تحذير صنعاء لبن غوريون: فصل جديد في معادلة الردع!نضـال بن مصبـاح
**تحذير صنعاء لبن غوريون: فصل جديد في معادلة الردع!
بقلم: نضـال بن مصبـاح
بعد قمة عربية جديدة لم تخرج عن إطار البيانات الباهتة والمواقف الرمادية، خرجت صنعاء من عزلتها الجغرافية لتكسر عزلتهم الأخلاقية. لا بشجبٍ أو تنديد، بل بتحذير عسكري واضح، بفعلٍ يتجاوز الشعارات، ويليق بمرحلة تستدعي الموقف لا الحازم لا الشجب والتنديد
فقد أصدرت القوات المسلحة اليمنية بيانًا رسميًا طالبت فيه بإخلاء مطار 'بن غوريون' في الأراضي المحتلة، تمهيدًا لاستهداف وشيك، في خطوة تصعيدية مدروسة تأتي بعد فرض الحظر البحري والجوي على الكيان الصهيوني.
ما وراء التحذير: التوقيت والرسالة
قد يبدو التحذير مفاجئًا للبعض، لكنه في سياق صنعاء، ليس إلا امتدادًا منطقيًا لمسار بدأ منذ السابع من أكتوبر، يوم اختارت فيه الانخراط الكامل في معركة الدفاع عن غزة، ليس بالمواقف فحسب، بل بإعادة تعريف ميدان الاشتباك وخرائط الردع.
البيان جاء بعد أيام فقط من غارات صهيونية استهدفت موانئ الحديدة والصليف، ما يجعل الرد اليمني جزءًا من معادلة ردع جديدة: كل عدوان يقابله رد، ليس بالضرورة في نفس الميدان، بل في عمق العدو، في أكثر نقاطه حرجًا وإيلامًا.
أما التوقيت، فلم يكن عشوائيًا. جاء محسوبًا بدقة ليُربك منظومة القرار في تل أبيب، ويخلط أوراق العدو في لحظة إقليمية حساسة. تحذيرٌ لم يُطلق للتخويف الإعلامي، بل صدر عن قيادة عسكرية تُدرك تمامًا ما تقول، وبمنسوب من الجدية يكفي لتحويل مسارات الطيران وإشعال أجهزة الإنذار.
من البحر إلى الجو… صنعاء تمدّ يدها نحو السحاب
إنه ليس مجرد تهديد عابر، بل فعل استراتيجي ينقل المعركة من البحار إلى السماء، ومن السفن إلى المدارج. يد صنعاء التي طالما صُوّرت على أنها قصيرة، أثبتت أنها قادرة على الوصول، بل وعلى قلب الطاولة في توقيت يصعب فيه التكهّن بالضربة التالية.
الكيان الذي طالما تفاخر بتفوقه الجوي ومنظوماته الدفاعية، وجد نفسه مضطرًا للتعامل بجدية مع تهديد صادر من قوة كان ينكرها ضمن معادلات الردع الجوية. واليوم، لا يملك إلا الاعتراف بها كطرف فاعل يصنع المعادلات ولا يكتفي بردود الأفعال.
ما بعد المطار… ليس كما قبله
التهديد باستهداف مطار 'بن غوريون' لا يطال فقط منشأة مدنية أو عسكرية، بل يهزّ واحدة من أكثر رموز هيبة الاحتلال أمنًا وحساسية. إنها رسالة للعالم: هذه ليست حرب غزة وحدها، بل معركة إعادة صياغة التوازنات في المنطقة، بأدوات عربية خالصة وبعقيدة لا تخضع للابتزاز السياسي ولا للوصاية الدولية.
لا استعراض… ولا تفويض
منذ اللحظة الأولى، لم تلعب أنصار الله على وتر الاستعراض، ولم تنتظر مباركة من أحد. كل خطوة اتُخذت كانت محسوبة، وكل تصعيد خضع لحسابات دقيقة. لكنها حين تضرب، تضرب كالصاعقة، بصمت المتوكل لا ضجيج المتردد.
وفيما تراهن العواصم النفطية على حماية واشنطن، تراهن صنعاء على وعد الله، وعلى شعب لا ينام على ضيم، ولا يقبل بأن يُباد إخوتُه في غزة وهو يكتفي بالمشاهدة.
في الختام: فاصلٌ بين مرحلتين
تحذير صنعاء الأخير لا يُغلق بابًا، بل يفتحه على فصل جديد من المواجهة. فصل تُخاض معاركه بإرادة لا تكلّ، وبصيرة لا تغفل، وبإيمانٍ راسخ أن الكرامة لا تُستجدى في مؤتمرات القمم… بل تُنتزع على الأرض، من فوهة الموقف، وساحة المواجهة.
اليوم، ما بعد هذا التحذير، لن يكون كما قبله.
2025-05-19
The post تحذير صنعاء لبن غوريون: فصل جديد في معادلة الردع!نضـال بن مصبـاح first appeared on ساحة التحرير.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 ساعات
- موقع كتابات
ثقافة الاستفتاء تحدد ثقافة المجتمع
علم الاجتماع هو علم متخصص بثقافة المجتمع ( عادات وتقاليد ) واليوم بحكم ما استحدث من وسائل الاتصال الحديثة اصبحت مستلزمات دراسة علم الاجتماع لاي مجتمع امر ميسور ، ومن بين ما يحدد لنا تفكير المجتمع هي الاستفتاءات التي تصدر عن مكاتب المراجع عن الاسئلة التي تردهم من المواطنين . هنا لابد لنا من الاشارة الى ما كان يامله السيد محمد باقر الصدر وهو المجتمع المجتهد ، طبعا لا يقصد معرفة احكام استنباط الحكم الشرعي ، بل هنالك مواقف وتصرفات تخضع لاخلاق المسلم قبل ان تخضع للحكم الشرعي ، ومن هذا المنطلق وخلال مراجعة عينة عشوائية من الاسئلة التي وردت الى مكتب السيد السيستاني واجابة المكتب حقيقة اقف بتامل والم لان هذا هو حقيقة تفكير مجتمع . الاسئلة التي ترد ليست اسئلة استثنائية او لا تعبر عن واقع ، نعم بعضها قد تكون افتراضية ولكن حتى هذه الافتراضية لا تات الا من واقع يمكن ان تحدث فيه . نماذج من هذه الاسئلة مثلا ' هل يجوز التدخين في مكان مغلق ؟' هل هذا السؤال اخلاقيا يستحق ان يوجه للمرجعية ؟ نعم لربما ان السائل يعرف الاجابة لكنه يريد ان تكون مدعمة براي المرجعية حتى يلوح بها امام الغير ، طيب اين هي ثقافة الاخلاق والاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة وما الى ذلك ؟ سؤال اخر 'هل يجوز أخذ الرواتب بطرق غير مشروعة؟' ، عجبا هو يقول غير مشروعة فهل يامل بالجواز ؟ واما الاسئلة الكثيرة التي تخص الاحتيال على غير المسلم فانها ثقافة للاسف الشديد موجودة يعني الاحتيال في اوربا باعتبار تلك البلدان غير اسلامية ، فهل هذه الاخلاق يقبلها الاسلام ؟ فهل هذه ثقافة تعبر عن سمو اخلاق المسلمين ؟ طبعا هذه الاساليب يحرمها الاسلام ، مسلم مع الامام علي عليه السلام اساء لكنيسة بالكلام فنهاه الامام علي عليه السلام عن ذلك لانها من وجهة نظر المسيحي انه يعبد الله فيها . هنالك تصرفات في الشارع اغلبها لم يجوزها المراجع لكن الاغلب من المواطنين يقدمون عليها وبكل وقاحة ، هل ان ضعف القانون حجة لنا لان نتصرف بما يحلو لنا ؟ هنالك اسئلة لظاهرة متفشية سلبية يعلمون بسلبيتها يريدون جعل المرجعية في الواجهة ولا يفكرون باصلاح انفسهم ، على سبيل المثال ان راتب الرعاية الاجتماعية مهما قل فان شروطه هو للعاطلين عن العمل يعني عندما تقوم بكتابة المعلومات ضمن استمارة الحصول على الراتب انك تكتب نعم انا عاطل عن العمل ، بينما واقعا انت تعمل ولربما اكثر من مهنة فهذا بخلاف ما ادعيت يعني انك كذبت ، وقد تطرق لهذا الموضوع السيد رشيد الحسيني فتعالت اصوات نشاز تنتقد وتتهجم عليه ، بحجة ان راتب العاطلين لا يكفي ، انت تعلم بمقداره وشروطه فمخالفة الشروط لاي عقد كان هو مخالفة للشرعية . في بعض الاحيان تكون اجابة المرجعية على سؤال وتكتب بحد ذاته يعني على اصل منطوق السؤال دون وجود تبعيات ومعلومات اخرى تخص مفردات السؤال فتكون الاجابة مختلفة مشكلة اخرى نعاني منها ان هنالك من يفسر الاحكام الشرعية وفق ثقافته فيصدر حكمه حلال او حرام ، وهذه هي من المؤشرات والمؤثرات على ثقافة المجتمع . سالت احد الاخوة المشايخ عن الاستفتاءات الشرعية هل عرضت عليك اسئلة غريبة ؟ قال الغريبة التي اتعجب لها هي التي تعبر عن مدى ثقافة السائل مثلا يسالني شاب اثناء الوضوء دخلت قطرات ماء في عيني فهل يبطل الوضوء ؟

وكالة أنباء براثا
منذ 3 ساعات
- وكالة أنباء براثا
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن الناجين في زمن الفتن.. تحديات عصر ما قبل الظهور الشريف
التعليقات ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ... الموضوع : صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج

وكالة أنباء براثا
منذ 3 ساعات
- وكالة أنباء براثا
الشيخ جلال الدين الصغير : كيف يُولد الطغيان؟ قراءة في جذور الظلم السياسي
التعليقات ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ... الموضوع : صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج