سليمان»، أخبرنى بأنه يرغب فى عمل لا يُضحك الناس فيه، ويعتمد من خلاله على الأداء التمثيلى، وليس كوميديا، وبالفعل عمل الدور بشكل عظيم. يوسف أوضح النجم عمرو يوسف أنه شاهد الزعيم لأول مرة، حينما كان يعمل مذيعاً بقناة روتانا، وجاءه اتصال من بعض أصدقائه، وكانوا يجلسون مع الزعيم عادل إمام، فى الكافيه الشهير بالمهندسين، وقالوا له «تعالى إحنا قاعدين مع عادل إمام»، يقول: ذهبت مسرعاً، ودخلت وجدت ما لا يقل عن عشرين شخصاً فى الكافيه، يجلسون حول الزعيم، وحينما رآنى قال لى «تعالى أقعد جنبى»، بعد أن كنت أجلس بعيداً فى آخر الجلسة. هو ممثل عظيم واستثنائى، «ربنا يديله الصحة». كانت تلك المرة الأولى التى رأيت فيها الزعيم، لم ولن أنساها. هجرس أشار تامر هجرس إلى أن علاقته بالزعيم بدأت بمكالمة هاتفية، وقال: فوجئت به يتصل بى وقال لى «أنا عادل إمام الممثل، وشاهدت لك فيلم بركان الغضب»، كنت عايز أساله هو فيه عادل إمام تانى، المهم قال لى «تعالى المكتب عايزك»، وفعلاً ذهبت له، وحينما شاهدنى وجهاً لوجه قال «تنفع فى دور الملاكم»، وبالفعل رشحنى لدور ابنه الملاكم فى فيلم «التجربة الدنماركية»، وتعلمت منه كثيراً، أثناء التصوير، هو ممثل كبير جداً، ومن أهم الدروس التى تعلمتها فى هذا الفيلم «قال لى من شطارة الممثل ألا يمثل». ويضيف هجرس: تعاملت معه بعد ذلك فى «مأمون وشركاه»، وكانت كواليس المسلسل من أروع الكواليس، وأقول له كل سنة وأنت طيب يا هرم مصر الرابع، وتاريخ كبير ومشرف فى الفن المصرى والعربى. صيام أوضح الفنان أحمد صيام فى البداية أنه من مريدى عادل إمام منذ زمن طويل، وقال: لى تجربة وحيدة معه فى فيلم «السفارة فى العمارة»، وأعتبرها من أعظم التجارب فى حياتى، رأيت من خلالها وتأكدت أن عادل إمام لم يأت ممثل مصرى مثله، ولن يأتى على ما أعتقد، ولا أنسى موقفاً أثناء التصوير حينما طلب من المخرج الكبير عمرو عرفه «يفركش» يوماً فى التصوير، لأننى كنت أتعامل معه فى المشهد بأنه الأستاذ عادل إمام، وليس صاحبه، وبالفعل ذهبت للجلوس معه فى مكتب الحاج عمرو، حتى تذوب تلك المسألة، وبالفعل ذابت بفضل بساطة عادل إمام، وكان درساً مهماً لى فى فن التمثيل، لن أنسى أبداً هذا الموقف، وأقول له كل سنة وأنت طيب وبخير يا زعيمنا وكبيرنا. مغاورى الفنان الكبير سامى مغاورى بدأ كلامه عن الزعيم قائلاً: لن أنسى له أبداً دعمه الكبير لى، وتحيته الصادقة والمحبة فى المسرح، ولم يكن أحد يعرفنى، حينما شاهدنى أثناء تصويرى لدور صغير فى فيلمه الشهير «حب فى الزنزانة»، وقال أنت ممثل كبير، ولم يكن أحد يعرفنى، وهذه الجملة رفعت روحى المعنوية، ربنا يديله الصحة، هو نجم نجومنا، وهو زعيم الفن العربى كله.

بوابة ماسبيرو
منذ 3 ساعات
- بوابة ماسبيرو
من الصعب أن تكون عــادل إمام
يمتلك الخلطة السرية لإضحاك الجمهور والنظرة الثاقبة للاستمرار على القمة الموهبة وحدها لا تكفى أن تكون زعيماً للفن المصرى والعربى، ثمة مجموعة من القدرات الخارقة التى من الممكن أن تؤهل شخصاً ما لأن يكون عادل إمام، وعادل إمام هنا ليس مجرد فنان مصرى استطاع أن يستقر على قمة المجد والشهرة على مدار سنوات طوال تخطت الـ 60 عاماً، لكن ما أقصده هنا هو عادل إمام «البراند» الذى استطاع حفر اسمه من ذهب فى قلوب وعقول ملايين العرب من خلال عشرات الأعمال الخالدة. شخصية مثل عادل إمام لديها تفاصيل مختلفة وإمكانيات مغايرة لا يمتلكها إلا العباقرة، والزعيم الذى نتحدث عنه عبقرى بطبعه وفطرته، فقد شق طريقه نحو الزعامة الفنية التى من المؤكد أنه كان يخطط لها وكانت تراوده فى صحوه ومنامه، بداية من وجوده على هامش الوسط الفنى وصولاً إلى النجومية المطلقة التى استطاع أن يظل على قمتها حتى آخر أعماله التى قدمها للجمهور، وبعد اعتزاله الفن صارت الأضواء هى التى تبحث عنه. ابتعد الزعيم بإرادته عن الأضواء إلا أن حضوره ما زال طاغياً وصورته محفورة فى الذاكرة الجمعية، وضحكته باقية على الشاشات، فمجرد ذكر اسم عادل إمام فى أى وقت سواء على وسائل التواصل الاجتماعى أو فى الجلسات الخاصة كفيل بأن يسحب البساط من أى حديث آخر. انسحب عادل إمام من المشهد وهو فى كامل تألقه على طريقة لاعبى كرة القدم الذين يعتزلون اللعب وهم فى كامل نجوميتهم حتى يتركوا ذكرى طيبة دائمة لدى جمهورهم، وهذا ما فعله الزعيم عندما ابتعد عن الوسط الفنى وهو فى عز تألقه التليفزيونى وهو الذى كان يحصل على أعلى أجر بالإضافة إلى أنه كان صاحب الإعلانات الأكثر على مسلسله التليفزيونى الرمضانى. عادل إمام صاحب الخلطة السرية لإضحاك الجمهور والنظرة الثاقبة للاستمرار على القمة وصاحب البصيرة المتفردة، فما إن وصل إلى مرحلة عمرية معينة حتى استبصر المستقبل وعلم بحسه وفطرته وموهبته أن الشباب هم القادمون وأنه لا يمكن أن يستمر فى تفوقه بمعزل عن هؤلاء الشباب. اتخذ الزعيم قراره الجرئ بدمج الشباب معه فرادى فى بعض الأعمال ثم جمعهم ككتلة واحدة ناجحة لها ثقلها فى أعمال أخرى مثل «أمير الظلام» و«التجربة الدنماركية» وغيرها من الأعمال الأخرى فقد استعان بتامر عبد المنعم وشيرين سيف النصر ومجدي كامل وأحمد التهامى وخالد سرحان وتامر هجرس والنجمة اللبنانية نيكول سابا، واستمر على هذا النحو فى باقى أعماله. رغم أن عدداً كبيراً من زملائه النجوم الكبار حذوا نفس حذوه إلا أنهم لم يكونوا أبطالاً فى هذه الأعمال لكنهم كانوا مساعدين للبطل. لا يمكن أن نقلل أبدًا من شأن النجم محمود عبدالعزيز عندما عمل مع أحمد السقا فى «إبراهيم الأبيض» أو نور الشريف مع أحمد عز فى «مسجون ترانزيت» وكذلك النجم الكبير محمود ياسين مع أحمد السقا فى «الجزيرة» لكن ما أقصده هنا أن النجم عادل إمام استعان بالشباب ليكون هو البطل الأول والأخير لأعماله في وجودهم. وعلى الرغم من أن السينما للشباب من منطلق أن جمهور الفن السابع من شرائح عمرية صغيرة، فكيف لرجل تخطى السبعين أن يقنع شاباً وفتاة لا يتخطى عمرهما الـ 16 سنة أن يشاهدا فيلم سينمائيًا هو بطله، وهذا هو سر عظمة النجم عادل إمام الذى كسر كل القواعد الفنية. ما فعله عادل إمام فى السينما وقدرته على حصد إعجاب الجمهور كان مثار اندهاش الجميع، خاصة أن ذلك حدث فى توقيت ساد خلاله مصطلح «سينما الشباب» والذى ازدهر من خلال نجوم صغار فى السن استطاعوا التعبير عن آمال وطموحات أبناء جيلهم، وهذا ما يجعلنا نقول ونؤكد أن ما فعله النجم عادل إمام جاء ضد الطبيعة وضد المنطق. الزعيم ذلك النجم الواثق فى نفسه دائماً ما كان يؤكد أنه لا يخشى من منافسة أحد لأن الزمن هو منافسه الوحيد، هذه الجملة الأيقونية التى أبدعها عادل إمام فى حواره مع الإعلامى الكبير الراحل مفيد فوزى وهو ما يؤكد الرغبة الشديدة لدى هذا النجم الفذ فى تقديم كل شىء بجعبته، لذا ينشغل دائماً بأعماله ويقدم أكثر من فيلم فى العام الواحد بالإضافة لمسرحية بصورة يومية. فيكفى أن عام 83 قدم فيه أفلاماًً مثل «حب فى الزنزانة»، «المتسول»، «الحريف»، «لا من شاف ولا من درى»، «عنتر شايل سيفه»، وبعد ذلك فى عام 84 قدم أفلاماً مثل «حتى لا يطير الدخان»، «الأفوكاتو»، «احترس من الخط»، «واحدة بواحدة»، «مين فينا الحرامى». إذا أردت فهم ظاهرة عادل إمام وكيف أصبح هذا الاسم علامة وماركة مسجلة يجب عليك أن ترجع للوراء كثيراً، خاصة أن الإبداع والنجاح يولدان فى بعض الأحيان من رحم المعاناة، فهذه القدرة الكبيرة على التفوق تؤكدها البدايات التى قد تكون صعبة. فى ستينات القرن الماضى، ظهر إمام لأول مرة على الساحة الفنية من خلال دور ثانوى أسند له فى مسرحية «أنا فين وأنت فين» مع نجم الكوميديا فى هذه المرحلة فؤاد المهندس، لينطلق بعدها بعيداً عن مسرح الجامعة، حيث كان طالباً فى كلية الزراعة، وقدم العديد من الأدوار الثانوية، ثم الدور الثانى مع كبار الفنانين فى هذا الوقت. البطولة الأولى للزعيم سينمائياً كانت فى أوائل السبعينات وبالتحديد فى عام 1973 من خلال فيلم «البحث عن فضيحة»، وهو آخر أعمال الكاتب الراحل أبوالسعود الإبيارى الشريك فى نجاحات نجم الكوميديا الراحل إسماعيل ياسين، ومن إخراج نيازى مصطفى. قدم عادل إمام أعمالاً سينمائية تنتمى لجميع الألوان وتنوعت ما بين الكوميديا والتراجيديا وقدم قضايا الوطن والمواطن من خلال هذه الأفلام مثل أفلامه «طيور الظلام» و«الإرهابى» و«اللعب مع الكبار» وغيرها من الأعمال، كما أنه تسيد المسرح وقدم مسرحيات ظلت تحمل لافتة «كامل العدد» على مدار سنوات طويلة، حيث شهدت مسرحيات الزعيم إقبالاً كبيراً من جمهوره فى مصر والوطن العربى، ما أدى إلى استمرار عرضها لفترات قياسية، تراوحت ما بين 4 أعوام و11 عاماً متواصلة، حيث قدم عادل إمام 4 مسرحيات فقط طوال 34 عاماً بين عامى 1976 و2010، مثل مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» التى حققت نجاحاً كبيراً منذ عرضها فى 12 يونيو 1976، واستمر عرض المسرحية لمدة 4 سنوات، فى مصر والعديد من الدول العربية. أما مسرحية «الواد سيد الشغال» فقد بدأ عرضها لأول مرة فى 20 يوليو 1985، واستمر عرضها 8 سنوات حتى عام 1993، أما مسرحية «الزعيم» فقد عُرضت لمدة 6 سنوات فى الفترة ما بين عامى 1993 و1999، وكان ختام مسرح عادل إمام مع «بودى جارد» وهى صاحبة أطول فترة عرض على خشبة المسرح، إذ استمر عرضها 11 عاماً على خشبة مسرح الهرم بالقاهرة ما بين عامى 1999-2010، وعرضت فى أكثر من بلد عربى. البداية التليفزيونية لعادل إمام جاءت عام 1978 عندما قرر خوض تجربة البطولة فى الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل «أحلام الفتى الطائر» وكان وقتها التعاون الأول بين الزعيم والمؤلف الراحل وحيد حامد، وبعدها بعامين كرر الزعيم تجربة الدراما التليفزيونية من خلال مسلسله الأشهر «دموع فى عيون وقحة» وحقق نجاحاً كبيراً واعتبر من أشهر الأعمال المخابراتية، وبعد نجاحه فى هذا المسلسل قرر الزعيم الابتعاد عن التليفزيون لفترة طويلة. عاد عادل إمام إلى الدراما التليفزيونية مرة أخرى عام 2011 بمسلسل «فرقة ناجى عطا الله» والذى حقق نجاحاً كبيراً على مستوى المشاهدة ليقرر الزعيم استكمال المشوار فى التليفزيون ليصبح الزعيم نجم الدراما الأول بوجوده بشكل متتالٍ فى شهر رمضان من كل عام، وتوالت مسلسلاته من «العراف» عام 2013، «صاحب السعادة» عام 2014، «أستاذ ورئيس قسم» عام 2015، «مأمون وشركاه» عام 2016، «عفاريت عدلى علام» عام 2017، «عوالم خفية» عام 2018، وغاب عن رمضان 2019، ثم عاد بعد ذلك فى 2020 بتقديمه «فلانتينو» الذى يعد آخر أعماله الفنية بوجه عام.


فيتو
منذ 7 ساعات
- فيتو
عوالم خفية في حياة الزعيم.. حكايات جديدة عن مسيرة عادل إمام من قرية شها إلى حي الجمالية.. وجولاته السرية بوسط البلد خلال ساعات الفجر
لا يمر يوم السابع عشر من مايو كباقى الأيام على محبى الفن فى مصر والعالم العربي، فهو يوم ميلاد الفنان الكبير عادل إمام، ذلك المبدع الذى تنقل بين خشبة المسرح وشاشتى السينما والتلفزيون، لكنه ظل دومًا ثابتًا فى مكان واحد، وهو قلوب الجمهور التى قادته إلى القمة. لأنه استثنائي، فكان من الطبيعى أن يُحدث عادل إمام جدلًا مع كل عمل يقدمه عبر مشواره الفنى الممتد عبر نحو 6 عقود، بين من يراه فنانًا قوميًا، ومن يعتبره صوتًا للناس وهمومها وقضاياها، وبين من ينتقد بعض اختياراته، يظل عادل إمام ظاهرة تستحق التوقف أمامها والنظر إليها بعين التحليل، مع استعراض جوانب من مسيرة صاحبها الثرية، وفهم تحولاته، ورصد لحظات التألق، ومحطات الجدل، فى محاولة للإجابة على السؤال الأهم: كيف استطاع أن يحتفظ بمكانته على الساحة الفنية وفى قلب الجمهور كل هذه السنين، وكيف ظل حاضرًا ومتوهجًا وناجحًا فى جيله والأجيال المتعاقبة رغم تغير كل شيء من حوله؟. عادل إمام.. فنان الشعب بين عامى 1960 حتى 2020..رسم أهم وأطول مسيرة فنية فى الوطن العربي محمود قاسم: الممثل الأكثر ذكاءً..شريف صالح: تحدى الفساد والإرهاب..البشلاوى: لا أحد ينكر قيمته الفنية رغم ضعف بعض أعماله وتكرار إفيهاته..طارق الشناوي: نجم قومي..عشوب: زوجته صاحبة الفضل وُلد عادل إمام فى أسرة بسيطة ومتدينة، بدأت حياتها فى قرية 'شها' التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، حيث كان الأب يعمل فى 'البوليس'، وهو رجل وقور وورع، يقرأ القرآن ويحفظه، ويغرس فى أبنائه القيم والانضباط. لاحقًا، انتقلت الأسرة إلى القاهرة، فبدأت رحلتها فى حى السيدة عائشة، ثم إلى حى الخليفة، وهناك فى العام ١٩٤٠ وُلد عادل إمام، ابن هذا الحى الذى ينبض بالحياة والروح المصرية الأصيلة. فى المدرسة، لم يكن عادل إمام تلميذًا هادئًا، فقد كان 'شقيًا' و'عفريتًا' يتمتع بموهبة فى تقليد الآخرين من الجيران، الأصدقاء، الأقارب، وفى المرحلة الجامعية، التحق بكلية الزراعة، جامعة القاهرة، وهناك، تعمق أكثر فأكثر فى بحر التمثيل، الذى كان هوايته وشغله الشاغل، فالتحق بفريق التمثيل بالكلية. خلال هذه الفترة، تقدم «عادل» لامتحان مسارح التليفزيون، وحصل على أول دور له من خلال مشهد صغير فى مسرحية تحمل اسم 'ثورة قرية' من إخراج حسين كمال، وكان دوره يقتصر على قول جملة واحدة هى (معايا عسلية.. بمليم الوقية)، كما شارك عام ١٩٦٠ فى مسرحية 'سرى جدًا'، وبعدها بدأت رحلة الفن الحقيقية لعادل إمام، من خلال الفنان الكبير فؤاد المهندس، الذى أسند إليه شخصية 'دسوقي' وكيل المحامى فى المسرحية الشهيرة أنا وهو وهى عام ١٩٦٣ والتى كان عادل يردد فيها جملته الشهيرة (بلد بتاعت شهادات صحيح)، وهى الجملة التى أعطت إشارة الانطلاق للفنان الشاب. مرحلة الانتشار شهدت فترة منتصف الستينيات أول ظهور لعادل إمام فى السينما من خلال فيلم أنا وهو وهي، حيث جسد فيه نفس شخصية 'دسوقي' التى قدمها على المسرح فى العمل الشهير نفسه، وفى العام ذاته، وفى عام ١٩٦٤ قدم أولى تجاربه فى الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل المانشيت الأحمر، ومنذ ذلك الحين، بدأ عادل إمام فى تثبيت أقدامه فى عالم الفن، مع حضور متزايد وملحوظ فى السينما تحديدًا. الصعود المؤثر فى السبعينيات فى أوائل السبعينيات، تنوعت مشاركاته الفنية ما بين المسرح والسينما والتلفزيون، فشارك عام ١٩٧٠ فى ٨ أعمال، من بينها مسرحية غراميات عفيفي، وفيلم رضا بوند، ومسلسل آدم وحواء والشيطان، وفى العام التالي، ارتفع رصيد مشاركاته الفنية إلى ١٠ أعمال، كان أبرزها على الإطلاق مسرحية مدرسة المشاغبين، وكانت المسرحية سببًا فى تسليط الأضواء على موهبة عادل إمام بشكل مركز. شارك عام ١٩٧٣فى ٧ أعمال فنية، وقدم خلاله أعمالا مميزة مثل: الرجل والدخان والبحث عن فضيحة. مع الوقت بدأ اسم عادل إمام يلمع كالصاروخ فى سماء الفن، فصار يُكتب على الأفيش إلى جوار كبار النجوم، بل وأصبح فى كثير من الأحيان البطل الأوحد، يحمل على عاتقه بطولة العمل الفنى كاملة، ويحقق من خلاله نجاحًا جماهيريًا لافتًا كما حدث فى مسرحية شاهد ما شافش حاجة عام ١٩٧٦. عقد التوهج والتنوع السينمائى فى عقد الثمانينيات، بلغ عطاء عادل إمام فى السينما ذروته، حيث قدم خلاله مجموعة من أبرز وأجمل أعماله، التى تميزت بالتنوع والاختلاف، ما يعكس قدرته الفريدة على تجديد نفسه وتغيير جلده الفنى باستمرار، ففى هذا العقد الذهبي، أبدع الزعيم فى أفلام كوميدية حققت رواجًا جماهيريًا واسعًا، مثل رجل فقد عقله، وعصابة حمادة وتوتو، وعنتر شايل سيفه، والمتسول، والأفوكاتو، وواحدة بواحدة، وكراكون فى الشارع، كما برع فى الأدوار الدرامية التى لامست وجدان الجمهور، منها المشبوه، وحب فى الزنزانة مع سعاد حسني، والإنسان يعيش مرة واحدة مع يسرا، والنمر والأنثى، وسلام يا صاحبي. لم يتردد عادل إمام فى خوض مغامرات فنية غير تقليدية، حيث قدم شخصية 'الجني' فى فيلم الرعب المصرى الشهير الإنس والجن، مؤكدًا مجددًا قدرته على كسر التوقعات والتنوع فى اختياراته. التسعينيات.. الزعيم في مواجهة الواقع تكشف مرحلة التسعينيات فى مشوار عادل إمام عن تحول نوعى فى توجهاته الفنية، حيث اتخذت أعماله بُعدًا أعمق، ففى المسرح تألق فى مسرحية 'الزعيم' التى حصل على لقبه تيمنًا بها، وفى السينما ظهر هذا التحول جليًا فى الثنائية التى شكلها مع الكاتب اللامع وحيد حامد، والتى أثمرت عن مجموعة من الأفلام صارت علامات فى تاريخ السينما المصرية، مثل: اللعب مع الكبار، والإرهاب والكباب، والمنسي، والنوم فى العسل، وطيور الظلام. فى هذه الأعمال اشتبك عادل إمام مباشرة مع قضايا حساسة وشائكة من الواقع المصرى وتعقيداته، فتناولت قضايا الفساد السياسى والاجتماعى والطبقى بأسلوب ذكي، وخلالها قدم شخصيات حافلة بالأبعاد الإنسانية والرمزية، وكان يُقدم عبر أحداثها النقد الاجتماعى بطريقة غير مباشرة. فى أفلام مثل: الإرهاب والكباب، والإرهابي، وطيور الظلام، غاص عادل إمام فى مناطق محظورة، وانتقد أجهزة وجهات حكومية، والتيارات الدينية المتشددة، والنفاق المجتمعى والسياسي، دون أن يتحول إلى واعظ، بل اعتمد على السخرية التى لا تخلو من الذكاء وتجنب الخطابة كليًا، وكان يؤمن أن الكوميديا أداة مقاومة فعالة. لأن مسيرة عادل إمام لم تكن يومًا فى معزل عن مجتمعه، فقد تصدى عبر الفن لموجة الإرهاب التى اجتاحت مصر فى تلك السنوات، متحديًا التهديدات، ومؤمنًا بأن الفن يمكن أن يكون جبهة مقاومة، فجاء فيلم الإرهابى عام ١٩٩٤ ليجسد هذا الموقف، إذ وجه فيه نقدًا مباشرًا للتطرف والتشدد الديني، ودفع ثمنه تهديدًا مباشرًا لحياته، لكنه لم يتراجع، بل واصل تقديم رسالته بشجاعة، مؤمنًا بدور الفن فى المواجهة والتنوير، وقدم نموذجًا للفنان الذى لا يكتفى بالترفيه، بل يشارك فى معركة الوعي. التجدد ومجاراة الأجيال شهدت مرحلة الألفية الجديدة تحولًا جديدًا فى مسيرة الزعيم عادل إمام، حيث شكل تعاونه مع الكاتب يوسف معاطى نقطة انطلاقة ناجحة اتسمت بالاقتراب من جمهور الشباب ومواكبة التغيرات الجذرية التى طرأت على المجتمع والفن معًا. بدأ هذا التعاون فى نهاية التسعينيات بمسرحية بودى جارد وفيلم الواد محروس بتاع الوزير، ثم توالت الأعمال التى حصدت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، مثل التجربة الدنماركية عام ٢٠٠٣، وعريس من جهة أمنية عام ٢٠٠٤، والسفارة فى العمارة عام ٢٠٠٥، ومرجان أحمد مرجان عام ٢٠٠٧، وحسن ومرقص عام ٢٠٠٨، وبوبوس عام ٢٠٠٩، وجميعها أكدت قدرة عادل إمام على التجدد وتقديم فن يخاطب أجيالًا مختلفة، دون أن يتخلى عن أسلوبه الخاص وروحه الساخرة. يُعد عام ٢٠١٠ محطة فارقة فى مسيرة الزعيم، إذ شهد آخر ظهور له على شاشة السينما من خلال فيلم زهايمر، الذى اختتم به مشواره السينمائي، لينتقل بعدها إلى ساحة الدراما التلفزيونية، التى تألق فيها بأعمال مميزة حافظت على وهجه الفني، كان أبرزها: فرقة ناجى عطا الله، والعراف، وصاحب السعادة، وأستاذ ورئيس قسم، ومأمون وشركاه، وعوالم خفية. أما آخر أعماله فكان مسلسل فلانتينو عام ٢٠٢٠، ومنذ ذلك الحين غاب الزعيم عن الساحة الفنية، لكن بقيت رحلته الفنية شاهدة على موهبة استثنائية وذكاء فنى نادر، جعلا منه أيقونة للكوميديا العربية بلا منافس. مآخذ وانتقادات في كتابه: 'مصر الفنانة: وجوه وحكايات'..أشار شريف صالح إلى أن شعبية عادل إمام تعود فى الأساس إلى أنه عالج ثلاث رغبات أساسية مكبوتة، أولاها: فضح السلطة والسخرية منها فى أفلام مثل: الإرهاب والكباب واللعب مع الكبار، فهو يقول ما يعجز الناس عن قوله مباشرة، والرغبة الثانية تتمثل فى حق كل مواطن فى الحصول على امرأة جميلة، أما الرغبة الثالثة فتتعلق بالفساد الاقتصادى وأحلام الثراء غير المشروع، وكثيرًا ما تبلغ تلك الرغبة ذروتها بالانتصار على الرجل الكبير بما يضمن للبطل المهمش إنجاز العدالة وانتقاله من هامش المعادلة إلى مركزها. مختتمًا: لا أحد ينكر أنه اشتبك مع تابوهات الجنس والدين والسياسة، وتحدث بشجاعة عن الفساد، والإرهاب، وبفضل ذلك حقق نجومية تجعله جديرًا بلقب فنان الشعب. من جانبه وجه الناقد محمود قاسم نقدًا لأحد أعمال عادل إمام فى كتابه 'الفيلم السياسى فى السينما'، فكتب أنه كان الممثل الأكثر ذكاء فى بداية نجوميته عام ١٩٨٠ حين لجأ إلى العمل فى أدوار غير كوميدية من خلال أفلامه: الجحيم، المشبوه، والغول، مضيفًا: كان بين الحين والآخر يقوم بأدوار كوميدية، ولكن كان الأغلب الأدوار غير الكوميدية مثل ما قدم فى أفلام النمر والأنثى وجزيرة الشيطان والمولد وطيور الظلام والإرهابي. أضاف 'قاسم': عادل إمام فى بعض هذه الأفلام كان يقدم أحيانًا لمسات ضاحكة، لكن حين أراد أن يقدم فيلمًا يقوم كله على الإضحاك، فى إشارة إلى فيلم بخيت وعديلة 'الجردل والكنكة'، انكشف أنه يكرر نفسه حتى ولو لجأ إلى حيل كوميدية قديمة استهلكتها السينما لم تعد تضحك أحدًا سواء الأجيال الجديدة أو القديمة. الناقدة خيرية البشلاوى رأت، فى حوار صحفى سابق معها، أن أعمال عادل إمام فى سنوات العقد الأول من الألفية الجديدة تتسم بالتفاهة والضعف الفني، وسبق وأن وجهت فى مناسبة أخرى نقدها لفيلم زهايمر وبعض المشاهد به، ولكن مع هذا فإنها تؤكد دومًا فى تصريحاتها أن عادل إمام فنان مؤثر وأن لا أحد يستطيع إنكار قيمته. كيف حافظ عادل إمام على نجوميته؟ وبالرغم من الانتقادات وتقلبات الزمن وتغير أذواق الجمهور، نجح عادل إمام فى الحفاظ على مكانته فى قلب الجماهير لأكثر من خمسة عقود، وعن هذا سر هذا النجاح المستمر قالت الناقدة ماجدة خير الله: 'السر إن عادل إمام ذكى جدًا وموهوب ومثقف وعنده فكر ويعلم ما الذى يجب أن يقدمه فى كل مرحلة.. كما أنه متنوع ولم يكتف بلون واحد.. فقد قدم أعمالا سياسية وأعمالا كوميدية وأخرى أكشن واجتماعية، ويصعب وضعه فى خانة واحدة'، وأضافت: 'عادل إمام ظاهرة أعتقد مش هتحصل تانى.. على الأقل فى الجيل اللى احنا عايشين فيه'. أما الناقد طارق الشناوى فقد أكد أن عادل إمام نجم قومى وأن رهانه دومًا على الجمهور، وأشار إلى أنه يحظى بمكانة عالية فى الوطن العربى أجمع، مؤكدًا على أنه فنان استثنائى وأن سر عادل إمام يكمن فى امتلاكه تركيبة تجمع عناصر الموهبة و'خفة الدم' والذكاء والحضور والثقافة وأن جميعها تتفاعل مع بعضها البعض. محمد فاضل يكشف سر نجاح عادل إمام المخرج محمد فاضل تحدث عن سر الاستمرارية والنجاح للفنان عادل إمام على امتداد سنوات طوال، قائلًا: إنه منذ أن كان فى الجامعة ومنذ الخطوات الأولى فى مشواره الفنى وهو يضع هدفًا واحدًا نصب عينيه وهو أن يبقى 'نفسه'، أى أنه لا يقلد أحدًا. المخرج الكبير كشف عن أسرار نجاح عادل إمام الممثل، حيث قال إنهما تعاونا سويًا فى أكثر من عمل، منوهًا إلى أن عادل إمام كممثل يحترم عمله ويعتبره أهم شيء فى حياته، وأشار إلى أنه ملتزم، على عكس ما يظنه الناس أنه نجم وبالتالى لن يكون ملتزمًا. وأكد المخرج محمد فاضل أنه لا شيء يأتى من الفراغ، فما جعل عادل إمام يصل إلى ما وصل إليه من نجاح أنه طوال عمره مهتم بعمله، ويهتم باختيار النص الجيد وفريق العمل الذى يعمل معه يشعر دومًا بالراحة. من جانبه شدد محمد عشوب، ماكيير النجوم، على أن من أهم أسباب نجاح عادل إمام أيضًا وجود سيدة عظيمة وراءه وهى زوجته هالة، حيث قال: إنها كانت تسانده وتختار له ملابسه وتنظم له مواعيد نومه وطبيعة طعامه وكانت تخاف عليه وعلى صحته واسمه وقامت بتربية أبنائه أفضل تربية بينما كان عادل إمام متفرغًا لفنه. فى الأخير، وفى عيد ميلاده الـ ٨٥، وبعدما قدم نحو ١٢٥ فيلمًا، و٢١ مسلسلا إذاعيا وتليفزيونيًا، و١٣ مسرحية يظل الزعيم ظاهرة فنية لم ولن تتكرر كثيرًا فى تاريخ الفن المصرى والعربي، حتى وإن لم يكن دائمًا على حق فى اعتقاد البعض، ولم تكن كل اختياراته مثالية بالنسبة لبعض النقاد، إلا أنه ظل على امتداد مسيرته صادقًا مع فنه، ومع جمهوره وقدم أعمالًا لن تنسى أبد الدهر. يوميات عادل إمام في المنصورية لم يعد الفنان عادل إمام يظهر بالمناسبات العامة أو الحفلات الفنية، منذ أن قدم آخر أعماله الدرامية وهو مسلسل 'فلانتينو'، الذى عرض فى شهر رمضان لعام 2020، وحقق نجاحًا لا بأس به. بعدها اختفى الزعيم عن الأضواء، مما أثار حالة من الجدل بين محبيه، الذين تساءلوًا عن السبب وراء ذلك الاختفاء المفاجئ والغريب، وقد جاءت الإجابات متمثلة فى بعض التكهنات حول اعتزال ومرضه وتكهنات أخرى حول استراحة المحارب التى قرر أن يكافئ نفسه بها قبل أن يعود للجمهور بعمل جديد. مصدر مقرب من عائلة الفنان عادل إمام كشف لـ«فيتو»، أن اختفاءه كان بناءً على قراره الشخصي، حيث أخبر ابناءه وأفراد أسرته أنه لم يعد يقوى على الوقوف أمام الكاميرًا لوقت طويل، كما أن العمل بالسينما والمسرح والدراما التليفزيونية قد انهك قواه والتهم عمره، فى الوقت الذى يريد أن يستمتع بالجلوس مع أحفاده وأصدقائه وأفراد أسرته. وأضاف المصدر: تحولت منذ تلك اللحظة حياة الفنان عادل إمام لشيء آخر، فقد تفرغ للقراءة فى قصره بمنطقة المنصورية بالجيزة ولقاء أصدقائه والجلوس مع أحفاده، كما أنه كان يقضى أشهر الصيف كاملة بالمنزل الخاص به بمنطقة مارينا بالساحل الشمالي. وأكد المصدر أنه بعد فترة قصيرة من قرار اختفاء الفنان عادل إمام، قد عانى من عدة أزمات صحية والتى لم تمكنه من استقبال أصدقائه مثلما كان يفعل من قبل، حيث اقتصر الأمر على عدد محدود من المقربين من داخل وخارج الوسط الفنى والذين لم يتجاوز عددهم أصابع اليدين. وكشف المصدر أن الزعيم عادل إمام قد عبر لأحد أصدقائه فى أحد الأيام، عن مدى اشتياقه لشوارع وسط القاهرة، وبعض المناطق التى كان يجلس بها ويلتقى أصدقاءه، وطلب منه اصطحابه فى جولة بسيارته إلى تلك الأماكن. وأضاف المصدر أنه بالفعل قد استقل الزعيم وصديقه إحدى السيارات فى ساعة متأخرة من الليل، وقاما بجولة بشوارع وسط القاهرة، والتى استغرقت قرابة الساعتين قبل أن يعودا مرة أخرى إلى منزله، وهو فى حالة من السعادة الكبيرة. واستبعد المصدر فكرة عودة الفنان عادل إمام مرة أخرى للساحة الفنية، خاصة أن حالته الصحية لم تعد تسمح له بذلك. نقلا عن العدد الورقي،،، ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.