
الحرب «تلتهم» الاحتياطي.. أوكرانيا تغري جيل Z بالمال والامتيازات
وسط حرب لم تصل بعد إلى صافرة النهاية، وفي خضم النزيف البشري الذي تعاني منه كييف، أدخلت أوكرانيا تعديلات جذرية على استراتيجية التجنيد.
وسط حرب لم تصل بعد إلى صافرة النهاية، وفي خضم النزيف البشري الذي تعاني منه كييف، أدخلت أوكرانيا تعديلات جذرية على استراتيجية التجنيد.
فبينما كانت تُجنّد في السابق الرجال فوق 25 عامًا، بينما تُبقي الشباب الأصغر كـ«مستقبل لإعادة الإعمار»، دشنت برنامج "عقد 18–24"، وهو مبادرة حكومية تهدف إلى جذب الشباب الأوكراني الأصغر سنًا عبر حوافز مالية وامتيازات غير مسبوقة، في محاولة لتعويض النقص الحاد في الأفراد العسكريين بعد أكثر من ثلاث سنوات من العملية العسكرية الروسية.
كيريلو هوربينكو أحد هؤلاء الذين قرروا الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي فور بلوغه السن القانونية (18 عاما) في مارس/ آذار 2024.
ولم تقتصر أسباب هوربينكو للتطوع للقتال على حماسه فحسب، بل الحزمة الاستثنائية التي حصل عليها عند توقيع عقده العسكري، والتي تمثلت مكافأة تسجيل بقيمة مليون هريفنيا (نحو 24 ألف دولار)، وقرض سكني بدون فائدة، وعطلة خارجية نادرة في ظل الحرب، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
دوافع أوكرانية
تأتي هذه الخطوة بعد استنفاد معظم الوسائل التقليدية وغير التقليدية لتعويض النقص في الأفراد. فمعظم الرجال الراغبين في القتال تطوعوا بالفعل منذ سنوات، في حين أصبح تجنيد المزيد من الشبان أكثر صعوبة مع استمرار الحرب وتزايد الخسائر.
كما أن كثيرًا من المؤهلين للخدمة العسكرية يلجؤون إلى الاختباء أو مغادرة البلاد بطرق غير قانونية، رغم القيود الصارمة التي تمنع الرجال بين 18 و60 عامًا من مغادرة أوكرانيا.
وقد جربت الحكومة الأوكرانية في السنوات الأخيرة عدة وسائل للسيطرة على أزمة نقص الأفراد، منها: مداهمة النوادي الليلية للبحث عن المتخلفين عن الخدمة. والسماح لبعض المساجين بالخروج المبكر من السجن مقابل الانضمام للجيش.
وتنشر الحكومة -إضافة إلى ذلك- حملات دعائية مكثفة في الشوارع ووسائل الإعلام تحت شعار "الجميع سيقاتل"، وخفضت سن الخدمة العسكرية الإلزامية من 27 إلى 25 عامًا، ما أدى إلى زيادة مؤقتة في أعداد المجندين، لكن سرعان ما عادت الأزمة للظهور.
حوافز مغرية
تشمل الحوافز — التي تُروَّج لها عبر منصات مثل تيك توك — راتبًا شهريًا يصل إلى 3000 دولار (ستة أضعاف المتوسط الوطني)، وتعليمًا جامعيًا مجانيًا، ورعاية صحية مخفضة، في محاولة لمواكبة تطلعات جيل زد المادية والاجتماعية.
ولا تختلف هذه الاستراتيجية عن تلك التي تتبعها روسيا، التي نجحت في تجنيد عشرات الآلاف عبر مكافآت تصل إلى 10 آلاف دولار، خاصة من المناطق الفقيرة.
لكن أوكرانيا، التي تعتمد على دعم غربي محدود، تواجه تحديات أكبر في توسيع قاعدة مجنديها. فحتى الآن، لم ينضم سوى 500 شاب لبرنامج "عقد 18–24" منذ إطلاقه في فبراير/شباط، بسبب تعقيدات بيروقراطية وضغوط عائلية، وفق مسؤولين.
كما أثار البرنامج سخطًا بين الجنود القدامى، الذين يلقّبون المجندين الجدد بـ"المليونيرات"، مقارنةً برواتبهم المتواضعة خلال السنوات الأولى للحرب.
خيارات الشباب الأوكراني
ووراء الأرقام والإعلانات البراقة، تكشف القصة معضلة وجودية للشباب الأوكراني: فمع استمرار الحرب دون مؤشرات على السلام — رغم الجهود الدبلوماسية الأخيرة — بات الخيار أمامهم إما الانضمام للجيش بوعود مالية، أو محاولة بناء مستقبل قد يتبدد عند بلوغ سن التجنيد الإلزامي، أو الهجرة بحثًا عن حياة أكثر استقرارًا.
ويلخّص فتيّمر أوشاك، 16 عامًا، الذي يدرس اللغة السلوفاكية استعدادًا للانتقال إلى براتيسلافا، المشهد بقوله: "إذا غادرت، فأنا أعلم أنني سأغادر إلى الأبد… لم أعد أؤمن بانتهاء الحرب."
من جهة أخرى، يرى قدامى المحاربين مثل الميجور يفغيني غرومادسكي، 24 عامًا - الحاصل على وسام "بطل أوكرانيا" - أن البرنامج يعكس فجوة بين أجيال عاشت سنوات الحرب منذ 2014، وأخرى اعتادت على فترات سلام نسبي.
ويطالب غرومادسكي بفرض خدمة إلزامية لمدة عامين تدمج التدريب العسكري مع التعليم الجامعي، لبناء جيش أكثر احترافية وقدرة على مواجهة التحديات التقنية المعقدة.
aXA6IDE3Mi4xMDIuMjEwLjEwMCA=
جزيرة ام اند امز
NL

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 32 دقائق
- العين الإخبارية
رئيس الأركان الألماني يقرر تعزيز قدرات الجيش سريعا
أظهرت وثيقة اطَلعت عليها "رويترز" الأحد أن رئيس هيئة الأركان الألمانية كارستن بروير أمر بتجهيز الجيش تجهيزا كاملا بالأسلحة سريعا. وجاء في الوثيقة التي تحمل عنوان "أولويات توجيهية لتعزيز الاستعداد"، ووقعها بروير يوم 19 مايو/ أيار، أن ألمانيا ستتمكن من تحقيق هذا الهدف بمساعدة الأموال التي أتاحتها عملية تخفيف أعباء الديون عن البلاد قبل عدة أسابيع بحلول عام 2029. وفي مارس/آذار الماضي صوّت البرلمان الألماني بأغلبية ساحقة لإلغاء قيد الدين، فاتحًا الباب أمام إنفاق هائل تجاوز التريليون دولار، خُصّص للدفاع والبنية التحتية. ومن أجل تحديث جيشها وتحفيز اقتصادها، أنهت برلين اعتمادها الطويل على التقشف، وألغت قيدًا دستوريًا فُرض منذ عام 2009 كان يحدّ من الإنفاق السنوي من الديون بنسبة 0.35% فقط من الناتج المحلي الإجمالي. هذا القرار، وإن بدا مفاجئًا، يعكس إدراكًا عميقًا لدى النخب الألمانية والشعب على السواء، بأن ألمانيا لا يمكنها بعد اليوم أن تراهن على مظلة الحماية الأمريكية، كما تعكس أيضا حجم القلق من اندلاع حرب أوسع نطاقا في أوروبا. وبدأ التحول التاريخي في ألمانيا منذ عام 2022 مع قرار أنشأ صندوق خاص بأكثر من 100 مليار دولار لتحسين قدرات الجيش الألماني، لكن "قيد الدين" الدستوري حال دون مزيد من الاستثمارات الطموحة في الدفاع والبنية التحتية. ومنذ تولّي دونالد ترامب الرئاسة في يناير/كانون الثاني الماضي، تغيّر المزاج الشعبي في ألمانيا بشكل حاد، وأصبح لزاما على برلين تغيير السياسات الخارجية والاقتصادية، في ظل مواقف واشنطن من حلف الناتو والأمن القارة العجوز. aXA6IDE1NC41My4zNi44IA== جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
لماذا انتحر حفيد نوال الدجوي بعد عودته من أوروبا بساعات؟
تم تحديثه الأحد 2025/5/25 07:40 م بتوقيت أبوظبي أطلق أحمد شريف الدجوي، حفيد نوال الدجوي، النار على نفسه داخل فيلته في 6 أكتوبر بعد ساعات من وصوله من أوروبا، في حادثة مرتبطة بسرقة مبالغ مالية ومجوهرات من منزل جدته. كشفت مصادر مطلعة عن وقوع حادث إطلاق نار داخل فيلا أحمد شريف الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، ظهر اليوم في مدينة 6 أكتوبر، بعد اتهامه بسرقة مبالغ طائلة تزيد قيمتها على 500 مليون جنيه، تشمل أموالاً وعملات أجنبية وذهباً من داخل شقة جدته. وأوضحت التحقيقات الأولية أن أحمد شريف الدجوي أقدم على إطلاق النار على نفسه بعد ساعات من عودته من رحلة إلى أوروبا أمس، فيما تحركت القيادات الأمنية إلى موقع الحادث لمتابعة تطورات الواقعة وكشف ملابساتها. تفاصيل بيان الدخلية عن الحادث أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن قسم شرطة أول أكتوبر بالجيزة تلقى بلاغًا اليوم، الموافق 25 مايو / أيار الجاري، من أسرة أحمد شريف الدجوي يفيد بإطلاقه عيارًا ناريًا على نفسه باستخدام طبنجة مرخصة خاصة به داخل محل إقامته بأحد المنتجعات السكنية بدائرة القسم، مما تسبب في وفاته على الفور. وأوضحت التحريات أن أحمد شريف كان يتلقى علاجًا نفسيًا في الفترة الأخيرة، وسافر إلى الخارج في رحلة علاجية ضمن هذا الإطار، ثم عاد إلى البلاد مساء يوم 24 مايو/ أيار الجاري، قبل أن تقع الواقعة في اليوم التالي. تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة للتحقيق في الحادث، بالتزامن مع استمرار متابعة الجهات الأمنية لمجريات القضية وإتمام الفحص الطبي وتوثيق تفاصيل الحادث. ردة فعل الأسرة ورفض الإسعاف وقد وصل رجال الإسعاف إلى مكان الحادث بهدف نقل أحمد شريف إلى المستشفى، إلا أن أسرة نوال الدجوي منعت الطاقم الطبي من معاينة المصاب وطردتهم من مكان الحادث، مما أثار علامات استفهام حول ظروف الحادث. تفريغ كاميرات المراقبة والتحقيقات الأمنية تواصل الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية عملها على تفريغ كاميرات المراقبة المثبتة داخل فيلا أحمد شريف الدجوي، بهدف جمع الأدلة التي قد توضح مجريات الحادث، خاصة مع وجود السلاح الناري الذي استخدمه في إطلاق النار على نفسه. بلاغ نوال الدجوي بسرقة أموال ومجوهرات وكانت أجهزة الأمن قد تلقت بلاغًا من الدكتورة نوال الدجوي في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي، تفيد فيه بأنها لاحظت تغييرات غير طبيعية في خزائنها داخل شقتها السكنية بمدينة 6 أكتوبر، والتي تحتوي على مبالغ مالية كبيرة وعملات أجنبية وذهب. وقالت نوال الدجوي في بلاغها إن الخزائن كانت تحتوي على 50 مليون جنيه مصري، و3 ملايين دولار أمريكي، بالإضافة إلى 350 ألف جنيه إسترليني و15 كيلوغرامًا من الذهب، لكن بعد تفقدها، اكتشفت اختفاء هذه الأموال والمجوهرات، ووجهت الاتهام إلى حفيديها بالمسؤولية عن السرقة. aXA6IDgyLjI3LjIyMC45NSA= جزيرة ام اند امز LV


الموجز
منذ ساعة واحدة
- الموجز
مأساة عائلية؟.. وفاة حفيد نوال الدجوي وسط خلافات حول الميراث
عثرت أجهزة الأمن في الجيزة، اليوم السبت، على جثمان الشاب أحمد، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، داخل شقته بمدينة 6 أكتوبر، في واقعة غامضة تُجري النيابة العامة التحقيق فيها لكشف ملابساتها. فقد تلقت أجهزة الأمن بلاغًا من أسرة الشاب تُفيد بانقطاع الاتصال به لساعات، ما دفعهم إلى التوجه لشقته، ليُفاجَؤوا بالعثور على جثمانه ممددًا داخل غرفة نومه، وعليه آثار إصابات ظاهرية. وعقب الإبلاغ، انتقلت قوات الشرطة وفريق من الأدلة الجنائية إلى موقع الحادث، وفرضت طوقًا أمنيًا حول العقار، وبدأت النيابة العامة إجراءات المعاينة ورفع البصمات، كما تم التحفظ على كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار لتفريغ محتواها. وأكد مصدر أمني أن المعاينة المبدئية أظهرت عدم وجود طعنات نافذة أو آثار عنف تشير إلى اقتحام الشقة أو سرقة محتوياتها. وقررت النيابة انتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة بدقة، كما طلبت تحريات المباحث حول علاقة الشاب بالمحيطين به، وخط سيره خلال الأيام الأخيرة. كما كلف فريق التحقيق رجال الأمن بجمع إفادات الجيران وأفراد الأسرة المقربين، إلى جانب أصدقائه، في محاولة لرصد أي تغيرات أو مؤشرات على حالته النفسية والاجتماعية قبل الوفاة، خاصةً مع تصاعد الخلافات داخل العائلة حول قضايا ميراث خلال الفترة الأخيرة. وكانت أجهزة الأمن تلقت بلاغا في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي، من الدكتورة نوال الدجوي تدعي اكتشافها تغيير في كوالين وأرقام عدد من الخزائن الخاصة بها والموجودة داخل شقة سكنية ملكها في منطقة أكتوبر. وأضافت الدجوي في بلاغها، أن الخزائن كانت بها مبلغ 50 مليون جنيه و3 ملايين دولار، إضافة إلى 350 ألف جنيه إسترليني 15 كيلو ذهب، وبعد فتحهم لم تجد الأموال أو الذهب فوجهت اتهام إلى حفيديها. وفي نفس السياق، أنكر الحفيدين الاتهامات برمتها وكشفا عن وجود خلافات وصلت إلى بلاغات ودعاوى قضائية بين الطرفين، ومن بينها دعوى حجر على جدته قد تم رفضها وتقدم بطلب استئناف على الحكم، ونفى صلتهما بالواقعة وعدم حوزتهما لمفاتيح الشقة أو الخزائن مؤكدين أن المفاتيح كانت في حوزتها ولم تصل إليهما نهائيا.