logo
الصعود على أكتاف الآخرين... «سهرة في حالة حرجة»

الصعود على أكتاف الآخرين... «سهرة في حالة حرجة»

الرأي١٧-٠٢-٢٠٢٥

في أول العروض الرسمية لفعاليات مهرجان «أيام المسرح للشباب» بدورته الخامسة عشرة، والذي تنظمه الهيئة العامة للشباب على خشبة مسرح الدسمة، قدمت فرقة المسرحي الكويتي عرضها المسرحي «سهرة في حالة حرجة»، التي تناقش هَوَس الشهرة وصعود «الترند» لدى البعض.
المسرحية من تأليف فرح الحجلي، وإخراج محمد الأنصاري، في حين تشارك في بطولتها نخبة من النجوم الشباب، على غرار عبدالله البلوشي وناصر الدوب ومحمد جمال الشطي، بالإضافة إلى سارة العنزي ويوسف أشكناني وحوراء إبراهيم وأحمد عاشور.
ودارت أحداث المسرحية في سهرة تلفزيونية يُقدمها مذيع متعجرف وأناني «عبدالله البلوشي»، والذي اعتاد أن يضغط على آلام ضيوفه في البرنامج لكي يتصدّر «الترند» ويحصد المزيد من نسب المشاهدة، كونه يعاني من عقدة الشهرة.
ففي الوهلة الأولى، يظن الضيوف في البرنامج أن الأمور تسير بشكلٍ عفوي وتلقائي، بيد أن الحقيقة تقول عكس ذلك، لا سيما وأن فريق الإعداد اشتغل على الإساءة إليهم بصورة ممنهجة ومقصودة، كما استغل نقاط الضعف لديهم لعرض مشاكلهم وقضاياهم أمام الملأ بطريقة مستفزة وغير إنسانية.
مَنْ يُدير اللعبة في هذه السهرة هو ذلك المذيع، الذي دأب على جرح الآخرين في برنامجه، لكي يسطع نجمه في سماء الإعلام ويزيد من عدد متابعيه في مواقع التواصل.
كما أضاء العرض على 3 شخصيات أساسية، لكل منها مشاكلها الخاصة وهمومها، فضلاً عمّا تكابده كل واحدة على حدة، مِنْ نقصٍ ما في جانب من جوانب حياتها.
وبدا النص الذي ألّفته الحجلي منحازاً إلى التجريب، كما أنه مُعاصراً جداً، كما لو أنه كُتِب اليوم، نظراً لتناوله قضايا جديدة كلياً لا سيما وأنه يلامس أحداث الساعة، وفكرته «خارج الصندوق». أما لغة الحوار، فجاءت بالفصحى، عدا بعض «القفشات الكوميدية» التي كانت بالعامية.
النص باختصار، يعتبر من الطروحات الشجاعة، كما قدم فرح الحجلي كمؤلفة للمرة الأولى في هذا المهرجان، بعدما اعتادت أن تكون مخرجة وممثلة في دوراته السابقة.
ولعلّ تواجد الفنان البلوشي في العرض أضفى نوعاً من التوازن على الإيقاع الدرامي، خصوصاً أنه والحجلي من خريجي الدفعة ذاتها في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولذلك يبدو أن دور المذيع قد كُتب خصيصاً له.
ويحسب للمخرج محمد الأنصاري قيادته في ضبط زمام الخشبة، ليقدم عرضاً «ولا غلطة» فيه، مستحضراً خبرته المسرحية في إدارة دفة الإخراج ورؤيته الثاقبة في تنفيذ الفكرة من الورق إلى الخشبة.
أيضاً، لا نغفل دور الإضاءة لفاضل النصار، والتي جاءت متماشية مع مضمون النص، حيث الألوان الزرقاء والحمراء والصفراء التي تناسب أجواء السهرة، لتجعل الجمهور جزءاً من الحدث.
وفي ما يتعلّق بالديكور، الذي صمّمه خالد السالم، فكان بطل العرض بامتياز، خصوصاً في ظل وجود السلم بمنتصف الخشبة، والذي يشير إلى ذلك الهوس لدى المذيع بالصعود إلى النجومية، ولكنه بدلاً من الصعود خطوة خطوة، اختار الصعود السريع على أكتاف الآخرين.
وكذلك الأزياء للمصممة فاطمة العازمي لم تكن أقل شأناً من عناصر السينوغرافيا الأخرى، حيث عمدت إلى تصميم الثياب البرّاقة في دلالة واضحة على طبيعة السهرة التلفزيونية، إلى جانب الماكياج لاستقلال مال الله.
ولأن الموسيقى التصويرية جزء من اللعبة، فقد أبدع العازفون بتوظيفها بشكل جيد من دون المبالغة، لتصاحب الحالة الدرامية تارة وتتوقف طوراً عند نهاية كل مشهد.
«فريق العمل»
- مساعد المخرج: محمد المنصوري وفهد العامر.
- تنفيذ الديكور: علي الحسيني ومبارك العنزي.
- تأليف موسيقي: محمد البصيري.
- مخرج منفذ: محمد الشطي.
- العازفون: آلاء مقصيد ومبارك العنزي وعمران عبدالجليل.
المنتدون: جمالية العرض ... طغت على كل شيء
أعقب العرض ندوة تطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، أدارتها عضو اللجنة الفنية الكاتبة فلول الفيلكاوي، بحضور رئيس المهرجان الدكتور محمد المزعل ورئيس المركز الإعلامي الزميل مفرح الشمري، إلى جانب مخرج العمل محمد الأنصاري، والمؤلفة فرح الحجلي.
في بداية الندوة، تحدث الشمري مشيداً بجمالية العرض المسرحي، وبجهود المخرج الأنصاري، وكذلك فرقة المسرح الكويتي، التي تواصل تقديم أعمال متميزة في المهرجانات داخل الكويت وخارجها. وأكد أن هذا المهرجان كان شاهداً على ولادة العديد من نجوم المسرح والتلفزيون والسينما، مختتماً حديثه بالتحية لفريق العمل على جهودهم.
من جهته، عبّر الناقد عبدالله شموه عن إعجابه بالعرض، قائلًا: «كنت أحاول العثور على أخطاء، لكن الجمالية طغت على كل شيء. الموسيقى والديكور كانا متناغمين مع المشاهد، والأزياء ناسبت الشخصيات، أما النص فقد ناقش قضايا متنوعة وواقعية».
وفي مداخلته، قال الدكتور أيمن الخشاب: «العمل يلامس قضايا معاصرة بواقعية، ويسلط الضوء على وحشية وسائل التواصل الاجتماعي واستغلالها لمصالح شخصية. تمنيت أن تكون وحشية الإعلام مرتبطة بشكل أعمق بمجريات المسرحية، لأن المسرح يكشف ما وراء الحقيقة. كذلك، سعدت برؤية ناصر الدوب وعبدالله البلوشي في العرض، فقد أمتعا الجمهور بالكوميديا».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زمن الأراجوز والجوكر... انتهى
زمن الأراجوز والجوكر... انتهى

الرأي

timeمنذ 20 ساعات

  • الرأي

زمن الأراجوز والجوكر... انتهى

الأراجوز كلمة تركية وتعني صاحب العين السوداء، وهو إنسان بسيط لا يريد سوى أن يعيش كما يهوى ولو على حساب كرامته وسمعته، ويكره التعالي والافتراء لكنه يفعل ذلك أحياناً لمصلحته! وهو حاد الطباع تغلب على لسانه السخرية ويستخدم مهاراته اليدوية وتعابير وجهه ليضحك الجلساء! كما أنه متمرس في أدائه ولكنه أُمي وإن ظهر بمظهر الأكاديمي ويجعل من مهنته حِرفة يرتزق منها... وإن صادفته في مجلس فكأنك ترى دُمية تتحرك وتتكلم وتقلد الأصوات والشخصيات مع اختلاق النكات ولا حدّ لألفاظه وسلاطة لسانه وليس هناك تحفظ على أي مصطلح! وأما شريكه الجوكر، فهو ذلك الشخص صاحب المهارات المتعددة والصعبة أحياناً مستغلاً بذلك خبرته وعلاقاته الأخطبوطية... وقدرته على التفكير خارج إطار الصندوق وله دقة وسرعة في الإنجاز... وفي الغالب عند علماء النفس يقولون إنه شخص مضطرب نفسياً يعاني من متلازمة الضحك، تجده في كل المعارك يلبس لبوسها مما يجعله في عملية انفجار دائم وسخط على المجتمع حتى وإن ارتدى من الأقنعة الوديعة والحميمة... والقاسم المشترك بين الأراجوز والجوكر عدم الالتزام بالقيم والمبادئ واللامبالاة، والغاية عندهما تبرر الوسيلة... وهذه النوعيات من الناس تجدها في كل مكان في الأرض... ليس لها جنسية ولا جنس محدد ولهما آثار سيئة ولا يمكن بناء المجتمعات على أدوار هذه النوعيات. وثالثة الأثافي الكومبارس، وهو ممثل الخلفية أو الممثل الإضافي، ويظهر في دور غير المتكلم أو صامت، ويظهر ممثلو الخلفية في مشهد بأفلام الحروب أو المظاهرات والمعارك والحروب ويتلقون أجوراً ليلعبوا دوراً تكميلياً... وغالباً ما يُضفي الكومبارس واقعية على المشهد الفني ويساعد على خلق مناخ طبيعي لسيناريو الأحداث أو الانتخابات. وهناك الشخصية النرجسية التي تتمتع بكاريزما سقف عالٍ بشعور مبالغ فيه بأهميته في المجتمع... لأنه يفهم الواقع وحده! ويحتاج إلى الإطراء من الآخرين بشكل زائد، ومع هذه النرجسية تجده ينزعج بسهولة من أقل انتقاد. هذه باختصار ألوان الطيف السياسي التي لعبت دوراً في تسلسل الأحداث على مدى خمسة عقود من عمل مجلس الأمة وخُدِعنا بها على أنها معارضة! واكتشفنا أخيراً أننا في آخر طريق التنمية ولا أبتعد كثيراً إذا قلت إن في أذهان الكويت مازالت صور هذه التماثيل المتساقطة حاضرة في أذهانهم وتاريخهم السيئ الذي فعلوه في العمل النيابي ومقاطع اليوتيوب تشهد على ذلك. حيث تجدهم في كل وادٍ يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، والآن بعد تساقط الأقنعة وأثبتتها الأحكام القضائية المتوالية بصورة متصاعدة! ظهرت الوجوه على حقيقتها! وفي الختام نقول «لو خليت خربت»... فمازال -بحمد الله- في الكويت رموز وطنية كريمة أعطت ومازالت، فضميرها حي، وذمّتُها خالية، وهؤلاء بحاجة إلى كلمة طيبة بين الحين والآخر، فنقول لهم «كثّر الله من أمثالكم».

انفصال أحمد السقا عن مها الصغير
انفصال أحمد السقا عن مها الصغير

الرأي

timeمنذ 2 أيام

  • الرأي

انفصال أحمد السقا عن مها الصغير

خرج الفنان المصري أحمد السقا عن صمته وأعلن رسمياً أنه طلق أم أولاده الإعلامية مها الصغير. السقا، أعلن انفصاله عن الصغير، بعد زواج استمر 26 عاماً، ودوّن عبر حسابه، على «فيسبوك»، ما وصف بأنه «بيان» قال فيه: «عشان الناس اللي بتسأل أنا والسيدة مها محمد عبدالمنعم، منفصلين منذ 6 أشهر، وتم الطلاق منذ شهرين تقريباً، وأعيش حالياً لأولادي وعملي وأصدقائي المقربين، وأمي وأختي، وكل تمنياتي لأم أولادي بالتوفيق والستر، ومش عايز رغي في الموضوع ده رجاء من الصفحات الخاصة، وسبحان مقلب القلوب ومبدلها». وأضاف «أنا أعلنت، بينما تأخرت هي في الإعلان، وفي هذا قمة الاحترام والرقي، ولها كامل الاحترام، وهي التي قد توضح هذه الرغبة قريباً، وأمنياتي لها بالسعادة والنجاح، في قرارها وحياتها اللي فوجئت بها مثلكم، ربنا يسعدها في حياتها المستقبلية واختياراتها». وفي المقابل، شاركت الإعلامية مها الصغير متابعيها على حسابها في «إنستغرام»، بآية قرآنية: «واصبر حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين» (سورة يونس: 109)، ولكنها لم تعلق، ولم ترد على تعليقات المتابعين.

شيماء سيف تشارك في «الطقاقة» بالكويت
شيماء سيف تشارك في «الطقاقة» بالكويت

الجريدة

timeمنذ 3 أيام

  • الجريدة

شيماء سيف تشارك في «الطقاقة» بالكويت

تشارك الفنانة شيماء سيف في مسرحية «الطقاقة» بالكويت، خلال عيد الأضحى المقبل، بالتعاون مع الفنانين بيومي فؤاد وعبير أحمد ومرام البلوشي وخالد الشمري وسارة القبندي وعلي أحمد وشهد السلمان وإيمان قمبر، والمسرحية من تأليف محمد أكبر، وإخراج خالد الشمري. وكتبت سيف، عبر حسابها على «إنستغرام»، «أهل الكويت الغاليين استنونا في العيد بإذن الله مسرحية الطقاقة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store