logo
الكوري كيم يونغ ها يرسم روائيا سيرة قاتل متسلسل

الكوري كيم يونغ ها يرسم روائيا سيرة قاتل متسلسل

Independent عربية٢٩-٠٤-٢٠٢٥

يتولى السرد في رواية "حقي في تدمير نفسي"، قاتل من نوع خاص، يقرر كتابة حكاياته مع عملائه الذين حفزهم على الانتحار، والدفع بها إلى دور النشر تباعاً، وتتضمن الرواية حكايتين لاثنين ممن أسهم في قتلهم، الأولى لفتاة تدعى "يهوديت" انتحرت بفتح صمام موقد الغاز في مطبخها، والثانية "ميمي" قطعت شرايين يدها. ويعكس حرص القاتل على نشر مثل هذه القصص إلى رغبته في تبرير سلوكه الإجرامي بمنحه نوعاً من الشرعية الفكرية، من ناحية ورغبته في استفزاز المجتمع، لجعله يواجه أسئلة حول معنى الحياة والموت.
الرواية الكورية بالترجمة العربية (دار صفصافة)
ويشير العنوان، "حقي في تدمير نفسي" إلى تصريح أدلت به الروائية الفرنسية فرنسواز ساغان (1935- 2004) أمام المحكمة دفاعاً عن نفسها، في الاتهامات الموجهة إليها المتعلقة بإدمانها للمخدرات. إذ عرفت ساغان بحياتها الصاخبة وعديد من التصريحات الجريئة حول الحياة والموت، من بينها تأكيدها على حق الإنسان في تقرير مصيره، حتى لو كان ذلك يشمل إنهاء حياته. وهو المحور الذي تدور حوله رواية الكوري كيم يونغ ها، حول القاتل المتسلسل الذي يختار ضحاياه بعناية شديدة، ممن فقدوا الأمل في الحياة، ويقترح عليهم الوسيلة المناسبة للانتحار.
احتفاء بالموت
يتفنن في اختيار ضحاياه خصوصاً من السيدات اللاتي جرى انتهاكهن جسدياً، فيأتي على ذكر ثلاث فتيات في روايته نجح في قتل اثنتين منهن، ولم يشر إلى مصير الثالثة، والرابط بينهن أنهن اضطررن للعمل في مهن جعلت أجسادهن مباحة، وهو ما أورثهن شعوراً بالخواء وفقدان معنى الحياة.
يظهر في العمل احتفاء السارد بالموت باعتباره عملاً سامياً، ووسيلته كي يحاكي دور الإله، "ففي هذا الزمن هناك طريقتان ليصبح البشر آلهة إما الخلق أو القتل" ص15. ويعمل على تبريره ورسمه بصورة شاعرية مستعيناً باقتباسات من كتاب عالميين. ينقل عن شكسبير قوله، "هل من الخطيئة أن نهرع إلى العرين السري للموت قبل أن يجرؤ الموت ويأتي إلينا"، ومقولة الشاعرة والروائية الأميركية سيلفيا بلاث، "إن تناثر الدم شعراً، لا توجد طريقة لإيقافه". ويعلق القاتل على تلك المقولة قائلاً، "لم يتحل عملائي بموهبة سيلفيا بلاث الأدبية ولكنهم توجوا نهاياتهم بالقدر نفسه من الجمال الذي أنهت به حياتها" ص16. أما القول "الموت لا يقل سحراً عن الحياة" فاقتبسه من الشاعر الفرنسي الروماني تريستان تزارا.
رغبات مكبوتة
الرواية بالأصل الكوري (أمازون)
ينظر السارد إلى السعي إلى الموت على أنه "استخلاص للرغبات المكبوتة في أعماق اللاوعي لعملائه وأنه يعمل على تحرير هذه الرغبات المكبوتة، لتزداد جموحاً" ص 14، مما يظهر القاتل المحترف في هذا الطرح على أنه يتعامل مع الموت ليس كنهاية وإنما كطقس للتحرر بدلاً من كونه مجرد فناء. وهذه الفكرة تقترب من الفلسفات التي ترى في الموت لحظة انفجار للحقيقة الداخلية، حيث تتجلى الرغبات التي كانت مدفونة خلف أسوار المجتمع والأخلاق.
هذه النظرة ربما مستوحاة من التحليل النفسي الفرويدي الذي يرى أن الرغبات المكبوتة في اللاوعي تدفع الأفراد نحو تدمير الذات، لكنه لا يراها كفعل سلبي بل كتحرر حتمي. فنحن أمام قاتل محترف من نوع خاص لا يقتل ضحاياه مباشرة، بل يمنحهم "الموت الذي يناسبهم" بإرادة وطلب منهم، وكأنه وسيط بين اللاوعي والرغبة في الفناء.
يبرر القاتل أفعاله إذن بمنظور فلسفي ويرى نفسه محرراً ومنفذاً للرغبات الدفينة للعملاء. فمن وجهة نظره "من لا يستطيعون القتل لا يستطيعون الحب أيضاً". ينظر إلى الموت على أنه نوع من الولادة الجديدة، كما في الفلسفات الشرقية التي ترى في الفناء انتقالاً. يختار طريقة الانتحار التي تناسب العميل بناءً على تحليله النفسي العميق لما يقوله ضحاياه الذين يسهبون في الحديث عن أنفسهم. يرى في كل طريقة موت يقترحها عليهم شاعرية ودلالات خاصة وجماليات جديرة بالاحتفاء. ويضيق ذرعاً بابتذال الموت الحادث في الزمن الحديث مما أفقده جلاله وجماله، "فقد أصبح الموت الآن محتوىً إباحياً يبث مباشرة على التلفاز، والمذابح التي كانت تكتشف من الإشاعات سرعان ما تذاع الآن بالتفصيل عبر الأقمار الاصطناعية" ص 96. يحتفى القاتل بالموت لكنه في الوقت نفسه يعادي الخلود، "لأنه يحنط الجمال ومن ثم يفقده الديناميكية التي تميزه"، مما يحيلنا فكرة نيتشه عن أن الحياة يجب أن تكون حركة وتطوراً مستمراً، بينما يمثل الخلود توقفاً، مثل لوحة معلقة في متحف فقدت قدرتها على التحول.
"موت مارا"
يقترن الموت مع الفن في هذه الرواية، فالقاتل يعشق اللوحات الفنية، خصوصاً تلك التي تجسد الموت، مثل لوحة "موت مارا" للفنان الفرنسي جاك لويس ديفيد (1748- 1825) التي تعود إلى عام 1793. تلك اللوحة حاول مرراً إعادة رسمها لكن "تكمن المعضلة في الارتياح البادي علي مارا بلوحتي، بينما مارا في لوحة ديفيد لا يبدو عليه استياء شاب ثوري في أعقاب غدر مفاجئ ولا راحة من تركوا مشقة هذه الحياة، هادئاً رغم آلامه وناقماً رغم تفهمه، كل هذه المشاعر المتضاربة داخل النفس البشرية أدركها ديفيد في تعبير يعلو وجه رجل ميت" ص 7.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما لوحة "يهوديت" للفنان النمسوي غوستاف كليمت (1862- 1918م) فيراها "ذروة الجمال المحنط"... "كانت عيناها تنظران إلى العالم بلذة ما. بدت مستريحة مع انفراجة بسيطة بشفتيها ولم يكن صدرها المكشوف ملوناً بلون الجلد الطبيعي بل كان أزرق، فبدت كجثة، وهنا يكمن سر جاذبيتها" ص 72.
موت ساردانابال
أما اللوحة الثالثة التي حظيت باهتمام السارد/ القاتل فهي لوحة "موت ساردانابال" للفنان الفرنسي أوجين ديلاكرو (1798- 1863) ويكشف عن سر ولعه بها، ليس طابعها الرومانسي المنمق ولكن الملك البابلي الجالس في الزاوية اليسرى العلوية من اللوحة، يحدق في الدم المتدفق من جثة والدته ومحظياته متكئاً بذراعه على وسادة، يتعاطف مع الملك التعيس "الذي أقام مأدبة موت دامية في بابل المتحضرة، إذا قام رسام عادي برسم هذه اللوحة لكان صورة ساردانابال حزيناً وذراعيه فوق رأسه، لكن ديلاكروا كان قد فهم مكنون شخص أراد أن يترأس الموت" (ص142- 143) .
فاللوحات الثلاثة التي سلط عليها القاتل الضوء تعتمد على الموت كتيمة رئيسة، فاللوحة الأولى تصور اغتيال القائد الثوري جان بول مارا في حمامه على يد شارلوت كورداي. ويظهر فيها الموت هادئاً مقدساً، وتصور مارا شهيداً للثورة الفرنسية، مستوحاة من وضعية المسيح في لوحات النزول عن الصليب. فهي لوحة تعكس رؤية القاتل في الرواية للموت كـ"لحظة صفاء"، حيث ينقى الإنسان من ضجيج الحياة ويصبح أيقونة.
واللوحة الثانية تصور مشهد قتل دموي تقطع يهوديت رأس القائد الآشوري هولوفرنيس لإنقاذ شعبها. قتل وحشي لكنه مبرر، لوحة يقدم فيها القتل كفعل تحرري، انتقام، فالقاتل في الرواية يرى نفسه محرراً، يخلص ضحاياه من حياة لا تستحق العيش، تماماً كما أن يهوديت تقتل هولوفرنيس كجزء من مصير محتوم.
واللوحة الثالثة تعكس مشهداً درامياً لانتحار الملك الآشوري سارانابال، الذي أمر بتدمير ممتلكاته وقتل جواريه قبل سقوطه. اللوحة تمثل الموت كفوضى، تدمير ذاتي، وجنون العظمة، فحيث لا يموت الملك وحده، بل يجر معه كل شيء. فالقاتل يربط القاتل في الرواية هذه الفكرة برفضه للخلود، حيث يرى أن الجمال يكمن في اللحظة، وليس في الاستمرار الأبدي.
فكل واحدة من هذه اللوحات تقدم زاوية مختلفة حول الموت، مما يثري فلسفة القاتل ويجعل نظرته أكثر تعقيداً، حيث يتعامل مع الموت كعمل فني متكامل، وليس مجرد حدث عابر، كما أن كل لوحة من اللوحات الثلاثة قابلتها امرأة التقي بها القاتل في الحقيقة سواء يهوديت أو فتاة هونغ كونغ أو ميمي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكوري كيم يونغ ها يرسم روائيا سيرة قاتل متسلسل
الكوري كيم يونغ ها يرسم روائيا سيرة قاتل متسلسل

Independent عربية

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • Independent عربية

الكوري كيم يونغ ها يرسم روائيا سيرة قاتل متسلسل

يتولى السرد في رواية "حقي في تدمير نفسي"، قاتل من نوع خاص، يقرر كتابة حكاياته مع عملائه الذين حفزهم على الانتحار، والدفع بها إلى دور النشر تباعاً، وتتضمن الرواية حكايتين لاثنين ممن أسهم في قتلهم، الأولى لفتاة تدعى "يهوديت" انتحرت بفتح صمام موقد الغاز في مطبخها، والثانية "ميمي" قطعت شرايين يدها. ويعكس حرص القاتل على نشر مثل هذه القصص إلى رغبته في تبرير سلوكه الإجرامي بمنحه نوعاً من الشرعية الفكرية، من ناحية ورغبته في استفزاز المجتمع، لجعله يواجه أسئلة حول معنى الحياة والموت. الرواية الكورية بالترجمة العربية (دار صفصافة) ويشير العنوان، "حقي في تدمير نفسي" إلى تصريح أدلت به الروائية الفرنسية فرنسواز ساغان (1935- 2004) أمام المحكمة دفاعاً عن نفسها، في الاتهامات الموجهة إليها المتعلقة بإدمانها للمخدرات. إذ عرفت ساغان بحياتها الصاخبة وعديد من التصريحات الجريئة حول الحياة والموت، من بينها تأكيدها على حق الإنسان في تقرير مصيره، حتى لو كان ذلك يشمل إنهاء حياته. وهو المحور الذي تدور حوله رواية الكوري كيم يونغ ها، حول القاتل المتسلسل الذي يختار ضحاياه بعناية شديدة، ممن فقدوا الأمل في الحياة، ويقترح عليهم الوسيلة المناسبة للانتحار. احتفاء بالموت يتفنن في اختيار ضحاياه خصوصاً من السيدات اللاتي جرى انتهاكهن جسدياً، فيأتي على ذكر ثلاث فتيات في روايته نجح في قتل اثنتين منهن، ولم يشر إلى مصير الثالثة، والرابط بينهن أنهن اضطررن للعمل في مهن جعلت أجسادهن مباحة، وهو ما أورثهن شعوراً بالخواء وفقدان معنى الحياة. يظهر في العمل احتفاء السارد بالموت باعتباره عملاً سامياً، ووسيلته كي يحاكي دور الإله، "ففي هذا الزمن هناك طريقتان ليصبح البشر آلهة إما الخلق أو القتل" ص15. ويعمل على تبريره ورسمه بصورة شاعرية مستعيناً باقتباسات من كتاب عالميين. ينقل عن شكسبير قوله، "هل من الخطيئة أن نهرع إلى العرين السري للموت قبل أن يجرؤ الموت ويأتي إلينا"، ومقولة الشاعرة والروائية الأميركية سيلفيا بلاث، "إن تناثر الدم شعراً، لا توجد طريقة لإيقافه". ويعلق القاتل على تلك المقولة قائلاً، "لم يتحل عملائي بموهبة سيلفيا بلاث الأدبية ولكنهم توجوا نهاياتهم بالقدر نفسه من الجمال الذي أنهت به حياتها" ص16. أما القول "الموت لا يقل سحراً عن الحياة" فاقتبسه من الشاعر الفرنسي الروماني تريستان تزارا. رغبات مكبوتة الرواية بالأصل الكوري (أمازون) ينظر السارد إلى السعي إلى الموت على أنه "استخلاص للرغبات المكبوتة في أعماق اللاوعي لعملائه وأنه يعمل على تحرير هذه الرغبات المكبوتة، لتزداد جموحاً" ص 14، مما يظهر القاتل المحترف في هذا الطرح على أنه يتعامل مع الموت ليس كنهاية وإنما كطقس للتحرر بدلاً من كونه مجرد فناء. وهذه الفكرة تقترب من الفلسفات التي ترى في الموت لحظة انفجار للحقيقة الداخلية، حيث تتجلى الرغبات التي كانت مدفونة خلف أسوار المجتمع والأخلاق. هذه النظرة ربما مستوحاة من التحليل النفسي الفرويدي الذي يرى أن الرغبات المكبوتة في اللاوعي تدفع الأفراد نحو تدمير الذات، لكنه لا يراها كفعل سلبي بل كتحرر حتمي. فنحن أمام قاتل محترف من نوع خاص لا يقتل ضحاياه مباشرة، بل يمنحهم "الموت الذي يناسبهم" بإرادة وطلب منهم، وكأنه وسيط بين اللاوعي والرغبة في الفناء. يبرر القاتل أفعاله إذن بمنظور فلسفي ويرى نفسه محرراً ومنفذاً للرغبات الدفينة للعملاء. فمن وجهة نظره "من لا يستطيعون القتل لا يستطيعون الحب أيضاً". ينظر إلى الموت على أنه نوع من الولادة الجديدة، كما في الفلسفات الشرقية التي ترى في الفناء انتقالاً. يختار طريقة الانتحار التي تناسب العميل بناءً على تحليله النفسي العميق لما يقوله ضحاياه الذين يسهبون في الحديث عن أنفسهم. يرى في كل طريقة موت يقترحها عليهم شاعرية ودلالات خاصة وجماليات جديرة بالاحتفاء. ويضيق ذرعاً بابتذال الموت الحادث في الزمن الحديث مما أفقده جلاله وجماله، "فقد أصبح الموت الآن محتوىً إباحياً يبث مباشرة على التلفاز، والمذابح التي كانت تكتشف من الإشاعات سرعان ما تذاع الآن بالتفصيل عبر الأقمار الاصطناعية" ص 96. يحتفى القاتل بالموت لكنه في الوقت نفسه يعادي الخلود، "لأنه يحنط الجمال ومن ثم يفقده الديناميكية التي تميزه"، مما يحيلنا فكرة نيتشه عن أن الحياة يجب أن تكون حركة وتطوراً مستمراً، بينما يمثل الخلود توقفاً، مثل لوحة معلقة في متحف فقدت قدرتها على التحول. "موت مارا" يقترن الموت مع الفن في هذه الرواية، فالقاتل يعشق اللوحات الفنية، خصوصاً تلك التي تجسد الموت، مثل لوحة "موت مارا" للفنان الفرنسي جاك لويس ديفيد (1748- 1825) التي تعود إلى عام 1793. تلك اللوحة حاول مرراً إعادة رسمها لكن "تكمن المعضلة في الارتياح البادي علي مارا بلوحتي، بينما مارا في لوحة ديفيد لا يبدو عليه استياء شاب ثوري في أعقاب غدر مفاجئ ولا راحة من تركوا مشقة هذه الحياة، هادئاً رغم آلامه وناقماً رغم تفهمه، كل هذه المشاعر المتضاربة داخل النفس البشرية أدركها ديفيد في تعبير يعلو وجه رجل ميت" ص 7. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أما لوحة "يهوديت" للفنان النمسوي غوستاف كليمت (1862- 1918م) فيراها "ذروة الجمال المحنط"... "كانت عيناها تنظران إلى العالم بلذة ما. بدت مستريحة مع انفراجة بسيطة بشفتيها ولم يكن صدرها المكشوف ملوناً بلون الجلد الطبيعي بل كان أزرق، فبدت كجثة، وهنا يكمن سر جاذبيتها" ص 72. موت ساردانابال أما اللوحة الثالثة التي حظيت باهتمام السارد/ القاتل فهي لوحة "موت ساردانابال" للفنان الفرنسي أوجين ديلاكرو (1798- 1863) ويكشف عن سر ولعه بها، ليس طابعها الرومانسي المنمق ولكن الملك البابلي الجالس في الزاوية اليسرى العلوية من اللوحة، يحدق في الدم المتدفق من جثة والدته ومحظياته متكئاً بذراعه على وسادة، يتعاطف مع الملك التعيس "الذي أقام مأدبة موت دامية في بابل المتحضرة، إذا قام رسام عادي برسم هذه اللوحة لكان صورة ساردانابال حزيناً وذراعيه فوق رأسه، لكن ديلاكروا كان قد فهم مكنون شخص أراد أن يترأس الموت" (ص142- 143) . فاللوحات الثلاثة التي سلط عليها القاتل الضوء تعتمد على الموت كتيمة رئيسة، فاللوحة الأولى تصور اغتيال القائد الثوري جان بول مارا في حمامه على يد شارلوت كورداي. ويظهر فيها الموت هادئاً مقدساً، وتصور مارا شهيداً للثورة الفرنسية، مستوحاة من وضعية المسيح في لوحات النزول عن الصليب. فهي لوحة تعكس رؤية القاتل في الرواية للموت كـ"لحظة صفاء"، حيث ينقى الإنسان من ضجيج الحياة ويصبح أيقونة. واللوحة الثانية تصور مشهد قتل دموي تقطع يهوديت رأس القائد الآشوري هولوفرنيس لإنقاذ شعبها. قتل وحشي لكنه مبرر، لوحة يقدم فيها القتل كفعل تحرري، انتقام، فالقاتل في الرواية يرى نفسه محرراً، يخلص ضحاياه من حياة لا تستحق العيش، تماماً كما أن يهوديت تقتل هولوفرنيس كجزء من مصير محتوم. واللوحة الثالثة تعكس مشهداً درامياً لانتحار الملك الآشوري سارانابال، الذي أمر بتدمير ممتلكاته وقتل جواريه قبل سقوطه. اللوحة تمثل الموت كفوضى، تدمير ذاتي، وجنون العظمة، فحيث لا يموت الملك وحده، بل يجر معه كل شيء. فالقاتل يربط القاتل في الرواية هذه الفكرة برفضه للخلود، حيث يرى أن الجمال يكمن في اللحظة، وليس في الاستمرار الأبدي. فكل واحدة من هذه اللوحات تقدم زاوية مختلفة حول الموت، مما يثري فلسفة القاتل ويجعل نظرته أكثر تعقيداً، حيث يتعامل مع الموت كعمل فني متكامل، وليس مجرد حدث عابر، كما أن كل لوحة من اللوحات الثلاثة قابلتها امرأة التقي بها القاتل في الحقيقة سواء يهوديت أو فتاة هونغ كونغ أو ميمي.

ميمي لـ برنامج ستايل كود مع ريما: أفكر في تنظيم حفلة طلاق واليوم أنا أشعر بالراحة!
ميمي لـ برنامج ستايل كود مع ريما: أفكر في تنظيم حفلة طلاق واليوم أنا أشعر بالراحة!

مجلة سيدتي

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • مجلة سيدتي

ميمي لـ برنامج ستايل كود مع ريما: أفكر في تنظيم حفلة طلاق واليوم أنا أشعر بالراحة!

كانت ثالث حلقات برنامج "ستايل كود مع ريما"، وهو النسخة الخاصة بشهر رمضان الكريم برعاية لوريال باريس ، مؤثرة جداً، حيث استضافت مقدمة البرنامج ريما الأسطا ضيفة مميزة بدأ نجاحها من قناتها على يوتيوب مع مقاطع فيديو لصناعة الأساور حتى أصبحت تملك حوالي 3.6 مليون مشترك على يوتيوب ومليون ونصف على انستغرام، نقصد بالطبع صانعة المحتوى ميمي Mimi والتي تُعرف باسم إسوارتي eswaratti على السوشيال ميديا والتي فتحت لنا قلبها وشاركتنا محطات هامة غيرت مجرى حياتها كوفاة والدها وطلاقها بعد 10 سنوات من الزواج! ميمي: مررت بفترة مؤلمة ولكنني تخطيتها بقوتي! تحدثنا ميمي عن آخر سنتين من حياتها والتي وصفتهما بأنهما مؤلمتان، ففيهما فقدت والدها الذي تربطها به علاقة وطيدة وقوية، فوالدها كان السند الذي لم يقف في طريق نجاحها يوماً بسبب العادات البالية وهي تشعر بأنه يرافقها في كل لحظة، وفي اليوم الذي توفى به والدها قررت الانفصال عن زوجها بعد 10 سنوات من الزواج، السبب وراء طلاقها هو عدم رغبته في إنجاب الأطفال الأمر الذي جعلها تشعر بالخذلان، ما دفعها للاستعانة بطبيب نفسي لتجاوز هذه المرحلة. وقد سألتها ريما عن الشعور الذي يراود المرأة خلال مراحل الانفصال و الطلاق ، حيث تذكر ميمي بأن الأمر كان أصعب خلال فترة الزواج لاتخاذ قرار جريء كهذا، من ثم مرت بعام وصفته بالصعب، ولكن بعد مرور العام بدأت تشعر بالراحة والحرية الأمر الذي يدفعها للتفكير في تنظيم حفلة طلاق. لم تجعل هذه التجربة ميمي تتراجع عن فكرة إنجاب الأطفال أو عن الزواج مجدداً، ولكن الفرق بأنها ستختار الشخص الذي ستشعر معه بالراحة والأمان، وهنا تنصح الفتيات بالتريث عند اختيار شريك الحياة وبأن تكملن دراستهن وتطورن من أنفسهن ما سيجعلهن يخترن بعقلانية ووعي أكبر. تابعي المزيد: في نهاية الحلقة، أضافت كل من ريما وميمي بعض الرتوش الجمالية لمكياجهن قبل التوجه للسحور، وهنا شاركتنا ميمي حيلة يستخدمها مشاهير السوشيال ميديا للظهور بشكل أجمل من خلال تطبيق يعدل على ملامج الوجه وحتى الشعر، في رسالة منها بأن ما نراه على السوشيال ميديا ليس طبيعياً على الدوام. منتجات جمالية لا غنى عنها طبقت ريما وميمي خلال الحلقة ماسكارا بانوراما الجديدة من فوليوم ميليون لاشز التي تجعل عينيك تبدو أكبر بمقدار 1.4 مرة بفرشاة تغطي الرموش من الزاوية إلى الزاوية، وأحمر شفاه إينفاييبل مات ريسزتنس والتي تتميز بأنها تدوم لمدة 16 ساعة ولا تسبب أية بقع على الملابس. شاركتنا ميمي كذلك روتين العناية بشعرها، حيث وضحت بأنها تستخدم إلڤيڤ أكسترا أورديناري أويل سيروم للشعر الجاف لتغذية الشعر ومنحه اللمعان، وإلڤيڤ أكسترا أورديناري أويل سيروم منتصف الليل الذي يغذي الشعر بشكل مكثف عند تطبيقه قبل النوم. تابعي المزيد:

الطبقة المصرية الوسطى المهمشة بعين روائية شابة
الطبقة المصرية الوسطى المهمشة بعين روائية شابة

Independent عربية

time٢٠-١٢-٢٠٢٤

  • Independent عربية

الطبقة المصرية الوسطى المهمشة بعين روائية شابة

من تخيل يتكئ على سيرة ذاتية ووقائع وأحداث حقيقية، تنطلق الكاتبة المصرية مريم حسين في نسج روايتها "السيرة قبل الأخيرة للبيوت" (دار المرايا)، وبينما تنتهج سرداً ذاتياً تمنح بطلتها "ميمي" صوت السرد وتعمد إلى منحها أيضاً كثيراً من تاريخها الشخصي، فهي مثلها ابنة كاتب كان يعمل في المحاماة ودفعه انحيازه للفقراء إلى العيش والعمل في أفقر الأحياء الشعبية المصرية، وبهذا حصد نصيبه من بؤس تحول في ما بعد إلى لعنة طاردت البطلة وحاصرتها بالفقد وابتلعت أباها وبيتها وحبيبها. يحيل عنوان الرواية إلى بروز دور المكان في الرحلة السردية التي استغرقت ما يربو على 330 صفحة، تنقلت البطلة خلالها بين أربعة بيوت ينتمي أحدها إلى محافظة الفيوم والبقية إلى أحياء شعبية في محافظة الجيزة جنوب القاهرة، وتتشارك الأماكن والبيوت علاقات مركبة مع البطلة ومتناقضة فتحتويها وتلفظها في الوقت نفسه، وتمنحها الألفة والسعادة وتغمرها بالاغتراب والشقاء، وتحثها على المغادرة وتعاقبها حين تتخذ قرارها بالرحيل، فالبطلة تحمل التناقض نفسه إزاء تلك البيوت فتتعلق بها وتنفر منها وتتمسك بها وتتخلى عنها. التجول الحر في نسق من التجول الحر مضت الكاتبة تراوح بين أفقية التدفق وبين التذكر والاسترجاع في سرد حافظت على انسيابيته، وعلى رغم عدم تتابع الأحداث تصل رسالة إلى البطلة من أحد البيوت التي رحلت عنها لتنبئها بحوادث عنف وقتل ودماء، وتصبح وسيلة العبور الأولى إلى الماضي ودافعاً لاستعادة تاريخها في بيوت سكنتها عبر كل مراحل عمرها. رواية السرد الجماعي الذاتي (دار المرايا) وعلى رغم صدمة القارئ بحادثة القتل في بداية السرد فإن البطلة لم تتلق الحادثة إلا بعدم اكتراث يشي باعتيادها مثل تلك الحوادث، ويخبر أيضاً عن اقتران العنف والجريمة بالفقر والجهل في واقع بائس تعيشه واحدة من شرائح المجتمع المصري في أحيائه الشعبية. كان عيش الشخصية المحورية واندماجها في تلك الأحياء على رغم انتمائها الثقافي والاجتماعي للطبقة المتوسطة أول صور التناقض التي ألقت بظلالها على طبيعتها السيكولوجية، فهي وإن كانت تنبذ العنف ولا تمارسه فلا تتلقاه إلا باعتيادية وسخرية، وكان هذا التناقض بمثابة مقدمة وتمهيد لتناقضات أخرى أشد ارباكاً، بعضها يتصل بالحي الشعبي الذي يحمل تلاصق البيوت فيه وتقاربها الشديد مع كل الأمان وكل الخطر، في حين يتصل بعضها الآخر بهذه الشريحة المجتمعية التي تقطنه ولا يزال يُطلق عليها شعبية، على رغم كل ما طرأ عليها من تحولات، فالمنتمون إليها يمارسون العنف باعتياد ويتكافلون بالاعتياد نفسه يتشاجرون ويتصارعون، وفي اللحظة ذاتها يهبون لنجدة خصومهم ويكيدون لبعضهم بعضاً ويسارعون بالمؤازرة وإبداء التعاطف الصادق، "سحبت نفس هواء حاد استعداداً لشهقة مبحوحة تعقبها وصلة ردح، لكني لم أتمكن من زفر نفسي جف حلقي بشدة، احمرّ وجهي وسالت من عيني دموع فزعت سعاد وخبطت على صدرها: يا لهوي يا لهوي. جرت عليّ هدى تسندني" (ص:185). سيل من التحولات وتحيل الطبيعة التي رصدتها الكاتبة للطبقة الشعبية ضمناً إلى تحول كبير لحق بهذه الشريحة، بدا بخروج كثيرين على القانون عبر ممارسة البلطجة وتجارة المخدرات، وتبعه تغير ملامح الصورة القديمة للفتوة الذي كان يساند المظلومين، كما تناوله نجيب محفوظ في كثير من أعماله، وتحوله إلى بلطجي يرهب الآمنين ويروعهم. مريم حسين (صفجة الكاتبة - فيسبوك) وبدا التحول أيضاً في شكل العلاقات الاجتماعية داخل هذه الأحياء التي وإن حافظت على سمة التقارب الشديد والألفة فقد شابها في الوقت نفسه الحقد والعنف والكراهية على نحوٍ مربك، وبدا في علاقة أم البطلة "سوسن" بأبيها إذ اتسعت الفجوة بينهما مع طول فترة بقائهما في منزل في حي الشوربجي في الجيزة، ولم تكتف حسين برصد التحولات التي طرأت على المكان والعلاقات الاجتماعية وإنما عمدت إلى بلوغ الطبقات العميقة من النفس الإنسانية، وجسدت تحولاتها الشعورية فرصدت تحول غضب البطلة من الواقع إلى خوف من المستقبل، وتحول حب الأم لزوجها إلى ندم وجفاء، "كثيراً ما رددت أن أباها كان لا بد من أن يخشى عليها ويحبسها ويمنع ذلك الزواج بأية طريقة، وإنها كانت بلهاء عندما قالت له إن مكتبة حبيبها هي مهرها" (ص:75) وعبر هذا السيل من التحولات تنقل الكاتبة صورة قريبة لواقع المجتمع في مصر على مدى بضعة عقود، ولا سيما وأنها رصدت تحولات الذوق العام الذي بدا في طبيعة الأغنيات الرائجة وتحولات الثقافة والزي الذي تغير خلال عقد التسعينيات بشيوع وانتشار الحجاب وظهور النقاب، وكذلك تحولات المكان بعد ثورة الـ 25 من يناير (كانون الثاني) 2011 والتي كان لمدينة الفيوم نصيب كبير منها، فهي فقدت المساحات الطبيعية التي كانت تُمارس فيها هواية الصيد وحلت محلها "عمائر وبيوت ومحال وتكاتك وميكروباصات"، وفي مواضع أخرى من السرد بدا التحول قضية رئيسة فكان سكن عائلة الأستاذ في الحي الشعبي سبيلاً لإضاءة معاناة الطبقة المتوسطة في المجتمع المصري، والظروف الاقتصادية الضاغطة التي دفعت بهذه الطبقة للسقوط نحو الأسفل والتحول إلى مستوى معيشة أدنى. أمراض الواقع ومع اتساع الفضاء الزمني للأحداث الذي امتد منذ العقود الأخيرة في القرن الماضي وحتى اللحظة الراهنة، تعددت قضايا السرد وتنوعت وكان أبرزها الفقر وأثره في توحش معاناة الهامش والتفاوت الطبقي وتآكل الأرض الزراعية والمساحات الخضراء، وتزايد العنف والجريمة السلطة الأبوية وقتل النساء الواقع المزري للقطاع الصحي، واستفحال الفساد والإهمال تزوير الانتخابات والإرادة الشعبية وشيوع القيم الاستهلاكية، إضافة إلى هذا الاشتباك المباشر مع كثير من القضايا الاجتماعية الشائكة، لجأت الكاتبة إلى الرمز في طرح قضايا أخرى، فكان البيت معادلاً للوطن، ولم تكن علاقة البطلة المرتبكة بجدرانه سوى انعكاس لهوية متشظية بفعل مشاعر متضاربة يختلط فيها الحب بالغضب والانتماء بالاغتراب. أما الدهشة وطريقة استقبال الشخوص لقدرة "جمال" على إعادة تدوير الأشياء التالفة، فكانت لها أيضاً دلالات رمزية تحيل إلى أمنيات وآمال المهمشين في إعادة تدوير واقعهم البائس وخلق واقعٍ آخر لا دموع فيه ولا جروح ولا فقدان، وكذلك عمدت حسين إلى استخدام المفارقات اللفظية والسياقية لتمرير رؤاها حول قسوة الواقع المعيش، فبينما تعيش كلاب الأثرياء في فيلات وقصور، وبينما تتكاثر العمائر الخالية في الأحياء الراقية لا تجد بطلتها "خُرْم إبرة" يحتويها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) عبر حضوره الكثيف، أتاح الوصف للكاتبة نقل ملامح وتفاصيل المكان مما سمح بإبطاء السرد وإكسابه سمة المشهدية، كما كان أداتها لتجسيد معاناة الشخوص وما تعيشه من بؤس وعوز، كما جسدت عبره أيضاً المشاعر والانفعالات وكل ما يحدث بعيداً في أغوار النفس ولا يخضع لقوانين الإدراك ولا يقع في حيز الرؤية، فجسدت عبره الألم والعجز والهشاشة وهيبة الموت ووقع الوداع: "سوف نسير به من هنا إلى المدافن مدافن! لم السير بسرعة هكذا؟ رفقاً فقد ارتطم أكثر من مرة بالخشب، لم لا آخذ بعض عيدان البوص وأضرب بها الجميع ليتفرقوا وأحملك وحدي" (ص:102). وأتاح وصف ما يعتمل في العوالم الداخلية للشخصية المحورية إبراز الفقد كثيمة كبرى وعنوان لكل مراحل حياتها، وبينما أتاح الوصف تجسيد ما لا تدركه العين، كان الحلم والمونولوغ الداخلي وسيلتين لاستجلائه فأحال حلم "ميمي" طفلة بيد الذئب تشاركها طعامها وتقتحم البيت متجاوزة أقفاله إلى شعور باللا انتماء إلى بيت الجدة، لذا لم تستطع حمايتها من الذئب، وكان هذا الحلم تمهيداً لمعارضة زوجة العم الأصغر المبطنة ومخاوفها من احتمال لجوء البطلة وأمها إلى منزل الجدة ومشاركتهما لها فيه، أما حلم البطلة بصديقة طفولتها "إيمان" مصدومة وغارقة في دمائها، فكان تنفيساً لكبتها الشعوري المتخم بلوم الذات والإحساس بالذنب تجاه أبيها، وكذا تمهيداً لمصيره بعد تسعة أيام في العناية المركزة. وجوه الصراع فرضت طبيعة الفضاء المكاني للأحداث وشكل العلاقات الاجتماعية التي احتواها بروز الصراع بكل أشكاله ومستوياته على مدار السرد، فبينما احتدم بين قاطني الحي الشعبي كطقس اعتيادي من طقوسهم اشتعل بين الأم "سوسن" وزوجها أملاً في دفعه لتحسين وضعهم المادي بهدف التمكن من الفرار من الحي، وكذلك بين البطلة والأشباح التي ظلت تلاحقها من بيت إلى آخر، كما اندلع صراع صامت بينها وبين أبيها كان باعثه تعلقها الشديد به وإنكارها لفكرة فقدانه، وكذلك اندلع في العوالم الداخلية للشخوص كنتيجة لتناقضاتها التي راوحت بين تعلق ونفور ولوم وتعاطف ولا مبالاة واكتراث. وكما أسهم الصراع في دفع وتحريك الأحداث فقد كان أداة أخرى لإضاءة القضايا الرئيسة في النص، "انتظر أيام الإجازات بفارغ الصبر لأقضي يومي مع صالح، ظل أسير إحساس بالذنب لامتلاكه نقوداً وكان يشعر أنه مقسوم نصفين، نصف يحزن للفقراء ونصف نهم لمتع توفرها النقود" (ص:179). اللغة أيضاً كانت أداة ناجعة وظفتها الكاتبة لتجسيد الواقع الشعبي، فعمدت عبر مساحات الحوار إلى استدعاء لهجة عامية تلائم مقتضى الحال، ولجأت أحياناً إلى فحش لفظي صريح ومبطن، متجاوزة منطق جمالية اللغة ومؤثرة فيه واقعيتها، وهو ما قد يتعارض مع ماهية الأدب، وعلى رغم تناثر بعض الأخطاء اللغوية حرصت على سلاسة لغة السرد، وعززت جماليتها عبر التناص مع الموروث الديني من القرآن والإنجيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store