التشكيلي الأردني سهيل بقاعين يعرض تجربة عبق اللون في بينالي جدة
خالد سامح
اختتم الفنان التشكيلي الأردني سهيل بقاعين مؤخراً في مدينة جدة السعودية ورشة عمل ضمن سلسة ورشات مبادرته «عبق اللون» لتعليم الرسم للمكفوفين أو ذوي الإعاقات البصرية بدرجاتها المختلفة، حيث شارك في ورشته 27 طفلاً مكفوفاً دربهم بقاعين على رسم لوحات مختلفة عبر التعرف على اللون بحاسة الشم.
عبق اللون
أطلق الفنان سهيل بقاعين مبادرته قبل خمس سنوات ونال عنها وساما من جلالة الملك عبدالله الثاني، وهي هادفة بالأساس إلى إدماج المكفوفين في المجتمع وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم وطاقاتهم الإبداعية، إضافةً إلى كسر الصورة النمطية عنهم، والحؤول دون التعامل معهم دوماً من باب التعاطف فقط.
يقول بقاعين إن الهدف من المبادرة هو الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة البصرية؛ إذ من حقهم التعبير عن آمالهم وأحاسيسهم عبر التخيل والرسم، وكسر حاجز الخوف لديهم ودمجهم بمجتمعاتهم. وقد تمكن بقاعين من تطوير آلية فكرة قارئ اللون، والتعرف على الألوان عبر حاسة الشم.
درّب بقاعين المئات من الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، ونظم الكثير من المعارض لأعمالهم الفنية، وقد وصلت رسوماتهم إلى دول عدة، أبرزها فرنسا وجنوب أفريقيا والهند والإمارات وكوبا وجمهورية موريشيوس، كما جال بقاعين بمبادرته في الإمارات العربية المتحدة وجنوب أفريقيا وصربيا ومؤخراً الرياض ثم جدة.
بينالي الفنون الإسلامية
ورشة الفنان بقاعين أقيمت ضمن فعاليات النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة الذي تنظمه مؤسسة بينالي الدرعية، حيث قدمت إدارة البينالي للورشة مايأتي:
الفن يتجاوز كثيرا حاسة البصر، بل هو أيضاً قدرتنا على الإحساس والتعبير....»مرسم عبق الألوان» هو ورشة عمل تقام بالتعاون مع شركة «اكتشف السعودية»، وهي مصممة خصوصا لذوي الإعاقات البصرية والاحتياجات الخاصة، لتفتح لهم آفاقاً إبداعية تتجاوز حاسة البصر. في نسخته الثانية، يعرض البينالي المستمر حتى الخامس والعشرين من أيار المقبل عدداً أكبر من الأعمال الفنية المعاصرة، في ظل مشاركات أوسع من المؤسسات، ليؤكد عبر هذا التوسع على مكانته كمنصة مركزية عالمية للفنون الإسلامية؛ إذ يجمع أعمالاً مُعارة من أبرز المؤسسات العالمية المتخصصة في الفنون الإسلامية، من تونس إلى طشقند، ومن تمبكتو إلى يوغياكارتا، لتفتح مشاركة هذه الشبكة العالمية من المؤسسات آفاقاً واسعة للفنون الإسلامية، تجمع بين الماضي والحاضر، وتفتح قنوات جديدة للحوار والتعاون.
تتضمن الأعمال المُعارة تحفاً أثرية وقطعاً تاريخية ومقتنيات إسلامية ثمينة، وأعمالاً فنية من مؤسسات كبرى مثل متحف اللوفر (باريس)، ومتحف فكتوريا وألبرت (لندن)، بالإضافة إلى مجموعات متخصصة في الفنون والثقافات الإسلامية قادمة من معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية (تمبكتو)، ومتحف الفن الإسلامي (الدوحة)، والمعهد التركي للمخطوطات (إسطنبول)، كما يجمع البينالي مؤسسات بارزة من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وهي مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي – إثراء (الظهران)، ومجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية (المدينة المنورة)، ومكتبة الملك فهد الوطنية (الرياض).
ويتيح البينالي للزوار فرصة فريدة لمشاهدة تحفا وأعمالا فنية من المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث يشهد العرض الأول من نوعه لكامل كسوة الكعبة المشرفة خارج مكة المكرمة، ففي الوقت الذي تخاط فيه كسوة جديدة للكعبة سنوياً، يعرض البينالي الكسوة التي ازدانت بها الكعبة المشرفة العام الماضي.
ويضم البينالي أعمالاً فنية معاصرة لأكثر من 30 فناناً من المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومختلف أنحاء العالم، وتشمل هذه المشاركة 29 عملاً فنياً جديداً بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية، مما يعكس جهود المؤسسة لتوفير منصة عالمية للفنانين السعوديين، واستقطاب الفنانين من جميع أنحاء العالم إلى المملكة، ليتسنى للجمهور التفاعل مع ممارسات فنية ووجهات نظر متنوعة في الفن المعاصر.
ويتألف بينالي الفنون الإسلامية من سبعة أقسام فريدة (البداية، المدار، المقتني، المظلّة، المكرّمة، المنوّرة، والمصلّى)، تتوزع عبر صالات عرض ومساحات خارجية، تمتد على مساحة 100,000 متر مربع، حيث صُمم المشهد العام للمعرض عبر شركة الهندسة المعمارية الدولية OMA.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
«أبدع بألوانك وعبر عن حبك للوطن»...مسابقة تستلهم أهداف «المتحف المتنقل» ومبادرة «عبق اللون»
عمانبرعاية من مدير التربية والتعليم للواء قصبة مادبا الدكتور يوسف أبو الخيل ومدير الشؤون التعليمية الدكتور سلامة العجالين ورئيس قسم الاشراف التربوي محمد الشنينات، عقدت أمس الأول في مدرسة مادبا الثانوية الأاولى للبنات مسابقة الرسم بعنوان «أبدع بألوانك وعبر عن حبك للوطن»، وذلك بإشراف المشرف التربوي أمين القعايدة والمشرفة مرام البدور والمشرفة سوسن حدادين وبالتعاون مع المتحف المتنقل ومسيره الفنان سهيل بقاعين.دمج واحتضان وتم دمج الطلبة ذوي الإعاقة في المسابقة وذلك انطلاقاً من الاستراتيجية العشرية للوزارة التربية والتعليم والتي تركز على التعليم الدامج، ووفقاً لمباديء مبادرة «عبق اللون» التي أطلقها الفنان التشكيلي سهيل بقاعين قبل سنوات،وتهدف إلى إدماج ذوي التحديات البصرية في المجتمع، وكذلك المصابين بمتلازمة داون، حيث يقول بقاعين في ذلك: الرسم يلعب دورًا هامًا في عملية الدمج لذوي الإعاقة، حيث يساهم في التعبير عن المشاعر، ويتيح لذوي الإعاقة التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطريقة مبتكرة، تنمية المهارات الحركية حيث أن الرسم يساعد في تحسين المهارات الحركية الدقيقة والتنسيق بين اليد والعين، وكذلك تعزيز الثقة بالنفس فالابداع الفني يرفع من مستوى الثقة بالنفس والاعتزاز الذاتي، وله دور في تعزيز التواصل الاجتماعي حيث أن الرسم يمكن أن يكون وسيلة للتواصل مع الآخرين ومشاركة التجارب.ويشير بقاعين إلى أنه يمكن استخدام الرسم في برامج الدمج لذوي الإعاقة من خلال:1. ورش فنية: تنظيم ورش فنية لتعليم الرسم وتشجيع الإبداع.2. أنشطة علاجية: استخدام الرسم كأداة علاجية لتحسين الصحة النفسية والتواصل.3. معارض فنية: تنظيم معارض فنية لعرض أعمال ذوي الإعاقة وتعزيز التقدير لعملهم.كما يؤكد بقاعين الرسم يعد أداة قيمة في دعم ذوي الإعاقة وتعزيز اندماجهم في المجتمع.الوعي بالفن ودورهويعد مشروع المتحف المتنقل، بما يشتمل عليه من إقامة معارض لأعمال فنية أصيلة من مجموعة المتحف الوطني، وورش عمل فنية ومحاضرات يقيمها فنانون وأكاديميون مختصون، مشروعاً رائداً على مستوى الأردن والوطن العربي. ويهدف المشروع الذي يتبناه المتحف الوطني للفنون الجميلة بجبل اللويبدة منذ العام 2009، وساهم في إطلاقه كل من وزارات الثقافة، التخطيط والتعاون الدولي والتربية والتعليم، إلى زيادة الوعي الثقافي في مجالات الفنون التشكيلية والبصرية، والتعريف بالحركة الفنية في الأردن والعالمين العربي والإسلامي والدول النامية، والوصول بها إلى القرى والمدن في جميع محافظات المملكة.المشروع يأتي في صلب فلسفة المتحف الوطني للفنون الجميلة الرامية إلى تعزيز الوعي بالثقافة التشكيلية، والتوجه بها إلى أوسع قطاعات المجتمع، حيث يشير مدير عام المتحف د. خالد خريس إلى أن «المتحف المتنقل» من شأنه دعم مفهوم الفن، وتعزيز أهمية الثقافة البصرية في المجتمع. ورأى أن المتحف يسهم في تجسير الفجوة بين الفن والناس، معتبرا أن ذلك من شأنه أن يكون محفّزاً للمؤسسات الرسمية والأهلية لمزيد من الاهتمام بالفنون التشكيلية وثقافتها البصرية.

الدستور
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
وزير الثقافة يرعى انطلاق معرض "عبق اللون" في دارة سهيل
عمان - الدستور - ياسر العبادي افتتح وزير الثقافة الأستاذ مصطفى الرواشدة مساء يوم أمس الثلاثاء، معرض "عبق اللون" للفنان سهيل بقاعين، في مقر دارة سهيل بجبل اللويبدة. وجال الوزير أرجاء المعرض، حيث اطلع على نخبة من الأعمال الفنية المميزة التي أبدعها الطلاب والأطفال من ذوي الإعاقة والمكفوفين، والتي جسدت مواهبهم الاستثنائية وقدراتهم الفنية. كما استمع الوزير إلى شرح مفصل من الفنان سهيل حول هذه المبادرة وأهدافها، وكيفية تفاعل الطلبة مع البرامج الفنية لتنمية قدراتهم. وأكد سهيل، خلال حديثه مع الوزير، على الأهمية الجوهرية لهذه المبادرة في تعزيز الوعي الفني والثقافي لدى الأجيال الصاعدة وتمكين ذوي الإعاقة من التعبير الخلاق عن ذواتهم من خلال لغة الفن الرفيعة. فيما عبّر الطلاب المشاركون في المعرض الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 18 عاماً، من ذوي الإعاقة عن اعتزازهم العميق بالعلم الأردني، ورسموا لوحات فنية مميزة تزامنا مع احتفاء المملكة بيوم العلم الأردني الذي ييصادف يوم غد الأربعاء. وشهد المعرض حضورا لافتا من المهتمين بالشأن الفني والثقافي وقضايا ذوي الإعاقة، وتستمر فعاليات المعرض حتى نهاية الشهر الجاري.

الدستور
٠٤-٠٣-٢٠٢٥
- الدستور
مدرسة عبد الله ابن ام مكتوم للمكفوفين و«دارة سهيل» تحتفلان بـ«يوم المدينة»
خالد سامحتتواصل احتفالات عدد من المؤسسات الوطنية في المملكة بـ»اليوم المدينة»، الذي يحتفي بمدينة عمان ودورها التاريخي، وأقرته الحكومة قبل 4 سنوات في الثاني من كل آذار.«عبق اللون»...عبق عمّانوبهذه المناسبة احتفلت «دارة سهيل» للفنون ومدرسة عبدالله ابن ام مكتوم الثانوية المختلطة للمكفوفين بيوم مدينة عمان ونظم يوماً إبداعياً للرسم والتشكيل والتعبير الابداعي عن حب عمان.وقد تخلل الحفل فقرات عدة ابتدأت بكلمة من مديرة الأكاديمية د.نجاح الخلايلة ذكرت فيها عن تاريخ مدينة عمان وكيف حظيت باهتمام الهاشميين إلى أن أصبحت عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية.وتخلل الحفل معرضا لمرسم عبق اللون بإشراف الفنان سهيل بقاعين عبر فيه الطلبة عن حبهم انتمائهم للوطن من خلال رسم معالم أثرية لمدينة عمان تعزيزا لمكانتها وتاريخها الحافل. كجبل القلعة والمدرج الروماني وسبيل الحوريات وغيرها من المعالم. و»عبق اللون» مبادرة ابداعية انسانية رائدة أطلقها الفنان التشكيلي الأردني سهيل بقاعين منذ سنوات، ولاقت منذ ذلك الحين ردود أفعال ايجابية وصدى واسعا تجاوز الأردن، وقد أنعم جلالة الملك على الفنان بقاعين، بوسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تقديرا لجهوده الدؤوبة في إثراء الفن التشكيلي ومبادراته التطوعية، وخصوصاً تلك الموجهة لفئة المكفوفين. مبادرة «عبق اللون» تأتي بالتعاون مع أكاديمية للمكفوفين، والتي أسهمت في رفع قدرة الطلبة المكفوفين في التعبير عن مكنوناتهم وأحاسيسهم، بالإضافة إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم ودمجهم بالمجتمع، حيث أصبحت مقتنياتهم الفنية حاضرة في العديد من الهيئات والمؤسسات والأكاديمية الأردنية والعربية.ودارة سهيل التي أسسها الفنان سهيل بقاعين قبل سنوات، تهدف إلى دعم المشهد الفني والإبداعي في عمّان، واحتضان المواهب التشكيلية عند الأطفال، حيث تنظم ورشات عمل، إضافة لجلسة رسم على الرصيف كل صباح جمعة، وجاء تأسيسها بالتعاون مع جمعية أصدقاء اللويبدة الثقافية التي تأسست في العام 2005، وتنطلق الجمعية وفقا لبيان تأسيسها، في رسم اهدافها من جمع وتوثيق كل ما يتعلق بجبل اللويبدة من صور ومواد متعلقة بتراثه وتاريخه، والمحافظة على النمط المعماري لجبل اللويبدة، وحماية وتحسين النسيج الحضري والحفاظ على اللغة المعمارية والطابع المعماري للمنطقة.عن «يوم المدينة»ويأتي قرار اتخاذ الثاني من آذار يوماً لعمّان تخليداً لحدث مهمّ في تاريخ الدولة الأردنيّة، يتمثّل بوصول الملك المؤسّس عبد الله الأوّل إلى مدينة عمّان في الثاني من آذار عام 1921، حيث غدت مدينة عمان عاصمة لإمارة شرق الأردن، وفيما بعد عاصمة للمملكة الأردنيّة الهاشميّة.وتزامنا مع هذا القرار، ستنفذ أمانة عمان مجموعة من النشاطات الإعلامية والميدانية إحياء ليوم مدينة عمان ورمزيته التاريخية.ويعتبر يوم المدينة حدثا رسميا تعارفت عليه العديد من مدن العالم، ويتمّ خلاله استحضار تاريخ المدينة واستشراف مستقبلها، وتعظيم دور ساكنيها وزائريها الذين تقوم على خدمتهم وتتفاعل معهم وتسعى لإيجاد البيئة النموذجية لتحقيق رؤيتها المستقبليّة.