logo
كلمة الرياضقوة السلام

كلمة الرياضقوة السلام

الرياضمنذ 4 ساعات

بينما تهتز المنطقة تحت وقع التوترات، تتقدّم المملكة بثبات نحو مسار مختلف تمامًا، مسار يختار العقل والحكمة على الانفعال، والسيادة الهادئة على الاندفاع السياسي، في هذه الأوقات الحرجة من التحولات، تثبت المملكة أنها ركيزة الاستقرار.
ففي وقتٍ تتسابق فيه القوى على تعزيز الاستقطاب وفرض الأمر الواقع، اختارت الرياض أن تكون جسرًا بين الضفتين وعضواً مؤثراً فاعلًا في ضبط إيقاع الإقليم، نهجها ليس انكفاءً، بل تصميم واعٍ على أن الحلول لا تولد من الفوضى بل من الاتزان.
لم تعد دبلوماسية المملكة تكتفي بإعلان المواقف، بل أصبحت أداة تأثير حقيقية، تصوغ من خلالها معادلات الاستقرار في زمنٍ فقدت فيه المعادلات معناها، هذا ما برز بوضوح في سلسلة الاتصالات التي أجراها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- مع عدد من قادة دول العالم والمنطقة، مؤكدًا أهمية خفض التصعيد، وضبط النفس، والاحتكام إلى منطق الدولة لا منطق الجماعات.
النهج السعودي ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لمسار طويل من العمل السياسي الرصين، من اتفاق بكين الذي أعاد تشكيل العلاقات في الإقليم، إلى قمة جدة التي وضعت معيارًا جديدًا للعمل العربي الجماعي، إلى الوساطات في السودان ولبنان وغزة واليمن، فالمملكة لم تغادر موقعها كقوة سلام، بل عززته بإرادة سيادية ورؤية بعيدة المدى.
ما يميز الدبلوماسية السعودية اليوم أنها تتحرك بذكاء استراتيجي لا يُرهن القرار الوطني لإملاءات الخارج، ولا ينجر وراء صراعات المحاور، بل تبني موقفها من منطق المصالح الكبرى للمملكة والمنطقة، وتحافظ على توازن دقيق بين الحياد النشط والتأثير الفاعل، بين الصمت المسؤول والكلمة التي تصنع الفرق.
الأمير محمد بن سلمان، وهو يدير ملفات المنطقة بتوازن نادر، لا يقدم مجرد موقف سعودي، بل يرسي نموذجًا جديدًا لما يمكن أن تكون عليه القيادة السياسية في عالم مضطرب، فالمملكة اليوم لا تكتفي بدورها، بل تكتبه بنفسها، وتصنع من الدبلوماسية رافعة لمكانتها.
في زمن الحيرة، تبقى المملكة بوصلة العقل العربي، ودولة القرار الهادئ وسط الضجيج المرتفع ورغم كل ما يُثار من تحديات، يبقى صوت المملكة الأعلى لأنه لا يعلو بالصخب، بل بالحكمة، ولا يفرض نفسه بالقوة، بل بالثقة والاتزان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس": ترامب لا يزال راغبا بعقد صفقة مع إيران
مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس": ترامب لا يزال راغبا بعقد صفقة مع إيران

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس": ترامب لا يزال راغبا بعقد صفقة مع إيران

نقل "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين فإن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفيا عقب ضرب المنشآت الإيرانية "أن هدفه التالي هو التوصل لاتفاق مع إيران". وذكر الموقع نقلا عن مسؤول أميركي قوله إن الرئيس دونالد ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران، لكنه سيفعل إن استهدفت القواعد الأميركية. كذلك فقد ذكر مسؤول أميركي للموقع أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف "بعث رسالة إلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يبلغه فيها أن العملية الأميركية ضربة واحدة". وأضاف المسؤول الأميركي أن "ويتكوف أكد لعراقجي أن الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي وتريد من إيران العودة إلى المفاوضات بعد ضرب المنشآت النووية". وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن إسرائيل ستقبل بوقف إطلاق النار إذا أوقف المرشد الإيراني إطلاق النار وقال إنه يريد إنهاء الحرب. وأضافت الصحيفة نقلا عن المصادر أن تل أبيب ترغب بإنهاء الصراع بأسرع وقت وربما هذا الأسبوع وأنها لا تريد حرب استنزاف، لكنها مستعدة لذلك. كما وقالت المصادر إن إسرائيل ترى فرصة ضئيلة للدخول في مفاوضات لاتفاق نووي حاليا وخاصة وأنها نجحت في تدمير مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب. وعلى الصعيد العسكري، قالت المصادر للصحيفة إن إيران تملك الآن نحو مئتي منصة إطلاق صواريخ ونحو ألف وخمسمئة صاروخ.

بعد ضرب إيران بـ «قنبلة اختراق المخابئ».. أمريكا تتحوّط «سيبرانياً»
بعد ضرب إيران بـ «قنبلة اختراق المخابئ».. أمريكا تتحوّط «سيبرانياً»

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

بعد ضرب إيران بـ «قنبلة اختراق المخابئ».. أمريكا تتحوّط «سيبرانياً»

لم تمضِ سوى ساعات على ضرب الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية، بـ«قنبلة اختراق المخابئ»، حتى أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية مذكرة حول الأخطار التي تهدد الولايات المتحدة بعد تدخلها في النزاع بين إسرائيل وإيران وضرب مواقع على أراضي الجمهورية الإسلامية. وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كرستي نويم في بيان، (الأحد): «من واجبنا أن نضمن أمن البلاد وإحاطتها علماً، خصوصاً في أوقات النزاع». وأضافت أن «النزاع الإسرائيلي الإيراني المستمر يجلب احتمال تزايد المخاطر على الوطن بشكل هجمات سيبرانية محتملة، وأعمال عنف وجرائم كراهية معادية للسامية». ويأتي ذلك بعد أن وجهت الولايات المتحدة ضربة عسكرية إلى مواقع نووية في إيران بعد أيام من إطلاق إسرائيل العمل العسكري ضد الجمهورية الإسلامية، الذي قالت الحكومة الإسرائيلية إنه يهدف إلى إيقاف البرنامج النووي الإيراني وتدمير ترسانة طهران من الصواريخ. وتوعدت إيران بالرد على الهجوم الأمريكي، فيما حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب طهران من اتخاذ أي خطوات، مشيراً إلى أنها ستستدعي ضربات أمريكية أكثر وبمزيد من القوة. يشار إلى أن المذكرة ستكون سارية المفعول حتى 22 سبتمبر القادم، وعلى المواطنين الإبلاغ بوقوع أي خطر متعلق بالعنف إلى الهيئات الأمنية المحلية والمكاتب الميدانية لمكتب التحقيقات الفيدرالي وغيرها. أخبار ذات صلة

استعادة جثث الرهائن... هل تُعقّد الوصول إلى اتفاق هدنة في غزة؟
استعادة جثث الرهائن... هل تُعقّد الوصول إلى اتفاق هدنة في غزة؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

استعادة جثث الرهائن... هل تُعقّد الوصول إلى اتفاق هدنة في غزة؟

إعلان إسرائيلي جديد عن استعادة جثث لرهائنها في قطاع غزة، وسط مسار متعثر للمفاوضات حالياً مع التصعيد الإسرائيلي - الإيراني، جاء غداة أحاديث إسرائيلية عن وصول وفد من «حماس» للقاهرة لبحث التوصل لصفقة. وشملت العملية رفات 3 رهائن بحسب إعلان إسرائيلي رسمي دون تأكيد من «حماس»، ليرتفع عدد الجثث خلال هذا الشهر إلى 8 جثث، في عدد غير مسبوق منذ اندلاع حرب غزة، وهو ما يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أنه سيعقّد نسبياً جهود التوصل لاتفاق مع تعنت محتمل من حكومة بنيامين نتنياهو، وأولويتها في التصعيد ضد إيران، مشيرين إلى أن الرهائن الأحياء لا يزالون ورقة رابحة في يد «حماس»، وسط تباين في إمكانية التوصل لصفقة قريبة. وقال الجيش الإسرائيلي، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان الأحد، إن القوات استعادت رفات ثلاث رهائن احتُجزوا في قطاع غزة منذ حرب 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهم: المدنيان عوفرا كيدار ويوناتان سامرانو، والجندي شاي ليفنسون. وباستعادة رفات هؤلاء الرهائن، يتبقى الآن 50 رهينة في غزة، ويعتقد أن 20 فقط ما زالوا على قيد الحياة، كما يرتفع عدد جثث الرهائن التي استعادتها إسرائيل هذا الشهر إلى ثمانٍ، بحسب «رويترز»، وهو رقم غير مسبوق منذ بداية الحرب. رد فعل فلسطينيين على مقتل أحد أقربائهم بنيران إسرائيلية أثناء توجهه للحصول على مساعدة غذائية (أ.ف.ب) ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج، أن عثور نتنياهو المستمر على جثث للرهائن، لا سيما هذا الشهر، نتاج عمليات استخبارية متزايدة وصعوبة سيطرة «حماس» حالياً على مجريات الأمور، ولا يمثل نجاحاً له، وخاصة أنه لا يزال نحو 20 رهينة أحياء لم يُعثر عليهم بعدُ، وهم الرقم الأهم والورقة الرابحة لدى الحركة الفلسطينية، مشيراً إلى أنه قد تستغل إسرائيل تلك التطورات في تعقيد المفاوضات وتعطيلها بعض الوقت دون أن يستمر ذلك طويلاً. ويوضح المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب، أن جثث الرهائن لا يمكن نقلها بسهولة من مكان لمكان مثل الأحياء، فضلاً على أن جميعها حسب التقديرات فوق الأرض وليس بالأنفاق، وبالتالي فمع أي ضغوط استخباراتية واعتقالات قد تستطيع إسرائيل التوصل لها، وخاصة أن لديها مراقبة واسعة لكل فلسطين. ورجّح الرقب أن يحاول نتنياهو استغلال تلك الاستعادات ليعرقل المفاوضات لاحقاً كعادته، في ظل هذا التصعيد الإسرائيلي - الإيراني، مؤكداً أن «حماس» لا تزال بيدها الورقة الرابحة، وهي الرهائن الأحياء. في المقابل، أفاد مصدران على علم بتفاصيل مفاوضات غزة، في تصريحات الأحد، لـ«الشرق الأوسط»، بأن وفداً من حركة «حماس» وصل إلى مصر السبت، وقد يتبعه وفد إسرائيلي. وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» وقناة «i24NEWS» الإسرائيليتين أفادتا السبت، بأن وفداً من «حماس» وصل إلى مصر لاستئناف المفاوضات التي تستهدف التوصل لاتفاق، لافتة إلى أنه «نظراً للقيود الحالية على الرحلات الجوية، تم اقتراح مدينة شرم الشيخ كمكان بديل للمفاوضات». وبحسب «i24NEWS»، فإن «هناك ثلاث قضايا على جدول الأعمال: أولاً، إطلاق سراح الرهائن؛ إذ من المقرر إطلاق سراح ثماني رهائن في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، وفقاً للاتفاقيات الحالية. قضية أخرى هي الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. القضية الثالثة هي مسألة ما سيحدث في نهاية وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً». ومنذ بدء إسرائيل هجومها على إيران في 13 يونيو (حزيران) الجاري، كانت مفاوضات غزة حاضرة بشكل لافت، وقال نتنياهو في مؤتمرين صحافيين يومَي الأحد والاثنين، إن «هناك تحركات بشأن (اتفاق غزة)، وأعطيت تفويضاً واسعاً للفريق المفاوض للمضي في المفاوضات، وننتظر إجابة». ويستبعد اللواء فرج أن تثمر أي مفاوضات حالية هدنة في ظل حسابات معقدة مع استمرار التصعيد الإسرائيلي والإيراني ودخول أميركا على الخط، مؤكداً أن الأمر يحتاج مزيداً من الوقت، إلا إذا رأت واشنطن الحاجة لتلك الصفقة، فستضغط على إسرائيل وستقبلها. في حين يعتقد الرقب أن وصول وفد من «حماس» للقاهرة، وآخر إسرائيلي، قد يجعل الهدنة أمام تغيير إيجابي، فنرى مفاوضات جديدة تسمح بتنفيذ المقترح الجديد للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي يتضمن إطلاق 10 رهائن، مشيراً إلى أن الصعوبات حتى الآن أنه لا توجد ضمانات بوقف الحرب مستقبلاً، لكن «حماس» خياراتها محدودة حالياً، وقد تقبل بهدنة مؤقتة حالياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store