
ما هي الأعمال الأعلى مشاهدة في رمضان 2025؟.. بابليسيست إنك تصدر تقريرها السنوي عن تحليل المحتوى الترفيهي
أطلقت اليوم "بابليسيست إنك"، وهي شركة رائدة في مجال الاتصالات والعلاقات العامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الإصدار الثاني من تقريرها السنوي "تحليل اتجاهات رمضان 2025: نظرة شاملة على مشهد الترفيه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". يوضح التقرير تفضيلات الجمهور، والموضوعات الأكثر تداولاً، والنقاشات الثقافية التي استحوذت على اهتمام الملايين في جميع أنحاء المنطقة.
حصور قوي لدراما الـ 15 حلقة في رمضان 2025
تتضمن النتائج الرئيسية للتقرير رصد التحول في توازنات القوى داخل مشهد الإنتاج الدرامي على المستوى الإقليمي. فبينما حافظت مصر على ريادتها بنسبة 21% من المحتوى الرمضاني، فإن صعود المملكة العربية السعودية بقوة من خلال تصوير تسعة مسلسلات كبرى في الرياض يشير إلى تطور كبير في هذه الصناعة. فضلاً عن ذلك، ساهمت العراق التي ازداد نشاطها الدرامي بنسبة 14% من الإنتاجات، مما يؤكد على تنوع مصادر المحتوى هذا العام.
وقد استمر إنتاج المسلسلات المكونة من 15 حلقة، والتي مثلت 57% من إجمالي عدد المسلسلات، مقارنةً بنسبة 43% في العام الماضي، مما يشير إلى تفضيل الجمهور لأسلوب السرد المؤثر سريع الإيقاع، وفي الوقت نفسه، خاضت الإنتاجات الخليجية تجربة تقديم مزيج متنوع من الدراما الاجتماعية والإثارة والكوميديا، لتلبية تفضيلات الجمهور المتغيرة.
مسلسل الشرنقة
تحولات في سلوك الجمهور برمضان 2025
وفي تعليقها على هذه الدراسة، صرحت مي أباظة، الرئيس التنفيذي لشركة "بابليسيست إنك" بأن تقرير رمضان 2025 ليس مجرد تحليل للاتجاهات، بل هو أداة استراتيجية لاستطلاع السوق. لقد قمنا بمسح دقيق لمنظومة الترفيه الرمضاني، اكتشفنا من خلاله التحولات التي طرأت على سلوك الجمهور واستهلاك المحتوى. تقدم رؤانا المستندة إلى البيانات ميزة تنافسية واضحة تمكن قادة شركات الإنتاج الترفيهي من فهم ما يحدث في موسم رمضان، بل والتخطيط بشكل استباقي في المستقبل، والاستفادة من تحليلنا المواكب لوقت العرض لتحقيق أقصى قدر من التأثير وبناء علاقات دائمة مع الجمهور.
يسلط التقرير الضوء على احتلال المنصات الرقمية مركز الصدارة، من خلال أعمال حصرية مثل "الشرنقة" على منصة WATCHiT و"وحوش" على منصة الشاشة، و"الحلانجي" على Viu، مما يعزز التفاعل الرقمي. وبلغة الأرقام، تصدرت المسلسلات المصرية المناقشات عبر الإنترنت، حيث تمت الإشارة إلى تلك الأعمال بمعدل 72 ألف مرة، وبلغ عدد مرات الظهور لمتصفحي الإنترنت 18.6 مليار انطباع وسجلت 2.9 مليون تفاعل، مما يعكس التأثير الثقافي العميق للمحتوى الرمضاني.كما حصلت الإنتاجات الخليجية على 32 ألف إشارة، مما يوضح انتشار هذه الأعمال عبر الإنترنت والذي حقق 5 مليارات انطباع، و660,900 تفاعل، الأمر الذي يشير إلى وجود حوارات مكثفة على المنصات الرقمية، وظهور كبير وتفاعل نشط من الجمهور.
مسلسل قلبي ومفتاحه
نجاح مؤثر لمسلسل "شارع الأعشى"
كما كان تداخل المواهب الفنية سمة مميزة لرمضان 2025، حيث ظهر الموسيقيون، وفنانو الكوميديا الارتجالية، والمؤثرون الرقميون في إنتاجات رئيسية. ففي المملكة العربية السعودية، شهد مسلسل "شارع الأعشى" تكاملاً قويًا مع TikTok من خلال صناع المحتوى الرقمي، بينما في مصر، لعب مغني الراب فليكس دورًا في مسلسل "ولاد الشمس"، وأدى فنان الكوميديا الارتجالية عبد الرحمن محمد دورًا رئيسيًا في مسلسل "النوة".
شهد الموسم أيضًا مناقشات كبرى على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أثارت بعض الأعمال الدرامية مثل "لام شمسية" الجدل حول التحرش بالأطفال، وواجه مسلسل "معاوية" اعتراضات دينية، وتعرض مسلسل "وحوش" لمساءلات قانونية.
نجاح مؤثر لمسلسل "شارع الأعشى"
وأضافت مي أباظة، "شهدنا هذا العام تطورًا في سرد الدراما الرمضانية. لقد لمسنا بشكل مباشر كيف أن الروايات المقنعة، المدعومة باستراتيجيات رقمية ذكية وموسيقى مؤثرة، أصبحت أهم عوامل النجاح وسط هذه المنافسة الشديدة. لم تعد الدعاية المبكرة وبناء استراتيجية والتأثير المشهود لوسائل التواصل الاجتماعي وتفضيل المحتوى الرقمي القصير مجرد اتجاهات، بل إنها قواعد المشاركة الجديدة، وهذا بالضبط ما سيشكل مستقبل سرد القصص الترفيهية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
يستند هذا التقرير إلى البيانات التي تم جمعها في الفترة من 20 فبراير إلى 24 مارس، والتي رصدت حالة الترقب قبل رمضان وزيادة التفاعل الأوَلِي. باستخدام أداة Mention Analytics، تابع التقرير بدقة المناقشات عبر وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي وخدمات البث الرقمي لتقديم تحليل شامل لمشاعر الجمهور وتفاعله طوال فترة رمضان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 3 أيام
- سعورس
القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي
لم يكن هذا الشعور بسبب عضوية الدكتور وليد فحسب، بل لأنه رفعني بذكر اسمي مشكوراً في مقاله (القصيمي متمرد ساخط على المجتمع) الذي جاء تعقيباً على مقال (القصيمي وجرأة التنوير... فروسية فكر بلا سرج ولا لجام)، لكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور، حين أدركت موقعي المتواضع، فأنا لست بمستوى الدكتور وليد، ولا أنتمي إلى أي ناد ثقافي أو جمعية أدبية، ولا أحمل أي ألقاب براقة يمكن أن تثير (رهبة الجماهير المثقفة). ثم جاءت لحظة الحقيقة الحاسمة عند مراجعتي لمقالي، فوجدته مجرد نقولات متفرقة، كان أبرزها (دفاع القصيمي عن نفسه أمام خصومه) وهو دفاع يكفي ولا يحتاج إلى إعادة تكرار. أما عن الدكتور وليد أبو ملحة، فإني أرى من المناسب أن يعود إلى كتاب «آفة الحرس القديم» الذي جمعه وأعده علي فايع الألمعي، فربما يجد فيه ما يخرجه من (ظلال الحرس القديم) وهو توجه تأكد لي عند تصفحي لأرشيفه، حيث تفاجأت بمقاله: «شارع الأعشى لا يشبهنا في شيء» الذي يهاجم فيه مسلسلاً مقتبساً عن رواية الدكتورة بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى». في نهاية مقاله استخدم عبارة شديدة اللهجة كثيراً ما سمعتها من الحرس القديم: «ليس من حق أي كاتب أو صانع دراما أن ينقل الواقع كما يحب هو أن يكون...» بهذه الجملة، لم يكتف بممارسة الوصاية على المسلسل وكاتبه، بل امتدت إلى القنوات الفضائية نفسها، هل يذكركم هذا بشيء؟ بالنسبة إلي، تذكرت فتوى عام 2008 بقتل ملاك الفضائيات العربية التي استنكرتها وسائل الإعلام العالمية، كما تذكرت كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام»، الذي قدم فيه المؤلف نفسه كمتحدث باسم مليار ونصف مسلم، مستخدماً قطعيات تشبه من يرى أنه «الممثل الوحيد للإسلام والنبوة والوحي»، وهي رؤية تجعل حتى «وثيقة مكة المكرمة 2019» عرضة للنقد من هؤلاء بحجة مألوفة نعرفها جيداً: «تمييع الدين وإضعاف الإسلام». لا أنوي تحميل الدكتور وليد أبوملحة وزر (الحرس القديم) فهو إنسان مستمتع بالحياة، والدليل متابعته الدقيقة لمسلسل «شارع الأعشى» رمضان الماضي، دون أن يغير القناة بحثاً عن دراما أكثر انسجاماً مع تحفظاته الدينية والفكرية، بل تابع بشغف، ثم اختتم الشهر بمقال استنكاري، وكأنه بعد الاستمتاع، قرر أن يتمضمض بمقال يندد بالمحتوى الذي تابع تفاصيله حتى النهاية! هذه الظاهرة تذكرني بمفهوم (الاستشراف)، الذي كتب عنه الدكتور فالح العجمي في مقاله (فئات المستشرفين...) بصحيفة اليوم 2017، كما كتب عنه الدكتور عبدالرحمن الشلاش في صحيفة «الجزيرة» بعنوان أشد قسوة، وفي رأيي، أن المستشرف أقرب إلى (متلازمة ستوكهولم) منه إلى (الوعي بتموضعه الفكري). بين البداوة والحضارة أعترف أنني أتعلم (التواضع العلمي والحلم الأخلاقي) من أمثال الدكتور وليد أبو ملحة، لذا أراعي وأتفهم (تعدد الأفهام) بين: (راعي الغنم المثقف) وهو الأقرب للبداوة من أمثالي، وبين (ابن المدينة المترف) وهو الأقرب للحضارة من أمثاله، فالبداوة التهامية تفرض علي (العفوية والصدق) دون حسابات (القراءة المتربصة) التي وصفها محمد زايد الألمعي بدقة حين قال (القراءة المتربصة أسوأ من عدم القراءة، فهي تعيد إنتاج جهلها بوهم أنها قرأت وفهمت، ومن ثم تورط قارئاً آخر في الوهم ذاته). القراءة المتربصة تاريخ طويل، والبحث في تراثنا العربي يكشف جذور (القراءة المتربصة)، التي تعود إلى زمن ابن قتيبة (213 - 276ه) فقد بدأ كتابه «عيون الأخبار» بتحذير واضح ضد هذا النوع من الفهم السطحي للنصوص، قائلاً «فإذا مر بك أيها المتزمت حديث تستخفه.. فاعرف المذهب فيه، وما أردنا به، واعلم أنك إن كنت مستغنياً عنه بتنسكك، فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه...» لكن هذه النزعة تفاقمت بعد (هجمة المغول 656ه) كمؤشر إلى (الانحطاط الحضاري)، فازدادت معها (سطوة القراءة المتربصة)، التي لا علاقة لها بالنقد الحقيقي، بل هي نوع من (الملاحقة الفكرية) للتراث العربي، بحيث لو استطاعت لحاربت (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري (ت 449ه)، وقبله التوحيدي (ت 414ه) وقبلهما الجاحظ (ت 255ه)، وحتى بعض كتب التفسير التراثية لن تسلم! من يقرأ التاريخ يرى كيف استهدفت هذه النزعة كتباً كثيرة، مثل «رسائل إخوان الصفا» في القرن الرابع الهجري، وحتى «الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني (ت 356ه)، فكيف بالنواسي وديوانه (ت 198ه) الذي جمع أخباره ابن منظور (ت 711ه)، بل امتدت لعصور طويلة بدءاً من ابن المقفع (ت 142ه)، جابر ابن حيان (ت 200ه)، الكندي (ت 256ه)، الفارابي (339ه)، ابن الهيثم (ت 430ه)، ابن سيناء (427ه)، وابن رشد (595ه) وغيرهم كثير في التاريخ العربي. (لا نريد عودة الماضي) عزيزي القارئ، لا تدفع نفسك إلى تلك (الأوهام الفكرية)، ولا تتأثر بما عايشته خلال معرض الرياض الدولي للكتاب في سنوات مضت: شجار هنا، صراخ على دار نشر (ملحدة) هناك! حتى (طاش ما طاش) استعرض هذه الظواهر سابقاً. إنها (سنوات لا نريدها أن تعود) ونأمل لمن تأخر في تجاوزها أن يجد (شفاء عاجلاً)، ولمن خلصنا منها أن يزداد قوة وتمكيناً.


الوطن
منذ 3 أيام
- الوطن
القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي
الدكتور وليد أبو ملحة يعرف نفسه في تويتر/إكس بأنه (عضو جمعية كتاب الرأي) وهذا بلا شك لقب فخم فاخر مذهل في تميزه وعبقريته، يستحق أن يخلد في سجلات الإنجاز الثقافي! لحظة قراءتي لهذا التعريف، انتابتني قشعريرة مهيبة، ورهبة اعتزاز سمت بي إلى آفاق طه حسين والعقاد من العرب، وامرسون ومونتيني من العجم، وكدت أتوهم أنني أقف على منعطف تاريخي للثقافة العربية! لم يكن هذا الشعور بسبب عضوية الدكتور وليد فحسب، بل لأنه رفعني بذكر اسمي مشكوراً في مقاله (القصيمي متمرد ساخط على المجتمع) الذي جاء تعقيباً على مقال (القصيمي وجرأة التنوير... فروسية فكر بلا سرج ولا لجام)، لكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور، حين أدركت موقعي المتواضع، فأنا لست بمستوى الدكتور وليد، ولا أنتمي إلى أي ناد ثقافي أو جمعية أدبية، ولا أحمل أي ألقاب براقة يمكن أن تثير (رهبة الجماهير المثقفة). ثم جاءت لحظة الحقيقة الحاسمة عند مراجعتي لمقالي، فوجدته مجرد نقولات متفرقة، كان أبرزها (دفاع القصيمي عن نفسه أمام خصومه) وهو دفاع يكفي ولا يحتاج إلى إعادة تكرار. أما عن الدكتور وليد أبو ملحة، فإني أرى من المناسب أن يعود إلى كتاب «آفة الحرس القديم» الذي جمعه وأعده علي فايع الألمعي، فربما يجد فيه ما يخرجه من (ظلال الحرس القديم) وهو توجه تأكد لي عند تصفحي لأرشيفه، حيث تفاجأت بمقاله: «شارع الأعشى لا يشبهنا في شيء» الذي يهاجم فيه مسلسلاً مقتبساً عن رواية الدكتورة بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى». في نهاية مقاله استخدم عبارة شديدة اللهجة كثيراً ما سمعتها من الحرس القديم: «ليس من حق أي كاتب أو صانع دراما أن ينقل الواقع كما يحب هو أن يكون...» بهذه الجملة، لم يكتف بممارسة الوصاية على المسلسل وكاتبه، بل امتدت إلى القنوات الفضائية نفسها، هل يذكركم هذا بشيء؟ بالنسبة إلي، تذكرت فتوى عام 2008 بقتل ملاك الفضائيات العربية التي استنكرتها وسائل الإعلام العالمية، كما تذكرت كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام»، الذي قدم فيه المؤلف نفسه كمتحدث باسم مليار ونصف مسلم، مستخدماً قطعيات تشبه من يرى أنه «الممثل الوحيد للإسلام والنبوة والوحي»، وهي رؤية تجعل حتى «وثيقة مكة المكرمة 2019» عرضة للنقد من هؤلاء بحجة مألوفة نعرفها جيداً: «تمييع الدين وإضعاف الإسلام». لا أنوي تحميل الدكتور وليد أبوملحة وزر (الحرس القديم) فهو إنسان مستمتع بالحياة، والدليل متابعته الدقيقة لمسلسل «شارع الأعشى» رمضان الماضي، دون أن يغير القناة بحثاً عن دراما أكثر انسجاماً مع تحفظاته الدينية والفكرية، بل تابع بشغف، ثم اختتم الشهر بمقال استنكاري، وكأنه بعد الاستمتاع، قرر أن يتمضمض بمقال يندد بالمحتوى الذي تابع تفاصيله حتى النهاية! هذه الظاهرة تذكرني بمفهوم (الاستشراف)، الذي كتب عنه الدكتور فالح العجمي في مقاله (فئات المستشرفين...) بصحيفة اليوم 2017، كما كتب عنه الدكتور عبدالرحمن الشلاش في صحيفة «الجزيرة» بعنوان أشد قسوة، وفي رأيي، أن المستشرف أقرب إلى (متلازمة ستوكهولم) منه إلى (الوعي بتموضعه الفكري). بين البداوة والحضارة أعترف أنني أتعلم (التواضع العلمي والحلم الأخلاقي) من أمثال الدكتور وليد أبو ملحة، لذا أراعي وأتفهم (تعدد الأفهام) بين: (راعي الغنم المثقف) وهو الأقرب للبداوة من أمثالي، وبين (ابن المدينة المترف) وهو الأقرب للحضارة من أمثاله، فالبداوة التهامية تفرض علي (العفوية والصدق) دون حسابات (القراءة المتربصة) التي وصفها محمد زايد الألمعي بدقة حين قال (القراءة المتربصة أسوأ من عدم القراءة، فهي تعيد إنتاج جهلها بوهم أنها قرأت وفهمت، ومن ثم تورط قارئاً آخر في الوهم ذاته). القراءة المتربصة تاريخ طويل، والبحث في تراثنا العربي يكشف جذور (القراءة المتربصة)، التي تعود إلى زمن ابن قتيبة (213 - 276هـ) فقد بدأ كتابه «عيون الأخبار» بتحذير واضح ضد هذا النوع من الفهم السطحي للنصوص، قائلاً «فإذا مر بك أيها المتزمت حديث تستخفه.. فاعرف المذهب فيه، وما أردنا به، واعلم أنك إن كنت مستغنياً عنه بتنسكك، فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه...» لكن هذه النزعة تفاقمت بعد (هجمة المغول 656هـ) كمؤشر إلى (الانحطاط الحضاري)، فازدادت معها (سطوة القراءة المتربصة)، التي لا علاقة لها بالنقد الحقيقي، بل هي نوع من (الملاحقة الفكرية) للتراث العربي، بحيث لو استطاعت لحاربت (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري (ت 449هـ)، وقبله التوحيدي (ت 414هـ) وقبلهما الجاحظ (ت 255هـ)، وحتى بعض كتب التفسير التراثية لن تسلم! من يقرأ التاريخ يرى كيف استهدفت هذه النزعة كتباً كثيرة، مثل «رسائل إخوان الصفا» في القرن الرابع الهجري، وحتى «الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني (ت 356هـ)، فكيف بالنواسي وديوانه (ت 198هـ) الذي جمع أخباره ابن منظور (ت 711هـ)، بل امتدت لعصور طويلة بدءاً من ابن المقفع (ت 142هـ)، جابر ابن حيان (ت 200ه)، الكندي (ت 256هـ)، الفارابي (339هـ)، ابن الهيثم (ت 430هـ)، ابن سيناء (427هـ)، وابن رشد (595هـ) وغيرهم كثير في التاريخ العربي. (لا نريد عودة الماضي) عزيزي القارئ، لا تدفع نفسك إلى تلك (الأوهام الفكرية)، ولا تتأثر بما عايشته خلال معرض الرياض الدولي للكتاب في سنوات مضت: شجار هنا، صراخ على دار نشر (ملحدة) هناك! حتى (طاش ما طاش) استعرض هذه الظواهر سابقاً. إنها (سنوات لا نريدها أن تعود) ونأمل لمن تأخر في تجاوزها أن يجد (شفاء عاجلاً)، ولمن خلصنا منها أن يزداد قوة وتمكيناً.


Independent عربية
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- Independent عربية
"كان" السينمائي 78... أزياء محتشمة واحتجاجات سياسية
قبيل انطلاق الدورة الـ 78 من المهرجان الذي افتتح للمرة الأولى عام 1947، فوجئ محبو السينما وصناعها والنجوم المدعوون إلى المهرجان كمشاركين أو ضيوف، بفرضه قواعد أربكت الجميع، إذ منع ضيوفه ارتداء الملابس العارية والشفافة والمخلة على سجادته الحمراء أو ضمن فعالياته. ارتباك وصدمة ولم يكتف البيان الصادر من المهرجان قبيل انطلاقه بساعات بذلك، بل منع أيضاً ارتداء الملابس الضخمة والفساتين ذات الذيل الطويل التي يتطلب عناية خاصة ومساحات كبيرة على السجادة الحمراء أثناء السير، مما يعرقل حركة الصحافيين والنجوم الذين يتابعون الأفلام والفعاليات، كما يتطلب حراسات ويحدث مشكلات متكررة بين المصورين والنجوم من جهة، وبين المسئولين عن الأمن والضبط في المهرجان. جانب من التحضيرات النهائية لافتتاح مهرجان كان السينمائي الـ_78 (رويترز) وأثار القرار تعجب الجميع بخاصة أنه لم يفسح مساحة من الوقت لاستبدال ما أحضروه من أزياء قد تكون ضخمة ومبالغاً فيها، أو مخالفة للكود الجديد المستحدث خلال الساعات الأخيرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكانت الصدمة الأكبر من نصيب مصممي الأزياء الذين يستغلون المهرجان وسجادته الحمراء لاستعراض أحدث تصاميمهم، والتي بالتأكيد تغلب عليها المبالغة والابتكار غير المنطقي في كثير من الأحيان. مفاجآت سياسية ولم يمثل الأمر مفاجأة على مستوى الملابس والاحتشام والالتزام، بقدر الاحتجاجات والبيانات التي تعلقت بأحداث ترتبط بالسياسة والحروب والوضع الإنساني لبعض الدول التي تكبدت ويلات الصراعات الدامية، فقبل الانطلاق الوشيك للدورة الـ 78 من المهرجان والذي يستمر من الـ 13 وحتى الـ 24 من مايو (أيار) الجاري، وجه 380 من كبار صناع السينما رسالة مفتوحة نشرت عبر صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، وفيها إدانة لحال الصمت الدولي حيال ما وصفوه بالإبادة الجماعية في غزة، كما استحضرت الرسالة مقتل المصورة فاطمة حسونة التي قتلت بقصف إسرائيلي منتصف أبريل (نيسان) الماضي مع 10 من أفراد أسرتها ومنهم شقيقتها الحامل، وهي بطلة فيلم وثائقي سيعرض خلال الدورة بعنوان "ضع روحك على كفك وامش". وانتقدت الرسالة سلبية المؤسسات الثقافية وعلى رأسها أكاديمية "أوسكار" بعد الاعتداء على المخرج الفلسطيني حمدان بلال، وجاء في البيان أن "سلوك 'أوسكار' يجعلنا نشعر بخيبة الأمل والخجل، وأن هناك ضغطاً سياسياً على بعض الدوائر السينمائية"، لتطالب الرسالة في نهايتها صناع السينما بكسر الصمت ونقل معاناة الضحايا إلى العالم، بدلاً من الاكتفاء بعرض القصص الخيالية. جولييت بينوش رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بمهرجان كان السينمائي والتي تردد توقيعها على البيان المساند لغزة وضحايا الحروب (رويترز) ووقع على الرسالة نخبة من النجوم والمخرجين وصناع السينما ومنهم رالف فينيس و بيدرو ألمودوفار وسوزان ساراندون وريتشارد غير والمخرج السويدي روبن أوستلوند والكندي ديفيد كروننبرغ والإسباني خافيير بارديم، وتردد أن رئيسة لجنة تحكيم هذه الدورة، الفرنسية جولييت بينوش، كانت من بين الموقّعين على الرسالة في بدايتها، لكن اسمها غاب لاحقاً عن القائمة التي كشفت عنها "ليبيراسيون"، مما يعكس وجود ضغوط أو تردد داخل بعض الدوائر السينمائية. من جانبها قالت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي اليوم الثلاثاء إن نجوم السينما الذين وقّعوا على الرسالة المفتوحة يؤدون دورهم، موضحة خلال زيارة إلى بروكسل أن "دورهم هو اتخاذ موقف والتعبئة في شأن ما يحدث في العالم". أزمة أوكرانيا ولم تكن القضية الفلسطينية الوحيدة الحاضرة ضمن الأجندة الخاصة بمهرجان "كان" السينمائي قبل انطلاق دورته الجديدة، بل نظم كذلك برنامجاً خاصاً بعنوان "ثلاثة أفلام من أجل أوكرانيا"، وعرض البرنامج اليوم في قصر المهرجانات بمدينة كان الفرنسية، وتضمن ثلاثة أعمال سينمائية تسلط الضوء على الحرب الأوكرانية، وأولها فيلم بعنوان "زيلنيسكي" (Zelensky) ويرصد رحلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من طفل سوفياتي في كريفي ريه إلى زعيم يقود بلاده في مواجهة واحدة من أعنف الحروب المعاصرة، مروراً بمحطاته الفنية ووصولاً إلى مركز القيادة السياسية. أما الفيلم الثاني فهو "حربنا"(Notre Guerre) ويوثق يوميات القتال في جبهتي بوكروفسك وسومي بمرافقة كتيبة "آن دي كيف" المدعومة فرنسياً، كما يتضمن لقاء خاصاً مع الرئيس زيلينسكي وشهادات مدنيين يعيشون تحت القصف اليومي، والفيلم الثالث والأخير هو "2000 متر لأندرييفكا" (2000 Meters to Andriivka) للمخرج الأوكراني مستيسلاف تشيرنوف، الحائز جائزة "أوسكار" عن فيلمه "20 يوماً في ماريوبول"، إذ يستعرض الفيلم مهمة وحدة أوكرانية لاستعادة قرية أندرييفكا. غادر يوماً وسيعرض خلال الافتتاح فيلم "غادر يوماً" للمخرجة الفرنسية أميلي بونان، ويشهد الحفل تكريم الممثل الأميركي روبرت دي نيرو بـ "السعفة الفخرية الذهبية"، وقد تولى دينيرو رئاسة لجنة تحكيم مهرجان كان منذ 14 عاماً، كما فاز بـ "السعفة الذهبية" في المهرجان نفيه منذ 50 عاماً عن فيلم "تاكسي درايفر" للمخرج العالمي مارتن سكورسيزي. روبرت دينيرو المعروف بمعارضته للرئيس الأميركي ترامب من التوقع أن يلقي كلمة خاصة ذات مغزى سياسي (رويترز) وسيقدم لدينيرو الجائزة ليوناردو دي كابريو، شريكه على الشاشة في أحدث أفلام مارتن سكورسيزي، "كيلرز أوف ذي فلاور مون"، كما سيلقي دي نيرو المعروف بمعارضته العلنية لدونالد ترامب كلمة مرتقبة، وقد أعلن من قبل أنه يشعر بالقلق إزاء صعود الأنظمة الاستبدادية وتهديد الرئيس الأميركي بفرض ضريبة بنسبة 100 في المئة على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة وسيجري أيضاً تكريم النجمة السينمائية الأسترالية نيكول كيدمان بجائزة "المرأة في الحركة" والتي تخصص للشخصيات التي تسهم في تعزيز مكانة النساء في السينما والمجتمع. لجان التحكيم وتترأس لجنة تحكيم "السعفة الذهبية" الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، وتضم اللجنة الممثلة الأمريكية هالي بيري والممثل الأمريكي جيرمي سترونغ والممثلة الإيطالية ألبا رورواشر والمخرجة الهندية بايال كاباديا والمخرج المكسيكي كارلوس ريغاداس والمخرج الكوري الجنوبي هونغ سانغ سو والمخرج الكونغولي ديودو حمادي والكاتبة الفرنسية ليلى سليماني. السعفة الذهبية وأعلن المهرجان أن نحو 22 فيلماً روائياً طويلاً يتنافسون على جائزة "السعفة الذهبية" خلال هذه الدورة، ومن بين الأفلام المرشحة بقوة للفوز فيلم "ألفا" للمخرجة الفرنسية جوليا دوكورناو والتي تحاول أن تكون ثاني مخرجة تفوز بالجائزة مرتين خلال أربعة أعوام بعد فوزها بفيلم "تيتان" عام 2021، وينافس كذلك فيلم "إيدينغتون" للمخرج أري أستر، وتدور أحداثه خلال جائحة "كوفيد-19" في بلدة صغيرة بنيومكسيكو، ويركز على التوترات بين الشريف ورئيس البلدية، ويشارك في بطولة الفيلم خواكين فينيكس وإيما ستون وبيدرو باسكال. جانب من نجوم مهرجان كان قبيل حفل الإفتتاح (رويترز) ويراهن بعض النقاد على فيلم "المخطط الفينيقي" للمخرج أندرو أندرسون، ويدور العمل حول رجل أعمال ثري يعين ابنته الوحيدة الراهبة وريثة لممتلكاته، مما يثير صراعات عائلية، وهو من بطولة بينيسيو ديل تورو ومن المقرر عرضه في دور العرض في الـ 28 من مايو الجاري. مشاركة عربية وتشارك السينما العربية في الأقسام الرسمية المختلفة بالمهرجان بأربعة أفلام وهي "نسر الجمهورية" للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح، في المسابقة الرسمية، وفيلم "عائشة لا تعرف الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى في قسم "نظرة ما"، وفي القسم ذاته أيضاً يشارك الفيلم الفلسطيني "كان ياما كان في غزة" للمخرجين الفلسطينيين طرزان وعراب نصار، والفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري. مهمة مستحيلة وأعلن مهرجان "كان" السينمائي أن النجم الأميركي توم كروز سيشارك خارج المسابقة الرسمية في الدورة الـ 78 للمهرجان بفيلمه الجديد (Mission Impossible – The Final Reckoning)، وهو آخر جزء من سلسلة "مهمة مستحيلة" التي بدأت عام 1996، وسيعرض في قاعة لوميير الكبرى غداً الأربعاء بحضور مخرج العمل كريستوفر ماكوايري وطاقم الفيلم. ويعد الجزء الأخير من فيلم "مهمة مستحيلة" المشاركة الثالثة للنجم الأميركي في المهرجان الأشهر عالمياً، إذ شارك عام 1992 بفيلم (Far and away)، وفي عام 2022 شارك بفيلم (Top Gun: Maverick) ونال حينها "السعفة الذهبية الفخرية"، كما شارك في محاضرة جماهيرية تحدث فيه عن مشواره وعن الفيلم الأخير. يذكر أن حفل افتتاح الدورة الـ 78 من ستشهد عرضاً استثنائياً للمغنية الفرنسية الكندية ميلين فارمر، إذ ستقدم أغان جديدة للمرة الأولى صنعت لهذه المناسبة، وسيقدم حفل الافتتاح والختام الممثل الفرنسي لوران لافيت.