
العالم على حافة المواجهة!
في ظل تصاعد التوترات والأحداث التي تتناقلها وسائل الإعلام العالمية حول نشوب حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى بسبب الوصول إلى طريق مسدود بشأن المحادثات النووية بين واشنطن وطهران والتي قال عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «إن إيران أصبحت أكثر تشدداً وهو أمر مخيب للآمال»، مناسبة ذلك التصعيد يأتي بعد أن طرحت الولايات المتحدة اقتراحاً يشير إلى إمكانية استثمارها في برنامج الطاقة النووية المدنية الإيراني والانضمام إلى تحالف يشرف على تخصيب اليورانيوم منخفض المستوى داخل إيران لفترة زمنية غير محددة، وهذا ما جعل إيران ترفض ذلك والوصول إلى اتفاق في المحادثات والمفاوضات بين البلدين، هذه الخلافات حول «تخصيب اليورانيوم» وسعي إيران لتصنيع سلاح نووي ألقت بظلالها على المنطقة برمتها والذي ينذر بمواجهة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط مع تهديد إسرائيل بضربة عسكرية محتملة للمنشآت النووية الإيرانية التي تعتبرها تهديداً مباشراً لأمن «تل أبيب».
هذه التطورات المتسارعة هي بمثابة مؤشرات قد تنذر بمواجهة في الشرق الأوسط واقتراب اندلاع حرب إقليمية سوف تهدد أمن واستقرار الخليج والمنطقة، في الوقت ذاته يرى مراقبون أن التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ليس جديداً أو وليد اللحظة والعلاقة بين البلدين تشهد بين الفينة والأخرى تصعيداً إلا أنه سرعان ما يتلاشى ويتم تحكيم سياسة الاحتواء والدبلوماسية، ولكن هذه المرة وصل التصعيد إلى مستويات لم تشهدها العلاقة بين واشنطن وطهران ودخول إسرائيل على خط المواجهة بسبب تزايد النشاط الإيراني الإقليمي ودعمها للميليشيات في اليمن والعراق ولبنان وكذلك دعمها لحماس وفي سوريا أيضاً، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديداً مباشراً لأمنها القومي خصوصاً في ظل تهديدات الحوثي لها وإطلاق صواريخ استهدفت العمق الإسرائيلي وكذلك تهديده للملاحة الدولية في مضيق باب المندب، وفي العراق الذي يتزايد فيه النفوذ الإيراني اتخذت واشنطن قراراً بإخلاء سفارتها وهي رسالة واضحة بأن الحل الدبلوماسي مع إيران بات مستبعداً وأن الرد العسكري سيكون هو الخيار الذي ستقوم به إسرائيل وليست الولايات المتحدة بشن ضربة عسكرية محتملة على المنشآت النووية الإيرانية.
ولكن طهران بالمقابل لن تقف مكتوفة الأيدي وأكدت ذلك على لسان وزير الدفاع الإيراني بأنها سترد، وهو ما سيرفع من المواجهة إذا ما ردت الولايات المتحدة على أي استهداف لمصالحها، وبالتالي فإن المنطقة بل والعالم سيكون أمام تطورات عسكرية غير مسبوقة وسوف تتوسع المواجهة وقد تصل إلى حرب عالمية ثالثة في حال تدخلت قوى عالمية وأصبح اصطفاف تلك القوى ليكون هناك معسكران أو جبهتان. سيناريوهات محتملة يتوقعها المحللون العسكريون بأن إسرائيل سوف تشنّ هجمات جوية على منشآت نووية إيرانية وستكون حرب صواريخ بين إسرائيل وإيران، إضافة إلى احتمالية رد طهران بشكل مباشر من خلال استهداف السفن الأمريكية، وهنا لن تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي وستقوم بضربات دقيقة على منشآت عسكرية إيرانية وسوف تستهدف قيادة الحرس الثوري وقد تصل إلى شل البنية التحتية العسكرية الإيرانية، وحقيقة لا نتمنى لهذه التوترات الإقليمية أن تصل إلى حرب إقليمية شاملة ولابد من احتواء التصعيد وهذا ما تسعى له روسيا في التوسط بين واشنطن وطهران والوصول لحل وعودة المفاوضات حول النووي الإيراني، لأن توسع الحرب سوف يهدّد الملاحة في مضيق هرمز وسينعكس حتماً ويؤدي لارتفاع أسعار النفط العالمية.
همسةأجزم بأن الجميع بمن فيهم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإيران لا يفضلون خيار الحرب، لأن ذلك سيُدخل المنطقة والعالم برمته في هاوية يصعب بعدها الخروج منها بسهولة، لأن شرارة الحرب إذا ما اندلعت لا يستطيع أحد التحكم في نهايتها، وأعتقد أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في رسم مستقبل الشرق الأوسط بأكمله.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 2 ساعات
- البلاد البحرينية
أميركا تجري عمليات تنقل وتغييرات لعتادها العسكري في المنطقة
تجري الولايات المتحدة عمليات تنقل وتغييرات لمواردها العسكرية في الشرق الأوسط، ردا على الضربات الإسرائيلية والانتقام الإيراني المحتمل. وقال مسؤولان أميركيان، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة تجرى عمليات تنقل وتغييرات لمواردها العسكرية، ومنها السفن، في الشرق الأوسط ردا على الضربات الإسرائيلية والرد الإيراني المحتمل على الهجمات الإسرائيلية. وأمرت البحرية الأميركية المدمرة "يو إس إس توماس هودنر" للبدء بالإبحار نحو شرقي البحر المتوسط، كما وجهت مدمرة ثانية بالبدء في التحرك قدما في اتجاه المنطقة لتكون متاحة في حال طلب البيت الأبيض استخدامها. ونقلت أسوشيتد برس عن المسؤولين إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصدد عقد اجتماع مع كبار أعضاء مجلس الأمن القومي لمناقشة الوضع. يُذكر أن القوات الأميركية في المنطقة اتخذت تدابير احترازية منذ عدة أيام، من بينها السماح لأفراد عائلات العسكريين بمغادرة القواعد في المنطقة طوعا، وذلك تحسبا للضربات الإسرائيلية وحماية هؤلاء الأفراد في حال وقوع رد واسع النطاق من جانب طهران.


البلاد البحرينية
منذ 2 ساعات
- البلاد البحرينية
بيان غامض من جامعة إيرانية بشأن إعلان نووي قريب
هددت جامعة بهشتي في طهران "بالانتقام" من الهجوم الإسرائيلي على إيران، وأعلنت في بيان أن "القوة النووية الإيرانية ستظهر قريبا". وأعلنت الجامعة مقتل خمسة من أساتذة الجامعة، إضافة إلى عدد من أفراد عائلاتهم، على إثر الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة، والذي استهدف مواقع حساسة وشخصيات متعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وجاء في البيان: "بقلب ملتهب، وحقد في حناجرنا، وعزيمة راسخة، نتعهد بمواصلة مسيرة هؤلاء الشهداء الأبرار بشجاعة وكرامة وإيمان؛ لن تبقى أقلامهم على الأرض، ولن تُسكت أفكارهم، وستبقى أسماؤهم خالدة في التاريخ". وختم البيان: "حين تهب إرادة الشعوب المستضعفة، ويرتفع صوت الحق من وسط النيران، حينها سنرد على هذا الظلم والعدوان بردٍّ يزلزل أركان الباطل. وسنعرض قريبا القوة النووية الإيرانية". واعتبر البعض الرسالة بالغامضة، والتي تمثل تهديدا غير مباشرا، باستخدام القوة النووية الإيرانية. ما دور جامعة بهشتي في البرنامج النووي؟ جامعة الشهيد بهشتي، هي جامعة إيرانية تُركز على برامج الدراسات العليا والبحث، وتُجري أبحاثا علمية مكثفة ذات صلة بتطوير الأسلحة النووية، وفقا للاتحاد الأوروبي، وتشرف عليها وزارة العلوم والبحث والتكنولوجيا الإيرانية. وأجرت الجامعة أبحاثا حول فصل اليورانيوم عن مياه الصرف باستخدام التحليل الكهربائي. ويرتبط اسم العديد من الأساتذة العاملين فيها بالبرنامج النووي الإيراني، بسبب دورهم المباشر مع المنشآت النووية الإيرانية.


الوطن
منذ 6 ساعات
- الوطن
الجيش الإسرائيلي: دمرنا 'عشرات' أنظمة الرادار ومنصات الصواريخ بالضربات على إيران
أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه دمر "عشرات" أنظمة الرادار ومنصات إطلاق الصواريخ أرض جو في غرب إيران في سلسلة الضربات الجوية التي نفذها على إيران. وأضاف بالقول: "دمرنا صواريخ باليستية كانت موجهة نحونا". وأوضح الجيش في بيان: "خلال الساعات الأخيرة، أنجزت مقاتلات تابعة لسلاح الجو بناء على معلومات استخباراتية دقيقة من مديرية المخابرات، عملية واسعة النطاق ضد نظام الدفاع الجوي للنظام الإيراني في غرب إيران"، مضيفا أنه "في إطار هذه الضربات، تم تدمير عشرات أنظمة الرادارات وقاذفات الصواريخ أرض جو". وفي وقت سابق، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين، اليوم الجمعة، بأن إيران أطلقت أكثر من مائة طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل في الساعات الماضية، قائلا: "أمامنا ساعات صعبة". وذكر مراسل العربية أن سلاح الجو الإسرائيلي بدأ بإسقاط مسيرات إيرانية. جاء ذلك ردا على إطلاق إسرائيل عملية سمتها "الأسد الصاعد" قالت إن هدفها "ضرب البرنامج النووي الإيراني"، واستهدفت غاراتها حيا يقيم فيه كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في العاصمة طهران. وأوضح الناطق باسم الجيش إيفي ديفرين لصحافيين "أطلقت إيران حوالي مائة مسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية ونعمل على اعتراضها". وأضاف أن 200 طائرة مقاتلة إسرائيلية شاركت في الهجوم على إيران وضربت حوالي مائة هدف في مناطق إيرانية مختلفة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه "خطط للهجوم على إيران منذ فترة طويلة"، وإن العملية "تمت باختراقات في صفوف إيران"، مضيفا أن قادة المنظومة الأمنية في إيران قتلوا وما يزال الجيش يقصف أهدافا عسكرية. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات ضد إيران لتدمير المنشآت الحيوية للبرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أن الهجوم طال قلب برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، ومنشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية في نطنز، وعلماء فيزياء نووية. وقال نتنياهو في خطاب تلفزيوني: "لقد أطلقت إسرائيل للتو عملية "الأسد الصاعد"، وهي عملية عسكرية محددة الأهداف تسعى إلى القضاء على التهديد الذي تشكله إيران على وجود إسرائيل. هذه العملية سوف تستمر عدة أيام طالما كان ذلك ضرورياً". مضيفاً أن الغرض الرئيسي من الضربات هو "تعطيل البرنامج النووي الإيراني". وأشار رئيس الوزراء إلى أن طهران لا تريد تسوية النزاع بشأن برنامجها النووي من خلال الدبلوماسية، ولا تريد التخلي عن قدرات تخصيب اليورانيوم، وبالتالي لم يكن أمام إسرائيل خيار سوى المضي قدماً في توجيه الضربات. وأردف نتنياهو "لقد ضربنا قلب برنامج التخصيب النووي الإيراني، وضربنا قلب برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، وهاجمنا منشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية في نطنز، واستهدفنا علماء فيزياء نووية بارزين يعملون على القنبلة الإيرانية، وضربنا أيضاً قلب برنامج الصواريخ الإيراني".