logo
لا للإسلام السياسي، لا لاختطاف الدين

لا للإسلام السياسي، لا لاختطاف الدين

الدستورمنذ 7 ساعات

بقلم: نيڨين العياصرة
منذ مدة وأنا أتمعن في هذا المصطلح المربك "الإسلام السياسي" عنوان يقتحم الأذهان بثقل وازدواجية، يحمل في ظاهره قدسية الدين. وفي باطنه مشاريع لا علاقة لها بروح الإسلام ولا بسماحته انه توظيف فج للإسلام في ميادين الصراع السياسي حيث تتحول النصوص إلى شعارات والإيمان إلى سلعة والغاية إلى سلطة لا أكثر الدين خاصة في مجتمعاتنا أمر مقدس يعيش في القلب ويشكل بوصلة للأخلاق والرحمة لا يحتاج إلى منصة حزبية ولا إلى راية يرفع بها على حساب الأوطان.
تأملت في التاريخ الحديث، فوجدت كم دفعت دول كثيرة ثمن هذا العبث، حين اختلطت العقيدة بمصالح الجماعات، مصر مثلا انزلقت لسنوات في فوضى خطاب "الشرعية الدينية"، وسقط الشارع في انقسام مرير لم يكن للدين فيه يد بل لتلك الجماعات التي نصبت نفسها وكلاء عن الله، رأينا كيف استبيحت الميادين واشتعلت النيران وسممت عقول الناس وامتلأت السجون بمن خدعتهم الشعارات، تونس بعد أن فتحت الباب لما ظنته حرية! اكتشفت أن تيارات الإسلام السياسي لا تؤمن بالديمقراطية إلا بقدر ما توصلها إلى الكرسي ثم تنقلب عليه، ليبيا تحولت إلى ساحة دموية، حين تحالف الدينيون الجدد مع السلاح والفوضى، وراحوا يتحدثون باسم الله وهم يغتالون الوطن، السودان الذي اختطف لسنوات تحت راية الحكم الإسلامي وجد نفسه في عزلة دولية وحصار اقتصادي وشعب يتضور جوعا.
كل هذه التجارب تقول شيئا واحدا، أن الإسلام السياسي ليس مشروعا إصلاحيا بل أزمة متنكرة بثوب العقيدة.
وفي الأردن لا تزال الأرض خصبة لصوت العقل لكن خطر الاختراق لم يغب يوما، فالإسلام السياسي بكل أساليبه الملتوية حاول أن يتسلل عبر أبواب العمل الخيري، والنقابات، والجامعات، وأحيانا عبر المساومة في بعض دوائر القرار،هذه الجماعات لا ترى الوطن وطنا، بل محطة في طريق مشروعها الكبير، العابر للحدود والهوية. هي لا تؤمن بشرعية الدولة الوطنية، بل بشرعية التنظيم، والانتماء فيها ليس للأرض بل للطاعة الحزبية المغلقة.
هنا يجب أن نكون واضحين لا مكان لهذا العنوان أن يطرح على طاولة الحكومة لا باعتباره حزبا ولا تيارا، ولا شريكا.
التجارب حولنا مرآة واضحة، واللعب على وتر الدين هو أخطر ما يمكن أن يهدد استقرار الدولة ووحدتها، الإسلام في الأردن محفوظ في قلوب الناس في عمق هويتهم وتربيتهم لا يحتاج وسطاء يتحدثون باسمه، ومؤسسات الدولة مدعوة لأن تغلق هذا الباب تماما، فلا مساومة على أمن الوطن ولا سماح لجماعات تعتقد أن بيدها صكوك الغفران أن تستثمر في الفقر والبطالة لتعيد إنتاج نفسها.
وعليه يجب أن يُقطع الطريق تماما أمام أي محاولة لربط الإسلام بمسمى حزبي أو تيار سياسي، فالدين ليس بطاقة انتخابية ولا منصة خطابية ولا راية لتبرير الاستقواء على الدولة، لا قداسة لحزب ولا عصمة لتنظيم ولا مشروعية لأي جماعة تحتكر الإسلام وتختزله في مناشيرها وبياناتها، الإسلام أعظم من أن يزج به في صراع المصالح، وأنقى من أن يلوث بلغة التحشيد والانقسام.
إن حماية هوية الدولة الأردنية، واستقرارها تبدأ من رفض هذا الربط المسموم، الأحزاب مكانها في ساحة السياسة لا في محراب العقيدة، والدين مكانه في وجدان الناس، لا في شعارات اللافتات، فليكن موقف الدولة والمجتمع واضحا "لا للإسلام السياسي لا لاختطاف الدين ولا لأي مشروع يغلف طموحه بالقداسة الكاذبة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الفايز : الأردن بقيادته الهاشمية كان وسيبقى سنداً لأمته العربية وقضاياها العادلة
الفايز : الأردن بقيادته الهاشمية كان وسيبقى سنداً لأمته العربية وقضاياها العادلة

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

الفايز : الأردن بقيادته الهاشمية كان وسيبقى سنداً لأمته العربية وقضاياها العادلة

الفايز: الأردنيين، وهم يحتفلون بعيد الاستقلال يشعرون بالفخر والاعتزاز بوطنهم مادبا الدستور احمد الحراوي أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أن الأردنيين، وهم يحتفلون بعيد الاستقلال والمناسبات الوطنية، يشعرون بالفخر والاعتزاز بوطنهم، ويواصلون مسيرة الإباء التي صنعها الأجداد بتضحياتهم، إلى جانب تضحيات القيادة الهاشمية، وقواتنا المسلحة، وأجهزتنا الأمنية، متحملين مسؤوليتهم تجاه الوطن، ومتطلعين بعزم وإرادة إلى مستقبل يليق بهذا الوطن الأبي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الشرعية الدينية والسياسية والتاريخية وشرعية الإنجاز. وقال الفايز خلال رعايته احتفالا وطنيا نظمه الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة في جامعة الزيتونة الأردنية، بمناسبة عيد الاستقلال، وذكرى الجلوس الملكي، ويوم الجيش، وذكرى انطلاق الثورة العربية الكبرى إن ذكرى الاستقلال هذا العام تأتي في ظل حالة من الفوضى والصراعات والأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالمنطقة والعالم، ما انعكس على المملكة بتداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية، معتبرا أن قدر الأردن، بحكم موقعه الجيوسياسي، أن يواجه التحديات منذ التأسيس، وهو ما تجاوزته المملكة دوما بحكمة القيادة الهاشمية، ووعي الشعب، ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة. وأشار إلى أن الأردن واجه منذ نشأته تحديات كبرى، أبرزها بناء الهوية الوطنية، حيث استطاع المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالله الأول، وبدعم الزعامات العشائرية، دمج مختلف مكونات المجتمع في مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها القوات المسلحة الأردنية، التي شكلت الأساس في بناء الهوية الوطنية الأردنية الجامعة. وأضاف، إن المملكة واصلت مواجهة الكثير من التحديات منها على سبيل المثال أزمات اللجوء الفلسطيني عامي 1948 و1967، واللجوء اللبناني والعراقي، وتبعات حربي الخليج الأولى والثانية، ورغم ذلك ظل الأردن قويا عزيزا، وفشلت جميع محاولات العبث بأمنه واستقراره. وأوضح الفايز أن الأردن واجه في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، تحديات إضافية، من بينها الأزمة الاقتصادية العالمية، وتداعيات الربيع العربي، وانقطاع الغاز المصري والنفط العراقي، وأزمة اللجوء السوري، وتداعيات جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، والتغيرات الجيوسياسية الإقليمية والدولية، إضافة إلى سياسات الاحتلال الإسرائيلي التوسعية وعدوانها على الشعب الفلسطيني، وسعيها لتهجير الفلسطينيين قسرا، وأخيرا الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي ما تزال اتفاقيات وقفها هشة. ونبه إلى أن الأردن يواجه اليوم حملات ممنهجة تستهدف العبث بأمنه واستقراره، عبر عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية داخل وخارج المملكة التي تبث أخبارا مزيفة وتزج باسم الأردن في الأحداث الإقليمية بهدف زعزعة الوحدة الوطنية واستقرار النسيج الاجتماعي. وحذر الفايز من محاولات 'الخلايا النائمة والذباب الإلكتروني الخبيث' لإضعاف المواقف الأردنية الثابتة تجاه القضايا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذه الحملات تستهدف أيضا جهود جلالة الملك عبدالله الثاني الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. وأكد أن جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل تصديه القوي والحازم لمختلف هذه التحديات ولسياسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية، ولكل المشاريع المشبوهة التي تستهدف مصالح الأردن وثوابته، مشددا على أن الأردن، رغم صراعات المنطقة، لن يسمح لأي جهة بالتجاوز على سيادته، ولن يقبل بأية حلول للقضية الفلسطينية على حسابه. وفي الشأن الاقتصادي، أشار الفايز إلى أن جلالة الملك يدرك جيدا انعكاسات هذه التحديات على الأمن الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقها جلالته تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة، وخلق بيئة استثمارية جاذبة، والتخلص من البيروقراطية. وشدد على أن الأردن بقيادته الهاشمية كان وسيبقى سندا لأمته العربية وقضاياها العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي دافع عنها منذ عهد الإمارة، حيث كان جلالة الملك في طليعة من تصدى للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكان أول من كسر الحصار المفروض على القطاع، لافتا إلى استمرار قوافل الخير الهاشمية التي تقدم المساعدات الإنسانية والطبية، إضافة إلى المستشفيات الأردنية الميدانية المنتشرة في قطاع غزة والمدن الفلسطينية. وأكد الفايز أن الحفاظ على الاستقلال وحماية المنجزات الوطنية تفرض على الجميع مسؤولية الدفاع عن الوطن بالغالي والنفيس، والاصطفاف خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، قائد معركة الدفاع عن الثوابت الوطنية، مشددا على أن أمن الوطن واستقراره مسؤولية الجميع وأولوية لا تعلو عليها أية مصلحة، وعدم السماح لأي طرف باستغلال الأحداث الإقليمية للتشكيك بمواقف الأردن الثابتة. ولفت إلى أهمية المحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي، وصيانة الجبهة الداخلية، وتعزيز الروح الوطنية، مؤكدا ضرورة تغليب لغة المصالح الوطنية، وتعزيز الانتماء والولاء للوطن وقيادته الهاشمية، وبما يحصن المملكة ويجعلها صخرة تتحطم عليها كافة المؤامرات والمخططات الخبيثة التي تستهدفها. وأكد الفايز الحاجة الماسة لاستراتيجية إعلامية وطنية شاملة توحد الخطاب الإعلامي للدولة الأردنية، وتوضح مواقف المملكة تجاه مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية، وبما يساهم في إيصال رسالة الدولة الأردنية ومواقفها إلى العالم، ويكشف زيف الإعلام الموجه والمضلل الذي يستهدف أمن الأردن ومواقفه، ويبرز الدور الريادي لجلالة الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وإحلال السلام، وتعزيز التقارب بين الشعوب، ومحاربة التطرف والإرهاب والطائفية والعنصرية. وفي الشأن الزراعي، شدد الفايز على ضرورة إيلاء القطاع الزراعي جل الاهتمام، باعتباره من القطاعات الأكثر تشغيلا للأيدي العاملة، وركيزة أساسية في الأمن الغذائي الوطني، داعيا إلى دعم الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين، وتوفير القروض الميسرة لهم، وتطوير سياسات استغلال الأراضي الزراعية، وتوجيهها نحو الزراعات غير التقليدية والاستراتيجية، وعلى رأسها زراعة القمح. وأشار إلى دعوته المتكررة لتوزيع الأراضي على المواطنين من خلال جمعيات تعاونية وخيرية، شرط تجهيز البنية التحتية اللازمة، بما يعزز الإنتاج الوطني، ويحد من الفقر والبطالة، ويزيد من دخل الأسر الأردنية. وفي ختام كلمته، ثمن الفايز جهود الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين وكافة القائمين عليه، مشيدا بدورهم في خدمة القطاع الزراعي وحماية المزارعين، والنهوض بهذا القطاع الحيوي الذي يشكل ركيزة أساسية في منظومة الأمن الغذائي الأردني. وشهد الاحتفال حضورا رسميا رفيعا، تقدمه رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عبدالله النسور، ووزير الثقافة مصطفى الرواشدة، وسفراء دولة الكويت وسلطنة عمان، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد المجالي، ورئيس هيئة المديرين المهندس إياد القرم، ونائب الرئيس الدكتور طارق القرم، وعدد من أعضاء مجلس الأعيان والنواب والمسؤولين، وممثلي الوزارات، وعمداء كليات الزراعة في الجامعات الأردنية، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية. وأكد وزير الثقافة في كلمة أن الاستقلال ليس مجرد حدث سياسي، بل هو قيمة ثقافية راسخة، تأسست على مبادئ الثورة العربية الكبرى، وأن الأردن بقيادة الهاشميين ظل وفيا لقيم التسامح والعقلانية والعروبة، مشيرا إلى أن مواقف الأردن القومية والإنسانية تتجسد يوما بعد يوم، خصوصا في ظل ما تشهده غزة من معاناة. وقال رئيس الجامعة الدكتور محمد المجالي إن هذه المناسبات الوطنية تمثل محطات مضيئة في تاريخ الأردن الحديث، وتجسد الإرادة الشعبية والقيادة الحكيمة في بناء الدولة الحديثة، مشيرا إلى أن الأعياد الوطنية ليست مجرد ذكرى، بل نهج مستمر يعكس قصة نجاح أردنية مبنية على التضحية والولاء والانتماء، وشكلت انطلاقة نحو ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، وفرصة للمضي قدما بعزم وإرادة في مسيرة البناء والتطوير.

الفايز: الأردن سيبقى حراً سيداً بحكمة قيادته ووعي شعبه ومنعة أجهزتنا الأمنية
الفايز: الأردن سيبقى حراً سيداً بحكمة قيادته ووعي شعبه ومنعة أجهزتنا الأمنية

وطنا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • وطنا نيوز

الفايز: الأردن سيبقى حراً سيداً بحكمة قيادته ووعي شعبه ومنعة أجهزتنا الأمنية

وطنا اليوم:أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أن الأردنيين، وهم يحتفلون بعيد الاستقلال والمناسبات الوطنية، يشعرون بالفخر والاعتزاز بوطنهم، ويواصلون مسيرة الإباء التي صنعها الأجداد بتضحياتهم، إلى جانب تضحيات القيادة الهاشمية، وقواتنا المسلحة، وأجهزتنا الأمنية، متحملين مسؤوليتهم تجاه الوطن، ومتطلعين بعزم وإرادة إلى مستقبل يليق بهذا الوطن الأبي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الشرعية الدينية والسياسية والتاريخية وشرعية الإنجاز. وقال الفايز خلال رعايته احتفالا وطنيا نظمه الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة، بمناسبة عيد الاستقلال، وذكرى الجلوس الملكي، ويوم الجيش، وذكرى انطلاق الثورة العربية الكبرى إن ذكرى الاستقلال هذا العام تأتي في ظل حالة من الفوضى والصراعات والأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالمنطقة والعالم، ما انعكس على المملكة بتداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية، معتبرا أن قدر الأردن، بحكم موقعه الجيوسياسي، أن يواجه التحديات منذ التأسيس، وهو ما تجاوزته المملكة دوما بحكمة القيادة الهاشمية، ووعي الشعب، ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة. وأشار إلى أن الأردن واجه منذ نشأته تحديات كبرى، أبرزها بناء الهوية الوطنية، حيث استطاع المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالله الأول، وبدعم الزعامات العشائرية، دمج مختلف مكونات المجتمع في مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها القوات المسلحة الأردنية، التي شكلت الأساس في بناء الهوية الوطنية الأردنية الجامعة. وأضاف، إن المملكة واصلت مواجهة الكثير من التحديات منها على سبيل المثال أزمات اللجوء الفلسطيني عامي 1948 و1967، واللجوء اللبناني والعراقي، وتبعات حربي الخليج الأولى والثانية، ورغم ذلك ظل الأردن قويا عزيزا، وفشلت جميع محاولات العبث بأمنه واستقراره. وأوضح الفايز أن الأردن واجه في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، تحديات إضافية، من بينها الأزمة الاقتصادية العالمية، وتداعيات الربيع العربي، وانقطاع الغاز المصري والنفط العراقي، وأزمة اللجوء السوري، وتداعيات جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، والتغيرات الجيوسياسية الإقليمية والدولية، إضافة إلى سياسات الاحتلال الإسرائيلي التوسعية وعدوانها على الشعب الفلسطيني، وسعيها لتهجير الفلسطينيين قسرا، وأخيرا الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي ما تزال اتفاقيات وقفها هشة. ونبه إلى أن الأردن يواجه اليوم حملات ممنهجة تستهدف العبث بأمنه واستقراره، عبر عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية داخل وخارج المملكة التي تبث أخبارا مزيفة وتزج باسم الأردن في الأحداث الإقليمية بهدف زعزعة الوحدة الوطنية واستقرار النسيج الاجتماعي. وحذر الفايز من محاولات 'الخلايا النائمة والذباب الإلكتروني الخبيث' لإضعاف المواقف الأردنية الثابتة تجاه القضايا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذه الحملات تستهدف أيضا جهود جلالة الملك عبدالله الثاني الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. وأكد أن جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل تصديه القوي والحازم لمختلف هذه التحديات ولسياسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية، ولكل المشاريع المشبوهة التي تستهدف مصالح الأردن وثوابته، مشددا على أن الأردن، رغم صراعات المنطقة، لن يسمح لأي جهة بالتجاوز على سيادته، ولن يقبل بأية حلول للقضية الفلسطينية على حسابه. وفي الشأن الاقتصادي، أشار الفايز إلى أن جلالة الملك يدرك جيدا انعكاسات هذه التحديات على الأمن الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقها جلالته تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة، وخلق بيئة استثمارية جاذبة، والتخلص من البيروقراطية. وشدد على أن الأردن بقيادته الهاشمية كان وسيبقى سندا لأمته العربية وقضاياها العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي دافع عنها منذ عهد الإمارة، حيث كان جلالة الملك في طليعة من تصدى للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكان أول من كسر الحصار المفروض على القطاع، لافتا إلى استمرار قوافل الخير الهاشمية التي تقدم المساعدات الإنسانية والطبية، إضافة إلى المستشفيات الأردنية الميدانية المنتشرة في قطاع غزة والمدن الفلسطينية. وأكد الفايز أن الحفاظ على الاستقلال وحماية المنجزات الوطنية تفرض على الجميع مسؤولية الدفاع عن الوطن بالغالي والنفيس، والاصطفاف خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، قائد معركة الدفاع عن الثوابت الوطنية، مشددا على أن أمن الوطن واستقراره مسؤولية الجميع وأولوية لا تعلو عليها أية مصلحة، وعدم السماح لأي طرف باستغلال الأحداث الإقليمية للتشكيك بمواقف الأردن الثابتة. ولفت إلى أهمية المحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي، وصيانة الجبهة الداخلية، وتعزيز الروح الوطنية، مؤكدا ضرورة تغليب لغة المصالح الوطنية، وتعزيز الانتماء والولاء للوطن وقيادته الهاشمية، وبما يحصن المملكة ويجعلها صخرة تتحطم عليها كافة المؤامرات والمخططات الخبيثة التي تستهدفها. وأكد الفايز الحاجة الماسة لاستراتيجية إعلامية وطنية شاملة توحد الخطاب الإعلامي للدولة الأردنية، وتوضح مواقف المملكة تجاه مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية، وبما يساهم في إيصال رسالة الدولة الأردنية ومواقفها إلى العالم، ويكشف زيف الإعلام الموجه والمضلل الذي يستهدف أمن الأردن ومواقفه، ويبرز الدور الريادي لجلالة الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وإحلال السلام، وتعزيز التقارب بين الشعوب، ومحاربة التطرف والإرهاب والطائفية والعنصرية. وفي الشأن الزراعي، شدد الفايز على ضرورة إيلاء القطاع الزراعي جل الاهتمام، باعتباره من القطاعات الأكثر تشغيلا للأيدي العاملة، وركيزة أساسية في الأمن الغذائي الوطني، داعيا إلى دعم الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين، وتوفير القروض الميسرة لهم، وتطوير سياسات استغلال الأراضي الزراعية، وتوجيهها نحو الزراعات غير التقليدية والاستراتيجية، وعلى رأسها زراعة القمح. وأشار إلى دعوته المتكررة لتوزيع الأراضي على المواطنين من خلال جمعيات تعاونية وخيرية، شرط تجهيز البنية التحتية اللازمة، بما يعزز الإنتاج الوطني، ويحد من الفقر والبطالة، ويزيد من دخل الأسر الأردنية. وفي ختام كلمته، ثمن الفايز جهود الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين وكافة القائمين عليه، مشيدا بدورهم في خدمة القطاع الزراعي وحماية المزارعين، والنهوض بهذا القطاع الحيوي الذي يشكل ركيزة أساسية في منظومة الأمن الغذائي الأردني. وأكد وزير الثقافة في كلمة أن الاستقلال ليس مجرد حدث سياسي، بل هو قيمة ثقافية راسخة، تأسست على مبادئ الثورة العربية الكبرى، وأن الأردن بقيادة الهاشميين ظل وفيا لقيم التسامح والعقلانية والعروبة، مشيرا إلى أن مواقف الأردن القومية والإنسانية تتجسد يوما بعد يوم، خصوصا في ظل ما تشهده غزة من معاناة. وقال رئيس الجامعة الدكتور محمد المجالي إن هذه المناسبات الوطنية تمثل محطات مضيئة في تاريخ الأردن الحديث، وتجسد الإرادة الشعبية والقيادة الحكيمة في بناء الدولة الحديثة، مشيرا إلى أن الأعياد الوطنية ليست مجرد ذكرى، بل نهج مستمر يعكس قصة نجاح أردنية مبنية على التضحية والولاء والانتماء، وشكلت انطلاقة نحو ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، وفرصة للمضي قدما بعزم وإرادة في مسيرة البناء والتطوير. من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين عودة الرواشدة، أن الاحتفال بهذه المناسبات هو تكريم لتاريخ الوطن وإنجازاته وترسيخ لقيم الوحدة والانتماء، مشيرا إلى أن المزارع الأردني يعي تماما دوره المحوري في دعم الاقتصاد الوطني، ويؤمن بالعمل الجماعي والمستقبلي لتطوير القطاع الزراعي. وأشار الرواشدة إلى معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، مشيدا بالمواقف الثابتة للأردن وجلالة الملك في دعم الأشقاء، لافتا الى خطاب جلالة الملك في البرلمان الأوروبي الذي تحدث فيه بصوت الضمير الإنساني.

أحمد أبو هزيم يكتب :رحيل اجتماع الحكومة إلى السلط .. نتائج دون المأمول
أحمد أبو هزيم يكتب :رحيل اجتماع الحكومة إلى السلط .. نتائج دون المأمول

وطنا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • وطنا نيوز

أحمد أبو هزيم يكتب :رحيل اجتماع الحكومة إلى السلط .. نتائج دون المأمول

بقلم/ احمد عبدالفتاح الكايد ابو هزيم ، ما ان أعلنت حكومة الدكتور جعفر حسان عن عقد جلسة لمجلس الوزراء كل شهر في إحدى محافظات المملكة حتى اِرتفع منسوب التفاؤل لدى المواطنين في محافظة البلقاء ، على أمل أن يُشكل هذا الاِجتماع وما ينتج عنه من قرارات تلبي مطالب خدمية ، ومشاريع ضرورية عالقة منذ سنوات مثل تكملة شارع الستين ، ومشاريع الصرف الصحي لبعض المناطق ' منطقة المغاريب ' ، والمرحلة الثانية من المدينة الصناعية ، ومدخل السلط من جهة صويلح ، وتكملة توسعة طريق السلط الشونة الجنوبية وغيرها الكثير من المشاريع التي تخفف من البطالة وتُحارب جيوب الفقر . وعلى الجانب الآخر من مشهد التفاؤل كان ' التوقع ' أيضاً أن يُشكل هذا الاِجتماع التاسع للحكومة خارج عمان ، فرصة ثرية للتحاور والنقاش حول آليات تجسير العمل بين جميع الجهات الرسمية وحتى الشعبية ، وتدارس كافة السبل الكفيلة بالنهوض بواقع المحافظة التنموي ، ومعالجة الآثار الناتجة عن إهمال متراكم لواقع خدمي ومطلبي دون المستوى منذ سنوات ' ربما غير مقصود ولكنها البيروقراطية ' . قبل الخامس والعشرين من شهر حزيران الحالي ، افترض العقل الباطن السلطي على وجه الخصوص ، والبلقاوي على وجه العموم بأن الحكومة الحالية بكل ما تملك من إمكانيات مادية وبشرية ' وعلى غير المعتاد ' من الحكومات المتعاقبة ستقوم بوضع الخطط والبرامج المناسبة لكل ' سنتم ' في المحافظة ، تمهيداً لقيام ثورة تنموية على كافة الصُعد ولكافة القطاعات ، ولكن أبى الواقع المؤلم لسياسات الواقع المرير في صناعة القرار الحكومي ' المتراكم ' على مدى عقود خلت إلا أن تتشابه في المضمون ' عدم وجود خطط وبرامج ' وتختلف في الشكل والتعاطي مع بعض القضايا ' استعراض ضمن حملة علاقات عامة ' بحجة عدم وجود مخصصات ومحدودية الموارد ، والنتيجة واحدة من المسافة صفر . بعد انتهاء الاِجتماع وما نتج عنه من قرارات ، طفى على السطح تساؤل مشروع عن جدوى عقد جلسات الحكومة خارج العاصمة إذا كانت مخرجاتها يمكن مناقشتها واتخاذ القرار المناسب بشأنها في مقر الحكومة على الدوار الرابع ، ويعتقد الكثيرين بأن الحكومة بما تملكة من سلطة تنفيذية إذا رغبت بإنجاز مشروع ما أو اتخاذ قرار معين أو إصدار قانون لن يقف أي إجراء إداري أو مالي أو حتى تشريعي حائلاً دون تنفيذه أو إقراره وسوف تكتمل كل المتطلبات المتعلقة به ويوضع حيز التنفيذ بسرعة البرق ، إلا إذا كان ثلاثي البيروقراطية ' الاستعراض والمشاغلة وشراء الوقت ' هو الهدف ، لكي يكون دليلاً أمام الرأي العام وجهات المسائلة العليا على أن الحكومة قريبة من الشارع وتأخذ قراراتها من الميدان . أي قارئ لمخرجات جلسة مجلس الوزراء في السلط لا يجد صعوبة في الوصول إلى استنتاج بأنها جلسة بروتوكولية لا تعني محافظة البلقاء على الصعيد التنموي ، وما نتج عنها من قرارات لا تخص المحافظة ، ولا يستوجب ' رحيل ' الحكومة بكامل طاقمها والخدمات اللوجستية المساندة لها لعقد اجتماع على بعد 30 كم ، مع أن للحكومة الحق في الاجتماع في أي مكان تراة مناسب على كامل الأرض الأردنية وهي صاحبة الولاية في إدارة شؤون البلاد ، ولكن الهدف المعلن ' المفهوم شعبياً ' من اجتماعاتها في مراكز المحافظات عنوانه الرئيس تلك المحافظة وتلمس حاجاتها عن قرب ، وعندما ينتفي الغرض من الاجتماع وتكون القرارات لا تمت للمحافظه بصلة فمن المنطق عدم ألباسها ثوب لم يفصل لها . حمى الله الأردن وأحة أمن و استقرار ، و على أرضه ما يستحق الحياة . أحمد عبدالفتاح الكايد أبو هزيم أبو المهند ناشط سياسي ، إجتماعي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store