
انتفاضة بيئية بعد نفوق سلاحف على سواحل تونس
دقت الجمعيات البيئية في تونس ناقوس الخطر بسبب تنامي ظاهرة نفوق السلاحف البحرية في هذه الفترة من السنة، خصوصاً في منطقة خليج قابس جنوب شرقي تونس، التي تضم أهم موانئ الصيد البحري في البلاد ويمر منها نحو 70 في المئة من سلاحف البحر الأبيض المتوسط.
وحسب إحصاءات أجرتها مجموعة من الجمعيات المعنية بالبيئة، يقع ما لا يقل عن 10 آلاف سلحفاة من نوع "كاريتا كاريتا" سنوياً في شباك الصيادين في خليج قابس، في مؤشر إلى الحضور القوي لهذا النوع في المنطقة، على رغم الأنشطة الصناعية والكيماوية الكثيفة التي تعرفها المحافظة.
شباك الصيد
قال منسق الفريق الميداني لجمعية المحافظة على المناطق الرطبة بالجنوب التونسي عبدالناصر غليس إن "الجمعية رصدت في 20 مارس (آذار) نفوق 14 سلحفاة في يوم واحد على طول الشريط الساحلي بين وادي زركين ووادي قابس بجنوب شرقي تونس". وأوضح غليس أن "هذه الظاهرة تمثل خطراً على الحياة البحرية بخاصة أن هذه الفترة تعتبر فترة التكاثر للسلحفاة، مرجحاً أن تكون شباك صيد البحارة هي السبب وراء حالات النفوق"، وأضاف أن خليج قابس تمر منه نحو 70 في المئة من سلاحف البحر الأبيض المتوسط على رغم الأنشطة الصناعية في المنطقة. ونبه الناشط البيئي من أن "الجمعية أرسلت عينات إلى مراكز تعنى بالمحافظة على هذه الكائنات لتبحث عن الأسباب الحقيقية لنفوقها"، مستدركاً "لكن ونظراً إلى التجارب السابقة فإن الأسباب الرئيسة تتمثل في الأنشطة البحرية".
رصدت جمعية تونسية نفوق عدد من السلاحف على شواطئ البحر المتوسط (أ ف ب)
وأوضح أنه "مع اقتراب السلاحف من اليابسة تصطدم بشباك الصيادين مما يتسبب في اختناقها ثم موتها"، أيضاً الأكياس البلاستيكية التي تلوث البحار أصبحت خطراً محدقاً بهذه السلاحف التي تأكل كل ما يعترضها، وفق غليس. وتابع، في سياق متصل، أن "هناك فريقاً ميدانياً يواصل متابعة نفوق السلاحف البحرية ضمن مشروع 'أنقذوا السلاحف البحرية' الممول من مركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة للحد من هذه الظاهرة"، وأكد ضرورة توعية البحارة للحد من هذه الظاهرة التي تتفاقم في مثل هذه الفترة من كل سنة بسبب تكاثر السلاحف.
رعاية السلاحف
يعدّ الصيد العرضي للسلاحف البحرية من الأخطار التي تتهدد هذا الكائن البحري، إذ إن 80 في المئة من موت السلاحف البحرية ناتج من الصيد العرضي، ويُشرح مركز رعاية السلاحف البحرية بالمنستير السلاحف الميتة والدلافين النافقة في إطار الشبكة الوطنية لمتابعة نفوق السلاحف البحرية والحيتان. وأظهرت دراسة ميدانية أجراها برنامج 'لايف ميد تورتلز' الذي يشمل خمسة بلدان متوسطية وهي ألبانيا وإيطاليا وإسبانيا وتونس وتركيا، أن معدلات النفوق اختناقاً للسلاحف في الشباك مرتفعة جداً في خليج قابس وتناهز 70 في المئة.
ويستقبل مركز رعاية السلاحف البحرية بالمنستير السلاحف البحرية التي تقع في شباك البحارة أو التي تخرج ميتة إلى الشاطئ، وأغلب السلاحف التي تُجلب إلى المركز تكون مصابة أو متعبة أو غير قادرة على الأكل أو على الطفو على سطح الماء، فيقومون بفحوصات عدة على كل سلحفاة بحرية ويتابعون وضعيتها الصحية خلال مدة معينة إلى حين تماثلها للشفاء ثم يُطلقونها ويُعيدونها إلى محيطها الطبيعي أي البحر، قصد المحافظة على التنوع البيولوجي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعد نوع السلحفاة "كاريتا كاريتا" النوع الأكثر وجوداً بالسواحل التونسية وأحياناً يستقبل المركز نوع السلحفاة الضخمة الرأس التي تخرج أحياناً نحو الشاطئ بسبب ابتلاعها البلاستيك أو نتيجة إصابتها بعد اصطدامها بوحدة صيد بحري أو سفينة تجارية.
وينسق المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار على امتداد السنة مع المجتمع المدني بخاصة مع الجمعيات البيئية للتوعية بضرورة حماية السلحفاة البحرية، وإعلام المركز في حال العثور على سلحفاة بحرية ليمكن التدخل وإنقاذها.
وبالفعل سُجلت عمليات نجدة عدة وإنقاذ للسلاحف البحرية قام بها البحارة أو الحرس البحري بمحافظات المنستير وصفاقس وقابس وغيرها.
تفيد الناشطة البيئية أريج الصدراوي بأن أول تجربة لمراقبة هجرة السلاحف البحرية بالأقمار الاصطناعية في تونس انطلقت قبل إحداث هذا المركز وكانت عام 2001 في جزر قوريا، حيث وقع تثبيت جهاز بث على ظهر سلحفاة بحرية أطلق عليها اسم "سلمى" لتتبع تنقلاتها عبر الأقمار الاصطناعية.
حلول تقنية
لتطبيق الخطة المتوسطية والخطة الوطنية لحماية السلاحف البحرية وكثير من الاتفاقات الدولية المصادق عليها من طرف الدولة التونسية تحصلت كلية العلوم في صفاقس بمعية مجموعة من الأطراف من دول أوروبية متوسطية على دعم لمشروع علمي وتوعوي من طرف الاتحاد الأوروبي.
يهدف هذا المشروع، حسب الناشطة البيئية، إلى حماية المحيط البحري من خلال حماية السلاحف البحرية وهي حيوانات مهددة بالانقراض وذلك بدراسة التداخل مع مختلف المصائد والتقليص من عدد السلاحف الميتة والنافقة جراء صيدها العرضي وتقديم حلول تقنية وتوعوية، كما مكن هذا المشروع من إنشاء مركز رعاية أولية للسلاحف البحرية بكلية العلوم بصفاقس.
تكثف دولة أوروبية ومتوسطية جهودها لإنقاذ السلاحف من شباك الصيادين (أ ف ب)
موسم تعشيش السلاحف البحرية
انطلق موسم تعشيش السلاحف البحرية منذ أكثر من شهر، وهي توجد على طول ساحل شمال أفريقيا وفي جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، وتؤدي دوراً حيوياً في توازن النظام البيئي البحري وتعرف بأنها تتغذى على قناديل البحر.
وتعتبر السلاحف البحرية من أقدم الكائنات الحية على كوكب الأرض، ولعبت هذه الكائنات دوراً مهماً في الحفاظ على صحة محيطاتنا ملايين السنين.
وفي البحر المتوسط، هناك ثلاثة أنواع رئيسة من السلاحف البحرية، أهمها سلحفاة "كاريتا كاريتا" وتُعرف أيضاً بالسلحفاة الضخمة الرأس، وتتميز برأسها الكبير وقوتها، وتعيش في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية، والسلحفاة الخضراء تُعرف بهذا الاسم بسبب لون جسمها الدهني الأخضر، وهي من الأنواع النباتية وتفضل المناطق الساحلية الضحلة.
وأخيراً السلحفاة الجلدية الظهر وتُعرف بظهرها الجلدي المرن بدلاً من الصدفة الصلبة، وهي من أكبر السلاحف البحرية وتعيش في المياه المفتوحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 9 ساعات
- Independent عربية
"الجيل المضطرب"... محاولة لإعادة الطفولة إلى الأرض
كان للتقدم التكنولوجي الذي أخذت وتيرته في التسارع، منذ عقدين ونيّف، تداعياته الحميدة والوخيمة على العالم أجمع، أما الحميدة فتكمن في أن المنتجات التي ابتكرتها شركات التكنولوجيا الأميركية، في مطلع الألفية الثالثة، وفي مقدمها الهاتف الذكي، أحدثت تحوّلاً كبيراً في مجرى الحياة، فجعلتها أكثر متعة وإنتاجية، وقصّرت المسافات بين الناس، وبات بوسع مستخدم هذه المنتجات أن يزور القصيّ البعيد، ويستحضر القديم العريق، بكبسة زر على جهاز أصغر من راحة اليد. أما التداعيات الوخيمة فهي ما يتناوله الكاتب جوناثان هايدت في كتابه "الجيل المضطرب"، الصادر حديثاً عن الدار العربية للعلوم، ناشرون في بيروت، بتعريب عائشة يكن. والكاتب عالم أميركي متخصص في علم النفس الاجتماعي، وأستاذ في جامعة نيويورك يدرّس مادة القيادة الأخلاقية، وباحث في مجالات الأخلاق والسياسة والدين، وشريك في تأليف كتاب "تدليل العقل الأميركي" الذي يتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في "نيويورك تايمز"، مما يشكل حافزاً آخر لقراءة الكتاب، يُضاف إلى حافز العنوان الرئيس "الجيل المضطرب" والفرعي "تأثير شبكات التواصل على أعصابه وتصرفاته وكيف تتم المعالجة". الشكل والمضمون في الشكل، يقع الكتاب في أربعة أجزاء، ويشتمل على مقدمة و12 فصلاً وخاتمة، ويختلف عدد الفصول بين جزء وآخر، ويراوح ما بين فصل واحد في الجزء الأول وأربعة فصول في الجزءين الثالث والرابع، وتشغل مجتمعة 439 صفحة. في المضمون، يحدد الباحث في المقدمة الجيل المضطرب بذاك المولود بين عامي 1995 و2010، وهو الجيل الذي وقع تحت تأثير شركات التكنولوجيا، فأعادت برمجة طفولته، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي ألحقت به أضراراً فادحة، فبات صنيعتها إلى حدٍّ كبير، وحولت الطفولة من تلك القائمة على اللعب إلى تلك القائمة على الهاتف، مما ترتب عليه نتائج وخيمة، على المستويين الجسدي والنفسي، يشخص الباحث أعراضها وتداعياتها وسبل معالجتها في الكتاب بأجزائه الأربعة، فيبيّن اتجاهات الصحة النفسية بين المراهقين في الجزء الأول، وطبيعة الطفولة وكيف أُفسدت في الثاني، والأضرار الناجمة عن وسائل التواصل الذكية في الثالث، والإجراءات الواجب اتخاذها لرفع الأضرار في الرابع، ويدعو في الخاتمة إلى إعادة الطفولة إلى الأرض. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يستند هايدت في كتابه إلى وقائع فردية ودراسات إحصائية وآراء مختصة وبيانات توضيحية. وبذلك، يزاوج في بحثه الاستقصائي بين الفردي الخاص والجماعي العام، ويُصور واقع الطفولة في الجيل المضطرب، ويشخّص الأعطاب التي تعتوره وانعكاساتها عليه، ويخلص إلى اقتراح الإجراءات الآيلة إلى إعادة الأمور إلى نصابها، أو "إعادة الطفولة إلى الأرض"، حسب تعبيره. من هنا، يتناول كتابه "كيفية استعادة جميع الأجيال من البشر لحياتهم"، على حد توصيفه (ص 31). أي إنه يريد إعادتهم من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي، أو من الطفولة القائمة على الهاتف إلى الطفولة القائمة على اللعب، حسب مصطلحاته. تشكل العبارة الأخيرة فكرة محورية، تتكرر في الكتاب كلازمة، تتمحور حولها الفصول المتعاقبة، بصورة أو بأخرى، والكتاب يرصد الانتقال بين نوعين من الطفولة، أدت وسائل التواصل الذكية دوراً في تحقيقه، وكان لهذا الانتقال نتائج كارثية على الجيل الذي تتناوله الدراسة. فبين الطفولة القائمة على اللعب، السابقة على الثورة التكنولوجية، والطفولة القائمة على الهاتف، اللاحقة لتلك الثورة، فوارق كثيرة في الأسباب والنتائج، مما يجعل من عملية الانتقال نوعاً من انقلاب على ثوابت تاريخية، قامت به التكنولوجيا، وكان الإنسان أكبر ضحاياه. نمط الاكتشاف من جهة أولى، تنتمي الطفولة القائمة على اللعب إلى العالم الواقعي، ما قبل الثورة التكنولوجية التي بلغت ذروتها مطلع العقد الثاني من القرن الـ21، وتوفر للطفل نمواً سليماً ومتوازناً، على المستويين الجسدي والنفسي، فيلعب مع أقرانه في الهواء الطلق، ويعقد الصداقات، ويتجوّل بحرية، وينخرط في الألعاب المحفوفة بالأخطار، ويقارب الأشياء بيديه وحواسه، ويشارك في الأنشطة الأسرية والاجتماعية، مما يترتب عليه كثير من البهجة والفرح، ويؤدي إلى نمو طبيعي. وفي هذا النوع، يعمل الدماغ وفق "نظام التشغيل السلوكي عند اكتشاف الفرص" (ص 104) أو ما يسميه المؤلف بـ"نمط الاكتشاف"، و"تكون العلاقات بدنية ومتزامنة، ويكون التواصل بين فرد وآخر أو بين فرد وأفراد عدة، وتحدث العلاقات داخل المجتمعات التي تتسم بالديمومة"، على حد تعبيره (ص 121). ومن البدهي أن مثل هذا النوع الحقيقي من الطفولة قلما يصاب صاحبه بالمرض الجسدي أو النفسي، ويمكن تسمية الجيل الذي نَعِمَ به بالجيل المطمئن. نمط الدفاع من جهة ثانية، تنتمي الطفولة القائمة على الهاتف إلى العالم الافتراضي، ما بعد الثورة التكنولوجية، الذي "تتضافر فيه جهود البالغين والمدارس وسائر المؤسسات لتعليم الأطفال أن العالم خطر، ولمنعهم من تجربة الأخطار والنزاعات والإثارة التي تحتاج إليها أدمغتهم المتوقعة للتجارب للتغلب على القلق وضبط حالتهم النفسية التلقائية وفق نمط الاكتشاف"، على حد تعبير المؤلف (ص 131). ولعل إفراط الأهل في حماية أطفالهم من العالم الواقعي، في مقابل الحماية غير الكافية من العالم الافتراضي هي التي جعلتهم يعكفون على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى إذا ما استدرجهم مصمّمو الهواتف الذكية بتطبيقاتهم المغرية إلى فخهم الإلكتروني، سرعان ما يسقطون فيه، ويتحولون شيئاً فشيئاً إلى مدمنين رقميين، مع ما يترتب على ذلك من ابتعاد عن الأسرة والمجتمع، والانزواء في عزلة عن العالم الخارجي، وتردٍّ في مهاوي القلق والاكتئاب والأرق والحرمان الاجتماعي وعدم التركيز والإدمان. وفي هذا النوع، يعمل دماغ الطفل وفق "نظام التثبيط السلوكي عند اكتشاف التهديدات" (ص 104)، أو ما يسميه المؤلف بـ"نمط الدفاع" الذي "يعرقل عملية التعلم والنمو في البيئات الآمنة فعلياًّ، والتي تحيط معظم الأطفال في الدول المتقدمة اليوم" (ص 105)، وإذ يعوق هذا النوع عملية البلوغ، يجترح هايدت سُلّماً عُمْرياًّ لتجاوز العوائق، يتدرج فيه الطفل من المشاركة الأسرية في السادسة، إلى الحرية المحلية في الثامنة، إلى التجول الحر في العاشرة، إلى التدريب والتأهيل في الثانية عشرة، إلى الالتحاق بالثانوية في الرابعة عشرة، إلى الدخول إلى الإنترنت في السادسة عشرة، إلى بداية سن الرشد في الثامنة عشرة، إلى البلوغ القانوني الكامل في الحادية والعشرين. إجراءات المعالجة وإذا كانت الأعطاب الآنفة التي يتردى فيها الجيل موضوع الدراسة تقع على عاتق الحكومات والشركات والمدارس والأهل بدرجات متفاوتة بين جهة وأخرى، فإن معالجتها تقع على هذه الجهات نفسها بدرجات متفاوتة بين جهة وأخرى. فيقترح المؤلف إجراءات مختصة بكل منها، لعلها تتضافر جهودها في المعالجة كما تضافرت في المرض. لذلك، نراه ينيط بالحكومات والشركات واجب الرعاية، ورفع سن البلوغ على الإنترنت إلى الـ16 سنة، وإخلاء المدارس من الهواتف الذكية، وعدم معاقبة الوالدين لمنح أطفالهم حرية الانخراط في العالم الحقيقي، وزيادة حصص اللعب في المدارس، وتصميم مساحات عامة تراعي الأطفال، وزيادة برامج التعليم والتدريب المهني، من جهة أولى. وينيط بالمدارس خلوّها من الهواتف، وتحولها إلى أماكن ممتعة، وتحسين الاستراحات والملاعب، وإعادة إشراك الفتيان في أنشطة حقيقية، من جهة ثانية، وينيط بالأهل توفير تجارب أكثر لأطفالهم في العالم الحقيقي وتجارب أقل في العالم الافتراضي، من جهة ثالثة، حتى إذا ما قام كلٌّ من هذه الجهات بواجبه، تصبح العودة بالطفولة إلى الأرض ممكنة. وبعد، "الجيل المضطرب" كتاب بالغ الأهمية، ينبغي لكل أسرة ومدرسة أن توليه الاهتمام اللازم، لما ينطوي عليه من دروس مفيدة في التربية، تشير إلى الأخطاء المستشرية في هذا العالم، وتقترح تصويبها بالإجراءات المناسبة. ولعله من الإنصاف، في نهاية هذه القراءة، الإشارة إلى براعة عائشة يكن في ترجمة الكتاب، بحيث يبدو عربياًّ أكثر منه معرباً، ويخلو من الأخطاء اللغوية التي تزخر بها كثير من الكتب المترجمة.


Independent عربية
منذ 15 ساعات
- Independent عربية
منشآت إيران النووية الرئيسة... عددها ومواقعها الاستراتيجية
تمتلك إيران عدداً من المنشآت المهمة المرتبطة ببرنامجها النووي، والتي أسهمت في تحقيق تقدم سريع للنظام الإيراني في هذا المجال، وهي الآن محور عدة جولات تفاوض مع الولايات المتحدة. تنتشر هذه المنشآت في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك منشأة تقع في قلب العاصمة طهران، مما يعكس اتساع نطاق البرنامج النووي الإيراني. وتعد منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم أبرزها، وتعرضت في أكثر من مناسبة لهجمات تخريبية نسبت إلى إسرائيل. وأما المنشآت النووية الإيرانية من حيث أهميتها ودورها في البرنامج النووي فهي كالتالي: منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم تقع منشأة نطنز النووية على بعد 220 كيلومتراً جنوب شرقي طهران، وتعد القاعدة الرئيسة لتخصيب اليورانيوم في إيران. وصُمم جزء من هذه المنشأة تحت الأرض، في قلب هضبة إيران المركزية، لتكون محصنة ضد أية ضربات جوية محتملة. وتضم المنشأة عدداً من "سلاسل التخصيب" أو مجموعات من أجهزة الطرد المركزي، التي تسرع من عملية تخصيب اليورانيوم. وتعمل إيران حالياً على حفر أنفاق في جبل "كولنغ غزلا" الواقع مباشرة خلف السياج الجنوبي لمنشأة نطنز. وكانت هذه المنشأة هدفاً لهجوم بفيروس "ستاكس نت"، الذي يعتقد أنه من تصميم إسرائيل والولايات المتحدة، وتسبب بتدمير عدد من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، وتعرضت منشأة نطنز لهجومين تخريبيين منفصلين نُسبا إلى إسرائيل، مما يسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لهذه المنشأة في البرنامج النووي الإيراني. منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تقع منشأة فوردو النووية على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي طهران، وتضم المنشأة أيضاً مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، وإن كانت أصغر حجماً من منشأة نطنز. ويعتقد أن منشأة فوردو، المدفونة تحت الجبال ومحاطة بأنظمة دفاع جوي، صممت خصيصاً لتحصينها ضد أي هجوم جوي محتمل. ووفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بدأ بناء المنشأة عام 2007 في الأقل، لكن إيران لم تعلن وجودها إلا عام 2009، بعدما كشفتها الولايات المتحدة وأجهزة استخبارات غربية، لتقوم طهران لاحقاً بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود هذه المنشأة رسمياً. محطة بوشهر النووية تقع المحطة النووية التجارية الوحيدة في إيران داخل مدينة بوشهر على ضفاف الخليج العربي، على بعد نحو 750 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران. وبدأ بناء هذه المنشأة في عهد الشاه محمد رضا بهلوي منتصف سبعينيات القرن الماضي، لكنها تعرضت مراراً للقصف خلال الحرب الإيرانية-العراقية. ولاحقاً، استكملت روسيا أعمال بناء هذه المحطة. وتعمل طهران حالياً على إنشاء مفاعلين إضافيين مشابهين داخل الموقع ذاته. ويزود مفاعل بوشهر بالوقود النووي المخصب في روسيا، وليس داخل إيران، وتخضع عملياته لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مفاعل أراك للماء الثقيل يقع مفاعل أراك للماء الثقيل على بعد 250 كيلومتراً جنوب غربي طهران. ويستخدم الماء الثقيل لتبريد المفاعلات النووية لكنه ينتج أيضاً البلوتونيوم، الذي يمكن استخدامه نظرياً في تصنيع الأسلحة النووية. وإذا ما قررت إيران السعي لامتلاك سلاح نووي، فقد يشكل هذا المفاعل مساراً بديلاً عن استخدام اليورانيوم المخصب. وبموجب الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين إيران ومجموعة الدول 5+1 (الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، وافقت طهران على إعادة تصميم هذا المفاعل بما يبدد المخاوف المتعلقة بانتشار الأسلحة النووية. مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية تقع هذه المنشأة في أصفهان على بعد نحو 350 كيلومتراً جنوب شرقي طهران، وتضم آلاف الخبراء في المجال النووي. وتحوي ثلاثة مفاعلات بحثية صينية ومختبرات مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. صورة بواسطة الأقمار الإصطناعية لمفاعل طهران للأبحاث كما بدا في 22 أبريل 2025 (بلانت لابس/ أ ب) مفاعل طهران للبحوث النووية يقع مفاعل طهران للبحوث النووية داخل مقر منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وهي الهيئة المدنية المشرفة على البرنامج النووي داخل البلاد، ومنحت الولايات المتحدة هذا المفاعل لإيران عام 1967 ضمن إطار برنامج "الذرة من أجل السلام" الذي أطلقته خلال الحرب الباردة. وفي بداية الأمر، كان المفاعل يعمل باستخدام اليورانيوم عالي التخصيب، لكنه خضع لاحقاً لتحديثات تتيح له العمل باليورانيوم منخفض التخصيب، وذلك استجابة للمخاوف الدولية المتعلقة بانتشار الأسلحة النووية.


Independent عربية
منذ 17 ساعات
- Independent عربية
ترمب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية الأميركية
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الجمعة، أربعة أوامر تنفيذية تهدف، بحسب مستشاره، إلى إطلاق "نهضة" الطاقة النووية المدنية في الولايات المتحدة، مع طموح بزيادة إنتاج الطاقة النووية أربع مرات خلال السنوات الـ25 المقبلة. ويريد الرئيس الأميركي الذي وعد بإجراءات "سريعة للغاية وآمنة للغاية"، ألا تتجاوز مدة دراسة طلب بناء مفاعل نووي جديد 18 شهرا، ويعتزم إصلاح هيئة التنظيم النووي، مع تعزيز استخراج اليورانيوم وتخصيبه. وصرح ترمب للصحافيين في المكتب البيضوي: "الآن هو وقت الطاقة النووية"، فيما قال وزير الداخلية دوغ بورغوم إن التحدي هو "إنتاج ما يكفي من الكهرباء للفوز في مبارزة الذكاء الاصطناعي مع الصين". وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض طلب عدم الكشف عن هويته للصحافيين: "نريد أن نكون قادرين على اختبار ونشر المفاعلات النووية" بحلول يناير (كانون الثاني) 2029. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتظل الولايات المتحدة أول قوة نووية مدنية في العالم، إذ تمتلك 94 مفاعلاً نووياً عاملاً، لكن متوسط أعمار هذه المفاعلات ازداد حتى بلغ 42 سنة. ومع تزايد الاحتياجات على صعيد الكهرباء، والتي يحركها خصوصاً تنامي الذكاء الاصطناعي، ورغبة بعض البلدان في الاستغناء عن الكربون في اقتصاداتها، يزداد الاهتمام بالطاقة النووية في جميع أنحاء العالم. والعام 2022، أعلنت فرنسا التي تبقى صاحبة أعلى معدل طاقة نووية للفرد بواقع 57 مفاعلا، برنامجا جديدا يضم ستة إلى 14 مفاعلا. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أول هذه المفاعلات العام 2038. وتظل روسيا المصدر الرئيسي لمحطات الطاقة، إذ لديها 26 مفاعلا قيد الإنشاء، بينها ستة مفاعلات على أراضيها.