فلورَان سَجّلَ اسمه بحَدثٍ تَـاريخي فَـريدٍ

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد
فلورَان سَجّلَ اسمه بحَدثٍ تَـاريخي فَـريدٍ
نحمد الله، إنّ الكرة أنصفت مدرب الهلال فلوران ابنيينغي ومنحته الأقدار ما يستحق، رغم مُحاولة البعض للتقليل منه، بعد أن استطاع الفوز بالدوري الموريتاني ويتوّج رسمياً (البطل الشرفي) له، لا أتحدّث عن هذا اللقب كإعجاز أو حتى كإنجاز كبير للهلال، ولكن أتحدّث عنه كحدث فريد ونادر وغريب، في تاريخ الهلال، بل في تاريخ كرة القدم كلها وتاريخ كل الأندية في العالم، إلّا القليل منها وما يُحسب على أصابع اليد الواحدة، لا يُوجد إنجازٌ في سجل تلك الأندية يتمثل في تحقيقها للقب الدوري لدوري غير دوري بلادها، ويتفرّد الهلال بذلك في أنّه حقّق اللقب في ظروف صعبة وفي حرب طاحنة أجبرت الأهالي بمُغادرة بيوتهم بعد احتلالها من قِبل الدعم السريع.. لقد غادرت الحكومة حتى عاصمة البلاد، وأصبحت تدير الدولة من بورتسودان.
لهذا يتميّز فوز الهلال بالدوري الموريتاني بالتفرد، والندرة، والغرابة.
لقب (البطل الشرفي) الذي فاز به الهلال بعد تصدر الدوري الموريتاني يشبه عندي (القطعة الأثرية) النادرة، التي يُمكن أن تدفع الملايين، حتى فوق سعرها الحقيقي من أجل الفوز بها، هنالك مَن يهوى الاحتفاظ بما هو نادر وأثري وغير موجود، حتى لو كلّفه ذلك حياته، والهلال نجح في الفوز بقطعة أثرية نادرة تتمثل في الفوز باللقب الشرفي للدوري الموريتاني، أو هو عندي هذا اللقب مثل (الهدية) التي تأتي إليك من شخص عزيز فيكون لها وقعٌ خاصٌ في نفسك بغض النظر عن ثمنها ـ قد لا تكون أغلى هدية قُدِّمت لك، ولكنها أعزّ هدية مُنحت لك، فقيمة الهدية تخرج من الشخص الذي يُقدِّمها وليس من القيمة المادية للهدية، ومن مناسبة الهدية، وليس من الهدية ذاتها، والفوز بلقب (البطل الشرفي) للدوري الموريتاني بعد جهد وتعب شديد عندي مثل (الهدية) التي قدّمها لك شخصٌ عزيزٌ، في مناسبة عزيزة.. (الكلام دا مهم، ما تمروا فيه ساكت)، وهو أفضل ردٍّ لمن يُحاول أن يُقلِّل من إنجاز الهلال بالفوز بالدوري الموريتاني ـ السوداني، دوري (دبِّـل ليهو)، كما أشرنا إلى ذلك من قبل.
في المستقبل القريب إن شاء الله سوف يُحقِّق الهلال لقب الأميرة السمراء، ونطمع ونحلم بأن نُحقِّق ما هو أعلى من ذلك، سيتحقّق ذلك عاجلاً أو آجلاً وسوف يكون لنا ذلك بإذن الله طالما كنا في الدرب سائرين، وإن كان لنا ذلك، سوف يبقى تتويج الهلال وفوزه بالدوري الموريتاني كبطل شرفي له، إنجازاً غريباً وفريداً ونادراً، له في نفوسنا وفي تاريخ الهلال وفي حاضره مكانة خاصة، وطعم مختلف ومعزة كبيرة، سيبقى لقب (البطل الشرفي) صعباً لأي فريق أن يُحقِّقه، لأنه يستوجب ظروفاً معينة (حرباً أو غيرها)، ولائحة معينة وأقداراً معينة وترتيبات معينة وقراراً معيناً وموافقة معينة، أمور ليس في يدك ولا حتى في يد غيرك لتجتمع مرة واحدة ثم تأتي بعد كل هذه الظروف والاستثناءات وتفوز باللقب.. هذا أمرٌ لم ولن يتوفر من قبل لريال مدريد أو برشلونة ولن يتوفّـر لهما مستقبلاً، إلا إذا اشتعلت حربٌ لا قدّر الله في إسبانيا ولعب الريال أو برشلونة في إحدى الدوريات المحلية الأوروبية، لكن حتى إذا حدث ذلك هل يستطيع الريال وبرشلونة أن يفوزا بدوري غريب عليهما، كما فعل الهلال؟!!
بطبعي أحب كل ما يأتي (استثناءً)، وفوز الهلال بالدوري الموريتاني حدثٌ استثنائيٌّ لا يتكرّر.
لقد استطاع الهلال أن يمنحنا ذكرى حلوة في حرب لم نَـرَ منها غير الذكريات المُـؤلمة من خراب ودمار، ودماء ودموع.
سنخرج من هذه الحرب بكثيرٍ من العِبر وبفوز الهلال بالدوري الموريتاني، سوف نكتب في مذكراتنا، بل سوف نخلد ذلك في وجداننا، ونقول إنّ الهلال كان (البطل الشرفي) في الدوري الموريتاني في سنوات الحرب التي كان يموت فيها الإنسان رمياً بالرصاص أو قهراً بالحسرة، وكانت تُدمّـر فيها المنشآت، حتى يكاد أن تصبح (الشفشفة) و(الجغم) و(بل بس) سلوكاً اجتماعياً عاماً وأسلوب حياة لشعب لا يعرف غير التسامح والتسالم والتصالح والعُشرة والملاح.
نحن لا نستطيع أن نقلل من الدوري الموريتاني ولا أقبل أن يخرج أحد ويقول الدوري الموريتاني دوري ضعيف، لأنّ الدوري السوداني لا يتميز عليه بشئٍ، بل يمكن أن يتفوّق علينا الدوري الموريتاني في التنظيم والبرمجة والتحكيم والقوة البدنية والسرعة، وأكبر دليل على ذلك أن المريخ الند التقليدي للهلال والذي حقّق بطولات محلية كثيرة في السودان أو حَـلّ فيها وصيفاً للهلال صاحب الألقاب الأكثر للدوري الممتاز السوداني حلّ في الترتيب السادس في الدوري الموريتاني بعد 10 هزائم و8 تعادلات وبفارق 23 نقطة من الهلال صاحب النقاط الأعلى في الدوري.
الهلال حقّق لقب لمنافسة استمرّت 8 أشهر، أو 244 يوماً ووصل عدد مباريات المنافسة في 30 جولة لـ16 فريقاً لـ480 مباراة، استطاع الهلال فيها أن يتصدر الدوري وأن يكسر سجل أف سي نواذيبو الذي حقق اللقب لسبع مواسم متتالية، وفاز به في هذا الموسم كبطل رسمي له رغم تقدُّم الهلال عليه بـ6 نقاط، فكان الهلال هو (البطل الشرفي) للدوري الموريتاني حسب لائحة المنافسة التي نحترمها والتي وافق عليها الهلال قبل انطلاق المنافسة.
عندما تجتهد ينصفك الله، وقد كان اجتهاد مجلس إدارة نادي الهلال من الطبيعي أن ينتج إنجازاً، وهو اجتهادٌ لم يكن في هذا الموسم وحده، بل اجتهاد قبل ثلاثة مواسم، حيث تمثل اجتهاد إدارة الهلال في التعاقد مع فلوران ودعمه ومساندته بقدر المستطاع ليكمل فلوران فترة تعاقده مع الهلال فيكون ذلك أكبر إنجازات المجلس والتي ظهرت في الاستقرار الفني والإداري الذي يعيشه الهلال الآن في ظروف يغيب فيها الاستقرار عن البلد كلها.
الأكيد أن الهلال يقصد لقب الأميرة السمراء، وهو هدفنا الأول، ولكن في الطريق إلى اللقب القاري تحقق إنجاز يمكن أن يجعل الوصول للقب القاري أسهل وهو الفوز بالدوري الموريتاني.
اجتهد فلوران وجهازه الفني المعاون برفقة خالد بخيت ومدرب الأحمال ومدرب الحرّاس والمحلل الفني ومدير الكرة، فكان لهم أن يُحقِّقوا لقب الدوري الموريتاني (الشرفي).
سوف يحفظ هذا الإنجاز أسماء فلوران وطاقمه الفني ومدير الكرة عبد المهيمن الأمين في التاريخ، كما سوف يحفظ ذلك لقائد الفريق محمد عبد الرحمن الغربال وكل لاعبي الهلال الذين شاركوا وصنعوا هذا الإنجاز.
قد لا يشعر الناس بقيمة هذا اللقب الآن، وإن شعروا فإنّ الأجيال القادمة سوف تقف كثيراً أمام هذا اللقب وسيكتب هذا الإنجاز في صفحة بيضاء بأسطر من نور في تاريخ الهلال.
إذا استمر فلوران أو إذا غادر يبقى في تاريخ الهلال بأغرب وأندر إنجازات الهلال وأكثرها تفرُّداً.
الناس تذكّر هدف جكسا الذي كسر به متواليات المريخ في ليلة المولد وجكسا وقتها كان يافعاً صغيراً، فكانت حلاوة المولد بطعم هدف جكسا.
ويذكر التاريخ علي قاقارين في تتويج الهلال بالذهب حينما سجّل في المريخ، فكان هدفاً بقيمة الذهب.
ويبقى في تاريخ الهلال الوصول لنهائي 1987 في دوري أبطال أفريقيا وتكرار ذلك في 1992.
الناس تذكّر الأسماء التي حقّقت هذا الإنجاز فرداً فرداً، في الإدارة وفي الجهاز الفني واللاعبين.
هل يمكن أن ننسى طارق أحمد آدم المدافع الذي كان يقاتل بأناقته، يتعامل مع الكرة تعامل النطاس البديع، في عملية جراحية.
لن ننسى يور وتنقا والثعلب ومجدي كسلا ومنقستو والديبة وحمد والعوني وكندورة وأسامة الثغر ووليد طاشين وجلال كادُقلي.
لن ننسى سليمان بمبي وعاكف عطا ونادر منصور وخالد الزومة والريح مصطفى.. و..و..
سوف يبقوا وغيرهم من أفذاذ الهلال في التاريخ.
زاهر مركز ومحمد حمدان ووليم وبلاتيني وحمد الجريف.. و..
وحمد كمال وهيثم مصطفى وصلاح الضي وياسر رحمة وحضرة وأنور الشعلة ومعتز كبير.. الكبير كبير.. و..
ومهند الطاهر وبشه ومساوي ومدثر كاريكا ونزار حامد وحمودة بشير وسامي عبد الله والشغيل وفييرا و.. و.. ووليد الشعلة وسمؤال ميرغني وأبوعاقلة و..و..
نذكر انتصار الهلال على المريخ في الدوحة وهدف والي الدين محمد عبد الله من الزاوية العمياء.
لن ننسى كامبوس وهو يُحقِّق مع الهلال بطولة بني ياس في الإمارات، وهو يقف على الخط ويكورك (هليفة)، صوته مازال يرن في آذاننا، وكيف ننسى ذلك والهلال يعود بريمونتادا في المباراة النهائية، (وقِّف مشاهدك يا زمن، راجع دفاترك يا محال، في السكة موج أزرق هدر تاريخ ندر اسمه الهلال).
لن ننسى الدرع الذي حقّقه الهلال في أبوظبي وهو يلعب أمام المريخ ـ محمد موسى الضي وهدف النعسان العكسي، هذا تاريخٌ سوف يكتب لمدرب الهلال وقتها لامين انداي.
إنّهم مدربون غادروا ولكن وضعوا اسمهم بأحرف من نور في تاريخ الهلال.
لماذا نحن مازلنا نحب يوسف محمد وقودوين ومازالوا يحبون الهلال وحتى كلاتشي الذي غادرنا إلى المريخ نحبه ويحبنا.
داريوكان وديمبا وإمبيلي وسادومبا إنّه تاريخٌ من الحب.
وقبلهم يوهانس وأنقيدي وزولو، كل واحد عمل تاريخ في الهلال حتى يوهانس الذي لم يلعب مع الهلال أكثر من أربع أو خمس مباريات ترك تاريخاً في الهلال لم يتركه غيره في خمس أو عشر سنوات في الأندية الأخرى.
لا يوجد لاعبٌ في العالم لم يلعب مع فريقه أكثر من أربع أو خمس مباريات وترك كل هذا التاريخ والحب.. أراهن على ذلك.
إنه الهلال، نادي الحركة الوطنية، نادي الشعب لا الحكومات التي تأتي في جنح الليل كما اللصوص.
مما لا شك فيه أنّ ذلك تاريخٌ عظيمٌ باق وخالدٌ، نأتي بأمثلة منه على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر.
فلوران فعل ما لم يفعله أحدٌ، خط لنفسه تاريخاً مختلفاً وحدثاً غريباً، سوف يذكرون له ذلك كلما جاءت سيرة الهلال ـ الحمد لله أنّ فلوران لم يخذلنا وأنّ رهاننا عليه يؤكده إنجاز فريقه الذي لم ولن يتحقّق مرة أخرى للهلال أو ة لغيره من الأندية، أن تُحقِّق شيئاً غير متاح مرة أخرى لك أو لغيرك، أمرٌ يضعك في مكانة لوحدك.
لقد اتبع فلوران أسلوب السناجب فجمع أكبر عدد من النقاط فحقّق اللقب، وقد كان يحدثنا عن ذلك فنسخر منه.
الآن إذا رحل فلوران من الهلال فلن يغضبني ذلك، لأنّه باقٍ بإنجازه وإن رحل ـ هذا هو الحضور والبقاء الذي نسأل عنه.
الأكيد أنّ فلوران سوف يصبح أيقونة من أيقونات الهلال، وسوف يعرف الناس قيمته بعد أن يرحل، فقد أخلص الرجل واجتهد وأحب الهلال وكافأه الله على اجتهاده هذا بإنجاز فريد وغريب ونادر.
فلوران في مسيرته الكروية حقّـق إنجازات كثيرة، محلية وقارية، لكنه لأول مرة أجده بهذه الفرحة، يرقص ويغني وينطِّط، فعل فلوران ذلك لأنه يعرف قيمة الإنجاز الذي حقّقه، ولأنه شعر بشغف جماهير الهلال وحبها للتفرد والإنجازات، وشعر أنه فعل لهم ذلك، وحقّق لهم إنجازاً فريداً ونادراً وغريباً.
تقريباً فلوران حقّق كل البطولات المحلية التي قاد فيها الهلال فنياً، داخلياً وخارجياً، نتمنى أن يُكلّل ذلك بالجمع بين السوبر الموريتاني والسوبر السوداني، نسأل الله أن يُوفِّق في الجمع في موسم واحد بين الفوز بدوريين مختلفين لبلدين مختلفين بلائحتين تنافسيتين مختلفتين، عندها سوف يكون حتى تاريخنا العظيم مختلفاً.
نعم إننا أمام إنجاز لم يتحقّق لنادٍ آخر إذا نجح الهلال في تحقيقه وهو الفوز بدوريين مختلفين في موسمٍ واحدٍ لبلدين مختلفين.
علينا أن نجتهد من أجل ذلك وأن نوفر الدعم والسند وكل ما يلزم لتحقيق هذا اللقب.
مجلس السوباط سوف يكون أمام حدث لا يتكرّر وإنجاز لم ولن يُسبق.
الجهاز الفني ودائرة الكرة واللاعبون، أنتم على بُعـد خطوة لتحقيق إنجاز مستحيل.
جمهور الهلال العظيم، حقٌ لك أن تفرح وأن تسعد، فالانتماء لهذا الفريق يمثل قمة السعادة.
…
متاريس
الله يمنحك دائماً ما تستحق، حسب جهدك وحسب نواياك وفلوران حقق إنجازاً غريباً.
غاب عن الهلال التوفيق في البطولة الأفريقية، لكن هذا التوفيق سوف يأتي.
نحن لا نعرف اليأس ولا التراجع.
عندما نخسر يزيد شغفنا أكثر للنصر والبطولات.
سوف يحدث ذلك فلا تستيئسوا.
بكرة إن شاء الله أحدثكم عن المصور محمد دفع الله وقد أخّرت ذلك كثيراً.
…
ترس أخير: لسّـه ما دخلت ليكُـم على الغَـريق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعلم مع الذكاء الاصطناعيالتحقق من الحقائقتحويل النص إلى كلامملخص الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

سعورس

منذ 3 ساعات

• سعورس

، مع أصوات فتح أبواب المحال مع شروق الشمس، وصوت المؤذن وهو يصدح من مآذن متباعدة توحدها الروح، الصوت السمعي والتاريخ يعود من جديد، كان سليمان بن حاذور في "قبو" صالح" يتسامرون في رائعة فهد بن سعيد:

كل قطعة من المملكة حملت نغمتها الخاصة، لغة لا تدرس في الكتب، لكنها محفوظة في القلب، حيث في جدة ظل صوت البحر في الخلفية، تصاحبه نداءات الباعة في "البلد"، وصدى عربات الحلوى وهي تجر خلفها ذاكرة جيل كامل.. يقول صالح جلال في ناء صوت فوزي محسون: نسيتنا واحنا في جدة.. نسيت ايامنا الحلوة ولاعاد زله او طله .. يحق الكم لنا الله وسبحانه قدرو عليك. على نفس الصورة الشعبية، كانت الحياة تدب في الرياض فكرت والمكتوب مافيه حيلة ليت الليالي علمتني بالأقدار.. حتى هناك في جنوب المملكة رويات وقصة أخرى، حيث كانت الطبيعة نفسها تشارك في تشكيل صوت المدينة ، ويتصدر خرير الماء في قنوات القرية المشهد السمعي، وصدى أغان البيئة من الشعبيات في الحقول، والأهازيج التي تتردد في المناسبات الأجتماعية. وأكثر من مجرد صوت حيث تمثل احتفالا بالانتماء. هناك في الأحساء تشكلت الذاكرة السمعية من صوت نخيلها وهمسها مع الريح، وصوت المجالس الشعبية. حيث تداول القصائد والقصص، في حوار حي مستمر بين الناس والمكان. كما هي الحالة عندما يغني ويغرس في مسمعنا "أبلو الأحساء" عيسى الأحسائي، عن احداثها ومفارقها الإجتماعية والعاطفية واسواقها وأبوابها الخشبية، "ياريح الحسا"،تلك الحقب والتاريخ السمعي مازال، مغروساً في أدمغتنا ووجدانيتنا. هذه الأصوات لا تعد مجرد خلفية لحياة أناس مروا من هنا، بل هي امتداد لهوية المكان وثقافة الناس، وكل فرد يحمل في ذاكرته تسجيلًا صوتيًا غير مكتوب في أدراج وجدانياته، يختزل ملامح المكان الذي نشأ فيه، ويستعيده عند أول رنين مألوف أو نغمة منسية، فالأمكنة لا تعرف بجدرانها فقط، بل بنبضها المسموع، وصوت المدينة ، مهما تغير، يبقى أثرًا حيًا في الذاكرة وصوت لا يشيخ، بل يواصل السرد في تفاصيل الرواية. جدة التاريخية أصل الكلمات وعنوان الغناء السمعي

سعورس

منذ 3 ساعات

• سعورس

يا اتي ما شاء الله

كان كل شيء في الاتحاد جميل، من إدارة وجماهير ولاعبين وأجهزة فنية وأجهزة مساندة وتناغم كبير بين أعضاء الجهة المستحوذة على النادي وأعضاء المؤسسة غير الربحية، وبالتالي لا غرابة أن شاهدنا الاتحاد يتفوق على منافسيه من أندية الصندوق ويحقق الدوري والكأس. هوية الاتحاد بالرقم واحد أكدتها تفاصيل كثيرة هذا الموسم، ظهر فيها الاتحاديون بأنهم على قلب رجل واحد بين أعضاء الإدارة، بين اللاعبين، بين الجماهير، بين الإعلام، بين كل منتمٍ لهذا الكيان، وبالتالي كان الاتحاد مميزاً في كل شيء. وإن كان من حديث خاص فهو يستحقه المدرج الاتحادي بقيادة رئيس مجلس الجمهور محمد عامر ورئيس رابطة المشجعين يحيى عسيري ومعهم بلا شك المسؤول عن تنظيم الجماهير عمر أبو الفرج ومسؤولة تنظيم الملاعب سلمى ملاعب. بصراحة ما قدمه مدرج الاتحاد هذا الموسم من عمل متميز هو نتاج عمل متكامل ومنظم وتضحيات، كان نتيجتها أن كان المدرج الاتحادي هو الأول ولم يقف عند هذا الحدث، بل أصبح حديث القاصي والداني تحدثت عنه وسائل الإعلام المختلفة من جميع أنحاء العالم وأصبح الكل يفكر كيف يقلد العمل المميز، بل ويتجاوزه. والشيء بالشيء يذكر، فقد كان العمل المقدم في نهائي الكأس هو الأجمل والأبرز، فرسالة شعب طويق والطموح الذي بلغ عنان السماء كانت رسائل مميزة تربط بين أبناء هذا الشعب ورؤية وطن يقف خلفها قائد ملهم وقائد التحول التاريخي سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان. ثم زادت جمالية التيفو بالتيفو الذي يرمز إلى أحد أبرز أعضاء فريق العمل في فريق كرة القدم الذي قضى عمره بين جدران نادي الاتحاد العم كمال أبشر المعروف بالدولي. فرمزية التيفو والإشارة إلى الشايب نسبة إلى لعبة الشباب المنتشرة هذه الأيام الجاكارو وكيفية الانتصار فيها توكد أن الاتحاديين على قلب رجل واحد، أن يكون هذا الرجل الشايب هو العم كمال والذي لا ينسى دوره داخل الفريق أحدٌ عمل في الاتحاد أو اشتغل مع هذا الرجل. العم كمال قضى في الاتحاد أكثر من ثلاثين عاماً، تحمّل فيها الكثير والكثير من أجل الاتحاد، وكان بحق أحد أسباب البركة داخل الفريق، ويكفي أن ارتباطه باللاعبين وقربه منهم في تذكيرهم بأوقات الصلوات وتحديداً صلاة الفجر، فجزاه الله خيراً على ذلك. والآن من الأهمية الحفاظ على هذه المكتسبات التي تحققت هذا الموسم، فالاتحاد يريد أن يسير في خط تصاعدي نحو تحقيق أهم المستهدفات بطولة آسيا والوصول لكأس العالم وما هو عنها ببعيد إذا ما عرف كيف يخطط لها كما خطط لبطولات هذا الموسم بإدارة واعية ومميزة حققت للاتحاديين أهم البطولات المحلية. نقطة آخر السطر: "يا اتي ما شاء الله"، أصبحت مرتبطة بمدرج الذهب وأصبح الكل يرددها في كل مناسبة جميلة، والأجمل عندما رددها المدرج الاتحادي لسمو سيدي الأمير محمد بن سلمان "يا محمد ما شاء الله"، حمى الله سمو سيدي من كل شر وسوء.

الرياضية

منذ 4 ساعات

• الرياضية

الفيصل عضوا في مجلس صندوق اللاجئين الأولمبي

اعتمد الدكتور توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، التشكيل الجديد لمجلس إدارة صندوق اللاجئين الأولمبي، بعضوية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، وذلك خلال اجتماع المجلس الإثنين، في مدينة لوزان السويسرية. وطبقًا ولكالة الأنباء السعودية تأتي تسمية الأمير عبد العزيز عضوًا في المجلس، امتدادًا للدور المحوري الذي تؤديه السعودية في ترسية المبادئ الإنسانية، والاستجابة الفعالة لأزمات اللجوء، كونها ضمن كبار الدول المانحة في المجال الإنساني والتنموي. ورفع الأمير عبد العزيز بن تركي الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظهما الله ـ نظير الدعم والرعاية والاهتمام، لكل ما من شأنه تخفيف المآسي الإنسانية في مختلف دول العالم. يذكر أن صندوق اللاجئين الأولمبي، تأسس عام 2017م، بمبادرة من اللجنة الأولمبية الدولية، بهدف تقديم دعم مستدام وطويل الأمد للاجئين والنازحين حول العالم من خلال الرياضة، ويسعى الصندوق، لتوفير بيئة رياضية آمنة وشاملة تعزز من الصحة النفسية والجسدية، وتمكن اللاجئ للاندماج والتطور الشخصي والاجتماعي من خلال الرياضية، إذ يعمل الصندوق، بالتعاون مع أكثر من «80» منظمة مختلفة، على تسهيل وصول اللاجئين إلى الرياضة.