logo
اخبار السعودية : عيد الفطر في تبوك.. فرحة تزينها 30 فعالية ترفيهية وثقافية وتراثية

اخبار السعودية : عيد الفطر في تبوك.. فرحة تزينها 30 فعالية ترفيهية وثقافية وتراثية

حضرموت نت٠٢-٠٤-٢٠٢٥

اختتمت أمانة منطقة تبوك وبلدياتها التابعة فعاليات عيد الفطر المبارك لهذا العام 1446هـ، بعد ثلاثة أيام حافلة بالبهجة والفرح، حيث شهدت الفعاليات إقبالًا كبيرًا من الأهالي والزوار والمقيمين، الذين توافدوا للمشاركة في الأنشطة المتنوعة التي تجاوزت 30 فعالية، ما بين ترفيهية وثقافية وتراثية، صممت لتلائم جميع الفئات العمرية.
انطلقت الاحتفالات بمعايدة المصلين في مصلى العيد وجامع الوالدين، حيث تم تقديم القهوة السعودية والحلوى التقليدية، إلى جانب توزيع أكثر من 10 آلاف هدية عبر 'سيارة الهدايا المتجولة'، التي تنقلت من جامع الوالدين إلى الحديقة المركزية في تبوك.
كما أضاف مهرجان 'عيد تبوك'، المقام في الحديقة المركزية، لمسة مميزة بالفقرات الترفيهية والعروض الفنية والفنون الشعبية، التي جذبت العائلات وأسهمت في رسم البهجة على وجوه الحضور.
ولم تقتصر الفعاليات على مدينة تبوك فقط، بل امتدت إلى بلديات المحافظات التابعة مثل حقل والوجه وأملج وتيماء وضباء، حيث قدمت أنشطة متنوعة شملت مسابقات وعروضًا تراثية وفنية، ساهمت في تعزيز روح الاحتفال وإبراز الموروث الثقافي للمنطقة.
وأكد المتحدث الرسمي لأمانة تبوك، يحيى الجراح، أن الأمانة وبلدياتها بذلت جهودًا كبيرة لضمان نجاح الفعاليات، بالتعاون مع عدة جهات، لتقديم تجربة ترفيهية استثنائية تليق بأهالي المنطقة وزائريها.
وأشار إلى أن التنوع في الفقرات والبرامج جاء لضمان مشاركة الجميع في فرحة العيد، مما جعل احتفالات هذا العام مميزة ومختلفة عن الأعوام السابقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هامات تعلن عن مهرجان صيف تبوك الرائد والمميز
هامات تعلن عن مهرجان صيف تبوك الرائد والمميز

سفاري نت

timeمنذ 13 ساعات

  • سفاري نت

هامات تعلن عن مهرجان صيف تبوك الرائد والمميز

سفاري نت – متابعات أعلنت شركة هامات، الرائدة في قطاع العقارات التجارية في المملكة العربية السعودية، والتي تُعرف بوجهاتها عالمية المستوى، عن إطلاقها 'مهرجان تبوك السياحي لعام 2025م'، في مبادرة تُنظم لأول مرة في مركز 'تبوك بارك' التجاري، وذلك اعتبارًا من 29 مايو وحتى 31 يوليو 2025م. وتُعد هذه المبادرةخطوة نوعية ضمن جهود الشركة في تعزيز التنمية السياحية والتجارية فيمنطقة تبوك، بالشراكة مع أمانة المنطقة. وفي إطار رؤية المملكة 2030، يُبرز مهرجان تبوك السياحي لعام 2025مالدور الريادي لشركة هامات في تطوير الوجهات التجارية. إذ تتجاوز الشركة مفهوم التجزئة التقليدية، لتُقدّم تجارب تفاعلية وغامرة تُلبي احتياجات المجتمع، وتحتفي بالتراث السعودي، في انسجام مع تطلعات الاقتصاد العصري. ويُبرز 'مهرجان تبوك السياحي لعام2025م' الدور المحوري لشركة هامات في إعادة تعريف مفهوم مراكز التسوق، حيث لا تقتصر هذه الوجهات على التسوقفقط، بل تتكامل مع النسيج الاجتماعي والثقافي كمحركات حيوية للتنمية. وسيتحول مركز 'تبوك بارك' خلال فترة المهرجان إلى مركز إقليمي نابضبالأنشطة الترفيهية والسياحية والتجارية. ويقام المهرجان على مدار تسعة أسابيع، ويهدف إلى دعم السياحة الداخلية،وتمكين المشاريع المحلية ورواد الأعمال، وخلق فرص اقتصادية للعلامات التجارية ومقدمي الخدمات في تبوك والمناطق المجاورة. كما يشمل المهرجان عروضًا حية، وتجارب طهي فريدة، وفعاليات مجتمعية تعزز من مكانة تبوك علىالخريطة الثقافية للمملكة. وفي هذا السياق، صرّح الرئيس التنفيذي لشركة هامات قائلًا: 'إننا لا نُشيّد مراكز تسوق فحسب، بل نبني وجهات سياحية متكاملة تنسجم مع احتياجات المجتمع. ويعكس مهرجان تبوك السياحي لعام 2025م إيماننا بأن وجهاتنا قادرة على أن تكون منصة للتحول المجتمعي، والنمو الاقتصادي، والاحتفاء بثقافتنا وتراثنا الغني. وفي ظل مواصلة شركة هامات لتطوير المراكز التجارية يُعد مهرجان تبوك السياحي لهذا العام نموذجًا مثاليًا لكيفية تطوير بيئة البيع بالتجزئة لدعم التواصل المجتمعي وتعزيز الهوية الوطنية.' وتجدر الإشارة إلى أن شركة هامات تقود قطاع العقارات التجارية في المملكة،حيث تدير مراكز تسوق بمعايير عالمية وتُنفّذ مشاريع تطويرية مبتكرة، مساهمةبذلك في دعم السياحة، وتوفير فرص العمل، وتعزيز التنمية الحضريةالمستدامة، بما يتماشى مع تطلعات رؤية 2030

في جلسة حوارية بنادي جازان الأدبي.. حكمي تسرد السير السعودية في الحج
في جلسة حوارية بنادي جازان الأدبي.. حكمي تسرد السير السعودية في الحج

عكاظ

timeمنذ يوم واحد

  • عكاظ

في جلسة حوارية بنادي جازان الأدبي.. حكمي تسرد السير السعودية في الحج

/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} وصفت أستاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة تبوك سابقًا الدكتورة عائشة يحيى الحكمي أن الحج إرث ثقافي وإنساني هائل، يشغل موضوعه الذاكرة الإنسانية على مر العصور بصفته المكون المعرفي الذي لا نظير له في ذاكرة الإنسان المسلم وغير المسلم. جاء ذلك خلال حديثها بنادي جازان الأدبي في جلسة حوارية أدارها الكاتب والإعلامي محمد الرياني عن الحج: «قراءة في السير السعودية». وقالت إن العقيدة التي يتلقاها المسلم ويتربى عليها بالاكتساب والمحاكاة ثم الوعي والإدراك، ويقف المسلم على جوانب من حدوده في وقت مبكر من العمر من خلال بيئته الأسرية والمدرسية ثم تأتي مرحلة الوعي الاعتقادي من هذه العلاقة العميقة بين الحج والبيئة، المسلم يشغل حضوره مساحات واسعة في ذاكرة المفكرين والأدباء والشعراء، وحين يصبح الأديب قارئا أو كاتبا يقترب أكثر من تلك الذاكرة الثقافية، ومن الطبيعي أن يحضر الحج بكل أبعاده الروحية والزمانية والمكانية في النتاج المعرفي العالمي من منطلق عالمية الإسلام عامة والأدب بصفة خاصة. في كل العصور يحظى الحج بتدوينات شتى قديما وحديثا من خلال التوثيق المكتوب سواء في الشعر أو المقامات والسير الشعبية أو أدب الرحلات أو أدب السيرة الذاتية، كذلك رافقت تلك التدوينات: دراسات وأبحاث قامت على أدب الحج في العصر الحديث ظهرت تدوينات الحج، مثل تصوير، رسم، أفلام، ومسلسلات. كما احتفت به السير الذاتية حديثا بصور مختلفة، تناوله الأدباء والشعراء في كتاباتهم الذاتية، ومما يعزز الحضور المهم للحج في المعرفة قديما وحديثا الكتب والدراسات النظرية والتطبيقية والمقالات وموضوعها الحج. وقد حظيت رحلات الحج بعناية خاصة من الرحالة والمؤرخين والعلماء عبر مراحل التاريخ الإسلامي وتعددها وتنوعها، وتمدنا منظومة رحلات الحج إلى المدينتين المقدستين مكة والمدينة بأضخم سجل تاريخي لهما، حيث وصف المؤرخون الرحالة والأعيان هاتين المدينتين بكل شاردة وواردة، وكل صغيرة وكبيرة، وقد كانتا وما زلتا محط أنظار العالم.. فالرحالة يقصدونهما لتأدية ركن من أركان الإسلام، ويضيفون لهذا الالتقاء بعلماء الحرمين الشريفين والنهل من علومهم ومعارفهم، وأثر عن العلماء الذين رحلوا لمكة والمدينة مسائل علمية دقيقة، ومطارحات فكرية سديدة، حيث أرخت للحرمين ولعلمائهما ووصفت السكان والنشاط وبوصلة الحياة. واتصف هؤلاء الرحالة بالوصف الدقيق، والتقصي الشامل لكل ما شاهدوه وعاصروه، وتمتاز كتب رحلات الحج بكل متعة وإمتاع. وفي العصر الحديث ازداد انشغال ذاكرة المفكر والمثقف بكل ماله صلة بالمدينتين المقدستين وشعائر الحج والعمرة. كذلك ظهرت وثائقيات الحج تعرض مشاهد الواقع قديمًا، مثل فيلم «ذكريات الحج» الذي يوثق رحلة الحجاج في الماضي. بالإضافة إلى ذلك، هناك مقالات تتحدث عن تطور خدمات الحج عبر العقود الماضية، وكيف كانت الرحلة في السابق محفوفة بالمخاطر وتتطلب صبرًا وإيمانًا كبيرًا. أخبار ذات صلة السيرة الذاتية كانت ومازالت تستهوي السيرة الذاتية القراء فتقرب منهم شخصية صاحبها التي كتبها بقلمه وعاشها بجسده وفكره، والسر مرحلة زمنية تاريخا وإنسانا، حديث السنين الماضية من العمر وقراءة السيرة الذاتية تقرب للمتلقي وقائع النجاحات والتحديات لصاحبها، وتحول واقعه النظري إلى تطبيق فيلمس القارئ نماذج مشاهدة ومشاريع حقيقية وقدوة حية، الكثير من القراء يتتبعون أحداث نجاح أصحاب السير ويقتدون بهم، وكم من قارئ صنع من حرف قرأه حدثا مثيرا والناس في نهاية الأمر نتيجة لما يقرؤون ويسمعون ويرون. وكل صاحب سيرة يفعل مثل من سبقه ولم يطلع على اشتراطات ونظريات السيرة الذاتية فقط يؤمن بأنه صاحب تجربة وتستحق التمرير إلى الآخرين ويسرد الكاتب حياته الماضية بقلمه والسارد أحد مكونات الخطاب السيري بأنه شخص واقعي من لحم ودم، يسرد الخطاب بضمير (الأنا) ضمير المتكلم الواضح في معظم السيرة، وخطاب السيرة الذاتية هو خطاب السارد نفسه، وأحياناً يسرد بضمير الجماعة (نحن). تتفاوت السير الذاتية في التعبير عن حياتهم من كاتب إلى آخر بعضهم يتخفى بالأقنعة والسرد بصيغة الغائب كقولهم صاحبنا أو الفتى أو الراوي أو اسم مستعار مثل طريقة طه حسين في أيامه، وبعضهم يؤثر الحضور الفعلي لشخصيته. وحين نقف على سيرة الحج في ذاكرة السير الذاتية السعودية نلتقي الكثير من المدونات احتفت بمواضيعه.. الحج دائمًا إحدى محطات ذكريات أدباء الحرمين، حيث وثّق العديد منهم الحج سواء أدى المناسك أو حضرها وعاشها وشهدها تجاربهم الشخصية في يومياتهم وكتبهم. وفي الأدب السعودي يحضر كتاب «الحج في الأدب العربي» للأديب عبدالعزيز الرفاعي، الذي استعرض تأثير الحج في الشعر ما قبل الإسلام وفي بقية العصور إلى عصرنا الحاضر. وتبقى دوما مكة المكرمة والمدينة المنورة مكاناً ثقافياً مُلهِماً للحفر الثقافي والمعرفي وقراءتهما قراءة ثقافي. واستشهدت الدكتورة الحكمي في سيرة مشيناها بما دونه عبدالرحمن الشبيلي في سيرته بصفته مسؤولًا إعلاميًّا في ذلك الوقت بمرحلة تطور التلفاز السعودي وجهود الدولة في ضرورة نقل مناسك الحج (لم يكن التلفزيون حتى عام 1390 / 1970 ينقل الحج على الهواء بواسطة عربة النقل الخارجي، ولم تكن الأقمار الصناعية موجودة، بعد ذلك العام تقرر نقل الحج مباشرة فأقيمت محطتان (للمايكروويف) على جبلين بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ويروي موقفا عن جهود المهندس الفني السعودي في نقل الصورة من عرفات إلى جدة عبر منى ومكة، وكان من وزير الإعلام بنجاح العمل أن بلغ الملك فيصل الذي اهتم بالمتابعة مع الفنيين والاستماع إلى شرح تجهيزات النقل وطريقته. ما يدونه أصحاب السير ليست مجرد سرد حكاية واقع الحج في مراحل متفاوتة، بل شهادة حيّة على تطور عظيم، يضع خدمة ضيوف الرحمن في مصاف الأولويات، وأن ما كان بالأمس مشقة، أصبح اليوم نعمة.. ويبقى الحج مهما تغيّرت ملامحه، رحلة إيمان لا تنسى يتناول تفاصيل الحياة في مكة، ويعكس انطباعاته عن الأجواء الروحانية التي تميز المكان، بما في ذلك الطيور التي تحلق بحرية بين زوار الحرم، في مشهد يعكس الطمأنينة والسكينة التي يشعر بها الحجاج والمعتمرون. ومن جميل ما دون عن الحج ماورد في رحلة الأمير شكيب أرسلان: تصويره الحي لخوف الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- على قوافل الحجيج فيقول: (كان الملك من شدة أشفاقه على الحاج وعلى الرعية لا يرفع نظره دقيقة عن القوافل والسوابل). ونوهت الدكتورة عائشة الحكمي بالسيرة الذاتية المشرقة للحج في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث الصورة الرائعة لمظاهر الحج التي تنقل إلى كل أقطار الأرض في مشاهد رائعة تؤكد الطفرة الكبيرة التي وصل إليها حال الحجاج، حيث ينعمون بكل سبل الراحة والأمن والرعاية منذ دخولهم وحتى مغادرتهم في مشاهد تؤكد السيرة الرائعة والتي يجب أن تكون تاريخًا يؤرخ للأجيال.

صناعة الإنسان وثقافة المقهىفي مديـــح الشــريـك الأدبـــي
صناعة الإنسان وثقافة المقهىفي مديـــح الشــريـك الأدبـــي

الرياض

timeمنذ 2 أيام

  • الرياض

صناعة الإنسان وثقافة المقهىفي مديـــح الشــريـك الأدبـــي

عبر التاريخ، كان المقهى فضاءً اجتماعيًا حيًّا ومسرحًا غير رسمي للحوار والتبادل الثقافي، حيثُ تُنسَج فيه العلاقات بين الكلمة والحياة، والكاتب والقارئ، والنص والواقع. وفي هذا السياق، تبرز مبادرة "الشريك الأدبي " كواحدة من أكثر المبادرات الثقافية السعودية طموحًا وتأثيرًا، وقد أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن رؤيتها لتفعيل الثقافة في الفضاء العام، وإعادة المقهى لدوره الأصيل كمختبر ثقافي حيّ، ومنصة مفتوحة لإنتاج الوعي والمشاركة. ولقد تجاوزت هذه المبادرة كونها مشروعًا ثقافيًا موسميًا، لتتحول إلى رؤية استراتيجية متكاملة تساهم في "صناعة الإنسان" –بوصفه الغاية القصوى لأي نهضة– داخل مشروع وطني طموح يتمثل في رؤية السعودية 2030، رؤية تؤمن بأنَّ "الإنسان هو أثقل الصناعات وأثمنها"، وبأنَّ الاستثمار في الوعي هو الركيزة الأساس لأيّ تقدّم حقيقي. فمن مدينة الرياض العاصمة التي تعجُّ حياةً وصخبًا، إلى حي شعبي في تبوك أو زقاق في حائل، أو من مقهى صغير في جدة أو ينبع، أو أحد الأحياء في شمالي البلاد أو جنوبيها، امتدَّ الأثر ليشمل مشهدًا ثقافيًا واسعًا، يشكّل المقهى السعودي من خلاله وجهًا ثقافيًا جديدًا، ومتنفَّسًا للأدب والفكر. على أنَّ اختيار المقهى بوصفه ساحةً مركزيةً في هذه المبادرة لم يكن اعتباطيًا، بل ينمّ عن وعي عميق بطبيعة التحول الثقافي المنشود؛ فالمقهى هو المكان الذي يلتقي فيه القارئ العابر بالنص، ويتحوّل فيه الفضول إلى شغف، والمرور السريع إلى انخراط واعٍ في الفعل الثقافي. وقد نجح "الشريك الأدبي" في استهداف شريحة مهمة من المجتمع، ممن لم يكونوا بالضرورة مهتمين بالثقافة بشكل عميق –مرتادو المقاهي– وتمكنت من تحفيزهم على المتابعة، والنقاش، والاندماج في جداول ثقافية متنافسة تصنع مشهدًا ثقافيًا نابضًا بالحياة. ومن خلال مشاركتي الشخصية في عدد من فعاليات المبادرة، يمكنني القول إنَّ "الشريك الأدبي" لم يقدّم لي فرصة المشاركة فقط، بل فتح أمامي أبوابًا لعلاقاتٍ ثقافية ممتدة، وانخراطًا حيويًا في نسيج المجتمع الثقافي السعودي، الذي من خلاله اكتسبت وعيًا متجددًا، وثقافة تتطور باستمرار بفعل التفاعل والحوار. فلقد أُعيد تعريف دور القارئ، ولم يعد مجردَ متلقٍ، بل صار شريكًا فاعلًا، يُسهم في تكوين الذائقة وتوجيه المشهد. وقد نجحت المبادرة كذلك في إعادة تعريف دور المقهى كمكان للتنوع واللقاءات، حيث أحدثت حراكًا تنافسيًا بين المقاهي ذاتها، دفعها إلى تطوير برامجها، واستقطاب المثقفين، وصياغة عروض أكثر جاذبية، مما ساهم في بناء نسيج اجتماعي ثقافي متماسك، يتجاوز حدود الفئات النخبوية، ويحتضن الطيف المجتمعي بكل تنوعه. أما على المستوى الوطني والدولي، فقد جسّدَ "الشريك الأدبي" ديبلوماسية ثقافية مختلفة، تُظهر للمحيط العربي والإقليمي دور المملكة الجديد: كوجهة تؤمن بالثقافة كوسيلة للتلاقي لا التنافر، وللتنمية لا التزيين، وللتأثير لا الاستهلاك. وقد أتاحت المبادرة مجالًا واسعًا لتعزيز الصناعات الثقافية المصاحبة من نشر وتوزيع وترويج وتنظيم، مما أسهم في بناء منظومة ثقافية أكثر تماسكًا واستدامة. ومع انتهاء موسم 2024–2025، نحتفي بمبادرة "الشريك الأدبي" لا كحدث، بل كتحول نوعي في صناعة الإنسان، الذي لا تبنيه التكنولوجيا وحدها، ولا الاقتصاد، بل من خلال الوعي، والحوار، والانخراط في أسئلة الوجود والمعنى. إنَّها تجربة قابلة للاستنساخ في المحيط العربي والإقليمي، المتعطش للثقافة، والباحث عن دور جديد للمثقف والقارئ، حيث لا يكون الأخير مجرد هدف، بل المحور الأساس لكل مشروع ثقافي حيّ. لم يكن "الشريك الأدبي" مبادرة عابرة، بل مشروعاً طويل النَفَس، يتجدد بتجدد المشاركين فيه، وينمو بمقدار ما نمنحه من وعي وإيمان، وأنا –كواحد ممن لمسوا أثرها– أطمح أن أكون فاعلًا فيها، حاليًا ومستقبلًا، ومن موقع الإيمان بأنَّ الكلمة قادرة على بناء الإنسان، وأن المقهى، بالحوار المتجدد والمتنوع، من الممكن أن يصنع مناخًا ثقافيًا لا حصرَ ولا حدودَ له. وإن المبادرة لا تقف عند حدود الفعل الثقافي الظاهر، بل تتغلغل عميقًا في بنية المجتمع، لتعيد تعريف العلاقة بين الثقافة والناس، والفكرة ومجال تداولها، والوعي وتحوّلاته. ولعلّ أعظم ما أنجزته هذه المبادرة، أنها لم تتوجه للنخب وحدها، بل خاطبت الإنسان العادي، ذلك الذي يعبر المقهى لا بحثًا عن كتاب، بل عن قهوة، فوجد نفسه أمام فسحة فكرية، ومائدة أدبية، ومنبر لحوار حي، يخصه ويشبهه وينتظره. ومن هنا، يصبح الاحتفاء بالشريك ليس تمجيدًا لفعالية ثقافية فحسب، بل تثمينًا لمشروع حضاري يستثمر في الإنسان، وفي قدرته على التحوّل، والاكتشاف، وعلى بناء نفسه من خلال الكلمة والحوار والانفتاح. إنَّها رؤية تُجسد الإيمان بأنَّ الوعي لا يُملى، بل يُزرع، وأن الثقافة ليست امتيازًا، بل حقٌّ أصيل يجب أن يُتاح في كل زاوية، حتى ولو كانت من خلال طاولةٍ في مقهى بسيط. لقد آن لهذه التجربة أن تُدوّن وتُستلهم، لا في المملكة العربية السعودية فحسب، بل في كل فضاء عربي توَّاق للمعرفة، متعطّش لنبضٍ ثقافي جديد، يُنقذ المثقف من عزلته، ويُعيد للقارئ العادي دوره الطبيعي كمحورٍ لكل مشروع ثقافي جاد. ومن موقعي كمشاركٍ في بعض من محطات هذا الحراك، أجد في "الشريك الأدبي" بذرة لنهضة ثقافية قادمة، تنبع من التفاصيل، من المكان العادي، ومن الإنسان الذي طالما ظنّ أن الثقافة لا تخصّه، فإذا بها تنبع منه وتعود إليه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store