
5 أنظمة تشغيل لحواسيب كان مصيرها النسيان
تنقسم ساحة أنظمة التشغيل للحواسيب بين عدة خيارات تعد على أصابع اليد الواحدة، وفي مقدمتهم طبعًا يأتي نظام "ويندوز" و"لينكس" فضلًا عن نظام "ماك" و"كروم أو إس"، ولكن في الزمن الغابر، لم يكن الأمر هكذا.
امتلأت ساحة أنظمة التشغيل في الماضي بالعديد من الخيارات المختلفة والمتنوعة، إذ كان كل شركة تحاول تقديم نموذجها الخاص لأنظمة التشغيل، وهي النماذج التي انصهرت معًا لتخرج لنا الأنظمة الثلاثة الرئيسية الموجودة حاليًا.
ورغم أن العديد من هذه الأنظمة اندثر ولم يعد موجودًا، إلا أن أثرها لم يختفي حتى اليوم، وذلك لأن مزاياها أصبحت متاحة داخل أنظمة التشغيل الأخرى المستمرة معنا حتى اليوم، وفي مشارف عام 2025، يجب أن نتذكر أهم أنظمة التشغيل التي كان النسيان نصيبها.
نظام "مايكروسوفت زينيكس"
يرى البعض أن بداية أنظمة التشغيل الخاصة بشركة "مايكروسوفت" كانت عند نظام "دوس" (Dos) ولكن الحقيقة، أن الشركة قدمت في عام 1980 نظام تشغيل بدائي قبل طرح نظام "دوس" الشهير بأكثر من 3 أعوام، وهذا النظام كان متوفرًا للبيع بشكل منفرد أو كان يباع مع أجهزة "مايكروسوفت المكتبية".
ومثل بقية أنظمة التشغيل الأخرى، فإن " مايكروسوفت" لم تقم ببناء كافة المكتبات المتعلقة بالنظام، بل اعتمدت بدلًا من ذلك على نظام بدائي آخر يدعى "يونكس" وذلك لأن بيل جيتس مؤسس الشركة كان يؤمن بأن هذا النظام سيكون مستقبل أنظمة التشغيل في الحواسيب الذكية.
لاحقًا، تعاونت "مايكروسوفت" مع "آي بي إم" من أجل طرح نظام تشغيل جديد لأجهزة الشركة، وهو النظام الذي أصبح لاحقًا يعرف باسم "دوس"، وفي ذلك الوقت، لم تكن "مايكروسوفت" تبيع نظام "زينكس" بشكل منفصل للمستخدمين النهائيين مباشرةً، بل كان يباع للشركات حتى تقوم بتثبيته على حواسيبها، وكانت تكلفة النظام للنسخة الواحدة تبدأ من ألفي دولار وحتى 9 آلاف دولار، وذلك بحسب عدد المستخدمين في كل جهاز.
تمايز "زينكس" عن أنظمة التشغيل المتاحة في ذلك الوقت بقدرته على التعامل مع معالجات 16 بت وقدرته على تشغيل أكثر من تطبيق معًا وتأدية العديد من المهام المتنوعة، ولكنه كان بالطبع يفتقر لوجود واجهة رسومية، ولاحقًا قامت شركة "سانتا كروز" بشراء حقوق نظام التشغيل لتبني عليه نظام التشغيل الخاص بها.
تخلت "مايكروسوفت" عن هذا المشروع في النهاية منتقلةً إلى "دوس" ولاحقًا نظام "أو إس/2" (Os/2) الذي ساهم في ميلاد "ويندوز" كما نعرفه اليوم.
نظام "أوبن سيرفر" (Open Server)
كان هذا النظام يعرف بالكثير من الأسماء المختلفة، بدءًا من "إس سي أو أوبن ديسكتوب" (SCO Open Desktop) وحتى اسم "زينوس أوبن سيرفر" (Xinous Open Server)، وهو نظام تشغيل مغلق طورته شركة "سانتا كروز لأنظمة التشغيل" (Santa Cruz Operation) في عام 1989، واستمر في الصدور حتى عام 2016 قبل أن يتوقف الدعم الخاص به نهائيًا.
في بداية رحلته، اعتمد النظام على مكتبة "يونكس" (Unix) التي تعبر النسخ البدائية لأنظمة "لينكس" الحديثة، ولاحقًا انتقل إلى مكتبة "فري بي إس دي" (FreeBSD) قبل أن يتوقف عن العمل نهائيًا، وفي وقته، كان النظام هو المنافس الأول لأنظمة التشغيل القادمة من "مايكروسوفت" تحت اسم "مايكروسوفت زينيكس" (Microsoft Xenix).
افتقر نظام "سانتا كروز" للعديد من المزايا التي نعتبرها اليوم أساسية في كل نظام تشغيل، بدءًا من دعم معرف الشبكة "آي بي "(IP) وحتى المستوى الرسومي المتطور الموجود في أنظمة "ويندوز"، ولكنه كان من أوائل الأنظمة التي دعمت آليات تسمية الملفات الطويلة والروابط الرمزية، وقد ظل النظام يحصل على التحديثات حتى توقفه نهائيًا.
نظام "أو إس/2"
قبل تسعينات القرن الماضي، كانت "آي بي إم" تسيطر بشكل شبه كامل على قطاع الحواسيب المنزلية وحواسيب الأعمال المتنوعة، لذا كان لها دور كبير في تحديد مستقبل هذه الصناعة وآليات تعامل المستخدمين معها، ورغم أن حجم "آي بي إم" تراجع كثيرًا في الوقت الحالي إلا آثار قراراتها مازالت تؤثر في الصناعة، وفي مقدمة هذه القرارات، يأتي القرار بطرح نظام "أو إس /2" بالتعاون مع "مايكروسوفت".
مع الأسف، لم يكن لهذا النظام الشعبية أو النجاح الكبير الذي حاز عليه نظام "دوس" أو أنظمة "ماك"، وذلك بسبب عدة تحديات برمجية، في مقدمتها كانت المتطلبات المرتفعة التي كانت ضرورية لتشغيل النظام والواجهة الرسومية الخاصة به، ورغم العديد من التحسينات والتحديثات في الفترة بين 1987 عند طرح النظام للمرة الأولى وعام 1994 عندما أصبح النظام قابلًا للاستخدام من قبل المستخدمين المعتادين، كانت "مايكروسوفت" بالفعل تجهز لطرح نظام تشغيل "ويندوز 95" الذي كان أول فرد في عائلة "ويندوز".
بالطبع خسر "أو إس/2" السباق أمام "ويندوز 95″، وقد ساهم ضعف المزايا المتاحة في النظام في اندثاره بشكل كبير، إذ افتقر النظام إلى المزايا المتقدمة باسثتناء واجهة رسومية يمكن التفاعل معها، وهو الأمر الذي قدمته العديد من أنظمة التشغيل الأخرى والمنافسة.
صدرت النسخة النهائية من النظام في عام 2001، وأوقفت "آي بي إم" دعم النظام بشكل كامل في عام 2006 مما أدى إلى اندثار النظام بشكل كامل واختفائه من الساحة.
نظام تشغيل "جافا أو إس" (JavaOS)
ربما أصبحت "جافا" اليوم لغة برمجة شهيرة يعتمد عليها الكثير من المطورين حول العالم، ولكن في لحظة ما خلال تاريخ الشركة، قامت بطرح نظام تشغيل خاص للحواسيب المكتبية يعتمد بشكل كامل على لغة البرمجة الخاصة بها على غرار جميع أنظمة التشغيل في ذاك الوقت التي كانت تعتمد على لغة "سي" (C ).
طرح نظام التشغيل للمرة الأولى في عام 1996، وقد كانت الشركة تتباهى بأن نظام التشغيل الخاص بها قادر على العمل مع جميع الأجهزة بدءًا من الحواسيب وحتى أجهزة "بيجر" المحمولة، جعل هذا النظام محبوبًا بين مختلف شركات الحواسيب، وقد اعتمدت عليه "آي بي إم" في إحدى الفترات كنظام رئيسي وبديل لأنظمة الحواسيب الخضراء المعتادة الخاصة بها.
توقف تطوير نظام التشغيل في عام 1999 بعد أن تخلت عليه الشركة المطورة "صن" (Sun) و"آي بي إم" مع توجيه المستخدمين إلى بيئة تطوير "جافا" وأنظمة التشغيل المستقلة المنافسة لها.
نظام "ليندوز" (Lindows)
في مطلع الألفية الحالية، كان صراع أنظمة التشغيل في أوجهه بين نظام "ويندوز" ونظام "لينكس"، هذا الصراع كان بين فئتين من المستخدمين، الأولى وهي التي تفضل "ويندوز" لكونه سهل الاستخدام ويمكن تعلمه بسهولة، والثانية كانت تفضل أنظمة "لينكس" التي كانت معقدة ومفتوحة المصدر.
ترك هذا الصراع فئة من المستخدمين في حيرة من أمرهم، وهم من يبحثون عن نظام تشغيل سهل الاستخدام ولكن أقل ثمنًا من أنظمة "ويندوز" التي كان يصل سعرها إلى 130 دولار آنذاك، وقد جاء نظام "ليندوز" كحل لهذه المشكلة.
كان النظام متميزًا في سهولة تثبيته وتشغيله كونه لا يتطلب الكثير من المواصفات والخبرة التقنية، كان تثبيته لا يحتاج إلا 10 دقائق في أقصى حالاته، وكان يقدم تجربة أقرب إلى أنظمة "ويندوز" من "لينكس"، وفي وقت قياسي، انتقل العديد من المستخدمين إلى هذا النظام بشكل كامل تاركين "ويندوز" و"لينكس" خلفهم.
الإقبال الواسع على النظام دفع "مايكروسوفت" لرفع قضية على الشركة المطورة للنظام بسبب تشابه الأسماء مع أنظمة "مايكروسوفت"، ثم قضية أخرى بسبب استخدام واجهة مشابهة لتلك المستخدمة في "ويندوز".
فشلت "مايكروسوفت" في ساحات القضاء الأميركي، ولكن هذا لم يكن كفيلًا لثني بيل غيتس عن مطاردة الشركة في الدول الأوروبية، وقد نجحت الشركة في تقويض استخدام الاسم داخل الدول الأوروبية مما دفع الشركة لتغير اسمها ونظام التشغيل إلى "لينسباير" (Linspire)، وتجدر الإشارة إلى أن "مايكروسوفت" عرضت 20 مليون دولار على الشركة لتنتقل إلى هذا الاسم.
مايزال نظام "لينسباير" موجود حتى يومنا هذا، وقد وصل إلى الجيل الرابع عشر من الإصدارات، كما أن الشركة تقدم نسخة مجانية تمامًا من النظام تحت اسم "فري سباير" (Freespire)، ولكن الإسم التجاري "ليندوز" أصبح ملكًا لشركة "مايكروسوفت" وبالطبع اختفى من كافة الأسواق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الراية
منذ 16 ساعات
- الراية
إتاحة تشغيل تطبيقات سامسونج في كافة حواسيب ويندوز
إتاحة تشغيل تطبيقات سامسونج في كافة حواسيب ويندوز سول - قنا: أتاحت شركة سامسونج إمكانية تشغيل بعض تطبيقاتها في كافة أجهزة الحاسوب العاملة بنظام ويندوز، ومنها الحواسيب غير التابعة لها، بعد أن كانت متاحة فقط لحواسيب Galaxy Book. ويأتي هذا التغيير بعد أن كان التطبيق مقصورًا في السابق على حواسيب سامسونج فقط، الأمر الذي حدّ فائدته للمستخدمين الذين يمتلكون هواتف سامسونج، لكن يستخدمون حواسيب من شركات أخرى. ومن أبرز تلك التطبيقات التي باتت متاحة لكافة الحواسيب تطبيق الملاحظات Samsung Notes، الذي يمكن تشغيله الآن في أجهزة الحاسوب التي تعمل بنظام ويندوز حتى وإن لم تكن من إنتاج سامسونج ، إلى جانب تطبيقات أخرى مثل تطبيق معرض الصور Samsung Gallery وتطبيق إدارة حسابات سامسونج Samsung Account، وقد باتت تلك التطبيقات تعمل في كافة أجهزة ويندوز 10 وويندوز 11. ويمكن حاليًا تنزيل تطبيق الملاحظات Samsung Notes من متجر مايكروسوفت مجانًا، لكن تشغيله يتطلب تثبيت تطبيق Samsung Account أيضًا. ويعرض التطبيق رسالة تحذيرية في الأجهزة غير التابعة لسامسونج تُشير إلى أنه مُحسّن للعمل في أجهزة Galaxy Book، لكن العديد من المستخدمين أكدوا أنه يعمل بنحو سليم في أجهزتهم.


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
مايكروسوفت تحظر كلمات فلسطين وغزة والإبادة في بريدها الإلكتروني
أفادت وسائل إعلام أميركية بأن الموظفين في شركة مايكروسوفت اكتشفوا أن الشركة منعت رسائلهم التي تحوي كلمات فلسطين و غزة و الإبادة الجماعية من الوصول إلى المستلمين عبر البريد الإلكتروني. ولاحظ موظفون في الشركة أن بعض رسائلهم لم تصل إلى عناوين بريدية داخل الشركة وخارجها، وعندما تحققوا من الأمر وجدوا أن الشركة حظرت الرسائل التي تحوي كلمات تتعلق بفلسطين. وأكدت مايكروسوفت لموقع "ذا فيرج" المتخصص بأخبار التقنية أنها طبقت بالفعل بعض التغييرات لتقليل "الرسائل التي تركز على السياسة". من جهة أخرى، قالت مجموعة "لا أزور للفصل العنصري"، وهي حملة أطلقها موظفون سابقون بمايكروسوفت للاحتجاج على بيع خدمة الحوسبة السحابية "أزور" لإسرائيل، إن هذه القيود تعد "فصلا جديدا في قصة مايكروسوفت الطويلة مع ثقافة الترهيب والانتقام والقمع والمنع". View this post on Instagram A post shared by الجزيرة (@aljazeera) وفصلت مايكروسوفت، الشهر الماضي، مهندسة البرمجيات المغربية ابتهال أبو السعد وزميلتها الأميركية فانيا أغراوال بعد احتجاجهما على تزويد الشركة إسرائيل بأنظمة ذكاء اصطناعي تستخدم في إبادة الفلسطينيين بقطاع غزة. وكانت ابتهال وفانيا أعلنتا احتجاجهما خلال احتفال الشركة بالذكرى الـ50 لتأسيسها، الذي حضره أبرز مؤسسيها بيل غيتس. إعلان وأكدت مايكروسوفت منتصف الشهر الجاري أنها تقدم خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لوزارة الدفاع الإسرائيلية، لكنها ادعت عدم وجود دليل على أن هذه التقنيات تستخدم لإلحاق الأذى بالمدنيين. وكشف تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس أوائل العام الجاري أن نماذج الذكاء الاصطناعي من شركتي مايكروسوفت وأوبن إيه آي، استخدمت ضمن برنامج عسكري إسرائيلي لتحديد أهداف القصف في غزة ولبنان.


أخبار قطر
منذ 4 أيام
- أخبار قطر
توقعات الذكاء الاصطناعي: التفوق على الأرصاد الجوية التقليدية
مايكروسوفت تتفوق على النماذج التقليدية في توقعات الطقس المكان والزمان في نشرة علمية صادرة يوم الأربعاء، نجح فريق من باحثي شركة مايكروسوفت في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي يسمى 'أورورا'، الذي تمكن من إنتاج توقعات جوية دقيقة لمدة 10 أيام. وقد أظهرت النتائج التجريبية أن هذا النموذج يفوق بكثير النماذج التقليدية التي تعتمدها الهيئات الدولية المختصة. التفاصيل بفضل نموذج 'أورورا'، تمكن الباحثون من توقع جودة الهواء، وأمواج المحيط، ومسارات الأعاصير المدارية بدقة عالية، وذلك بتكلفة أقل. وقد أظهرت الدراسات أن نموذج الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت تفوق بنسبة 92% على نموذج المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية في توقعاته لمدة 10 أيام. لا تزال الهيئات الدولية تسعى جاهدة لتحسين دقة توقعاتها للظواهر الجوية، وذلك نظراً للتأثيرات السلبية التي تتسبب فيها الظواهر الجوية القاسية على البشر والممتلكات. وفي هذا السياق، تعد نجاح شركة مايكروسوفت في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي متقدم خطوة مهمة نحو تحسين التنبؤات الجوية والحد من الأضرار. لذا، يبدو أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً حاسماً في تطوير تكنولوجيا التنبؤات الجوية، وربما يكون لهذه الابتكارات تأثير كبير على سلامة الناس والممتلكات في المستقبل.