logo
القارة المقزّمة.. حملة أفريقية لتصحيح خريطة العالم

القارة المقزّمة.. حملة أفريقية لتصحيح خريطة العالم

الديارمنذ 3 أيام

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في مبادرة غير مسبوقة يقودها أفارقة من داخل القارة لإعادة التعريف بها، أطلقت الناشطة النيجيرية الشابة أبيمبولا أوجوندايرو (28 عاما) حملة عالمية لإصلاح تمثيل أفريقيا على خريطة العالم، داعية إلى التخلي عما وصفته بـ"أكثر النماذج الخرائطية تضليلا"، في إشارة إلى إسقاط "مركاتور" الذي تُستخدم نسخته بشكل واسع في المدارس والخرائط الرقمية والمراجع الرسمية.
وتسعى الحملة، التي تحمل عنوان "صحّحوا خريطة العالم" وتقودها منظمة "أفريكا نو فلتر" (Africa No Filter)، إلى الضغط على المؤسسات الدولية، على غرار الأمم المتحدة والبنك الدولي، فضلا عن الأنظمة التعليمية، لاعتماد خرائط أكثر دقة وإنصافا، تعكس الحجم الحقيقي للقارات والدول، وخاصة أفريقيا التي طالما عانت وفق القائمين على الحملة، من "التقزيم المتعمد" في التصور البصري العالمي.
وقالت أوجوندايرو في مقابلة مع شبكة الجزيرة "عندما قلت لعمّي إن الولايات المتحدة والصين والهند يمكن أن تتّسع كلها داخل أفريقيا، شعر بالصدمة والخداع، وهذه ليست مبالغة، بل حقيقة مدعومة بالأرقام، لكنها غائبة عن وعي الناس بسبب خريطة مركاتور".
أفريقيا في إسقاط مركاتور
وتُظهر خريطة مركاتور، المطوّرة عام 1599 لتسهيل الملاحة البحرية، قارّات الشمال العالمي -مثل أوروبا وأميركا الشمالية- بأحجام مضخّمة، في حين تُقلّل بشكل كبير من حجم أفريقيا وأميركا الجنوبية.
فعلى سبيل المثال، تظهر غرينلاند بحجم قريب من مساحة أفريقيا، رغم أن القارة يمكن أن تعادلها أكثر من 14 مرة.
ويشير خبراء الجغرافيا إلى أن إسقاط مركاتور يحافظ على الزوايا والأشكال، مما يجعله مناسبا للملاحة، لكنه فاشل تماما من حيث مقياس المساحة.
ويقول الدكتور ليندسي فريدريك براون من جامعة أوريغون "مركاتور ليس مؤامرة بحدّ ذاته، لكنه يعكس رؤية متحيزة للعالم ظلّت تخدم القوى الكبرى لقرون"، مضيفا أن سبب انتشاره هو توافره في الخرائط البحرية، وأيضا لأنه يعكس رؤية مريحة للعالم بالنسبة للجهات التي ترى بلدانها أكبر حجما.
وفي عام 1973، أعلن الألماني أرنو بيترز أن إسقاطه الجديد المعروف بـ"إسقاط بيترز" هو "الخريطة الدقيقة الوحيدة"، معتبرا أنه بديل عادل لخريطة مركاتور، التي وصفها بأنها "متمركزة أوروبيا".
وفي عام 2016، تم اعتماد إسقاط بيترز في مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية، لأنه يقدم تمثيلا أكثر عدالة للمساحة، في حين انتقده آخرون باعتباره يشوّه الأشكال الهندسية، ويفتقر إلى التوازن البصري.
خريطة الأرض المتساوية الجديدة
وفي خضمّ الجدل الدائر منذ فترة حول إسقاطات الخرائط لأرضية، أعلن فريق من الباحثين بقيادة عالم الخرائط توم باترسون في 2018 عن إسقاط جديد أطلق عليه "الأرض المتساوية".
ويُظهر هذا الإسقاط أفريقيا بحجمها الحقيقي تقريبا، ويُعتبر اليوم أحد أكثر النماذج دقة من حيث المساحة، وهو النموذج الذي تتبناه حملة أوجوندايرو.
وتظهر خريطة "الأرض المتساوية" غرينلاند بحجمها الحقيقي بعدما تمّ تضخيمها في إسقاط مركاتور.
وقد لقيت الخريطة الجديدة دعما من مؤسّسات مرموقة، إذ تبنّتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، واعتمدها البنك الدولي رسميا في 2024.
وفي توضيح للجزيرة، قال متحدّث باسم البنك الدولي إن "المجموعة ملتزمة بتمثيل دقيق وعادل لجميع شعوب العالم، في جميع منصاتها".
طريق طويل
لكن أوجوندايرو تؤكد أن التغيير لن يأتي من الخارج وحده، وتحمّل المسؤولية للأفارقة أنفسهم، قائلة "على مدار قرون، رُسمت خريطة العالم بأقلام غير أفريقية، تعكس مصالح وأجندات خارجية.. لقد آن الأوان أن نمسك نحن بالقلم ونروي للعالم قصّتنا البصرية بأنفسنا، لا أن نستمر في قبول رواية الآخرين".
وتضيف أوجوندايرو أن "هذه الخريطة لا تؤثر فقط على الجغرافيا، بل على الاقتصاد، والسياحة، والتعليم، والخيال الجمعي، وما دامت أفريقيا تظهر صغيرة وغير مؤثرة، فستُعامل كذلك سياسيًا واقتصاديا".
ورغم الخلاف بين المدارس الخرائطية، تتفق الحملة الأفريقية على نقطة مركزية، وهي "ضرورة الكفّ عن استخدام النماذج الاستعمارية لتشكيل وعي الأجيال القادمة، والانتقال نحو خرائط تعكس واقعا أكثر صدقا".
وتعتبر أوجوندايرو أن الخريطة ليست مجرد أداة تعليمية، إنها أداة سلطة، وكلما طال تشويه صورة أفريقيا عليها، طال تشويه صورتها في أذهان العالم".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القضايا البيئية العالمية
القضايا البيئية العالمية

الديار

timeمنذ 9 ساعات

  • الديار

القضايا البيئية العالمية

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كوكب في مهب التغير لطالما كانت الأرض نظامًا بيئيًا ديناميكيًا تتغير فيه الفصول وتتطور فيه الحياة، لكن خلال العقود القليلة الماضية، بدأ هذا التوازن الدقيق يتأرجح بفعل قوة جديدة: تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري. لم يعد الأمر مجرد فرضية علمية أو حديث جانبي للمتخصصين؛ بل أصبح حقيقة ملموسة تتردد أصداؤها في كل ركن من أركان كوكبنا، من ذوبان القمم الجليدية في القطبين إلى موجات الجفاف الشديدة التي تضرب الأراضي الزراعية، ومن الفيضانات المدمرة إلى العواصف المتزايدة عنفًا. إنها أزمة وجودية تتطلب منا ليس فقط الفهم العميق لأسبابها وتجلياتها، بل أيضًا التحرك الفوري والجماعي لمواجهتها. لمواجهة تغير المناخ، نحتاج إلى تغييرات جذرية ومتعددة المستويات، تشمل السياسات الحكومية، الممارسات الصناعية، الابتكارات التكنولوجية، وحتى السلوكيات الفردية. إليك أبرز الجوانب التي يجب أن تتغير فما الذي يجب أن يتغير حقًا لمواجهة هذا التحدي الوجودي؟ أولى وأهم هذه التغييرات هي التحول الجذري في مصادر الطاقة. على مدى قرنين، اعتمدت الحضارة البشرية بشكل كبير على الوقود الأحفوري (الفحم، النفط، والغاز الطبيعي) كمحرك للتنمية الصناعية والاقتصادية. هذا الاعتماد أدى إلى تراكم هائل لغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مسببًا ارتفاع درجة حرارة الكوكب. لمواجهة ذلك، يجب علينا التخلي عن هذا الإرث الملوث والتوجه بقوة نحو الطاقة المتجددة. يعني هذا استثمارات ضخمة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتطوير تقنيات تخزين الطاقة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في جميع القطاعات. يجب أن تصبح الطاقة النظيفة هي المعيار، لا الاستثناء، وأن تدعمها سياسات حكومية قوية تشجع على الابتكار وتوفر الحوافز اللازمة للانتقال. يلي ذلك إعادة هيكلة شاملة لقطاع النقل. تعد المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري أحد المصادر الرئيسية للانبعاثات. هنا، يجب أن ينصب التركيز على التحول إلى وسائل النقل المستدامة. يتضمن ذلك التوسع في استخدام السيارات الكهربائية، ليس فقط كبديل، بل كجزء من نظام متكامل يعتمد على مصادر طاقة متجددة. الأهم من ذلك هو الاستثمار في تطوير شبكات نقل عام فعالة ومتكاملة، مثل القطارات الكهربائية والحافلات، وتشجيع المشي وركوب الدراجات كخيارات يومية. تقليل الاعتماد على السفر الجوي غير الضروري، والبحث عن وقود طيران مستدام، يعدان أيضًا خطوات حيوية في هذا الاتجاه. لا يمكننا تجاهل القطاع الزراعي والغذائي الذي يساهم بشكل كبير في انبعاثات غازات الدفيئة، خاصة الميثان الناتج عن تربية الماشية وأكسيد النيتروز من الأسمدة. يجب أن نتبنى ممارسات زراعية مستدامة تركز على صحة التربة، وتقليل استخدام المبيدات الكيميائية، وتحسين إدارة المياه. على الصعيد الغذائي، يتطلب الأمر تحولاً في الأنماط الاستهلاكية. تشجيع الأنظمة الغذائية التي تعتمد بشكل أكبر على النباتات يمكن أن يقلل بشكل كبير من البصمة الكربونية للفرد، كما أن مكافحة هدر الطعام على جميع المستويات، من المزرعة إلى المائدة، يعد ضرورة ملحة. بالإضافة إلى التغييرات التكنولوجية والقطاعية، يجب أن تشهد السياسات والتشريعات الحكومية تحولاً جذريًا. هذا يعني فرض ضرائب على الكربون، ووضع معايير صارمة للانبعاثات، وتوفير الدعم للشركات التي تلتزم بالاستدامة. يجب أن تكون هناك آليات دولية قوية تضمن التعاون بين الدول، فالعمل المناخي لا يعرف حدودًا. كما أن الاستثمار في التكيف مع تغير المناخ بناء بنية تحتية مقاومة للظواهر الجوية القاسية، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، وإدارة الموارد المائية بذكاء يعد جزءًا لا يتجزأ من الاستجابة الشاملة. لا يمكن تحقيق كل هذه التغييرات دون وعي ومشاركة من الأفراد والمجتمعات. يجب أن يتغير سلوكنا اليومي، من خيارات الاستهلاك إلى أنماط المعيشة. يعني ذلك تقليل الاستهلاك العام، وإعادة التدوير، واختيار المنتجات المستدامة، ودعم الشركات التي تتبنى المسؤولية البيئية. يجب أن ندرك أن كل قرار نتخذه، مهما بدا بسيطًا، يساهم في الصورة الكبيرة. التثقيف البيئي، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للعمل الجماعي. في الختام، إن مواجهة تغير المناخ ليست مجرد مهمة، بل هي تحدي وجودي يحدد مستقبل الأجيال القادمة. تتطلب هذه المهمة تحولاً جذريًا وشاملاً في كل جانب من جوانب حياتنا، بدءًا من كيفية إنتاجنا للطاقة، إلى ما نأكله، وكيف نتحرك، وصولاً إلى القوانين التي تحكمنا، وطريقة تفكيرنا. إنه نداء للعمل المشترك، للابتكار، ولإعادة تعريف علاقتنا بكوكب الأرض، لضمان مستقبل مستدام ومزدهر للجميع. في نهاية المطاف، بينما ندرك حجم التغيير المطلوب، يظل السؤال الأكثر إلحاحًا: ما هي التكلفة الحقيقية التي سنتكبدها إذا لم نبدأ في هذا التحول الشامل اليوم؟

مؤتمر الدوحة... الذكاء الاصطناعي وتاثيره على حقوق الإنسان
مؤتمر الدوحة... الذكاء الاصطناعي وتاثيره على حقوق الإنسان

الديار

timeمنذ يوم واحد

  • الديار

مؤتمر الدوحة... الذكاء الاصطناعي وتاثيره على حقوق الإنسان

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في خضم التحولات المتسارعة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، انعقد في العاصمة القطرية الدوحة في 27 و28 أيار 2025 المؤتمر الدولي "الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان: الفرص والمخاطر والرؤى لمستقبل أفضل"، بتنظيم من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وبالتعاون مع مؤسسات أممية وإقليمية. ناقش المؤتمر الأبعاد المتعددة لتأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على الحقوق والحريات، وخصّص جلسات موسعة لقطاعات حيوية مثل الأمن، والديمقراطية، والإعلام، والتعليم، والعمل، بمشاركة خبراء دوليين من الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب ممثلين عن القطاع التكنولوجي. الإعلام والذكاء الاصطناعي برزت خلال المؤتمر جلسة مميزة بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإعلام وفق نهج حقوق الإنسان: المخاطر والابتكار"، حول الحريات العامة وحقوق الإنسان بالشراكة مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان. وسلطت الجلسة الضوء على التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع الإعلام تحت تأثير الذكاء الاصطناعي، من إنتاج المحتوى وتوزيعه، إلى التفاعل مع الجمهور، مع التركيز على أهمية إدماج قيم حقوق الإنسان في هذه العملية. وتناولت الجلسة التحديات الأخلاقية والمهنية التي تفرضها هذه التقنيات، كالتحيّز، وانتهاك الخصوصية، ونشر المعلومات المضللة. كما ناقشت مسؤوليات المؤسسات الإعلامية في تطوير أطر تنظيمية داخلية تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي وتضمن الشفافية والمصداقية. أخلاقيات الصحافة في عصر الآلة أكد الخبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي الدكتور ياسر المحيو، أن الذكاء الاصطناعي بات جزءا لا يتجزأ من أدوات العمل الصحفي الحديث، لكنه يتطلب وعيا أخلاقيا وتقنيا من قبل الصحفيين. وأشار إلى أن أدوات الذكاء التوليدي -رغم إمكاناتها الهائلة في تعزيز الكفاءة والإنتاجية- قد تخلق مشكلات في دقة المعلومات، نتيجة ما يُعرف في علم الذكاء الاصطناعي بـ"الهلوسة المعلوماتية"، أي إنتاج معلومات غير دقيقة أو مختلقة. من جهته، حذّر الأستاذ بجامعة حمد بن خليفة، الدكتور جورجيوس ميكروس، من اعتماد الصحفيين على أدوات تقوم بجمع المعلومات بشكل عشوائي من الإنترنت من دون تمحيص، مما قد يؤدي إلى خروقات أخلاقية تمسّ بصدقية العمل الإعلامي، داعيا إلى تدريب مكثف على توجيه هذه الأدوات وضبط استخدامها. فجوة رقمية وعدالة إعلامية في السياق ذاته، نبّهت خديجة باتيل، مديرة الصندوق الدولي لإعلام المصلحة العامة في جنوب أفريقيا، إلى خطر التفاوت المعرفي بين الصحفيين والمؤسسات بسبب نقص التمويل والتدريب، مشيرة إلى أن البلدان الفقيرة مهددة بالاستبعاد من التطور الرقمي. وأضافت أن استخدام الذكاء الاصطناعي من دون حذر قد يؤدي إلى تزييف الحقائق، وانتهاك الخصوصية، وتوسيع فجوة عدم المساواة في الوصول إلى المعلومات. نحو سياسة تحريرية مسؤولة وشدد الأستاذ في جامعة نورث ويسترن في قطر، إيدي بورخيس ري، على أن محتوى الإنترنت يعجّ بالمعلومات المضللة والرسائل التمييزية، محذرا من إعادة إنتاجها عبر أدوات الذكاء الاصطناعي. ودعا إلى ضرورة إرساء سياسات تحريرية واضحة داخل المؤسسات الإعلامية، تتعامل بشفافية مع المحتوى المولّد آليا. في المقابل، رأى الدكتور ميكروس أن استخدام هذه الأدوات بات ضروريا، شريطة التصريح عند استخدامها، بهدف حماية الشفافية وتعزيز ثقة الجمهور. وشدد كارلوس هيرنانديز إيتشيفاريا من منظمة "مالديتا" على أهمية التمسك بالأساليب التقليدية في جمع الأخبار والتحقق منها، موضحا أن افتقار أدوات الذكاء الاصطناعي للشفافية في كيفية توليد المعلومات يشكل خطرا على مصداقية المحتوى. التوازن بين التقنية والإنسان وخلصت الجلسة إلى أن مستقبل الإعلام لا يمكن فصله عن الذكاء الاصطناعي، لكنه ينبغي أن يُبنى على أسس حقوق الإنسان. فالعدالة في الوصول إلى المعلومات، والمهنية، والمسؤولية الأخلاقية، تظل مرتكزات لا غنى عنها في عصر الأتمتة. وإنّ ما يُنتظر من المؤسسات الإعلامية في المرحلة المقبلة ليس مجرد تبنّي الأدوات التقنية، بل العمل على بناء بيئة رقمية تراعي مبادئ الشفافية والمصداقية، وتحفظ للصحفي مكانته كفاعل إنساني في خدمة الحقيقة والمجتمع.

ظاهرة فلكية تزيّن السماء.. القمر يقترن مع "قلب الأسد"
ظاهرة فلكية تزيّن السماء.. القمر يقترن مع "قلب الأسد"

الديار

timeمنذ 2 أيام

  • الديار

ظاهرة فلكية تزيّن السماء.. القمر يقترن مع "قلب الأسد"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يشهد هواة الفلك والمهتمون بظواهر السماء، مساء اليوم، حدثًا فلكيًا مميزًا يتمثل في اقتران القمر مع نجم "ريجولس "(Regulus) أو "قلب الأسد"، ألمع نجوم كوكبة الأسد وأحد أكثر النجوم سطوعًا في السماء الليلية. وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر عبر منشور له على موقع "فيسبوك": "يُرصد هذا المشهد البديع بالعين المجردة فور غروب الشمس ودخول الليل، حيث يظهر القمر إلى جوار النجم اللامع في الأفق الغربي، ويستمر هذا الاقتران حتى نحو الساعة 12:30 بعد منتصف الليل تقريبًا". كما أوضح أن نجم "قلب الأسد" يبعد عن الأرض حوالي 79 سنة ضوئية، وتبلغ كتلته 3.5 مرة كتلة الشمس، ويُعد من أبرز النجوم التي يمكن تتبعها في سماء فصل الربيع والصيف. من جانبه، أشار ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية في جدة، في تصريحات صحافية سابقة، إلى أن قلب الأسد يعتبر نجمًا من المرتبة الأولى، ويتميز بكونه الوحيد بين معظم النجوم البراقة الذي يقع على المسار الظاهري السنوي للشمس، المعروف باسم دائرة البروج، والذي تمر به الشمس أمام الكوكبات النجمية. كما يُعرف هذا النجم أيضًا باسم (ألف) الأسد، ويُطلق عليه كذلك اسم "نجم المنجل" لأنه إذا تم عزل نجم قلب الأسد مع النجوم الخمسة المجاورة له عن بقية نجوم كوكبة الأسد، فسيلاحظ تشكُّل يشبه المنجل كذلك أوضح أبو زاهرة أن اقتران القمر مع النجوم الساطعة، مثل قلب الأسد، يُعد حدثًا فلكيًا شائعًا نسبيًا، إذ توفر هذه الظاهرة فرصة ممتازة لمراقبة حركة الأجرام السماوية في سماء الليل. وفي العصور القديمة، كان نجم قلب الأسد يُعتبر ذا أهمية بالغة؛ فقد ارتبط بالملكية والقوة والشجاعة، وكان يُعتقد أن أي اقتران له مع القمر يحمل آثارًا وتأثيرات كبيرة على الأحداث الأرضية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store