
د. عبدالقادر ورسمه إنترنت الأشياء (انترنت أوف ثنكس) والقانون 1 - 2 الجمعة 06 يونيو 2025
ويعود هذا الزخم التقني بشكل أساسي إلى وجود أجهزة الاستشعار الذكية، والشبكات، ونقاط التواصل، التي أصبحت تغطي كل ركن من أركان عالمنا، وتوجد في يد كل شخص في كل مكان وزمان. ومع التقدم التقني المطرد في قدرات الحواسيب التشغيلية والتخزينية، وفي الذكاء الاصطناعي المتطور، فإن العالم بلا شك سيشهد تحولًا كبيرًا في التفاعل عبر كافة وسائل التقنية، وخاصة الإنترنت، وما سيتبعه من وسائل أخرى.
إن الكثير من المعلومات والبيانات (الداتا) ستصبح متاحة للجميع عبر الشبكة العنكبوتية، وذلك من خلال دوائر واسعة من الاتصالات التي ستوفر العديد من البيانات التفصيلية التي يمكن الاستفادة منها في شتى المجالات. ومن خلال شبكات 'إنترنت الأشياء'، ستكون هناك إمكانية غير محدودة من المعرفة والمعلومات والبيانات، بالإضافة إلى سبل التواصل المتعددة.
ومن العوامل التي ساعدت كثيرًا على انتشار فكرة 'إنترنت الأشياء' وجود تقنيات حديثة أسهمت في توفيرها، مثل تقنية تحديد الهوية من خلال موجات الراديو المستخدمة في البطاقات الذكية، وعمليات تتبع البضاعة في المخازن، وتقنية الاستشعار عن بعد، وأنظمة 'الكود' الرقمية مثل 'الباركود'، وأنظمة الاتصال اللاسلكية مثل 'البلوتوث'، وشبكات 'الواي فاي'، وغيرها الكثير مما هو في رحم التقنية وخيال المبدعين في هذه الثورة التقنية المستحدثة... حتى نصل إلى مرحلة الاندماج مع الإنترنت ونصبح جزءًا لا يتجزأ منه، كما قال مؤسس فيسبوك. وعبر هذه الوسائل العديدة وتداخلها وتشبيكها، تم ويتم الاستفادة من التقنية الحديثة في 'عصر التقنية الرقمية' الذي نعيشه ونعايشه. وللتوضيح، نذكر بعض الأمثلة المتوفرة، منها ما ورد في تقرير لمستشفى أمريكي، حيث ذكروا أنهم قاموا بتصميم نموذج لنظام خاص للرعاية الصحية الدورية لمتابعة التطورات في تجربة علاج المريض، والسلامة الطبية، وكفاءة الموظفين، حيث يقوم النظام التقني بتتبع مكان المعدات الطبية الحرجة، ورصد درجات الحرارة في المستشفى، وجمع بيانات دقيقة عن امتثال الجميع لمتطلبات السلامة كنظافة اليدين، والمعدات، والأمكنة... وإلى جانب رعاية المريض، هناك أيضًا جمع بيانات عن تتبع مهام الممرضات والمساعدين الطبيين خلال الدوام، وكيفية استخدام تلك المعلومات في زيادة الكفاءة، والحرص على إرضاء المريض، حيث يرتدون مثلًا شارات أو بطاقات مدعومة بموجات راديو لمتابعة وتقييم كل أعمالهم. كما يمكن إعداد ومتابعة سلة مهملات ذكية تقوم بضغط المهملات وإعادة تدويرها، بالإضافة إلى معرفة كمية المحتوى بداخلها، وكفاءتها لاستقبال أخرى، وعزل بعضها حسب درجة الخطورة وفق الأنظمة. إن 'إنترنت الأشياء' تستعد لإحداث ضجة كبيرة في العالم عبر أجهزة الاستشعار الذكية وشبكات الوصل، لتسهيل حياة الإنسان إلى درجة كبيرة من السهولة وتوفير الراحة. ومنظومة 'إنترنت الأشياء' في حقيقتها، هي تقنية رقمية تربط 'الأشياء' بمختلف أشكالها وتنوعاتها باستخدام بروتوكولات الإنترنت، بحيث تصبح 'الأشياء' عبارة عن شبكة معلوماتية متصلة ببعضها البعض، ترسل وتستقبل الترددات، بالإضافة إلى البيانات والمعلومات.
وعبر هذا الجيل الجديد من الثورة التقنية في عالم المعلومات، ستتطور الأعمال والخدمات، وستتغير حياتنا بالكامل، لأن التقنية ستساعدنا في كل ما نحتاج إليه في حياتنا وأعمالنا، وكل فرد يمكنه الاستفادة منها في تطوير عمله وصناعته وحرفته... 'إلا من أبى' ولم يرغب في الولوج عبر هذا الباب التقني الجديد.
نعم، ستتغير حياتنا وستتسع أعمالنا في كل القطاعات: التجارية، والمصرفية، والخدمية، وقطاع رواد الأعمال، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والزراعة، والصناعة، والتعليم، والبحث، والترفيه... وغيرها من المجالات. ولكن هذا التطور في الأعمال يحتاج إلى استعداد تام لمواكبة المستجدات الجديدة. ومن أهم ما نحتاج إليه: توفير الغطاء القانوني ومواجهة المتطلبات القانونية المستجدة، خاصة وأن هذه الثورة التقنية الحديثة تتطلب تقنينًا حديثًا، وسنّ تشريعات ضرورية متطورة، ومستندات قانونية ملائمة، إلى الدرجة التي تنظم قانونية مسار 'الأشياء' المطلوبة في مسيرة 'إنترنت الأشياء' وفق القانون...يتبع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ يوم واحد
- البلاد البحرينية
احتمالية حدوث عاصفة شهب من غبار القمر في 2032
ذكرت الجمعية الفلكية بجدة أن العالم قد يشهد ظاهرة نادرة في 22 ديسمبر 2032، حيث يدرس علماء الفلك احتمال اصطدام الكويكب 2024 YR4، الذي يبلغ قطره نحو 60 متراً، بسطح القمر. وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إنه وفقاً للتقديرات، قد يؤدي هذا الاصطدام إلى انبعاث سحابة ضخمة من الغبار القمري تتجه جزئياً نحو الأرض، مسببة زخة شهب غير معتادة مصدرها سطح القمر ذاته. وأشارت إلى أن نتائج دراسة أجراها فريق علمي من جامعة ويسترن أونتاريو، قد أظهرت أن هذا الاصطدام، في حال حدوثه، سيطلق طاقة هائلة تعادل نحو 6.5 ميغا طن من مادة TNT، لافتة إلى أن هذه الطاقة كافية لتشكيل فوهة قطرها كيلومتر واحد على سطح القمر. وأكملت فلكية جدة الاصطدام سيقذف ما يصل إلى 100 مليون كيلوغرام من الحطام القمري في الفضاء، منوهة إلى أن هذه الكمية الضخمة قد يتجه جزء منها نحو الأرض. وتابعت أن الدراسة قد بينت أيضاً أن ما يصل إلى 10% من الحطام القمري، قد يصل إلى الأرض خلال أيام قليلة بعد الاصطدام، ما قد يؤدي إلى زخة شهب استثنائية بمعدلات تفوق المعدلات المعتادة بعدة أضعاف، لتشكل مشهداً فلكياً نادراً قد يكون مرئياً بالعين المجردة. ولفتت الجمعية إلى أن ما يميز هذه الزخة عن غيرها، هو أن جزيئات الحطام القمري ستدخل الغلاف الجوي بسرعات منخفضة نسبياً تتراوح ما بين 2 إلى 3 كيلومترات في الثانية، مقارنة بسرعة الشهب المعتادة التي تتجاوز 20 كيلومتراً في الثانية. وأردفت أنه نتيجة لذلك، فإن هذه الشهب ستظهر أبطأ وأطول فترة وأقل سطوعاً من المعتاد، لكنها ستكون استثنائية من نوعها، وذلك لأن كل شهاب مرئي سيكون فعلياً جزء من سطح القمر. ونوهت فلكية جدة إلى أنه بسبب هذه السرعة المنخفضة، ستبدو الشهب الناتجة أبطأ حركة وأكثر خفوتاً، مقارنة بالشهب المعتادة، مشيرة إلى أن ظهورها سوف يستمر لمدد أطول نسبياً، مردفة إنه ومع ذلك، ستظل مرئية بالعين المجردة وبأعداد كبيرة. وأفادت بأن ما يجعل هذه الظاهرة فريدة من نوعها، هو أن كل شهاب تقريباً سيكون حرفياً جزء من سطح القمر، لافتة إلى أن هذا أمر لم يسجل من قبل في أي زخة شهب معروفة. وأوضحت الجمعية أن فرصة اصطدام الكويكب بالقمر تقدر بحوالي 4%، مشيرة إلى أنها نسبة ضئيلة لكنها لافتة، مكملة أنه من المنتظر أن يتم تحديث هذه التقديرات في عام 2028، عندما يعاد رصده بعد خروجه من خلف وهج الشمس. وأضافت أنه في حال وقوع الاصطدام، سيكون ذلك أعنف تصادم يشهده سطح القمر منذ ما يقرب من 5000 عام، حيث سينتج عنه تأثيرات فلكية مميزة قد تغير من مشهد السماء كما نراه من الأرض. واختتمت فلكية جدة منشورها بقولها إنه إذا حدث ذلك فعلاً، فإن سكان الأرض سيكونون على موعد مع عاصفة شهب استثنائية تمطر فيها السماء بشهب مصدرها غبار القمر ذاته، في ظاهرة تعد الأولى من نوعها، كما أنها تشكل فرصة ذهبية لهواة الفلك لرصد مشهد سماوي نادر. تم نشر هذا المقال على موقع


البلاد البحرينية
منذ 4 أيام
- البلاد البحرينية
اليوم: كويكب كبير يمر بالقرب من الأرض
أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن علماء الفلك يرصدون يوم الاثنين 28 يوليو 2025، عبور كويكب يعرف بالرمز 2025 OW، بالقرب من كوكب الأرض، بسرعة تقارب 14 كيلومتراً في الثانية. وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إن الكويكب سيمر على مسافة آمنة تقدر بنحو 630,000 كيلومتراً (ما يعادل تقريباً 1.7 مرة المسافة بين الأرض والقمر)، دون أن يشكل أي خطر. وأشارت إلى أن هذا الحدث يعد من الظواهر التي تحظى باهتمام المتخصصين في مراقبة الأجسام القريبة من الأرض، نظراً لقيمته العلمية، وفرص الرصد التي يوفرها. وتابعت فلكية جدة قائلة إنه رغم أن الكويكب لا يشكل تهديداً مباشراً، فإن حجمه الذي يقدر بنحو 72 متراً (أي بحجم طائرة ركاب تجارية متوسطة)، يجعله محل اهتمام علمي ودفاعي. وبينت أن الأجرام بهذا الحجم في حال اختراقها للغلاف الجوي بسرعة عالية، قد تتسبب في أضرار محلية جسيمة، وذلك نتيجة الانفجار الهوائي أو الاصطدام الأرضي. وذكرت الجمعية أن الكويكب 2025 OW يصنف ضمن فئة الأجرام القريبة من الأرض، وهي مجموعة من الكويكبات والمذنبات التي تقترب مداراتها من كوكبنا إلى مسافات فلكية صغيرة نسبياً، ما يجعل مراقبتها أولوية لدى وكالات الفضاء والمنظمات المعنية بحماية الأرض من المخاطر الفضائية. ونوهت إلى أن هذا الكويكب لا يقع حالياً ضمن أي مسار تصادمي معروف وفقاً للبيانات المدارية المتاحة، مردفة إنه مع ذلك، فإن حجمه ومساره النسبي يسلطان الضوء على السيناريوهات الواقعية لاحتمالات اصطدام أجسام مماثلة بالأرض مستقبلاً، ما يبرز أهمية برامج الرصد المبكر والتخطيط الدفاعي الكوكبي. وأكملت فلكية جدة أنه لو كان هذا الكويكب في مسار تصادمي مع الأرض، لكان من المحتمل أن يحدث دماراً واسع النطاق على المستوى المحلي، اعتماداً على زاوية الاصطدام وكثافته. وأضافت أن اقتراب الكويكب 2025 OW يمثل تذكيراً هاماً بأن الأرض ليست معزولة عن محيطها الكوني، مشيرة إلى أن السماء تمطر أحياناً صخوراً وأجساماً فضائية صغيرة وكبيرة على حد سواء. واختتمت فلكية جدة منشورها بقولها إنه بينما لا يشكل هذا الكويكب خطراً مباشراً في الوقت الحالي، فإن رصد هذه الأجسام وفهم خصائصها، والاستعداد لاحتمالات اصطدام مستقبلية، تظل من الضرورات العلمية والتقنية التي تعزز أمن كوكبنا وسلامته. تم نشر هذا المقال على موقع


البلاد البحرينية
منذ 6 أيام
- البلاد البحرينية
ماذا تعرف عن نجم الدبران؟
أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن نجم الدبران يعد أحد ألمع النجوم في سماء الأرض، حيث يبعد عن الأرض حوالي 65 سنة ضوئية فقط، ما يجعله من أقرب النجوم العملاقة إلينا. وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إن هذا النجم طالما تبع عنقود الثريا في مسيره عبر السماء، لذلك أطلق عليه العرب القدماء هذا الاسم: الدبران، أي "الذي يتبع". وأشارت إلى أن الدبران يمثل نقطة مضيئة بارزة في سماء المساء، حيث يصنف علمياً كنجم عملاق أحمر برتقالي من النوع الطيفي K5 III. ولفتت فلكية جدة إلى أنه على الرغم من اللمعان الظاهري قد لا يشير إلى أن هذا النجم عملاق هائل، لكن الحقيقة أنه أكبر من الشمس بـ 44 مرة من حيث القطر، كما أنه أشد لمعاناً منها بنحو 500 مرة. وأكملت أنه مع أن كتلة هذا النجم ليست كبيرة جداً، حيث لا تتجاوز 1.16 مرة كتلة الشمس، إلا أن تمدده الكبير وانخفاض درجة حرارة سطحه إلى نحو 3,900 درجة مئوية، يعطيانه مظهراً برتقالياً مميزاً يمكن تمييزه بسهولة بالعين المجردة. وذكرت الجمعية أن هذا النجم يمر حالياً بمرحلة متقدمة من عمره النجمي، حيث استهلك معظم وقوده من الهيدروجين، لافتة إلى أنه الآن إما يدمج الهليوم في نواته، أو يستعد لذلك. وأردفت إنه بهذا يكون الدبران نموذجاً لمصير الشمس بعد نحو 5 مليارات سنة من الآن، حين تتحول هي الأخرى إلى عملاق أحمر. ونوهت فلكية جدة إلى أنه في عام 1993، أعلن علماء الفلك عن احتمال وجود كوكب غازي عملاق يدور حول نجم الدبران، أطلق عليه اسم الدبران b. وتابعت أن التقديرات تشير إلى أنه أكبر من كوكب المشتري، ويدور حول النجم مرة كل 629 يوماً تقريباً، مكملة أنه رغم أن هذا الكوكب ما يزال محتملاً ولم يؤكد بشكل قاطع، إلا أن الفكرة تضيف بعداً آخر لهذا النجم القديم. وأوضحت الجمعية أنه منذ آلاف السنين، أولى العرب اهتماماً خاصاً بالدبران، واعتبروه رابع منازل القمر ضمن التقويم النجمي العربي القديم، مشيرة إلى أن ظهوره ارتبط ببدء موسم الجوزاء الأولى. واستطردت أن القدماء كانوا يراقبون طلوعه فجراًً، لتحديد مواسم الزراعة وهبوب الرياح، إلى جانب أنه ارتبط كذلك بالعديد من الأمثال والحكايات الشعبية. وأشارت فلكية جدة إلى أنه رغم أن الدبران يبدو قريباً من الثريا في السماء، إلا أن هذا التقارب بصري فقط، حيث إن العنقود يبعد عنا أكثر من 440 سنة ضوئية، في حين أن النجم أقرب منها بنحو 6 أضعاف. وأكملت أن لون الدبران البرتقالي المحمر ليس مجرد مظهر، بل يكشف عن حرارة سطحه المنخفضة حوالي 3,627 درجة مئوية، مقارنة بـ 5,505 درجة مئوية لسطح الشمس. وأضافت الجمعية أنه عند مقارنة الدبران بنجم شديد الحرارة، مثل السماك الأعزل، الذي تصل حرارته إلى 21,827 درجة مئوية، يتضح أن لون النجم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بدرجة حرارة سطحه، وفقاً لقوانين الفيزياء الفلكية. تم نشر هذا المقال على موقع