زغرتا تحتفل بعيد السيدة بقداس في كنيسة البلدة
بعد الانجيل المقدّس، استهلّ المونسنيور فرنجية عظته وقال: "اليوم نقدّم هذه الذبيحة الإلهية على نية جميع المنتشرين، الذين نسميهم المغتربين، ولكنهم في قلبنا وقلب رعيتنا وقلب وطننا. هؤلاء المنتشرون في أستراليا وفنزويلا وأميركا، وفي الدول العربية وسائر أنحاء العالم، نصلي من أجلهم اليوم، وخصوصاً من يدعمون أهلهم ورعيتهم، حتى نصمد في هذه الأرض، الأرض التي دُفن فيها أجدادنا، والتي اختلط ترابها بعرقهم وتعبهم، لكي تبقى كلمة يسوع موجودة في هذه المنطقة الغالية والعزيزة على قلبه، المنطقة التي وُلد فيها، في هذا الشرق المتألم والمكافح حتى تستمر كلمة الله في هذه البقعة المباركة".
وأضاف: "اليوم هو عيد سيدة زغرتا، هذا العيد الذي يجمع أبناء وبنات زغرتا من كل الأماكن. كثيرون يضعون موعد زيارتهم للبنان في فترة هذا العيد، ليكونوا حاضرين ويحتفلوا مع الأم التي رافقتهم أينما كانوا. لم ندخل بيتاً في أستراليا أو فنزويلا أو غيرها من البلدان فيه مغترب زغرتاوي، إلا ورأينا صورة سيدة زغرتا تحتل أجمل زاوية فيه، لتبقى محبتها حاضرة وشفاعتها حاضرة في حياتهم".
وتابع: "الأم تجمع، تجمع العائلة والرعية وأبنائها. وعلى محبتها لا يختلف أحد. كلما يواجه الزغرتاوي موقفاً، أو يعود من السفر، أو يتعرض لمحنة، يقول: يا سيدة زغرتا. لأن الإيمان خبرة، وخبرتنا مع العذراء أنها كانت دائماً إلى جانبنا، وخصوصاً في الأيام الصعبة. والأم، ماذا تريد من أولادها؟ تريدهم أن يحبوا بعضهم بعضاً. والعذراء مريم، إلى جانب محبتها كأم، أراد يسوع لها دوراً مميزاً في خلاص العالم، كما قالت في عرس قانا الجليل: افعلوا ما يأمركم به".
وأردف المونسنيور فرنجية: "علينا أن نعيش على ضوء كلمة الله، وأن نقرأ الإنجيل ونحمل فكر المسيح في حياتنا، لا أن نكتفي بالمظاهر الخارجية. فكلام المسيح يحررنا، ويعرّفنا على الآب السماوي، وهو الكلمة الحية التي لا يمكن إلغاؤها. لذلك لا يجوز أن نهمل كلام الرب، بل أن نعيشه ونعلّمه لأولادنا".
وقال: "زغرتا معروفة بمحبتها للعذراء مريم. يكفي أن نذكر أنه في يوم العيد أُقيمت القداديس، وكل قداس ضم مئات المؤمنين. هذا الإيمان والعطاء هو ما يجعل رعية زغرتا من أجمل الرعايا، رغم ضعف كهنتها وضعفي أنا، فهو عمل الرب الذي يريدنا أن نكون نوراً وملحاً للأرض".
وأشار إلى أن "الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي كان له محبة خاصة للعذراء مريم، ويوسف بك كرم صلى في هذه الكنيسة، وأسّس أخوية على اسم العذراء. كما أن أهل إهدن بنوا كنيسة مار جرجس حجراً حجراً، متعاونين ومتكاتفين. وهذا ما يلمسه الزائر في كنائس الرعية كلها، حيث الجمال والنظافة والاهتمام، بفضل محبة أبنائها المقيمين والمغتربين".
واستطرد: "رعيتنا متميزة بروح المبادرة. إهدن وزغرتا كانتا مشتلاً للدعوات الكهنوتية والرهبانية. الرهبان والراهبات ساهموا في تطور المجتمع، وساعدوا العائلات في التعليم والثقافة، وسعوا لوقف الصراعات في أصعب الظروف. جدودنا أدركوا قيمة الثقافة، فقدموا الأراضي للأديرة والمدارس، ليبقى بيننا من يعلّم ويخدم".
وأكد المونسنيور فرنجية: "هدفنا في هذه الحياة هو نشر كلمة الله ومنطقه في العالم، وكل هدف آخر لا قيمة له أمام هذا الهدف. المطلوب مزيد من التعاون والعطاء، وأن نتعالى عن الصغائر، لأن ما ينتظرنا من مجد سماوي أهم من كل الحساسيات الأرضية. نحن أمام استحقاقات كثيرة، ومنطقتنا حساسة، وما نمرّ به من صعوبات هو غيمة ستمر بقوة سيدة زغرتا وبقوة يسوع".
وأضاف: "لدينا في زغرتا قديسون وقديسات، والكنيسة لا تعلن جميعهم، لكنها تعلن بعضهم ليكونوا شهادة على أن يسوع حي بيننا. وعلينا أن نسير نحو الملكوت، كما سارت مريم التي انتقلت إلى السماء، وهي سلطانة السماء والأرض".
وختم المونسنيور فرنجية: "أشكر جميع المغتربين الذين لم يتركوا رعيتهم في أي ظرف، وخصوصاً في الاحتفالات الكبرى التي شهدتها السنة الماضية بتطويب البطريرك الدويهي، والتي عكست صورة الكنيسة المارونية وإيمانها. وأدعو أن تبقى إهدن مشتل الدعوات، وأن يستمر شبابنا في دخول الكهنوت والرهبنة. الكنيسة هي نحن جميعاً، جسد واحد لكل عضو فيه موهبة. الله يبارككم جميعاً، وأهلاً بكل من جاء من الخارج ليشاركنا هذا العيد، وأيضاً بكل من يتابعنا عبر قناة زغرتا التي تجمع الأهل أينما كانوا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
الإمام الأكبر يهنئ نجل رئيس جامعة الأزهر السابق بزفافه.. صور
توجهت أسرة المغفور له، الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق، بالشكر والتقدير لجميع قيادات الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً وفي مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي قام بتقديم التهنئة إلى الأسرة بزواج الأستاذ خالد محمد المحرصاوي، ودعواته الصادقة له بالزواج السعيد. وعبَّرت الأسرة عن سعادتها بهذه اللمسة الجميلة التي وصفتها ب"لمسة الوفاء" من خلال مشاركة قادة الأزهر الشريف لهم "عقد القران" وفي مقدمتهم الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، والدكتور حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والدعاة، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، والدكتور سيد بكري، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، إضافة إلى لفيف من عمداء وعميدات كليات جامعة الأزهر بالقاهرة والأقاليم. وأوضحت "أسرة المحرصاوي" أن اتصال وتهنئة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وحضور كل هذه القامات أكدت لنا أن الأزهر الشريف جامعًا وجامعة سيظل هو المؤسسة الحانية التي تضمد الجراح وتخفف الآلام في كل وقت وحين. وقدَّم الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، التهنئة في كلمته، سائلًا المولى -عز وجل- أن يجعل هذا الزواج زواجًا سعيدًا، وأن يرزقهما الله تعالى الذرية الطيبة، وأن يديم عليهم نعمة الأفراح دائمًا. وفي الختام التقطت الصور التذكارية مع قيادات الأزهر الشريف.


صدى البلد
منذ 4 ساعات
- صدى البلد
د. هبة عيد تكتب: على جسر الثقة نمضي
الثقة هي حجر الأساس في كل علاقة إنسانية ناجحة، وهي الجسر الذي نخطو عليه لنصل إلى التفاهم والاحترام المتبادل. وتبدأ الثقة من داخل الإنسان، حين يؤمن بقدراته ويقدر ذاته، قبل أن تمتد للآخرين. فمن الصعب أن تمنح ما لا تملكه، فمن لا يثق بنفسه لن يستطيع أن يكون جديرًا بثقة غيره. بناء الثقة بالنفس ليس أمرًا يحدث بين ليله وضحاها، بل هو عملية تراكمية تبدأ من احترام الذات، والالتزام بالقيم، والوفاء بالوعود التي نقطعها على أنفسنا قبل غيرنا. فهي تعني أن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن نعرف نقاط قوتنا وضعفنا، ونسعى جاهدين للتطور المستمر. أما كسب ثقة الآخرين، فهو رحلة تحتاج إلى الصبر والاتساق بين القول والفعل. الناس لا يثقون بالكلمات بقدر ما يثقون بالأفعال، ولا يقتنعون بالوعود بقدر ما يقتنعون بالوفاء بها. التواضع، والصدق، والإخلاص في التعامل هي مفاتيح تجعل الآخرين يفتحون لك قلوبهم ويضعون ثقتهم بين يديك. وهنا يأتي دور حسن الظن، الذي يخفف من قسوة الحياة ويجعل علاقاتنا أكثر دفئًا وإنسانية. فحسن الظن ليس سذاجة، بل هو اختيار واعٍ لرؤية الخير قبل الشر، ومنح الفرصة قبل الحكم. وحين نحسن الظن، فإننا نمنح الآخرين مساحة ليكونوا على أفضل ما عندهم، ونمنح أنفسنا راحة البال. لكن مع ذلك، يظل الحذر مشروعًا حتى لا ننكسر أمام من لا يقدر هذه النعمة. الثقة وحسن الظن وجهان لعملة واحدة، لا يكتمل أحدهما دون الآخر. الثقة تمنح العلاقات قوتها، وحسن الظن يمنحها روحها. لكننا نتعلم مع الوقت أن نوازن بينهما، وأن ندعو الله دائمًا: "اللهم لا تصدمنا بمن أحسنا الظن بهم، فقد اكتفينا". وعلى جسر الثقة نمضي، ونحن نعلم أن الرحلة قد تكون مليئة بالتحديات، لكننا نحمل في قلوبنا يقينًا أن الصدق والوفاء سيقودنا إلى ضفة الأمان، حيث العلاقات النقية التي تبنى على الإخلاص والاحترام، وتبقى صامدة أمام رياح الأيام.


صدى البلد
منذ 5 ساعات
- صدى البلد
ما يقال عند المرور على مقابر المسلمين
أجابت دار الافتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها مصمونة:" الذي ينبغي أن يقال عند المرور على مقابر المسلمين؟ فإني أمرُّ على المقابر كثيرًا لقربها من الطريق في بلدتي، فأرجو من فضيلتكم بيان الأذكار أو الأدعية التي تُقال عند المرور على مقابر المسلمين؟ وهل هذا خاص بالرجال؟". لترد دار الافتاء: انه يُسن أن يقول المارُّ بالمقابر: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ"، وأن يدعو لهم بما يشاء من الرحمة والمغفرة وغير ذلك، وكذا يجوز له قراءة سورة الفاتحة، أو "قل هو الله أحد"، وهبة ثواب ذلك لمن في المقبرة، إذ الأمر في هذا واسع، ويستوي في ذلك الرجال والنساء. حث الشرع الشريف على الدعاء للأموات ندب الشرع الشريف إلى الدعاء للأموات، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ [الحشر: 10]، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا صلى على جنازة قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ» رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، والحاكم. وقد أجمع العلماء على أن الدعاء ينفع الموتى ويصل إليهم ثوابه، ينظر: "الأذكار" للإمام النووي (ص: 164، ط. دار الفكر)، و"عمدة القاري" للإمام العيني (3/ 119، ط. دار إحياء التراث العربي)، و"شرح متن الرسالة" للإمام زروق (1/ 434، ط. دار الكتب العلمية). ما يقال عند المرور على مقابر المسلمين من السنة أن الإنسان إذا أتى قبورًا أو مرَّ عليها أن يُسلِّم على أهلها؛ لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى المقبرة، فقال: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ» رواه مسلم. فدلَّ هذا الحديث على استحباب التسليم على أهل القبور. قال الإمام ابن أبي زيد القيرواني في "النوادر والزيادات" (1/ 655-656، ط. دار الغرب الإسلامي): [يَدُلُّ على التسليم على أهل القبور، ما جاء من السنة، في السَّلام على النبي عليه الصلاة والسَّلام، وأبي بكر، وعمر، مقبورين،، وقد آتى النبي صلى الله عليه وسلم قبور شهداء أحد، فسلم عليهم ودعا لهم] اهـ. وهذا الاستحباب ليس خاصًّا بالزائر وحسب، بل إنه يشمل المار بالمقابر أيضًا، فيستحب له أن يسلم ويقول الدعاء السابق، وأن يدعو لهم بما يريد. قال الإمام الروياني في "بحر المذهب" (2/ 602، ط. دار الكتب العلمية): [يستحب إذا اجتاز بالمقبرة أن يسلم على أهلها فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون] اهـ. وأمر الدعاء للموتى عند المرور بمقابرهم واسع، فكما يجوز بالوارد المأثور يجوز أيضًا بشيء آخر غيره، فقد جاء عن الحسن البصري قوله: "مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ رَبَّ الْأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ، وَالْعِظَامِ النَّخِرَةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْيَا وَهِيَ بِكَ مُؤْمِنَةٌ، أَدْخِلْ عَلَيْهَا رَوْحًا مِنْ عِنْدِكَ وَسَلَامًا) اسْتَغْفَرَ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ مَاتَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ" رواه ابن أبي شيبة في "المصنف". كما يجوز لمن يمر بالمقابر قراءة "الفاتحة"، أو "قل هو الله أحد" إحدى عشرة مرة، بل ورد عن السلف أن ذلك سبب لمغفرة ذنوب للقائل بعدد من في الجبانة. فعن أم عفيف النهدية رضي الله عنها قالت: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين بايع النساء، فأخذ عليهن ألا تُحَدِّثْنَ الرَّجُل إلا مَحْرَمًا، وأَمَرَنَا أن نقرأ على مَيِّتِنا بفاتحةِ الكتاب" رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وحديث أم شريك رضي الله عنها قالت: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نَقْرَأَ عَلَى الْجِنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" رواه ابن ماجه. قال العلامة الجمل في "حاشيته على شرح المنهج" (2/ 210، ط. دار الفكر): [(فائدة) ورد عن السلف أن من قرأ سورة الإخلاص إحدى عشرة مرة وأهدى ثوابها لجبانة غفر له ذنوب بعدد الموتى فيها، وروى السلف عن علي رضي الله تعالى عنه أنه يعطى من الأجر بعدد الأموات] اهـ. ويستوي في ذلك الرجال والنساء، فيجوز للمرأة أن تدعو إذا مرت بالمقابر، والأصل في ذلك ما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلت: كيف أقول لهم -تعني الأموات- يا رسول الله؟ قال: «قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ» رواه مسلم. فهذا يتوجه للمرأة التي تزور القبر، فلم يرد فرقٌ بين الرجل والمرأة في الدعاء الذي يُدعى به عند القبر. قال العلامة ملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/ 1255، ط. دار الفكر) معقبًا على بعض الأحاديث التي تبيح زيارة القبور: [فهذه الأحاديث بتعليلاتها تدل على أن النساء كالرجال في حكم الزيارة، إذا زرن بالشروط المعتبرة في حقهن] اهـ، ومعنى أنهن كالرجال في أصل الفعل، فهن أيضًا كالرجال فيما يترتب على هذا الفعل. الخلاصة بناءً على ذلك: فيُسن أن يقول المارُّ بالمقابر: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ"، وأن يدعو لهم بما يشاء من الرحمة والمغفرة وغير ذلك، وكذا يجوز له قراءة سورة الفاتحة، أو "قل هو الله أحد"، وهبة ثواب ذلك لمن في المقبرة، إذ الأمر في هذا واسع، ويستوي في ذلك الرجال والنساء.