
زياد الرحبانى.. شاعر الضجر النبيل
نحن إذن أمام شاعر لا يمتهن الشعر كمقام عالٍ، بل كضرورة وجدانية وفكرية. شعره ليس مشروعًا لغويًا صرفًا، بل هو انفعال عميق يتجسد فى مقاطع حوارية، مشاهد مسرحية، رسائل غنائية، وتسجيلات صوتية تشبه التنهدات الطويلة.
ولد زياد الرحبانى فى بيت يعيش الشعر والموسيقى لا كمهنة، بل كقدر. كان عاصى وفيروز والرحابنة ينسجون من القصيدة لحنًا، ومن اللحن موقفًا، ومن الموقف مشروعًا ثقافيًا. فى هذا البيت لم يتلقَ زياد «الشعر» كمادة أدبية، بل كمادة حية تُستهلك يوميًا.
لكنه اختار منذ وقت مبكر أن ينحرف عن المسار الرسمى، فكتب قصائده خارج اللغة العالية، وخارج القافية المنتظمة. قصيدة زياد الأولى ليست تلك التى تُقرأ على منبر، بل تلك التى تندلق فى مشهد:
«أسأل أمى:
إلى أين يأخذك هذا الشال الأبيض؟
وتقول أمى: إلى الكروم...».
هذه المشاهد التى تبدو كأنها تُروى على عَجَل بين فنجان قهوة ونكتة سياسية هى فى جوهرها بناء شعرى. كل سطر منها يحوى صورًا مركّبة من الحنين، الطفولة، والبحث عن وطن مفقود.
من خلال قراءة متأنية لديوانه الأول «صديقى الله»، يتبين أن زياد يكتب القصيدة كما تُكتب اليوميات.
العناوين قد تكون غير موجودة، التقطيع قد لا يراعى التفعيلة، لكن الجو العام يحمل روح القصيدة التى تتنفس حنينًا، ألمًا، شكًا، وإيمانًا هشًا.
فى هذا السياق، يصبح «الله» عند زياد ليس صورة مقدّسة تقليدية، بل «صديق» يتحاور معه، يسأله، يغضب منه، ويعود إليه.
زياد الرحبانى لا يُنتج «ديوانًا شعريًا» بالمعنى الكلاسيكى، لكنه يقدم حياة كاملة يمكن قراءتها بوصفها نصًا شعريًا واحدًا طويلًا.
إنه شاعر الضجر النبيل، «شاعر الكاراجات»، وصوت أولئك الذين يختبئون خلف نظارات طبية مستعملة، ولا يعرفون كيف يكتبون قصيدة لكنهم يشعرون بكل كلمة منها.
زياد الرحبانى بشعره وموسيقاه هو مؤرّخ الهامش، طفل الكروم، والعاشق الذى ما زال يسأل أمه:
«هل أذهب معك؟».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : تامر حسني عن حفله في لبنان: من أروع حفلات حياتي
الاثنين 11 أغسطس 2025 03:10 صباحاً نافذة على العالم - أعرب الفنان تامر حسني عن سعادته الكبيرة بإحياء حفله الأخير في لبنان، واصفًا إياه بأنه من أجمل وأروع الحفلات في حياته. وقال تامر حسني: "حفل لبنان الأسطوري كان حب وكرم ضيافة فوق الخيال، شكرًا شعب لبنان الغالي الحبيب، شكرًا للأستاذ حسين كسيره والأستاذ طارق عليق والأستاذ ياسر الحريري، حقيقي تنظيم رائع، لكم مني كل الحب والاحترام"، مؤكدًا أن هذه الليلة ستظل من أجمل ذكرياته الفنية. الجمهور اللبناني يستقبل تامر حسني بالمطار وظهر تامر حسني في الفيديو محمولا على الأعناق حيث استقبله جمهوره في لبنان بالدبكة اللبنانية وبالورود والزغاريد، يصور الجمهور ويمسك بالعلم اللبناني. تعليق تامر حسني علي استقبال الجمهور اللبناني وعلق تامر حسني على الفيديو: "لحظات جميلة مبتتنسيش من كرم ومحبة ومن الاستقبال الاستثنائي العظيم من الجمهور اللبناني الحبيب من لحظة وصولي المطار حتى الفندق، كل الحب والشكر والتقدير للشعب اللبناني الراقي الحبيب، حفظكم الله يا غاليين على قلبي". آخر أعمال تامر حسني وكان آخر أعمال تامر حسني هو فيلم ريستارت بطولة هنا الزاهد، محمد ثروت، باسم سمرة، عصام السقا، ميمي جمال، وعدد كبير من ضيوف الشرف منهم إلهام شاهين، محمد رجب، شيماء سيف، رانيا منصور، توانا الجوهري، وأحمد حسام ميدو. الفيلم من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج سارة وفيق. قصة فيلم ريستارت تدور أحداث 'ريستارت' حول 'محمد'، فني هواتف بسيط يحلم بالزواج من 'عفاف'، من شخصية مؤثرة على مواقع التواصل، لكن ضيق الحال يدفعهما لتجربة طريق الشهرة عبر الإنترنت، بدعم من عائلتهما الكوميدية وبتدخل وكيل رقمي غامض يُدعى 'الجوكر'، يحققان شهرة مفاجئة، لكن سرعان ما تختبر العائلة ثمن النجاح عندما تبدأ القيم في التلاشي أمام الأضواء والمال.


24 القاهرة
منذ 3 ساعات
- 24 القاهرة
تفاصيل الحلقة الثانية من حكاية فلاش باك لـ مسلسل ما تراه ليس كما يبدو
تواصل حكاية فلاش باك من مسلسل ما تراه ليس كما يبدو تصاعدها الدرامي، حيث تأخذ الحلقة الثانية المشاهد إلى مساحة مشوّشة بين الذاكرة والواقع، وتضع البطل زياد الكردي في مواجهة مباشرة مع المستحيل، بعد أن عاد حساب زوجته المتوفاة للظهور فجأة. تبدأ الحلقة الثانية من حيث انتهت الأولى على وقع صدمة زياد الكردي (أحمد خالد صالح) من ظهور حساب زوجته الراحلة مريم (مريم الجندي) على فيسبوك كـ"أونلاين"، رغم مرور عامين على وفاتها. زياد يبدأ في البحث عن هاتفها المهشم إثر الحادث، ويحاول فتحه عبثًا ثم يتواصل مع شقيقتها المقيمة في ألمانيا وصديقتها المقربة، لكن كلتاهما تؤكدان أنهن لا يملكن أي كلمات مرور لحسابها. يلجأ زياد إلى أحد محال الصيانة لفتح الهاتف، وبعد عناء يتمكن من الدخول لكنه لا يجد إلا الرسالة الأخيرة المتبادلة بينهما، الحيرة تتضاعف والواقع يزداد غموضًا. يقرر زياد أخذ المهدئ والنوم، لكن في صباح اليوم التالي، تصله مكالمة من ليلى (آية عبدالرازق) التي ترغب في لقائه لتمنحه هدية. يوافق، لكنه يتلقى في اللحظة ذاتها رسالة جديدة من حساب مريم تسأله: أنت مين؟. يرتبك زياد ويحاول تجاهلها، لكنه لا يستطيع طرد الشكوك من عقله، وفي اللقاء مع ليلى، تهديه لينس كاميرا كهدية رمزية، لكنه يناديها بـ"مريم" دون قصد، مما يثير غضبها قبل أن يعتذر. يتواصل زياد مع صديقه خالد المتخصص في السوشيال ميديا، والذي يفحص الحساب ويؤكد له أن الحساب مغلق منذ وفاتها ولم يُفعّل منذ عامين، ما يزيد ارتباك زياد، ويدفعه للانسحاب من موعده مع ليلى. يبدأ زياد في مشاهدة فيديوهات عن الذكاء الاصطناعي (AI) والتقنيات التي تسمح بتقليد الأصوات. يخبره صديقه خالد أن الصوت لا يمكن تقليده بدقة 100%، ويطلب منه الاستمرار في الحديث مع الطرف الغامض. في فلاش باك نعود إلى أول لقاء بين زياد ومريم، حيث تتأمل مريم لوحة مؤثرة لأب يحمل ابنته الناجية من حريق، ويُخبرها زياد بأنه المصوّر، لتبدأ بينهما أولى لحظات التواصل والتقارب. وتدعوه للقاء في كافيه عند وصوله، يرى فتاة تشبهها من الخلف تحمل علم الزمالك، لكن يتبين أنها ليست هي، ثم يسمع صوتها تقول: "صلاح اتصاب.. راموس كسر صلاح!، يفتش في هاتفه، فيكتشف أن الحادثة التي تتحدث عنها وقعت عام 2018، بينما هو في 2024. أحمد خالد صالح: حدوتة فلاش باك في مسلسل كل ما تراه ليس كما يبدو جديدة على الدراما فركش تصوير حكاية فلاش باك من مسلسل ما تراه ليس كما يبدو |صور

مصرس
منذ 3 ساعات
- مصرس
«كل شوية نمشي مدرب وندفع شرط جزائي؟».. شوبير يهاجم جماهير الأهلي بسبب ريبيرو
هاجم الإعلامي أحمد شوبير، جماهير النادي الأهلي بسبب الإسباني خوسيه ريبيرو المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالقلعة الحمراء، بعد تعادل الفريق في أولى مبارياته بالدوري المصري أمام مودرن سبورت. ووقع الأهلي في فخ التعادل الإيجابي أمام نظيره مودرن سبورت في المباراة التي جمعت الفريقين، السبت، في الجولة الأولى من الدوري المصري 2-2.وقال شوبير في تصريحات تليفزيونية عبر قناة الأهلي: «في ناس زعلانة من ريبيرو إنه قال كان ممكن نخسر، أها كان ممكن نخسر فعلًا، أه كان في كورتين في العرضة بس دا برضه مش النادي الأهلي ومش هنبكي على اللبن المسكوب».وتابع: «أنا ليا عتاب بس على الجمهور، ونغمة أن المدرب يمشي دي بتتقال دايما وأنا بصراحة مش فاهم، يعني أنا كدا كل ما أخسر نمشي مدرب وندفع الشرط الجزائي؟ ونقطة مهمة تانية، الناس كل شوية بتقول نرجع فايلر، أولًا الأهلي ممشاش فايلر لأ هو اللي مشي، وهكذا موسيماني برضه هو اللي مشي، وكولر بعد ما كان بطل كانت في رغبة جماهيرية أنه يمشي».وأضاف: «وبعدين خلاص جبنا ريبيرو ما تصبروا بقا، واحد يقولك يمشي ونتفق معاه ونجيب فايلر من جديد إزاي أصلا أحنا لسا بنقول يا هادي وبسم الله الرحمن الرحيم، أنا بنبهكم من دلوقتي تخلوا بالكم».