
حرب التجارة تُثقل كاهل قطاع الخدمات الصيني
ارتفع إنفاق المسافرين الصينيين بنسبة 8 في المائة على أساس سنوي خلال عطلة عيد العمال ليصل إلى 180.27 مليار يوان (24.92 مليار دولار)، لكنه لا يزال دون مستويات ما قبل الجائحة، بينما توسع نشاط قطاع الخدمات في البلاد بأبطأ وتيرة في سبعة أشهر في أبريل (نيسان) الماضي.
وتُراقَب عطلة عيد العمال، وهي من أطول العطلات في البلاد، عن كثب، بوصفها مقياساً لثقة المستهلك الصيني. وعانى الاستهلاك في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وسط نمو متعثر وأزمة عقارية مطولة، ومن المتوقع أن تُفاقم تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين هذا الوضع.
وسجّلت وزارة السياحة الصينية 314 مليون رحلة داخلية خلال العطلة، بزيادة قدرها 6.5 في المائة، فيما ارتفع عدد المعاملات باستخدام تطبيق «ويكسين باي»، وهو تطبيق مدفوعات شائع، بأكثر من 10 في المائة على أساس سنوي، مع زيادة ملحوظة في الإنفاق على المطاعم.
وخلال العطلة التي استمرت خمسة أيام، دخل وخرج 10.9 مليون شخص البلاد، بزيادة قدرها 28.7 في المائة مقارنةً بعام 2024. وذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الرسمية أن 1.1 مليون شخص من هذا الإجمالي كانوا من الأجانب، بزيادة حادة بلغت 43.1 في المائة.
لكن إجمالي الإنفاق الفردي خلال عطلة مايو (أيار) التي استمرت خمسة أيام، وهي فترة عادةً ما تكون مزدحمة بالسفر العائلي، ارتفع بنسبة 1.5 في المائة فقط إلى 574.1 يوان، وفقاً لحسابات «رويترز» المستندة إلى بيانات رسمية. ويظل هذا الإنفاق أقل من مستويات عام 2019 عندما بلغ نصيب الفرد من الإنفاق 603.4 يوان.
وشهدت دور السينما انخفاضاً كبيراً في مبيعات التذاكر، حيث بلغت إيرادات شباك التذاكر خلال العطلة التي استمرت 5 أيام 747 مليون يوان، أي نحو نصف الفترة نفسها فقط في عام 2024.
وفي غضون ذلك، شهد قطاع الخدمات الصيني تباطؤاً في نمو الطلبات الجديدة مقارنةً بشهر مارس (آذار)، متأثراً بحالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية، وفقاً لمسح للقطاع الخاص أُجري يوم الثلاثاء.
وعلى الرغم من النمو الاقتصادي الأقوى من المتوقع في الربع الأول، بدعم من التحفيز الحكومي، لا يزال الاقتصاد الصيني يواجه مخاطر انكماشية مستمرة. انخفض مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات التابع لشركة «كايكسين/ستاندرد آند بورز غلوبال» إلى 50.7 نقطة من 51.9 نقطة في مارس، وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول). ويفصل مستوى الخمسين نقطة بين التوسع والانكماش.
كان هذا متوافقاً بشكل عام مع المسح الرسمي الصيني، الذي أظهر تراجع نشاط الخدمات إلى 50.1 نقطة من 50.3 نقطة في الشهر السابق. ويُعد مؤشر مديري المشتريات التابع لشركة «كايكسين» مقياساً أدق لاتجاهات الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تعتمد بشكل أكبر على التصدير.
وأظهر مسح «كايكسين» للخدمات تباطؤ نمو الأعمال الجديدة إلى أدنى مستوياته منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022، على الرغم من ارتفاع طلبات التصدير بشكل طفيف، ويُعزى ذلك جزئياً إلى انتعاش السياحة.
وقالت زيتشون هوانغ، الخبيرة الاقتصادية الصينية في «كابيتال إيكونوميكس»، إن انخفاض مؤشر مديري المشتريات التابع لشركة «كايكسين»، «يقدم دليلاً إضافياً على أن الحرب التجارية تُثقل كاهل النشاط الاقتصادي في الصين، حتى خارج قطاع التصنيع». وأضافت: «في حين أن بعض الحذر مبرَّر تماماً، فإننا نشك في أن الشركات تُبالغ في تقدير حجم الضرر الذي ستُلحقه الرسوم الجمركية الأميركية».
ويعمل نحو 48 في المائة من الموظفين في الصين في قطاع الخدمات منذ عام 2023، وساهم القطاع بنسبة 56.7 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي. لكنَّ الإجراءات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تُلحق ضرراً بالغاً بقطاع التصنيع، وتُضعف خطط التوظيف في الشركات، وتُضعف ثقة المستهلك.
وشهد قطاع الخدمات نمواً في معنويات الشركات بأبطأ وتيرة منذ فبراير (شباط) 2020، حيث أشارت الشركات إلى الرسوم الجمركية الأميركية على أنها مصدر قلق رئيسي. وقام مُقدمو الخدمات بخفض الوظائف للشهر الثاني على التوالي لخفض التكاليف، مما أدى إلى زيادة تراكم الأعمال، ودفع المؤشر المقابل إلى منطقة التوسع لأول مرة هذا العام. كما خفضت الشركات أسعارها لجذب العملاء على الرغم من ارتفاع تكاليف المدخلات.
وصرح لين سونغ، كبير الاقتصاديين في بنك «آي إن جي» في هونغ كونغ، بأنه على عكس سياسات الدعم الحكومية لمنتجات مُحددة مثل الأجهزة المنزلية من خلال سياسة الاستبدال، كان هناك «دعم محدود لتعزيز استهلاك الخدمات حتى الآن».
وأضاف أنه لتعزيز الطلب المحلي، يُمكن أن تُمثل قسائم الاستهلاك دفعةً قصيرة الأجل، فيما يظل تحسين جودة الخدمات، وتوافرها، ونطاقها على المدى الطويل، أمراً أساسياً. وبالنسبة إلى الاستهلاك ككل، من المهم استعادة ثقة المستهلك لإطلاق العنان للمدخرات، بدءاً من استعادة أثر الثروة الإيجابي، والتخلص من العقلية الانكماشية لاستئناف نمو الأجور بشكل معقول.
وفي الشهر الماضي، تعهد المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم بدعم الشركات والعمال الأكثر تضرراً من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة، وحث البلاد على الاستعداد لأسوأ السيناريوهات. وتوقع اقتصاديون في «مورغان ستانلي» الأسبوع الماضي، أن يتباطأ النمو في الربع الثاني بمقدار نقطة مئوية واحدة مع تفاقم آثار الرسوم الجمركية.
وأضاف «مورغان ستانلي» في مذكرة بحثية: «نتوقع أن تتغلب بكين على التحديات بسياسات تحفيز حذرة وغير متوازنة، حيث لا تزال تعتمد على الاستثمار في القطاعات الناشئة والتجديد الحضري، مع تحول تدريجي في سياساتها نحو الاستهلاك على المدى المتوسط».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 32 دقائق
- الاقتصادية
كبرى الشركات تروج للغاز باعتباره أفضل وسيلة لكبح الانبعاثات
طرح كبار منتجي الغاز الطبيعي في العالم وقودهم كحل للدول التي تكافح من أجل التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة متقطعة الإمدادات، في مسعى للحد من الانبعاثات الكربونية. خلال مشاركته في حلقة نقاش ضمن فعاليات مؤتمر الغاز العالمي المنعقد في بكين، شدد الرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنرجيز" باتريك بويان، على أن حرق الغاز يولد ما يقارب نصف كمية الغازات الدفيئة الناتجة عن الفحم، داعياً الحكومات إلى عدم تجاهل أهمية هذه الخطوة المرحلية في مسار تقليص الانبعاثات. وأضاف أن منتجي الغاز بحاجة إلى التركيز على خفض التكاليف من أجل تعزيز قدرتهم التنافسية أمام الفحم في الأسواق الناشئة، موضحا أن "الفحم هو الخصم الحقيقي للغاز، والمنافس له، لأنه ينتج في العديد من الدول الناشئة مثل الصين والهند، ويوفر فرص عمل، وسواء شئنا أم أبينا، فإن سعره رخيص". تصاعد التحذيرات البيئية من الغاز تتعارض هذه الرؤية تماما مع موقف نشطاء البيئة، الذين يحذرون من أن الغاز قد لا يكون مجرد مرحلة انتقالية نحو الطاقة النظيفة، بل قد يرسخ مركزه، تماما كما حدث مع الفحم في السابق. علاوة على ذلك، تشير الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية إلى أن صناعة الغاز تطلق غاز الميثان بكميات أكبر مما هو مُعلن عنه، وهي انبعاثات تُشكل تهديداً مباشراً للمناخ يفوق في خطورته ثاني أكسيد الكربون. بويان أوضح أن الغاز والمتجددة يمكن أن يكملا بعضهما البعض، حيث تعتمد الكهرباء بشكل متزايد على طاقتي الرياح والشمسية المرهونة بظروف جوية مناسبة، مستشهدا بمثال ألمانيا التي تسعى إلى بناء المزيد من المحطات التي تعمل بالغاز بعد فترة طويلة من انخفاض سرعة الرياح في وقت سابق من هذا العام، ما أثر على إنتاج الكهرباء. تابع قائلا "لم تهب الرياح لمدة أسبوع. هل تعتقد أن العملاء سينتظرون أسبوعا كاملا للحصول على الكهرباء؟ بالتأكيد لا الناس يريدون كهرباء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وهذا يعني أنه حتى مع إنشاء نظام جيد للطاقة المتجددة، ستظل هناك حاجة إلى منظومة احتياطية". حلول بلا انبعاثات كربونية هذه العلاقة التكاملية المحتملة أدت إلى وصف البعض للغاز بأنه وقود انتقالي، مع تحول الدول بعيداً عن الاعتماد على الوقود الأحفوري في النهاية. لكن بالنسبة لشركة "بتروناس" الماليزية المملوكة للدولة، فإن هذا السيناريو مستبعد في مناطق مثل آسيا، حيث يستمر الطلب على الطاقة في النمو بوتيرة متسارعة. وبدلاً من ذلك، ينبغي على منتجي الغاز تطوير سبل للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود أو إطلاقه. رئيس الشركة تنكو توفيق قال خلال الجلسة "الغاز ليس وقودا انتقاليا، بل هو وقود أساسي لبعض المناطق الجغرافية إذا تم ضبطه وإدارته بشكل مناسب ضمن مزيج الطاقة"، فيما تجري شركات مثل "بتروناس" و"وودسايد إنرجي جروب" الأسترالية محادثات مع عملائها بشأن حلول طويلة الأجل لا تنبعث منها غازات دفيئة، مثل الأمونيا والهيدروجين. لكن إلى أن تصبح هذه الأنواع من الوقود قابلة للتطبيق على نطاق واسع وذات قدرة تنافسية اقتصادية، ينبغي على المشترين اتخاذ خطوات تدريجية تسهم في الحد من انبعاثات الفحم، بحسب ما صرحت به الرئيسة التنفيذية لشركة "وودسايد" ميغ أونيل التي ذكرت إن "هناك بعض الأشخاص في العالم يودون أن ننتقل مباشرة من وضعنا الحالي إلى عالم خالٍ من الانبعاثات غداً. لكن علينا أن نعترف بأن كل خطوة نُحرزها لتقليل الانبعاثات بمرور الوقت هي خطوة إيجابية، ويجب أن نواصل دعم هذه الخطوات".


الرياض
منذ 6 ساعات
- الرياض
أمين الأحساء يلتقي نخبة من سيدات ورجال الأعمال
في خطوة واعدة نحو تنمية شاملة ومستدامة، استضاف أمين الأحساء المهندس عصام الملا لقاءً مثمرًا جمع عددًا من سيدات ورجال الأعمال والمبدعين، وذلك لمناقشة مبادرات نوعية تهدف إلى تطوير المحافظة وتعزيز مكانتها كوجهة حضارية وسياحية رائدة في المملكة. حيث أكد الدكتور صالح التركي، مستشار ريادة الأعمال، خلال اللقاء على أهمية دعم هذه المبادرات المبدعة، مشددًا على 'حرص الجميع على الارتقاء بالأحساء كوجهة سياحية واعدة، تجمع بين الجمال الطبيعي والابتكار المحلي، لتكون في صدارة المشهد التنموي على مستوى المملكة'. وشهد اللقاء مشاركة سيدة الأعمال والفنانة التشكيلية ومستشار بريادة الأعمال: عزيزة القرني، التي عرضت مبادرة فنية مميزة تتضمن تصميم وتنفيذ مجسمات جمالية في الميادين العامة، بما يعكس هوية المملكة. كما استعرضت خططًا مبتكرة للاستعداد المبكر لفعاليات اليوم الوطني السعودي، من خلال تصاميم تُبرز روح الوطنية وتضفي طابعًا فنيًا معاصرًا على الاحتفالات. كما قدمت رائدة الأعمال نورة الدوسري رؤى تصميمية ومعمارية حديثة تسعى للحفاظ على أصالة الأحساء وتطوير طابعها العمراني، إلى جانب أفكار استراتيجية لإحياء وتطوير ميناء العقير، وتحويله إلى مركز سياحي وتجاري نابض يعزز من الاقتصاد المحلي ويروي قصة المكان والتاريخ. ويأتي هذا اللقاء ضمن توجهات أمانة الأحساء لتعزيز التواصل مع المجتمع والقطاع الخاص، وتبني المبادرات التي تنطلق من أبناء المنطقة لتصنع مستقبلها بتميّز واقتدار.


Asharq Business
منذ 11 ساعات
- Asharq Business
صناديق التحوط تخفض حيازاتها في أسهم "العظماء السبعة" وتراهن على الصينية
قلصت صناديق التحوط حيازاتها من أسهم شركات التكنولوجيا المعروفة باسم "العظماء السبعة"، وزادت في المقابل استثماراتها في أسهم الشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة خلال الربع الأول، وفق محللي مجموعة "غولدمان ساكس". أوضح المحللون، ومن بينهم بن سنايدر، في مذكرة بتاريخ 20 مايو، أن الصناديق زادت استثماراتها في شهادات الإيداع الأميركية للشركات الصينية، رغم تصاعد التوترات التجارية. ولفتت المذكرة إلى أن أكثر شهادات الإيداع الأميركية التي تلقى رواجاً بين صناديق التحوّط تشمل "مجموعة علي بابا القابضة"، و"بي دي دي هولدينغز" (PDD Holdings)، و"بايدو". جاذبية أسهم التكنولوجيا الصينية يعكس هذا التحول تنامي جاذبية أسهم التكنولوجيا الصينية، التي باتت أكثر جذباً للمستثمرين الأجانب بفضل مؤشرات على تنامي نفوذ الصين في تطوير التقنيات الحديثة. أثارت إنجازات شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة "ديب سيك" (DeepSeek) صدمة في الأسواق العالمية بوقت سابق من العام الجاري، ما تسبب في موجة بيع لأسهم "العظماء السبعة"، وشكل نقطة تحول في نظرة المستثمرين العالميين إلى قطاع التكنولوجيا الصيني. ويزيد من جاذبية شركات التكنولوجيا الصينية تداولها عند تقييمات أقل مقارنة بنظيراتها الأميركية. فعلى سبيل المثال، يُتداول سهم "علي بابا" بمكرر ربحية يبلغ نحو 13 مرة، بينما تقل نسبة السعر إلى الربحية في شركة "بي دي دي" عن 10مرات. أما في شركات "العظماء السبعة"، فلا توجد سوى شركة "ألفابت"، المالكة لـ"جوجل"، بمكرر ربحية دون 20 مرة، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ". رغم ذلك، أشار المحللون إلى أن توقيت هذا التبديل كان غير موفق، إذ إن أسهم "العظماء السبعة" حققت عوائد تجاوزت 10% منذ بداية الربع الثاني، في حين أثرت التوترات التجارية سلباً على شهادات الإيداع الأميركية للشركات الصينية. بيع الأسهم رغم عمليات البيع، ما زالت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة من العظماء السبعة مثل "أمازون دوت كوم" و"ميتا بلاتفورمز" و"مايكروسوفت" و"إنفيديا"، و"ألفابت" من بين أكثر المراكز الشرائية إقبالاً لدى صناديق التحوط، بحسب محللي "غولدمان ساكس" الذين حللوا حيازات 684 صندوق تحوط يبلغ إجمالي مراكزها الاستثمارية في الأسهم 3.1 تريليون دولار. في السياق ذاته، أدى تزايد نسبة البيع على المكشوف إلى رفع إجمالي استدانة صناديق التحوط إلى مستوى قياسي. بلغ المعدل الأوسط لنسبة البيع على المكشوف في أسهم مؤشر "إس آند بي 500" نحو 2.3% من إجمالي الأسهم المتاحة للتداول، صعوداً من 1.8% في ديسمبر الماضي، وهي المرة الأولى منذ 2021 التي ترتفع فيها نسبة البيع على المكشوف فوق متوسطها التاريخي، بحسب ما أفاد به المحللون.