
فرانشيسكو أتشيربي: بطل لم يقهره السرطان.. ولا برشلونة
في كرة القدم، هناك من يسجل الأهداف، وهناك من يصنع المجد، لكن هناك فئة نادرة تكتب التاريخ بدموعها وندوبها ومعاركها الشخصية.. فرانشيسكو أتشيربي أحد هؤلاء.
في الدقيقة 3+90، وبينما كانت كل جماهير إنتر تتنفس بصعوبة، والخروج من دوري الأبطال يلوح في الأفق، ظهر قلب الدفاع الصلب، لا، بل ظهر قلب الإنسان الذي رفض أن يُهزم، لا أمام المرض، ولا حتى أمام برشلونة.
كان إنتر متأخرًا 3-2، ومجموع المباراتين يقول إن الحلم الأوروبي يتسرب من بين أقدام النيراتزوري.. كل شيء كان ينهار، حتى ظهر أتشيربي، ليس فقط لينتظر كرة عرضية أو يتدخل في الوقت المناسب، بل ليُعيد الحياة لفريق كامل، ليُشعل شعلة الأمل من جديد، بهدف لا يُنسى، هدف كتبه بتاريخ لا يعرف سوى النهوض.
رجل واجه الموت.. مرتين
أتشيربي لم يكن مجرد لاعب عاد من إصابة عضلية، أو من دكة البدلاء، إنه محارب نجا من السرطان مرتين.
ففي عام 2013، وبينما كانت مسيرته الكروية تبدأ في الصعود، أصيب أتشيربي بورم سرطاني في الخصية، أجرى عملية جراحية، ثم عاد سريعًا للملاعب، ظن الجميع أنها صفحة وأُغلقت، لكن المرض عاد بعد شهور، أشدّ وأخبث.
خضع للعلاج الكيميائي، وسقط شعره، وضعفت عضلاته، وذبل جسده، لكن لم ينهزم.
واجه أتشيربي السرطان كما يواجه المهاجمين في منطقة الجزاء، بعزيمة لا تهتز، قاتل، وصبر، نجا من الموت ليقف على قدميه من جديد، ويبدأ مشوارًا جديدًا مع الحياة، ومع الكرة.
من سرير المستشفى إلى قمة أوروبا
من كان يظن أن ذاك الجسد المنهك من العلاج، سيقف يومًا ما في ملعب جوسيبي مياتزا، ويُغني نشيد دوري الأبطال؟ من كان يصدق أن ذلك القلب الذي ارتجف في صالة العلاج الكيميائي، سينبض في الدقيقة 90+3، ليقهر برشلونة ويقود الإنتر نحو النهائي الأوروبي؟
هدف أتشيربي أمام برشلونة لم يكن مجرد هدف، كان رسالة. رسالة إلى كل من ظن أن المعركة انتهت، أن الأمل مات، أن العودة مستحيلة.
لقد جاء هذا الهدف من لاعب يعرف أكثر من أي أحد آخر معنى أن تُهزم... ومعنى أن تنهض.
ولأن القصص الملهمة لا تكتمل بلحظة واحدة، أتشيربي عاد بعد صراعه مع السرطان ليُثبت نفسه من جديد على الساحة الدولية، مشاركًا في بطولة يورو 2020 مع منتخب إيطاليا.
لم يكن مجرد اسم في القائمة، بل كان عنصرًا مهما في مشوار الأزوري نحو التتويج.
لعب، دافع، قاتل، وأسهم في أن ترفع إيطاليا الكأس في ليلة تاريخية على ملعب ويمبلي.
كتب اسمه هناك أيضًا، في كتاب المجد القاري، كلاعب نجا من المرض، ونجح مع منتخب بلاده، وساهم في واحد من أعظم انتصاراتها.
والآن، بعد سنوات من تلك الليلة، يعود لكتابة فصل جديد.. بقميص إنتر، وفي البطولة الأغلى، وكأنه لم يكتفِ بأن يكون "الناجي"، بل قرر أن يكون البطل.
الكرة حين تكرّم الشجعان
كرة القدم لا تُكافئ دائمًا الأبطال، لكنها لا تنسى الشجعان، وأتشيربي شجاع بالمعنى الحرفي، لم يُسجل هذا الهدف فقط بقدمه، بل بكل دمعة سقطت منه وهو يقاوم المرض، بكل لحظة ضعف تجاوزها، بكل تمرين خاضه بجسد أنهكه العلاج.
هو مدافع، نعم، لكن في تلك اللحظة، كان مهاجمًا للاستسلام، مهاجمًا للهزيمة.. وكان قائدًا، حتى لو لم يحمل شارة القيادة، لأنه حمل ما هو أثقل، روح الفريق، وتاريخه، وأحلام جماهيره.
ختامًا.. الكرة ليست مجرد لعبة، أحيانًا تتحول إلى سيرة حياة، وفرانشيسكو أتشيربي، الذي قهر السرطان مرتين، عاد ليسجل هدفًا في الوقت بدل الضائع، ويقود الإنتر إلى المجد، لأنه ببساطة، رجل لا يعرف الهزيمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


منذ 11 ساعات
برشلونة يفتتح "كامب نو" بمباراة كأس خوان جامبر
يستعد نادي برشلونة للعودة إلى ملعبه التاريخي "كامب نو"، بعد عامين من أعمال إعادة الإعمار، وذلك من خلال خوض مباراة ودية استعدادًا للموسم الجديد، يوم 10 أغسطس/أب المقبل. وحدد خوان لابورتا، رئيس برشلونة، موعد مباراة كأس خوان جامبر التقليدية في افتتاح الموسم، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية مساء يوم الإثنين. ولعب برشلونة في ملعب لويس كومبانيس الأولمبي لمدة عامين، خلال عملية تجديد شاملة لإنشاء ملعب يتسع لـ 105 آلاف متفرج، ليكون أكبر ملعب لكرة القدم في أوروبا. كاسيميرو: من العار أن يدرب أنشيلوتي البرازيل لعامٍ واحد فقط! Play Video وكان الهدف الأصلي هو العودة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى ملعب غير مكتمل، ثم أعلن برشلونة في فبراير/شباط أنه يأمل في خوض مباريات في "كامب نو" قبل نهاية هذا الموسم بحضور 60 ألف متفرج. كما تضمن تحديث فبراير/شباط تفاصيل خطط استكمال المشروع بإضافة سقف في نهاية موسم 2025-2026. ويُعد ملعب كامب نو من ضمن الملاعب المرشحة لاستضافة نهائي بطولة كأس العالم 2030، التي ستستضيفها إسبانيا بالاشتراك مع البرتغال والمغرب. ولكن الخيار الأكثر ترجيحًا هو ملعب سانتاجو برنابيو التابع لنادي ريال مدريد، إلى جانب ملعب يتسع لـ 115 ألف مقعد مخطط له في المغرب.


منذ يوم واحد
برشلونة يسلم يامال إرث ميسي.. وعقد طويل الأمد
أفاد تقرير صحفي إسباني، مساء الإثنين، بأن برشلونة يستعد لمكافأة نجمه الإسباني الشاب لامين يامال، قبل انطلاق الموسم الجديد. وساهم يامال بقوة في تتويج برشلونة بالثلاثية المحلية هذا الموسم، الدوري وكأس إسبانيا وكأس السوبر الإسباني. وشارك يامال مع برشلونة هذا الموسم في 54 مباراة بجميع المسابقات، وسجل 18 هدفا وقدم 25 تمريرة حاسمة. وبحسب صحيفة "سبورت" الكتالونية، فإن برشلونة سوف يمنح لامين يامال القميص رقم 10 في الموسم المقبل. ويرتدي أنسو فاتي، مهاجم برشلونة، القميص رقم 10 حاليا، لكنه يقترب من الرحيل في الميركاتو الصيفي المقبل. ويعد الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي، هو أشهر من ارتدى القميص رقم 10 في برشلونة، وقد تحصل عليه فاتي من بعده، بعد أن كان هناك تنبؤات بمستقبل باهر مع البرسا. وأشارت الصحيفة ذاتها، إلى أن برشلونة سوف يجدد عقد يامال حتى عام 2030، بقيمة أعلى بكثير من عقده الحالي، حيث سيبلغ من العمر 18 عاما.


منذ يوم واحد
مفارقة مثيرة في نهائي دوري أبطال أوروبا
يستعد ملعب أليانز أرينا، في مدينة ميونخ الألمانية، لاستضافة نهائي دوري أبطال أوروبا بين إنتر ميلان وباريس سان جيرمان، يوم 31 مايو/آيار الجاري. وكان باريس قد تأهل للنهائي بعد الإطاحة بآرسنال بنتيجة 3-1 في مجموع المباراتين، حيث فاز في ملعب الإمارات بنتيجة 1-0، قبل أن يكرر فوزه في حديقة الأمراء بنتيجة 2-1. أما إنتر، فكان تأهله الأكثر إثارة في دوري أبطال أوروبا منذ سنوات، حيث جاء على حساب برشلونة، بعدما انتهت مباراة الذهاب في المدينة الكتالونية بنتيجة 3-3، قبل أن يفوز النيراتزوري على ملعبه بنتيجة 4-3 بعد التمديد لشوطين إضافيين. ومن المفارقات المثيرة، أن الفريقين (باريس وإنتر) لم يسبق لهما أن التقيا من قبل في أي مباراة أوروبية، أو مسابقة رسمية. وستكون موقعة أليانز أرينا هي الأولى بين الفريقين الطامحين لإنهاء الموسم باللقب الأوروبي. وتعود آخر مواجهة ودية بين الناديين، إلى شهر أغسطس/آب من عام 2023، خلال جولة الفريقين باليابان استعدادًا للموسم الجديد، وفاز إنتر وقتها 2-1. ويحلم باريس بوضع النجمة الأولى على قميصه، من خلال التتويج بلقبه الأول، والثاني في تاريخ الكرة الفرنسية، بعد مارسيليا الذي حقق اللقب عام 1993. أما إنتر فيحلم بلقبه الرابع، بعد أن فاز باللقب أعوام 1964 و1965 و2010. وكان إنتر قد تأهل للنهائي آخر مرة عام 2023، وخسر أمام مانشستر سيتي (1-0)، فيما تأهل باريس للنهائي الوحيد له عام 2020، وخسر أمام بايرن ميونخ بنفس النتيجة.