logo
قوة الجيش المصرى تُثير حيرة الأعداء!

قوة الجيش المصرى تُثير حيرة الأعداء!

الدستور08-12-2024

صدق الله العظيم، حين يقول، سبحانه وتعالى، فى سورة الأنفال ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ الآية (60).. إذ يُسلط تقرير نشرته قناة (كان 11) العبرية، الضوء على قلق متزايد داخل الأوساط الإسرائيلية، بشأن تعاظُم القوة العسكرية المصرية، خصوصًا فى ظل التغيُرات الإقليمية المستمرة.. هذه التحذيرات تأتى بالتزامن مع مخاوف من تأثير هذه التغيُرات على الأمن الإسرائيلى، بما فى ذلك إمكانية توجيه التهديدات نحو سيناء، التى طالما كانت محورًا للاتفاقيات الأمنية بين الجانبين.. وقد واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية فى الفترة الأخيرة، تحذيراتها الشديدة من سباق تسلح الجيش المصرى، وتعاظُم قوته العسكرية فى فترة زمنية وجيزة، إلى درجة التلويح باحتلال سيناء مرة أخرى، إذا استمر التهديد!!.. ووجهت القناة (السابعة)، سؤالًا للقيادة الإسرائيلية قائلة، (هل يُغمض النظام الأمنى والسياسى الإسرائيلى عينيه، أمام التهديد العسكرى المتزايد على حدودنا الجنوبية؟).. وقال تقرير القناة العبرية، المعروفة بميلها لليمين المتشدد فى إسرائيل، إن مصر فى سباق تسلح، وليس من الواضح لماذا؟.. مُشيرًا إلى أن عددًا غير قليل من التقارير الإعلامية الإسرائيلية حذَّر من التسليح الضخم لمصر، ويرى الكثيرون أن ذلك بداية تهديد، تختار إسرائيل حاليًا تجاهله.. بل إن القناة العبرية استضافت رونى شالوم، الباحث الإسرائيلى فى شئون الشرق الأوسط، والمُحاضر فى أكاديمية (رمات جان)، للوقوف على تفسير أسباب سباق التسلح المصرى، ويرى شالوم، أن إسرائيل تعيش الفترة الحالية فى شكل (جيش لديه دولة) وليس العكس، وأصبح من الواضح أن وراء كل جنرال شخصًا له أجندات ووجهات نظر عالمية، ولهذا السبب (لا بد من التأكد من أن المسئولين فى الجيش محترفون من جهة، ومن جهة أخرى خاضعون للرقابة والمراجعة).
تُدرك الحكومة المصرية القلق الإقليمى والعالمى من ضعف وضعها الاقتصادى، وقد عادت بالفعل وحذرت من أن مثل هذا الضعف يقترب، ما يؤدى إلى تدفق دعمها من العالم، وأحد الأمثلة على ذلك هو مبلغ 1.3 مليار دولار، الذى حوله بايدن إلى مصر، منحة لم تكن مشروطة حتى بأى إصلاحات أو تغييرات هيكلية.. وفى تقدير شالوم، فإن السبب فى ذلك، ليس عدم إيمان بايدن والغرب بقدرة مصر على إحداث إصلاحات، بل التفسير الغربى للشرق الأوسط، والواقع الشرقى والخطاب الشرق أوسطى، حيث إن الخطاب الغربى يخشى وضع حدود للحكومة المصرية، وإسرائيل تتأثر بذلك أيضًا عندما ترى التسلح المصرى، ولا تجرؤ على ممارسة أدوات الضغط على المصريين إلى حد التهديد الحقيقى.. وفى تقديره أيضًا، رغم أن التسليح المصرى هو جزء من حدث مصرى داخلى، إلا أنه يتعين على إسرائيل توضيح معارضتها، وحتى التهديد بالسيطرة على أجزاء من شبه جزيرة سيناء إذا استمر التهديد، إلا أن مثل هذه الخطوة لن تؤدى إلى إلغاء اتفاق السلام مع مصر، بل إلى تعزيزه من قِبل المصريين، الذين سيفهمون، والثمن الذى قد يدفعونه مقابل انتهاك من هذا النوع.. وأنه من الممكن أن تنتج تسوية فى غزة والأرضى الفلسطينية، تؤدى إلى تعزيز العلاقات مع إسرائيل!!.
●●●
وتحت عنوان (ما وراء جنون التسلح المصرى)، قالت القناة السابعة بالتليفزيون الإسرائيلى، فى تقرير لها، إن مصر تحاول بناء أكبر قوة بحرية فى الشرق الأوسط، متسائلة: لماذا تستثمر القاهرة الكثير من الأموال فى التعزيز العسكرى؟.. وفى السياق نفسه، بثت قناة (كان) التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، والتى تعتبر إحدى أذرع الحكومة الإسرائيلية الإعلامية، فيديو أعده محررها المتخصص فى الشئون المصرية، روى كياس، يحذر فيه أيضًا من تعاظُم قوة الجيش المصرى خلال الفترة الأخيرة.. وأضاف التقرير، أنه بعد وقف إطلاق النار فى لبنان، ظهر الرأى العام المعادى لإسرائيل فى العالم العربى، خصوصًا فى مصر بالتحديد، فى ظل الحرب فى غزة، (الجنون الفرعونى لدى المصريين قد يدفعهم لتوجيه أسلحتهم نحونا، واذا قمنا بتوصيل النقاط بعضها ببعض، سنجد أن هناك أسبابًا كبرى تدعو للقلق).. وقال روى خلال تقريره الخاص عما يحدث فى مصر، إن الدرس المستفاد من السابع من أكتوبر 2023 الذى يجب أن يتردد فى الأذهان، هو الاستعداد لأى شىء، مُحذرًا من قوة التسليح المصرى.. وتساءل المحلل الإسرائيلى: لماذا يشترى الجيش المصرى غواصة بعد غواصة، وسفينة بعد سفينة، ولماذا يدخل جيش مصر فى سباق تسليح؟، (ليس من الضرورى أن تكون من محبى الخيال العلمى، لتتخيل يومًا يتم فيه توجيه هذا السلاح إلينا!).
وكان تقرير نشره موقع (هيدابروت) الإخبارى الإسرائيلى، الذى يصدر عن اليمين المتشدد فى إسرائيل، قال إن هناك مفهومًا إسرائيليًا على جبهة أخرى، وهو أن الجيش المصرى يزداد قوة.. وأكد تقرير الموقع العبرى، أن الجيش المصرى يُسلح نفسه وينمو بلا توقف.. وتساءل: هل الجيش الإسرائيلى مستعد لسيناريو الحرب الشاملة ضد الجارة الجنوبية؟، فى إشارة إلى مصر.. هذا التقرير يأتى بعد نشر قناة i24NEWS الإخبارية الإسرائيلية، على مدار يومين، فيلمًا وثائقيًا من جزأين تحت اسم (بركان الغضب)، تُحذر فيه من تعاظُم قوة الجيش المصرى وتسلحيه المُتقدم.. وقال المحلل السياسى الإسرائيلى المتخصص فى الشئون المصرية، فى فيديوi24NEWS، إنه منذ توقيع اتفاقية السلام مع مصر، عزَّز الجيش المصرى قوته وعظَّمها، وأصبح من أقوى وأكبر الجيوش فى الشرق الأوسط، (الجيش المصرى يتجه بشكل رئيسى نحو الشرق، مصطفًا أمامنا ونحن أمامه.. فى هذه الأثناء، يختار الرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسي، بث رسائل حول إسرائيل على وجه التحديد، أمام جيوش المدرعات المصرية فى سيناء).
وفى السياق نفسه، حذر تقرير لموقع Nziv الإخبارى الإسرائيلى، من استعداد مصر لتحديث أسطولها القديم من الغواصات والحصول على غواصات أقوى من الغواصة الألمانية Type 209، وتدرس مصر أيضًا تصنيع الغواصة Barracuda من (المجموعة البحرية الفرنسية) لتلبية متطلباتها المستقبلية من الغواصات.. وأشار إلى أن قوات البحرية المصرية خضعت لعملية تحديث كبيرة، وزيادة فى طاقتها خلال السنوات الأخيرة، حيث قامت أحواض بناء السفن الفرنسية والألمانية والإيطالية بتلبية الطلبيات المصرية، والآن، تتطلع البحرية المصرية إلى شراء نوع جديد من الغواصات.. وكشف الموقع عن أن البحرية المصرية تشغّل عددًا من الغواصات المتنوعة، التى تُمثل مضاعفات للقوة تحت سطح البحر، منها الغواصات الألمانية من نوع 209/1400 Mod، والغواصات الصينية من نوع Romeo، كما تتفاوض مصر لشراء غواصات Scorpion 2000، التى تتضمن تقنيات متقدمة وقدرات هجومية ودفاعية واسعة النطاق، مثل الطوربيدات الثقيلة والصواريخ المضادة للسفن والدفاع الجوى، كما تشمل خيارات مصر المستقبلية غواصات ألمانية إضافية من طراز 209، بالإضافة إلى مناقشات لشراء غواصات Barracuda الفرنسية الأكبر والأكثر تقدمًا.. هذه المجموعة من الغواصات، تعكس استراتيجية مصر لتطوير أسطولها البحرى، ليشمل التكنولوجيا المتقدمة التى تدعم العمليات البحرية فى أعالى البحار والمناطق الساحلية.
فى السياق ذاته، كشفت تقارير إسرائيلية عما أسمته أسرار تجارب إطلاق الصواريخ المصرية ومنصات الإطلاق المتطورة فى قلب الصحراء المصرية. وقال تقرير عبرى إن (جبل حمزة) يعد أحد أهم مواقع تجارب الصواريخ فى مصر، ويقع فى الصحراء الغربية بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، وإن لهذا الموقع تاريخًا طويلًا يعود إلى خمسينيات القرن الماضى، عندما بدأت مصر فى تطوير برامج الصواريخ المحلية، بالتعاون مع خبراء أجانب.. وأضاف الإعلام الإسرائيلى، أن الموقع العسكرى المصرى شديد الخطورة، يضم منشآت متخصصة فى اختبار المحركات الصاروخية، خصوصًا تلك التى تعمل بالوقود السائل، حيث تركزت الجهود على تطوير هذه التكنولوجيا، لتلبية الاحتياجات الأمنية والاستراتيجية.
●●●
لا يُزعجنى ما تردده بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية التى تقول، إنه يتعين على إسرائيل توضيح معارضتها لتعاظم القوة العسكرية المصرية، وحتى التهديد بالسيطرة على أجزاء من شبه جزيرة سيناء إذا استمر تهديد هذه القوة لنا، بقدر ما يُسعدنى حالة الذعر من قوة الجيش المصرى، التى تُمثل ردعًا لأى من تُسول له نفسه الاقتراب من أمننا القومى، وقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى مرارًا، (نحن لا نعتدى، لا نهاجم، لا نغزو.. نحن نحمى بلادنا ونحمى شعبنا).. ونضيف على ذلك، أن مصر لن تنجر إلى حرب أو أعمال قتالية، وإن كانت هناك محاولات لجر مصر لها، إلا لو دخلت القوات الإسرائيلية إلى الحدود المصرية، أو واجهت هذه الحدود تهديدًا غير مباشر، من خلال دخول أى عناصر إلى سيناء.. بل إن قيام دولة الاحتلال بعملية عسكرية للضغط على الفلسطينيين نحو الحدود المصرية، من شأنه أن يهدد أمننا القومى، ومن حق مصر فى هذه الحالة تعليق اتفاقية السلام، ويصبح لكل حادث حديث.. فتعليق اتفاقية السلام يعنى، أن سيناء كلها ملكنا وتعمل مصر فيها ما تشاء، وهذه ضربة كبيرة لتل أبيب، وتجعل نتنياهو يفكر مليون مرة، لأن مصر تحترم الاتفاقية على مدار نصف قرن، وتعد هذه المرة الأولى التى لا تحترم فيها إسرائيل الاتفاقية، كما يقول اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجى.
بل إن الجنرال الإسرائيلى المتقاعد، إسحاق بريك، وعلى خلفية توتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، قال فى مايو الماضى، إن (مصر تمتلك قوة كبرى لن تستطيع إسرائيل أن تقف فى وجهها).. وكتب بريك مقالًا بصحيفة (معاريف) العبرية، قال فيه (مصر اليوم تمتلك أقوى جيش فى الشرق الأوسط، من الدبابات الحديثة، ومئات الطائرات المقاتلة الأحدث، وأقوى بحرية فى الشرق الأوسط.. وانقلاب الجيش المصرى علينا هو دراما ليس لدولة إسرائيل حل لها).. وتابع مصر كانت تُعتبر دولة مسالمة لسنوات عديدة، ولم تبنِ إسرائيل قوة تقف فى وجهها ولا حتى دبابة واحدة، فإلغاء اتفاقية السلام مع المصريين كارثة أمنية على دولة إسرائيل بكل ما تحمله الكلمة، فى هذه الحالة ليس لدينا خيار سوى الدعاء إلى الله، لأن ما يحدث مع مصر من جانب تل أبيب، بسبب من يديرون الحرب، أو كما أطلق عليهم (مجموعة من الحمقى)، قد يؤدى إلى حالة دخول حرب مع مصر، وعندئذ، فإن المصريين سيدفنون بلادنا، وهذا ضوء أحمر وإنذار طوارئ لجميع مواطنى إسرائيل.
يعنينى هنا، دلالة ترتيب الجيش المصرى، وفقًا لمؤشر Global Fire Power للجيوش فى العالم، والذى يدلل على مدى جاهزيته، وقوته، والذى يفتح الباب للتساؤلات، حول مدى تأثير وقدرة الجيش المصرى على حسم الملفات العالقة، فى منطقة تموج بالتوترات، والاضطرابات، والصراعات، سواء الصراعات الإقليمية أو الدولية على بقعة تُعد الأهم فى العالم، بما تملكه من قدرات بشرية وتنموية، وموارد اقتصادية وثروات طبيعية، يأتى البترول العربى كأهم مواردها، ما يُكسب المنطقة أهمية كبرى فوق أهميتها الجغرافية التى تتوسط قلب العالم، ما يجعل من القوة العسكرية عاملًا مهمًا للدفاع عن مقدرات هذه المنطقة، والتى يأتى الجيش المصرى كأكبر قوة عسكرية فى المنطقة تملك قوة الردع، ومجابهة جميع التحديات التى تهدد الأمن القومى المصرى، على كل الاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية، والحفاظ على الاستعداد القتالى الدائم والكفاءة الفنية العالية، ما يُمكنه من تحقيق المهام التى توكل إليه، والدفاع عن أمن وسلامة الدولة المصرية والحفاظ على وحدة ترابها، ومواجهة كافة التحديات، والمتغيرات التى تطرأ على المنطقة.
ما سبق يدفع للتساؤل أيضًا، حول قدرة الجيش المصرى على فرض السلام عن طريق الردع، وحل وحسم الملفات العالقة والشائكة، التى تأتى قوة جيشنا كأحد العوامل التى لا بد أن تُوضع فى الاعتبار عند مناقشة هذه الملفات، مثل ملف مياه النيل، وأزمة السد الإثيوبى، والأزمة الليبية التى تعد قنبلة موقوتة على الحدود الغربية للدولة المصرية، والحرب فى غزة وفى السودان، وأخيرًا، الفوضى التى تعم سوريا الآن، إضافة إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية فى شبه جزيرة سيناء، ومساندة الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجى، فى مواجهة المخاطر المحتملة التى تهدد الأمن القومى العربى، بما يمثله من قدرة على الردع، وهو ما تؤكد عليه القيادة المصرية دائمًا، بأن قوة الردع الممثلة فى الجيش المصرى تسبق دائمًا عملية الانخراط فى الحرب، لأن مصر لا تضع ضمن أولوياتها الانخراط فى أى حروب إقليمية مباشرة، وتسعى دائمًا لإرسال رسائل حاسمة، بأن لديها جيشًا قويًا قادرًا على خوض أى حروب إقليمية والخروج منها منتصرًا، بما لديه من قدرات عسكرية كبيرة، وسعيه الدائم لتنويع مصادر السلاح، وعقد صفقات قوية.
تصنيف مؤسسة Global Fire Power، المنوط به تقييم القدرات العسكرية لدول العالم سنويًا، والذى صنف الجيش المصرى كأقوى جيوش المنطقة، هو، حسب الخبير العسكرى والمفكر الاستراتيجى، اللواء أركان حرب سمير فرج، رسالة ردع إيجابية لبقية الدول، حيث إن كل هذه التقديرات تمنع أى قوة من الاقتراب من الدولة المصرية، ومصالحها، لأن الجيش المصرى قادر على حسم جميع الملفات وهذا من خلال الواقع، مؤكدًا على أن الجيش المصرى هو جيش دفاعى فى المقام الأول ولم يسع أبدًا للاعتداء على أحد، فليس من عقيدة الجيش المصرى الاعتداء، أو التلويح باستخدام القوة برغم قدرته على ذلك، وقد وضح ذلك من خلال تعامل مصر مع أزمة السد الإثيوبى حيث مارست مصر سياسة النفس الطويل، والسعى الدائم لحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية، للوصول إلى اتفاق قانونى وُملزم للجانب الإثيوبى يحفظ حقوق مصر المائية فى نهر النيل، وهو ما يتضح من خلال تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى تؤكد دائمًا على منهجية مصر فى التعامل مع الملفات الحيوية والحساسة بروح من الحكمة والعقل، رغم امتلاك مصر للقدرات العسكرية التى تؤهلها عند الضرورة للوصول إلى الأراضى الإثيوبية والتعامل مع السد، فى حال وصول الأزمة إلى طريق مسدود، حيث إن استخدام القوة هو الخيار الأخير بعد استنفاد كل الجهود الدبلوماسية والسياسية دون الوصول لاتفاق، وكذلك الوضع فى الملف الليبى، فالقدرة المصرية كانت حاسمة فى مواجهة مهددات الأمن القومى المصرى التى تأتى من المحور الاستراتيجى الغربى من الداخل والعمق الليبى، عندما تدخلت الإرادة المصرية بوضع خطوط حمراء، ممثلة فى الخط الأحمر الذى وضعه الرئيس عبدالفتاح السيسى (سرت ـ الجفرة)، والذى كان حاسمًا وله آثاره التى انعكست على الأوضاع هناك، كذلك برزت أهمية الردع فى القطاع الاستراتيجى الشرقى من خلال مواجهة التنظيمات الإرهابية فى شبه جزيرة سيناء، وهو ما يؤكد قدرة الجيش المصرى على المساهمة فى حسم الملفات الشائكة التى تتطلب إظهار قوة الردع دون استخدام القوة أو التلويح بها.
●●●
■■ ويبقى أن نقول..
إن الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط قابلة للانفجار فى أى لحظة، مع استمرار الأزمات التى امتدت لسنوات طويلة، دون آفاق لحل هذه الصراعات التى تعتمل داخل المنطقة.. لذا فإن القوة العسكرية المصرية تتحسب لذلك، فى ظل وجود تقديرات تشير إلى إمكانية الحسم العسكرى فى ملفات، قد تطال شرارتها الأمن القومى المصرى، لذا فهناك استعدادات لمثل هذه الاحتمالات التى قد تكون بعيدة عن التحقق، والجيش المصرى لديه القدرة على خوض حروب إقليمية، متى كانت هناك حاجة إلى ذلك، غير أن اتخاذ مثل هذا القرار على مستوى قادة الجيوش، لا يرتبط بمدى قوة كل جيش وفقًا لتصنيفات نظرية ومعلومات قد لا تكون دقيقة فى كثير من الأحيان، لأنها تتوقف على ما تقدمه الجيوش وتسمح بالتعرف عليه.. إلا أن القاهرة تبعث رسائل وإشارات طمأنة للداخل والخارج، من وراء عملية التسليح المستمرة، بأن لديها إمكانات تؤهلها للدفاع عن أمنها القومى المصرى والعربى، وقوة ردع جاءت بنتائجها الإيجابية خلال السنوات الماضية، بعد أن أوقفت أطماع قوى تولدت لديها رغبة فى اختراق العمق المصرى، وأن تزايد الاهتمام بالتصنيفات الدولية فى العقد الأخير حقق أهدافًا إيجابية على مستوى الردع، وفتح الباب أمام الجيش المصرى للدخول فى تدريبات مشتركة مع قوى إقليمية ودولية عديدة لتبادل الخبرات، وانعكس الأمر على إظهار القوة العسكرية لأطراف معادية راجعت مواقف تعاملها مع الدولة المصرية مؤخرًا.. كما أن توالى التدريبات وتنوعها مع جهات عديدة فى الشرق والغرب والجنوب والشمال، يؤكد على أنه ليس هناك توجه عدائى يمكن أن يُشكل مؤشرًا على الدخول فى حرب نظامية، وبرهن تنوعه فى اتجاهات استراتيجية مختلفة على عدم وجود تركيز على جبهة بعينها، وتحوَّل بعضها إلى استعراض قوى وحمل تأكيدات على وجود شراكات عسكرية مع قوى متباينة.. وأخيرًا، فإن التسليح المصرى يدخل فى إطار تعزيز التحالفات السياسية مع دول الخليج العربى، على سبيل المثال، والحفاظ على محور اعتدال عربى، لديه قدرات عسكرية قادرة على مجابهة المشروعات الإقليمية المعادية القادمة من أى جهة كانت.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.

Orange background

Try Our AI Features

Explore what Daily8 AI can do for you:

Comments

No comments yet...

Related Articles

رسميًا.. دار الإفتاء تعلن نتيجة استطلاع هلال ذي الحجة والجمعة أول أيام العيد (بيان)
رسميًا.. دار الإفتاء تعلن نتيجة استطلاع هلال ذي الحجة والجمعة أول أيام العيد (بيان)

Al Masry Al Youm

time34 minutes ago

  • Al Masry Al Youm

رسميًا.. دار الإفتاء تعلن نتيجة استطلاع هلال ذي الحجة والجمعة أول أيام العيد (بيان)

أعلنت دار الإفتاء المصرية استطلاعها هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 هجرية، بعد غروب شمس يوم الثلاثاء 29 من شهر ذي القعدة، الموافق 27 من شهر مايو لعام 2025 ميلاديًّا بواسطة اللِّجان الشرعية والعلمية المنتشرة في أنحاء الجمهورية. وذكرت الدار أنه بناء على قرار المحكمة العليا بالمملكة العربية السعودية رقم (194/ هـ) فقد تقرر شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة وقرار المحكمة العليا ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريًّا. وأعلنت دارُ الإفتاءِ أن غدًا الأربعاء 28 من شهر مايو لعام 2025 ميلاديًّا هو أول أيام شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريًّا. وتقدمت الدار بالتهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي، متمنية له دوام الصحة والعافية، كما تقدمت بخالص التهنئة للشعب المصري الكريم، ولجميع رؤساءِ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ وملوكِها وأمرائِها وللمسلمين كافةً في كُلِّ مكان، داعية اللهَ سبحانه وتعالى أن يُعيدَ على مصرَ وعليهم جميعًا أمثالَ هذه الأيامِ المباركةِ باليُمنِ والخيرِ والبركات والأمنِ والسلام، وهو نعمَ المولى ونعمَ النصير. المحكمة العليا في السعودية تعلن غدًا الأربعاء غرة شهر ذي الحجة وأعلنت المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية، أن غدًا الأربعاء الموافق 28 مايو 2025 هو غرة شهر ذي الحجة لعام 1446 هـ، على أن يكون يوم وقفة عرفة الخميس 5 يونيو 2025، ويليه عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 6 يونيو 2025. وأكدت المحكمة أن لجان الترائي تمكنت من رؤية الهلال بالعين المجردة في عدد من مواقع الرصد الفلكي، خاصة في مناطق تمير وسدير والطائف، وبذلك يكون يوم غد الأربعاء هو أول أيام شهر ذي الحجة. وقد جاء في بيان المحكمة العليا: «ثبتت لدينا رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء هذا اليوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من شهر ذي القعدة للعام 1446هـ، وبهذا يكون يوم الأربعاء هو أول أيام شهر ذي الحجة، سائلين الله أن يعيده على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات». ويبدأ المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، مع الإعلان الرسمي، استعداداتهم الروحانية لاستقبال أعظم أيام العام الهجري، وهي العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم الله بها في كتابه الكريم، وأكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على فضلها العظيم، قائلًا: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام». ومع الإعلان الرسمي، تكتمل الاستعدادات في المملكة العربية السعودية لموسم الحج لعام 1446 هـ، حيث من المتوقع أن يشهد هذا الموسم توافد ملايين الحجاج من داخل المملكة وخارجها، بعد أن فتحت السلطات السعودية أبواب التسجيل مبكرًا، ورفعت القدرة الاستيعابية للمشاعر المقدسة. وأعلنت وزارة الحج والعمرة جاهزيتها الكاملة لاستقبال ضيوف الرحمن، بالتعاون مع الجهات الصحية والأمنية والخدمية، وسط منظومة إلكترونية متطورة لضمان راحة الحجاج وسلامتهم. كما شهدت مكة المكرمة والمشاعر أعمال تطوير واسعة، شملت توسعة ساحات الحرم، وتحسين طرق الوصول إلى عرفات ومزدلفة ومنى. ومع بداية شهر ذي الحجة، يبدأ المسلمون في رفع أصواتهم بالتكبير والتهليل، حيث تستحب التكبيرات في هذه الأيام المباركة، ويستعد الجميع لإحياء شعيرة الأضحية التي تقدم في يوم العيد، اقتداءً بسنة إبراهيم عليه السلام. ويبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة لمدة 38 دقيقة، وفي القاهرة لمدة 47 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم يوم الرؤية. والتقويم الهجرى أو القمرى أو الإسلامى هو تقويم يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر وتتخذه بعض البلدان العربية مثل السعودية كتقويم رسمى للدولة، وأنشأه الخليفة عمر بن الخطاب وجعل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة في 12 ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622م) مرجعًا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجرى. دار الإفتاء المصرية تحدد فضل صيام 8 أيام الأولى من ذي الحجة وكذلك يوم عرفة أعلنت دار الإفتاء المصرية فضل صيام 8 أيام الأولى من ذي الحجة وكذلك يوم عرفة في فتوى أجاب عنها الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية الأسبق. فضل عشر ذي الحجة أيام عشر ذي الحجة ولياليها أيام شريفة ومفضلة، يُضَاعف العمل فيها، ويُستَحَبُّ فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه؛ فالعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة؛ فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبوداود وابن ماجه وغيرهما. حكم صيام ثمانية أيام من عشر ذي الحجة أما عن حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة: فيُستَحَبّ صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأنَّ صومها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام، والصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه في هذه الأيام، وإنَّما هو من جملة العمل الصالح الذي حثَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله في هذه الأيام كما مرَّ في حديث ابن عباس رضي الله عنهما. حكم صيام يوم عرفة أما حكم صوم يوم عرفة: فصومُ يوم عرفة سنة فعلية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقولية حثَّ عليها في كلامه الصحيح المرفوع؛ فقد روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، فيُسَنّ صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو: اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة كما ورد بالحديث. حكم صوم العاشر من ذي الحجة يحرمُ باتفاق صيام يوم العاشر من ذي الحجة؛ لأنَّه يوم عيد الأضحى، فيحرم صوم يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، وأيام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر؛ وذلك لأنَّ هذه الأيام منع صومها؛ لحديث أبي سعيد رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ» رواه البخاري ومسلم واللفظ له. وحديث نُبيشَة الهذلي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ» أخرجه مسلم في «صحيحه».

بعد ثبوت رؤية هلال ذي الحجة.. موعد وقفة عرفة وعيد الأضحى 2025 في مصر
بعد ثبوت رؤية هلال ذي الحجة.. موعد وقفة عرفة وعيد الأضحى 2025 في مصر

Al Masry Al Youm

time36 minutes ago

  • Al Masry Al Youm

بعد ثبوت رؤية هلال ذي الحجة.. موعد وقفة عرفة وعيد الأضحى 2025 في مصر

أعلنت دار الإفتاء، منذ قليل، أن غدًا الأربعاء هو أول أيام شهر ذي الحجة للعام الهجري الجاري 1446، وعليه سيوافق أول أيام عيد الأضحى المبارك 2025، يوم الجمعة 6 من شهر يونيو المقبل. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025 ووفقا لما أعلنته دار الإفتاء أن غدًا الأربعاء، هو أول أيام شهر ذي الحجة لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وستة وأربعين هجريًّا. فيما سيوافق موعد وقفة عرفات، اليوم التاسع من ذي الحجة 1446، يوم الخميس 5 يونيو 2025م. وسيكون موعد عيد الأضحى المبارك 2025 في مصر، يوم الجمعة 6 يونيو 2025م وفقا لما أعلنته دار الإفتاء. فضل العشر الأوائل من ذي الحجة وللعشر الأوائل من شهر ذي الحجة فضل كبير، إذ شهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أعظم أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أفضل منه في غيرها، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء». فضل صيام العشر الأوائل تقول دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، إنه يُستَحَبّ صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأنَّ صومها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام، والصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه في هذه الأيام، وإنَّما هو من جملة العمل الصالح الذي حثَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله في هذه الأيام كما مرَّ في حديث ابن عباس رضي الله عنهما. حكم صيام يوم عرفة وأضافت دار الإفتاء أن صومُ يوم عرفة سُنة فعلية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقولية حثَّ عليها في كلامه الصحيح المرفوع؛ فقد روى أبوقتادة رضي الله تعالى عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، فيُسَنّ صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو: اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة كما ورد بالحديث. عبادة أوصى بها النبي ﷺ في العشر الأوائل من ذي الحجة قالت هند حمام، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، تُعد من أعظم أيام السنة، ولها مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، حيث اجتمع فيها من الفضل ما لم يجتمع في غيرها من الأيام. وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج «حواء»، المذاع على قناة «الناس»: «في هذه الأيام يُستحب الإكثار من التسبيح، والتهليل، والتكبير، كما قال النبي ﷺ: فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد، ويكفي أن هذه الأيام تحتوي على يوم عرفة، وهو يوم العتق الأكبر من النار، كما ورد عن النبي ﷺ أنه قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وصيامه يكفّر ذنوب سنتين، السنة الماضية والقادمة».

عفوا.. في عهد السيسي لسنا مواطنين درجة ثالثة
عفوا.. في عهد السيسي لسنا مواطنين درجة ثالثة

Tahia Masr

time39 minutes ago

  • Tahia Masr

عفوا.. في عهد السيسي لسنا مواطنين درجة ثالثة

أعتبر نفسي وأهلي قريتي محظوظين بأننا عاصرنا عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فبعد سنوات من الحرمان، كانت قريتنا المنسية من حسابات الحكومة تعاني من مشاكل لا حصر لها، للدرجة التي جعلتنا نرى أننا مواطنون درجة ثالثة، ليس لنا الحق في أن نعيش حياة كريمة. كنت منذ الصغر عاشقًا جدًا لكرة القدم، وحتى أتمكن من ممارسة هوايتي المفضلة أنا وجيلي من الشباب وغيرهم من الأجيال السابقة، كان علينا أن نبحث عن جرن نلعب فيه "قطعة أرض فضاء"، وكان دائمًا الشباب يبحثون عن سؤال لم يكن له إجابة على مدار عقود من الزمن، وهو: متى يصبح لدينا مركز شباب؟ حتى جاء عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي فتح أبواب الأمل أمام جيل جديد غير جيلي، الذي ظل عمره كله يبحث عن مركز شباب ولم يجده. فمع إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، استشعر أهالي القرية أن هناك توجهًا جديدًا بمنح حياة جديدة للشباب الذي عانى على مدار ٥٠ سنة، فأطلق الأهالي حملة تبرعات لشراء قطعة أرض حتى تكون جاهزة للبناء ضمن المبادرة الرئاسية، وبالفعل دفع الأهالي ٣٠٪ من قيمة الأرض، وتحملت وزارة الشباب ٧٠٪، لتكون دليلًا على إيمان الدولة الأول بحقوق المواطنين، ليتحول الحلم إلى حقيقة بوجود مركز شباب على أحدث مستوى. هنا فطن أهالي القرية أنهم أصبحوا مواطنين لهم حقوق في دولتهم، بعد أن فقدوا الثقة في الدولة التي كانت تعاملهم على أنهم مواطنون درجة ثالثة، وذلك بفضل إيمان الرئيس عبدالفتاح السيسي، تلك القيادة الوطنية المخلصة، التي برهنت للجميع بأن الدولة مسئولة عن تطوير كل شبر في مصر، حتى لو كانت قرية مترامية الأطراف مثل قرية ابن العاص القابعة في أقصى شمال محافظة الشرقية. وبعد بناء مركز شباب ابن العاص وظهوره للنور وافتتاح مكتب بريد، أعلن أهالي القرية عن حملة جديدة لشراء قطعة أرض لبناء مدرسة جديدة في إطار دورهم المجتمعي، وذلك بعد أن أصبحت المدرسة الوحيدة في القرية، التي أنشئت في أوائل التسعينات، لا تستوعب زيادة الأعداد، ليقوم الأهالي بسداد 30٪ من قيمة الأرض، وتتحمل الحكومة عنهم 70٪ من خلال هيئة الأبنية التعليمية، والتي رصدت ميزانية تصل إلى 40 مليون جنيه، لبناء مجمع مدارس "ثانوي - ابتدائي - إعدادي" في قرية كانت تحلم ببناء جناح جديد ملحق بالمدرسة القديمة. ما جعلني أكتب هذا المقال، الذي أشهد الله أن كل كلمة كتبتها جاءت عن يقين شديد بالدور الكبير الذي لعبته القيادة السياسية في تحقيق تنمية حقيقية في كافة ربوع الجمهورية، أنه اليوم تم الإعلان عن مناقصة عامة لتطوير الوحدة الصحية في قريتنا، بعد سنوات من الإهمال الشديد والنسيان لأبسط حقوق المواطنين في الحصول على حياة كريمة. لك أن تتخيل، عزيز القارئ، أن قرية ظلت لسنوات مضت تشتكي إلى السماء تجاهل الحكومة لها، وتعايش الأهالي مع واقع مرير، ثم فجأة تنقلب الأمور بفضل قيادة وطنية مخلصة، لترصد لها الدولة حتى الآن ما يقرب من ٥٠ مليون جنيه بعد سنوات من الهجر والنسيان. حقيقة، لا زال لدى أهالي قريتنا بعض الأحلام المشروعة، ولكننا على يقين أن كل حلم بإذن الله سيتحول لحقيقة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

DOWNLOAD THE APP

Get Started Now: Download the App

Ready to dive into the world of global news and events? Download our app today from your preferred app store and start exploring.
app-storeplay-store