logo
الصحافة العالمية تحذّر من تداعيات إقليمية تلوح في الأفق

الصحافة العالمية تحذّر من تداعيات إقليمية تلوح في الأفق

صحيفة الشرقمنذ 6 ساعات

0
إسرائيل
في خضم التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران، تطرقت الصحافة العالمية الى تحليل خلفيات الحرب، وتقييم دوافعها وتداعياتها الإقليمية والدولية، مع تسليط الضوء على خطورة اللحظة الراهنة وما قد تحمله من تحولات استراتيجية غير مسبوقة. وقد تميزت تغطية عدد من كبريات الصحف الدولية – من الغارديان البريطانية إلى فورين أفيرز الأمريكية – بتناول نقدي وعميق، يجمع بين التحليل السياسي والعسكري والتحذير من العواقب بعيدة المدى. وتناولت التقارير العالمية الموضوع من زاوية ميدانية وتقنية، حيث حذّرت من أن الضربات الإسرائيلية قد تدفع طهران إلى تسريع مساعيها النووية، في ظل غموض كبير حول حجم الأضرار ومدى تأثيرها على قدرة إيران واستعدادها للتراجع. محذّرة من اتساع نطاقه، ومؤكدة أن ما يجري ليس مجرد تبادل ضربات تقني، بل مواجهة وجودية مشحونة بالحسابات السياسية والأجندات الشخصية، في لحظة حرجة من تاريخ الشرق الأوسط.
- الغارديان: الحرب لم تكن حتمية.. لكنها خيار إسرائيل
قال مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية إن التصعيد العسكري الحالي بين إسرائيل وإيران ليس نتيجة حتمية لمسار تاريخي طويل، بل هو نتيجة قرار سياسي اختارت فيه إسرائيل اللجوء إلى الحرب، رغم إمكانية تجنبها.
وأكد المقال أن المفاوضات الدبلوماسية كانت لا تزال قائمة عندما انطلقت الطائرات الإسرائيلية لقصف أهداف داخل إيران، مشيرًا إلى أن الضربات الجوية التي تنفذها إسرائيل غير شرعية وغير مبررة، ومن غير المرجح أن تحقق هدفها المعلن والمتمثل في إنهاء البرنامج النووي الإيراني، بل قد تؤدي إلى تسريعه.
وحذر المقال من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى نتائج كارثية يصعب احتواؤها.
وأضاف المقال أن الصراع خرج عن إطاره المحدود الذي طبع مواجهات العام الماضي، ليتحوّل إلى حرب مفتوحة تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وسط سقوط ضحايا مدنيين من الطرفين واستهداف مباشر للقادة، في وقت أصبح فيه الخطاب السياسي منفلتًا من أي ضوابط.
وأشار المقال إلى أن العداء بين إسرائيل وإيران ليس جديدًا، إذ تعود جذوره إلى الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وقد تصاعد خلال السنوات الأخيرة عبر ما وصفه بـ»الحرب في الظل»، إلا أن الحرب الشاملة ظلّت مستبعدة حتى اللحظة الراهنة، حين اختار القادة الاسرائيليين المضي نحوها عن وعي.وحمّل المقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية هذا التصعيد، مؤكدًا أنه يعتبر الحرب وسيلته اليومية للبقاء في السلطة، ولضمان ولاء حلفائه من أقصى اليمين، وللهروب من الملاحقة القانونية.
وأوضح المقال أن نتنياهو فشل في حماية الإسرائيليين من هجمات 2023، ولم ينجح في القضاء على حماس أو استعادة الأسرى، لكنه في المقابل شنّ حربًا دموية في غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 55 ألف فلسطيني، قبل أن يوسّع عملياته إلى لبنان وسوريا، ثم إلى إيران، متسائلًا عن الجهة التي قد يستهدفها لاحقًا.وأكد المقال أن نتنياهو تسبب بأضرار جسيمة لصورة إسرائيل في العالم، وأسهم في تأجيج موجات معاداة السامية، مضيفًا أن ادعاءه بأن الحرب دفاع عن الوجود يخفي في حقيقته دافعًا شخصيًا مرتبطًا برغبته في البقاء السياسي. وختم المقال بالتشديد على أن نتنياهو يواجه تهمًا بارتكاب جرائم حرب في غزة، وأنه رجل لا ينبغي دعمه أو تمكينه من ارتكاب مزيد من الانتهاكات، بل يجب أن يُحاسب.
- فورين أفيرز: الهجوم لحظة مفصلية في تاريخ الصراع الإقليمي
تطرق ريتشارد نيفيو، الباحث الأمريكي والمفاوض النووي السابق، في مقاله المنشور بمجلة فورين أفيرز الامريكية إلى تداعيات قرار إسرائيل مهاجمة البرنامج النووي الإيراني في 12 يونيو، معتبرًا أنه قد يكون لحظة مفصلية في تاريخ الصراع الإقليمي، إما كبداية لحرب شاملة أو كنقطة تحول تمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية للأبد.
أكد نيفيو أن الحكم النهائي على نتائج الهجوم لا يزال مبكرًا، فالضربات لم تنتهِ بعد، وفهم الأضرار الكاملة سيتطلب أسابيع. لكنه أوضح أن التقييم لا يعتمد فقط على حجم الدمار المادي، بل على مدى تأثير الهجوم على إرادة إيران في مواصلة مشروعها النووي.
من الناحية التقنية، بيّن أن الضربات يفترض أنها دمرت المواد المستخدمة في تصنيع السلاح النووي، والمعدات الحيوية، وقوّضت الخبرة التقنية لدى إيران. لكنه أشار أيضًا إلى عامل حاسم وغير ملموس: هل أعادت إيران النظر في جدوى مشروعها النووي بعد الهجوم؟
أوضح نيفيو أن إسرائيل نجحت في تدمير بنى تحتية ومواقع مهمة، وأثبتت قدرتها على الضرب داخل إيران ، إلا أن النجاح الكامل ليس مضمونًا، نظرًا لتحصينات إيران، ونظامها المعقّد والمتكرر، والتزامها العميق بالبرنامج النووي.
ورغم استهداف موقع فوردو، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تدمير أجهزة الطرد المركزي لم يُؤكد بعد، كما لا دليل على تدمير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب. ما يعني أن طهران قد تعيد إحياء البرنامج في غضون أسابيع إن بقيت الموارد الأساسية متوفرة.
تطرق المقال إلى وجود أسئلة كثيرة لا تزال بلا إجابة بشأن مواقع المعدات والأنشطة الإيرانية المرتبطة بالتسليح النووي. ورغم الاعتراف بقدرات الاستخبارات الإسرائيلية، إلا أن حجم إيران واتساع جغرافيتها يسمح بالمناورة .كما أشار إلى أن عمليات الاغتيال الإسرائيلية طالت شخصيات علمية بارزة، لكن لدى إيران نخبة علمية قادرة على استئناف البرنامج.
أبرز نيفيو أن العامل الأهم هو ما إذا كانت إسرائيل قد نجحت في تقويض إرادة إيران، لا فقط بنيتها التحتية. فبينما يتوقع البعض تصعيدًا إيرانيًا، قد يؤدي حجم خسائر الطرفين إلى التهدئة، أو البحث عن مخرج دبلوماسي، خاصة في ظل قدرة الطرفين على استهداف مواقع أكثر حساسية، كمنشآت الحكم والاقتصاد.
فيما أكد نيفيو أن الضربات كانت من الناحية التكتيكية مؤثرة ، لكن التحدي الحقيقي لم يكن في تنفيذها، بل في ما إذا كانت ستؤدي فعلًا إلى تعطيل البرنامج النووي. والعالم، كما قال، سيعرف الجواب قريبًا.
- أكسيوس: تل أبيب طلبت من إدارة ترامب الانضمام إلى الحرب
كشف موقع أكسيوس الأمريكي أن إسرائيل طلبت من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الـ48 ساعة الماضية، الانضمام إلى الحرب ضد إيران بهدف القضاء على برنامجها النووي، وذلك وفقًا لما نقله الموقع عن مسؤولَين إسرائيليين. وبحسب التقرير، فإن إسرائيل تفتقر إلى القنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القاذفة الثقيلة اللازمة لتدمير منشأة «فوردو» الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، والتي تقع داخل جبل وعلى عمق كبير تحت الأرض. في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة هذا النوع من الأسلحة.
وبين التقرير أنه رغم الضغط الإسرائيلي، تواصل إدارة ترامب النأي بنفسها عن العملية العسكرية، معتبرةً أنه سيكون من غير المشروع أن ترد إيران باستهداف مصالح أمريكية في حال تعرضت أراضيها لهجوم. وترى الإدارة الأمريكية أن أي تدخل مباشر، حتى لو اقتصر على قصف موقع واحد، من شأنه أن يزج بالولايات المتحدة في أتون الحرب.
وتشير التقديرات إلى أن استمرار تشغيل منشأة «فوردو» بعد انتهاء العملية سيُعدّ فشلًا لإسرائيل في تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في إنهاء البرنامج النووي الإيراني.
ونقل أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن الرئيس ترامب ألمح خلال محادثة أخيرة مع نتنياهو إلى إمكانية انضمام واشنطن للعملية إذا استدعت الحاجة. غير أن مسؤولًا في البيت الأبيض نفى ذلك . في السياق ذاته، أكد مسؤول أمريكي آخر السبت أن إسرائيل طلبت بالفعل من الإدارة الأمريكية المشاركة في الحرب، لكنه أوضح أن واشنطن لا تدرس هذا الخيار حاليًا.وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لأكسيوس إن «ما يحدث اليوم لا يمكن منعه»، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية، مضيفًا: «لكن لا يزال بإمكاننا التوصل إلى حل سلمي ناجح إذا أبدت إيران استعدادها لذلك. وأسرع طريق لتحقيق السلام يكمن في تخلي إيران عن برنامجها النووي».

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تعلن إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية متطورة غربي البلاد
إيران تعلن إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية متطورة غربي البلاد

صحيفة الشرق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الشرق

إيران تعلن إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية متطورة غربي البلاد

58 A+ A- طهران - قنا أعلنت إيران اليوم، إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية متطورة من طراز MQ9 في سماء محافظة إيلام غربي البلاد. وقال تاج الدين صالحيان نائب المسؤول الأمني في المحافظة في تصريح أوردته وكالة الأنباء الإيرانية /إرنا/، إن هذه الطائرة المسيرة أسقطتها منظومات الدفاع الجوي الإيرانية صباح اليوم، في منطقة /عين الصولة/ بمدينة دهلران الحدودية. وكانت منظومة الدفاع الجوي الغربية الإيرانية قد أسقطت أمس الأول السبت، ثلاث طائرات مسيرة إسرائيلية متطورة في محافظة إيلام نفسها. وشن الكيان الإسرائيلي فجر الجمعة الماضي هجوما جويا واسعا استهدف مواقع عسكرية ونووية ومدنية في إيران، وردت طهران بإطلاق موجات من الضربات الصاروخية، وسط استمرار القصف المتبادل بين الطرفين. مساحة إعلانية

قائد الحرس الأميري يلتقي ملحق الدفاع البريطاني
قائد الحرس الأميري يلتقي ملحق الدفاع البريطاني

صحيفة الشرق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الشرق

قائد الحرس الأميري يلتقي ملحق الدفاع البريطاني

0 A- الدوحة - قنا التقى الفريق الركن هزاع بن خليل الشهواني، قائد الحرس الأميري، صباح اليوم في معسكر "برزان"، العقيد (بحري) تشارلز فولر، ملحق الدفاع بالسفارة البريطانية لدى الدولة. جرى خلال اللقاء مناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيزها. حضر اللقاء، عدد من كبار الضباط بالحرس الأميري.

الجيش الكويتي يصدر بيانا توضيحيا حول عبور صواريخ باليستية في سماء البلاد
الجيش الكويتي يصدر بيانا توضيحيا حول عبور صواريخ باليستية في سماء البلاد

صحيفة الشرق

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الشرق

الجيش الكويتي يصدر بيانا توضيحيا حول عبور صواريخ باليستية في سماء البلاد

عربي ودولي 14 A+ A- الدوحة - موقع الشرق أكدت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي اليوم الاثنين أن الصواريخ الباليستية تعبر في نطاقات جوية مرتفعة جدا ولا تشكل أي تهديد لدولة الكويت. وفقا لوكالة الأنباء الكويتية "كونا". وأوضحت الأركان في بيان لها بشأن ما تم تداوله عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي عن رؤية صواريخ عبرت فوق البلاد، أن هذه "الصواريخ الباليستية كانت في نطاقات جوية مرتفعة جدا وخارج المجال الجوي لدولة الكويت ولا تشكل أي تهديد على الأراضي الكويتية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store