logo
في بلد أنهكته الحرب.. سورية تؤوي آلاف الحيوانات المشردة بدمشق

في بلد أنهكته الحرب.. سورية تؤوي آلاف الحيوانات المشردة بدمشق

الجزيرةمنذ 8 ساعات

في بلد مزقته سنوات الحرب وأثقلته الأزمات الاقتصادية والمعيشية، بزغ نور إنساني نادر من بين ركام الإهمال، تقوده ناشطة سورية قررت أن تمنح الحياة لآلاف الأرواح المنسية في شوارع العاصمة دمشق.. ليس من البشر هذه المرة، بل من الكلاب والقطط التي وجدت في مبادرتها مأوى ورحمة.
وبعيدا عن أضواء الإعلام، وفي منطقة "الصبورة" جنوب غرب دمشق، تحوّلت مبادرة فردية أطلقتها الناشطة هنادي المحتسب قبل نحو عقد من الزمن إلى عمل مؤسسي يحمل اسم جمعية ستار (الفريق السوري لإنقاذ الحيوانات)، ويعد اليوم واحدا من أكبر ملاجئ الحيوانات في سوريا.
وداخل مأوى تصل مساحته إلى نحو دونمين (2000 متر مربع)، تؤوي الجمعية حوالي 1830 كلبا و816 قطة، معظمها كانت تعيش في الشوارع قبل أن تنقذها الجمعية من خطر الموت جوعا أو مرضا، أو من تداعيات الحرب التي لم تترك كائنا حيّا إلا أصابته بضرر.
وتقول هنادي المحتسب إن "الفكرة بدأت عام 2014 كمبادرة صغيرة مع مجموعة من المتطوعين، تزامنا مع تصاعد الأزمة في سوريا، حيث لاحظنا أعدادا متزايدة من الحيوانات المشردة التي فقدت مصادر الغذاء والرعاية، وبعضها كان مهددا بالقتل".
ورغم التحديات الكبيرة، من نقص التمويل وغياب الدعم الرسمي، وتهديدات بعض السكان الرافضين لوجود الملجأ قربهم، واصلت المحتسب وفريقها عملهم التطوعي، حتى تمكنوا من تأسيس كيان مجتمعي يعنى بحقوق الحيوان، ويوفر له الرعاية البيطرية والمأوى والطعام.
وتضيف الناشطة السورية: "نحن لا ننقذ الحيوانات فقط، بل نعلّم الناس احترام الكائنات الحية، ونكافح ثقافة العنف ضد الحيوان التي تفاقمت بفعل الحرب والضغوط الاقتصادية".
إعلان
وتسعى "جمعية ستار" إلى توسيع نشاطها ليشمل حملات توعية في المدارس والجامعات حول أهمية الرفق بالحيوان، إلى جانب العمل على إنشاء قاعدة بيانات لتوثيق الحيوانات المفقودة والمحتاجة للرعاية.
وفي ختام حديثها، تؤكد المحتسب أن رسالتها تتجاوز الجانب البيطري إلى الإنساني: "نحن نؤمن بأن الرأفة بالحيوان انعكاس للرقي المجتمعي.. وما دام فينا عطف على الضعفاء، فثمة أمل لسوريا أكثر رحمة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شطب أمل حويجة ونور مهنا من نقابة الفنانين السوريين وتغييرات في المجلس المركزي
شطب أمل حويجة ونور مهنا من نقابة الفنانين السوريين وتغييرات في المجلس المركزي

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

شطب أمل حويجة ونور مهنا من نقابة الفنانين السوريين وتغييرات في المجلس المركزي

أعلنت نقابة الفنانين السوريين شطب 4 من أعضاء مجلسها المركزي، وهم الممثلتان أمل حويجة، وميس حرب، والمسرحي محمد آل رشي، إلى جانب المطرب نور مهنا الذي شغل منصب نائب نقيب الفنانين خلال الفترة الماضية. القرار الذي نشرته صفحة النقابة بالعاصمة دمشق على "فيسبوك" ممهورا بتوقيع نقيب الفنانين مازن الناطور ، جاء "استنادا إلى النظام الداخلي وأحكام القانون رقم 40 لعام 2019، وبعد موافقة الهيئة المصغرة". كما أعلنت النقابة بموجب القرار ذاته تعيين الفنان يوسف عبده عضوا جديدا في مجلس النقابة المركزي، بالإضافة إلى إعادة توزيع المهام داخل المجلس، وفقا لما تم الاتفاق عليه خلال الجلسة التي عقدت الاثنين الماضي 19 مايو/أيار 2025. وجاء في بيان النقابة أن التشكيلة الجديدة لمجلس النقابة المركزي تضم الأعضاء: حسين المطلك، وروعة ياسين، وكوزيت باكير، وزهير قنوع، وجهاد عازر، وعلي القاسم، من دون توضيح الأسباب الكاملة التي استندت إليها قرارات الشطب أو تفاصيل الاستجوابات. أزمات داخلية وتأتي هذه الخطوة في إطار الأزمة التي تعيشها نقابة الفنانين السوريين خلال الأسابيع الأخيرة، والتي بدأت تتخذ طابعا علنيا منذ إعلان مجلس النقابة في الخامس من مايو/أيار سحب الثقة من النقيب الحالي مازن الناطور ، في بيان وُقّع من قبل الفنان نور مهنا بصفته نائبا للنقيب آنذاك. وقد اتهم البيان الناطور بـ"اتخاذ قرارات فردية وتهميش دور أعضاء المجلس المركزي"، وهو ما قوبل برفض صريح من قبل الناطور، الذي أصدر بيانا مضادا وصف فيه قرار سحب الثقة بأنه "باطل قانونيا" ، مؤكدا أنه لا يستند إلى أي مرجعية صحيحة. ومنذ توليه منصبه في مارس/آذار 2025، تبنى الناطور خطابا إصلاحيا تعهد من خلاله بإحداث تحول نوعي في عمل النقابة وتوسيع دائرة التمثيل، وهو ما ترجمه لاحقا عبر اتخاذ سلسلة القرارات، أبرزها فصل الفنانة سلاف فواخرجي المعروفة بدفاعها عن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وإنكارها جرائمه، ومنح عضوية الشرف لعدد من الفنانين المعروفين بمواقفهم الوطنية مثل المطربة أصالة نصري و الموسيقار مالك جندلي ، إلى جانب المطرب اللبناني فضل شاكر. ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من الأعضاء الأربعة الذين شُطبت عضويتهم، في حين يُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدا من التطورات داخل النقابة ذات التأثير في الوسط الفني السوري والارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد.

الصمت الرقمي: لماذا توقّفنا عن المشاركة في شبكات التواصل؟
الصمت الرقمي: لماذا توقّفنا عن المشاركة في شبكات التواصل؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الصمت الرقمي: لماذا توقّفنا عن المشاركة في شبكات التواصل؟

هل لاحظت أنك تقضي ساعات في التمرير على شبكات التواصل دون أن تكتب أو تُعلّق؟ هل تحوّلت من شخص يشارك فكره إلى متفرج صامت؟ لست وحدك.. هذا التحوّل الجماعي من المشاركة إلى الاستهلاك لم يحدث صدفة، بل هو نتيجة هندسة رقمية دقيقة، تستغل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتصميمات البصرية، والدوافع النفسية والاقتصادية، لتجعلنا نُشاهد أكثر مما نُبدع. في هذه التدوينة، نحلل كيف ساهمت منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك وغيرها في خلق بيئة رقمية، تُكافئ الصمت وتُعاقب التفاعل، من خلال خوارزميات مصممة لإبقاء المستخدمين في حالة تمرير دائم، ومحتوى احترافي يُشعر الأفراد بأن مساهماتهم لا قيمة لها. ونستعرض بالأرقام كيف تراجعت نسب التفاعل، ولماذا أصبح المستخدم العادي يشعر بالخوف من النقد، أو بعدم جدوى المشاركة. لكننا لا نكتفي بوصف المشكلة، بل نطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الإبداع والتعددية الفكرية في هذا الفضاء الرقمي، ونقترح حلولًا عملية لإعادة التوازن بين الاستهلاك والمشاركة، من إصلاحات تقنية وتشريعية، إلى دعم ثقافة التعبير الفردي. ما الذي تفعله الشبكات الاجتماعية بالضبط؟ هدف شبكات التواصل الاجتماعي في الأساس هو تكوين مجتمع رقمي، نجتمع فيه لمتابعة المحتوى الذي ينشره أصدقاؤنا؟ وهذا ما كانت عليه بالفعل في أوجها خلال عقد الألفين.. كان فيسبوك المكان الذي تكتشف فيه أن قريبك انتقل للدراسة في بلدٍ جديد، أو أن أحد أصدقائك عقد قرانه دون أن يدعوك. لكن خلال العقد الماضي، بدأت منصات التواصل الاجتماعي تُشبه وسائل الإعلام التقليدية أكثر فأكثر؛ إذ أصبحت مكانًا نشاهد فيه مقاطع ترويجية يصنعها المشاهير، مع محللين يشاركون بردود أفعالهم على الأحداث، ومقاطع مجمَّعة من الثقافة الشعبية، وموجة متزايدة من المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي، وغير ذلك من المحتوى المصمَّم ليصل إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين. أما الأشخاص الذين نتابعهم، فالرسائل التي ينشرونها باتت تشعرنا وكأنها إبر ضائعة في كومة قش رقمية. وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أقل "اجتماعية" وقد أقرّ مؤسس فيسبوك، مارك زوكربيرغ، بذلك خلال أكثر من عشر ساعات من الشهادة على مدى ثلاثة أيام، أوائل الشهر الحالي، في المرحلة الافتتاحية من محاكمة لجنة التجارة الفدرالية الأميركية (FTC) لمكافحة الاحتكار ضد "ميتا"، الشركة الأم لفيسبوك. قال زوكربيرغ إن الشركة باتت مؤخرًا تركز على "فكرة الترفيه العامة، والتعرف على العالم واكتشاف ما يحدث فيه". هذا التحول غير الملحوظ بعيدًا عن التواصل الشخصي تم قياسه من قبل الشركة نفسها.. خلال المرافعة الافتتاحية للدفاع، عرضت ميتا رسمًا بيانيًّا يُظهر أن "نسبة الوقت الذي يُقضى في مشاهدة محتوى نشره أصدقاء" انخفضت خلال العامين الماضيين، من 22% إلى 17% على فيسبوك، ومن 11% إلى 7% على إنستغرام. وعلى ما يبدو، فإن وسائل التواصل الاجتماعي ككيان مميز لم تعد موجودة بالطريقة التي كانت عليها في العقد الماضي، وما تُعرف به منصات الشركة الآن -أي الاستهلاك الرقمي لجميع أنواع المحتوى- أصبح منتشرًا، لدرجة أنه ليس هناك شركة واحدة يمكنها أن تُعتبر محتكرة له. كيف صممت شبكات التواصل الاجتماعي بيئةً تعزز الاستهلاك السلبي؟ الخوارزميات المُخصصة: تعتمد منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك على خوارزميات تعرض محتوى مخصصًا بناءً على سلوك المستخدم، ما يخلق حلقة من التمرير المستمر. هذه الخوارزميات تُبقي المستخدمين منشغلين بلا توقف، حيث تُظهر محتوى جذابًا دون الحاجة إلى بذل جهد في البحث، ما يقلل الحافز للإنتاج. سهولة الوصول إلى المحتوى: توفر المنصات كميات هائلة من المحتوى الجاهز للاستهلاك (فيديوهات قصيرة، صور، منشورات)، ما يجعل المشاهدة أسرع وأقل تكلفةً من إنشاء محتوى جديد. ووفقًا لدراسات، يقضي المستخدمون في المتوسط تسع ساعات يوميًّا في التصفح، مقارنةً بدقائق محدودة لإنتاج ومشاركة المحتوى. التصميم البصري الجذاب: تُركز المنصات على واجهات مستخدم تدفع للتمرير الأفقي أو العمودي، مع إبراز المحتوى الأكثر تفاعلًا. هذا التصميم يُعزز "ثقافة التمرير" بدلًا من ثقافة المشاركة. الأسباب النفسية وراء تفضيل دور المتفرج الخوف من النقد العلني: يُعتبر الخوف من التعليقات السلبية أو "التصيد" أحد العوامل الرئيسية. تشير دراسة لـ "إغنايت سوشيال ميديا" إلى أن 60% من المستخدمين يتجنبون المشاركة خوفًا من السخرية أو سوء الفهم، خاصةً في المجتمعات المتخصصة مثل "ريد إت". متلازمة المحتال: يشعر كثيرون أن مساهماتهم لن تكون ذات قيمة مقارنةً بالمحتوى الاحترافي المنتشر، ما يدفعهم للبقاء في الظل. ووفقًا لموقع "إفري وين سوشيال"، فإن 45% من الموظفين في الشركات يرفضون مشاركة محتوى بسبب هذا الشعور. الخوف من الالتزام: يتطلب إنشاء محتوى منتظم وقتًا وجهدًا، بينما لا يضمن تفاعلًا ملحوظًا؛ لذا يفضل المستخدمون تجنب هذا "الاستثمار المجهول". التأثير الاقتصادي: لماذا تفضل المنصات الاستهلاك السلبي؟ زيادة الإيرادات عبر الإعلانات: تعتمد المنصات على جذب أكبر عدد من المستخدمين لزيادة عائدات الإعلانات؛ فكلما زاد وقت التصفح زادت فرص عرض الإعلانات. ووفقًا لـدراسة قامت بها مجموعة "نيلسن نومان"، يُشكل المتفرجون 90% من الجمهور، ما يجعلهم مصدرًا رئيسيًّا للربح. تحويل المستخدمين إلى "منتجات": تُباع بيانات المستخدمين (مثل اهتماماتهم وسلوكهم) إلى المعلنين، ما يحوّلهم إلى سلعة رقمية دون حاجة إلى تفاعلهم النشط. لقد تحولت شبكات التواصل الاجتماعي من ساحات للتفاعل الإنساني والتبادل الثقافي إلى مسارح ضخمة، يُشاهد فيها الجميع ولا يتحدث أحد. هذا التحول لم يكن عشوائيًّا، بل نتيجة هندسة رقمية دقيقة إحصائيات تدعم التحول إلى الثقافة الاستهلاكية قاعدة 90-9-1: تُظهر الدراسات أن 90% من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي متفرجون، و9% متفاعلون متقطعون، و1% فقط منتجو محتوى نشطون. انخفاض التفاعل النشط: وفقًا لبحث لـ" إغنايت سوشيال ميديا"، فقد انخفضت مشاركة المستخدمين في التعليقات بنسبة 40% بين 2020 و2025، بينما زادت مشاهدات الفيديوهات بنسبة 70%. كيف تُغذي المنصات "مراكز النفوذ"؟ تعزيز المحتوى الاحترافي: تُركز الخوارزميات على المحتوى المُنتج من قبل المؤثرين أو الحسابات الكبيرة، ما يخلق فجوة بين "النخبة الرقمية" والمستخدم العادي. هذا يُعزز شعورًا بأن المشاركة العادية لن تُحدث فرقًا. خلق تيارات فكرية مُهيمنة: تُروج المنصات للمحتوى الذي يحقق تفاعلًا فوريًّا (مثل المحتوى المثير للجدل أو العاطفي)، ما يحد من تنوع الآراء ويُعزز الأفكار السائدة. إن استعادة روح المشاركة تتطلب أكثر من مجرد دعوات سطحية للمساهمة؛ إذ تحتاج إلى إعادة تصميم البنية الرقمية لتكافئ الإبداع، وتُقلل من هيمنة "النخبة الرقمية" الاستهلاك كثقافة مهيمنة لقد تحولت شبكات التواصل الاجتماعي من ساحات للتفاعل الإنساني والتبادل الثقافي إلى مسارح ضخمة، يُشاهد فيها الجميع ولا يتحدث أحد. هذا التحول لم يكن عشوائيًّا، بل نتيجة هندسة رقمية دقيقة، تستغل علم النفس الاجتماعي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستهلاك وتقليص المشاركة. لكن هذا الواقع ليس أمرًا محتومًا.. إن استعادة روح المشاركة تتطلب أكثر من مجرد دعوات سطحية للمساهمة؛ إذ تحتاج إلى إعادة تصميم البنية الرقمية لتكافئ الإبداع، وتُقلل من هيمنة "النخبة الرقمية"، وتُوفر بيئة آمنة نفسيًّا للمستخدم العادي. المسؤولية هنا جماعية، وعلى المنصات أن تعيد النظر في نماذجها الاقتصادية، وعلى الحكومات أن تضع أطرًا تنظيمية تحمي التعددية الفكرية، وعلى الأفراد أن يدركوا أن الصمت الرقمي هو أيضًا موقف، لكنه غالبًا ما يخدم مصالح لا تمثلهم. وقد قال "كريس دوكير": "المحتوى الفردي هو روح المنصات.. دمرته الخوارزميات، والآن حان وقت إحيائه".. فهل نملك الشجاعة لنُعيد الحياة إلى هذا المحتوى؟

جعفر بناهي.. حين تنتصر المقاومة بالفن
جعفر بناهي.. حين تنتصر المقاومة بالفن

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

جعفر بناهي.. حين تنتصر المقاومة بالفن

جاء فوز المخرج الإيراني جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78 عن فيلمه 'مجرد حادث'، تتويجا لمسيرته الاستثنائية التي مزجت بين الإبداع والمقاومة. لم يكن هذا الفوز فقط مكافأة لفيلم سياسي جريء استلهمه من تجربته في السجن، بل كان بمثابة اعتراف دولي برمز سينمائي ظل لعقود يدافع عن حرية التعبير في وجه القمع. لا يقاس حضور بناهي الفني فقط بجودة عناصره السينمائية، بل بما يمثله من التزام إنساني راسخ تجاه القضايا العادلة، وتحوّله إلى أيقونة لمقاومة الرقابة من داخل واحدة من أكثر البيئات السياسية تقييدا في العالم. حضور بناهي في 'كان' بعد 15 عاما من حظر السفر، بدا وكأنه لحظة انتصار مضاعف، لا لفيلم وحسب، بل لمسيرة تحدّ طويلة ضد النفي والمنع والاعتقال. رغم الجدل المتوقع الذي قد يرافق هذا الفوز –سواء لأسباب فنية أو سياسية– يظل اسم جعفر بناهي محفورا في الذاكرة السينمائية العالمية كمخرج أعاد تعريف حدود السينما الإيرانية المعاصرة، وقدّم من خلالها مرآة لآلام المجتمع وهمومه. فمنذ أن قدّم رائعته الأولى 'البالون الأبيض' عام 1995، أصبح 'كان' بمثابة بيته الثاني، وفضاء يكرّس صوتا سينمائيا اختار أن يواجه السلطة بالصورة لا بالشعارات، وبالعدسة لا بالمنصة. مجرد حادث فاز بناهي بالجائزة عن فيلم 'مجرد حادث'، وهو فيلم سياسي بالدرجة الأولى، وهو مستوحى من تجارب بناهي الشخصية خلال فترة سجنه، وتدور أحداثه حول مجموعة من السجناء السابقين الذين يقابلون الرجل الذي يعتقدون أنه عذّبهم في السجن، ويفكرون في الانتقام، ويقومون بخطفه بالفعل، ويختلفون حول ذلك الانتقام، ويستعرض بناهي أثر عنف السجان على كل منهم ورد فعله حين أصبحت قدرته على الانتقام متاحة. واجه بناهي حظرا على صناعة الأفلام وسجنا، لكن مهرجان 'كان' أصبح صوتا بارزا للتضامن معه. ففي عام 2011، عُرض فيلم 'هذا ليس فيلما'، الذي أُنتج أثناء إقامته الجبرية وتم تهريبه، في مهرجان 'كان'، مسلطا الضوء العالمي على محنته. وقد رفعت رئيسة لجنة التحكيم، 'جولييت بينوش'، اسم بناهي تكريما له خلال مهرجان 2010 عندما كان قيد الإقامة الجبرية. وعندما لم يتمكن من الحضور تلقى دعما مستمرا فقد فاز فيلم 'ثلاثة وجوه' 2018 بجائزة أفضل سيناريو، ووفّر التزام المهرجان المستمر منصة دولية قيّمة لأعماله، حافظت على صوته الفني حيا رغم محاولات إسكاته. ويأتي فوز بناهي بعد وقت قصير من حضور زميله المخرج الإيراني محمد رسولوف مهرجان كان العام الماضي من ألمانيا التي لجأ إليها من إيران، واحتفى به مهرجان 'كان' أيضا'، وبينما أعلن بناهي عن نيته العودة إلى طهران، إلا أن خطاب قبوله، الذي حث فيه على الوحدة والحرية في إيران، أكد على الأهمية مواصلة النضال. ويحمل الفيلم الفائز ملامح دراما جعفر بناهي التي تغوص في عمق المجتمع وتستكشف تأثيرات القسوة والسلطة عبر الأفراد، وردود أفعالهم، لكن الاختلاف يبدو في تلك الذروة 'الدرامية' التي يقدمها بناهي في 'مجرد حادث' إذ يصعد بالدراما إلى حد مواجهة رمز للنظام سقط مصادفة في أيدي ضحاياه، وهو ما لم يكن يصل إليه في دراما أعماله السابقة، التي انطلقت من خبرات طفولة فقيرة في إحدى القرى القريبة من طهران. من قرية 'ميانة' إلى 'كان' يلتقط جعفر بناهي شخصياته المهمشة من ذاكرته التي تحتفظ بعالم كامل، عاش فيه لسنوات طويلة، إذ وُلِد عام 1960 في 'ميانة'، وهي بلدة صغيرة شمال غرب إيران، لعائلة من الطبقة العاملة، وعمل مع والده 'الدهان' الفقير، وواجه مع ذلك الأب حياة صعبة. ورغم ذلك، أبدى بناهي اهتماما بسرد القصص والسينما، فكان غالبا ما يرسم مشاهد أو يتخيل سرديات رغم محدودية فرصه في مشاهدة الأفلام، وطوّر بناهي نظرة ناقدة وحساسية عميقة تجاه الظلم، كما شكّل تعرّضه المبكر للفقر والتفاوت الاجتماعي موضوعاته الإنسانية التي أصبحت لاحقا محورية في صناعة أفلامه. اقتحم بناهي عالم السينما من خلال عمله مساعدا للمخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي، ومن ثم قدم فيلمه الروائي الطويل الأول 'البالون الأبيض' 1995، ليفوز بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان 'كان' السينمائي، مُسجلا بذلك أول جائزة كبرى لفيلم إيراني في كان. تبع ذلك أعمالٌ نالت استحسانا عالميا مثل 'الدائرة' 2000، الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، و'الذهب القرمزي' 2003. وأبرزت هذه الأفلام منظوره الإنساني ونقده الدقيق للظلم الاجتماعي. كان عام 2010 بداية الصدام بين المخرج الذي ذاع صيته عالميا وبين السلطة في بلاده فقد حُكم عليه بالسجن ست سنوات، ومنعه من الإخراج، أو كتابة السيناريوهات أو إجراء المقابلات أو مغادرة إيران لمدة 20 عاما. لم تُسكته هذه الفترة، بل حفزت مرحلة مذهلة من التحدي الإبداعي. فقد أنتج سرا بعض الأفلام التي تناولت بشكل مباشر حبسه والمناخ السياسي. وكان فيلم 'هذا ليس فيلما' 2011، الذي يضم مذكرات فيديو عن إقامته الجبرية هو الأبرز، وتبدو قصة تنفيذ الفيلم وتهريبه، إلى مهرجان كان، على ذاكرة 'يو إس بي' أقرب إلى سيناريو فيلم مشوق، خاصة أنه آل إلى نهاية سعيدة بعد الإشادة به من قبل لجنة التحكيم في المهرجان. ومن عالمه الضيق والمحدود والمعزول، قدم بناهي فيلم 'الستار المغلق' 2013، ليكشف أبعادا جديدا في العزلة والرقابة الذاتية، ويفوز بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين، ويفوز في 2015 فيلمه 'تاكسي'، الذي صُوّر بالكامل داخل سيارة أجرة قادها بنفسه، بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين. وتميزت أعماله في تلك الفترة بمحاولات استنطاق الصورة، والعمق السينمائي وطمس الخطوط الفاصلة بين الواقع والخيال. ورغم المنع من السفر والتصوير استمرت شهرته العالمية، حيث فاز فيلمه 'ثلاثة وجوه' 2018 بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان، رغم عدم تمكنه من الحضور. وفي عام 2023، فتح إطلاق سراح بناهي من السجن، بعد إضراب عن الطعام، فصلا جديدا في حياته، أتاح له حضور المهرجانات الدولية شخصيا، وتوج ذلك بفوزه بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، محققا عودة مظفرة إلى الساحة العالمية بعد سنوات من الغياب. الإبداع والحاجة يحسب للمخرج جعفر بناهي أساليبه المبتكرة في السرد القصصي، والتي نشأت نتيجة لضرورة الرقابة، فقد استخدم الاستعارة والرمزية لإيصال رسائله، محولا الصراعات الشخصية والسياسية إلى روايات آسرة. وقد رسّخت براعته، التي تجلّت في أفلام مثل 'هذا ليس فيلما'، سمعته كخبير في المقاومة الإبداعية. ويحتفى الغرب بالمخرج الإيراني الكبير كرمز للتحدي الفني، وتقدم أفلامه جسرا بين سينما إيران وبقية العالم، وقد أثّر على صانعي الأفلام من خلال مناهجه المبتكرة في سرد ​​القصص في ظلّ الضغوط، مُثبتا قدرة السينما على الازدهار حتى في أكثر البيئات تقييدا. وتتشبع أفلام بناهي بقيمه الجوهرية، التي تدور حول الإنسانية والعدالة الاجتماعية وحرية التعبير، وتُسلّط الضوء باستمرار على معاناة الأفراد المهمّشين وتنتقد الأنظمة القمعية، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، وتُركّز أفلامه على الحياة اليومية للناس العاديين، مُشدّدة على كرامتهم وصمودهم وقدرتهم على التمسك بالأمل رغم الشدائد. وتعد العدالة الاجتماعية محورا أساسيا في أفلام بناهي، فهو يكشف عبر أفلامه عن أوجه عدم المساواة والظلم في المجتمع الإيراني، والنموذج الأبرز لذلك أفلام مثل 'الدائرة' الذي يرصد الواقع القاسي الذي تواجهه المرأة، بينما يتناول 'الذهب القرمزي' الطبقية الاجتماعية، ويتميز نقده بالدقة والوضوح، ويعتمد على الملاحظة الذكية أكثر من التصريحات السياسية الصريحة. مسيرة وجوائز قدم المخرج الإيراني حتى الآن أحد عشر فيلما أولها 'البالون الأبيض' (The White Balloon) 1995، ففاز بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1995، والتي تعد أول جائزة كبرى لفيلم إيراني في كان، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الدولية في مهرجان 'ساو باولو' السينمائي الدولي. وتدور أحداث الفيلم عشية رأس السنة الإيرانية الجديدة، حين ترغب فتاة صغيرة في سمكة ذهبية جديدة لطاولة 'هفت سين' (السفرات السبع وهي المائدة التقليدية في عيد النوروز الفارسي) الخاصة بعائلتها. تقنع والدتها بإعطائها المال لشرائها، لكن رحلتها إلى متجر الأسماك تتحول إلى سلسلة من المغامرات والمواقف غير المتوقعة بينما تلتقي بشخصيات وعقبات مختلفة في طهران. يركز الفيلم على الرغبات البسيطة لطفل في خلفية الحياة اليومية. كان الفيلم مفاجئا للجمهور والنقاد معا، إذ بدا وكأنه اكتشف أبعادا جمالية جديدة في مواجهة الطفل للسينما، رغم أنها لم تكن تجربة فريدة في التمثيل، لكن بناهي قدم جمالا يكمن في البساطة والنقاء والعمق من ذلك المنظور الطفولي للعالم، إذ تُظهر رحلة الفتاة الصغيرة سحر اللحظات العادية والعقبات اليومية من خلال عينيها البريئتين. استخدم بناهي ممثلين غير محترفين، فأضفى لمسة واقعية أضفت -بدورها- مزيدا من الصدق والتعاطف، وجعلت المشاهد ينجذب إلى عالم الطفلة الصغير المليء بالآمال والخيبات. وفاز فيلمه التالي 'المرآة' (The Mirror) 1997 بجائزة الفهد الذهبي في مهرجان 'لوكارنو' السينمائي الدولي، وجائزة الشاشة الفضية لأفضل مخرج – فيلم آسيوي في مهرجان سنغافورة السينمائي الدولي. وبدا أن اكتشاف روعة عالم الطفولة أسر جعفر بناهي ليدور فيلمه الثاني حول فتاة صغيرة تؤدي دور تلميذة في فيلم سينمائي، لكنها تقرر فجأة أنها لا تريد التمثيل بعد الآن وتغادر موقع التصوير. ثم تتلاشى الخطوط الفاصلة بين الخيال والواقع، بينما تحاول الفتاة، التي لا تزال ترتدي زيها، العثور على طريقها إلى المنزل عبر شوارع طهران الصاخبة، وغالبا ما تصادف أشخاصا يتعرفون عليها من موقع تصوير الفيلم. وبدا بناهي وكأنه اكتسب من الجرأة ما جعله يكسر الحائط الرابع سائرا على خطى الألماني 'بريخت'، وينطلق لتجريب (السينما داخل السينما) سيرا على خطى الأميركي 'وودي آلن'، ليفتح الفيلم نقاشا حول طبيعة الحقيقة والتمثيل في الفن، حين يصبح المشاهد جزءا من اللعبة بين الخيال والواقع، ويظهر جمال العمل في ذكاء السرد الذي يدعو المشاهد للتساؤل عن حدود الفيلم ذاته، وفي التصوير الذي يلتقط عفوية وبراءة الفتاة وهي تتجول في المدينة، مما يمنح الفيلم إحساسا وثائقيا حميما. دائرة نسائية وفاز فيلمه الثالث 'الدائرة' (The Circle) عام 2000 بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، وجائزة 'فيبريسي' للفيلم العام في مهرجان 'سان سيباستيان' السينمائي الدولي، كما فاز بجائزتي أفضل فيلم وجائزة الجمهور في مهرجان 'أوروغواي' السينمائي الدولي. ويحكي الفيلم عن حياة عدة نساء، تم إطلاق سراحهن مؤخرا من السجن، ويسلط الضوء على القيود والتحديات المجتمعية التي يواجهنها في إيران. قدم جعفر بناهي في هذا العمل جماليات قاسية ومؤثرة، تعكس واقعا اجتماعيا مريرا، وأضاف قيمة من خلال الهيكل السردي الدائري الذي يعكس دورة اليأس التي تعيشها النساء، ويخلق إحساسا بالحبس والقيود، وتمكن الرجل من تصوير الظلم الاجتماعي الواقع على المرأة ببراعة فنية، باستخدام التصوير البطيء والتركيز على الوجوه المعذبة، مما يثير التعاطف العميق ويدعو للتفكير في الظروف الإنسانية الصعبة دون الحاجة إلى الحوار المباشر أو الخطابة. وفاز فيلمه الرابع 'ذهب قرمزي' (Crimson Gold) عام 2003 بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، وجائزة الشوكة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان 'بلد الوليد' السينمائي الدولي بإسبانيا. ويبدأ الفيلم حين يشعر عامل توصيل البيتزا، وهو من قدامى المحاربين في الحرب الإيرانية العراقية، بخيبة أمل تجاه عدم المساواة الاجتماعية والفساد الذي يشهده في طهران، ويؤدي إحباطه وإحساسه بالظلم إلى الانفجار. يقدم الفيلم نقدا دقيقا للفوارق الطبقية والضغوط المجتمعية. استطاع بناهي أن يعكس الضغوط الاجتماعية واليأس الذي يدفع البطل نحو حافة الهاوية من خلال التصوير البصري واستخدم لقطات قريبة والتصوير الواقعي للشوارع المزدحمة والأماكن الضيقة، مما دعم الإحساس بالضيق والاختناق الذي تشعر به الطبقات الفقيرة، واستطاع أن ينقل حالة الاغتراب والغضب الاجتماعي من خلال تفاصيل صغيرة وإيماءات صامتة. فاز فيلم الخامس 'تسلل' (Offside) عام 2006 بجائزة الدب الفضي، الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي. واختار المخرج الإيراني أن تكون بطلاته هذه المرة مجموعة من الفتيات يتنكرن في زي الأولاد لحضور مباراة تصفيات كأس العالم، حيث يحظر على النساء دخول ملاعب كرة القدم في إيران. يتم القبض عليهن واحتجازهن من قبل الجنود، مما يؤدي إلى مفارقات كوميدية ساخرة. قدم الفيلم نموذجا نضاليا كوميديا في سبيل الحرية، وصنع المفارقة الدرامية بين رغبة الفتيات في مشاهدة كرة القدم والقيود السخيفة التي يفرضها المجتمع. ليس فيلما ولم يكن فيلمه السادس' هذا ليس فيلما' (This Is Not a Film) عام 2011 فيلما حقيقيا، وإنما وصفٌ المخرج لعزلته وحياته في الإقامة الجبرية، ورغم ذلك فقد حصل على جائزة 'الكوتش' الذهبي في مهرجان 'كان' السينمائي (على الرغم من عدم تمكن بناهي من الحضور، إلا أن الجائزة اعترفت بمجمل أعماله وظروفه). فقد صنع الفيلم بينما كان بناهي رهن الإقامة الجبرية وممنوعا من صناعة الأفلام، وهو عبارة عن يوميات فيديو لحياته اليومية، يظهره الفيلم محبوسا في شقته، يناقش مشاريع أفلامه التي لم تُنجز، ويتأمل في وضعه، وتم تهريبه بشكل مشهور من إيران على محرك أقراص فلاش مخبأ داخل كعكة لعرضه في 'كان'. وفاز فيلمه السابع 'الستار المغلق' (Closed Curtain) عام 2013 بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين السينمائي الدولي، ويدور الفيلم، الذي أخرجه بالمشاركة مع المخرج والكاتب الإيراني 'كامبوزيا بارتوفي'، حول رجل اعتزل في فيلا منعزلة على شاطئ البحر لتجنب السلطات، برفقة كلبه. واستخدم بناهي تقنية إزالة الحدود بين الخيال والواقع بشكل متزايد مع دخول الشخصيات وخروجها من السرد. أما فيلمه الثامن 'تاكسي' (Taxi)عام 2015 فقد فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2015، وجائزة 'فيبريسي' في برلين. وقاد بناهي نفسه سيارة أجرة في شوارع طهران، وشارك في محادثات مع ركاب مختلفين من جميع مناحي الحياة. ليقدم عملا شبه وثائقي، ويرسم لوحة متنوعة للمجتمع الإيراني، ويتناول بمهارة مواضيع الرقابة والحرية والتحديات التي يواجهها المواطنون العاديون. وفاز فيلم 'ثلاثة وجوه' (Three Faces) عام 2018 بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي. ويؤكد بناهي في هذا العمل أنه يتعامل مع حياته باعتبارها فيلما سينمائيا طويلا، ويدور العمل حول ممثلة مشهورة ومعها جعفر بناهي، الذي جسد دوره هو بنفسه، يسافران إلى قرية نائية في أذربيجان، للتحقيق في مصير فتاة شابة أرسلت رسالة فيديو يائسة تشير على ما يبدو إلى انتحارها بعد أن منعتها عائلتها من متابعة التمثيل. وفاز فيلم 'لا يوجد دببة' (No Bears) عام 2022 بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان البندقية السينمائي، وتدور أحداثه بين قصتي حب متوازيتين، كلتاهما مهددة بقوى خارجية. في إحداهما، يُخرج بناهي نفسه في قرية حدودية، فيلما عن بعد، بينما يراقب العادات المحلية والتوترات السياسية. وفي الأخرى، يحاول زوجان الفرار من إيران. استطاع الولد الفقير أن يحصل على سعفة 'كان'،هذا العام وتحول في الغرب إلى رمز للحرية الفنية والتمسك بالقيم التي يؤمن بها في مواجهة الجميع، لكن السياسة الدولية سوف تلقي، على الأرجح، بظلالها القاتمة على الجائزة وعلى الفائز بها، رغم تاريخه السينمائي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store