logo
طارق سويد لـ «الراي»: تَصالَحْتُ مع الواقع وحتى مع ... الموت

طارق سويد لـ «الراي»: تَصالَحْتُ مع الواقع وحتى مع ... الموت

الرأي٢٤-٠٤-٢٠٢٥

بعد غياب، عاد الفنان اللبناني طارق سويد إلى مزاولة نشاطه الفني، ولكن من بوابة المسرح مقدّماً 10 قصص جسّدتْها على الخشبة 12 موهبة تمثيلية كان قد درّبها من خلال ورش تمثيلية.
وعلى مسرح «ديستركت 7» المتواضع، يَعرض سويد عمله الجديد «مش مسرحية» الذي يحقق نجاحاً لافتاً أكد عليه الجمهور وصناع الدراما والنقاد.
سويد تحدث لـ«الراي» عن مسرحيته ونشاطاته الأخرى:
• كيف تفسر أسباب نجاح مسرحية «مش مسرحية» الذي فاق التوقعات مع أنك وعدتَ الجمهور بعمل متواضع؟
- العمل متواضع من ناحية مساحة المسرح الذي لا يتّسع سوى لعدد محدد من الناس، ولكنهم أحبوه لأنه غنيّ بالأفكار الجديدة التي قدّمتُها بأسلوب الكوميديا السوداء، فبكوا وضحكوا في آن معاً ربما لأنهم وجدوا أنفسهم في القصص والمواضيع التي تطرقتُ إليها.
الجمهور اللبناني ليس معتاداً على الكوميديا السوداء، بل هي جديدة عليه، حتى ان كتابتي فاجأتْ الصحافيين والفنانين لأنهم لا يعرفون أنني أجيد كتابة الكوميديا أيضاً، والمسرحية تَجمع بينها وبين التراجيديا، فغادروا العرض مستمتعين بما شاهدوه وسمعوه. وأعتقد أن مَن يكتب المواضيع التي تَعني له ويحبها لابد من أن تصل إلى الناس.
• هل يفترض بمن يكتب الكوميديا السوداء أن يكون ابن المعاناة، شفافاً وحقيقياً وليس كاتباً عادياً؟
- يجب أن يكون أولاً متصالحاً مع نفسه، مُخاطراً ويعبّر عن الأشياء كما هي. كما أن الكوميديا السوداء تتطلب كثيراً من القراءة والدقة، مع أنني قدمتُ الفانتازيا داخل المسرحية. وفي الأساس، وخلال مرحلة تدريب الطلبة، علّمتُهم كل شيء: المونولوج، الدراما، الكوميديا السوداء، الفانتازيا الخيالية والواقع. وقد اخترتُ مواضيع المسرحية من حياتنا اليومية، كـ«السوشيال ميديا» والانفصال وغيرها من المواضيع الاجتماعية.
• عادةً أنت بطيء بالكتابة، فكيف تمكنتَ من إنجاز هذا العمل بفترة قياسية، وهل هذا يعني أنكَ كنتَ متحمساً له كثيراً؟
- أحببتُ هذا العمل كثيراً، وأتمنى أن يعاودني الشعور نفسه عند كتابة الأعمال الدرامية بعيداً عن التفكير في ما يريده الآخَرون. في المسرح أكتب كي أتسلى بعيداً عن الحسابات والتفكير بما يريده ممثل معروف مُشارِك في المسلسل. ومع الوجوه الجديدة، كتبت لأشخاص مستعدين لتقديم أي شيء وكل شيء.
• وهل من المستحيل أن يتحقق هذا الأمر عند كتابة نص درامي لمسلسل تلفزيوني، بما أن الممثلين الذين شاهدوا العرضَ المسرحي أحبوا ما قدّمتَه وتمنوا لو أنهم شاركوا فيه؟
- هذا أمر صعب، لأن كتابة أي مسلسل تَخضع لإرادة شركات الإنتاج ومواصفات النص الذي تَطلبه من الكاتب. ولا شك في أنني قادر على نقل كتابة التجربة المسرحية إلى التلفزيون وبطريقة جديدة. وأنا أحب مثلاً كتابة مسلسل يكون بطله طفل صغير، ولكنني لا أعرف إذا كان هذا الأمر يتوافق مع توجهات شركات الإنتاج لأننا بحاجة إلى تمويل، ولذلك أكتب قصة المسلسل بطريقة تتناسب مع تطلعات الجمهور وشركات الإنتاج، ولكنني أطعّمها بالأفكار والقضايا التي يهمني الإضاءة عليها وبشكل متواز مع التوجه الذي يُطلب مني. وبصراحة، لا أعرف إذا كنتُ قادراً على الكتابة بعيداً عن «المحسوبيات» التي تطبع جانباً من الصناعة التلفزيونية، ولكنني أعتقد أنني سأفعلها.
• وهل هناك ممثلون تحب أن تتعامل معهم مسرحياً؟
- لديّ اختصاص آخر، وأعمل كأستاذ لمادة المسرح في كلية التربية، ولكنني لا أضيء على هذا الأمر لأنني كنت أرغب بالتركيز على التمثيل. ولا شك أنني أرغب بالتعامل مسرحياً مع بعض الممثلين، إلا أنني لا أعرف إذا كانت صفات البراءة والتواضع والجنون يمكن أن تعود إلى شخص أصبح تحت الأضواء. ومَن يقبل بذلك يجب أن يكون متصالحاً مع نفسه وألا يتوقف عند بعض التفاصيل ومن بينها: لماذا غيري تقاضى أجراً أعلى من أجري، أو لماذا مساحة دوره أكبر من مساحة دوري؟ علماً أن ما أقوله لا ينطبق على كل الممثلين، فمثلاً أحب التعامل كثيراً مع طلال الجردي.
• كيف ترّد على من أكد أنك ستكون الكاتب الذي ستتعامل معه شركة «إيغل فيلمز» في عملها المقبل؟
- الكل يردّد هذا الكلام، ولكن الأمر لا يتعدى كونه بعض النقاشات معها ومع غيرها من شركات الإنتاج. في الفترة الماضية ابتعدتُ عن الكتابة بقرارٍ شخصي بسبب ظروفي الخاصة، وعندما عدتُ عَرَضْتُ أفكاري على بعض الشركات وتلقيتُ عروضاً من شركات أخرى، ولكن لا شيء رسمياً حتى الآن. وكل ما يمكن أن أؤكده أن هناك مسلسلاً من كتابتي وأنني قررتُ العودة بمسلسل جديد في الموسم الرمضاني المقبل لأنني اشتقتُ للعمل ولأنه حان وقت العودة. ويوجد في داخلي الكثير من القصص والمشاعر التي أرغب بالتعبير عنها في عمل جديد.
• وهل النص الذي تتحدث عنه هو نص مسلسل «هي لحظة» وهو آخِر نص كتبتَه؟
- كلا، ولكنني أعتمد دائماً نفس الأسلوب في الكتابة، وهو الأسلوب الواقعي.
• وما مصير «هي لحظة»؟
- توقّفتُ عن كتابته، ولكنني انتهيتُ من كتابة نص جديد لفيلم من نوع الكوميديا السوداء بعنوان «liste de mariage» وسيكون من إنتاج مي أبي رعد وإخراج رندة علم. وحتى الآن لم يتم اختيار الممثلين الذين يُفترض أن يشاركوا فيه باستثناء الممثلة سمارة نهرا التي خصصتُ دوراً لها فيه.
• وهل تلقيتَ عرضاً من شركة «الصبّاح»؟
- كلا، ولكن حصل اتصال بيننا واجتمْعنا وتَناقشْنا وأبديْنا رغبةً مشتركة في التعاون، وحصل ذلك قبل أن أبتعد. وأنا معجب بطريقتهم في العمل، وهم أيضاً أعربوا عن إعجابهم بما أكتبه، والأمر ينطبق أيضاً على شركة «إيغل فيلمز» وهما شركتان مهمتان جداً على مستوى الإنتاج. وحتى عندما أتعاون مع شركة صغيرة كالتي تملكها مي أبي رعد، فإنني أشعر بسعادة عارمة حين ينجح العمل.
• هل تعيش حالياً مرحلةَ تحدٍ جديدة؟
- نعم، لأنني عدتُ بعد مرحلة من الغياب. ابتعدتُ منذ «عروس بيروت» و«بالقلب» عام 2019، ولم أكن أعرف كيف يمكن أن يستقبلني الناس مجدداً ككاتِب وكيف يمكن أن تكون ردة فعلهم على أعمالي. ومن خلال مسرحية «مش مسرحية» أشعر بأنني أتحدى نفسي باعتمادي أسلوباً جديداً في الكتابة، ولكنني لم أشعر يوماً أنني أرغب بتحدّي الآخرين. غالباً ما يتحدّث الآخَرون عن منافسةٍ شريفة، ولكنني لا أشعر بها ولا أعرفها لأنني لا أسعى لأن يكون لديّ مسلسل جديد سنوياً، بل أترك الأمور تسير على هواها، وفي حال شعرتُ برغبةٍ في الكتابة يمكن أن أقدّم عملاً جديداً.
• أو ربما هو تحدٍ كي تبرهن للآخَرين أنك موجود وقادر على العطاء بالرغم من فترة غيابك الطويلة؟
- أبداً، لأنني تصالحتُ مع فكرة الغياب. فأنا لم أَغِبْ شهراً واحداً أو شهرين، بل لفترة طويلة جداً جعلتْني أتصالح مع الواقع.
تصالحتُ مع الواقع وحتى مع الموت، ولا أنتظر شيئاً من الآخَرين، بدليل أنني أَوْجَدْتُ بنفسي فرصة المسرحية، والكل يتحدث عنها مع أنها مسرحية طلاب. وهناك نجوم وكتّاب كانوا تحت الأضواء لفترة طويلة ثم اختفوا، وأنا متصالح مع فكرة أن لا شيء يستمر، ولا أهتمّ لهذا الأمر، لأن مفهومي ومقاربتي للأمور تَغيّرت كثيراً ولكن بشكل إيجابي... ماذا بعد الناس والشهرة، وماذا بعد تحقيقي لنجاحٍ أكبر من النجاح الذي حققتْه المسرحية واكتسابي لشهرة أوسع؟ أنا قادر على تقبّل الحياة كما هي وتُفْرِحُني أبسط الأشياء. ومع أن القاعة التي أعرض فيها المسرحية لا تتسع سوى لـ 65 شخصاً، ولكنني شعرت وكأنهم 1000 شخص، لأن مفهومي للنجاح تَغَيّر وكذلك مفهومي للشهرة والأضواء. وأعتقد أن المطبات التي وقعتُ فيها هي التي غيّرتْني وجعلتْني أكثر نضجاً من الناحية الفكرية. والتغيير الذي حصل معي ينسحب على كل الناس، وليس على الفنان فقط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شركات أميركية تواجه أضراراً كبيرة بسبب رسوم ترامب الجمركية
شركات أميركية تواجه أضراراً كبيرة بسبب رسوم ترامب الجمركية

العربي الجديد

timeمنذ 22 دقائق

  • العربي الجديد

شركات أميركية تواجه أضراراً كبيرة بسبب رسوم ترامب الجمركية

أبدت شركات أميركية قلقاً أكبر بشأن تأثير السياسات الجمركية المتقلبة للرئيس دونالد ترامب على إيراداتها، إذ توقعت أكثر من نصف هذه الشركات تراجعاً لا يقل عن 25% في إيراداتها، وفقاً لاستطلاع أجرته مجموعة "إتش إس بي سي" (HSBC) المصرفية. وأفاد نحو ربع شركات أميركية شاركت في استطلاع التجارة الذي أصدره البنك البريطاني اليوم الجمعة، بأنها تتوقع أن تنخفض إيراداتها بأكثر من النصف خلال العامين المقبلين نتيجة تأثير الرسوم الجمركية على سلاسل التوريد الخاصة بها. وعلى النقيض من ذلك، تبدو الشركات الصينية أكثر تفاؤلاً بشأن التأثير، إذ توقع نحو ربعها تراجعاً في الإيرادات بنسبة 25% أو أكثر، رغم أن أكثر من نصفها توقع انخفاضاً يتراوح بين 10% و25%. ويقع مقر "إتش إس بي سي" في لندن، ويُعد أكبر بنك تجاري في العالم، وقد استند تقريره إلى استطلاع شمل أكثر من 5700 شركة دولية في 13 دولة. وقد أفاد البنك بأنه وجد قلقاً واسع النطاق بشأن تأثير الرسوم الجمركية، فقد أشار ثلثا المشاركين إلى أنهم قد شهدوا بالفعل زيادات في التكاليف بسبب الرسوم الجمركية وعدم اليقين التجاري. وفي هذا الصدد، قالت رئيسة حلول التجارة العالمية في "إتش إس بي سي"، فيفيك راماشاندران، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ اليوم الجمعة، إن "كل من تحدثنا إليهم يخططون لإعادة تشكيل سلاسل التوريد الخاصة بهم، أو البحث عن أسواق جديدة، أو تغيير نموذج أعمالهم"، مضيفة: "بعد أن قامت الشركات ببناء سلاسل التوريد على مدار عقود لتقليل التكاليف بفعالية، أصبحت الآن بحاجة إلى أن تكون مرنة، وقادرة فعلياً على التكيف مع المخاوف الجيوسياسية. وهذا يشكل مصدر قلق كبير للشركات". اقتصاد دولي التحديثات الحية نكسة أرباح السيارات: رسوم ترامب تضع الشركات الأميركية في ورطة يأتي هذا التقرير فيما يصيب عدم القدرة على التنبؤ بالهجمات التجارية التي يشنها ترامب بين الحين والآخر، شركات أميركية بالشلل، إذ يضطر الكثير منها في مختلف المجالات إلى خفض الإنفاق، خوفاً من التوقعات الاقتصادية الضبابية، إذ يُوقف الرؤساء التنفيذيون السفر ويُؤجلون المشاريع الجديدة ويُبطئون التوظيف، ما يحمل أخطاراً للاقتصاد الأميركي عموماً. فمن شركات السلع الاستهلاكية إلى الكيميائيات والتكنولوجيا والنقل والخدمات المالية والتوظيف، تسود خطط خفض الإنفاق بشكل كبير. وأثناء استعراضهم لإجراءات خفض التكاليف خلال مؤتمرات الإعلان عن النتائج المالية الخاصة بالفصل الأول من العام الجاري، استخدم العديد من الرؤساء التنفيذيين للشركات لغة تعبر عن أن الشركات تنشد "دعاء السكينة".

مكافآت كريدي سويس تواجه طعناً سويسرياً حكومياً أمام المحكمة العليا
مكافآت كريدي سويس تواجه طعناً سويسرياً حكومياً أمام المحكمة العليا

العربي الجديد

timeمنذ 22 دقائق

  • العربي الجديد

مكافآت كريدي سويس تواجه طعناً سويسرياً حكومياً أمام المحكمة العليا

قدمت وزارة المالية السويسرية طعناً على حكم قضائي قضى بأن مجموعة من المديرين السابقين في بنك كريدي سويس قد حُرموا من مكافآتهم بشكل غير قانوني بعد استحواذ بنك "يو بي إس" (UBS Group AG) على منافسه المنهار، ما يمهد الطريق لمواجهة محتملة أمام أعلى محكمة في البلاد بين الحكومة وعدد من كبار المصرفيين. وقالت الوزارة في بيان، يوم الجمعة، إن "المحكمة السويسرية أخفقت في أخذ جوانب أساسية بالاعتبار، لا سيما تجاهلها الظروف الاستثنائية التي سبقت عملية الاستحواذ على كريدي سويس والتي لم يكن المشرّع ليتوقعها". وأوضحت الوزارة أنها قدمت استئنافاً أمام المحكمة الفيدرالية العليا في سويسرا، وكانت قد أصدرت أمراً بعد إنقاذ البنك من قِبل "يو بي إس" في مارس/آذار 2023، يقضي بإلغاء المكافآت تماماً لأعضاء المجلس التنفيذي في كريدي سويس وخفضها بنسبة 50% للمديرين من المستوى الأدنى مباشرة وبنسبة 25% للموظفين على بعد مستويين إداريين. وقد استند القرار إلى المساعدات الحكومية المضمونة تبريراً لحظر المكافآت. لكن في 14 مايو/أيار، قضت المحكمة الإدارية الفيدرالية في حكم اختباري يخص مجموعة من 12 مصرفياً بأن قرار الحكومة كان خاطئاً. وأشارت المحكمة إلى أن هذا الحكم قد يؤثر على نحو 1000 شخص. اقتصاد الناس التحديثات الحية 3 آلاف موظف ضحية دمج "يو بي إس" و"كريدي سويس" في سويسرا وفي التاريخ المذكور، قالت المحكمة في بيانها: "لا وزارة المالية ولا بنك يو بي إس تمكنا من إثبات أن أياً من المديرين الاثني عشر المعنيين تسبب في مخاطر مفرطة أو عرّض الوضع المالي لكريدي سويس للخطر من خلال تصرفاته أو تقصيره". وصرّح متحدث باسم بنك يو بي إس بأن "يو بي إس أخذ علماً بقرار وزارة المالية الفيدرالية بالاستئناف في القضية".

36 ألف سجين يجتازون امتحان إثبات المستوى التعليمي في الجزائر
36 ألف سجين يجتازون امتحان إثبات المستوى التعليمي في الجزائر

العربي الجديد

timeمنذ 23 دقائق

  • العربي الجديد

36 ألف سجين يجتازون امتحان إثبات المستوى التعليمي في الجزائر

شارك أكثر من 36 ألف سجين مسجلين في نظام التعليم عن بعد ، اليوم الثلاثاء، في امتحانات إثبات المستوى الذي يسمح لهم بالانتقال إلى الصف المتوسط والثانوي، ضمن برنامج تعليم تتبناه الجزائر ، بهدف تأهيل وتعزيز التعليم لدى المساجين . وقال مدير عام إدارة السجون وإعادة الإدماج، أسعيد زرب، خلال زيارته إلى السجن في عين تادلس بولاية مستغانم غربي الجزائر، للاطلاع على ظروف إجراء امتحانات السجناء، إن أكثر من 36 ألف سجين مسجلين في برنامج التعليم عن بعد، يجتازون هذه الامتحانات عبر كامل المؤسسات العقابية في الجزائر. ويوجد بين المساجين الذين يجتازون هذه الامتحانات التي جرت عبر 141 مؤسسة عقابية وأشرف على تأطيرها 1294 أستاذاً، 493 سجينة في المؤسسات العقابية الخاصة بالنساء. وأكد أن مصالح إدارة السجون أحصت أكثر من 76 ألف سجين مسجلين في نظام التعليم عن بعد خلال العام الجاري، بينهم 1880 سجيناً يزاولون تعليمهم الجامعي، يستفيد منهم 81 سجيناً من الحرية النصفية (يسمح لهم بالخروج للدراسة والعودة مساء إلى المؤسسة العقابية)، إضافة إلى أكثر من سبعة آلاف سجين مسجلين في فصول محو الأمية داخل السجون. وتركز سياسات السجون في الجزائر في السنوات الأخيرة، على برامج التعليم وتكوين السجناء ورفع مستواهم الدراسي، وتنمية قدراتهم ومؤهلاتهم الشخصية، بغرض تأهيلهم للاندماج الاجتماعي والمهني بعد انتهاء فترة محكوميتهم والإفراج عنهم. وتتكفل وزارة العدل وإدارة السجون بالتنسيق مع وزارة التربية والديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد، بتوفير كل مستلزمات التعليم في السجون، من خلال قاعات التدريس والكتب والأساتذة. الجريمة والعقاب التحديثات الحية مشروع قانون لإعدام مهربي المخدرات في الجزائر ويشهد هذا البرنامج التأهيلي نجاحاً لافتاً، وبلغ عدد المساجين الذين اجتازوا امتحانات شهادة البكالوريا في دورة العام الماضي، 5482 مترشحاً، نجح منهم 3477 سجيناً، (63.43%)، بعضهم حقق معدل نجاح تجاوز 18 من عشرين، وبارتفاع بنسبة تفوق 19% بنسبة النجاح في الدورة التي سبقت عام 2023، فيما اجتاز 4342 امتحان شهادة التعليم المتوسط، نجح منهم 1948 سجيناً، بنسبة تقدر بـ 44.86%. ويعود انخراط المساجين في الجزائر في نظام التعليم عن بعد، إلى تبني الحكومة منذ عام 2021 آلية تقليص الحكم العقابي أو الإفراج النهائي على المساجين الذين يتمتعون بحسن السلوك، في حال حصلوا على شهادات تعليم وامتياز، ما يحفز المساجين على مواصلة التعليم والاستفادة من تقليص محكوميتهم. وبخلاف السجون القديمة، بما فيها التي ورثتها الجزائر من الاستعمار الفرنسي، عملت البلاد على بناء سجون جديدة، وأنشأت قاعات مجهزة وكتباً مدرسية ضمن مخططات الإنجاز. كما تتبنى سياسة تشاركية مع منظمات المجتمع المدني للعمل داخل السجون والمساعدة في التأهيل المدني للمساجين. وسمحت السلطات لـ 448 جمعية منها 22 جمعية وطنية على رأسها الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية، بتنفيذ أنشطة منظمة داخل المؤسسات العقابية ومرافقة السجناء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store