logo
د. محمد العرب : العقل الذي يعود إلى الفخ لا يريد النجاة

د. محمد العرب : العقل الذي يعود إلى الفخ لا يريد النجاة

أخبارنامنذ 3 أيام
أخبارنا :
الباب حين يُغلق، لا يُغلق فقط بالمفتاح، بل بالمعنى !
إنك يا صديقي لا تغادر المكان فحسب، بل تغادر نفسك كما كنت هناك وما أخطر من يغادر الأبواب ويعود إليها، كأنها ملاذ، لا فخ !
في الظاهر يبدو الأمر بسيطاً: موقف سيئ انتهى، علاقة سامة انطفأت، تجربة مريرة بُترت ولكن الفلسفة لا ترضى بهذه البساطة، لأنها تعلم أن الإنسان لا يُغلق الأبواب، بل يتركها مواربة في ذاكرته، مُعشّشة في طيّات دماغه، مستعدة للانقضاض عليه في لحظة ضعف !
السؤال الحقيقي ليس: لماذا نعود؟ بل: لماذا نُبرّر العودة؟
وهنا يظهر المرض الفلسفي الأكبر: (نوستالجيا الفخ) ، نحن لا نعود لأن الباب تغير، بل لأننا لم نؤمن أنه كان باباً إلى هاوية ، نحن لا نعود لأن الفخ صار آمناً، بل لأننا لم نتحرّر من ذواتنا التي احترفته.
من يعيد يده إلى الجمر، لا يفعل ذلك لأنه لم يحترق، بل لأنه لا يعرف كيف يعيش بلا ألم.
التحرر من الماضي لا يعني نسيانه، بل فهمه كدرس لا يُعاد تمثيله.
لكن بعض العقول، تعتقد أن الفهم يعني الإعادة، وأن النضج يعني التجربة من جديد كأن التكرار يُكفّر الحماقة الأولى.
هذه هي الوهم الأخلاقي الذي يبرع فيه الإنسان:
أن يقنع نفسه بأن العودة للمؤلم دليل تسامح،
وأن إعادة التواصل مع ما كسره دليل نضج،
وأن اختبار الفخ مجدداً هو قوة لا ضعف.
لكن الحقيقة أكثر مرارة:
من يعود للفخ بعد النجاة، لا يبحث عن الحياة بل عن الشعور القديم بالاعتياد ، إنه عبد لما يعرف، لا لما يستحق ، يخشى الفراغ، فيملأه بالوحوش التي هرب منها، متوهماً أن التكرار يروّضها.
الإنسان الذي يعيد فتح الباب الذي أغلقه، هو إنسان لم يغلقه بإرادته، بل بأحداث خارجة عنه ، ومن لا يُغلق الباب من الداخل، سيبقى أسير الخارج.
الحكمة لا تُقاس بعدد المرات التي نغلق فيها الأبواب، بل بعدد المرات التي نقاوم فيها رغبة العودة إليها ، والقوة ليست في الرحيل بل في ألا تعود.
تأمل الغراب حين يعود إلى جثته القديمة ليبحث عن طعام لم يعد موجوداً هكذا العقل حين يعود إلى الماضي لا يجد إلا العفن، ويقنع نفسه أنه مألوف.
الباب الذي أغلقته أنت، ليس عدوك بل قرارك ، أما الفخ الذي نجوت منه، فهو ليس امتحاناً آخر بل درس لا يتكرّر.
فلا تجعل من ذاكرتك مخرج طوارئ إلى هاويات قديمة.
ولا تُزيّن الحفرة بذكريات ورديّة لأنك أول من دفن قلبه فيها.
إن الزمن لا يصنع النضج الفهم هو من يصنعه وإننا لا نكبر حين نتحمّل الألم، بل حين نرفض أن يكون الألم طريقتنا الوحيدة للفهم.
هناك أبواب لا تعود للقرع، لأنك تعلم أن ما خلفها لا يستحق حتى الذكرى.
وهناك فخاخ لا تُعيد اختبارها، لأنك نجوت مرة وهذا يكفي.
احذر من نفسك حين تشتاق لما آلمك فهي لا تشتاق للفخ، بل تشتاق للنسخة الضعيفة التي تركتها هناك ، ومن يعود إليها لا يعود إليها فقط، بل يعود إلى الضعف، إلى الغفلة، إلى الجُرح ذاته، لكنه الآن يقنع نفسه أنه (أقوى)
لكن من الأقوى؟
من لا يخاف العودة؟
أم من لا يحتاجها؟
الجواب في الصمت الذي يلي كل تجربة
في الثبات الذي لا يستدعي البطولة.
في الحكمة التي لا تُروى بل تُمارَس.
نحن لا نُختبر حين نقع بل حين نُمنح فرصة العودة ولا نعود.
حين نرى الباب مفتوحاً، ونمضي في الاتجاه الآخر
حين تلمع الذكرى في ذهننا، ونطفئها بكلمة واحدة: (كفى)
العقل الذي يعود إلى الفخ لا يريد النجاة.
هو عقل لا يؤمن أن الحياة قد تمنحه أكثر مما فقد.
وما لم نؤمن أن القادم أحق من الفائت، سنظل ندور حول نفس الأبواب نطرقها، نبكي عندها، نعود خائبين، ثم نعيد الكرّة كأننا ننتظر شيئاً لن يأتي
لأن الباب قد أُغلق.
ولأن الفخ لم يتغيّر
لكننا نحن الذين لم نخرج فعلاً.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في حب الوطن والقيادة والرد على النتن
في حب الوطن والقيادة والرد على النتن

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

في حب الوطن والقيادة والرد على النتن

الوطن هو أغلى ما يعتز به الإنسان فحفظ الله وطننا وقيادتنا، الوطن للإنسان هو مسقط رأسه وذكريات طفولته وشبابه وشيخوخته الوطن هو الأرض والعرض والشرف الوطن هو موطن الآباء والأجداد وملاذ الأبناء والأحفاد. فالإنسان بلا وطن إنسان بلا هوية ولا ماضي أو مستقبل وحب الوطن ليس لنا عنه بديل أرض الأجداد والآباء أرض الخير والبركة والعطاء والنقاء. حب الوطن ينبع من الإيمان الخالص لله عز وجل فإقتداءً برسولنا الكريم عندما كان حبه لوطنه مكة المكرمه قائلا: ( والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ). الوطن كلمة حق في معناها ومبناها، الوطن هو قبلة على جبين الأرض وهو المكان الذي ولدنا فيه وعشنا في كنفه وترعرعنا على أرضه وتحت سمائه وأكلنا من خيراته وشربنا من مياهه وتنفسنا هوائه واحتمينا في أحضانه. يجب واجزم ان الكثير من أبناء الشعب الأردني شعورهم بحب الوطن شعور الأم التي تحن على أبنائها وترعاهم وتسهر على راحتهم. يفرحها ما يفرحهم ويحزنها ما يحزنهم ويؤلمها ما يؤلمهم، تسعى على الدوام للم شملهم وتحرص على تماسكهم وتعاضدهم في الشدة والرخاء ليساند بعضهم بعضا ويساعد قويهم ضعيفهم وكبيرهم صغيرهم ويكونوا أخوة متحابين ومتعاونين على البر والتقوى في وطن واحد وعلى أرض واحدة. لقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ). الوطن هو الاسرة والقبيلة الكبيرة المتماسكة بأبنائها والتي ننعم بدفئها وهو المأوى والمكان الذي نلجأ إليه ونشعر فيه بالأمن والأمان والسكينة والحرية والطمأنينة وهو النواة التي يعم من خلالها الخير والعطاء على أبنائه دون استثناء أو تمييز. الوطن هو نعمة كبيرة وواجبنا أن نصون ترابه وأرضه بالترابط والتلاحم وغرس القيم النبيلة في نفوس أبنائه. وطني هو الوطن الحاضنُ للماضي والحاضر ذلك الحب الذي لا يتوقف و العطاء الذي لا ينضب. فمن أقوال المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله عن الوطن: «إنني أحب هذا الشعب حبّاً عظيماً، فلولاه لما كنت شيئاً مذكوراً». ومن أقوال جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عن الوطن: «وطننا هذا عظيم بكل واحد فيكم، فلا تسمحوا لأحد أن يقلل من قيمة منجزاته التي صنعتموها أنتم، ولا تفتحوا بابا لحاقد أو جاهل، فلنكن جميعا بحجم الأردن ومكانته، وبمستوى شعبه وطموحاته.» وكما قال سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني عن الوطن: «الأردن قوي بعطاء أهله». وهل بعد هذه العبارات الحكيمة ما يعبر أكثر عن مدى التلاحم والترابط بين القيادة والشعب في وطن يحكمه قادة يحملون القلب الكبير والحكمة الراجحة في القول والفعل، وبدورنا نحن علينا أن نبذل كل ما في وسعنا من قوة وجهد منحنا الله إياه للحفاظ على مكتسباته وموارده ومنشآته وعدم إلحاق الضرر بها واحترام أنظمته وقوانينه التي تصب أولا وأخيرا في مصلحة أبنائه ولنكون عناصر فعالة في بناء الوطن ورفعته ليكون دائما من الدول السباقة في التقدم والإزدهار. ولأن الوطن عزيز فحق علينا تجاهه أن نرد الجميل في شتى المجالات والواجب الأكبر علينا أن نجود بدمائنا رخيصة لأجله ونقدم كل غال ونفيس من أجل الحفاظ على حريته واستقراره وآمنه وأمانه وأن نمنع كل من تسول له نفسه أن يعوق ازدهاره ورخاءه فلا النتن ولا الف من امثاله يؤثرون على حبة تراب من هذا الوطن. ولا ننسى أبدا ما حيينا شهداء الوطن في الكرامة وفي كل مكان وزمان، الذين قدموا أرواحهم وجعلوا من أجسادهم سدا منيعا فداء لنصرته وفي سبيل رفعته وعزته لينالوا بالمقابل الفردوس الأعلى من الجنة لقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون). فتحية فخر واعتزاز وشموخ لأرواح شهدائنا الأبرار الأطهار. ودائما وأبدا البيت متوحد قادة وشعبا بكل الحب والولاء والانتماء لوطننا الغالي الأردن، وتحت ظل قيادة هاشمية شامخة نعتز ونفتخر بها.

من عمان تبدأ الحكاية
من عمان تبدأ الحكاية

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

من عمان تبدأ الحكاية

في زحمة الحياة اليومية، قد ننسى أحياناً كم نحن محظوظون بكوننا ننتمي لهذه الأرض. بين شوارع عمان التي لا تنام، وسكون الصحراء الذي يروي قصص التاريخ، يكمن كنز لا يفنى من العزة والفخر. ليس مجرد جواز سفر يحمل شارة النسر، بل هي هوية متجذرة في كل تفصيل من تفاصيل حياتنا. الكرم الذي لا يُضاهى منسف وقهوة.. قصة أردنية بامتيازفي الأردن، الكرم ليس مجرد فعل، بل هو لغة لا تحتاج إلى ترجمة. تبدأ حكايتنا بفنجان من القهوة السادة، الذي يُقدم عند مدخل البيت، إشارة إلى أن القلب مفتوح قبل الباب. هذه القهوة ليست مجرد مشروب، بل هي طقس مقدس يروي حكاية العز والوفاء. لكن القصة لا تنتهي هنا. على المائدة، يتربع المنسف كرمز للسيادة والكرم الأردني. إنه ليس مجرد طبق، بل هو عهد يُقطع بين المضيف وضيفه. يُقدم المنسف بحب، وتتجمع حوله الأيادي لتتبادل أطراف الحديث والضحكات، في مشهد يختصر كل معاني الألفة والترابط. من فنجان القهوة الذي يزيل الغريب، إلى طبق المنسف الذي يجعل منه جزءًا من العائلة، يكمن كرمنا الذي لا يعرف حدودًا.اما عن الوفاء الذي لا يصدأ للأرض والإنسان . نحن شعب يعرف معنى الوفاء. وفيّون لأرضنا التي احتضنت أجدادنا، وفيّون لكل من لجأ إلينا وبحث عن الأمان. الأردن لم يغلق بابه يوماً في وجه محتاج، ولم يخذل جاراً. هذا الوفاء ليس بطولة زائفة، بل هو إرث متوارث من أجيال آمنت أن الأمان ليس سلعة، وأن الإنسانية أغلى ما نملك. في زمن تغيرت فيه النفوس، بقي الوفاء الأردني بوصلة لا تتغير. «صبّ لي من دلتك فنجال يا حاتمي، وخلّي البنّ الأشقر بالدّلال يفوح.» «يا ريحة المنسف على الجمر تفوح وحوله الاهل والاحبه ومجد الأجداد يلوح» اما التوازن بين الأصالة والمعاصرة «أهلاً» في زمن «يا» في الأردن، لا يزال الماضي يحيا في الحاضر. هنا، يمكنك أن تجد شاباً يقف أمام «كتاب» في جبل اللويبدة، فيما يرتدي ثوباً مطرزاً بعبق الماضي. نحن نملك القدرة الفريدة على أن نكون حديثين دون أن نفقد أصالتنا. نستخدم أحدث التقنيات، وفي نفس الوقت نحافظ على جلسات العائلة التي لا تخلو من قصص «سيدي» و»ستي». هذا التوازن هو سر قوتنا، فهو يسمح لنا بالتقدم دون أن نفقد هويتنا. المواطن الاردني المرن الذي يصنع المعجزات ليس غنياً بالثروات الطبيعية، لكنه غني بأكثر من ذلك بكثير: بالإنسان الأردني. شعبنا يمتلك مرونة فريدة على التكيف مع كل الظروف الصعبة. من نقص الموارد، أبدعنا في مجالات لم تكن في الحسبان. من «خبز الشراك « إلى «التعليم»، الأردنيون يجدون دائماً طريقهم. هذه المرونة ليست مجرد صبر، بل هي إبداع حقيقي يخرج من رحم التحديات، ويجعل من كل عقبة فرصة جديدة للنجاح.والأمان الذي لا يُقدر بثمن قلب نابض في منطقة مضطربة، بينما تشتعل المنطقة من حولنا، يظل الأردن واحة أمان واستقرار. هذا ليس مجرد حظ، بل هو نتيجة حكمة وقيادة، ووعي شعب، وقوة مؤسسات. هذا الأمان ليس مجرد «غياب للحروب»، بل هو طمأنينة تشعر بها وأنت تسير في شوارع عمان، أو تستمتع بمنظر البتراء، أو تقود سيارتك في الطريق الصحراوي. هذا الأمان هو أهم ثرواتنا، وهو السبب الرئيسي الذي يجعلنا نستطيع أن نحلم ونبني ونكبر. في النهاية، ربما يكمن الفخر الحقيقي في أننا نملك كل هذه الأسباب، وأننا جزء من حكاية لا تنتهي، حكاية بدأت من عمان، ولا تزال تكتب فصولها في كل يوم جديد.

ميرا محمد ربابعة .. مبارك النجاح والتفوق في التوجيهي
ميرا محمد ربابعة .. مبارك النجاح والتفوق في التوجيهي

عمون

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمون

ميرا محمد ربابعة .. مبارك النجاح والتفوق في التوجيهي

عمون - يتقدم محمد بدير وعقيلته سجود الحياصات بأسمى آيات التهنئة والتبريك لابنة خالته ميرا محمد ربابعة بمناسبة النجاح في الثانوية العامة "التوجيهي" بامتياز وحصولها على معدل 97.95% ٪.. متمنين لها دوام التوفيق والنجاح في الحياة العلمية والعملية.. ألف ألف مبارك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store