logo
«مغارة كنز على بابا» تغلق أبوابها.. حين يتحول حلم «التيك توكرز واليوتيوبرز» إلى طريق السجن(4)

«مغارة كنز على بابا» تغلق أبوابها.. حين يتحول حلم «التيك توكرز واليوتيوبرز» إلى طريق السجن(4)

بوابة الأهراممنذ 2 أيام
«مغارة كنز على بابا» تغلق أبوابها.. حين يتحول حلم «التيك توكرز واليوتيوبرز» إلى طريق السجن(4)| عاجل
نجاتي سلامه
7 اغسطس 2025
بين شغف الشهرة وسحر المكسب السريع، يخوض آلاف من صانعي المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء «تيك توكرز أو يوتيوبرز أو بلوجرز»، مغامرة محفوفة بالمخاطر، بحثاً عن مفاتيح «مغارة كنز على بابا» التي تختبئ خلف أبواب العلامات التجارية الكبرى.
ولكن ما لم يدركه البعض هو أن تلك المغارة، التي يظنونها طريقاً سريعاً إلى الثروة، تخفي في طياتها «متاهة» قانونية، قد تنتهي بهم إلى فقدان المصداقية ودخول السجن.
وقد كشفت الأيام الماضية، بشأن حبس عدد من التيك توكرز، أن طريق الشهرة الرقمية ليس مفروشا بالورود، بل قد يقود إلى نهايات مأساوية إذا لم يضبط بضوابط أخلاقية ومهنية، فمغارة «كنز على بابا» الرقمية، وإن بدت براقة، تخفي وراءها متاهة قد يضيع فيها الحالمون بالكسب السريع، دون خبرة أو مسؤولية.
«حمى الكسب السريع»
تحول الترويج للعلامات التجارية، سواء كانت سيارات أو ملابس أو هواتف أو حتى مطاعم، إلى الهدف الأسمى لغالبية المؤثرين والمشاهير الجدد على الإنترنت، ويسعى الجميع للفت انتباه الشركات الكبرى وأصحاب المشاريع، حتى لو كان ذلك على حساب المصداقية والمهنية مع المتابعين، الذين أصبحوا سلعة في حد ذاتهم تباع وتشترى عبر المؤثرين.
«الترويج بهدف الابتزاز»
في سبيل تحقيق حلم التربح من «الإعلانات»، يظهر نوع من المؤثرين يمارس الترويج المكثف دون اتفاق رسمي مع العلامات التجارية، أملاً في لفت الأنظار وجذب العقود، بينما يتعمد آخرون الإساءة لمنتجات منافسة لتحقيق مكاسب شخصية، أو لابتزاز الشركات أو العلامات التجارية.
«تصنيفات متباينة والخطر واحد»
ينقسم «بلوجرز» العلامات التجارية إلى ثلاث فئات رئيسية، الأول وهم المتعاقدون رسمياً مع العلامات التجارية، وهم الذين يتم اختيارهم من الشركات للترويج مقابل أجر، ومنهم من يتم اختياره بعناية ومنهم من يتم اختياره على أساس أعداد المتابعين له فقط على مواقع التواصل الاجتماعي.
«منتقدو المصالح»
ويتمثل النوع الثاني من هؤلاء، في منتقدو المصالح، ممن يهاجمون علامات تجارية بعينها دون خلفية تخصصية أو خبرة، ما يضعهم في موضع الشبهات والمساءلة القانونية، أما النوع الثالث فيتمثل في الهواة الطامعون، وهم شريحة كبيرة من المؤثرين الجدد الذين يروجون لمنتجات دون مقابل، فقط من أجل كسب المتابعين وتحقيق حلم الانتقال من الهواية إلى الاحتراف.
لكن المشكلة أن بعض هؤلاء المؤثرين تجاوزوا حدود الترويج المشروع إلى التضليل، والغش، والإساءة المقصودة، أو التربح من نشر معلومات خاطئة، وهي ممارسات جعلت عدداً منهم يتورطون في قضايا والوقوف خلف القضبان.
«من التريند إلى النيابة والمحاكم»
بعض «التيك توكرز واليوتيوبرز والبلوجرز»، قاموا بمحاولات متهورة لزيادة عدد المشاهدات والمتابعين، ولجأوا إلى التمثيل والتضليل واختلاق الوقائع، بل وصل الأمر بالبعض إلى تصوير محتوى وهمي أو مسيء بحق أفراد ومؤسسات، مما عرضهم للمساءلة القانونية، وساقهم إلى المحاكم.
«تحذيرات رسمية وشرعية»
لم تكن تحذيرات الجهات الرسمية والدينية بعيدة عن المشهد، فقد علماء دين من ظاهرة المؤثرين المضللين، مشيرين إلى أن الكسب غير المشروع من الترويج عبر الكذب أو الغش محرم شرعاً ويؤدي إلى ضياع أموال الناس.
«الكاميرا لا تمنح لقب خبير»
يرى متخصصون في الإعلام أن المشكلة الأساسية تكمن في أن بعض المتابعين يمنحون صانعي المحتوى ثقة مفرطة فقط لمجرد وجودهم أمام الكاميرا، دون الرجوع إلى خلفياتهم أو مؤهلاتهم، وهو ما تستغله فئات من البلوجرز واليوتيوبرز للنفاذ إلى جيوب الجماهير، عبر بوابة «الثقة الزائفة».
تابعونا في حلقات قادمة حول كواليس مهنة «البلوجرز والتيك توكرز» ومخاطر «المحتوى المسموم».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«جعانة وعاوزة آكل شاورما».. تفاصيل مثيرة من تحقيقات البلوجر علياء قمرون
«جعانة وعاوزة آكل شاورما».. تفاصيل مثيرة من تحقيقات البلوجر علياء قمرون

خبر صح

timeمنذ 2 ساعات

  • خبر صح

«جعانة وعاوزة آكل شاورما».. تفاصيل مثيرة من تحقيقات البلوجر علياء قمرون

فاجأ المحامي أحمد مهران الجميع من خلال منشور على صفحته الرسمية على 'الفيس بوك' حيث ذكر أن البلوجر، قالت أثناء التحقيقات: 'أنا جعانة وعاوزة آكل شاورما وأشرب نسكافيه وهقول وأعترف لكم بكل حاجة' «جعانة وعاوزة آكل شاورما».. تفاصيل مثيرة من تحقيقات البلوجر علياء قمرون مواضيع مشابهة: جامعة حلوان الأهلية تبدأ أول دفعة من دورة التربية العسكرية لكن المفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ خرج محاميها الرسمي، مؤمن عز الدين، عن صمته عبر حسابه على 'الفيس بوك' بمنشور غامض قال فيه: 'ما أكثر الهبد على مواقع التواصل الاجتماعي' أثارت هذه الأقوال المثيرة للجدل الخاصة بالبلوجر علياء قمرون موجة من التعليقات الساخرة على منصات التواصل الاجتماعي. بلاغ للنائب العام سبق وأن أعلن المحامي عن تقديمه بلاغًا عاجلًا للنائب العام برقم 1296811 لسنة 2025 أ.ع، ضد عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم وفاء عامر وهبة التركي وأم سجدة وأم مكة وسلمى الرحالة وأسماء إسماعيل ومروة يسري المعروفة إعلاميًا بـ'مروة بنت مبارك' وأضاف قائلًا: 'علشان تبقوا عارفين.. أنا مصدق مروة وعارف أن كل كلمة بتقولها لها أصل ولها حكاية، ومفيش دخان من غير نار، وصحيح الأدلة تكاد تكون منعدمة، لكني أتعهد أنا وفريق عملي بأننا سنعمل بكل قوة لجمع كل دليل يُمكِّن جهات التحقيق من استدعائهم والتحقيق معهم في كل ما قالته'، مشددًا على أن التحقيقات ستسير كالنار حتى إسقاط الشبكة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم في سياق آخر، عبّرت صانعة المحتوى الشهيرة 'سلمى الرحالة' عن غضبها من تصريحات المحامي أحمد مهران ومحاولة الزج باسمها في قضايا 'التيكتوكرز' الجاري التحقيق معهم أمام النيابة العامة في الفترة الأخيرة. ووجهت سلمى الرحالة رسالة تهديد إلى المحامي أحمد مهران باللجوء إلى القضاء في حالة ذكر اسمها من جديد في وسائل الإعلام، وأكدت أنها مستعدة للوقوف أمام النيابة العامة، وأنها لا تمتلك أموال مشبوهة. اقرأ كمان: رئيس جامعة كفر الشيخ يلتقي بفريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات في المقابل، كتب المحامي أحمد مهران على صفحته الشخصية عبر 'فيسبوك': 'الست سلمى الرجالة بتهددني وأنا يا عيني خايف ومرعوب وركوبي بتخبط على الجيران، يا مامي.. بعد إذنكم كل واحد منكم يعمل تعليق ويعمل مشاركة عشان يوصلها أن أنا خايف ومرعوب وبفكر أهرب على الإمارات' وفي السياق ذاته، تقدم أشرف فرحات المحامي ببلاغ رسمي للنيابة العامة ضد البلوجر المعروفة باسم 'سلمى الرحالة'، على خلفية ما وصفه بنشر الأكاذيب وبث الفتن بين المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بلاغ ضد سلمى الرحالة وأكد فرحات في بلاغه أن ما تقوم به المشكو في حقها من تناقضات، تارة بالبكاء والمطالبة بحقوق غير محددة، وتارة أخرى بالتفاخر بما تملكه من ثروة والإساءة للآخرين، يعد تشهيرًا وادعاءً كاذبًا يستوجب التحقيق، خاصة في ظل غياب الأدلة وعدم احترام الإجراءات القانونية.

بلاغات جديدة.. دعوات قضائية ضد مجموعة أخرى من البلوجرز.. والتيك توك مهدد بالإغلاق
بلاغات جديدة.. دعوات قضائية ضد مجموعة أخرى من البلوجرز.. والتيك توك مهدد بالإغلاق

الصباح العربي

timeمنذ 3 ساعات

  • الصباح العربي

بلاغات جديدة.. دعوات قضائية ضد مجموعة أخرى من البلوجرز.. والتيك توك مهدد بالإغلاق

قام مجموعة من المحامين بتقديم عدد من البلاغات الرسمية إلى النيابة العامة ضد عدد من "التيك توكرز"، والذين تم اتهامهم فيها بخدش الحياء العام من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا عن طريق نشر محتويات تشمل مشاهد وصور ولقطات غير لائقة وتتعارض مع العادات والتقاليد والقيم في المجتمع. وأكد مقدمو البلاغات أن ذلك النوع من المحتويات يضر بالنشء ويؤثر عليهم بالسلب، وطالبوا باتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة في حق جميع المخالفين. وباشرت الجهات المختصة التحقيق في تلك البلاغات وهذا تمهيدًا لاتخاذ القرار المناسب، لا سيما في ظل ما وصفه مقدموها بزيادة معدلات المحتويات غير الأخلاقية على عدد من المواقع. وقد استمرت النيابة العامة في التحقيق مع العديد من "التيك توكرز" في قضايا مشابهة، وتم تجديد حبس موكا موكا 15 يومًا على ذمة التحقيق بتهمة الفسق والفجور وحيازة مخدرات، وتم تجديد حبس خالد الرسام 15 يومًا آخرين على ذمة التحقيق. قامت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بتحديد جلسة يوم 9 سبتمبر لنظر دعوى قضائية تطالب بإغلاق "تيك توك" أو فرض شروط قانونية وأخلاقية على المحتويات التي يتم نشرها بحيث تكون متوافقة مع القيم والعادات المجتمعية العربية. وقد ورد بنص الدعوى أن هذه المنصة تم إنشاؤها في الأصل من أجل أن يكون بها محتوى تعليمي وترفيهي، ومن ثم تحولت إلى بيئة لنشر التحريض على العنف والإباحية والتنمر، بل وبث محتويات يصفها مقدمو الدعوى بأنها تحض على التدني الأخلاقي. وقد أشاروا إلى أن هذا ينعكس بالسلب على المجتمع، لاسيما من بين أوساط الأطفال والمراهقين، واستشهدوا بقضايا فتيات "تيك توك" التي تسببت في حبس وغرامات بحق عدد منهم في السنوات الأولى.

بعد اتهامات طالت "التيك توكرز"، تعرف على حكم غسيل الأموال وعقوبته في الإسلام
بعد اتهامات طالت "التيك توكرز"، تعرف على حكم غسيل الأموال وعقوبته في الإسلام

فيتو

timeمنذ 10 ساعات

  • فيتو

بعد اتهامات طالت "التيك توكرز"، تعرف على حكم غسيل الأموال وعقوبته في الإسلام

بعد الجدل المثار حول اتهام كثير من التيك توكرز، صناع المحتوى على تطبيق تيك توك، بغسل الأموال والتي قدرت بحوالي 65 مليون جنيه لشخص، و15 مليونا لآخر، زادت التساؤلات حول حكم الشرع في غسل الأموال. وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم غسيل الأموال، وعقوبته في الإسلام، مجيبة عن سؤال: هل تداول الأموال في أوجه معتبرة شرعًا يرفع عن صاحبها إثم اكتسابها من محرم؟ بيان المقصود بغسيل الأموال وقالت دار الإفتاء إن غسيل الأموال مصطلحٌ اقتصادي، يُقصَدُ به: كل عمل تتم فيه إعادة تدوير الأموال الناتجة عن الأعمال غير المشروعة في مجالات استثمارية شرعية لإخفاء حقيقتها ومصدرها الحقيقي؛ وذلك لمنحها الصفة القانونية؛ تهربًا من المساءلة عن مصدر المال. وغسيل الأموال جريمة اقتصادية حديثة تدخل ضمن الجرائم المنظمة؛ كجرائم الإرهاب، وتهريب الأسلحة والمخدرات، والآثار، والقمار، والسرقة، والخطف، والفساد السياسي، وغيرها. معنى غسيل الأموال وقد عرفته "اتفاقية الأمم المتحدة في فيينا"، و"اتفاقية باليرمو" بأنه: "الإخفاء أو التمويه للطبيعة الحقيقية للأموال، ومنشئها، وموقعها، ووجه التصرف بها، وحركتها، والحقوق فيها أو ملكيتها، مع العلم بأنها ناجمة عن جريمة أو عن مشاركة في ارتكاب جريمة"؛ كما في "الدليل الاسترشادي بشأن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب" (ص: 2، ط. مركز معلومات قراء الشرق الأوسط). وعرَّفه الُمشرِّع المصري بأنه: "كل سلوك ينطوي على اكتساب أموالٍ، أو حيازتها، أو التصرف فيها، أو إدارتها، أو حفظها، أو استبدالها، أو إيداعها، أو ضمانها، أو استثمارها، أو نقلها، أو تحويلها، أو التلاعب في قيمتها، إذا كانت متحصلة من جريمة من جرائم زراعة وتصنيع النباتات والجواهر والمواد المخدرة، وجلبها وتصديرها والاتجار فيها، وجرائم اختطاف وسائل النقل واحتجاز الأشخاص، وجرائم استيراد الأسلحة والذخائر والمفرقعات والاتجار فيها وصنعها بغير ترخيص، والجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات، وجرائم سرقة الأموال أو اغتصابـها، وجرائم الفجور والدعارة، والجرائم الواقعة على الآثار، والجرائم البيئية المتعلقة بالمواد والنفايات الخطيرة، والجرائم المنظمة التي يُشار إليها في الاتفاقات الدولية التي تكون مصر طرفًا فيها -سواء وقعت جريمة غسل الأموال في الداخل أو الخارج بشرط أن يكون معاقبًا عليها في كلا القانونين المصري والأجنبي- متى كان القصد من هذا السلوك إخفاء المال أو تمويه طبيعته أو مصدره أو مكانه أو صاحبه أو صاحب الحق فيه، أو تغيير حقيقته أو الحيلولة دون اكتشاف ذلك، أو عرقلة التوصل إلى شخص من ارتكب الجريمة المتحصل منها المال؛ كما هو منصوص عليه في القانون رقم80/ 2002م ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 951 لسنة 2003م، بشأن مكافحة غسل الأموال في مصر طبقًا لما نصت عليها المادة الأولى فقرة (ب). بيان خطورة غسيل الأموال وتأثيرها على المجتمع وأوضحت الإفتاء أن جريمة غسيل الأموال من أكبر الجرائم تأثيرًا على المجتمع: اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا؛ حيث تسبب ضررًا على الدخل القومي، وتدهورًا للاقتصاد الوطني، وتشويهًا للعمليات التجارية، وارتفاعًا لُمعدّل السيولة المحليّة بما لا يتوافق مع كميّات الإنتاج، وإضعافًا لروح المنافسة بين التجار، إلى غير ذلك من الآثار السيئة والعواقب الوخيمة. وهذه الجريمة تمر بأكثر من مرحلة للتهرب من المساءلة القانونية وتضليل الجهات الأمنية والأجهزة الرقابية: فهناك مرحلة الإيداع؛ وهي الطريقة التي يتمّ بها التخلّص من الأموال غير الشرعية من خلال توظيفها بأساليب شرعية مختلفة، مثل: إيداعها في البنك، أو أحد المؤسسات المالية، أو تحويلها إلى عملة أجنبية. وهناك مرحلة التمويه وإخفاء الجريمة؛ وهي القيام بعدة عمليّات مصرفيّة من أجل التصرّف في الأموال وإخفاء مصدرها؛ كتحويلها إلكترونيًّا، أو تحويلها من بنكٍ إلى آخر. وهناك مرحلة دمج الأموال وإدخالها في العمليات الاقتصاديّة والمصرفيّة؛ وتعدُّ آخر مرحلة في عمليّة غسيل الأموال، بحيث يتمّ إضافة الطابع الشرعي والقانوني عليها؛ كتأسيس الشركات الوهميّة، أو القروض المزيفة، ونحو ذلك. حكم غسل الأموال وعلى ذلك فغسيل الأموال يشتمل على محظورين شرعيين: الأول: تعمد اكتساب المال بطريقة محرمة شرعًا، مُجَرَّمة قانونًا، وذلك مما شدد الشرع الشريف على حرمته، قال تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ [البقرة: 188]، وعن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ» متفق عليه. الثاني: تعمد إدخال المال المكتسب من الحرام في مشاريع استثمارية، أو أعمال لها صفة قانونية، بهدف التهرب من المساءلة القانونية عن مصدر اكتسابه، وهذا حرام أيضًا؛ لأنه لم يصبح ملكًا حقيقًّا لمن يحوزه، حتى يحق له التصرف فيه بالبيع، أو بالشراء أو الاستثمار، أو بأي صورة من صور المعاملات المالية الجائزة، وقد نص الفقهاء على أنه لا يجوز للمسلم التصرف فيما لا يملكه، وأن ما لا يصح ملكه لا يصح بيعه أو التصرف فيه، بل يجب رده إلى صاحبه. قال العلامة المرغيناني الحنفي في "الهداية" (4/ 301، ط. دار إحياء التراث العربي): [قال: ومن غصب أرضًا فغرس فيها، أو بنى، قيل له: اقلع البناء والغرس وردها؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «وَلَيْسَ لِعِرْقِ ظَالِمٍ حَقٌّ»] اهـ. وقال العلامة ابن رشد المالكي في "المقدمات الممهدات" (2/ 62، ط. دار الغرب الإسلامي): [والأشياء الموجودة بأيدي الناس تنقسم على قسمين (أحدهما) ما لا يصح ملكه. (والثاني) ما يصح ملكه؛ فأما ما لا يصح ملكه، فلا يجوز بيعه بإجماع] اهـ. وجاء في "البيان في مذهب الإمام الشافعي" (7/ 22، ط. دار المنهاج): [وإن غصب شيئًا فغيره عن صفته، بأن كان حنطة فطحنها، أو دقيقًا فخبزه، أو شاة فذبحها.. فإن ملك المغصوب منه لا يزول عنه، ويلزم الغاصب أن يرده ناقصًا وما نقص من قيمته] اهـ. كما أنه قد تقرر في قواعد الشرع أن ما بني على حرام فهو حرام، وما بني على باطل فهو باطل، وكل ما بطل سببه فهو باطل، فإذا كان المال محرمًا، حرم كل ما استخدم فيه من أعمال. قال الإمام السرخسي في "المبسوط" (30/ 250، ط. دار المعرفة): [لو كان الاكتساب حرامًا لكان المال الحاصل به حرام التناول؛ لأن ما يتطرق إليه بارتكاب الحرام يكون حرامًا] اهـ. وقال الإمام ابن حزم في "الإحكام في أصول الأحكام" (3/ 62، ط. دار الآفاق الجديدة): [كل ما لا يتوصل إليه إلا بعمل حرام فهو حرام أبدًا، وكل شيء بطل سببه الذي لا يكون إلا به فهو باطل أبدا] اهـ. وعلى ذلك: فإن التحايل على الشرع والقانون باستخدام الأموال المكتسبة من محرم في أوجه مشروعة يزيد صاحبها إثمًا وجرمًا، ولا يرفع عنه المساءلة الشرعية ولا القانونية. كما أن في هذه التسمية ذاتها تدليسًا وتلبيسًا؛ إذ هي تسميةٌ للأشياء بغير أسمائها التي تدل عليها؛ فالغسل كلمة عربية تدل على التطهير والنظافة، وتطهير المال إنَّما يكون بإخراج الحقوق فيه؛ من زكاةٍ، وصدقةٍ، ونفقةٍ، وغيرها مما يزيده نماءً وبركة؛ قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: 102]. أما ما يطلق عليه غسيل الأموال أو تبييضها فلا علاقة له بتطهير المال، وتغيير الاسم لا يغير حقيقة المسمى ولا يزيل حكمه؛ لأن العبرة في الأحكام بالمسميات لا بالأسماء. قال العلامة الطاهر بن عاشور في "مقاصد الشريعة الإسلامية" (3/ 309، ط. أوقاف قطر): [الأسماء الشرعية إنما تعتبر باعتبار مطابقتها للمعاني الملحوظة شرعًا في مسميّاتها عند وضع المصطلحات الشرعية، فإذا تغير المسمَّى: لم يكن لوجود الاسم اعتبار] اهـ. غسيل الأموال مفهوم الحيل وحكمها قد سبق التشريع الإسلامي جميع القوانين الوضعية في تحريم الحيل التي يحاول أصحابها إبداء الشيء المحرم في صورة المباح المشروع؛ تهربًا من العقوبة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَرْتَكِبُوا مَا ارْتَكَبَتِ الْيَهُودُ، فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَ اللهِ بِأَدْنَى الْحِيَلِ» أخرجه ابن بطة في "إبطال الحِيل"، وقال الحافظ ابن كثير: "إسناده جيد". قال الإمام ابن قدامة في "المغني" (4/ 43، ط. مكتبة القاهرة): [والحيل كلها محرمة، غير جائزة في شيء من الدين، وهو أن يظهر عقدًا مباحًا يريد به محرمًا، مخادعة وتوسلًا إلى فعل ما حرم الله، واستباحة محظوراته، أو إسقاط واجب، أو دفع حق] اهـ. وبين الإمام الشاطبي حقيقة الحيل المحرمة في "الموافقات" (5/ 187، ط. دار ابن عفان): فقال: [هي تقديم عمل ظاهر الجواز لإبطال حكم شرعي، وتحويله في الظاهر إلى حكمٍ آخر] اهـ. ومن الأمثلة على تحريم الحيل لتجاوز حدود الله تعالى من السنة النبوية: نصه صلى الله عليه وآله وسلم على حرمة التحايل على تحريم الميتة، بإذابة زيوتها أو شحومها لاستخدامها أو بيعها، وكذلك تغيير اسم الخمر إلى أسماء أخرى لاستحلالها. فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنها، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة: «إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ»، فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم الميتة؛ فإنها تطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟ فقال: «لَا، هُوَ حَرَامٌ»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ؛ إِنَّ اللهَ لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا جَمَلُوهَا، ثُمَّ بَاعُوهُ وَأَكَلُوا ثَمَنَهُ» متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ فلانًا باع خمرًا، فقال: قاتل الله فلانًا، ألم يعلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ، فَجَمَلُوهَا، فَبَاعُوهَا» متفق عليه. أي: أذابُوهَا بالنار ليزول عنها اسم الشحم. قال الإمام الخطابي في "معالم السنن" (3/ 133، ط. المطبعة العلمية): [وفي هذا بيان بطلان كل حيلة يحتال بها توصل إلى مُحَرَّم، وأنه لا يتغير حكمه بتغير هيئته وتبديل اسمه] اهـ. وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يَكْفَأُ النَّاسُ الدِّينَ كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ: فِي الْخَمْرِ؛ يَشْرَبُونَهَا وَيُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا» رواه الدارمي في "السنن"، وابن بشران في "الأمالي" واللفظ له، ولفظ الدارمي: «يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا فَيَسْتَحِلُّونَهَا». قال العلامة الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (8/ 3375، ط. دار الفكر): [قال الطيبي: "والمعنى: أن أول ما يشرب من المحرمات ويجترأ على شربه في الإسلام كما يشرب الماء ويجترأ عليه الخمر، ويؤولون في تحليلها بأن يسمونها بغير اسمها: كالنبيذ والمثلث" انتهى. فيفيد أن النبيذ والمثلَّث حلالان، وأنَّ حقيقة الشيء لا يتغير بتغير اسم شيء عليه، كما يسمى الزنجي بالكافور] اهـ. حكم غسيل الأموال تقنين الأموال المحرمة بإدخالها في مشاريع جائزة تهربًا من العقوبة، هو أشبه بفعل اليهود الذين نهاهم الله عن الصيد يوم السبت، فنصبوا شباكهم يوم الجمعة، حتى يلحق بها الصيد يوم السبت، ثم أخرجوها من الماء يوم الأحد؛ مخادعة -في زعمهم- لله تعالى وتحايلًا في استباحة الصيد، فلم يمنعهم ذلك من العقوبة، ولم يرفع عنهم الجزاء، فكذلك تكسب المال من أوجه غير مشروعة ثم تقنين ذلك بالأوجه المشروعة لا يرفع الإثم عن فاعله. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ [البقرة: 65]. قال الراغب الاصفهاني في "تفسيره" (1/ 219، ط. جامعة طنطا): [قال الحسن: كان اعتداؤهم في السبت أخذهم الحيتان على جهة الاستحلال، وقيل: حبسهم إياها في الشباك يوم السبت ليأخذوها يوم الأحد] اهـ. فعملية غسل الأموال حرام بشِقَّيْها: شق الاكتساب، وشق التحايل للتهرب من المساءلة. كما أنها حرام لما يترتب عليها من أضرار اقتصادية بالغة تتعارض مع المقاصد الشرعية؛ إذ إن حفظ الأوطان مقصد شرعي مرعي، يأثم من يخل به، قال تعالى: ﴿ِوَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [البقرة: 60]، وقال سبحانه: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ [الأعراف: 56]. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللهُ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللهُ عَلَيْهِ» رواه الدارقطني في "سننه"، والبيهقي في "السنن الكبرى"، والحاكم في "المستدرك" وصححه، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. حكم غسيل الأموال موقف القانون من عملية غسيل الأموال قد اتفقت الدول على تجريم هذه الظاهرة الخطيرة التي تعمل على ما يُسمَّى "الاقتصاد الموازي" الذي يُدار بعيدًا عن أعين الحكومات؛ فصدرت اتفاقية فيينا عام 1988م، في شأن مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية والأموال الناتجة عنهما واستخدامهما في جريمة غسل الأموال، وتُعَد هذه الاتفاقية من أهم اتفاقيات الأمم المتحدة، لأنها فتحت الأنظار على مخاطر نشاطات غسل الأموال المتحصلة من المخدرات، وأثرها المدمر في النظم الاقتصادية والاجتماعية للدول. ونص القانون المصري على عقوبة مرتكبي جرائم غسيل الأموال؛ ففي المادة (14): [يعاقب بالسجن مدة لا تجاوز سبع سنوات، وبغرامة مالية تعادل مثلي الأموال محل الجريمة كل من ارتكب، أو شرع في ارتكاب جريمة غسل الأموال المنصوص عليها في المادة (2) من هذا القانون، ويحكم في جميع الأحوال بمصادرة الأموال المضبوطة، أو بغرامة إضافية تعادل قيمتها في حالة تعذر ضبطها، أو حالة التصرف فيها إلى الغير حسن النية] اهـ. حكم غسيل الأموال وأكدت الإفتاء أنه بناء على ذلك، فإن ما يُطلق عليه غسيل الأموال بدأ بمحظور شرعي، وهو التكسب من الجرائم والمحرمات، وانتهى إلى محظور شرعي، وهو تصرف من لا يملك فيما لا يملك، وما لزم عن ذلك من حرمة المعاملة التي بنيت على محرم؛ لأن ما بني على حرام فهو حرام، وآل إلى محظور شرعي وهو الإضرار بالأوطان؛ لما في استباحة غسل الأموال من تهديد الاقتصاد الوطني، فضلًا عن أن ذلك قد يستخدم في تمويل الحركات الإرهابية؛ مما يعود بالضرر الكبير على أمن الوطن وسلامته، كما أنه تحايل وتدليس وكذب حرَّمه الشرع، وعليه فإن غسيل الأموال بكل صوره محرم شرعًا ومجرم قانونًا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store