
جلالة الملك في البرلمان الأوروبي نداء ضمير في زمن الانحدار الأخلاقي
جو 24 :
بقلم اللواء المتقاعد حسان عناب
في لحظةٍ يتراجع فيها الضمير العالمي وتتآكل القيم تحت وطأة القوة والمصالح، أطلّ جلالة الملك عبدالله الثاني، من على منبر البرلمان الأوروبي، ليخاطب العالم بلغة لا تهادن، بلغةٍ تستنفر الإنسانية وتعيد البوصلة الأخلاقية إلى وجهتها.
لم يكن خطاب الملك مجرد عرضٍ سياسي أو موقف دبلوماسي، بل كان صرخة ضمير عالمية، ترفض أن يُغلف القتل بالصمت، وأن تُجمّل الوحشية بالشعارات.
جاء الخطاب في توقيت بالغ الحساسية. العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكثر من 20 شهراً، تصعيد إقليمي مقلق مع إيران، صعود اليمين المتطرف في أوروبا، تغيّر المزاج الدولي تجاه إسرائيل بعد انكشاف المجازر.وفي هذه اللحظة المفصلية، أعاد جلالة الملك تذكير العالم بأن السكوت عن الظلم هو سقوط أخلاقي، وأن القيم التي تنادي بها الحضارات تُختبر في الميدان، لا في البيانات.
أعاد جلالة الملك أوروبا إلى لحظة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حين اختارت أن تبني على أساس الكرامة لا الانتقام، ودعاها اليوم إلى أن تختار، إما أن تنحاز إلى القيم التي قامت عليها، أو تخسر مكانتها الأخلاقية أمام التاريخ.
ولم يغفل الخطاب عن تحميل المجتمع الدولي مسؤولية "تطبيع الوحشية' في غزة، وسأل بأسى وجرأة، كيف أصبح استهداف المستشفيات وتجويع الأطفال أمرًا مقبولًا؟
كيف تحوّلت الهمجية إلى مشهدٍ مألوف؟
الخطاب أكد أن لا أمن بلا عدالة، ولا سلام بلا دولة فلسطينية مستقلة، ولا سلام بلا وصاية هاشمية تحمي هوية القدس. وأن الأردن سيبقى صوت الاتزان والعقل في إقليمٍ تتقاذفه الغرائز والصراعات. وفي زمنٍ تتكلم فيه الطائرات، كان الصوت الهاشمي هو من أعاد المعنى، ووضع المعيار الأخلاقي، وأعاد للسياسة وجهها الإنساني.
ام يكن هذا الخطاب ليس مجرد كلمة عابرة في محفل دولي، بل هو جرس إنذار عالمي، يحمل شجاعة الموقف، وسمو الرسالة، ونُبل المقصد.
في زمن يعلو فيه الصراخ وتغيب فيه البوصلة، أعاد الخطاب الهاشمي تذكير العالم بأن لا أمن بلا عدالة،ولا قيمة لأي حضارة إذا سقطت أمام معاناة طفل في غزة.
جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه لم يدعُ أوروبا لتقف مع فلسطين فقط، بل دعاها لتقف مع ذاتها، مع قيمها، ومع إنسانيتها.
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 35 دقائق
- السوسنة
د. بني سلامة: خطاب الملك وثيقة تاريخية تُخاطب ضمير الإنسانية
عمان - السوسنة - أكّد أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة، أن الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ يشكّل محطة مفصلية في تاريخ الخطاب العربي المعاصر، ووثيقة سياسية وأخلاقية تخاطب الضمير الإنساني العالمي بلغة القيم والعدالة، في وقت يشهد فيه النظام الدولي تراجعًا حادًا في المعايير الأخلاقية.وقال بني سلامة في حديث لــ السوسنة إن "خطاب جلالة الملك تجاوز الأطر التقليدية للكلام السياسي، حيث خاطب الأوروبيين من عمق تجربتهم التاريخية، مذكرًا إياهم بلحظات مفصلية أعقبت الحرب العالمية الثانية حين اختاروا بناء السلام على أنقاض الكراهية، وتبني القانون بدلًا من القوة، والتعاون بدلًا من الصراع".وأشار إلى أن التصفيق الحار الذي قوطع به الخطاب سبع مرات لم يكن مجرد تعبير عن إعجاب، بل كان اعترافًا بجرأة الموقف وعمق الرسالة وصدقيتها، مضيفًا أن الخطاب جاء في لحظة يعيش فيها العالم حالة من التفكك الأخلاقي، حيث باتت الجرائم الإنسانية، لا سيما في غزة، تُتداول كأنها أخبار روتينية، ما يُنذر بانهيارٍ في المعايير الدولية.وأوضح بني سلامة أن جلالة الملك لم يكتفِ برصد الواقع، بل قدم "بوصلة أخلاقية" دعا من خلالها إلى ضرورة التمسك بالقيم الإنسانية، في وجه فوضى عالمية نتجت عن تفشي المعلومات المضللة، وتصاعد النزاعات، والأزمات الاقتصادية، مؤكدًا أن الأمن لا يُبنى على قوة الجيوش فقط، بل على قوة القيم والمبادئ.وفي تناوله للقضية الفلسطينية، وصف الدكتور بني سلامة خطاب جلالته بأنه كان صرخة ضمير لا مجرد موقف سياسي، حيث أدان بشكل مباشر الانتهاكات في غزة والضفة الغربية، محذرًا من أن صمت المجتمع الدولي ليس حيادًا، بل تواطؤ يعيد تعريف الإنسانية على أسس مشوهة.وأضاف أن ما طرحه الملك يجب أن يُنظر إليه كمنصة لإعادة بناء خطاب عربي إنساني، لا يكتفي بتوصيف المآسي، بل يدعو لتحركات فاعلة تُعيد للاعتبارات الأخلاقية مكانتها في السياسات الدولية، مشددًا على أن هذا الخطاب لا يمثل الأردن فقط، بل كل من يؤمن بالعدالة ويدافع عن القيم في زمن الفوضى.وختم بني سلامة بالقول إن المطلوب الآن هو ترجمة هذا الخطاب إلى مبادرات دبلوماسية عربية جماعية، لأن الاستمرار في الصمت تجاه ما يحدث في الإقليم والعالم لم يعد خيارًا، بل أصبح تواطؤًا صريحًا مع الانهيار الأخلاقي والسياسي الحاصل. اقرأ أيضاً:

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
خطاب الملك.. دعوة استراتيجية ووثيقة سياسية
في وقت يقف فيه الشرق الأوسط على حافة الهاوية، وتتسارع الأحداث السياسية بوتيرة مقلقة، وقف جلالة الملك عبدالله الثاني في ستراسبورغ لا ليخاطب البرلمان الأوروبي فقط بل ليخاطب الضمير العالمي بشجاعة وجرأة تعكس قوة القيادة الهاشمية ومتانة الأردن ومؤسساته.يحمل خطاب جلالة الملك في هذا التوقيت دلالات استراتيجية عميقة، فجلالته ألقى خطابا في البرلمان الأوروبي منذ أكثر من عقدين، وهذا الخطاب هو السادس الذي يلقيه هناك، لكنه -دون شك - الأهم من حيث الرسائل السياسية وتوقيت الطرح، إذ يأتي في لحظة حرجة تمر بها المنطقة، وتزامنا مع أحداث مفصلية تلقي بظلالها على مستقبل الشرق الأوسط والعلاقات الدولية بأسرها.أكد جلالة الملك أن ما يحدث في غزة ليس اختبارا للفلسطينيين أو للعرب، بل هو اختبار للإنسانية جمعاء، فالمواقف الرمادية لا تصنع سلاما، ولا تحقق عدالة، وقد عرض جلالته القيم التي أرساها الإسلام عبر التاريخ، والعلاقات المتينة بين الأديان، مشددا على ضرورة التمسك بالمبادئ الأخلاقية والإنسانية، وعلى القيم التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي، والتي وحدت شعوبه وحققت العدالة.كما أشار جلالته إلى أن السلام لا يولد من الضعف، بل من القوة والشجاعة، مؤكدا أن الطريق نحو السلام ليس مستحيلا، بل هو طريق سلكه الأردن من قبل، وأسهم في استقرار المنطقة لعقود طويلة.إن خطاب جلالته لم يكن موجها للأوروبيين وحدهم، بل للرأي العام الغربي بأسره، ومن خلال قراءتي لمضمونه، أراه أكثر خطاب مؤثر للسلام في العقد الحالي.لقد قدم جلالة الملك مكاشفة سياسية نادرة، وضع فيها البرلمان الأوروبي أمام مسؤولياته وقيمه التي أسس عليها، وإن كانت القيم التي تأسس عليها لا تزال قائمة.وفي تحذير استباقي، أكد جلالته أن الشرق الأوسط يقف على حافة الهاوية، داعيا القوى الكبرى للتحرك الفوري، قبل فوات الأوان.وقد أظهر الخطاب قوة الأردن ومنعته السياسية، من خلال الثقة العالية التي عبر عنها جلالته بدعوة البرلمان الأوروبي إلى شراكة قوية ووثيقة مع الأردن، وهذه دعوة استراتيجية تعكس قوة الحضور الأردني إقليميا ودوليا، ودوره المحوري في تحقيق الاستقرار.وإنني أرى أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي وثيقة سياسية ومرجعية تؤسس لانطلاقة حقيقية نحو سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، وهو بيان رفيع المستوى، تجاوز حدود الدول، وتحدى صمت المجتمع الدولي، ووجه نداء لإعادة ضبط بوصلة العالم قبل أن تفقد اتجاهها.


صراحة نيوز
منذ ساعة واحدة
- صراحة نيوز
الصفدي: خطاب الملك دعوة لإنقاذ البشرية من سقوط المعايير الأخلاقية
صراحة نيوز- قال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي إن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الاوروبي جسد معاني القيم الإنسانية العليا والمتطلبات الواجبة على المجتمع الدولي إزاء التطاول على كرامة الشعوب والمساس بأمنها. وأضاف الصفدي أن خطاب جلالة الملك يعكس مدى ثقة واحترام وتقدير القارة الأوروبية بمواقف وحكمة جلالته الداعية دوماً إلى الحوار سبيلاً لمختلف الأزمات، ويشكل دعوة لإنقاذ البشرية من سقوط المعايير الأخلاقية. وقال الصفدي: نشعر بالفخر والاعتزاز في مجلس النواب ونحن نرى جلالة الملك أمام برلمان أوروبا يعبر عن صوت وضمير أبناء شعبنا وأمتنا وكل دعاة الأمن والسلام والاستقرار في العالم بمواجهة أصوات الخراب والدمار التي باتت تهدد قيم الإنسانية ومصير ومستقبل الأجيال في مختلف أنحاء العالم. وتابع الصفدي بالقول: لقد وضع خطاب جلالة الملك مؤسسات ومراكز القرار الدولي أمام اختبار حقيقي لتكريس الجهود نحو السلام في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحولات خطيرة، ولذا وجه الخطاب الملكي نداءً أخلاقياً وإنسانياً للعودة إلى قيم الإنسانية المشتركة بوصفها الضامن لاستقرار البشرية. وقال رئيس مجلس النواب إن عدالة الحق الفلسطيني، ومأساة قطاع غزة، شكّلتا جوهر الخطاب الملكي الساعي إلى إعادة البوصلة لحق الأشقاء الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة، ووقف الحرب الوحشية على غزة، محذراً من تداعيات الهجمات الإيرانية الإسرائيلية على مستقبل المنطقة والعالم. وأضاف الصفدي، 'حمل الخطاب تحذيراً من خطورة السقوط الجماعي للمعايير الأخلاقية والدولية في حال استمرار الحرب على غزة والنكران للحق الفلسطيني، إذ إن ما يجري في غزة يتنافى مع القانون الدولي والمعايير الأخلاقية، ويزيد الأوضاع مأساة استمرار الانتهاكات في الضفة الغربية. وختم الصفدي بالقول: جاءت أهمية ودلالات الخطاب الملكي في استحضار مشهد نهضة أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث اختارت البناء والتنمية بدلاً من الكراهية والثأر، وتعظيم قيم الإنسانية والقانون الدولي الأمر الذي مكنها من تحقيق الرفاه لشعوبها والمشاركة الفاعلة والرئيسة في قيادة العالم، وما خطاب الملك إلا دعوة لإحياء الدور الأوروبي وأهميته لتحقيق الأمن والاستقرار في مناطق الصراعات.