
مخاض على الهواء.. مذيعة أميركية تواصل عملها لـ3 ساعات قبل ولادتها
في واقعة استثنائية، دخلت المذيعة الأميركية أوليفيا جاكويث في مرحلة المخاض أثناء تقديمها النشرة الصباحية المباشرة على قناة "سي بي إس 6" بمدينة ألباني في ولاية نيويورك، من دون أن تتوقف عن أداء مهامها، بل واصلت البث لـ3 ساعات كاملة رغم بداية آلام الولادة.
جاكويث التي كانت حامل بطفلها الثاني، وصلت إلى أستوديو القناة في تمام الساعة 4:15 صباحا، حينما شعرت بانفجار كيس الماء؛ العلامة الأولى لانطلاق المخاض. لكنها قررت البقاء في الأستوديو وتقديم النشرة، بمساعدة زميلتها جوليا دان، التي كانت هي الأخرى حاملا.
وخلال البث، لم تغب روح الدعابة عن الشاشة؛ إذ ظهرت عبارات مرحة مثل: "يومين بعد الموعد المتوقع" و"قريبا: وصول الطفل كوينسي"، في إشارة طريفة إلى أن الولادة باتت وشيكة.
وفي بداية النشرة، أعلنت زميلتها دان "لدينا بعض الأخبار العاجلة هذا الصباح – حرفيا. انكسر كيس الماء لدى أوليفيا، وهي تُقدّم الأخبار الآن وهي في مرحلة المخاض النشط". وظلت جاكويث على الهواء، في الوقت الذي كانت دان توثق اللحظات عبر البث المباشر على فيسبوك.
وعن قرارها بعدم المغادرة مباشرة، قالت جاكويث لاحقا لصحيفة "تايمز يونيون" المحلية: "كان بإمكاني العودة إلى المنزل، لكنني شعرت براحة أكبر في الأستوديو بدلا من الانتظار بقلق في المستشفى".
وانتهى البث في الساعة 7:56 صباحا، لتتوجه جاكويث فورا إلى المستشفى، حيث وضعت مولودها الثاني، كوينسي، في اليوم التالي. وقد لاقت هذه الحادثة صدى واسعا على مستوى وسائل الإعلام الأميركية، وأثارت إعجاب المتابعين وزملائها، الذين وصفوا تصرفها بأنه "رمز للمهنية والالتزام والهدوء تحت الضغط".
وكانت أوليفيا جاكويث ولدت وتخرجت في مدرسة نيسكايونا الثانوية ثم في كلية ماريست. بدأت مسيرتها الإعلامية بالانضمام إلى شبكتي "يو إس إيه" و"سايفاي"، قبل أن تنتقل للعمل في هيئة البث بمنطقة العاصمة واشنطن. لاحقا، عادت إلى الشاشة عبر محطة "ويني" في مدينة إلميرا، حيث عملت كمذيعة ومنتجة.
منذ انضمامها إلى محطة "سي بي إس 6″، رسخت مكانتها كمقدمة بارزة، وحصدت عدة جوائز مرموقة في مجال الإعلام، منها جائزة وكالة "أسوشيتد برس" للبث الإذاعي في فيرجينيا عن أفضل تغطية إخبارية مستمرة، وكذلك جائزة "إدوارد ر. مورو" المرموقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
مخاض على الهواء.. مذيعة أميركية تواصل عملها لـ3 ساعات قبل ولادتها
في واقعة استثنائية، دخلت المذيعة الأميركية أوليفيا جاكويث في مرحلة المخاض أثناء تقديمها النشرة الصباحية المباشرة على قناة "سي بي إس 6" بمدينة ألباني في ولاية نيويورك، من دون أن تتوقف عن أداء مهامها، بل واصلت البث لـ3 ساعات كاملة رغم بداية آلام الولادة. جاكويث التي كانت حامل بطفلها الثاني، وصلت إلى أستوديو القناة في تمام الساعة 4:15 صباحا، حينما شعرت بانفجار كيس الماء؛ العلامة الأولى لانطلاق المخاض. لكنها قررت البقاء في الأستوديو وتقديم النشرة، بمساعدة زميلتها جوليا دان، التي كانت هي الأخرى حاملا. وخلال البث، لم تغب روح الدعابة عن الشاشة؛ إذ ظهرت عبارات مرحة مثل: "يومين بعد الموعد المتوقع" و"قريبا: وصول الطفل كوينسي"، في إشارة طريفة إلى أن الولادة باتت وشيكة. وفي بداية النشرة، أعلنت زميلتها دان "لدينا بعض الأخبار العاجلة هذا الصباح – حرفيا. انكسر كيس الماء لدى أوليفيا، وهي تُقدّم الأخبار الآن وهي في مرحلة المخاض النشط". وظلت جاكويث على الهواء، في الوقت الذي كانت دان توثق اللحظات عبر البث المباشر على فيسبوك. وعن قرارها بعدم المغادرة مباشرة، قالت جاكويث لاحقا لصحيفة "تايمز يونيون" المحلية: "كان بإمكاني العودة إلى المنزل، لكنني شعرت براحة أكبر في الأستوديو بدلا من الانتظار بقلق في المستشفى". وانتهى البث في الساعة 7:56 صباحا، لتتوجه جاكويث فورا إلى المستشفى، حيث وضعت مولودها الثاني، كوينسي، في اليوم التالي. وقد لاقت هذه الحادثة صدى واسعا على مستوى وسائل الإعلام الأميركية، وأثارت إعجاب المتابعين وزملائها، الذين وصفوا تصرفها بأنه "رمز للمهنية والالتزام والهدوء تحت الضغط". وكانت أوليفيا جاكويث ولدت وتخرجت في مدرسة نيسكايونا الثانوية ثم في كلية ماريست. بدأت مسيرتها الإعلامية بالانضمام إلى شبكتي "يو إس إيه" و"سايفاي"، قبل أن تنتقل للعمل في هيئة البث بمنطقة العاصمة واشنطن. لاحقا، عادت إلى الشاشة عبر محطة "ويني" في مدينة إلميرا، حيث عملت كمذيعة ومنتجة. منذ انضمامها إلى محطة "سي بي إس 6″، رسخت مكانتها كمقدمة بارزة، وحصدت عدة جوائز مرموقة في مجال الإعلام، منها جائزة وكالة "أسوشيتد برس" للبث الإذاعي في فيرجينيا عن أفضل تغطية إخبارية مستمرة، وكذلك جائزة "إدوارد ر. مورو" المرموقة.


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
"فايب كودينغ".. هل تصبح المشاعر لغة البرمجة الجديدة؟
ستأتي الأدوات وتذهب، لكنّ مبرمج الإحساس وحده من يبقى".. بهذه العبارة العميقة، يلخص المنتج الموسيقي ريك روبن حقيقة تتجاوز الموسيقى وتمتد إلى كل حقل إبداعي، ومنها البرمجة. فالأدوات ليست سوى وسائط متغيرة، بينما تبقى القيمة الحقيقية في الشخص الذي يستخدمها ليُترجم إحساسه وفكرته إلى شيء ينبض بالحياة. منذ أن وضع آلان تورينغ أسس ما يُعرف اليوم بنظرية الحوسبة، بدأت رحلة البرمجة كلغة للحوار مع الآلة، ثم جاءت أولى لغاتها مثل "فورتران" (Fortran) في خمسينيات القرن الماضي، لتمنح الإنسان القدرة على تحويل الأفكار المجردة إلى تعليمات قابلة للتنفيذ. ومنذ ذلك الحين، تطورت البرمجة من كتابة يدوية معقدة إلى منظومات ذكية، لكنها ظلت في معظمها مرتبطة بمن يملكون خلفية تقنية متقدمة. غير أن هذا الواقع يشهد اليوم تحولا جذريا، تقوده أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تعيد تعريف البرمجة كفعل إبداعيّ مفتوح للجميع، حتى لمن لا يملكون خبرة تقنية. من بين هذه الأدوات، تبرز مقاربة جديدة تعرف باسم "فايب كودينغ" (Vibe Coding) أو "مبرمج الإحساس"، وهي طريقة تسمح بإنشاء تطبيقات وخدمات رقمية عبر تفاعل حدسي مع الذكاء الاصطناعي، بدلا من الأوامر البرمجية الصارمة. ما هو "فايب كودينغ"؟ ومن أين أتى؟ مصطلح "فايب كودينغ" صاغه المهندس البارز أندريه كارباثي، الرئيس السابق للذكاء الاصطناعي في شركة "تسلا" وأحد المؤسسين التقنيين في "أوبن إيه آي". في فبراير/شباط الماضي، نشر كارباثي تغريدة على منصة "إكس – تويتر سابقا" قال فيها: "هذا نوع جديد من البرمجة أسميه 'فايب كودينغ'، هو عندما تستسلم تماما للإحساس، وتحتضن التسارع، وتنسى حتى أن الكود موجود." بهذا، تتحول البرمجة من نشاط تقني صارم إلى عملية أكثر قربا من الإبداع الفني، حيث يتفاعل المستخدم مع أدوات مثل " شات جي بي تي" أو "كوبايلوت" (Copilot) أو "كلود"، مستخدما أوصافا بلغة طبيعية، فتقوم النماذج الذكية بتوليد الكود تلقائيا. وقد لاقت هذه الفكرة صدى كبيرا، خصوصا في أوساط المستخدمين غير المتخصصين، ممن وجدوا أنفسهم قادرين على بناء نماذج أولية وتطبيقات فعلية دون الحاجة إلى تعلم لغات برمجة تقليدية. كما أشار المطوّر سايمون ويلسون: "لقد عبر هذا عن لحظة لامست الكثير من الناس، لأن عددا كبيرا من المبرمجين بدؤوا فعليا في استخدام هذه الأدوات وحققوا نتائج مبهرة." هذا النهج الجديد لا يتطلب كتابة كل سطر برمجي يدويا، بل يكفي أن يوضح المستخدم فكرته العامة أو "الجو" الذي يريد أن يتمتع به التطبيق. ومن هنا، يتولى الذكاء الاصطناعي تحويل هذه الرؤية إلى كود جاهز للتنفيذ. في البداية، بدأ مصطلح "فايب كودينغ" كمجرّد صيحة من وادي السيليكون ، لكن سرعان ما أصبح اتجاها حقيقيا يعيد تشكيل طريقة تطوير البرمجيات. فبدلا من الالتزام الصارم بقواعد بناء الجملة والهيكلة الكلاسيكية، بات بإمكان المستخدم ببساطة أن يصف مشكلته أو فكرته بلغة انجليزية طبيعية، لتقوم الأداة الذكية بتحويلها إلى كود وظيفي. كارباثي وصف ذلك بروح دعابة قائلا: "أحدث لغة برمجة هي اللغة الإنجليزية." وهذا يلخص فكرة أن البرمجة لم تعتمد فقط على معرفة لغات البرمجة، بل على وضوح الرؤية والقدرة على التعبير عنها. وقد شارك كارباثي تجربته قائلا: "إنها ليست برمجة حقا – أنا فقط أرى أشياء وأقول أشياء وأشغل أشياء وأنسخُ وألصق أشياء، وفي الغالب تنجح." ما يكشف عن الفارق الجوهري بين النهج الحدسي الجديد والمنهج التقليدي المبني على التحكم الصارم بالكود. كيف يغير الذكاء الاصطناعي شكل البرمجة؟ هذا التحول فتح المجال أمام جمهور أوسع لدخول عالم تطوير البرمجيات، حتى من لا يجيدون أي لغة برمجة. أصبح بالإمكان، لمن يمتلك فكرة واضحة أو تصورا لتجربة ما، أن يبني نموذجا أوليا أو حتى منتجا متكاملا بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت نفسه، لا يقصي هذا النمط المطورين المحترفين، بل يوفر لهم أدوات لتسريع العمل وأتمتة المهام المتكررة، مما يمنحهم مزيدا من التركيز على التصميم والرؤية. فالمهام الروتينية باتت تنجز بسرعة مذهلة، ما يقلص الفجوة الزمنية بين الفكرة والتنفيذ. وبفضل هذه التطورات، يُتوقع أن يبدو مجال هندسة البرمجيات مختلفا تماما بحلول نهاية عام 2025، حيث تزداد قدرات الذكاء الاصطناعي على فهم الأوامر اللغوية وتحويلها مباشرة إلى تطبيقات قابلة للتنفيذ. كيف يعمل "فايب كودينغ"؟ يعمل "فايب كودينغ" أو "مبرمج الإحساس" من خلال تفاعل وثيق بين التوجيه البشري وإنشاء المحتوى بالذكاء الاصطناعي، حيث يقدم المستخدم تعليمات أو أوصافا أو أهدافا بلغة يومية، فتقوم أدوات الذكاء الاصطناعي بترجمة ذلك إلى كود برمجي. وغالبا ما تكون هذه العملية تكرارية وتفاعلية، وتتبع المسار التالي: أنت تصف ما تريد: على سبيل المثال، قد تقول: "أنشئ صفحة ويب بسيطة تعرض حالة الطقس الحالية لمدينة يدخلها المستخدم".. هذا الوصف أو "الموجه" (Prompt) يُعطى لمساعد ترميز يعمل بالذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي ينشئ الكود: استنادا إلى تدريبه على كميات ضخمة من البيانات البرمجية، يحاول الذكاء الاصطناعي إنشاء كود يفي بطلبك. قد يكتب "إتش تي إم إل" (HTML) و"سي إس إس" (CSS) و"جافا سكريبت" (JavaScript) تلقائيا. يمكن تشبيهه بالإكمال التلقائي المعزز، حيث يتنبأ بالكود الذي يتوافق مع وصفك. أنت تراجع وتوجه: بعد أن يقدم الذكاء الاصطناعي الكود، تقوم أنت بمراجعته. هل تعملُ الصفحة كما تصورتها؟ قد تحتوي المحاولة الأولى على بعض المشكلات. عندها، تقدم ملاحظات إضافية مثل: "اجعل التصميم أكثر ألوانا وأضف معالجة للأخطاء إذا لم يتم العثور على المدينة"، فيقوم الذكاء الاصطناعي بتعديل الكود وفقا لذلك. كرر حسب الحاجة: تتواصل هذه الدورة (وصف، توليد، مراجعة، تعديل) حتى تصل إلى نتيجة مُرضية. وبفضل السرعة الهائلة في توليد الأكواد، يمكن إجراء تكرارات عديدة خلال فترة زمنية قصيرة. أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة تظهر قوة مذهلة في هذا السياق، إذ لا تكتب الكود فحسب، بل تساعد أيضا في تصحيحه وتحسينه. فإذا واجه الكود خطأً أثناء التنفيذ، يمكنك ببساطة لصق رسالة الخطأ في أداة الذكاء الاصطناعي وطلب المساعدة. وقد لاحظ أندريه كارباثي أن هذه الطريقة غالبا ما تحلّ المشكلة على الفور، حيث يقرأ الذكاء الاصطناعي رسالة الخطأ ويشرحها، ثم يقترح التعديل المناسب. من ناحية أخرى، مع البرمجة بأسلوب "فايب كودينغ"، لم يعد من الضروري حفظ الصيغ الدقيقة للأوامر البرمجية، مثل حلقات التكرار (for-loop) أو تفاصيل الدوال. يكفي أن تعبّر بلغة طبيعية عما تريد تحقيقه، وسيتولى الذكاء الاصطناعي كتابة الكود نيابة عنك، كما لو كنت تعمل مع "مساعد مبرمج شديد المعرفة". وقد أظهرت أدوات مثل "غيت هاب كوبايلوت" (GitHub Copilot) هذه القدرة بوضوح، فعند تقديم مسألة برمجية بلغة طبيعية، يستطيع "كوبايلوت" توليد كود للحل، بل ويمكنه تحويل التعليقات المكتوبة بالإنجليزية إلى كود قابل للتنفيذ، بل وإكمال دوالٍ بأكملها لك. من جهة مماثلة، توسع البرمجة بأسلوب "فايب كودينغ" هذا المفهوم ليشمل مهام أكبر، مثل إنشاء وحدات برمجية كاملة أو تطبيقات بسيطة انطلاقا من وصف عالي المستوى. لتوضيح ذلك أكثر، دعونا نقدم مثالا بسيطا: لنفترض أنك تطوّر موقعا لبيع المنتجات وتحتاج إلى دالة (كود برمجي) لتحويل السعر من الدولار إلى اليورو. بالطريقة التقليدية، ستبحث عن سعر الصرف الحالي، ثم تختار مكتبة مناسبة للتعامل مع الشبكة، وتكتب الكود يدويا. أما بأسلوب "فايب كودينغ"، فيكفي أن تفتح أداة الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" وتكتب: "أنشئ دالّة بلغة بايثون لتحويل السعر من الدولار إلى اليورو"، وسيولد الذكاء الاصطناعي كودا بسيطا مثل هذا: وإذا أضفت: "اجعل الدالة تجلب سعر الصرف من الإنترنت تلقائيا." فسيقوم الذكاء الاصطناعي بتحديث الكود مباشرة إلى هذا: بل وقد يضيف تعليقا يوضح وظيفة هذا الجزء من البرنامج. أنت بهذه الطريقة، لم تكتب سطر كود يدويا، ولم تبحث عن مكتبة "ريكويست" (requests) أو طريقة قراءة البيانات من الإنترنت، فقط وصفت ما تريده بلغتك الطبيعية، وتولّى الذكاء الاصطناعي الباقي. إعلان حين تتحول الأفكار إلى كود.. أمثلة حيّة على "فايب كودينغ" بالنسبة للمهام الأكثر تعقيدا، تتيح البرمجة بأسلوب "فايب كودينغ" توليد كتل كبيرة من الكود، بل وحتى إنشاء ملفات متعددة. فقد شارك أحد المدونين تجربته، موضحا كيف اكتفى بوصف تطبيق كامل، فاستجاب الذكاء الاصطناعي بإنشاء نموذج أولي يعمل وإن كان غير مكتمل، حيث طلب من الذكاء الاصطناعي: "أنشئ لي تطبيق رياكت (React) من الصفر يمكنه التقاط صورة لقائمة طعام في مطعم، وترجمتها، ثم عرض قائمة الأطعمة مع صور. يجب أن يكون تطبيق ويب تقدمي (PWA) ويحتوي على زر للكاميرا". (يمكن الاطلاع على تفاصيل التجربة من هنا). وقد استخدم في ذلك نموذج "كلود" (Claude) من خلال أداة تعرف باسم "كورسر" (Cursor)، فأنشأ الذكاء الاصطناعي هيكل مشروع "رياكت" كاملا متضمنا الكود المناسب. ورغم أن النتيجة الأولية لم تكن مثالية، إذ اتسم الهيكل ببعض الفوضى والمشكلات، فإنه عمل بعد تعديلات بسيطة. وهذا يظهر قدرة "فايب كودينغ" على إنتاج أجزاء كبيرة من مشروع متكامل اعتمادا على وصف بشري فقط، إذ يمكن الحصول على كمّ كبير من الكود دفعة واحدة، ثم تحسينه تدريجيا عبر التوجيه المستمر. وفي مثال واقعي آخر، استخدم أحد الهواة "فايب كودينغ" لإنشاء تطبيق ويب خاص بروبوت رسم من نوع "افعلها بنفسك" (DIY)، حيث وصف للذكاء الاصطناعي آلية عمل التطبيق المطلوب، والذي يستقبل صورة بصيغة "إس في جي" (SVG) ويحولها إلى أوامر تحكم بالمحركات لتوجيه آلة الرسم، فجاءت استجابة الذكاء الاصطناعي على هيئة موقع فعال يؤدي هذه المهمة فعلا، مما أتاح للمستخدم تنفيذ مشروع ظل يفكر فيه منذ عام كامل. اللافت في هذه التجربة أنه أنجز ذلك قبل حتى أن يكتمل بناء العتاد (Hardware)، إذ كان البرنامج جاهزا بحلول الصباح، ومعظمه مكتوب باستخدام الذكاء الاصطناعي استنادا فقط إلى وصفه، وهو ما يعدّ مثالا حيّا على نجاح "فايب كودينغ" بامتياز. وبما أن الذكاء الاصطناعي يتولى مهمة الصياغة البرمجية والتعامل مع التفاصيل التقنية المعقدة، فإن "فايب كودينغ" يمكن أن يقلص منحنى تعلم البرمجة بشكل ملحوظ. فالمهام التي كانت تتطلب إتقان لغة برمجة وإطار عمل معين، بات إنجازها ممكنا بمجرد وصف الهدف النهائي. وقد أشار أحد الباحثين في جامعة كامبريدج إلى أنه "بالنسبة للمبتدئ تماما الذي بدأ لتوه استكشاف البرمجة، يمكن أن يكون من المرضي للغاية أن يبني شيئا يعمل خلال ساعة واحدة فقط"، باستخدام هذه الأساليب المدعومة بالذكاء الاصطناعي. بمعنى آخر، أصبح بإمكان أي شخص، حتى دون أي خبرة سابقة في البرمجة، أن ينشئ تطبيقا بسيطا وفعالا بسرعة كبيرة، وهو أمر لم يكن واردا في السابق دون شهور من التعلم. ومع ذلك، من الضروري الإشارة إلى أن البرمجة بأسلوب "فايب كودينغ" غالبا ما تكون عملية تكرارية. فالذكاء الاصطناعي لا ينتج النتيجة المثالية من المحاولة الأولى، بل يحتاج إلى توجيه يشبه ما يقدم للمبرمج المبتدئ خطوة بخطوة، ويظل دور الإنسان أساسيا في رسم ملامح المنتج النهائي، وتجزئة المشروع إلى مهام واضحة وقابلة للتنفيذ. في المقابل، يتكفل الذكاء الاصطناعي بالأجزاء المملة، بل وقد يساعد أحيانا في كشف الأخطاء أثناء التنفيذ. هذا التعاون التفاعلي، حيث يضع الإنسان الرؤية، ويقوم الذكاء الاصطناعي بالتنفيذ والمقترحات، هو جوهر طريقة عمل "فايب كودينغ". بيئات "فايب كودينغ" الذكية التي تعيد تعريف البرمجة تمّ تطوير مجموعة متنوعة من الأدوات والمنصات لدعم أسلوب "فايب كودينغ"، تتفاوت في وظائفها بين محررات كود مدعومة بالذكاء الاصطناعي ومساعدين برمجيين يعملون عبر الإنترنت. فيما يلي نظرة عامة على أبرز هذه الأدوات وما توفره من إمكانيات لمساعدة المستخدمين على تحويل الأفكار إلى كود فعال بسهولة وسرعة: "كورسر" (Cursor) "كورسر" هو محرر كود مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مبني على "في إس كود" (VS Code-Visual-Studio – Code)، ويدمج قدرات الذكاء الاصطناعي مباشرة داخل بيئة التطوير الخاصة بك. يتميز بشريط جانبي يعرف بـ "كومبوزر" (Composer)، حيث يمكنك التفاعل مع الذكاء الاصطناعي باستخدام اللغة الطبيعية لكتابة الكود أو تعديله ضمن ملفاتك مباشرة. أبرز الميزات: استكشاف الكود، وتطوير ميزات جديدة، وتعديل الكود الحالي عبر تفاعل طبيعي داخل محادثة "كومبوزر". وضعا التشغيل: الوضع العادي، حيث يتصرف كمساعد ذكي ينتظر أوامرك ويقترح تغييرات يمكنك مراجعتها. ووضع العميل (Agent)، حيث ينفذ أوامر عالية المستوى بشكل تلقائي وعلى مراحل، مثل تنفيذ التعليمات أو إدارة الملفات. تحكم كامل للمستخدم: بإمكانك تحديد الملفات أو أجزاء الكود التي يسمح للذكاء الاصطناعي بالوصول إليها. كما يعرض "كورسر" التغييرات (diffs) قبل تنفيذها، مما يمنحك حرية مراجعتها والموافقة أو الرفض. ميزات إضافية سهلة الاستخدام: توفر الواجهة أزرارًا ذكية، مثل زر "فكس ويذ إيه آي" (Fix with AI) الذي يظهر عند وجود خطإٍ في الكود، ويفعّل اقتراحات إصلاح مدعومة بالذكاء الاصطناعي. ونظرا لكونه مبنيا على محرر مألوف (VS Code)، فإنه يوفر تجربة استخدام مريحة للمطورين، ويتيح في الوقت ذاته لغير المطورين فهم ما يقوم به الذكاء الاصطناعي من خلال واجهة مرئية واضحة. يعدّ "كورسر" من أبرز الأدوات في مجال "فايب كودينغ"، وغالبا ما يشار إليه كأحد أبرز الأمثلة على هذا التوجه الجديد. "ربلت" هي منصة برمجة سحابية (في المتصفح IDE) تسهل عملية التطوير باستخدام الذكاء الاصطناعي، دون الحاجة إلى أي إعدادات أو تثبيت مسبق. وق صرح المدير التنفيذي أمجد أسعد بأن: "البرمجة بأسلوب "فايب مودينغ" أصبحت واقعا"، إذ أن 75% من مستخدمي "ربلت" لا يكتبون أي كود يدويا. حيث يعتمد هؤلاء المستخدمون على مكتبات "ربلت"، والقوالب الجاهزة، بالإضافة إلى مساعد الذكاء الاصطناعي المدمج "غوست رايتر" (Ghostwriter). وتشمل قدرات الذكاء الاصطناعي في المنصة ما يلي: توليد الكود تلقائيا. شرح الكود الحالي لتبسيط فهمه. نشر التطبيقات عبر أوامر وصفية بسيطة. من أجل هذا، تعدّ "ربلت" مناسبة جدا للمبتدئين وغير المبرمجين، حيث يكفي أن تكتب ما تريده في محادثة الذكاء الاصطناعي، ليقوم تلقائيا بإنشاء ملفات "إتش تي إم إل" (HTML) و"سي إس إس" (CSS) و"جافا سكريبت" (JavaScript). علاوة على ذلك، يمكنك مشاهدة التطبيق يعمل مباشرة من خلال نافذة معاينة حيّة، مما يتيح تجربة تفاعلية سلِسةً. ونظرا لأن كل شيء يتم عبر الإنترنت، يمكنك بدء مشروعك بنقرة واحدة فقط، دون الحاجة لأي إعدادات محلية. بالتالي فإن "ربلت" تجعل الانتقال من الفكرة إلى التطبيق العملي سريعا وسلسا، وكل ذلك يتم من خلال بيئة سحابية متكاملة. "كوبايلوت" هو مبرمج مساعد مدعوم بالذكاء الاصطناعي، طُوّر بالتعاون بين "غيت هب" (GitHub) و"أوبن إيه آي". يستخدم كإضافة ضمن محررات الكود مثل "في إس كود" (VS Code)، حيث يقوم بإكمال الكود تلقائيا أثناء الكتابة. في بداياته، كان "كوبايلوت" يركز على اقتراح السطر أو الكتلة التالية من الكود فقط، لكنه تطور لاحقا ليشمل وضع الدردشة (Copilot Chat)، الذي يتيح لك طرح أسئلة برمجية باستخدام اللغة الطبيعية والتفاعل مع الذكاء الاصطناعي داخل بيئة التطوير. ويعدّ "كوبايلوت" مفيدا جدا لأسلوب "فايب كودينغ"، إذ يمكنك مثلا كتابة تعليق داخل الكود مثل (// sort a list of strings alphabetically )، ليقوم تلقائيا بتوليد الكود المناسب أسفل هذا التعليق. كما يمكنه أيضا توليد حلول كاملة استنادا إلى وصف المشكلة بلغة طبيعية. تتمثل قوة "كوبايلوت" في كونه رفيقا ذكيا أثناء الكتابة. فهو يقدم باستمرار اقتراحات متنوعة لتنفيذ ما تفكر فيه. ولهذا، يعدّ خيارا مثاليا للمستخدمين المتمرسين في التكنولوجيا، وإن لم يكونوا مبرمجين محترفين، إذ يمنحهم شعورا بأن الأداة تفهم نواياهم وتكمل عملهم. ومع ذلك، فإنه يستخدم غالبا من قبل أشخاص لديهم خبرة مسبقة في كتابة الكود، نظرا لكونه مدمجا في محرّرات البرمجة وليس في واجهة دردشة مستقلة فقط. لذلك، يعد أداة رائعة لمن يرغب في البدء بتعلم البرمجة بشكل فعلي، مع الاستفادة من دعم الذكاء الاصطناعي أثناء رحلة التعلم. "شات جي بي تي" والمساعدون المعتمدون على نماذج اللغة الكبيرة (LLM) يمكن استخدام "شات جي بي تي" من " أوبن إيه آي"، و"كلود" (Claude) من "أنثروبيك"، وغيرهما من روبوتات الدردشة المعتمدة على نماذج اللغة الكبيرة "إل إل إم" (LLM) في أسلوب "فايب كودينغ"، حتى وإن لم تكن هذه الأدوات بيئات تطوير متكاملة مخصصة للبرمجة. في الواقع، يكتفي العديد من المستخدمين بفتحِ "شات جي بي تي" في متصفّحهم وكتابةِ وصفٍ للبرنامج الذي يرغبون في إنشائه. بدوره، يقوم "شات جي بي تي" بإنتاج كود ضمن كتل منسقة يمكن نسخها ولصقها بسهولة في بيئة التطوير الخاصة بك. فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تطلب: "أريد صفحة 'إتش تي إم إل' (HTML) بسيطة تحتوي على نموذج لإدخال رقم وزر يقوم بحساب مربع هذا الرقم باستخدام "جافا سكريبت" (JavaScript)"، و سينشئ "شات جي بي تي" كود "إتش تي إم إل " (HTML) و"جي إس" (JS) المطلوب بكل سلاسة. كما يمكنه أيضا شرح الكود خطوة بخطوة في حال طلبت ذلك، مما يعزز من فهمك لما تم توليده. ومع ذلك، هناك بعض القيود. إذ لا يمكن لـ "شات جي بي تي" تشغيل أو اختبار الكود بشكل مباشر، لذا يتوجب عليك تنفيذ هذه الخطوة بنفسك. لكن بالرغم من ذلك، فهو يعدّ أداة قوية جدا كمساعد برمجي. إضافة إلى ذلك، هناك تحسينات وإضافات مثل بيئة تفسير الكود الخاصة بـ "شات جي بي تي" والإضافات المجتمعية، والتي يمكن أن تساعد في تنفيذ الكود أو إدارة الملفات، مما يجعل هذه الأدوات تقترب تدريجيا من أن تصبح بيئات "فايب كودينغ" متكاملة. وبالمثل، يُعرف "كلود" من "أنثروبيك" بقدرته على معالجة أوامر طويلة ومعقدة، وهو ما يكون مفيدا بشكل خاص عند تقديم كميات كبيرة من الكود وطلبِ تعديلات عليها دفعة واحدة. "ويند سيرف إيه آي" (Windsurf AI) يعدّ "ويند سيرف إيه آي" محرر كود وبيئة تطوير مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وغالبا ما يقارن بأداة "كورسر" (Cursor). ومع ذلك، يتبع "ويند سيرف" فلسفة مختلفة قليلا، إذ يحتوي على وضع "وكيل افتراضي" يعمل بشكل أكثر تلقائية، مما يجعل تجربة الاستخدام أكثر سلاسة ومرونة. فعلى سبيل المثال، يقوم "ويند سيرف" تلقائيا باستخلاص الأجزاء ذات الصلة من قاعدة الكود الخاصة بك، بل ويمكنه أيضا تشغيل الكود لعرض النتائج أثناء توليده للتغييرات. الهدف من ذلك، هو إبقائك في تدفق العمل، إذ يكفي أن تصف ما تريده، ليتولى الذكاء الاصطناعي تنفيذ المطلوب وعرض النتيجة، مما يتيح لك التكرار بسرعة دون انقطاع. في المقابل، يلزمك "كورسر" بمراجعة كل تغيير وقبوله بشكل صريح، مما يمنحك تحكما أكبر في تفاصيل الكود. ولكن لكل نهج مزاياه، إذ يُفضل "ويند سيرف" لمن يبحث عن تجربة أكثر تلقائية وخالية من الخطوات اليدوية، وهو ما يجذب غير المبرمجين أو من يفضلون البساطة. أما "كورسر"، فيوفّر المزيد من نقاط التفتيش والمراجعة، وهو مناسب لمن يريد فحص كل خطوة بعناية. وبالتالي، كلا الأداتين تخدمان أسلوب "فايب كودينغ" بكفاءة، ويعتمد الاختيار بينهما غالبا على تفضيلات المستخدم ودرجة تحكمه المطلوبة. والخبر الجيد أن هذه الأدوات أصبحت اليوم أكثر سهولة في الاستخدام، إذ تهدف إلى تمكينك من البرمجة باستخدام اللغة الطبيعية، مع توفير ميزات إرشادية في حال لم تكن متأكدا من الخطوة التالية. على سبيل المثال، تظهر واجهة "كورسر" اقتراحات ذكية، أو ما يعرف بـ "رسالة التزام إيه آي" (AI commit message) التي تلخص التغييرات المقترحة، مما يساعدك على التعلم وتتبع التعديلات. وبالمثل، قد يعرض "ربلت" (Replit) خطوات تالية بعد تنفيذ كود معين، مثل اقتراح "هل تريد نشر هذا التطبيق على الويب؟" مما يجعل التجربة أكثر تكاملا وسلاسة. تجربة عمليّة بسيطة بأسلوب "فايب كودينغ" باستخدام أداة "ربلت" (Replit) قررت تجربة أسلوب "فايب كودينغ" من خلال استخدام أداة "ريبلت". الهدف من هذه التجربة كان إنشاء تطبيق ويب بسيط لتحليل المشاعر في النصوص المكتوبة بواسطة المستخدم، باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الشعور وتغيير تأثيرات الصفحة بناء على النص. حيث قمت بوصف الفكرة لأداة "ربلت" على النحو التالي: "أنشئ صفحة ويب تتضمن "تيكست أريا" (TextArea) لكتابة أي نص، وتستعمل نموذج ذكاء اصطناعي لتحليل الشعور في النص (فرح، حزن، غضب، قلق..). إذا كان النص سعيدا، غير خلفية الصفحة إلى أصفر وأضف إيموجي الشمس. إذا كان النص حزينا، اجعل الخلفية رمادية مع إيموجي غائم.. إلخ. أعطني الكود كاملا باستخدام 'إتش تي إم إل' (HTML) و 'سي إس إس' (CSS) و'جافا سكريبت' (JavaScript)." بعد وصف الفكرة، قام "ربلت" بتوليد الكود تلقائيا. بمجرد إضافة النص في "تكست أريا" (TextArea)، يقوم النموذج بتحليل المشاعر بناء على الكلمات المُدخلة، سواء كانت تعبر عن الفرح أو الحزن أو الغضب. على سبيل المثال، عندما أضفت هذا النص الذي يعبر عن حالة من السعادة: "أشعر أنني في قمة العالم اليوم، كل شيء يسير على ما يرام، ولا أستطيع التوقف عن الابتسام"، تحولت الخلفية إلى اللون الأصفر مع إيموجي السعادة. وحين جربت إدخال كلمة "حزين"، قدم لي هذا التحليل مع تغيير الخلفية إلى اللون الرمادي، مع إيموجي الحزن. والجدير ذكره، أن الكود يظهر على يسار الشاشة، ويمكن للمستخدم تجربة التعديلات عليه مباشرة. في حال وجود خلل أو لزيادة دقة النتائج، يمكن للمستخدم تعديل الكود بسهولة ورؤية التغييرات على الفور. هذه المرونة تمكن المستخدم من تعديل النصوص أو الكود، وتجربة مختلف الحالات حتى يتم الوصول إلى النتائج المطلوبة. هل "فايب كودينغ" تطور واعد أم مجازفة غير محسوبة؟ الآراء حول "مبرمج الإحساس" متباينة بشكل واضح. فمن جهة، يرى البعض أن الحماس المحيط به مبالغ فيه. إعلان يقول سايمون ويلسون، مطور برمجيات: "هناك الكثير من الناس على 'لينكد إن' و'إكس-تويتر سابقا' يطلقون تصريحات مبالغ فيها بأن لا أحد يحتاج إلى تعلم البرمجة بعد الآن"، ويعتقد أن هذا النوع من الخطاب يضخم من قدرات "فايب كودينغ" ويمنحه أكثر مما يستحق في المرحلة الحالية. من جهة أخرى، يرى نواه جيانزيراكوزا، من جامعة بنتلي في والثام، ماساتشوستس، أن الاتجاه يحمل وعودا كبيرة للمستقبل، إذ يقول: "أشعر أن هذا اتجاه واعِد وسيتطوّر كثيرا وسنراهُ بشكل أوسع في المستقبل القريب، لكنه في الوقت الحالي لا يزال محدودا ويعاني من بعض مشاكل الموثوقية." في الواقع، كثيرا ما يكون الكود الناتج من أدوات "فايب كودينغ" مليئا بالأخطاء، ومع افتقار المستخدمين غير المتخصصين للمعرفة التقنية اللازمة لتصحيح هذه الأخطاء، فإنهم يعتمدون بشكل مفرط على نفس أدوات الذكاء الاصطناعي التي ارتكبت الخطأ أصلا، مما قد يكرس دورة من الاعتمادية والنتائج غير المضمونة. هل يهدد "فايب كودينغ" مستقبل مهندسي البرمجيات؟ من بين أبرز المزاعم المصاحبة لصعود الذكاء الاصطناعي هي قدرته المحتملة على الاستيلاء على الوظائف، بما في ذلك وظيفة مهندس البرمجيات. ومع ذلك، لا توجد دلائل قوية تشير إلى أن "فايب كودينغ" سيؤدي فعليا إلى استبدال المهندسين، رغم ما يروّج له أحيانا على وسائل التواصل الاجتماعي. في هذا السياق يوضح مات وود، من جامعة نورثمبريا في المملكة المتحدة، الأمر بعبارة حاسمة: "لن يستبدل المبرمجين". أما ويلسون، فيضيف منظورا عمليا: "أشعر أن وظيفة مهندس البرمجيات هي إنتاج برمجيات تعمل. وأحد الأسباب التي تجعلني لا أعتقد أننا سنُستبعد من وظائفنا بسبب هذه الأنظمة هو أن جزءا كبيرا من العمل الذي نقوم به كمُهندسي برمجيات لا علاقة له بكتابة الكود نفسه." بعبارة أخرى، لا يكمن جوهر عمل مهندس البرمجيات في كتابة الكود فحسب، بل في تصميم الحلول، وفهم المتطلبات، والتعاون مع الفرق، وضمان الجودة، وهي مهام لا يزال الذكاء الاصطناعي بعيدا عن إتقانها بالكامل. بالنهاية، ربما لا يكون "فايب كودينغ" ثورة تقنية تقصي المبرمجين، على الاٌقل حتى الآن، لكنه بلا شك تذكير بأن البرمجة لم تعد حكرا على من يتقن كتابة الرموز البرمجية. إنه يفتح الباب لتصور جديد: أن الإبداع والنية قد يصبحان نقطة الانطلاق، وأن الكود قد يأتي لاحقا كترجمة ذكية. ويبقى السؤال ليس إذا ما كانت الأدوات ستستبدل البشر، بل كيف سيعيد البشر تعريف دورهم بجانب هذه الأدوات؟


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
'جورج لوكاس'.. سيد سرد الحكايات وقائد الثورة الرقمية في هوليود
في المدرسة الثانوية، كان المراهق 'جورج لوكاس' شغوفا بسباقات السيارات، ولم يكن حلمه يوما صناعة الأفلام، بل أن يصبح سائق سباقات محترفا، ولكن قبل تخرجه في المدرسة الثانوية بأيام قليلة، وبالتحديد في 12 يونيو/ حزيران 1962، أصابه -وهو ابن 18 عاما- حادث أثناء قيادته سيارته، حين صدمته سيارة قادمة من الجانب الأيسر، فانقلبت سيارته عدة مرات، وسقط منها قبل لحظات من اشتعال النيران فيها. نجا 'جورج' بأعجوبة، لكنه أصيب إصابات خطيرة، وقضى أسابيع في رحلة التعافي، وقد قادته تلك التجربة القاسية إلى حافة الموت، لكنها كانت نقطة التحول الكبرى في حياته، فأجبرته على إعادة النظر في مستقبله. كانت كسوره في الحادث إشارة واضحة على أنه لن يكون سائقا في سباقات السيارات، وفي مواجهة هذه الخسارة، كان عليه أن يجد شغفا وهدفا جديدين. شغف سرد الحكايات بالعدسة.. سينما السرعة خلال مكوث 'جورج لوكاس' في المنزل عاجزا عن الحركة، اتجه نحو التأمل الذاتي، حتى استهواه التصوير الفوتوغرافي والسينما، فالتحق بعد شفائه بكلية الفنون السينمائية بجامعة جنوب كاليفورنيا، فاكتشف شغفا جديدا، هو سرد القصص بعدسة الكاميرا. وضعه هذا التحول على مسار أعاد به تعريف السينما، وطرح موضوعات كبرى مثل التمرد والقدر جنبا إلى جنب مع التكنولوجيا على طريقته، من خلال أفلام رائدة، منها: '1138 تي إتش إكس' (THX 1138)، عام 1971. 'غرافيتي أمريكي' 1973(American Graffiti)، عام 1973. 'حرب النجوم' (Star Wars)، عام 1977. لكن تأثير السباقات لم يفارقه، فقد استوحى مشهد سباقات الكبسولات عالية السرعة من شغفه بالسيارات السريعة في مراهقته، وذلك في فيلم 'حرب النجوم1 – تهديد الشبح' (Star Wars: Episode I – The Phantom Menace)، الذي أُنتج عام 1999. وقد عُمل مونتاج معارك الفضاء الشهيرة في 'حرب النجوم' بإيقاع ووتيرة تشبه سباقات السيارات، مما يعكس ارتباط 'لوكاس' العميق بالسرعة والخطر، وكان ما بدا نكسة مأساوية هو الدافع الأهم إلى مسيرة مهنية، أحدثت ثورة في سرد القصص الحديث. رؤية غيرت جوهر سرد القصص بالتكنولوجيا يغلب الظن أن من يتصدى لكتابة تاريخ السينما الحديثة، سيكون حريصا على التأكيد بأن 'جورج لوكاس' ليس مبتكر سلسلة أفلام 'حرب النجوم' فحسب، وهي إحدى أكثر السلاسل السينمائية شهرة وتأثيرا في تاريخ السينما، بل إنه أيضا ذو رؤية ثاقبة، غيّرت جوهر سرد القصص بالتكنولوجيا. فقد أعادت أعماله صياغة السرد السينمائي بدمج الهياكل الأسطورية مع الأدوات الرقمية الثورية، معيدا بذلك تعريف كيفية سرد القصص ومشاهدتها وتجربتها. ولد 'لوكاس' في كاليفورنيا عام 1944، ولم تظهر في حياته المبكرة بوادر تشير إلى إمبراطورية الإعلام التي بناها لاحقا، لكنه انغمس بعد التحاقه بكلية الفنون الجميلة في جامعة جنوب كاليفورنيا، في عالم السينما الطليعية والأوروبية، وانبهر بإمكانيات المونتاج والتركيب البصري التجريدي، وسرد القصص غير الخطي. اقتبس 'لوكاس' فيلمه الروائي الأول '1138 تي إتش إكس' من فيلم طلابي قصير، وكان رؤية مأساوية لمستقبل مجرّد من الشخصية، ومنظّم تكنولوجيا. ومع أنه كان ضعيف الأداء تجاريا، فقد أبرز انشغالات 'لوكاس' الرئيسية، وتتمثل في العلاقة بين البشر والتكنولوجيا، وقد تكرر الموضوع نفسه في رواياته، وفي مساره ومنهجه السينمائي. حقق 'لوكاس' نقلة نوعية في عام 1977 مع فيلم 'حرب النجوم'، الذي أعيدت تسميته لاحقا بـ'حرب النجوم 4: أمل جديد' (Star Wars: Episode IV – A New Hope). بدا الفيلم في أول وهلة حنينا لمسلسل 'باك روجرز في القرن الـ25' (Buck Rogers in the 25th Century) الذي عُرض بين عامي 1979-1981، وفيلم 'الحصن الخفي' (The Hidden Fortress) للمخرج الياباني 'أكيرا كيرو ساوا' (1958). لكنه صنع تداخلا في العمل بين السرد العتيق والسرد المستقبلي، وكان تأثير كتاب 'البطل ذو ألف وجه' 1949 (The Hero with a Thousand Faces) للكاتب الأميركي جوزيف كامبل واضحا على العمل، حيث استخدم 'لوكاس' هيكل 'رحلة البطل' النموذجي التي كانت موضوع الكتاب ليقدم نموذجا قصصيا عالميا لأجيال من صانعي الأفلام. صنع فيلم 'حرب النجوم' ثورة في التكنولوجيا، بقدر ما كان ثورة في الشكل السردي، لكن 'لوكاس' لم يجد المؤثرات التي يحتاجها لأوبرا الفضاء، فبنى مؤثراته الخاصة. صناعة المؤثرات البصرية الرقمية.. ثورة قهرت هوليود في عام 1975، أسس 'لوكاس' شركة 'إندستريال لايت أند ماجيك' (ILM)، وهي شركة مؤثرات بصرية أرست معايير جديدة في الصناعة، وطورت تقنيات في التصوير بالتحكم الحركي والمنمنمات، ولاحقا التركيب الرقمي، مما حول خياله إلى مجرة تبعد عن أرضنا ملايين السنوات الضوئية إلى واقع ملموس. والأهم من ذلك، أن استثماره في الابتكار التقني مكّن الكاميرا نفسها من أن تصبح أداة لسرد القصص، تحلق في الفضاء، وتدخل في مشاهد معارك مستحيلة، وتتابع الشخصيات بطرق جديدة. ومع أن نجاحاته كانت هائلة، فلم يكن تأثيره الأكبر في مجال الإخراج السينمائي، بل في التصوير الرقمي لسينما المستقبل، قبل وقت طويل من استسلام هوليود له، وكانت أفلامه التمهيدية لسلسلة حرب النجوم (1999-2005) هي الأولى التي صنعت عبر خطوط الإنتاج الرقمية بالكامل. وقد تضمن فيلم 'حرب النجوم: الحلقة الأولى – تهديد الشبح' أكثر من 2000 لقطة مؤثرات بصرية، دمج في كثير منها شخصيات رقمية تماما، منها 'غار غار بينكس'، الشخصية الخيالية في ملحمة حرب النجوم، ومسلسل 'حرب النجوم: حروب المستنسخين'، وقد جسّدها صوتيا الممثل الصوتي 'أحمد بيست'، وكان الدور كوميديا، وحظي باستقبال سلبي من النقاد والمشاهدين، لكنه ظل مثالا مبكرا ومثيرا للجدل على تقنية التقاط الحركة. أما فيلم 'حرب النجوم 2 – هجوم المستنسخين' (Star Wars: Episode II – Attack of the Clones) عام 2002، فقد صوّره 'لوكاس' بكاميرات رقمية عالية الدقة، وهو خيار رائد أثار انتقادات وإعجابا، وشكّلت هذه القفزة نقطة تحولا حاسما من الأفلام التناظرية وبكرات الفيلم إلى صناعة الأفلام المعتمدة على بيانات تحفظ في ملفات رقمية. لم يكن التحول إلى الرقمي أمرا جماليا ولا ماديا لتوفير التكلفة، بل تغييرا تاما لطريقة سرد القصص، فقد أتاحت الكاميرات الرقمية لقطات أطول، ومرونة أكبر، واعتمادا أقل على مواد الأفلام باهظة الثمن. وأصبحت مرحلة ما بعد الإنتاج ساحة إبداعية، فمن الممكن بناء عوالم وشخصيات وحالات مزاجية كاملة باستخدام البرامج. كما أحدث دفع 'لوكاس' نحو المونتاج الرقمي تحولا في البنية السينمائية، فقد كان له دور كبير في تطوير نظام المونتاج غير الخطي (EditDroid)، الذي تطور إلى 'آفيد' (Avid)، وغيره من أنظمة المونتاج الرقمية. وبفضل ابتكاراته في أدوات المونتاج غير الخطية أصبح صانعو الأفلام قادرين على تجربة الإيقاع والتماسك المكاني بحرية أكبر، وأصبح المونتاج تكراريا وسلسا كالكتابة، فطُمس الخط الفاصل بين التخطيط والاكتشاف. 'إنديانا جونز'.. ظاهرة تتجاوز الترفيه إلى التثقيف تعاون 'جورج لوكاس' مع صديقه المخرج الأمريكي الأيقوني 'ستيفن سبيلبيرغ' في فيلم 'إنديانا جونز' (Indiana Jones)، كاشفا بذلك جانبا آخر من عبقريته الإبداعية، وهو قدرته على إعادة تصور الأنواع السينمائية، التي تحمل ذكريات الماضي لجيل جديد. وقد ولدت سلسلة أفلام 'إنديانا جونز' في رأسه، بسبب شغفه بمسلسلات المغامرات في الثلاثينيات، فأصبحت سلسلة أفلام خالدة، تجمع سحر المدرسة القديمة، ورواية القصص السينمائية المتطورة. ابتكر 'لوكاس' شخصية 'إنديانا جونز' أول مرة باسم 'إنديانا سميث'، وكان 'حرب النجوم' أصبح ظاهرة عالمية عام 1977، فانجذب 'سبيلبيرغ' إلى الفكرة فورا، وكان يتطلع إلى إخراج فيلم على غرار 'جيمس بوند'، ونتج عن ذلك فيلم 'سارقو التابوت المفقود' (Raiders of the Lost Ark) عام 1981، الذي يمزج بين الحركة والألغاز القديمة، وعالم آثار مفعم بالحيوية، له بوصلة أخلاقية ناقدة، لكنها جذابة. ومع أن 'سبيلبيرغ' هو من أخرج الأفلام، فإن القصة كانت من بنات أفكار 'لوكاس'، فقد غرس في السلسلة أساطير تاريخية، ومواقع خلابة، وإيقاعا سرديا أبقى الجمهور منجذبا منذ المشهد الافتتاحي. والأهم من ذلك، أن الفيلم أظهر فهمه العميق لنماذج الأبطال العتيقة. ومثل 'لوك سكاي ووكر'، يعد 'إنديانا جونز' بطلا مترددا، وله علاقة معقدة بالسلطة والتاريخ والأخلاق. ومن الناحية التقنية، استخدم 'لوكاس' موارد شركة 'إندستريال لايت آند ماجيك'، لتوسيع آفاق سينما الحركة في أوائل الثمانينيات. ولم يكتفِ في فيلم 'إنديانا جونز' بالترفيه؛ بل ثقّف الجمهور، فقد أدخل علم الآثار والحضارات القديمة إلى الثقافة الشعبية، وأعاد إحياء اهتمام الجمهور بالتاريخ والأساطير، وتثبت مشاركته في السلسلة أنه بجانب الخيال العلمي كانت له قدرة فريدة على إحياء أشكال السرد القديمة وإعادة توظيفها، من مسلسلات المغامرات إلى الملاحم القديمة، وتحويلها إلى قصص ناجحة. السيطرة والصراع مع النظام القديم لم تقتصر ابتكارات 'لوكاس' على الأجهزة، بل أعاد تصور الشكل السردي بصفته وحدة نمطية وقابلة للتوسع، فهو من قدم بسلسلة 'حرب النجوم' عالم القصص بالوسائط، الذي يستطيع به المبدع سرد القصة بالأفلام والكتب وألعاب الفيديو والمسلسلات التلفزيونية، ويضيف إليها شخوصا وأماكن وأحداثا، لأنه لم يجعل قصته عالما مغلقا، بل عالما حيّا يتسع لشخصيات ووجهات نظر وجداول زمنية متعددة. وقد أحدث هذا النهج ثورة في تفاعل الجمهور، فلم يعد المشاهد يستهلك القصص فحسب، بل يسكنها، وفتح قرار 'لوكاس' بترخيص الشخصيات والأماكن لمواد، عالما ممتدا أمام سلاسل أفلام مثل 'مارفل' و'هاري بوتر' و'سيد الخواتم'، للتفكير فيما وراء السرديات المنفردة. واشتهرت 'الإصدارات الخاصة' التي أصدرها من ثلاثية 'حرب النجوم الأصلية' أواخر التسعينيات، بتعديل مشاهد رئيسية، باستخدام تقنية الصور المولّدة بالحاسوب، فأثار جدلا حول النية الفنية، والتأليف، وديمومة النص السينمائي. وقد دشن بذلك حقبة جديدة ترى أن الفيلم كائن قابل للتغيير، قد يُعاد تشكيله حتى بعد الإصدار، وتُراجع إصداراته الأولى، وتعدل لتصبح أجزاء سابقة -في زمنها الدرامي- لما قد صُنع وعُرض. استقلال عن حيتان هوليود ورقيبها لم تكن الثورة السردية والتقنية التي قادها 'لوكاس' تدور في الفراغ، بل في هوليود التي يعيش كبارها ويبرحون ويستمرون بالنظام الإنتاجي القائم، وكانت تحت أعين سلطة تحب السينما ليلا وتراقبها صباحا، وإن أنكرت. لذلك فقد احتُفي بالرجل وانتقد على حد سواء، بسبب ابتكاره منظومة إنتاجية متكاملة و متجاوزة، فلم يعد بحاجة إلى حيتان هوليود ولا سلطتها، وانضم إلى المنتقدين الحانقين عليه نقاد آخرون، رأوا أن اعتماده التام على تقنية الصور المولّدة بالحاسوب أضعف تطور الشخصيات. كان 'لوكاس' رائدا على المستوى الفني في سرد القصص الملحمية المستوحاة من الأساطير في الأفلام الحديثة، كما استوحى فيلم 'حرب النجوم' من رحلة البطل لـ'جوزيف كامبل'، فابتكر شخصيات نموذجية ومواضيع أخلاقية، لاقت صدى واسعا في شتى الثقافات، وطور عوالم خيالية متكاملة بلغاتها وتاريخها وجمالياتها (مثل: الغيداي، والسيث، والقوة)، وهو ما أرسى نموذجا لسرد السلاسل الفيلمية الجديدة وبناء الأكوان. أما إنتاجيا، فقد تحرر من سيطرة الأستوديوهات بتمويله الذاتي لأفلامه عبر شركته 'لوكاس فيلم'، واحتفظ بحقوق الترويج لسلسلة 'حرب النجوم'، وهي خطوة تاريخية، كما أنشأ 'لوكاس آرتس' للألعاب، و'سكاي ووكر ساوند'، و'لوكاس فيلم أنيميشن'. فالتحكم المستقل في الإنتاج والملكية الفكرية قد يكون أقوى من صفقات الأستوديوهات، وكان لا بد للثائر الجديد أن يواجه قوى السوق القديمة، فاستسلمت بعد أن حسم الجمهور المعركة في شباك التذاكر. شجاعة وضعت حجر أساس الثورة الرقمية بعد النقد والهجوم، اعترف كبار صناع السينما في العالم أنه لولا شجاعة 'جورج لوكاس'، ومغامراته الأولى في الإنتاج لاستغرق التصوير السينمائي الرقمي وقتا أطول ليحظى بقبول صناع السينما. ولعل النجاح الكبير في سلاسل الأفلام الرقمية، يعود الفضل فيه للبنية التحتية الرقمية التي أسهم 'جورج لوكاس' في وضع حجرها الأساس في عالم السينما، ومن تلك السلاسل: 'أفاتار' (Avatar) للمخرج 'جيمس كاميرون'. 'سيد الخواتم' (The Lord of Rings) للمخرج 'بيتر جاكسون'. 'المصفوفة' (The Matrix) للأخوين 'واتشوسكي'. لقد غير 'جورج لوكاس' طريقة صناعة الأفلام، وكيفية سرد القصص، وكيفية تفاعل الجمهور مع العوالم السردية. ولم يقتصر اعتماده الأدوات الرقمية على العرض المذهل فحسب، بل امتد إلى منح المبدعين حرية تخيل المستحيل، وإعادة صياغة الأساطير بما يتناسب مع العصر الحديث.