
منصات التواصل الاجتماعي.. هل أصبحت مصدر دخل مستدام؟
تاريخ النشر : 2025-03-17 - 12:25 am
الرجبي: السوق الأردني ديناميكي وقادر على التأقلم مع التطورات
مخامرة: منصات التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تحفيز الاقتصاد
الخصاونة: أي دخل يتم تحصيله من أي عمل يخضع لقانون الضريبة العامة
الأنباط - شذى حتاملة
لم تعد منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر، إنستجرام، وتيك توك، مجرد وسيلة للتواصل أو للتسلية، بل تحولت إلى أدوات قوية توفر فرصًا متعددة لتحقيق دخل مادي.
عديد من الأفراد والشركات أصبحوا يلجؤون لهذه المنصات كوسيلة أساسية لتسويق، الإعلان، وإنشاء محتوى مدفوع، كل ذلك مفهوم، لكن هل يمكن للأفراد أن يحققوا دخلًا مستدامًا من خلال العمل عليها أم أن الأمر يقتصر على فئة معينة من الناس؟
خبراء أكدوا لـ"الأنباط" إمكانية تحقيق دخل من خلال منصات التواصل الاجتماعي بطرق متعددة، إلا أن أكثرها فعالية في الوطن العربي هي أرباح الإعلانات المباشرة التي تأتي من المحلات التجارية وأصحاب الصناعات والمنتجات المتنوعة.
وأشار الخبراء إلى مجموعة من التحديات التي تواجه منتظر الدخل من خلال هذه المنصات، مثل عدم استقرار الوضع في ما يسمى بالاقتصاد المؤقت، وتأثير المنافسة الشديدة، وضعف الحماية الاجتماعية للعاملين المستقلين بهذا المجال، إضافة إلى تقلبات خوارزميات المنصات.
وفي هذا السياق، أكد رئيس قسم الإعلام الرقمي في جامعة الشرق الأوسط الدكتور محمود الرجبي، أنه يمكن للأفراد تحقيق دخل من خلال منصات التواصل الاجتماعي بطرق متعددة، إلا أن أكثرها فعالية في الوطن العربي هي أرباح الإعلانات المباشرة التي تأتي من المحلات التجارية وأصحاب الصناعات والمنتجات المتنوعة، وخاصة المطاعم والخدمات المتعلقة بالشباب والفتيات، مضيفًا أنه يوجد العديد من الطرق الأخرى لتحقيق دخل، مثل يوتيوب، حيث يمكن جني الأرباح من خلال إعلانات Google AdSense بعد استيفاء شروط الأهلية، وهي الحصول على 1000 مشترك و4000 ساعة مشاهدة سنويًا.
وأوضح، في حديثه لـ"الأنباط"، أن هناك تطبيقات أخرى تتيح تحقيق أرباح أيضًا، عبر برامج تحقيق الدخل من الإعلانات والاشتراكات والبث المباشر، مشيرًا إلى أن البودكاست يمكن أن يكون مصدرًا للأرباح من خلال الإعلانات والرعاية أو العضويات المدفوعة، حيث اصبح الإنترنت وتطبيقاته مصدرًا لدخل العديد من الأشخاص، وهو دخل قد يكون كبيرًا ويزداد فجأة، لكنه في نفس الوقت قد ينهار بسرعة مماثلة.
وأكد الرجبي أن السوق الأردني قادر على دعم صناع المحتوى كمهنة معترف بها، وهذا الأمر لا يقتصر على المستوى المحلي فحسب بل أصبح ظاهرة عالمية، لافتًا إلى أن المؤثرين يستطيعون الوصول إلى ملايين الأشخاص عبر المحتوى الرقمي، ما يجعل تأثيرهم أقوى من وسائل الإعلام التقليدية، مثل التلفزيون والإذاعة، والقاعدة تقول دائمًا "من يصل إلى أكبر عدد من النَّاس يحصد عوائد إعلانات أكبر".
وتابع أن السوق الأردني ديناميكي وقادر على التأقلم مع التطورات، لكن لا يزال هناك حاجة لدعم أكبر لصناعة المحتوى كمهنة مستقلة، خاصة للمبتدئين الذين لم يتمكنوا بعد من الوصول إلى أسرار هذه المهنة الصاعدة، موضحًا أن المؤثرين الناجحين الذين استطاعوا تحقيق انتشار واسع لا يحتاجون إلى دعم مباشر، لأن سوق الإعلانات بحاجة دائمة إلى المروجين، وصناع المحتوى هم الأفضل في هذا المجال، وعليهم طلب فوق الـمعتاد خاصة في بلدنا الأردن.
ومن الناحية الاقتصادية، أكد الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة، أن منصات التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تحفيز الاقتصاد الأردني، خاصة مع ارتفاع نسبة الشباب وانتشار الإنترنت في الأردن فهي تساهم في خلق فرص عمل جديدة مثل إدارة الحسابات، وإنشاء المحتوى، والتسويق الرقمي، والعمل الحر (مصممين، مبرمجين)، مضيفًا أنها تساهم في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وذلك عبر الوصول إلى جمهور أوسع بتكلفة أقل، ما يعزز المبيعات ويفتح أسواقًا جديدة.
وأشار مخامرة إلى أن هناك جملة من التحديات والصعوبات من منصات التواصل الاجتماعي وهي عدم استقرار الدخل في ما يسمى بالاقتصاد المؤقت، وتأثير المنافسة الشديدة، وضعف الحماية الاجتماعية للعاملين المستقلين، إضافة إلى تقلبات خوارزميات المنصات، والمنافسة العالمية وعدم ضمان استمرارية الدخل، مؤكدًا أنه يمكن اعتبار المنصات الاجتماعية مصدر دخل أساسي ومستدام ولكن يعتمد على عدة عوامل ومنها الاستدامة حيث تتطلب تنويع مصادر الدخل (كالإعلانات، الرعايات، البضائع الرقمية) وبناء جمهور مخلص، ففي الأردن، نجح بعض المؤثرين والشركات الناشئة في تحقيق عوائد جيدة، لكنه ليس خيارًا سهلًا للجميع.
وبين أن الدخل يتفاوت بشكل كبير فالمؤثرين الكبار يصل دخلهم إلى آلاف الدولارات شهريًا عبر الرعايات (مثل 1000 – 5000 دولار للبوست الواحد في الحسابات الكبيرة)، بينما يتراوح المحتوى المتوسط بين 200 – 1000 دولار شهريًا حسب التفاعل والشراكات، مضيفًا أن العاملين في المجالات التخصصية مثل الاستشارات أو التدريب عبر منصات مثل لينكدإن، قد يحققون عوائد أعلى، وغالبًا لا توجد إحصائيات رسمية، لكن الفرص موجودة خاصة في الأسواق الناطقة بالعربية.
ولفت مخامرة إلى التأثيرات المتحققة من منصات التواصل وذلك تحول الشركات إلى التسويق الرقمي ما يخفض التكاليف ويرفع الكفاءة ونمو قطاعات مثل التجارة الإلكترونية، السياحة، والخدمات الرقمية، كما تساعد على زيادة الطلب على مهارات جديدة (تحليل البيانات، التسويق الإلكترونية). لافتًا إلى أن السلبيات تتمركز في تراجع بعض الوظائف التقليدية (كالإعلانات المطبوعة)، وضعف المنافسة على الشركات التي تتأخر في التكيف، وتحول سوق العمل نحو "العمل المرن" دون ضمانات وظيفية.
من الناحية القانونية، أوضح الخبير القانوني الدكتور صخر خصاونة أنه لا يوجد قانون محدد ينظم هذا الأمر بشكل دقيق.
وبين أن أي دخل يتم تحصيله من أي عمل يخضع لقانون الضريبة العامة، مضيفًا إن كان الشخص مسجلًا في شركة ويقوم بممارسة عمله، فإنه يكون خاضعًا لقانون الشركات وبالتالي لقانون الضريبة العامة.
كما أشار إلى أنه لا يوجد قانون محدد ينظم العمل على منصات التواصل الاجتماعي، ولكن أي شخص يعمل في المملكة ولديه مصدر دخل يجب أن يخضع لأحكام قانون الضريبة، مؤكدًا أن أي شخص يتجاوز دخله (9000) دينار يكون ملزمًا بالتسجيل في الضريبة.
تابعو جهينة نيوز على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 4 أيام
- السوسنة
تكساس تتجه لحظر منصات التواصل لمن هم دون 18 عاماً
السوسنة- تواجه شركات التقنية العالمية تصاعداً في الضغوط مع تنامي التشريعات الأمريكية الهادفة لحماية الأطفال والمراهقين من تأثيرات منصات التواصل الاجتماعي. وفي خطوة تُعد من بين الأشد صرامة حتى الآن، تستعد ولاية تكساس لإقرار قانون يمنع من هم دون 18 عامًا من استخدام هذه المنصات. مشروع القانون لا يزال بانتظار التصويت النهائي، والمتوقع قبل اختتام الدورة التشريعية في الثاني من يونيو، ما قد يشكّل سابقة قانونية تؤثر على بقية الولايات. سيلزم القانون الجديد شركات مثل فيسبوك وإنستجرام وتيك توك وسناب شات بالتحقق من أعمار المستخدمين قبل السماح لهم بإنشاء حسابات، مما يؤثر على ملايين المستخدمين الشباب. كما يمنح الآباء حق حذف حسابات أطفالهم إجبارياً، مع إلزام الشركات بالامتثال خلال 10 أيام أو مواجهة غرامات مالية.اتجاه متزايدتنضم تكساس لموجة متنامية لتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي. فقد سبقتها فلوريدا بحظر هذه المنصات لمن هم دون 14 عاماً، فيما تدرس الحكومة الأمريكية الفيدرالية قانوناً مماثلاً.تعكس هذه التطورات قلقاً متزايداً بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، وتأتي وسط نقاشات عالمية حول ضرورة حماية القُصر من مخاطر الإنترنت.ستواجه شركات التقنية العملاقة تحديات تقنية ومالية كبيرة لتطبيق أنظمة التحقق من العمر، مما قد يؤثر على نماذج أعمالها التي تعتمد على قاعدة مستخدمين واسعة تشمل الشباب:

سرايا الإخبارية
منذ 4 أيام
- سرايا الإخبارية
تسريب ضخم يهز فيسبوك .. 1.2 مليار سجل في قبضة الشبكة المظلمة
سرايا - شهدت منصة فيسبوك واحدة من أكبر عمليات تسريب البيانات في تاريخ وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعلن قرصان إلكتروني يحمل اسم "Byte Breaker" عن سرقة بيانات 1.2 مليار حساب مستخدم، ويقوم حالياً بعرض هذه البيانات للبيع عبر الشبكة المظلمة. وكشف باحثون في الأمن السيبراني عن أن البيانات المسروقة تشمل معلومات شخصية حساسة مثل الأسماء، ومعرّفات المستخدمين، وعناوين البريد الإلكتروني، وأرقام الهواتف، وتواريخ الميلاد، والجنس، ومواقع المستخدمين مثل المدينة والدولة. تسريب فيسبوك الجديد ويأتي هذا التسريب نتيجة استغلال خلل في إحدى أدوات فيسبوك التي تسمح للتطبيقات الخارجية بالوصول إلى بيانات المستخدمين، بحسب صحيفة "ديلي ميل". وقام المخترق باستغلال واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بفيسبوك بطريقة غير قانونية، حيث تمكن من جمع كمية ضخمة من البيانات عبر استغلال ثغرة تتيح له تجاوز القيود المفروضة على الوصول للمعلومات. ويشبه الأمر استغلال ثغرة في نظام مكتبة تتيح نسخ جميع بيانات المتصلين بدلاً من مجرد استعارة الكتب. تشكيك في حجم التسريبات ورغم أن "Byte Breaker" نشر عينة تحتوي على 100 ألف سجل مستخدم لإثبات صحة بياناته، شكّك خبراء الأمن السيبراني وشركة "ميتا" المالكة لفيسبوك في صحة هذه الأرقام، مؤكدين أن جزءاً كبيراً من هذه البيانات يعود لتسريب سابق في 2021 شمل 533 مليون مستخدم فقط. وأضافت ميتا أن التسريب المزعوم يعود إلى بيانات قديمة، وأن الشركة اتخذت تدابير لحماية المستخدمين ومنع تكرار مثل هذه الحوادث، وأن عدد الصفوف المعلن عنها في قواعد البيانات لا يتوافق مع حجم 1.2 مليار سجل. احتياطات لحماية الخصوصية ودعت الجهات المختصة كافة مستخدمي فيسبوك إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين حساباتهم، مثل تغيير كلمات المرور، وتفعيل خاصية التحقق بخطوتين، وتجميد الائتمان لدى البنوك. كما نبهوا إلى أن هذه البيانات المسروقة تكفي لمجرمي الإنترنت لفتح البطاقات الائتمانية أو الوصول إلى الحسابات المالية للمستخدمين. ولحماية الحسابات الإلكترونية من المخاطر المحتملة بعد تسريب البيانات، يُنصح المستخدمون بتجنب استخدام نفس كلمة المرور عبر منصات متعددة، وتحديث كلمات المرور بشكل دوري للحفاظ على أمان الحسابات. كما يُعتبر تفعيل خاصية التحقق بخطوتين أداة أساسية تضيف طبقة حماية إضافية، تجعل من الصعب على المخترقين الوصول إلى الحساب حتى لو تمكنوا من الحصول على كلمة المرور. ومن المهم أيضاً مراقبة الحسابات البنكية بشكل مستمر لاكتشاف أي نشاط غير معتاد قد يشير إلى محاولة اختراق أو سرقة مالية، واستخدام خدمات التنبيه التي تبلغ المستخدم فور حدوث معاملات مالية جديدة، مما يساعد في اتخاذ إجراءات سريعة لمنع الأضرار.


جو 24
منذ 5 أيام
- جو 24
عصير المانغو يثير جدلا واسعا في مصر
جو 24 : أثار منشور حول استيراد مصر عصير المانغو بمبالغ طائلة رغم تصديرها كميات كبيرة من المانغو جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي. المنشور رغم أنه "مزيف" لقى رواجا واسعا للغاية، بسبب المفارقة بين ما يتضمنه من مزاعم استيراد مصر لعصير المانجو بمبالغ تتجاوز بكثير إيرادات تصدير ثمرة المانجو خلال العام الماضي، ما دفع لبعض إلى السخرية. وعلق هاني يونس، مستشار رئيس الوزراء المصري، على المعلومات المزيفة المتداولة، ووصفها بأنه "حرب الشائعات"، وقال إن المعلومات المزيفة بالكامل تخالف الأرقام الحقيقية التي تشير إلى تصدير مصر "مانجو" في عام 2024 بمبالغ تجاوزت 143 مليون دولار، مقابل استيراد عصير مانجو بـ377 ألف دولار فقط. وقال "يونس" في منشور عبر حسابه على موقع "فيسبوك": "بقالنا يومين بوست دوار شغال بيقول إن مصر في عام 2024 صدرت مانجو بقيمة 113 مليون دولار واستوردت عصير مانجو بقيمة 234 مليون دولار، وإن الجمارك هي اللي طلعت الكلام ده، وكمان منشور بلوجو أحد المواقع، والناس تشير وتشتم وتسب". وواصل: "طيب يا سيدي الفاضل تحقق قبل ما تنشر الشائعات دي! أولا لا الجمارك قالت الكلام ده، ولا الموقع أصلا نشر الكلام ده!" ونشر "يونس"، "المعلومات الصحيحة من مصادرها الرقابة على الصادرات والواردات"، والتي تضمنت أن مصر "خلال العام الميلادي 2024 صدرت مانجو طازجة بقيمة 143 مليون دولار، واستوردت مانجو طازجة بقيمة 4 آلاف دولار، كما صدرت عصير مانجو بقيمه 7 ملايين دولار، واستوردت عصير مانجو بقيمه 377 ألف دولار!" المصدر: RT تابعو الأردن 24 على