حين يتحدث عبدالرؤوف الروابدة
في الزمن الذي تكثر فيه الأصوات وتضيع الحقيقة بين الصراخ والمزايدات، يخرج صوت عبدالرؤوف الروابدة، صوت الحكمة والتجربة والكرامة الوطنية، كالسيف القاطع، لا يترك مجالاً للتأويل أو الشك، فيخرس كل من حاول أن يتطاول على الثوابت، أو أن يشكك في الرجال الكبار.
الروابدة ليس مجرد رجل دولة، بل هو ذاكرة وطن حيّة، وموسوعة سياسية تسير على قدمين. خَبِر دهاليز السياسة، وجال في ميدانها سنوات طويلة، فلم يُخدع، ولم يُهزم، ولم يُبع نفسه في أسواق المصالح. هو من طينة الرجال الذين لا يسايرون ولا يتلونون، بل يصنعون مواقفهم على أرض صلبة من القيم والثوابت، ويخوضون معاركهم بالكلمة الحازمة، لا بالصراخ الفارغ.
حين يتحدث عبدالرؤوف الروابدة، يصمت كل من يتاجر بالكلام. فهو لا يُجيد اللف والدوران، بل يختار عباراته كمن يختار رصاصاته في معركة كرامة. كل كلمة ينطق بها تحمل ثقل السنين وتجربة الرجال، وتُبنى على أساس من الفهم العميق للواقع والتاريخ، وليس على العاطفة المؤقتة أو النزعة الاستعراضية. وفي كل مناسبة يظهر فيها، نراه يُفحم خصومه بالمنطق لا بالصوت، ويُسكت الأبواق المأجورة بالحقيقة لا بالشتائم، ويعيد تعريف معنى الحوار الوطني القوي المسؤول. لا يخشى من مواجهة أي سؤال، ولا يتهرب من الحقائق، بل يواجهها بجرأة قلّ نظيرها، وبلغة صلبة نابعة من ثقة رجل يعرف موقعه وتاريخه وقيمته.
الروابدة ليس فقط قويًا في الرد، بل قاتل للفتنة بردّه. يعرف كيف يُحرج المغرض دون أن يشتم، ويضع المشكك في زاوية ضيقة من الحقائق التي لا يستطيع إنكارها. في مواقفه، ترى المزيج النادر بين الحزم والاتزان، وبين الوطنية والواقعية، فلا هو انفعالي ولا هو متردد. يضرب في عمق الفكرة، ويضع كل شيء في نصابه، حتى يشعر خصومه أنهم في مواجهة جبل لا يُهتز. ليس غريباً أن يشعر البعض بالضيق حين يتكلم، فحديثه لا يُريح المتسلقين ولا يُطمئن الحاقدين، بل يكشفهم ويُعرّيهم أمام الناس. وفي المقابل، فإن حديثه يُثلج صدور الأوفياء، ويعطي دروساً مجانية في فن الرد، وفن القيادة، وفن الصدق مع النفس ومع الوطن.
لذلك، حين يتحدث عبدالرؤوف الروابدة... لا تُغلق فقط أفواه الحاقدين، بل تُكسر أقلامهم، وتُطفأ شاشاتهم، وتتبدد أكاذيبهم. فالرجل حين يظهر، يُعيد تعريف الرجولة السياسية، ويُثبت أن الكلمة القوية لا تحتاج إلى ضجيج، بل إلى رجل يُجيد النطق بها في وقتها وبمكانها. هكذا هم الكبار... لا يتكلمون كثيراً، لكن حين يتكلمون، يسكت الجميع.
نسأل الله العلي القدير أن يُطيل في عمر دولة ابو عصام، وأن يُمتعَه بموفور الصحة والعافية، ليبقى صوتاً عاقلاً وقلباً نابضاً بالوطنية، ومرجعاً يُستنار برأيه في زمن عزّ فيه الرجال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 37 دقائق
- الدستور
المومني ينعى الزميل محمد الخطايبة
عمان - بترا نعى وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، الصحفي السابق في وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الزميل محمد الخطايبة، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، اليوم الجمعة. واستذكر المومني، مناقب الفقيد ودوره في المشهد الإعلامي المحلي والعربي؛ إذ عمل صحفيًا في وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ومراسلاً صحفيًا للعديد من الصحف والمؤسسات الإعلامية العربية. وأعرب المومني، عن أصدق التعازي والمواساة لعائلة الفقيد ولعموم الأسرة الصحفية والإعلاميّة الأردنية، سائلاً المولى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. كما نعت مدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الزميلة فيروز مبيضين وأسرة الوكالة، المرحوم الخطايبة، مستذكرة مناقب الفقيد وجهوده في تطوير العمل الصحفي بالوكالة والمواقع التي شغلها، متقدمة من ذوي الفقيد والأسرة الصحفية بأحر التعازي، داعية المولى تعالى، أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه.

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
المومني ينعى الزميل محمد الخطايبة
عمون - نعى وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، الصحفي السابق في وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الزميل محمد الخطايبة، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، اليوم الجمعة. واستذكر المومني، مناقب الفقيد ودوره في المشهد الإعلامي المحلي والعربي؛ إذ عمل صحفيًا في بترا، ومراسلاً صحفيًا للعديد من الصحف والمؤسسات الإعلامية العربية. وأعرب المومني، عن أصدق التعازي والمواساة لعائلة الفقيد ولعموم الأسرة الصحفية والإعلاميّة الأردنية، سائلاً المولى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. كما نعت مدير عام وكالة الأنباء الأردنية الزميلة فيروز مبيضين وأسرة الوكالة، المرحوم الخطايبة، مستذكرة مناقب الفقيد وجهوده في تطوير العمل الصحفي بالوكالة والمواقع التي شغلها، متقدمة من ذوي الفقيد والأسرة الصحفية بأحر التعازي، داعية المولى تعالى، أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه.

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
تهنئة للقاضي الحمود بتعيينه في محكمة العدل الدولية
عمون - يتقدم المهندس عمر الحمود وعائلته في دولة الكويت، بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سعادة العم القاضي محمود ضيف الله الحمود، بمناسبة تعيينه قاضيًا في محكمة العدل الدولية. هذا التعيين ليس تكريمًا لشخصكم الكريم فحسب، بل هو تكريم للأردن وللإنسان الأردني الذي أثبت في كل المحافل كفاءته ونزاهته وقدرته على حمل أسمى المسؤوليات الدولية. إن وصولكم إلى هذا المنصب الرفيع هو شهادة عالمية على أن الإنسان الأردني، بما يحمل من قيم أصيلة، وعلم راسخ، وأخلاق عالية، قادر على أن يكون صوتًا للعدل، ورمزًا للثقة، وعنوانًا للفخر على مستوى العالم. نسأل الله أن يوفقكم في هذه المهمة النبيلة، وأن تبقى راية الأردن خفّاقة بإنجازات أبنائه المخلصين. مع خالص الاحترام والتقدير.